بلاد تلبسنا مثل جلد نهرب منها إليها
بقلم : محمد عبد الوهاب #الشيباني
حين ضيَّق الإنجليز الخناق على الصحفيين والسياسيين والمعارضين القبليين، نزح العديد منهم إلى عاصمة الإمام أحمد (مدينة تعز)، ومنهم الأستاذ عبدالله عبدالرزاق باذيب الذي أبعدته سلطة الاحتلال عن عدن، بعد سنوات قليلة من واقعة المحاكمة الشهيرة، التي اتهم فيها بنشر الكراهية بعد نشره موضوع "المسيح الجديد الذي يتكلم الإنجليزية"، وفيها أصدر صحيفة "الطليعة" في العام 1959م، في العام نفسه الذي وصل فيه إلى تعز العديد من الطلاب المبعدين من مصر (الجمهورية العربية المتحدة)، بسبب نشاطهم السياسي، ومن ضمنهم مجموعة من الطلاب الجنوبيين، الذين أبعدوا بحجة انتماءاتهم السياسية لليسار، منهم: أبوبكر السقاف وعمر الجاوي ومحمد جعفر زين وخالد فضل منصور وعبدالله حسن العالم إلى جانب محمد أحمد عبدالولي وآخرون.
قبل أن يعاد ابتعاثهم مرة أخرى للدراسة في دول اشتراكية، مثل الاتحاد السوفييتي وألمانيا الشرقية وتشيكوسلوفاكيا على حساب حكومة الإمام.
في تناولي لسيرة الراحل عمر الجاوي، أشرت إلى أنه وأثناء وجوده في مدينة تعز، في العام 1959م، عمل محرراً في صحيفة "الطليعة"، التي أصدرها باذيب، قبل أن يسافر إلى موسكو ويتخصص في الصحافة، ويعود منها إلى تعز في العام 1963م، لإسناد ثورة سبتمبر من خلال عمله في المركز الحربي، مترجماً للخبراء السوفييت، وفي فترة حصار صنعاء أواخر العام 1967م كان الجاوي أحد زعماء المقاومة الشعبية لفك الحصار وهو صاحب شعار "الجمهورية او الموت".
وفي الفترة ذاتها، أو قبلها بقليل، استقرت في تعز العديد من الأسر اليافعية المعروفة، بعد أن تعارضت مواقفها مع مواقف الاحتلال الإنجليزي، منها أفراد من أسرة ال هرهرة وأفراد من أسرة المفلحي، الذين صاروا جزءا مهماً من نسيج مجتمع المدينة الصاعدة، التي صارت هي الأخرى قِبلة لليمنيين طيلة عقدي الستينات والسبعينات، قبل أن تغرقها موجات الردة الظلامية في بحور العتمة اللزجة.
كان قد سبقهم إلى تعز مبعداً من عدن محمد عبده نعمان الحكيمي، الأمين العام للجبهة الوطنية المتحدة - تأسست بعدن في منتصف الخمسينات، من مجموعة من النقابات العمالية لمناهضة السياسات التمييزية لسلطات الاحتلال- وقد قام في تلك الفترة بالتواصل مع معظمهم للتنسيق في تشكيل جبهة للكفاح المسلح ضد الاستعمار، منطلقاً من مبدأ التحالف مع كل شخص يرغب بمقارعة الاستعمار مهما كان جذره الطبقي وانتماؤه السياسي، وهو الأمر الذي كان يرفضه باذيب بشدة.
وقبل الجميع، وتحديداً في العام 1952م، هرب إلى تعز سلطان لحج فضل عبد الكريم مع مجموعة من أنصاره ومقربيه بعد حادثة التصفيات المشهورة في الحوطة.
في فترة الكفاح المسلح بقي الفدائيون وقادة العمل السياسي في الجبهة القومية وجبهة التحرير يتنقلون بين تعز وعدن، وهذه الأخيرة كان لها مكتب مهم في مدينة تعز تشرف عليه الأجهزة المصرية.. والجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل عقدت مؤتمرها الثاني في مدينة جبلة في 1966م، وقيادات سياسية محسوبة على الجبهتين تولت مواقع وزارية في حكومات الجمهورية العربية اليمنية قبل الاستقلال وما بعدها، كما سنشير لاحقاً.
ودمج الجبهتين القسري، الذي تم في 13 يناير 1966م، كان في مدينة تعز برعاية مصرية، وهو الدمج الذي رفضته الكثير من قيادات الجبهة القومية، وأفضى إلى دوامة من النزاع المسلح في مدينة عدن لاحقاً بين أنصار الجبهتين.
بعد انقلاب 5 نوفمبر 1967، وتالياً أحداث أغسطس 1968، نزح المئات من المنشغلين بالشأن العام والعسكريين المستبعدين من وظائفهم والملاحقين من صنعاء وتعز والحديدة إلى عدن، وشغل بعضهم مواقع سياسية في تكوينات السلطة الجديدة، وبالمقابل بدأت موجات نزوح جديدة للقيادات السياسية والعسكرية إلى مدن الشمال بعد ما عُرف بالخطوة التصحيحية في 22 يونيو 1969م.
في فترة النزاع بين الشطرين طيلة حقبة السبعينات - أفضت إلى حربين طاحنتين في 1972و1979 بين الأخوة- نشطت وبقسوة الأجهزة الأمنية في الشطرين تجاه معارضي سلطتهما، فكان فرار التقدميين جنوباً والرجعيين شمالاً على حد وصف الساخر الكبير فضل النقيب في روايته عن عودة الشاعر الجرادة إلى عدن بدون رفقيه محمود الحاج وفضل النقيب، بعد صعودهم إلى صنعاء ضمن وفد أدبي، وحين سئل الجرادة عن عودته وحيداً إلى عدن قال قولته المشهورة "التقدميون تقدموا والرجعيون رجعوا"، على اعتبار أنه شاعر تقليدي ويوصف بالرجعي، وإن مرافقيه كانا من الأدباء الشبان التقدميين حينها.
لعب اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، الذي تأسس موحداً في أكتوبر 1970م في عدن، دوراً مهما في توفير الحماية الكبيرة لكثير من الأدباء الذين تعرضوا لمضايقات، وكان يسهِّل انتقالاتهم واستقرارهم في الوجهة التي يرغبون الإقامة فيها في أي من مدن الشطرين, ولم أزل اتذكر الشاعرين الجليلين عبدالله هادي سبيت والأمير عبد الحميد عبد الكريم في فترة من فترات استقرارهما الطويل في
بقلم : محمد عبد الوهاب #الشيباني
حين ضيَّق الإنجليز الخناق على الصحفيين والسياسيين والمعارضين القبليين، نزح العديد منهم إلى عاصمة الإمام أحمد (مدينة تعز)، ومنهم الأستاذ عبدالله عبدالرزاق باذيب الذي أبعدته سلطة الاحتلال عن عدن، بعد سنوات قليلة من واقعة المحاكمة الشهيرة، التي اتهم فيها بنشر الكراهية بعد نشره موضوع "المسيح الجديد الذي يتكلم الإنجليزية"، وفيها أصدر صحيفة "الطليعة" في العام 1959م، في العام نفسه الذي وصل فيه إلى تعز العديد من الطلاب المبعدين من مصر (الجمهورية العربية المتحدة)، بسبب نشاطهم السياسي، ومن ضمنهم مجموعة من الطلاب الجنوبيين، الذين أبعدوا بحجة انتماءاتهم السياسية لليسار، منهم: أبوبكر السقاف وعمر الجاوي ومحمد جعفر زين وخالد فضل منصور وعبدالله حسن العالم إلى جانب محمد أحمد عبدالولي وآخرون.
قبل أن يعاد ابتعاثهم مرة أخرى للدراسة في دول اشتراكية، مثل الاتحاد السوفييتي وألمانيا الشرقية وتشيكوسلوفاكيا على حساب حكومة الإمام.
في تناولي لسيرة الراحل عمر الجاوي، أشرت إلى أنه وأثناء وجوده في مدينة تعز، في العام 1959م، عمل محرراً في صحيفة "الطليعة"، التي أصدرها باذيب، قبل أن يسافر إلى موسكو ويتخصص في الصحافة، ويعود منها إلى تعز في العام 1963م، لإسناد ثورة سبتمبر من خلال عمله في المركز الحربي، مترجماً للخبراء السوفييت، وفي فترة حصار صنعاء أواخر العام 1967م كان الجاوي أحد زعماء المقاومة الشعبية لفك الحصار وهو صاحب شعار "الجمهورية او الموت".
وفي الفترة ذاتها، أو قبلها بقليل، استقرت في تعز العديد من الأسر اليافعية المعروفة، بعد أن تعارضت مواقفها مع مواقف الاحتلال الإنجليزي، منها أفراد من أسرة ال هرهرة وأفراد من أسرة المفلحي، الذين صاروا جزءا مهماً من نسيج مجتمع المدينة الصاعدة، التي صارت هي الأخرى قِبلة لليمنيين طيلة عقدي الستينات والسبعينات، قبل أن تغرقها موجات الردة الظلامية في بحور العتمة اللزجة.
كان قد سبقهم إلى تعز مبعداً من عدن محمد عبده نعمان الحكيمي، الأمين العام للجبهة الوطنية المتحدة - تأسست بعدن في منتصف الخمسينات، من مجموعة من النقابات العمالية لمناهضة السياسات التمييزية لسلطات الاحتلال- وقد قام في تلك الفترة بالتواصل مع معظمهم للتنسيق في تشكيل جبهة للكفاح المسلح ضد الاستعمار، منطلقاً من مبدأ التحالف مع كل شخص يرغب بمقارعة الاستعمار مهما كان جذره الطبقي وانتماؤه السياسي، وهو الأمر الذي كان يرفضه باذيب بشدة.
وقبل الجميع، وتحديداً في العام 1952م، هرب إلى تعز سلطان لحج فضل عبد الكريم مع مجموعة من أنصاره ومقربيه بعد حادثة التصفيات المشهورة في الحوطة.
في فترة الكفاح المسلح بقي الفدائيون وقادة العمل السياسي في الجبهة القومية وجبهة التحرير يتنقلون بين تعز وعدن، وهذه الأخيرة كان لها مكتب مهم في مدينة تعز تشرف عليه الأجهزة المصرية.. والجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل عقدت مؤتمرها الثاني في مدينة جبلة في 1966م، وقيادات سياسية محسوبة على الجبهتين تولت مواقع وزارية في حكومات الجمهورية العربية اليمنية قبل الاستقلال وما بعدها، كما سنشير لاحقاً.
ودمج الجبهتين القسري، الذي تم في 13 يناير 1966م، كان في مدينة تعز برعاية مصرية، وهو الدمج الذي رفضته الكثير من قيادات الجبهة القومية، وأفضى إلى دوامة من النزاع المسلح في مدينة عدن لاحقاً بين أنصار الجبهتين.
بعد انقلاب 5 نوفمبر 1967، وتالياً أحداث أغسطس 1968، نزح المئات من المنشغلين بالشأن العام والعسكريين المستبعدين من وظائفهم والملاحقين من صنعاء وتعز والحديدة إلى عدن، وشغل بعضهم مواقع سياسية في تكوينات السلطة الجديدة، وبالمقابل بدأت موجات نزوح جديدة للقيادات السياسية والعسكرية إلى مدن الشمال بعد ما عُرف بالخطوة التصحيحية في 22 يونيو 1969م.
في فترة النزاع بين الشطرين طيلة حقبة السبعينات - أفضت إلى حربين طاحنتين في 1972و1979 بين الأخوة- نشطت وبقسوة الأجهزة الأمنية في الشطرين تجاه معارضي سلطتهما، فكان فرار التقدميين جنوباً والرجعيين شمالاً على حد وصف الساخر الكبير فضل النقيب في روايته عن عودة الشاعر الجرادة إلى عدن بدون رفقيه محمود الحاج وفضل النقيب، بعد صعودهم إلى صنعاء ضمن وفد أدبي، وحين سئل الجرادة عن عودته وحيداً إلى عدن قال قولته المشهورة "التقدميون تقدموا والرجعيون رجعوا"، على اعتبار أنه شاعر تقليدي ويوصف بالرجعي، وإن مرافقيه كانا من الأدباء الشبان التقدميين حينها.
لعب اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، الذي تأسس موحداً في أكتوبر 1970م في عدن، دوراً مهما في توفير الحماية الكبيرة لكثير من الأدباء الذين تعرضوا لمضايقات، وكان يسهِّل انتقالاتهم واستقرارهم في الوجهة التي يرغبون الإقامة فيها في أي من مدن الشطرين, ولم أزل اتذكر الشاعرين الجليلين عبدالله هادي سبيت والأمير عبد الحميد عبد الكريم في فترة من فترات استقرارهما الطويل في
ابن الديبع #الشيباني
ديبع شيباني
ابن الديبع الشيباني
(866-944هـ/1461-1537م)
عبد الرحمن بن علي بن محمد الشيباني
الزبيدي الشافعي،
مؤرخ ومحدث وفقيه، انتهت إليه رياسة الرحلة في طلب الحديث في عصره، فقصده الطلبة من نواحي الأرض. عاش في مدينة زبيد وبها نشأ في بيئة علمية أدبية ورعة تقية في كنف جده لأمه إسماعيل بن محمد بن مبارز الذي كان أحد فقهاء عصره، فكان ابن الديبع يختلف إلى المجالس العلمية التي يعقدها جده فتثقفت مداركه وتهذبت نفسه.
حفظ القرآن على خاله أبي النجا، واشتغل بعلم الحساب والجبر والمقابلة والهندسة والفرائض والفقه، والعربية على خاله وعلى إبراهيم بن جعمان الذي قرأ عليه أيضاً صحيحي البخاري ومسلم وكتب السنة.
كما أخذ علوم التفسير والحديث عن الزين أحمد الشرجي، فاشتهر ذكره وعلا شأنه بين علماء الحديث في عصره وبَعُدَ صيته، فأمره السلطان عامر بن عبد الوهاب بتدريس الحديث في جامع زبيد الأعظم، ثم خلفه ابنه في ذلك. وله في علم الحديث كتاب «تيسير الوصول إلى جامع الأصول» اختصره من جامع الأصول لابن الأثير.
قضى ابن الديبع جلّ وقته متنقلاً في طلب العلم ما بين زبيد وبيت الفقيه ومكة والمدينة والمقرانة إلى أن استقر به المقام في بلاط الدولة الطاهرية (855-943هـ). وقد التقى في مكة في أثناء حجته الثالثة الإمام السخاوي (ت902هـ)، وقرأ عليه «مشكاة المصابيح» للتبريزي، وألفية الحديث وشرحها المسمى «المغيث» لأبي الفضل العراقي، و«بلوغ المرام في أدلة الأحكام» لابن حجر، و«رياض الصالحين» للنووي وبعضاً من سيرة ابن سيد الناس اليعمري الموسومة بـ «عيون الأثر».
كان ابن الديبع مشهوراً بمؤرخ عصره، إذ كان المؤرخ الوحيد في اليمن المعروف آنذاك والذي أرّخ للمدة 866-923هـ. ومن مؤلفاته في التاريخ: كتاب «قرة العيون بأخبار اليمن الميمون» اعتمد فيه على سبعة من المؤرخين والمهتمين بالتراجم مثل الإمام أبي الخطاب عمر بن سمرة (ت586هـ)، والفقيه الشاعر المؤرخ عُمارة اليمني الحكمي (ت 569هـ)، والبهاء الجندي (ت 723هـ)، والعلامة جمال الدين عبد الباقي بن عبد المجيد اليماني (ت743هـ)، والمؤرخ النسابة علي بن الحسن الخزرجي (ت812هـ)، وشيخ الشيوخ شرف الدين ابن المُقْري (ت837هـ)، والعلامة حسين بن عبد الرحمن الأهدل (ت855هـ). وقد قسّم كتابه هذا ثلاثة أبواب، كل باب يحتوي على عدة فصول، الأول في ذكر اليمن ومن ملك صنعاء وعدن وفيه عشرة فصول. والباب الثاني في ذكر مدينة زبيد وأمرائها ووزرائها وفيه ثمانية عشر فصلاً، والباب الثالث في ذكر الدولة الطاهرية وفيه ثلاثة فصول.
وكتاب «أحسن السلوك فيمن ولي زبيد من الملوك» أرّخ فيه لكل عصور التاريخ والأسر التي توالت على حكم اليمن حتى عصر المؤلف. وكتاب «بغية المستفيد في أخبار مدينة زبيد». تكلم فيه على مدينة زبيد متناولاً الأحداث التي مرت باليمن من سنة 901 حتى سنة 923هـ مرتبة على السنين والأشهر والأيام، كما تكلم على زوال دولة بني عامر بن عبد الوهاب، مشيراً إلى الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إذ كان معاصراً قريباً من الشخصيات الفاعلة فيها. وقد ذيّل هذا الكتاب بكتابه «الفضل المزيد على بغية المستفيد في أخبار مدينة زبيد» فكان كتابه هذا المصدر الأول لتاريخ الدولة الطاهرية. كذلك اختصره للسلطان الظافر عامر بن عبد الوهاب الطاهري في كتاب «العقد الباهر في تاريخ دولة بني طاهر» فاستحسنه السلطان وأجازه عليه.
وبعد أفول نجم الدولة الطاهرية سنة 923هـ ابتعد ابن الديبع عن الحياة السياسية، وعاود رحلاته متنقلاً بين المدن حتى وافاه الأجل مع دخول طلائع الجيش العثماني اليمن.
علي صبرة، مها المبارك
مراجع للاستزادة:
ـ الشوكاني، البدر الطالع (دار المعرفة، بيروت).
ـ ابن الديبع الشيباني، الفضل المزيد على بغية المستفيد، تحقيق محمد عيسى صالحية (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت 1982م).
ديبع شيباني
ابن الديبع الشيباني
(866-944هـ/1461-1537م)
عبد الرحمن بن علي بن محمد الشيباني
الزبيدي الشافعي،
مؤرخ ومحدث وفقيه، انتهت إليه رياسة الرحلة في طلب الحديث في عصره، فقصده الطلبة من نواحي الأرض. عاش في مدينة زبيد وبها نشأ في بيئة علمية أدبية ورعة تقية في كنف جده لأمه إسماعيل بن محمد بن مبارز الذي كان أحد فقهاء عصره، فكان ابن الديبع يختلف إلى المجالس العلمية التي يعقدها جده فتثقفت مداركه وتهذبت نفسه.
حفظ القرآن على خاله أبي النجا، واشتغل بعلم الحساب والجبر والمقابلة والهندسة والفرائض والفقه، والعربية على خاله وعلى إبراهيم بن جعمان الذي قرأ عليه أيضاً صحيحي البخاري ومسلم وكتب السنة.
كما أخذ علوم التفسير والحديث عن الزين أحمد الشرجي، فاشتهر ذكره وعلا شأنه بين علماء الحديث في عصره وبَعُدَ صيته، فأمره السلطان عامر بن عبد الوهاب بتدريس الحديث في جامع زبيد الأعظم، ثم خلفه ابنه في ذلك. وله في علم الحديث كتاب «تيسير الوصول إلى جامع الأصول» اختصره من جامع الأصول لابن الأثير.
قضى ابن الديبع جلّ وقته متنقلاً في طلب العلم ما بين زبيد وبيت الفقيه ومكة والمدينة والمقرانة إلى أن استقر به المقام في بلاط الدولة الطاهرية (855-943هـ). وقد التقى في مكة في أثناء حجته الثالثة الإمام السخاوي (ت902هـ)، وقرأ عليه «مشكاة المصابيح» للتبريزي، وألفية الحديث وشرحها المسمى «المغيث» لأبي الفضل العراقي، و«بلوغ المرام في أدلة الأحكام» لابن حجر، و«رياض الصالحين» للنووي وبعضاً من سيرة ابن سيد الناس اليعمري الموسومة بـ «عيون الأثر».
كان ابن الديبع مشهوراً بمؤرخ عصره، إذ كان المؤرخ الوحيد في اليمن المعروف آنذاك والذي أرّخ للمدة 866-923هـ. ومن مؤلفاته في التاريخ: كتاب «قرة العيون بأخبار اليمن الميمون» اعتمد فيه على سبعة من المؤرخين والمهتمين بالتراجم مثل الإمام أبي الخطاب عمر بن سمرة (ت586هـ)، والفقيه الشاعر المؤرخ عُمارة اليمني الحكمي (ت 569هـ)، والبهاء الجندي (ت 723هـ)، والعلامة جمال الدين عبد الباقي بن عبد المجيد اليماني (ت743هـ)، والمؤرخ النسابة علي بن الحسن الخزرجي (ت812هـ)، وشيخ الشيوخ شرف الدين ابن المُقْري (ت837هـ)، والعلامة حسين بن عبد الرحمن الأهدل (ت855هـ). وقد قسّم كتابه هذا ثلاثة أبواب، كل باب يحتوي على عدة فصول، الأول في ذكر اليمن ومن ملك صنعاء وعدن وفيه عشرة فصول. والباب الثاني في ذكر مدينة زبيد وأمرائها ووزرائها وفيه ثمانية عشر فصلاً، والباب الثالث في ذكر الدولة الطاهرية وفيه ثلاثة فصول.
وكتاب «أحسن السلوك فيمن ولي زبيد من الملوك» أرّخ فيه لكل عصور التاريخ والأسر التي توالت على حكم اليمن حتى عصر المؤلف. وكتاب «بغية المستفيد في أخبار مدينة زبيد». تكلم فيه على مدينة زبيد متناولاً الأحداث التي مرت باليمن من سنة 901 حتى سنة 923هـ مرتبة على السنين والأشهر والأيام، كما تكلم على زوال دولة بني عامر بن عبد الوهاب، مشيراً إلى الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إذ كان معاصراً قريباً من الشخصيات الفاعلة فيها. وقد ذيّل هذا الكتاب بكتابه «الفضل المزيد على بغية المستفيد في أخبار مدينة زبيد» فكان كتابه هذا المصدر الأول لتاريخ الدولة الطاهرية. كذلك اختصره للسلطان الظافر عامر بن عبد الوهاب الطاهري في كتاب «العقد الباهر في تاريخ دولة بني طاهر» فاستحسنه السلطان وأجازه عليه.
وبعد أفول نجم الدولة الطاهرية سنة 923هـ ابتعد ابن الديبع عن الحياة السياسية، وعاود رحلاته متنقلاً بين المدن حتى وافاه الأجل مع دخول طلائع الجيش العثماني اليمن.
علي صبرة، مها المبارك
مراجع للاستزادة:
ـ الشوكاني، البدر الطالع (دار المعرفة، بيروت).
ـ ابن الديبع الشيباني، الفضل المزيد على بغية المستفيد، تحقيق محمد عيسى صالحية (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت 1982م).
علوان سعيد #الشيبانيّ
العِلْم في مواجهة الجهل والخرافة
وُلد الأستاذ علوان سعيد الشيباني عام 1936، في قريةِ "المدهَف" بشرق بني شيبة، محافظةِ تعز. قصدَ الشيبانيّ الحبشةَ مطلعَ العامِ 1950 للعمل فيها برفقة أحد أبناء قريته، حيث قضى فيها قرابةَ أربعةِ أعوامٍ، عادَ منها بعدَ ذلك إلى مدينة عدن عام 1954، ليكملَ فيها تعليمَه الأساسيّ في "مدرسةِ بازرعة الخيرية".
مَنَحهُ "نادي الاتحاد الشيباني" في أكتوبر من عام 1956، منحةً دراسيةً لمواصلة تعليمِه في الجمهوريةِ العربية المتحدة – مصر، حيث أكمل فيها الإعدادية والثانوية في العام 1960.
الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ كانت وجهتَه التاليةَ، حيثُ تخرّجَ فيها من كليةِ العلوم السياسيةِ والدوليةِ، بجامعة كانساس عام 1969، ونالَ درجةَ البكالوريوس في العلومِ السياسيةِ والاقتصاد، بعد أن أمضى ثلاث سنوات في دراسة الهندسة، وتركها مُجبَرًا بعد قطع منحته لأسباب سياسية.
عاد إلى صنعاء أواخر عام 1969، وعمل في وزارة الخارجية لفترة قصيرة، ثم انتقل إلى عدن مطلع العام 1971، حيث عمل في المؤسسة الاقتصادية للقطاع العام والتخطيط القومي.
عاد من جديد إلى صنعاء مرة أخرى برفقة أسرته، حيث عمل في وكالة راشد للسفريات والتجارة، قبل أن ينتقل إلى المؤسسة العامة للطيران اليمني كمدير للمبيعات ونائب للمدير التجاري في شهر مارس من عام 1973.
تدرّج في أعماله الوظيفية حتى وصل لموقع المدير التجاري وعضو مجلس الإدارة. وفي العام 1979، ترك الوظيفة العامة، واتجه للعمل الخاص، ابتدأه كشريك في وكالة راشد في العام 1981، وفي العام 1983 أسّس وكالة العالمية للسفريات، التي صارت اليوم مجموعة تضمّ قرابة ثلاثين شركة تعمل في مجالات مختلفة.
أسّس مؤسسة الخير للتنمية الاجتماعية في العام 2008، لتساهم في عملية تأهيل وتدريب مئات الشبان، ومساعدة الفئات الضعيفة والمهمشة، ولم يزل التعليم وبرامجه على رأس أولوياتها، لأنّ مؤسِّسَها كان يرى في "التعليم أداة مثلى للتغيير".
تُوُفّيَ في أحد مشافي لندن، يوم الأربعاء الموافق 8 يونيو 2022، ودُفن بصنعاء.
قال عنه يحيى حسين العرشي (وزير الثقافة السابق):
"لقد أدرك علوان الشيبانيّ، منذ وقت مبكر، أهميةَ العلم في مواجهة الجهل، وأهمية التعاون وتجاوز الفاقة والاحتياج؛ لذلك فقد اضطلعت مؤسسته بدورها في التعليم، وإلى دعم العملية التعليمية في بعض المناطق، وفي دعم التعليم في أوساط الفئات المهمشة، وخصوصًا في دعم تعليم الأطفال والفتيات، وحتى المستوى الجامعي داخل الوطن وخارجه، والمخرجات لهذا الدور ليست قليلة، مبتدئًا بمنطقة نشأته، متوسعًا إلى أنحاء متفرقة من مناطق اليمن".
وقال عنه عبدالباري طاهر (نقيب الصحفيين اليمنيين السابق):
"علوان الشيباني أحد الضمائر العلنية والمستترة في إنجاز أعمال وطنية كثيرة لم يتحدث عنها مطلقًا. كان دوره مائزًا في اليمنية للطيران، وله الفضل الكبير في النهوض بها؛ أسّس "العالمية" التي أصبحت واحدة من أهم المكاسب الاقتصادية.
علوان، الضمير الحي واليقظ، اهتم أيّما اهتمام بالتعليم، اتجه لتعليم المهمشين. أدرك أنّ الهجرة التي عرفها وذاق مرارتها وكانت الأساس في بنائه، أنّها المدخل الحقيقي للتمدّن والتحضر وبناء الحياة والإنسان والثورات في اليمن، فأسّس فريق دراسة "الهجرة اليمنية؛ الأثر والتأثر"، وكانت الثمرة في عدة مجلات درست واقع الهجرة قديمًا وحديثًا، وأثرها على اليمن واليمنيّين".
وقال عنه د. حمود العودي (أستاذ علم الاجتماع):
"سفير اليمن في العالم، وسفير العالم في اليمن، حملها بقلبه وطموحه؛ بعصامية ومثابرة، نال بها قلوب الناس. كثيرون هم رجال الأعمال، ولكن ليسوا كعلوان الأنموذج الخلّاق، نزل إلى الناس وعمل على تنميتهم، وعلّمهم الاعتماد على الذات بدلًا عن الاتكالية والتواكل".
وقال عنه قادري أحمد حيدر (باحث وكاتب):
"هو رجل أعمال لم تسلبه التجارة وجريان رأس المال في يديه، عمقَهُ الإنساني، وهو الخالد في الحياة، فالمال زائل، ولا يبقى سوى وجه الفضيلة والقيم الأخلاقية التي يتركها ذلك الأثر المالي. فالرأسمال قبيح بحكم صلته بالاستغلال للعمل المنتج، ونبيل فقط بمقدار ما يتركه البعض من أثر قيمي سامٍ يخلده في الحياة".
تقول آمنة النصيري (فنانة تشكيلية وأكاديمية):
"قبل أكثر من عشرين عامًا، حكى لي كاتب ومثقف قدير، كيف أنه في فترة مروره بأزمة صحية قاسية، خذلته المرافق الثقافية الرسمية وتجاهلت مرضه، وتقاعست عن معالجته على نفقة الدولة. في الوقت نفسه، يتواصل معه أحدهم ويبلغه أنّ هناك من يتكفل بنفقات علاجه كاملة. كان يقص التفاصيل بتأثر شديد ويثني على شخص لم يلتقه قبل ذلك سوى مرة واحدة. لكن ذلك الشخص عُرف باهتماماته الفكرية وبعلاقته الوثيقة بالوسط الثقافي والأكاديمي اليمني. كان ذلك هو رجل الأعمال المعروف الأستاذ علوان الشيباني.
العِلْم في مواجهة الجهل والخرافة
وُلد الأستاذ علوان سعيد الشيباني عام 1936، في قريةِ "المدهَف" بشرق بني شيبة، محافظةِ تعز. قصدَ الشيبانيّ الحبشةَ مطلعَ العامِ 1950 للعمل فيها برفقة أحد أبناء قريته، حيث قضى فيها قرابةَ أربعةِ أعوامٍ، عادَ منها بعدَ ذلك إلى مدينة عدن عام 1954، ليكملَ فيها تعليمَه الأساسيّ في "مدرسةِ بازرعة الخيرية".
مَنَحهُ "نادي الاتحاد الشيباني" في أكتوبر من عام 1956، منحةً دراسيةً لمواصلة تعليمِه في الجمهوريةِ العربية المتحدة – مصر، حيث أكمل فيها الإعدادية والثانوية في العام 1960.
الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ كانت وجهتَه التاليةَ، حيثُ تخرّجَ فيها من كليةِ العلوم السياسيةِ والدوليةِ، بجامعة كانساس عام 1969، ونالَ درجةَ البكالوريوس في العلومِ السياسيةِ والاقتصاد، بعد أن أمضى ثلاث سنوات في دراسة الهندسة، وتركها مُجبَرًا بعد قطع منحته لأسباب سياسية.
عاد إلى صنعاء أواخر عام 1969، وعمل في وزارة الخارجية لفترة قصيرة، ثم انتقل إلى عدن مطلع العام 1971، حيث عمل في المؤسسة الاقتصادية للقطاع العام والتخطيط القومي.
عاد من جديد إلى صنعاء مرة أخرى برفقة أسرته، حيث عمل في وكالة راشد للسفريات والتجارة، قبل أن ينتقل إلى المؤسسة العامة للطيران اليمني كمدير للمبيعات ونائب للمدير التجاري في شهر مارس من عام 1973.
تدرّج في أعماله الوظيفية حتى وصل لموقع المدير التجاري وعضو مجلس الإدارة. وفي العام 1979، ترك الوظيفة العامة، واتجه للعمل الخاص، ابتدأه كشريك في وكالة راشد في العام 1981، وفي العام 1983 أسّس وكالة العالمية للسفريات، التي صارت اليوم مجموعة تضمّ قرابة ثلاثين شركة تعمل في مجالات مختلفة.
أسّس مؤسسة الخير للتنمية الاجتماعية في العام 2008، لتساهم في عملية تأهيل وتدريب مئات الشبان، ومساعدة الفئات الضعيفة والمهمشة، ولم يزل التعليم وبرامجه على رأس أولوياتها، لأنّ مؤسِّسَها كان يرى في "التعليم أداة مثلى للتغيير".
تُوُفّيَ في أحد مشافي لندن، يوم الأربعاء الموافق 8 يونيو 2022، ودُفن بصنعاء.
قال عنه يحيى حسين العرشي (وزير الثقافة السابق):
"لقد أدرك علوان الشيبانيّ، منذ وقت مبكر، أهميةَ العلم في مواجهة الجهل، وأهمية التعاون وتجاوز الفاقة والاحتياج؛ لذلك فقد اضطلعت مؤسسته بدورها في التعليم، وإلى دعم العملية التعليمية في بعض المناطق، وفي دعم التعليم في أوساط الفئات المهمشة، وخصوصًا في دعم تعليم الأطفال والفتيات، وحتى المستوى الجامعي داخل الوطن وخارجه، والمخرجات لهذا الدور ليست قليلة، مبتدئًا بمنطقة نشأته، متوسعًا إلى أنحاء متفرقة من مناطق اليمن".
وقال عنه عبدالباري طاهر (نقيب الصحفيين اليمنيين السابق):
"علوان الشيباني أحد الضمائر العلنية والمستترة في إنجاز أعمال وطنية كثيرة لم يتحدث عنها مطلقًا. كان دوره مائزًا في اليمنية للطيران، وله الفضل الكبير في النهوض بها؛ أسّس "العالمية" التي أصبحت واحدة من أهم المكاسب الاقتصادية.
علوان، الضمير الحي واليقظ، اهتم أيّما اهتمام بالتعليم، اتجه لتعليم المهمشين. أدرك أنّ الهجرة التي عرفها وذاق مرارتها وكانت الأساس في بنائه، أنّها المدخل الحقيقي للتمدّن والتحضر وبناء الحياة والإنسان والثورات في اليمن، فأسّس فريق دراسة "الهجرة اليمنية؛ الأثر والتأثر"، وكانت الثمرة في عدة مجلات درست واقع الهجرة قديمًا وحديثًا، وأثرها على اليمن واليمنيّين".
وقال عنه د. حمود العودي (أستاذ علم الاجتماع):
"سفير اليمن في العالم، وسفير العالم في اليمن، حملها بقلبه وطموحه؛ بعصامية ومثابرة، نال بها قلوب الناس. كثيرون هم رجال الأعمال، ولكن ليسوا كعلوان الأنموذج الخلّاق، نزل إلى الناس وعمل على تنميتهم، وعلّمهم الاعتماد على الذات بدلًا عن الاتكالية والتواكل".
وقال عنه قادري أحمد حيدر (باحث وكاتب):
"هو رجل أعمال لم تسلبه التجارة وجريان رأس المال في يديه، عمقَهُ الإنساني، وهو الخالد في الحياة، فالمال زائل، ولا يبقى سوى وجه الفضيلة والقيم الأخلاقية التي يتركها ذلك الأثر المالي. فالرأسمال قبيح بحكم صلته بالاستغلال للعمل المنتج، ونبيل فقط بمقدار ما يتركه البعض من أثر قيمي سامٍ يخلده في الحياة".
تقول آمنة النصيري (فنانة تشكيلية وأكاديمية):
"قبل أكثر من عشرين عامًا، حكى لي كاتب ومثقف قدير، كيف أنه في فترة مروره بأزمة صحية قاسية، خذلته المرافق الثقافية الرسمية وتجاهلت مرضه، وتقاعست عن معالجته على نفقة الدولة. في الوقت نفسه، يتواصل معه أحدهم ويبلغه أنّ هناك من يتكفل بنفقات علاجه كاملة. كان يقص التفاصيل بتأثر شديد ويثني على شخص لم يلتقه قبل ذلك سوى مرة واحدة. لكن ذلك الشخص عُرف باهتماماته الفكرية وبعلاقته الوثيقة بالوسط الثقافي والأكاديمي اليمني. كان ذلك هو رجل الأعمال المعروف الأستاذ علوان الشيباني.
#محمد_أحمد_الأشول
#مخطوطه_طالب_الحق من حائط الباحث الرائع: وائل وديع الكربي
______
هذه المخطوطه وجدتها في صفحه #الحضارة_اليمنية_ونقوشها_المسندية قام بانزالها احد الاعضاء فقمت بقراءه المخطوطه وهذا نصها مع تصرف بسيط وهذا نصها.
" بسم الله في سنت تسع وعشرين ومائه للهجره وصول #الحضرمي طالب الحق الى #ارض_سبأ، مات المدعو بطالب الحق اسماعيل ابن محمد ابن الحافظ ابن حسين الجابري #الكندي #السبئي الحضرمي احدى امراء #حضرموت وعبدالرحمن ابن صالح ابن اسد ابن جلال #بامخرمه الكندي السبئي #الحميري ثاني امراء حضرموت في الفين مقاتل وقصد دار لاماره #الجفينه بمارب فجرت بينهو وبين حاكم #مارب مراد ابن وائل ابن حسين ابن صلاح ابن راجح صالح ابن #دهمش ابن حسين ابن صلاح ابن راجح وجرت بينهم مشاجره مفيضه واتفقوا استدعاء #امراء_القبائل_اليمنيه وبعد استدعائهم أبان وصول امراء #القبائل_اليمنية الى دار الاماره في مارب #معن ابن زايده #الشيباني حاكم ولايه #الجند ومخاليفها #اليمن_الاسفل والابيض اسد ابن برح الطائي #الازدي حاكم
#مخلاف_عمان_والمهره السبئي وزهير ابن مرضم #الشحري الازدي حاكم .... ونشوان ... ابن عبد ... "
تعليق:
__
هذه المخطوطه كتبت كما هو مدون فيها عام مائه وتسعه وعشرون هجرية ويذكر فيها موت طالب الحق وهو سنه موت طالب الحق الكندي الذي ثار على #بني_اميه وطالب بالحكم لاهل #اليمن واستطاع ان يمد نفوذه الى الكثير من القبائل اليمنية في الكتب التراثية الا ان الاسم يختلف عن ماهو مدون في الكتب التراثية وتذكر المخطوطه اسماء زعماء القبائل اليمنية وحكام المخاليف والولايات.
وهذه المخطوطه تدل ان #عمان جزء من #مخاليف_اليمن.
بنيه المخطوطه تشابه كثيرا مخطوطات اخرى جلديه الا انها تختلف مع ما يكتب في الاحجار من حيث الفواصل وبعض الحروف وكذا سلاسه الكتابه والكلمات مع ماهو متداول الان بخلاف المصطلحات للنقوش #المسنديه لقبل الميلاد وهذا يدل ان #اهل_اليمن الى المائه الثانية للهجرة لازالوا يكتبوا بـ #خط_المسند الحميري.
#مخطوطه_طالب_الحق من حائط الباحث الرائع: وائل وديع الكربي
______
هذه المخطوطه وجدتها في صفحه #الحضارة_اليمنية_ونقوشها_المسندية قام بانزالها احد الاعضاء فقمت بقراءه المخطوطه وهذا نصها مع تصرف بسيط وهذا نصها.
" بسم الله في سنت تسع وعشرين ومائه للهجره وصول #الحضرمي طالب الحق الى #ارض_سبأ، مات المدعو بطالب الحق اسماعيل ابن محمد ابن الحافظ ابن حسين الجابري #الكندي #السبئي الحضرمي احدى امراء #حضرموت وعبدالرحمن ابن صالح ابن اسد ابن جلال #بامخرمه الكندي السبئي #الحميري ثاني امراء حضرموت في الفين مقاتل وقصد دار لاماره #الجفينه بمارب فجرت بينهو وبين حاكم #مارب مراد ابن وائل ابن حسين ابن صلاح ابن راجح صالح ابن #دهمش ابن حسين ابن صلاح ابن راجح وجرت بينهم مشاجره مفيضه واتفقوا استدعاء #امراء_القبائل_اليمنيه وبعد استدعائهم أبان وصول امراء #القبائل_اليمنية الى دار الاماره في مارب #معن ابن زايده #الشيباني حاكم ولايه #الجند ومخاليفها #اليمن_الاسفل والابيض اسد ابن برح الطائي #الازدي حاكم
#مخلاف_عمان_والمهره السبئي وزهير ابن مرضم #الشحري الازدي حاكم .... ونشوان ... ابن عبد ... "
تعليق:
__
هذه المخطوطه كتبت كما هو مدون فيها عام مائه وتسعه وعشرون هجرية ويذكر فيها موت طالب الحق وهو سنه موت طالب الحق الكندي الذي ثار على #بني_اميه وطالب بالحكم لاهل #اليمن واستطاع ان يمد نفوذه الى الكثير من القبائل اليمنية في الكتب التراثية الا ان الاسم يختلف عن ماهو مدون في الكتب التراثية وتذكر المخطوطه اسماء زعماء القبائل اليمنية وحكام المخاليف والولايات.
وهذه المخطوطه تدل ان #عمان جزء من #مخاليف_اليمن.
بنيه المخطوطه تشابه كثيرا مخطوطات اخرى جلديه الا انها تختلف مع ما يكتب في الاحجار من حيث الفواصل وبعض الحروف وكذا سلاسه الكتابه والكلمات مع ماهو متداول الان بخلاف المصطلحات للنقوش #المسنديه لقبل الميلاد وهذا يدل ان #اهل_اليمن الى المائه الثانية للهجرة لازالوا يكتبوا بـ #خط_المسند الحميري.
علوان #الشيباني..
لحظة شعور بالامتنان
عن القادة حين يصنعهم المجتمع
تُوفِّيَ أمس، الثامن من يونيو/ حزيران، في العاصمة البريطانية لندن، الشخصيةُ الوطنية ورجل الأعمال المعروف علوان الشيباني. القليل هم الذين مروا على هذا النبأ، ولم يشعروا بالصدمة، ذلك أن غيابًا كهذا، هو التجسيد الفعلي والمحسوس لمعنى الخسارة الوطنية التي لا تعوض.
فبينما تتسم بيئة رجال الأعمال -عادة- بالأنانية والتضخم اللامشروع للثروات، واستغلال الوظيفة العامة للإثراء، هنا نموذج آخر، لرجل عصامي ومثابر، غادر الحكومة بمعناها المناقض للمصلحة العامة، وبنى حساسيته الوطنية العالية بمنأى عن التزلف أو ملاحقة الأضواء أو الإيقاع بالخصوم والشركاء. نعم، إنه علوان الشيباني.
ومع اليقين من أن كل النماذج تتشكل في لحظة مفصلية من التاريخ، نتساءل عن أي لحظة فارقة تلك التي جادت بمثل هذه الشخصية السخية تجاه مجتمعه؟ بالرجوع إلى السجل الناصع، نجدها في نهاية أربعينيات القرن المنصرم، إذ كان العمل التعاوني الأهلي في خضم تعاضده داخل مدينة عدن (المستعمرة السابقة للتاج الملكي). فبعد أربع سنوات من عمل مضنٍ في الحبشة، عاد علوان الشيباني -وكان حينها فتى في الـ17 من العمر- خائبًا إلى عدن، فتلقفته مدرسة بازرعة ثم نادي الاتحاد الشيباني الأهليين.
درس الشيباني في القاهرة على حساب الاتحاد، ثم ابتعث إلى أمريكا، إن لم يكن "العالمية"، ليبقى طوال مسيرته الثرية، يشعر بالامتنان للهبة والفرصة التي منحها إياه مجتمعه وأهله، وعندما قوي عوده وأصبح قادرًا على اتخاذ القرار، لم يكن جاحدًا أو متنكرًا. أعاد الكَرّة مرة أخرى. حمل هذه الفرصة في قلبه، ليمنحها لطوابير من الطلاب والطالبات اليمنيين، الذين تبنت مؤسسته الخيرية تعليمهم وتأهيلهم.
لهذا كله، نتحدث في خضم الحزن، عن الخسارة، في زمن عز فيه الحديث عن المجتمع، دون أن يرتجى من ذلك التآمر على الناس، أو استغلال معاناتهم للوصول السهل إلى السلطة.
الخسارة هنا، إذ نعنيها، هي توقف راتب معلم، حرص علوان على إرساله له، حين تنكرت دولة بكامل مقوماتها (شمالًا وجنوبًا)، وتآمرت على لقمة عيش مواطنيها، معونة مالية لنحو 300 طالب وطالبة كي يواصلوا تحصيلهم، ويلتحقوا بسوق العمل، إن لم يكن علوان هو سوق العمل، والملاذ الأخير لخريج، من الوقوع في براثن البطالة.
لا ينبغي لهذه الأسوة أن تموت، أو تضمحل، لأنها خليقة العمل التعاوني الجمعي، لحظة التكاتف التي تعبر بها الأغلبية عن نفسها، وتأملها بذرة لبناء مجتمع الأمة، لا القادة المتخمين.
وداعًا علوان، وداعًا ضميرنا الخلوق والخلاق.
•••
خيوط
لحظة شعور بالامتنان
عن القادة حين يصنعهم المجتمع
تُوفِّيَ أمس، الثامن من يونيو/ حزيران، في العاصمة البريطانية لندن، الشخصيةُ الوطنية ورجل الأعمال المعروف علوان الشيباني. القليل هم الذين مروا على هذا النبأ، ولم يشعروا بالصدمة، ذلك أن غيابًا كهذا، هو التجسيد الفعلي والمحسوس لمعنى الخسارة الوطنية التي لا تعوض.
فبينما تتسم بيئة رجال الأعمال -عادة- بالأنانية والتضخم اللامشروع للثروات، واستغلال الوظيفة العامة للإثراء، هنا نموذج آخر، لرجل عصامي ومثابر، غادر الحكومة بمعناها المناقض للمصلحة العامة، وبنى حساسيته الوطنية العالية بمنأى عن التزلف أو ملاحقة الأضواء أو الإيقاع بالخصوم والشركاء. نعم، إنه علوان الشيباني.
ومع اليقين من أن كل النماذج تتشكل في لحظة مفصلية من التاريخ، نتساءل عن أي لحظة فارقة تلك التي جادت بمثل هذه الشخصية السخية تجاه مجتمعه؟ بالرجوع إلى السجل الناصع، نجدها في نهاية أربعينيات القرن المنصرم، إذ كان العمل التعاوني الأهلي في خضم تعاضده داخل مدينة عدن (المستعمرة السابقة للتاج الملكي). فبعد أربع سنوات من عمل مضنٍ في الحبشة، عاد علوان الشيباني -وكان حينها فتى في الـ17 من العمر- خائبًا إلى عدن، فتلقفته مدرسة بازرعة ثم نادي الاتحاد الشيباني الأهليين.
الخسارة هنا، إذ نعنيها، هي توقف راتب معلم، حرص علوان على إرساله له، حين تنكرت دولة بكامل مقوماتها (شمالًا وجنوبًا)، وتآمرت على لقمة عيش مواطنيها، معونة مالية لنحو 300 طالب وطالبة كي يواصلوا تحصيلهميجب -هنا- أن نضع خطوطًا ثلاثة على عبارة "نادي الاتحاد الشيباني"، بما هو عليه ككيان أهلي تعاوني، استطاع بتضافر رجال الأعمال والفاعلين المحليين في القطاع الخاص، أن يبتعث هذه اللحظة العبقرية في تاريخنا، إلى الخارج للدراسة، ويصنع منها هذا الطود الذي لا يضاهى.
درس الشيباني في القاهرة على حساب الاتحاد، ثم ابتعث إلى أمريكا، إن لم يكن "العالمية"، ليبقى طوال مسيرته الثرية، يشعر بالامتنان للهبة والفرصة التي منحها إياه مجتمعه وأهله، وعندما قوي عوده وأصبح قادرًا على اتخاذ القرار، لم يكن جاحدًا أو متنكرًا. أعاد الكَرّة مرة أخرى. حمل هذه الفرصة في قلبه، ليمنحها لطوابير من الطلاب والطالبات اليمنيين، الذين تبنت مؤسسته الخيرية تعليمهم وتأهيلهم.
لهذا كله، نتحدث في خضم الحزن، عن الخسارة، في زمن عز فيه الحديث عن المجتمع، دون أن يرتجى من ذلك التآمر على الناس، أو استغلال معاناتهم للوصول السهل إلى السلطة.
الخسارة هنا، إذ نعنيها، هي توقف راتب معلم، حرص علوان على إرساله له، حين تنكرت دولة بكامل مقوماتها (شمالًا وجنوبًا)، وتآمرت على لقمة عيش مواطنيها، معونة مالية لنحو 300 طالب وطالبة كي يواصلوا تحصيلهم، ويلتحقوا بسوق العمل، إن لم يكن علوان هو سوق العمل، والملاذ الأخير لخريج، من الوقوع في براثن البطالة.
لا ينبغي لهذه الأسوة أن تموت، أو تضمحل، لأنها خليقة العمل التعاوني الجمعي، لحظة التكاتف التي تعبر بها الأغلبية عن نفسها، وتأملها بذرة لبناء مجتمع الأمة، لا القادة المتخمين.
وداعًا علوان، وداعًا ضميرنا الخلوق والخلاق.
•••
خيوط
#السلوك_طبقات_فقهاء_اليمن_والملوك
#الجندي
وَمِنْهُم يحي بن سَالم بن سُلَيْمَان بن الْفضل ابْن مُحَمَّد بن عبد الله الشهابي ثمَّ الْكِنْدِيّ مولده سنة ثَمَانِي وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة انتجع ابوه من بلد بني شهَاب الى #جبلة فسكنها وتفقه هَذَا بفقيه كَانَ يسكن الجبابي واخذ عَن مُحَمَّد بن عبد الله #المأربي وَكَانَ اول من ترَتّب مدرسا بِالْمَدْرَسَةِ العومانية وَكَانَ فَقِيها فَاضلا ذَا مرؤة وكرم نفس لم يزل على تدريس الْمدرسَة الْمَذْكُورَة وَكَانَ يصحب القَاضِي الرشيد شاد الدَّوَاوِين صدر الدولة #المظفرية فَلَمَّا توفّي الرشيد تكلم على هَذَا الْفَقِيه إِلَى المظفر وَرُبمَا قيل ان مَعَه لَهُ شَيْئا فصودر بِمَال مبلغه اثْنَا عشر الف دِينَار وَلم يقم بعد ذَلِك بل توفّي غيظا فِي الْمدرسَة الْمَذْكُورَة عشَاء الثُّلَاثَاء لليلتين بَقينَ من ربيع الاخر سنة سبعين وسِتمِائَة وقبر ب #محرب قَرْيَة على قرب من الْمدرسَة وَلِهَذَا الْفَقِيه بهَا ارْض وَكَانَ كثيرا مَا يسكنهَا بِالشَّهَادَةِ لاهلها لانهم من اهل الْمَعْرُوف والهمم الشَّرِيفَة ثمَّ عرض ذكر الْمدرسَة #العومانية والنفوس رُبمَا تتطلع الى علمهَا فَاعْلَم انها مدرسة انشأتها الحره لؤلؤة زوج وَالِد الْملك الْمَنْصُور والامراء اخوته وَكَانَت من #عنس يُقَال انها عمَّة لعَلي بن يحي مقدم الذّكر وَهِي من النِّسَاء الْمَذْكُورَات بِفعل الْخيرَات وَلَو لم يكن لَهَا من ذَلِك غير هَذِه الْمدرسَة لكَانَتْ كَافِيَة وذرية هَذَا يحي بن سَالم يدعونَ ان نظر هَذِه الْمدرسَة اليهم وَكَانَ #بَنو_عمرَان قد نزعوه ثمَّ لما ولى بَنو مُحَمَّد بن عمر كَانَ فِي هَؤُلَاءِ بني يحي من يلوذ بالفقيه ابو بكر فاعادوها اليهمت دريسا نظرا وَاسْتمرّ ذَلِك مَعَ اخوته وهم من اكثر ذَرَارِي الْفُقَهَاء سَمِعت الْخَبِير بهم يَقُول فِي سنة ارْبَعْ عشرَة وَسَبْعمائة انهم يزِيدُونَ على اربعين رجلا غير النِّسَاء وَسَيَأْتِي ذكر من اسْتحق الذّكر مِنْهُم ان شَاءَ الله تَعَالَى وَمِمَّنْ وردهَا أَعنِي مَدِينَة #جبلة وانتفع النَّاس بِهِ يُوسُف بن ابراهيم بن مُوسَى بن عبد الْوَاحِد #الشَّيْبَانِيّ ولي نظر ديوَان #المخلاف وَكَانَ فَاضلا بفن الْأَدَب تلقب بِالْقَاضِي
#الجندي
وَمِنْهُم يحي بن سَالم بن سُلَيْمَان بن الْفضل ابْن مُحَمَّد بن عبد الله الشهابي ثمَّ الْكِنْدِيّ مولده سنة ثَمَانِي وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة انتجع ابوه من بلد بني شهَاب الى #جبلة فسكنها وتفقه هَذَا بفقيه كَانَ يسكن الجبابي واخذ عَن مُحَمَّد بن عبد الله #المأربي وَكَانَ اول من ترَتّب مدرسا بِالْمَدْرَسَةِ العومانية وَكَانَ فَقِيها فَاضلا ذَا مرؤة وكرم نفس لم يزل على تدريس الْمدرسَة الْمَذْكُورَة وَكَانَ يصحب القَاضِي الرشيد شاد الدَّوَاوِين صدر الدولة #المظفرية فَلَمَّا توفّي الرشيد تكلم على هَذَا الْفَقِيه إِلَى المظفر وَرُبمَا قيل ان مَعَه لَهُ شَيْئا فصودر بِمَال مبلغه اثْنَا عشر الف دِينَار وَلم يقم بعد ذَلِك بل توفّي غيظا فِي الْمدرسَة الْمَذْكُورَة عشَاء الثُّلَاثَاء لليلتين بَقينَ من ربيع الاخر سنة سبعين وسِتمِائَة وقبر ب #محرب قَرْيَة على قرب من الْمدرسَة وَلِهَذَا الْفَقِيه بهَا ارْض وَكَانَ كثيرا مَا يسكنهَا بِالشَّهَادَةِ لاهلها لانهم من اهل الْمَعْرُوف والهمم الشَّرِيفَة ثمَّ عرض ذكر الْمدرسَة #العومانية والنفوس رُبمَا تتطلع الى علمهَا فَاعْلَم انها مدرسة انشأتها الحره لؤلؤة زوج وَالِد الْملك الْمَنْصُور والامراء اخوته وَكَانَت من #عنس يُقَال انها عمَّة لعَلي بن يحي مقدم الذّكر وَهِي من النِّسَاء الْمَذْكُورَات بِفعل الْخيرَات وَلَو لم يكن لَهَا من ذَلِك غير هَذِه الْمدرسَة لكَانَتْ كَافِيَة وذرية هَذَا يحي بن سَالم يدعونَ ان نظر هَذِه الْمدرسَة اليهم وَكَانَ #بَنو_عمرَان قد نزعوه ثمَّ لما ولى بَنو مُحَمَّد بن عمر كَانَ فِي هَؤُلَاءِ بني يحي من يلوذ بالفقيه ابو بكر فاعادوها اليهمت دريسا نظرا وَاسْتمرّ ذَلِك مَعَ اخوته وهم من اكثر ذَرَارِي الْفُقَهَاء سَمِعت الْخَبِير بهم يَقُول فِي سنة ارْبَعْ عشرَة وَسَبْعمائة انهم يزِيدُونَ على اربعين رجلا غير النِّسَاء وَسَيَأْتِي ذكر من اسْتحق الذّكر مِنْهُم ان شَاءَ الله تَعَالَى وَمِمَّنْ وردهَا أَعنِي مَدِينَة #جبلة وانتفع النَّاس بِهِ يُوسُف بن ابراهيم بن مُوسَى بن عبد الْوَاحِد #الشَّيْبَانِيّ ولي نظر ديوَان #المخلاف وَكَانَ فَاضلا بفن الْأَدَب تلقب بِالْقَاضِي
على عَادَة #المصريين اذ يسمون رُؤَسَاء الْكتاب قُضَاة وَله مسموعات كَثِيرَة وَهُوَ شيخ اهل #عرشان وَغَيرهم بكتب الادب خَاصَّة وَلما قدم مُحَمَّد بن ابي نوح صَاحب الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة فِي المقامات اخذ عَنهُ شَيْئا عَن كتب الْأَدَب حِين قدم #جبلة وَكَانَ للقضي هَذَا صُحْبَة ومودة مَعَ اهل عرشان بِحَيْثُ كَانَ يكْتب اليه القَاضِي احْمَد ايام هربته الى بِلَاد #العوادر من الْمعز بن سيف الاسلام ... قل للسديد أبي الْفرج ... جَاءَ المبشر بالفرج ... قتل الْمعز بجنده فِي كل فج فَلم تطل الايام حَتَّى قتل الْمعز على مَا سَيَأْتِي وَمِمَّنْ اخذ عَن هَذَا #الشَّيْبَانِيّ ابراهيم بن عجيل مقدم الذّكر اخذ عَنهُ مُقَدّمَة ابْن بَاب شاد بشرحها واليه يَنْتَهِي طريقنا فِي قرَاءَتهَا وَهَذَا من الطَّبَقَة الْمُتَقَدّمَة وانما اخرته لانه لم يكن من المفتيين بل فنه الادب مَعَ تعلقه بالخدم السُّلْطَانِيَّة ثمَّ صَار الْعلم بعد من ذكر الى طبقَة اخرى فِي جمَاعَة مِنْهُم ابو الْفضل عَبَّاس بن مَنْصُور ابْن عَبَّاس #البريهي #السكْسكِي مولده سنة عشرَة وسِتمِائَة تَقْرِيبًا وتفقهه بعمر بن مَسْعُود #الابيني الْمُقدم الذّكر وَمُحَمّد بن اسماعيل #الْحَضْرَمِيّ وببطال بن احْمَد الَّاتِي ذكرهمَا فِي اهل ناحيتهما ان شَاءَ الله تَعَالَى وَكَانَ من اعرف النَّاس بكتب الشَّيْخ ابي اسحاق واكثرهم لَهَا نقلا ودرسا روى بعض الصَّالِحين بعد مَوته وَسُئِلَ عَن هَذَا عَبَّاس فَقَالَ هُوَ فِي ضِيَافَة الشَّيْخ ابي اسحاق وَلما ورد امْر السُّلْطَان #المظفر على قَاضِي الْقُضَاة يَوْمئِذٍ بفصل مُحَمَّد بن يُوسُف الَّاتِي ذكره عَن الْقَضَاء جعل هَذَا عَبَّاس مَكَانَهُ وَكَانَت ارزاق الْقُضَاة اذ ذَاك من جِزْيَة الْيَهُود فَلَمَّا اراد المظفر ان يبتني مدرسة بمغربة #تعز امْر بِجمع الْجِزْيَة من كل بلد ويعوض اربابها من مَال الْخراج فحين علم القَاضِي عَبَّاس
568
568
حكايتان عن #الإمام_أحمد في #تعز!!
محمد عبدالوهاب #الشيباني
في تتبعي لبعض من جوانب سيرة الإمام "أحمد حميد الدين" كما رواها بعض من عايشوه وعملوا معه ، أو من عاشوا في زمنه من الشخصيات المعروفة وأصدروا مذكراتهم الشخصية يتملكني إحساس عجيب بأن أحداً من المبدعين وعلى وجه الخصوص كاتب سرد موهوب وصبور لو غامر و أعاد انتاج هذه الشخصية روائياً، اعتماداً على ما كُتب، أو روي عنها من غرائب وجنون مرضي وهوس في الاستعباد هنا وهناك ، لاقترب كثيراً من مزاج سرديي أمريكا الجنوبية الكبار، الذين قاموا بترسيمهم شخصيات الديكتاتور في صور "الحكام العسكريين " و أعادت أعمالهم السردية الرائجة تقديم أو تظهير هؤلاء الحكام بصورهم الحقيقية كمستبدين ودمويين ومرضى؛ اذاقوا شعوبهم الويلات، ولم يكن انعتاق شعوب هذه الجغرافيا من بؤسها الطويل إلاًّ بالتخلص من هؤلاء ، تماما كما فعلت ثورة 26 سبتمبر العظيمة في اليمن مع حقبة الإمامة الطويلة.
فمن منا مثلا لم يقرأ لـ (ماركيز) ، و (يوسا ) ، و (استرياس) ، و (أيزابيل الليندي ) ؟! ومن منا لم تدهشه روايات مثل خريف البطريرك ، والسيد الرئيس ، وحفلة التيس، و بيت الأرواح ؟! و بعض الأعمال الأخرى ،التي قاربت الاستبداد والانغلاق في تلك البلدان. حتى أنتج مبدعوها الكبار مدرسة مختلفة في الكتابة السردية، والتي صارت مع الأيام تُعرف في العالم أجمع بمدرسة (الواقعية السحرية) .
أعرض هنا حكايتين مثيرتين عبرتا عن هذه الشخصية ومزاجها الشيطاني المريض. الأولى تتصل بإحراقه الآت الطرب وأسطواناتها ، والثانية أمره بخلع بعض أسنان النساء المدخنات في قصره بتعز. الحكاية الأولى يوردها اللواء عبدالله جزيلان في كتابه (لمحات من ذكريات الطفولة) ، أما الثانية فيرويها طبيبه الايطالي (جوزيبي جاسبيريني) الذي أشرف على علاجه ابتداء من العام 1959، وتضنها كتاب العميد محمد علي الأكوع (شخصية الإمام أحمد ورجالات عهده)
(1)إحراق صناديق الطرب واسطواناتها
يقول اللواء عبدالله جزيلان:
"نمى الى علم ولي العهد أحمد ـ في أول استقراره له في المدينة بعد إقالة علي الوزير مطلع أربعينيات القرن الماضي ـ بأن أهالي المدينة يحوزون صناديق الطرب (فونوغراف) يحصلون عليها بطرق متعددة من عدن ومن بلدان المهجر في أفريقيا وأروبا فأمر العكفة (الحرس الخاص) باقتحام البيوت ومصادرة هذه الصناديق لأنها كما أشاع سبب الفساد، وهدد بهدم كل بيت يخفي شيئاً من الصناديق، أو الصحون (الإسطوانات) وفعلاً هُدمت بعض البيوت .
جمع الحراس كمية كبيرة من الصناديق والصحون التي كانت الوسيلة الوحيدة لتسلية أهالي تعز و وضعت في الميدان حيث قام ولي العهد أحمد بنفسه بإضرام النيران فيها أمام الناس، وكان يهدف من هذا التصرف زرع الخوف في نفوس أهل تعز, وإظهار قوته كنوع من الحرب النفسية لإثبات جبروته.
وكان يؤمن بأن الأمة الجاهلة أسلس قياداً من الأمة المتعلمة، فأمر بإغلاق مدرسة الحجرية في التربة، ومدرسة تعز التي حولها الى بيت خاص للقاضي "حسين الحلالي" عامل الحجرية ،الذي اُعجب به وعينه مستشارا له"
(2) خلع أسنان المدخنات في القصر
يروي طبيب الإمام أحمد الخاص الإيطالي (جوزيبي جاسبيريني) الذي رافقه إلى روما وأشرف على علاجه في العام 1959م أنه قبل وصوله إلى تعز بقليل مر طبيب أسنان أجنبي بالحديدة، فطلب الإمام مقابلته ومن ثم فحصه، فكان رد الطبيب بعد الفحص أن هناك بعض التسوس في أسنان الإمام وضروسه وبحاجة للعلاج، والأفضل كما أشار الطبيب تركيب طقم كامل . وحتى يركب الطقم قام الطبيب بتخديره وإزالة كل الأسنان المتسوسة وغير المتسوسة، وعندما أدرك الإمام الأمر لاحقاً غضب غضباً شديداً وطلب إحضار الطبيب الذي كان قد غادر البلاد بعد علمه بغضب الإمام ،الذي كان يرى في الطقم إنقاصاً من هيبته بعد أن بدا شكل فمه مغايراً تماماً لما اعتاده المحيطون به، إلى جانب أنه لم يستطع التعود عليه ، ولم يناسبه صحياً ، ولتلافي الأمر تم إحضار طبيبي أسنان من أريتيريا يحملون الجنسية الأمريكية ، فعملا له تركيبة ممغنطة على اللثة العليا لتجاوز هذه المشكلة.
بعد أيام حصل ما يمكن وصفه بحالة الرفض للجسم الغريب مع التهابات شديدة في الفم ، والآم مبرحة مصحوبة بحمَّى مما أوجب خلع الأسنان والتركيبة الممغنطة التي كانت تتسبب في الأذى للمريض وقت استخدامه لبعض أنواع الملاعق المصنوعة من بعض أنوع المعادن ،وكانت هذه الملاعق تُجذب من التركيب الممغنط فتبقى ملتصقة داخل الفم ، مع ألم شديد يصاحب إخراج الملعقة من الفم.
أدت هذه الحالة إلى شعور الإمام ( يسميه الطبيب في كل الكتاب الملك) ببعض القصور، مما جعله يعتبر ذلك الشيء نوعاً من العقاب يتعرض له, فكان أن فكَّرفي وضع نفس العقاب موضع التنفيذ في يوم تناهت فيه رائحة الدخان إلى أنفه منبعثة من حرملك (مخدع) النساء في القصر وهو في حالة غضب شديد .
محمد عبدالوهاب #الشيباني
في تتبعي لبعض من جوانب سيرة الإمام "أحمد حميد الدين" كما رواها بعض من عايشوه وعملوا معه ، أو من عاشوا في زمنه من الشخصيات المعروفة وأصدروا مذكراتهم الشخصية يتملكني إحساس عجيب بأن أحداً من المبدعين وعلى وجه الخصوص كاتب سرد موهوب وصبور لو غامر و أعاد انتاج هذه الشخصية روائياً، اعتماداً على ما كُتب، أو روي عنها من غرائب وجنون مرضي وهوس في الاستعباد هنا وهناك ، لاقترب كثيراً من مزاج سرديي أمريكا الجنوبية الكبار، الذين قاموا بترسيمهم شخصيات الديكتاتور في صور "الحكام العسكريين " و أعادت أعمالهم السردية الرائجة تقديم أو تظهير هؤلاء الحكام بصورهم الحقيقية كمستبدين ودمويين ومرضى؛ اذاقوا شعوبهم الويلات، ولم يكن انعتاق شعوب هذه الجغرافيا من بؤسها الطويل إلاًّ بالتخلص من هؤلاء ، تماما كما فعلت ثورة 26 سبتمبر العظيمة في اليمن مع حقبة الإمامة الطويلة.
فمن منا مثلا لم يقرأ لـ (ماركيز) ، و (يوسا ) ، و (استرياس) ، و (أيزابيل الليندي ) ؟! ومن منا لم تدهشه روايات مثل خريف البطريرك ، والسيد الرئيس ، وحفلة التيس، و بيت الأرواح ؟! و بعض الأعمال الأخرى ،التي قاربت الاستبداد والانغلاق في تلك البلدان. حتى أنتج مبدعوها الكبار مدرسة مختلفة في الكتابة السردية، والتي صارت مع الأيام تُعرف في العالم أجمع بمدرسة (الواقعية السحرية) .
أعرض هنا حكايتين مثيرتين عبرتا عن هذه الشخصية ومزاجها الشيطاني المريض. الأولى تتصل بإحراقه الآت الطرب وأسطواناتها ، والثانية أمره بخلع بعض أسنان النساء المدخنات في قصره بتعز. الحكاية الأولى يوردها اللواء عبدالله جزيلان في كتابه (لمحات من ذكريات الطفولة) ، أما الثانية فيرويها طبيبه الايطالي (جوزيبي جاسبيريني) الذي أشرف على علاجه ابتداء من العام 1959، وتضنها كتاب العميد محمد علي الأكوع (شخصية الإمام أحمد ورجالات عهده)
(1)إحراق صناديق الطرب واسطواناتها
يقول اللواء عبدالله جزيلان:
"نمى الى علم ولي العهد أحمد ـ في أول استقراره له في المدينة بعد إقالة علي الوزير مطلع أربعينيات القرن الماضي ـ بأن أهالي المدينة يحوزون صناديق الطرب (فونوغراف) يحصلون عليها بطرق متعددة من عدن ومن بلدان المهجر في أفريقيا وأروبا فأمر العكفة (الحرس الخاص) باقتحام البيوت ومصادرة هذه الصناديق لأنها كما أشاع سبب الفساد، وهدد بهدم كل بيت يخفي شيئاً من الصناديق، أو الصحون (الإسطوانات) وفعلاً هُدمت بعض البيوت .
جمع الحراس كمية كبيرة من الصناديق والصحون التي كانت الوسيلة الوحيدة لتسلية أهالي تعز و وضعت في الميدان حيث قام ولي العهد أحمد بنفسه بإضرام النيران فيها أمام الناس، وكان يهدف من هذا التصرف زرع الخوف في نفوس أهل تعز, وإظهار قوته كنوع من الحرب النفسية لإثبات جبروته.
وكان يؤمن بأن الأمة الجاهلة أسلس قياداً من الأمة المتعلمة، فأمر بإغلاق مدرسة الحجرية في التربة، ومدرسة تعز التي حولها الى بيت خاص للقاضي "حسين الحلالي" عامل الحجرية ،الذي اُعجب به وعينه مستشارا له"
(2) خلع أسنان المدخنات في القصر
يروي طبيب الإمام أحمد الخاص الإيطالي (جوزيبي جاسبيريني) الذي رافقه إلى روما وأشرف على علاجه في العام 1959م أنه قبل وصوله إلى تعز بقليل مر طبيب أسنان أجنبي بالحديدة، فطلب الإمام مقابلته ومن ثم فحصه، فكان رد الطبيب بعد الفحص أن هناك بعض التسوس في أسنان الإمام وضروسه وبحاجة للعلاج، والأفضل كما أشار الطبيب تركيب طقم كامل . وحتى يركب الطقم قام الطبيب بتخديره وإزالة كل الأسنان المتسوسة وغير المتسوسة، وعندما أدرك الإمام الأمر لاحقاً غضب غضباً شديداً وطلب إحضار الطبيب الذي كان قد غادر البلاد بعد علمه بغضب الإمام ،الذي كان يرى في الطقم إنقاصاً من هيبته بعد أن بدا شكل فمه مغايراً تماماً لما اعتاده المحيطون به، إلى جانب أنه لم يستطع التعود عليه ، ولم يناسبه صحياً ، ولتلافي الأمر تم إحضار طبيبي أسنان من أريتيريا يحملون الجنسية الأمريكية ، فعملا له تركيبة ممغنطة على اللثة العليا لتجاوز هذه المشكلة.
بعد أيام حصل ما يمكن وصفه بحالة الرفض للجسم الغريب مع التهابات شديدة في الفم ، والآم مبرحة مصحوبة بحمَّى مما أوجب خلع الأسنان والتركيبة الممغنطة التي كانت تتسبب في الأذى للمريض وقت استخدامه لبعض أنواع الملاعق المصنوعة من بعض أنوع المعادن ،وكانت هذه الملاعق تُجذب من التركيب الممغنط فتبقى ملتصقة داخل الفم ، مع ألم شديد يصاحب إخراج الملعقة من الفم.
أدت هذه الحالة إلى شعور الإمام ( يسميه الطبيب في كل الكتاب الملك) ببعض القصور، مما جعله يعتبر ذلك الشيء نوعاً من العقاب يتعرض له, فكان أن فكَّرفي وضع نفس العقاب موضع التنفيذ في يوم تناهت فيه رائحة الدخان إلى أنفه منبعثة من حرملك (مخدع) النساء في القصر وهو في حالة غضب شديد .
ثورة 26سبتمبر والعمائم التي صارت كوافي
(شهادة الراحل حسين محمد #السفاري) (*)
محمد عبدالوهاب #الشيباني
في إحدى عصاري تموز من العام 1962، طُلب مني الحضور إلى مقر الاتحاد اليمني في حافة القاضي للتشاور بموضوع ما، وعند وصولي وجدت عبده محمد الحروي، وعبدالرحمن محمد سعيد، والشيخ قاسم بجاش الذين وصلوا في الغالب من تعز، ومعهم إخبارية مهمة من عبدالغني، مطهر تقول إن الثورة يتم التحضير لها بشكل جادّ، وعلى أعضاء الاتحاد اليمني في عدن والقاهرة الاستعداد لدعمها ماديًّا وبالفدائيين إن تطلب الأمر.
بعد شهرين من لقائنا ذاك، سمع العالم كله خبر الثورة السبتمبرية العظيمة، وقيام الجمهورية العربية اليمنية على أنقاض المملكة المتوكلية المتهالكة، أما الوعود الكبيرة التي قدّمها خطاب الثورة في التغيير والمساواة والديمقراطية والرفاه الاقتصادي والاجتماعي، فقد كانت الملهمة لألوف الشبان من العمّال في المقاهي، والدكاكين، والشركات، والأساطية (عمّال البناء)، والطلاب، للالتحاق بركب الثورة وندائها الإنسانيّ والأخلاقي.
وهذا النداء عشته بكل جوارحي، ولم يمنعني عن تلبيته لشهرين كاملين سوى ارتباطي بأعمال والدي التجارية، غير أني في أواخر نوفمبر اتخذت القرار الأصوب والأصعب، وهو تركي لسيارة خاصة بالمجموعة جوار مطعم التركي في القطيع، وإرسال مفاتيحها لنعمان مع شخص تشيكي كان برفقتي حين كنا نجول لتفقد تسويق منتجات الشركة التي يمثلها، والتي كنا نستورد منها أمواس الحلاقة ومواد كهربائية مختلفة.
ذهبت بعدها مباشرة إلى بيت التاجر علي حسن الوجيه، الذي كانت تربطه بوالدي علاقة ممتازة، حيث كان منها يتم تجهيز فدائيِّي الثورة والراغبين في الالتحاق بالتشكيلات العسكرية الوليدة مثل الحرس الوطني. وجدت في البيت وقتها عشرات الراغبين في السفر إلى تعز وصنعاء، ومنهم حسن السحولي الذي ترافقت معه وآخرين بسيارة لاند روفر حديثة عن طريق الراهدة بعد سنوات طويلة. وبعد أن صار سفيرًا، ذكّرني بالتعب الشديد الذي ألمّ به في رحلة الصعود إلى تعز، وكنت مستشاره الطبي طيلة الطريق، حيث أُسعِف إلى المستشفى فور وصولنا.
في الطريق، كنّا نشاهد الكثير من "البوابير" العتيقة والشاحنات المتوسطة وهي محملة بعشرات المتطوعين المتقدين بالحماس وهم في طريقهم إلى تعز للانضمام للحرس الوطني. تركوا أعمالهم وأشغالهم ومدارسهم في عدن ليلتحقوا بركب الثورة، وكان منظرًا جليلًا يؤثّر في كل من يراه، أما هتافهم المجلجل (ثورة ثورة يا سلال.. وحدة وحدة يا سلال)، فقد كان يأخذنا إلى مدى أبعد من الحماس.
وصلت، بعد رحلة شاقة ولذيذة أيضًا، إلى دار الضيافة، وكان موقع الدار -بما أصبح يسمى اليوم بالمجمع الحكومي- بالقرب من البريد، وهو الآن مقر الإدارات المالية للمحافظة، حيث كان يعج بعشرات الوجوه من القادة والسياسيين، ومنهم اللواء محمد قائد سيف القباطي (البليط) عضو مجلس قيادة الثورة الذي ما أن رآني حتى رحّب بي بحرارة، ثم سألني عمّا جاء بي إلى تعز، فقلت له إن بخاطري الحصول على منحة لدراسة الطيران المدني. فقال لي: "إنّ هذا الأمر صعب الآن، ولكن يمكن للقيادة الاستفادة منك في بعض الأعمال، نظرًا لخبرتك ولغتك الإنجليزية". كان ما لفت انتباهي أنّ كثيرًا من ساكني دار الضيافة قد بدؤُوا بتغيير عماتهم التقليدية (العمائم) بالكوافي، في تعبير صريح عن ولوجهم إلى مرحلة جديدة.
كانت تعز تكتسب وقتها حيوية واضحة، ليس لأنّ المدينة أخذت بالتوسع، ولظهور مبانٍ جديدة ومحلات تجارية عصرية على خط الإسفلت الوحيد بين المدينة القديمة ومنطقة العُرضي، ولم تعُد بتلك الصورة حينما كنت فيها قبل سنوات أربع هاربًا من والدي، وإنما لتلك الروح الوثابة في الناس وانحيازهم الواضح للثورة والجمهورية، واستعدادهم الكبير في التضحية من أجلها.
بعد يومين، أخذني محمد قائد سيف البليط إلى القيادة التي كانت بالقرب من مقام العرضي. أما أول عمل تسلمته فيها فهو مكتب الاتصال والتنسيق، وكانت مهمة هذا المكتب إرسال واستقبال الشفرات، التي ترِد أو ترسل للقيادة، ومنها تلك التي كانت ترسل لقيادة المؤتمر العمالي بعدن أو تستقبل منه بشأن تجهيز وإرسال المتطوعين والفدائيين إلى تعز. وبالمقابل، كنّا نجهز العديد من المتطوعين لإرسال الرسائل والشفرات إلى عدن بطريقة التهريب عن طريق ماوية والحشا، حتى لا يتم الإيقاع بهم في النقاط والمواقع الإنجليزية على خط الراهدة بعدن. بعدها بفترة وجيزة وصل إلى تعز صديقي القديم محمد علي الأكوع، الذي عاد منذ فترة قصيرة من القاهرة، للمشاركة في الدفاع عن الجمهورية، وتم توزيعه إلى تعز ليكون نائبًا لقائدها أحمد الآنسي، لمعرفته بالمدينة التي هرب منها بعد فشل انقلاب 1955 إلى عدن.
(شهادة الراحل حسين محمد #السفاري) (*)
محمد عبدالوهاب #الشيباني
في إحدى عصاري تموز من العام 1962، طُلب مني الحضور إلى مقر الاتحاد اليمني في حافة القاضي للتشاور بموضوع ما، وعند وصولي وجدت عبده محمد الحروي، وعبدالرحمن محمد سعيد، والشيخ قاسم بجاش الذين وصلوا في الغالب من تعز، ومعهم إخبارية مهمة من عبدالغني، مطهر تقول إن الثورة يتم التحضير لها بشكل جادّ، وعلى أعضاء الاتحاد اليمني في عدن والقاهرة الاستعداد لدعمها ماديًّا وبالفدائيين إن تطلب الأمر.
بعد شهرين من لقائنا ذاك، سمع العالم كله خبر الثورة السبتمبرية العظيمة، وقيام الجمهورية العربية اليمنية على أنقاض المملكة المتوكلية المتهالكة، أما الوعود الكبيرة التي قدّمها خطاب الثورة في التغيير والمساواة والديمقراطية والرفاه الاقتصادي والاجتماعي، فقد كانت الملهمة لألوف الشبان من العمّال في المقاهي، والدكاكين، والشركات، والأساطية (عمّال البناء)، والطلاب، للالتحاق بركب الثورة وندائها الإنسانيّ والأخلاقي.
وهذا النداء عشته بكل جوارحي، ولم يمنعني عن تلبيته لشهرين كاملين سوى ارتباطي بأعمال والدي التجارية، غير أني في أواخر نوفمبر اتخذت القرار الأصوب والأصعب، وهو تركي لسيارة خاصة بالمجموعة جوار مطعم التركي في القطيع، وإرسال مفاتيحها لنعمان مع شخص تشيكي كان برفقتي حين كنا نجول لتفقد تسويق منتجات الشركة التي يمثلها، والتي كنا نستورد منها أمواس الحلاقة ومواد كهربائية مختلفة.
ذهبت بعدها مباشرة إلى بيت التاجر علي حسن الوجيه، الذي كانت تربطه بوالدي علاقة ممتازة، حيث كان منها يتم تجهيز فدائيِّي الثورة والراغبين في الالتحاق بالتشكيلات العسكرية الوليدة مثل الحرس الوطني. وجدت في البيت وقتها عشرات الراغبين في السفر إلى تعز وصنعاء، ومنهم حسن السحولي الذي ترافقت معه وآخرين بسيارة لاند روفر حديثة عن طريق الراهدة بعد سنوات طويلة. وبعد أن صار سفيرًا، ذكّرني بالتعب الشديد الذي ألمّ به في رحلة الصعود إلى تعز، وكنت مستشاره الطبي طيلة الطريق، حيث أُسعِف إلى المستشفى فور وصولنا.
في الطريق، كنّا نشاهد الكثير من "البوابير" العتيقة والشاحنات المتوسطة وهي محملة بعشرات المتطوعين المتقدين بالحماس وهم في طريقهم إلى تعز للانضمام للحرس الوطني. تركوا أعمالهم وأشغالهم ومدارسهم في عدن ليلتحقوا بركب الثورة، وكان منظرًا جليلًا يؤثّر في كل من يراه، أما هتافهم المجلجل (ثورة ثورة يا سلال.. وحدة وحدة يا سلال)، فقد كان يأخذنا إلى مدى أبعد من الحماس.
وصلت، بعد رحلة شاقة ولذيذة أيضًا، إلى دار الضيافة، وكان موقع الدار -بما أصبح يسمى اليوم بالمجمع الحكومي- بالقرب من البريد، وهو الآن مقر الإدارات المالية للمحافظة، حيث كان يعج بعشرات الوجوه من القادة والسياسيين، ومنهم اللواء محمد قائد سيف القباطي (البليط) عضو مجلس قيادة الثورة الذي ما أن رآني حتى رحّب بي بحرارة، ثم سألني عمّا جاء بي إلى تعز، فقلت له إن بخاطري الحصول على منحة لدراسة الطيران المدني. فقال لي: "إنّ هذا الأمر صعب الآن، ولكن يمكن للقيادة الاستفادة منك في بعض الأعمال، نظرًا لخبرتك ولغتك الإنجليزية". كان ما لفت انتباهي أنّ كثيرًا من ساكني دار الضيافة قد بدؤُوا بتغيير عماتهم التقليدية (العمائم) بالكوافي، في تعبير صريح عن ولوجهم إلى مرحلة جديدة.
كانت تعز تكتسب وقتها حيوية واضحة، ليس لأنّ المدينة أخذت بالتوسع، ولظهور مبانٍ جديدة ومحلات تجارية عصرية على خط الإسفلت الوحيد بين المدينة القديمة ومنطقة العُرضي، ولم تعُد بتلك الصورة حينما كنت فيها قبل سنوات أربع هاربًا من والدي، وإنما لتلك الروح الوثابة في الناس وانحيازهم الواضح للثورة والجمهورية، واستعدادهم الكبير في التضحية من أجلها.
بعد يومين، أخذني محمد قائد سيف البليط إلى القيادة التي كانت بالقرب من مقام العرضي. أما أول عمل تسلمته فيها فهو مكتب الاتصال والتنسيق، وكانت مهمة هذا المكتب إرسال واستقبال الشفرات، التي ترِد أو ترسل للقيادة، ومنها تلك التي كانت ترسل لقيادة المؤتمر العمالي بعدن أو تستقبل منه بشأن تجهيز وإرسال المتطوعين والفدائيين إلى تعز. وبالمقابل، كنّا نجهز العديد من المتطوعين لإرسال الرسائل والشفرات إلى عدن بطريقة التهريب عن طريق ماوية والحشا، حتى لا يتم الإيقاع بهم في النقاط والمواقع الإنجليزية على خط الراهدة بعدن. بعدها بفترة وجيزة وصل إلى تعز صديقي القديم محمد علي الأكوع، الذي عاد منذ فترة قصيرة من القاهرة، للمشاركة في الدفاع عن الجمهورية، وتم توزيعه إلى تعز ليكون نائبًا لقائدها أحمد الآنسي، لمعرفته بالمدينة التي هرب منها بعد فشل انقلاب 1955 إلى عدن.
آل كزمان وآل علي بن صالح وآل الدمينة طلي وحجاجي ودربي.
وآل عمر وآل باسان و #الزرامات ، ومن حصون #وادعة حصن #براش يمنى #صعدة على مسافة أربع ساعات واسمه القديم جبل #وتران ولما عمّره الأمير أحمد ابن المنصور عبد الله #بن_حمزة سمّاه براشا حكى هذا في سيرة المهدي احمد بن الحسين صاحب #ذي_بين.
وهذه #وادعة هي غير وادعة الشمالية وغير وادعة حاشد.
ومساحة بلاد صعدة جميعها من خولاني وهمداني من الشرق الى الغرب مسيرة ست مراحل ما بين #حرض و #الرملة الخالية.
ومن الجنوب الى الشمال ثلاث مراحل.
تتصل بلاد #صعدة من شماليها ببلاد #سنحان ووادعة و #عبيدة و #جرش من بلاد #عسير ، ومن شرقيها ببلاد #يام ونجران والرملة الخالية.
ومن جنوبيها بجبل برط والعمشية ووادي مير من بلاد همدان.
ومن غربيها ب #تهامة جهة #حرض وبلاد بني مروان والمسارحة وبني الحارث وأبو عريش.
وحكى في تاريخ #المدهجن قال : وفي صعدة آل الطاهر من ذرية #سبأ الملطوم ، وآل #الخيقري بالخاء المعجمة والقاف وهم من #حمير ، وآل زيدان من الطيا من ذرية #حاتم_الطائي ، وآل قدايد ، وهم من حمير ، وآل الدواري وهم من بني عبد المدان #الحارثي ، وبنو #مداعس وهم من همدان ، ومن بني الدواري آل جابر سكنة قطاس ، والمعاريف بنو معروف بن أحمد وبنو الدواري بن أحمد وبنو عطية من بني الحارث بن كعب ، وبنو الطحم وبنو البرش من #الفرس ، وبنو النجم أصلهم من #نجران ، والقيود من ذرية القيد بن سهل #الشيباني ، وبنو الفلوة من #قريش ، وبنو الهبي من نزار ، والوشايلة من #الفرس وبنو عنبر منهم أيضا وآل سليمان الأشراف من بني حمزة ، وفيها الأشراف #الحمزيون وهم ملوكها من ذرية حمزة بن أبي هاشم واسمه الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الله بن الحسين بن القاسم ترجمان الدين.
75
وآل عمر وآل باسان و #الزرامات ، ومن حصون #وادعة حصن #براش يمنى #صعدة على مسافة أربع ساعات واسمه القديم جبل #وتران ولما عمّره الأمير أحمد ابن المنصور عبد الله #بن_حمزة سمّاه براشا حكى هذا في سيرة المهدي احمد بن الحسين صاحب #ذي_بين.
وهذه #وادعة هي غير وادعة الشمالية وغير وادعة حاشد.
ومساحة بلاد صعدة جميعها من خولاني وهمداني من الشرق الى الغرب مسيرة ست مراحل ما بين #حرض و #الرملة الخالية.
ومن الجنوب الى الشمال ثلاث مراحل.
تتصل بلاد #صعدة من شماليها ببلاد #سنحان ووادعة و #عبيدة و #جرش من بلاد #عسير ، ومن شرقيها ببلاد #يام ونجران والرملة الخالية.
ومن جنوبيها بجبل برط والعمشية ووادي مير من بلاد همدان.
ومن غربيها ب #تهامة جهة #حرض وبلاد بني مروان والمسارحة وبني الحارث وأبو عريش.
وحكى في تاريخ #المدهجن قال : وفي صعدة آل الطاهر من ذرية #سبأ الملطوم ، وآل #الخيقري بالخاء المعجمة والقاف وهم من #حمير ، وآل زيدان من الطيا من ذرية #حاتم_الطائي ، وآل قدايد ، وهم من حمير ، وآل الدواري وهم من بني عبد المدان #الحارثي ، وبنو #مداعس وهم من همدان ، ومن بني الدواري آل جابر سكنة قطاس ، والمعاريف بنو معروف بن أحمد وبنو الدواري بن أحمد وبنو عطية من بني الحارث بن كعب ، وبنو الطحم وبنو البرش من #الفرس ، وبنو النجم أصلهم من #نجران ، والقيود من ذرية القيد بن سهل #الشيباني ، وبنو الفلوة من #قريش ، وبنو الهبي من نزار ، والوشايلة من #الفرس وبنو عنبر منهم أيضا وآل سليمان الأشراف من بني حمزة ، وفيها الأشراف #الحمزيون وهم ملوكها من ذرية حمزة بن أبي هاشم واسمه الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الله بن الحسين بن القاسم ترجمان الدين.
75
توفّي على رَأس عشر وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَمن نَوَاحِيهَا قَرْيَة #الخوهة قَرْيَة على السَّاحِل ذَات نخيل كثير قد ذكرتها حِين ذكرت #الشَّيْبَانِيّ إذهي قريته وَبهَا الان قوم من ذُريَّته يتسمون بالفقه كَمَا جرت الْعَادة لاولاد الْفُقَهَاء واليهم خطابه #حيس وَيُوَلُّونَ العقد بقريتهم والاصلاح بَين اهلها وَفِيهِمْ من يذكر بِالْخَيرِ وهم الان عدد كثير فِي الْقرْيَة اجْتمعت بِرَجُل مِنْهُم قدم علينا #الْجَبَل اسْمه عمر بن يُوسُف بن عمر بن عُثْمَان بن عَليّ بن #فالح ابْن الْفَقِيه حسن الشَّيْبَانِيّ مقدم الذّكر فاخبرني ان اولاد الْفَقِيه حسن ثَلَاثَة فالح كَانَ عَالما فَاضلا وَعبد الله وَإِبْرَاهِيم فعبد الله كَانَ شَاعِرًا عَارِفًا بأخبار الْعَرَب وانسابها واشعارها وَإِبْرَاهِيم كَانَ عابدا صَالحا يعتزل النَّاس فِي جبل ب #البحر وَقد ذكرت بعض أَحْوَاله مَعَ ذكر ابيه ففالح كَانَ لَهُ ابْن فَقِيه اسْمه على فَاضل ثمَّ خلف ثَلَاثَة بَنِينَ هم ابو بكر وَعُثْمَان وَمُحَمّد وابو بكر تفقه وَولى قضا #حيس وخطابتها وَعُثْمَان تفقه بَاهل #زبيد وَكَانَ مقرئا يقرى الْقُرْآن للسبعة وَالْفِقْه بِمَسْجِد #الْهِنْد بزبيد مُحَمَّد تفقه وَسكن #البرقة وَله بهَا ذُرِّيَّة وَولى قَضَائهَا
وعَلى قرب مِنْهَا #الاوشج بالف وَلَام بعد وَاو سَاكِنة ثمَّ شين مُعْجمَة مخفوظة ثمَّ جِيم سَاكِنة وَهِي قَرْيَة ذَات نخل على حيس الخوهة كَانَ بهَا مُحَمَّد بن مقرة وَولد لَهُ اسْمه عُثْمَان كَانَ مقرأ للسبعة وَخلف ابْنا اسْمه عَليّ كَانَ فَاضلا بالأدب وَله ولد اسْمه مُحَمَّد هُوَ الَّذِي وجدته يَوْم قدمتها وَله أَخ فَاضل يذكر بذلك قدمتها فِي ايام الْوَالِد فَوَجَدته فَاضلا بالادب وَالْغَالِب عَلَيْهِم وعَلى أهل #الخوهة وقضاة حيس #التشفع
780
وعَلى قرب مِنْهَا #الاوشج بالف وَلَام بعد وَاو سَاكِنة ثمَّ شين مُعْجمَة مخفوظة ثمَّ جِيم سَاكِنة وَهِي قَرْيَة ذَات نخل على حيس الخوهة كَانَ بهَا مُحَمَّد بن مقرة وَولد لَهُ اسْمه عُثْمَان كَانَ مقرأ للسبعة وَخلف ابْنا اسْمه عَليّ كَانَ فَاضلا بالأدب وَله ولد اسْمه مُحَمَّد هُوَ الَّذِي وجدته يَوْم قدمتها وَله أَخ فَاضل يذكر بذلك قدمتها فِي ايام الْوَالِد فَوَجَدته فَاضلا بالادب وَالْغَالِب عَلَيْهِم وعَلى أهل #الخوهة وقضاة حيس #التشفع
780
#خيوط
عن #النصري صاحب (دق القاع)
شاعر منسي أثرى تراث #لحج وغنائها الشعبي
محمد عبدالوهاب #الشيباني
في تقديمه لديوان (دق القاع) للشاعر أحمد علي النصري ( 1933-1997) والصادر عام 1989 قال الأستاذ عمر الجاوي عن صاحب الديوان- الذي كان موظفاً بسيطا في إدارة الإنتاج السينمائي بوزارة الثقافة طيلة عقدي السبعينات والثمانينات.
"ولد النصري في لحج المشهورة بخضرتها وطيبها وريحانها وهو واحد من كوكبة من الشعراء الغنائيين الذين اثروا الفن اليمني عقودا طويلة من هذا القرن { القرن الماضي}، وكانوا ولا زالوا استمراراً جميلا لفن القمندان كلمة ولحناً وتذوقاً"
النصري هو تلميذ للشاعر الكبير عبدالله هادي سُبيت وتلقى على يديه مبادئ القراءة والكتابة حينما كان الأخير معلما في المدرسة المحسنية العبدلية بالحوطة في أربعينيات القرن الماضي، والذي قال عنه لاحقاً أنه " ملحمة شعرية رائعة في وفائه وإخلاصه ونبله واحتفائه بالكلمة المشرقة وباللحن الرائع"
وهذا الوفاء تجسد في إهداء الديوان ( إلى من أدين له بالوفاء.. إلى معلمي وأستاذي القدير الشاعر عبد الله هادي سبيت)
الديوان حمل عنوان القصيدة الأولى فيه ( دق القاع) المؤرخة في فبراير 1965، وقام بتلحينها وقتها محسن احمد مهدي، وأداها بلحنه الفنان الراحل يسلم حين صالح، قبل أن يقوم الفنان أحمد قاسم بتلحينها بشكل مختلف قليلا، وأدها بصوته ، ثم أدتها الفنانة رجاء باسودان.
( دق القاع دقه لا تجهب ولا/ شق البحر شقه ما دامك حلى/ ان جالك حبيبك احذر تهمله/ شوفك لا هملته تصبح مشكلة)
وعلى منوالها كتب الشاعر عبد الله عبد الوهاب نعمان قصيدة ذائعة بذات العنوان قام بتلحينها وأدائها الفنان أيوب طارش منتصف السبعينات:
(دُق القاع دُقه لا تمشي دلا / دق القاع دقه ما دامك حلا/ واعطِ القلب حقه من دنيا السلا )
ديوان النصري احتوى على العديد من النصوص الغنائية المعروفة ومنها قصيدة (يا سماء صُبّي) المستلهمة من التراث الشعبي وألحانه في لحج والتي تقول بعض كلماتها:
جينا وفي الروضة قمري في الجنة نظرات له تسبي ياسما صبي
ذقنا من الروضة خمر من دنه ومائها المكبي ياسما صبي
شفنا في الروضة بعض من فنه وما خلق ربي ياسما صبي
ماشي كما الروضة والذي فيها في الصين أو بُمبي يا سماء صبّي
احتوى ديوان( دق القاع) الجزء الأهم من المساجلة الشعرية التي تحولت إلى أغنية ( كحيل الطرف ما بلقى مثيلة) مع الشعراء عبدالله هادي سبيت، ومحسن صالح مهدي ،محسن أحمد مهدي، صالح مهدي في العام 1956، في ذروة نشاط الندوة الموسيقية اللحجية ( العبدلية).. هذه المساجلة قام بتلحينها وغنائها أول مرة الفنان الراحل فضل محمد اللحجي
وتقول الكلمات التي كتبها النصري:
مسك لي سيف في قلبي وقطّع وانا صابر وأقول ايوه وهي له
قطع قلبي على ستة وسبّع وقلبي لم يزل عاده حلي له
هجرني باعني والعين تدمع وايش اعمل ولا باليد حيله
مسيت أعمى وذكره جاء ونوّر مسح لي هم قده من الف ليله
خياله مر في قلبي ودوّر جزع شاخط ولا كني عميله
حبيب القلب قلبه ليه تحجر مع اني من الأبجد زميله
غير أن أهم قصائد الديوان وأثرها ذيوعا قصيدة (والله ماتحلحل حتى يلتفت) التي قام بتلحينها منتصف الخمسينات الأمير محسن بن أحمد مهدي العبدلي، وأداها أول مرة الفنان حسن كريدي، ثم شقيقته الصغرى فطوم كريدي، قبل أن تصير واحدة من الأغاني الرائجة بأصوات فناني لحج المشهورين وعلى رأسهم فيصل علوي.
من قصائد الديوان البديعة، والتي تحولت إلى أغنية رائجة بصوت الفنان فيصل علوي، قصيدة ظنون والتي تقول بعض أبياتها
أنا والظن في قومه وسقطه من اللي فاتني قرب المحطة
بلا أسباب ياريت بس غلطه أكون مرتاح من فومه وسقطه
تركني نصف ميت في ظنوني ولا أدري لمن اشكي ظنوني
ومن يجزع تفرج لا عيوني يقول مسكين قلبه فيه جلطة
الفنانة اللحجية ( كاميليا عنبر) أعادت تقديمها من جديد، وبصوتها القوي صارت أكثر انتشارا خارج حاضنتها الثقافية رغم خصوصيتها اللهجوية المحلية الصارخة.
ما با اتـــرك محـلي حتـى لو يــبسـت وان يبست رجـولي با قــول له التفت
وان ماشي التفت لي بلعب له توست والله مــا اْتـحلـحـــــــــل حتى يلتفـت
عن #النصري صاحب (دق القاع)
شاعر منسي أثرى تراث #لحج وغنائها الشعبي
محمد عبدالوهاب #الشيباني
في تقديمه لديوان (دق القاع) للشاعر أحمد علي النصري ( 1933-1997) والصادر عام 1989 قال الأستاذ عمر الجاوي عن صاحب الديوان- الذي كان موظفاً بسيطا في إدارة الإنتاج السينمائي بوزارة الثقافة طيلة عقدي السبعينات والثمانينات.
"ولد النصري في لحج المشهورة بخضرتها وطيبها وريحانها وهو واحد من كوكبة من الشعراء الغنائيين الذين اثروا الفن اليمني عقودا طويلة من هذا القرن { القرن الماضي}، وكانوا ولا زالوا استمراراً جميلا لفن القمندان كلمة ولحناً وتذوقاً"
النصري هو تلميذ للشاعر الكبير عبدالله هادي سُبيت وتلقى على يديه مبادئ القراءة والكتابة حينما كان الأخير معلما في المدرسة المحسنية العبدلية بالحوطة في أربعينيات القرن الماضي، والذي قال عنه لاحقاً أنه " ملحمة شعرية رائعة في وفائه وإخلاصه ونبله واحتفائه بالكلمة المشرقة وباللحن الرائع"
وهذا الوفاء تجسد في إهداء الديوان ( إلى من أدين له بالوفاء.. إلى معلمي وأستاذي القدير الشاعر عبد الله هادي سبيت)
الديوان حمل عنوان القصيدة الأولى فيه ( دق القاع) المؤرخة في فبراير 1965، وقام بتلحينها وقتها محسن احمد مهدي، وأداها بلحنه الفنان الراحل يسلم حين صالح، قبل أن يقوم الفنان أحمد قاسم بتلحينها بشكل مختلف قليلا، وأدها بصوته ، ثم أدتها الفنانة رجاء باسودان.
( دق القاع دقه لا تجهب ولا/ شق البحر شقه ما دامك حلى/ ان جالك حبيبك احذر تهمله/ شوفك لا هملته تصبح مشكلة)
وعلى منوالها كتب الشاعر عبد الله عبد الوهاب نعمان قصيدة ذائعة بذات العنوان قام بتلحينها وأدائها الفنان أيوب طارش منتصف السبعينات:
(دُق القاع دُقه لا تمشي دلا / دق القاع دقه ما دامك حلا/ واعطِ القلب حقه من دنيا السلا )
ديوان النصري احتوى على العديد من النصوص الغنائية المعروفة ومنها قصيدة (يا سماء صُبّي) المستلهمة من التراث الشعبي وألحانه في لحج والتي تقول بعض كلماتها:
جينا وفي الروضة قمري في الجنة نظرات له تسبي ياسما صبي
ذقنا من الروضة خمر من دنه ومائها المكبي ياسما صبي
شفنا في الروضة بعض من فنه وما خلق ربي ياسما صبي
ماشي كما الروضة والذي فيها في الصين أو بُمبي يا سماء صبّي
النصري هو تلميذ للشاعر الكبير عبدالله هادي سُبيت وتلقى على يديه مبادئ القراءة والكتابة حينما كان الأخير معلما في المدرسة المحسنية العبدلية بالحوطة في أربعينيات القرن الماضي، والذي قال عنه لاحقاً أنه " ملحمة شعرية رائعة في وفائه وإخلاصه ونبله واحتفائه بالكلمة المشرقة وباللحن الرائع"
احتوى ديوان( دق القاع) الجزء الأهم من المساجلة الشعرية التي تحولت إلى أغنية ( كحيل الطرف ما بلقى مثيلة) مع الشعراء عبدالله هادي سبيت، ومحسن صالح مهدي ،محسن أحمد مهدي، صالح مهدي في العام 1956، في ذروة نشاط الندوة الموسيقية اللحجية ( العبدلية).. هذه المساجلة قام بتلحينها وغنائها أول مرة الفنان الراحل فضل محمد اللحجي
وتقول الكلمات التي كتبها النصري:
مسك لي سيف في قلبي وقطّع وانا صابر وأقول ايوه وهي له
قطع قلبي على ستة وسبّع وقلبي لم يزل عاده حلي له
هجرني باعني والعين تدمع وايش اعمل ولا باليد حيله
مسيت أعمى وذكره جاء ونوّر مسح لي هم قده من الف ليله
خياله مر في قلبي ودوّر جزع شاخط ولا كني عميله
حبيب القلب قلبه ليه تحجر مع اني من الأبجد زميله
غير أن أهم قصائد الديوان وأثرها ذيوعا قصيدة (والله ماتحلحل حتى يلتفت) التي قام بتلحينها منتصف الخمسينات الأمير محسن بن أحمد مهدي العبدلي، وأداها أول مرة الفنان حسن كريدي، ثم شقيقته الصغرى فطوم كريدي، قبل أن تصير واحدة من الأغاني الرائجة بأصوات فناني لحج المشهورين وعلى رأسهم فيصل علوي.
من قصائد الديوان البديعة، والتي تحولت إلى أغنية رائجة بصوت الفنان فيصل علوي، قصيدة ظنون والتي تقول بعض أبياتها
أنا والظن في قومه وسقطه من اللي فاتني قرب المحطة
بلا أسباب ياريت بس غلطه أكون مرتاح من فومه وسقطه
تركني نصف ميت في ظنوني ولا أدري لمن اشكي ظنوني
ومن يجزع تفرج لا عيوني يقول مسكين قلبه فيه جلطة
الفنانة اللحجية ( كاميليا عنبر) أعادت تقديمها من جديد، وبصوتها القوي صارت أكثر انتشارا خارج حاضنتها الثقافية رغم خصوصيتها اللهجوية المحلية الصارخة.
ما با اتـــرك محـلي حتـى لو يــبسـت وان يبست رجـولي با قــول له التفت
وان ماشي التفت لي بلعب له توست والله مــا اْتـحلـحـــــــــل حتى يلتفـت
#مجموع_بلدان_اليمن
لكل من ولي اليمن و #الشحر وحضرموت.
قال #المسعودي : وكان هذا #السد من بناء #سبأ بن يشجب بن يعرب وكان سافله سبعون واديا ومات قبل أن يستتمه فأتمته ملوك #حمير بعده ثم قال : وبناه #لقمان بن #عاد وجعله فرسخا في فرسخ وجعل له ثلاثين شعبا ، وفي الحديث : أقطع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم #أبيض بن حمال ملح #مأرب ،
حدّثني شيخ سديد فقيه محصل من أهل #صنعاء من ناحية شبام كوكبان وكان مستثبتا فيما يحكي قال : شاهدت مأرب وهي بين حضرموت وصنعاء وبينها وبين صنعاء أربعة أيام وهي قرية ليس بها عامر إلا ثلاث قرى يقال لها #الدروب إلى قبيلة من اليمن فالأول من ناحية صنعاء درب آل #الغشيب ثم درب #كهلان ثم درب #الحرمة وكل واحد من هذه الدروب كإسمه درب طويل لا عرض له طوله نحو الميل كل دار الى جنب الأخرى طولا وبين كل درب نحو فرسخين أو ثلاثة وهم يزرعون على ماء جار يجيء من ناحية #السد فيسقون أرضهم سقية واحدة فيزرعون عليه ثلاث مرات في كل عام.
قال : ويكون بين بذر الشعير وحصاده في ذلك الموضع نحو شهرين ،
وسألته عن سد مأرب فقال : هو بين ثلاثة جبال يصب ماء السيل الى موضع واحد وليس لذلك الماء مخرج إلا من جهة واحدة فكان الأوائل قد سدوا ذلك الموضع بالحجارة الصلبة و #الرصاص فيجتمع فيه ماء عيون هنالك مع ما يجتمع من مياه السيول فيصير خلف السد كالبحر فكانوا إذا أرادوا سقي زروعهم فتحوا من ذلك السد بقدر حاجتهم بأبواب محكمة وحركات مهندسة فيسقون حسب حاجتهم ثم يسدونه إذا أرادوا.
وقال عبد الله بن قيس #الرقيات :
يا ديار الحبايب
بين صنعاء ومأرب
جادك السعد غدوة
والثريا بصايب
من حريم كأن ما
يرتمي بالقواضب
في اصطفاق ورنة
واعتدال المواكب
وقد نسب الى #مأرب يحيى بن قيس #المأربي #الشيباني روى عن ثمامة بن شراحيل وروى عنه أبو عمرو محمد بن بكر ذكره البخاري في
لكل من ولي اليمن و #الشحر وحضرموت.
قال #المسعودي : وكان هذا #السد من بناء #سبأ بن يشجب بن يعرب وكان سافله سبعون واديا ومات قبل أن يستتمه فأتمته ملوك #حمير بعده ثم قال : وبناه #لقمان بن #عاد وجعله فرسخا في فرسخ وجعل له ثلاثين شعبا ، وفي الحديث : أقطع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم #أبيض بن حمال ملح #مأرب ،
حدّثني شيخ سديد فقيه محصل من أهل #صنعاء من ناحية شبام كوكبان وكان مستثبتا فيما يحكي قال : شاهدت مأرب وهي بين حضرموت وصنعاء وبينها وبين صنعاء أربعة أيام وهي قرية ليس بها عامر إلا ثلاث قرى يقال لها #الدروب إلى قبيلة من اليمن فالأول من ناحية صنعاء درب آل #الغشيب ثم درب #كهلان ثم درب #الحرمة وكل واحد من هذه الدروب كإسمه درب طويل لا عرض له طوله نحو الميل كل دار الى جنب الأخرى طولا وبين كل درب نحو فرسخين أو ثلاثة وهم يزرعون على ماء جار يجيء من ناحية #السد فيسقون أرضهم سقية واحدة فيزرعون عليه ثلاث مرات في كل عام.
قال : ويكون بين بذر الشعير وحصاده في ذلك الموضع نحو شهرين ،
وسألته عن سد مأرب فقال : هو بين ثلاثة جبال يصب ماء السيل الى موضع واحد وليس لذلك الماء مخرج إلا من جهة واحدة فكان الأوائل قد سدوا ذلك الموضع بالحجارة الصلبة و #الرصاص فيجتمع فيه ماء عيون هنالك مع ما يجتمع من مياه السيول فيصير خلف السد كالبحر فكانوا إذا أرادوا سقي زروعهم فتحوا من ذلك السد بقدر حاجتهم بأبواب محكمة وحركات مهندسة فيسقون حسب حاجتهم ثم يسدونه إذا أرادوا.
وقال عبد الله بن قيس #الرقيات :
يا ديار الحبايب
بين صنعاء ومأرب
جادك السعد غدوة
والثريا بصايب
من حريم كأن ما
يرتمي بالقواضب
في اصطفاق ورنة
واعتدال المواكب
وقد نسب الى #مأرب يحيى بن قيس #المأربي #الشيباني روى عن ثمامة بن شراحيل وروى عنه أبو عمرو محمد بن بكر ذكره البخاري في
تاريخه ، وسعيد بن #أبيض بن حمال #تلمأربي روى عن أبيه وعن #فروة #بن_مسيك #الغطيفي وروى عنه ابنه ثابت بن سعيد ، ذكره ابن أبي حاتم ، وثابت بن سعيد #المأربي حدّث عن أبيه وروى عنه ابن أخيه فرج بن سعيد بن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمال المأربي #الشيباني ، هكذا نسبه ابن أبي حاتم.
وقال أحمد في #الكنى : أبو روح بن سعيد أراه ابن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمال المأربي روى عنه أبو صالح محبوب بن موسى #الإنطاكي وعبد الله بن الزبير #الجندي.
وقال أبو حاتم : جبير بن سعيد أخو فرج بن سعيد روى عنه أخوه جبير بن سعيد #المأربي سألت أبي عن فرج بن سعيد قال لا بأس به ، ومنصور بن شيبة من أهل #مأرب روى عنه فرج بن سعيد بن علقمة المأربي ذكره ابن أبي حاتم أيضا في ترجمة فرج بن سعيد. انتهى ما ذكره ياقوت في معجم البلدان.
قال في نثر الدر المكنون : أخرج أبو داود عن أبيض بن حمال المأربي الحميري أنه كلم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في #الصدقة حين وفد عليه فقال : يا أخا #سبأ لا بد من #صدقة فقال : إنما زرعنا القطن يا رسول الله وقد تبددت #سبأ ولم يبق منهم إلا قليل ب #مأرب فصالح نبي الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على سبعين #حلّة كل سنة عمّن بقي من سبأ بمأرب. انتهى ما ذكره #الأهدل.
وحكى الشرجي في ترجمة الفقيه ابراهيم بن محمد بن أبي القاسم بن يوسف بن أحمد بن محمد بن أبي الخل من علماء القرن الثامن أن أصل آل أبي الخل من مأرب.
وممن نسب إلى مأرب أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله المأربي المتوفى سنة ٦٤٧ وعبد الله بن محمد بن إسماعيل المأربي المتوفى ب #ذي_أشرق ترجمهما الشرجي.
وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل المأربي توفي سنة ٦٣٨ وقد تقدم في حرف الألف الكلام على الأزد وذكرنا كيفية انتقالهم من مأرب كما وصفه #الهمداني في كتاب صفة الجزيرة.
282
وقال أحمد في #الكنى : أبو روح بن سعيد أراه ابن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمال المأربي روى عنه أبو صالح محبوب بن موسى #الإنطاكي وعبد الله بن الزبير #الجندي.
وقال أبو حاتم : جبير بن سعيد أخو فرج بن سعيد روى عنه أخوه جبير بن سعيد #المأربي سألت أبي عن فرج بن سعيد قال لا بأس به ، ومنصور بن شيبة من أهل #مأرب روى عنه فرج بن سعيد بن علقمة المأربي ذكره ابن أبي حاتم أيضا في ترجمة فرج بن سعيد. انتهى ما ذكره ياقوت في معجم البلدان.
قال في نثر الدر المكنون : أخرج أبو داود عن أبيض بن حمال المأربي الحميري أنه كلم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في #الصدقة حين وفد عليه فقال : يا أخا #سبأ لا بد من #صدقة فقال : إنما زرعنا القطن يا رسول الله وقد تبددت #سبأ ولم يبق منهم إلا قليل ب #مأرب فصالح نبي الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على سبعين #حلّة كل سنة عمّن بقي من سبأ بمأرب. انتهى ما ذكره #الأهدل.
وحكى الشرجي في ترجمة الفقيه ابراهيم بن محمد بن أبي القاسم بن يوسف بن أحمد بن محمد بن أبي الخل من علماء القرن الثامن أن أصل آل أبي الخل من مأرب.
وممن نسب إلى مأرب أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله المأربي المتوفى سنة ٦٤٧ وعبد الله بن محمد بن إسماعيل المأربي المتوفى ب #ذي_أشرق ترجمهما الشرجي.
وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل المأربي توفي سنة ٦٣٨ وقد تقدم في حرف الألف الكلام على الأزد وذكرنا كيفية انتقالهم من مأرب كما وصفه #الهمداني في كتاب صفة الجزيرة.
282
عبد الرحمن #عبسي
أربعون عاما من شغف الإخراج الاذاعي
محمد الحسن #الشيباني
#خيوط
ارتبط اسم المخرج الراحل عبد الرحمن عبسي بالعديد من البرامج الأساسية لإذاعة صنعاء، لعل من أبرز هذه البرامج "نزهة الجمعة" و"المجلة الثقافية". كما أنه خاض رحلة طويلة في إخراج المسلسلات الاذاعية استمرت لقرابة أربعين عاماً.
هو عبد الرحمن محمد عبد الباري العبسي الذي ولد في منطقة ضبي بعزلة الأعبوس بمحافظة تعز عام ١٩٥٢.
بدأ تعليمه الأولي في قريته في مدرسة ضبي ، ثم انتقل إلى صنعاء لمواصلة تعليمه حتى الثانوية. التحق بالكلية الحربية بعد الثانوية، لكنه لم يستمر طويلا كونه لا يحب هذا المجال.
تقول المذيعة زهور ناصر عن زوجها: لقد شعر عبد الرحمن بالندم بعد تركه للكلية الحربية ودراسته للإعلام، وكان يتمنى أن يجعل مهنة الإعلام هواية فحسب وتكمل، كان أحيانا يصادف بعض زملائه في الكلية ويتحسر كثيرا كونه لم يكمل معهم .لقد وجد في الإعلام إهمال شديد.
التحق العبسي بإذاعة صنعاء في ١٩٧٢. كان مراسل إذاعي لوزير الإعلام ثم مديراً للمكتبة الاذاعية.
قامت وزارة الإعلام في العام 1976 بابتعاث طلابا للدراسة في المعهد العالي للإذاعة والتلفزيون في طهران وكان العبسي من المبتعثين ،وحين فُتح التسجيل في المعهد لمختلف التخصصات اختار العبسي الإخراج الإذاعي. وبعد دراسته بطهران
أخذ دورات مكثفة في الاخراج في تونس والعراق.
اسندت الإذاعة إليه بعد عودته إخراج البرامج الثقافية والمنوعة ،
وقالت زهور ناصر :إن برنامج أوراق ملونة أول برنامج منوع يتولاه فكرة وإخراجا ، وبعد مرور بعض الوقت قام بتغيير اسم البرنامج إلى واحة اليوم مع بقاء الشكل والمضمون السابق.
ومن أهم برامجه في هذا القسم برنامج المجلة الثقافية الذي أعده وقدمه المذيع الراحل عبد الباسط محمد المبرزي، إضافة إلى برنامجه الشهير "نزهة الجمعة" الذي استمر في إخراجه من الثمانينات حتى وفاته.
تولى مناصب مختلفة وآخرها مدير الإخراج والإنتاج بإذاعة صنعاء البرنامج العام
ساهم العبسي في إثراء المكتبة الإذاعية بالكثير من المسلسلات الدرامية والتمثيليات التي خرجت بصورة مميزة للجمهور
لأنه كان مهتم بأصغر تفاصيل العمل.
لقد كان عبد الرحمن أول مخرج يمني اخرج المسلسلات والتمثيليات الإذاعية بمختلف أنواعها كوميديا، تراجيديا. وتدرب في بداية رحلته المهنية على يد المخرج حسن المصري
في هذا السياق أوضح الكاتب المرحوم جمال الرميم إنه رغم أن هناك مخرجين تدربوا بجانب عبد الرحمن عبسي ومنهم عبد الرحمن شاهر غير أن الأول كان أكثر فهما للمجال الدرامي.
ويردف، كانت علاقة عبد الرحمن عبسي جيدة مع الممثلين ما جعله يتمكن من أداء عمله في هذا الجانب ،إضافة إلى انشغال المخرجين الذين كانوا من دفعته بأعمال أخرى ومنهم عبد الله العرشي وعبد الله السوسوة ،الأمر الذي أتاح للعبسي فرصة ممارسة العمل..
يشهد الطاقم التمثيلي للعبسي بأنه أول وآخر من أنعش الدراما الإذاعية اليمنية, وفي هذا السياق يذكر الممثل نبيل حزام في إحدى حلقاته التلفزيونية أن الدراما الإذاعية فقدت طابعها بعد رحيل المخرج عبد الرحمن عبسي
من أشهر المسلسلات التي اخرجها العبسي:
شمعة في مهب الريح، الحب والثأر، القدر الخالد، جزيرة الأحلام، على ضفاف الأماني، قلوب على الأوتار، أحلام الفجر، همس السواقي، الهروب، دروب الأحلام، القوارض، الطريق إلى صنعاء، إسأل مجرِّب، وكيل آدم، لا مزوج سلي ولا عزب مستريح، الناس أجناس، ما حد عليها بسالي وحكايات وأساطير يمنية.
أصيبت إذاعة صنعاء بخسارة فادحة بعد الموت المجنون الذي انتزع روح عبد الرحمن عبسي، حين قتل مع ابنه محمد وابنته صفاء في جريمة بشعة ارتكبها ابنه الثالث حسام في الخامس من يناير من العام٢٠١١ لينتهي مشوار مهني حافل لواحد من أهم مخرجي الأعمال الاذاعية على مدى أربعة عقود.
•••
محمد الحسن الشيباني
أربعون عاما من شغف الإخراج الاذاعي
محمد الحسن #الشيباني
#خيوط
ارتبط اسم المخرج الراحل عبد الرحمن عبسي بالعديد من البرامج الأساسية لإذاعة صنعاء، لعل من أبرز هذه البرامج "نزهة الجمعة" و"المجلة الثقافية". كما أنه خاض رحلة طويلة في إخراج المسلسلات الاذاعية استمرت لقرابة أربعين عاماً.
هو عبد الرحمن محمد عبد الباري العبسي الذي ولد في منطقة ضبي بعزلة الأعبوس بمحافظة تعز عام ١٩٥٢.
بدأ تعليمه الأولي في قريته في مدرسة ضبي ، ثم انتقل إلى صنعاء لمواصلة تعليمه حتى الثانوية. التحق بالكلية الحربية بعد الثانوية، لكنه لم يستمر طويلا كونه لا يحب هذا المجال.
تقول المذيعة زهور ناصر عن زوجها: لقد شعر عبد الرحمن بالندم بعد تركه للكلية الحربية ودراسته للإعلام، وكان يتمنى أن يجعل مهنة الإعلام هواية فحسب وتكمل، كان أحيانا يصادف بعض زملائه في الكلية ويتحسر كثيرا كونه لم يكمل معهم .لقد وجد في الإعلام إهمال شديد.
التحق العبسي بإذاعة صنعاء في ١٩٧٢. كان مراسل إذاعي لوزير الإعلام ثم مديراً للمكتبة الاذاعية.
قامت وزارة الإعلام في العام 1976 بابتعاث طلابا للدراسة في المعهد العالي للإذاعة والتلفزيون في طهران وكان العبسي من المبتعثين ،وحين فُتح التسجيل في المعهد لمختلف التخصصات اختار العبسي الإخراج الإذاعي. وبعد دراسته بطهران
أخذ دورات مكثفة في الاخراج في تونس والعراق.
اسندت الإذاعة إليه بعد عودته إخراج البرامج الثقافية والمنوعة ،
وقالت زهور ناصر :إن برنامج أوراق ملونة أول برنامج منوع يتولاه فكرة وإخراجا ، وبعد مرور بعض الوقت قام بتغيير اسم البرنامج إلى واحة اليوم مع بقاء الشكل والمضمون السابق.
ومن أهم برامجه في هذا القسم برنامج المجلة الثقافية الذي أعده وقدمه المذيع الراحل عبد الباسط محمد المبرزي، إضافة إلى برنامجه الشهير "نزهة الجمعة" الذي استمر في إخراجه من الثمانينات حتى وفاته.
تولى مناصب مختلفة وآخرها مدير الإخراج والإنتاج بإذاعة صنعاء البرنامج العام
ساهم العبسي في إثراء المكتبة الإذاعية بالكثير من المسلسلات الدرامية والتمثيليات التي خرجت بصورة مميزة للجمهور
لأنه كان مهتم بأصغر تفاصيل العمل.
لقد كان عبد الرحمن أول مخرج يمني اخرج المسلسلات والتمثيليات الإذاعية بمختلف أنواعها كوميديا، تراجيديا. وتدرب في بداية رحلته المهنية على يد المخرج حسن المصري
في هذا السياق أوضح الكاتب المرحوم جمال الرميم إنه رغم أن هناك مخرجين تدربوا بجانب عبد الرحمن عبسي ومنهم عبد الرحمن شاهر غير أن الأول كان أكثر فهما للمجال الدرامي.
ويردف، كانت علاقة عبد الرحمن عبسي جيدة مع الممثلين ما جعله يتمكن من أداء عمله في هذا الجانب ،إضافة إلى انشغال المخرجين الذين كانوا من دفعته بأعمال أخرى ومنهم عبد الله العرشي وعبد الله السوسوة ،الأمر الذي أتاح للعبسي فرصة ممارسة العمل..
يشهد الطاقم التمثيلي للعبسي بأنه أول وآخر من أنعش الدراما الإذاعية اليمنية, وفي هذا السياق يذكر الممثل نبيل حزام في إحدى حلقاته التلفزيونية أن الدراما الإذاعية فقدت طابعها بعد رحيل المخرج عبد الرحمن عبسي
من أشهر المسلسلات التي اخرجها العبسي:
شمعة في مهب الريح، الحب والثأر، القدر الخالد، جزيرة الأحلام، على ضفاف الأماني، قلوب على الأوتار، أحلام الفجر، همس السواقي، الهروب، دروب الأحلام، القوارض، الطريق إلى صنعاء، إسأل مجرِّب، وكيل آدم، لا مزوج سلي ولا عزب مستريح، الناس أجناس، ما حد عليها بسالي وحكايات وأساطير يمنية.
أصيبت إذاعة صنعاء بخسارة فادحة بعد الموت المجنون الذي انتزع روح عبد الرحمن عبسي، حين قتل مع ابنه محمد وابنته صفاء في جريمة بشعة ارتكبها ابنه الثالث حسام في الخامس من يناير من العام٢٠١١ لينتهي مشوار مهني حافل لواحد من أهم مخرجي الأعمال الاذاعية على مدى أربعة عقود.
•••
محمد الحسن الشيباني
حُسن: (اسم) الجمع : مَحَاسن .. الحُسْنُ : الجمال .. الحُسْنُ: كلُّ مُبْهجٍ مرغوبٍ فيه، هكذا قال اللغويون عن الاسم وصفاته ودلالاته . فماذا لو صار الاسم مركباً بصفة الانتساب للموضع (حُسْنُ التَعِزيَّة) .. وحُسْن التَعِزيَّة تصير حالة تعريف بالمكان ووظائفه .. حالة تعريف بالمدينة ورياحينها وفواكهها ..ألن يكون لأسمها وقعاً مضاعفاً مشبَّعاً بالجمال ؟
كل من يمر بالسوق المركزي بتعز لابد وأن ترتسم بذاكرته (حُسْن) كامرأة مكافحة تشير إلى إرث المدينة الثقافي ، مثل نساء كثيرات ، صرن مع مرور الوقت عنواناً للمكان والمدينة.
———————
أقدم صورة لها وهي شابة تبيع الفواكه في ذات الممر الذي تقتعده الآن بالسوق ،وأحدثها ، وهي تبيع الريحان " الحبق" ، وبينهما صورة ثالثة وهي تبيع النرجس البلدي الأصفروكلها من أرشيف ذاكرة تعز الفوتوغرافية الصديق (فهد الظرافي)
سلامٌ على تعز وحُسْنها ومحاسنِها في الريحان والنرجس وفواكه الجبل .
3 ديسمبر 2020
محمد عبد الوهاب #الشيباني
.
كل من يمر بالسوق المركزي بتعز لابد وأن ترتسم بذاكرته (حُسْن) كامرأة مكافحة تشير إلى إرث المدينة الثقافي ، مثل نساء كثيرات ، صرن مع مرور الوقت عنواناً للمكان والمدينة.
———————
أقدم صورة لها وهي شابة تبيع الفواكه في ذات الممر الذي تقتعده الآن بالسوق ،وأحدثها ، وهي تبيع الريحان " الحبق" ، وبينهما صورة ثالثة وهي تبيع النرجس البلدي الأصفروكلها من أرشيف ذاكرة تعز الفوتوغرافية الصديق (فهد الظرافي)
سلامٌ على تعز وحُسْنها ومحاسنِها في الريحان والنرجس وفواكه الجبل .
3 ديسمبر 2020
محمد عبد الوهاب #الشيباني
.
نصف قرن على رحيل #محمد_عبدالولي
الرائد السردي وقبره الذي في السماء!
محمد عبدالوهاب #الشيباني
في زيارتها الأخيرة لليمن، أوائل تسعينيات القرن الماضي، مع ابنتها فاطمة، تمنّت السويدية "برجيتا هولندير" أن تجد قبرًا أو حتى نصبًا صغيرًا لزوجها محمد أحمد عبدالولي، لتستطيع وضع وردة عليه. فقد قضى محمد عبدالولي في الثلاثين من أبريل 1973، حين تلاشى جسده بين شبوة وحضرموت في حادثة طائرة الدبلوماسيين الشهيرة، بعد أسابيع قليلة من مغادرته تعز إلى عدن للبحث عن حلم كبير في جنة الاشتراكية وقتئذٍ، لكنه لم يجد حتى موضعًا لرفاته فيها.
في دراسة، عنوانها "الهجرة والمهاجرون في أدب اليمن المعاصر"، خصص الكاتب حيزًا لتجربة محمد عبدالولي، تحت عنوان "من التمزق الهوياتي إلى الريادة الفنية"، وممّا جاء فيها:
أصدر محمد أحمد عبدالولي أولى مجاميعه القصصية (الأرض يا سلمى) في العام 1966م، وكانت تجربته في كتابة القصة بالكاد تُكمل عقدها الأول، إذ أرَّخ للنص الأول فيها "امرأة" بالعام 1958م، غير أنّها كانت قد قفزت، بهذا الشكل الجديد، أو بكتابة القصة القصيرة في اليمن إلى لحظة (جمالية) متقدمة جدًّا، وعلى يديه انتقلت فجأة من ذلك المجال الضيق إلى الميدان العالمي للقصة، وتحس بالفرق واضحًا بين الأسلوب القصصي عند غيره وبين القصة ذات الأريج المميز عنده، فلم يكتب القصة صدى لأفكار الآخرين، أو انعكاسًا لأفكار شائعة، بل كان يكتبها من مواقع المعاناة الشخصية، كما يذهب إلى ذلك عبدالحميد إبراهيم في كتابه (القصة اليمنية المعاصرة).
لم تعد القصة عنده محصورة في طبيعة الوعظ والتقرير والحكمية، ولم تعد المدينة بإسمنتها وعلاقاتها المعقدة (الزائفة)، ولا التصنع الذهني والمثالي، مسرحًا لموضوعاتها، بل بدأت تبحث عن تحققاتها في فضاء القرية والهامش، وفي موضوع الإنسان المهاجر ويومياته، وفي مشكلة (اندماج) المولدين، وفي قضايا المسكوت عنه مثل "الجنس والسياسة"، التي لم تطرق بذات الكيفية والتوظيف الجمالي وأبعاده الرمزية.
افتتح عقد الستينيات بكل صخبه شمالًا وجنوبًا مثل كتاب آخرين، غير أنّه استطاع وبأسلوبه المميز ووعيه الحادّ تمهيد الأرضية الأكثر تماسكًا ووضوحًا لقصّاصين جعلوا من عقد الستينيات ذاته وعقد السبعينيات "زمنًا" للتمرد الكتابي، ليس فقط في طبيعة التقنية الكتابية، بل في الأفكار والمعالجات، إذ بدأت القصة في معاينة الأشياء وتحليلها وتفكيك آلياتها، وغدا المتخيل السردي في القص جزءًا من ظاهرة الكتابة ذاتها، وليس وسيلة لإسقاط الأفكار أو "مجرد أسلوب لخدمة مقالة أو بحث أو فكرة"، حسب إبراهيم أيضًا.
القصة اليمنية شهدت في حياته "ازدهارًا لم يسبق له مثيل. ويعود الفضل في ذلك إلى تنوع تجربته وثقافته وموهبته الفنية التي صقلها بدراسة فن القصة. ولم يعتمد على جهده الفردي الذي اكتسبه من القراءة المتواصلة، وإنما تابع أثناء دراسته في مصر كلَّ الندوات والمحاضرات، ودرس في معهد جوركي للآداب مدة عامين". كما يقول عمر الجاوي، في تقديمه لديوان غريب على الطريق.
"تبدو خطوة محمد عبدالولي وتجربته الروائية هي الأكثر قدرة وتمكنًا في هذه المرحلة لما يمتلكه هذا القاصّ من أدوات خاصة وموهبة حقيقية جعلته يعالج موضوعًا اجتماعيًّا في غاية الخطورة في حياة اليمني، هو موضوع الهجرة والمولدين -الذين يكونون من أب يمني وأم حبشية تحديدًا- في روايته «يموتون غرباء" 1971م، ويقدم روايته في شكل فني محكم ورصين، يمثل بالفعل الشكل والمستوى الأكثر نضجًا وتأسيسًا للخطاب الروائي في هذه المرحلة"، كما يقول د. إبراهيم أبو طالب في موضوعه الخطاب الروائي (المسيرة والمضمون).
تكوينه الثقافي و"عبقريته الإبداعية تجلَّت أكثر ما تجلَّت في المعالجة الفنية لجملة من القضايا الاجتماعية، مثل قضية الهجرة وما نتج عنها من قضايا إشكالية، من قبيل قضايا الوجود". كما تقول د. آمنة يوسف في (الرؤى السردية في قصص محمد عبدالولي).
محمد عبدالولي يمثّل ظاهرة فريدة، "فهو أشبه بالنبتة العجيبة التي شقَّت طريقها وسط ركامٍ من الصخور الصلدة، تكتنفها من كل جوانبها صحراء جرداء". كما يقول د. طه حسين الحضرمي في (الإضاءة والعتمة- قراءة في استراتيجية العنوان في الأرض يا سلمى).
أسماء أدبية عديدة "من القصاصين اليمنيين أدلوا بدلائهم في بئرها -الهجرة- لكن محمد عبدالولي يتفرد عن هؤلاء جميعًا بخصوصية تعود إلى منشئه ووضعه الاجتماعي المختلف نسبيًّا عن منشأ هؤلاء، إذ إنهم كتبوا عن المغترب اليمني الذي يذهب إلى وراء البحار، وكتب محمد عبدالولي عن هذا المغترب وعن المغترب الآخر (المولَّد)"، كما يقول إسماعيل الوريث في كتاب (تطواف).
الرائد السردي وقبره الذي في السماء!
محمد عبدالوهاب #الشيباني
في زيارتها الأخيرة لليمن، أوائل تسعينيات القرن الماضي، مع ابنتها فاطمة، تمنّت السويدية "برجيتا هولندير" أن تجد قبرًا أو حتى نصبًا صغيرًا لزوجها محمد أحمد عبدالولي، لتستطيع وضع وردة عليه. فقد قضى محمد عبدالولي في الثلاثين من أبريل 1973، حين تلاشى جسده بين شبوة وحضرموت في حادثة طائرة الدبلوماسيين الشهيرة، بعد أسابيع قليلة من مغادرته تعز إلى عدن للبحث عن حلم كبير في جنة الاشتراكية وقتئذٍ، لكنه لم يجد حتى موضعًا لرفاته فيها.
في دراسة، عنوانها "الهجرة والمهاجرون في أدب اليمن المعاصر"، خصص الكاتب حيزًا لتجربة محمد عبدالولي، تحت عنوان "من التمزق الهوياتي إلى الريادة الفنية"، وممّا جاء فيها:
أصدر محمد أحمد عبدالولي أولى مجاميعه القصصية (الأرض يا سلمى) في العام 1966م، وكانت تجربته في كتابة القصة بالكاد تُكمل عقدها الأول، إذ أرَّخ للنص الأول فيها "امرأة" بالعام 1958م، غير أنّها كانت قد قفزت، بهذا الشكل الجديد، أو بكتابة القصة القصيرة في اليمن إلى لحظة (جمالية) متقدمة جدًّا، وعلى يديه انتقلت فجأة من ذلك المجال الضيق إلى الميدان العالمي للقصة، وتحس بالفرق واضحًا بين الأسلوب القصصي عند غيره وبين القصة ذات الأريج المميز عنده، فلم يكتب القصة صدى لأفكار الآخرين، أو انعكاسًا لأفكار شائعة، بل كان يكتبها من مواقع المعاناة الشخصية، كما يذهب إلى ذلك عبدالحميد إبراهيم في كتابه (القصة اليمنية المعاصرة).
لم تعد القصة عنده محصورة في طبيعة الوعظ والتقرير والحكمية، ولم تعد المدينة بإسمنتها وعلاقاتها المعقدة (الزائفة)، ولا التصنع الذهني والمثالي، مسرحًا لموضوعاتها، بل بدأت تبحث عن تحققاتها في فضاء القرية والهامش، وفي موضوع الإنسان المهاجر ويومياته، وفي مشكلة (اندماج) المولدين، وفي قضايا المسكوت عنه مثل "الجنس والسياسة"، التي لم تطرق بذات الكيفية والتوظيف الجمالي وأبعاده الرمزية.
افتتح عقد الستينيات بكل صخبه شمالًا وجنوبًا مثل كتاب آخرين، غير أنّه استطاع وبأسلوبه المميز ووعيه الحادّ تمهيد الأرضية الأكثر تماسكًا ووضوحًا لقصّاصين جعلوا من عقد الستينيات ذاته وعقد السبعينيات "زمنًا" للتمرد الكتابي، ليس فقط في طبيعة التقنية الكتابية، بل في الأفكار والمعالجات، إذ بدأت القصة في معاينة الأشياء وتحليلها وتفكيك آلياتها، وغدا المتخيل السردي في القص جزءًا من ظاهرة الكتابة ذاتها، وليس وسيلة لإسقاط الأفكار أو "مجرد أسلوب لخدمة مقالة أو بحث أو فكرة"، حسب إبراهيم أيضًا.
القصة اليمنية شهدت في حياته "ازدهارًا لم يسبق له مثيل. ويعود الفضل في ذلك إلى تنوع تجربته وثقافته وموهبته الفنية التي صقلها بدراسة فن القصة. ولم يعتمد على جهده الفردي الذي اكتسبه من القراءة المتواصلة، وإنما تابع أثناء دراسته في مصر كلَّ الندوات والمحاضرات، ودرس في معهد جوركي للآداب مدة عامين". كما يقول عمر الجاوي، في تقديمه لديوان غريب على الطريق.
"تبدو خطوة محمد عبدالولي وتجربته الروائية هي الأكثر قدرة وتمكنًا في هذه المرحلة لما يمتلكه هذا القاصّ من أدوات خاصة وموهبة حقيقية جعلته يعالج موضوعًا اجتماعيًّا في غاية الخطورة في حياة اليمني، هو موضوع الهجرة والمولدين -الذين يكونون من أب يمني وأم حبشية تحديدًا- في روايته «يموتون غرباء" 1971م، ويقدم روايته في شكل فني محكم ورصين، يمثل بالفعل الشكل والمستوى الأكثر نضجًا وتأسيسًا للخطاب الروائي في هذه المرحلة"، كما يقول د. إبراهيم أبو طالب في موضوعه الخطاب الروائي (المسيرة والمضمون).
تكوينه الثقافي و"عبقريته الإبداعية تجلَّت أكثر ما تجلَّت في المعالجة الفنية لجملة من القضايا الاجتماعية، مثل قضية الهجرة وما نتج عنها من قضايا إشكالية، من قبيل قضايا الوجود". كما تقول د. آمنة يوسف في (الرؤى السردية في قصص محمد عبدالولي).
محمد عبدالولي يمثّل ظاهرة فريدة، "فهو أشبه بالنبتة العجيبة التي شقَّت طريقها وسط ركامٍ من الصخور الصلدة، تكتنفها من كل جوانبها صحراء جرداء". كما يقول د. طه حسين الحضرمي في (الإضاءة والعتمة- قراءة في استراتيجية العنوان في الأرض يا سلمى).
أسماء أدبية عديدة "من القصاصين اليمنيين أدلوا بدلائهم في بئرها -الهجرة- لكن محمد عبدالولي يتفرد عن هؤلاء جميعًا بخصوصية تعود إلى منشئه ووضعه الاجتماعي المختلف نسبيًّا عن منشأ هؤلاء، إذ إنهم كتبوا عن المغترب اليمني الذي يذهب إلى وراء البحار، وكتب محمد عبدالولي عن هذا المغترب وعن المغترب الآخر (المولَّد)"، كما يقول إسماعيل الوريث في كتاب (تطواف).
مقهى " #الإبي" وصاحبه
سبعون عاما من ثبات المكان و تبدلات الأحوال في #تعز
محمد عبدالوهاب #الشيباني
بوفية الإبي مع صاحبها عبدالله الجرافي -تعز
أعمل منذ فترة ليست بالقصيرة على استكمال كتاب عن المقهى في اليمن (من النبذ إلى التمدن الصريح)، وقد توقفت في واحد من موضوعاته عند أشهر المقاهي التي ارتبطت بذاكرة المدن اليمنية الرئيسية ( عدن، الحديدة، تعز، صنعاء، المكلا) .. وفي تعز كان لمقهى الإبي وصاحبه عبد الله الجرافي مساحة تليق بتاريخه وتأثيره الثقافي والسياسي الذي بدأ قبل سبعين سنة.
ففي الذاكرة الثقافية والسياسية ليس هناك في تعز ما هو أشهر من هذا المقهى الذي تأسس في العام 1955 أسفل المدرسة “الأحمدية” بالقرب من باب المدينة الكبير، وتاليا عُرف الشارع الذي تأسس فيه المقهى منذ 1962 بشارع 26 سبتمبر، وصارت المدرسة الأحمدية تعرف لاحقا بـمدرسة “الثورة”.
مبنى المدرسة التاريخي، الذي صمم بالطراز المعماري التقليدي اليمني، أزيل بقرار غير مسؤول، واستبدل بمبنى حجري حديث، وكان بالإمكان الحفاظ على طرازه القديم بالترميم والصيانة مع تكريس اسمه الجديد (مدرسة الثورة) بدون اسمه القديم. أما المقهى فلم يزل بموضعه وعلى حالته التي أنشئ عليها قبل سبعين عاما ، في مبنى حَجري بسيط مكون من دور واحد.
قبل الأذى الثالث
احتفظ الجرافي من بقايا المبنى القديم من المدرسة على حجر منقوش عليه شعار المملكة المتوكلية اليمنية ( السيف والنجمات الخمس) ويحتفظ به في مصطبة بجوار الباب، يغطيه بطربال ثخين، حتى لا يتعرض الحجر لأذى ثالث، بعد أذى نزعه من جدار المدرسة أولا، وصعود سيارة دفع رباعي عليه (شاص) في حادث بجوار المقهى ثانياً، فناله من الحادثتين بعض التشوهات في معالمه الحفرية.
شهرة المقهى قامت على فعل صاحبه عبدالله الجرافي (الإبي) ، حين لعب أدواراً أساسية في التخفيف عن طلاب المدرسة الذين حاصرهم عساكر الإمام داخل حجراتها، بعد خروجهم بمظاهرات جابت المدينة تشيد بأدوار الزعيم جمال عبد الناصر وأداوره القومية وتندد بسلطة الإمام المستبدة والمنغلقة في صيف 1962، حين كان، الجرافي، حلقة تواصل بين الطلاب وأحرار المدينة وتجارها الذين كانوا يوفرون للطلاب المحاصرين الطعام والمال طيلة وقت الحصار الذي امتد لأيام عديدة.
الصورة القديمة الشهيرة للمدرسة الأحمدية والتي التقطها المصور المرحوم أحمد عمر العبسي أوائل الخمسينات وتظهر في كثير من الأدبيات والوثائق عن مدينة تعز، بقيت معلقة في مقهى الابي لسنوات طويلة، بعد أن تحصل عليها صاحب المقهى كهدية من محمد محمود أحد فتيان قصر الأمام المدللين، والذي ربطته بصاحب المقهى علاقة صداقة، فقد كان بن محمود( كما كان يطلق عليه العامة) يستقل سيارة بيك آب في أغلب المساءات ويحضر إلى المقهى عبر الطريق الاسفلتي الوحيد الذي يربط العرضي والجحملية بالمطار القديم لأخذ عصائر وبسكويت، كان يوفرها الإبي له بواسطة بعض التجار الذين يجلبون بضائعهم من عدن.. هذه الصورة، التي تظهر المنطقة المحيطة بالمدرسة ولا تزل حقولاً تحرث تقليدياً بالأثوار، انتقلت بعد ذلك لصاحب استوديو "جاود" المجاور للمقهى فظهرت عليها تالياً العلامة الرمزية للأستوديو.
لم يكن المقهى الشعبي بالنسبة لطلاب المدرسة الأحمدية ، وقتذاك، مجرد مكان للاستراحة من الحصص الدراسية أو الحلقات العلمية يتناولون فيه المشروبات والمأكولات فقط ،بل كان هو نافذتهم إلى العالم بواسطة الراديو العتيق الموضوع على رف قريب، حيث كانوا يقضون جزء من وقتهم المسائي في الاستماع إلى إذاعة صوت العرب والبي بي سي رغم ما كان يحوط بالمكان من آذان كثيرة، تنقل بكل ما يدور به إلى مقام العرضي وقصر صالة، غير أن الذي كان يشجعهم أكثر على التجمع فيه أن القبضة الأمنية للسلطة الامامية كانت ترتخي بفعل المتغيرات المتسارعة في المنطقة واعتلالات الإمام أحمد بعد حادثة محاولة اغتياله في مستشفى الحديدة في العام 1961.
بعد ثورة سبتمبر 1962 صار المقهى عنواناً لنخب المدينة والوافدين إليها من أدباء ومثقفين وسياسيين حزبيين، إذ كانوا يجلسون بالساعات على كراسيه الحديدية والخشبية يناقشون أحوال البلاد وهي تثب نحو الضوء، بعد قرون من العزلة والظلام، ولم تكن هذه النقاشات تخلو من الحدة والاختلاف التي تصل إلى حد الاشتباك بالأيدي بين الأفراد الذين يتوزعون على اتجاهات سياسية مختلفة ( قومية ويسارية ودينية) كانت
سبعون عاما من ثبات المكان و تبدلات الأحوال في #تعز
محمد عبدالوهاب #الشيباني
بوفية الإبي مع صاحبها عبدالله الجرافي -تعز
أعمل منذ فترة ليست بالقصيرة على استكمال كتاب عن المقهى في اليمن (من النبذ إلى التمدن الصريح)، وقد توقفت في واحد من موضوعاته عند أشهر المقاهي التي ارتبطت بذاكرة المدن اليمنية الرئيسية ( عدن، الحديدة، تعز، صنعاء، المكلا) .. وفي تعز كان لمقهى الإبي وصاحبه عبد الله الجرافي مساحة تليق بتاريخه وتأثيره الثقافي والسياسي الذي بدأ قبل سبعين سنة.
ففي الذاكرة الثقافية والسياسية ليس هناك في تعز ما هو أشهر من هذا المقهى الذي تأسس في العام 1955 أسفل المدرسة “الأحمدية” بالقرب من باب المدينة الكبير، وتاليا عُرف الشارع الذي تأسس فيه المقهى منذ 1962 بشارع 26 سبتمبر، وصارت المدرسة الأحمدية تعرف لاحقا بـمدرسة “الثورة”.
مبنى المدرسة التاريخي، الذي صمم بالطراز المعماري التقليدي اليمني، أزيل بقرار غير مسؤول، واستبدل بمبنى حجري حديث، وكان بالإمكان الحفاظ على طرازه القديم بالترميم والصيانة مع تكريس اسمه الجديد (مدرسة الثورة) بدون اسمه القديم. أما المقهى فلم يزل بموضعه وعلى حالته التي أنشئ عليها قبل سبعين عاما ، في مبنى حَجري بسيط مكون من دور واحد.
قبل الأذى الثالث
احتفظ الجرافي من بقايا المبنى القديم من المدرسة على حجر منقوش عليه شعار المملكة المتوكلية اليمنية ( السيف والنجمات الخمس) ويحتفظ به في مصطبة بجوار الباب، يغطيه بطربال ثخين، حتى لا يتعرض الحجر لأذى ثالث، بعد أذى نزعه من جدار المدرسة أولا، وصعود سيارة دفع رباعي عليه (شاص) في حادث بجوار المقهى ثانياً، فناله من الحادثتين بعض التشوهات في معالمه الحفرية.
شهرة المقهى قامت على فعل صاحبه عبدالله الجرافي (الإبي) ، حين لعب أدواراً أساسية في التخفيف عن طلاب المدرسة الذين حاصرهم عساكر الإمام داخل حجراتها، بعد خروجهم بمظاهرات جابت المدينة تشيد بأدوار الزعيم جمال عبد الناصر وأداوره القومية وتندد بسلطة الإمام المستبدة والمنغلقة في صيف 1962، حين كان، الجرافي، حلقة تواصل بين الطلاب وأحرار المدينة وتجارها الذين كانوا يوفرون للطلاب المحاصرين الطعام والمال طيلة وقت الحصار الذي امتد لأيام عديدة.
لم يكن المقهى ، وقتذاك، مجرد مكان للاستراحة من الحصص الدراسية أو الحلقات العلمية ،بل كان هو نافذتهم إلى العالم بواسطة الراديو العتيق الموضوع على رف قريب، حيث كانوا يقضون جزء من وقتهم المسائي في الاستماع إلى إذاعة صوت العرب والبي بي سي رغم ما كان يحوط بالمكان من آذان كثيرة، تنقل بكل ما يدور به إلى مقام العرضي وقصر صالة، غير أن الذي كان يشجعهم أكثر على التجمع فيه أن القبضة الأمنية للسلطة الامامية كانت ترتخي بفعل المتغيرات المتسارعة في المنطقة واعتلالات الإمام
الصورة القديمة الشهيرة للمدرسة الأحمدية والتي التقطها المصور المرحوم أحمد عمر العبسي أوائل الخمسينات وتظهر في كثير من الأدبيات والوثائق عن مدينة تعز، بقيت معلقة في مقهى الابي لسنوات طويلة، بعد أن تحصل عليها صاحب المقهى كهدية من محمد محمود أحد فتيان قصر الأمام المدللين، والذي ربطته بصاحب المقهى علاقة صداقة، فقد كان بن محمود( كما كان يطلق عليه العامة) يستقل سيارة بيك آب في أغلب المساءات ويحضر إلى المقهى عبر الطريق الاسفلتي الوحيد الذي يربط العرضي والجحملية بالمطار القديم لأخذ عصائر وبسكويت، كان يوفرها الإبي له بواسطة بعض التجار الذين يجلبون بضائعهم من عدن.. هذه الصورة، التي تظهر المنطقة المحيطة بالمدرسة ولا تزل حقولاً تحرث تقليدياً بالأثوار، انتقلت بعد ذلك لصاحب استوديو "جاود" المجاور للمقهى فظهرت عليها تالياً العلامة الرمزية للأستوديو.
لم يكن المقهى الشعبي بالنسبة لطلاب المدرسة الأحمدية ، وقتذاك، مجرد مكان للاستراحة من الحصص الدراسية أو الحلقات العلمية يتناولون فيه المشروبات والمأكولات فقط ،بل كان هو نافذتهم إلى العالم بواسطة الراديو العتيق الموضوع على رف قريب، حيث كانوا يقضون جزء من وقتهم المسائي في الاستماع إلى إذاعة صوت العرب والبي بي سي رغم ما كان يحوط بالمكان من آذان كثيرة، تنقل بكل ما يدور به إلى مقام العرضي وقصر صالة، غير أن الذي كان يشجعهم أكثر على التجمع فيه أن القبضة الأمنية للسلطة الامامية كانت ترتخي بفعل المتغيرات المتسارعة في المنطقة واعتلالات الإمام أحمد بعد حادثة محاولة اغتياله في مستشفى الحديدة في العام 1961.
بعد ثورة سبتمبر 1962 صار المقهى عنواناً لنخب المدينة والوافدين إليها من أدباء ومثقفين وسياسيين حزبيين، إذ كانوا يجلسون بالساعات على كراسيه الحديدية والخشبية يناقشون أحوال البلاد وهي تثب نحو الضوء، بعد قرون من العزلة والظلام، ولم تكن هذه النقاشات تخلو من الحدة والاختلاف التي تصل إلى حد الاشتباك بالأيدي بين الأفراد الذين يتوزعون على اتجاهات سياسية مختلفة ( قومية ويسارية ودينية) كانت
عبد الله أحمد #محيرز
ابن ( #عدن ) الذي لم يطاوع تاريخها غيره
محمد عبدالوهاب #الشيباني
في 21 سبتمبر 1991، توقف قلب الأستاذ عبد الله أحمد محيرز عن ستين عامًا في المدينة التي وُلد فيها وأنجز أهم مؤلف تاريخي عنها؛ إذ لم يسبقه أحد في كشف المطمور عن تاريخ المدينة التي وُلد في أحد أحيائها القديمة (الطويلة) عام 1931. ولم يزل كشفه هذا واحدًا من المراجع الحيوية التي يستند إليها الباحثون في مقاربة تاريخ المدينة وتحليل الظواهر الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي ترافقت مع تحوّلاتها. أما الكتاب الذي نعنيه فهو ثلاثية عدن (العقبة، صهاريج الطويلة، قلعة صيرة)، وهي أبرز المعالم في المدينة، والتي لا يمكن فهم جغرافيتها وتاريخها الثقافي والطوبوغرافي من دون الخوض في تفاصيل هذه الأمكنة.
بعد وفاة هشام علي بن علي بعام، كتبتُ مادة طويلة عن منجزه التأليفي، ومنها ما كتبه عن محيرز في كتابه المعنون ثلاثية عدن. ومستخلص الصورة التي رسمها عنه كثّفتُها في السياق التالي:
"ذرع جبال عدن ووديانها مشيًا على القدمين حين كان طالبًا، يلتمس الهدوء والسكينة في (أبو الوادي) أو عند (معجلين) أو في (رأس معاشيق)، وحتى بلغ مبلغ الشباب فانحدرت به خطواته نحو الأودية غير المأهولة في (جولد مور)، أو سار متتبعًا آثار الوادي الكبير في (الحسوة) و(رباك)، أو في (العماد) و(الشيخ عثمان). وحين اجتاز مصبّات الأودية عند البحر، راح يتتبع اتجاه الماء القادم من الشمال فعبر الضالع متجهًا إلى (قعطبة) على ظهر حمار كان دليله الوحيد لعبور الطريق من الجنوب إلى الشمال، حينما كانت الحدود الوهمية مصطنعة بفعل السياسة.
لم يكن اختيار عبد الله محيرز لعدن موضوعًا للبحث والتفكير والكتابة التاريخية ينطلق من مناطقية ضيقة أو أفق محدود، وإنما هو نهج للتفكير العلمي الذي يبحث في الجزئيات ليكتشف الكليات كما يقول".
يقول محيرز عن مدينة عدن وأهلها في كتاب العقبة مثلًا:
"أهلها هم أهل اليمن، يفدون إليها من كل ركن منه، فرادى وجماعات، ويصيرون أهلها، وتصهرهم بطابعها. يتجدد شبابها في كل جيل، ونضارتها مع كل دم وافد جديد".
من العلوم إلى التاريخ
عدن تحتل مكانة خاصة ومتميزة في وجدان وعقل عبد الله محيرز، فهي مدينة مولده ودراسته وشبابه وشيخوخته. وكان الفقيد يقول دائمًا: "أحب عدن، وأريد أن أخصص بقية حياتي لخدمة تاريخها وتراثها". وربما يعود الإفصاح المتأخر عن اهتمامه بعدن إلى الخوف من الاتهام بـ"العدنية"، في عهد كان أبسط اهتمام بمنطقة أو مدينة معينة مدعاة للاتهام بالمناطقية والإقليمية. والسبب الآخر هو ملاحظة الفقيد لعدم وجود اهتمام بعدن من قبل البعض، بل ومحاولة البعض الآخر طمس دورها وتاريخها كمدينة وسكان. لذلك كان يعمل بصمت لخدمة تاريخ عدن، من خلال البحث عن جوانب عديدة في تاريخها وجغرافيتها وعمرانها، وهو ما ظهر في نشر كتبه الثلاثة عنها، كما يقول د. صالح باصرة.
محيرز الذي دلف إلى التاريخ من باب العلوم، وتحديدًا الرياضيات والفلك، صار من أنجب من عرفتهم اليمن. وعمل لأكثر من عقدين كاملين في جمع الوثائق عن تاريخ اليمن من أهم مكتبات العالم (لندن، واشنطن، باريس، برلين، دلهي).
لم يُنتج سيرة ذاتية عن مراحل حياته الباكرة ولا عن تراكم خبراته المهنية التي شكلت صورته عند مجايليه وتلامذته، لكن شذرات متباعدة من كتابات أصدقائه عنه يمكن أن تفضي إلى إنتاج صورة مقرّبة عنه؛ فهو من مواليد حي الطويلة بكريتر العتيقة، ولا يُعرف عن طفولته سوى أن والدته وشقيقته الكبرى توفيتا في وقت متتابع وهو طفل في السابعة. أما والده فقد كان يعمل صفّافًا للأحرف الرصاصية في مطبعة فتاة الجزيرة لصاحبها محمد علي لقمان ثم جريدة النهضة لصاحبها عبد الرحمن جرجرة.
تتبع الأب شغف ولده بالمعرفة، وكان يأخذه معه إلى المطبعة، فالحقه بالمدارس النظامية، غير أن الأب، الذي كرّس نفسه لولده بعد فقد الأم والأخت، توفي بعد سنوات قليلة بعد إصابته بحمى قاتلة يُسميها خالد عمر محيرز "النامونيا"، بعد أن سبّبت له ارتجاجًا في المخ، فترك صغيره يصارع الحياة بمعونة الجد والأعمام.
بعد وفاة والده، انتقل الطفل للعيش في منزل جده محمد عوض محيرز في حافة حسين بقلب مدينة كريتر، إلى جوار أعمامه، ومنهم عمه عمر، الذي كان شغوفًا بالقراءة، ولديه مكتبة مهمة تضم أمهات الكتب، التي انكب عليها الطفل الصغير، فكان لا يفارقها، إلى أن أكمل دراسته الثانوية وحصل على شهادة الثقافة العامة "سينيور كمبريدج" من المدرسة الثانوية في الخليج الأمامي. وصارت هذه المكتبة بحوزته بعد زواجه من ابنة عمه، وظل يتنقل بأهم محتوياتها في ترحاله الكثير، كما يقول هشام علي بن علي.
ابن ( #عدن ) الذي لم يطاوع تاريخها غيره
محمد عبدالوهاب #الشيباني
في 21 سبتمبر 1991، توقف قلب الأستاذ عبد الله أحمد محيرز عن ستين عامًا في المدينة التي وُلد فيها وأنجز أهم مؤلف تاريخي عنها؛ إذ لم يسبقه أحد في كشف المطمور عن تاريخ المدينة التي وُلد في أحد أحيائها القديمة (الطويلة) عام 1931. ولم يزل كشفه هذا واحدًا من المراجع الحيوية التي يستند إليها الباحثون في مقاربة تاريخ المدينة وتحليل الظواهر الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي ترافقت مع تحوّلاتها. أما الكتاب الذي نعنيه فهو ثلاثية عدن (العقبة، صهاريج الطويلة، قلعة صيرة)، وهي أبرز المعالم في المدينة، والتي لا يمكن فهم جغرافيتها وتاريخها الثقافي والطوبوغرافي من دون الخوض في تفاصيل هذه الأمكنة.
بعد وفاة هشام علي بن علي بعام، كتبتُ مادة طويلة عن منجزه التأليفي، ومنها ما كتبه عن محيرز في كتابه المعنون ثلاثية عدن. ومستخلص الصورة التي رسمها عنه كثّفتُها في السياق التالي:
"ذرع جبال عدن ووديانها مشيًا على القدمين حين كان طالبًا، يلتمس الهدوء والسكينة في (أبو الوادي) أو عند (معجلين) أو في (رأس معاشيق)، وحتى بلغ مبلغ الشباب فانحدرت به خطواته نحو الأودية غير المأهولة في (جولد مور)، أو سار متتبعًا آثار الوادي الكبير في (الحسوة) و(رباك)، أو في (العماد) و(الشيخ عثمان). وحين اجتاز مصبّات الأودية عند البحر، راح يتتبع اتجاه الماء القادم من الشمال فعبر الضالع متجهًا إلى (قعطبة) على ظهر حمار كان دليله الوحيد لعبور الطريق من الجنوب إلى الشمال، حينما كانت الحدود الوهمية مصطنعة بفعل السياسة.
لم يكن اختيار عبد الله محيرز لعدن موضوعًا للبحث والتفكير والكتابة التاريخية ينطلق من مناطقية ضيقة أو أفق محدود، وإنما هو نهج للتفكير العلمي الذي يبحث في الجزئيات ليكتشف الكليات كما يقول".
يقول محيرز عن مدينة عدن وأهلها في كتاب العقبة مثلًا:
"أهلها هم أهل اليمن، يفدون إليها من كل ركن منه، فرادى وجماعات، ويصيرون أهلها، وتصهرهم بطابعها. يتجدد شبابها في كل جيل، ونضارتها مع كل دم وافد جديد".
دلف إلى التاريخ من باب العلوم، وتحديدًا الرياضيات والفلك، فصار أنجب من عرفتهم اليمن، وعمل لأكثر من عقدين كاملين في جمع الوثائق عن تاريخ اليمن الطبيعي (السياسي والثقافي والاجتماعي) من أهم مكتبات العالم (لندن، وواشنطن، وباريس، وبرلين، ودلهي).
من العلوم إلى التاريخ
عدن تحتل مكانة خاصة ومتميزة في وجدان وعقل عبد الله محيرز، فهي مدينة مولده ودراسته وشبابه وشيخوخته. وكان الفقيد يقول دائمًا: "أحب عدن، وأريد أن أخصص بقية حياتي لخدمة تاريخها وتراثها". وربما يعود الإفصاح المتأخر عن اهتمامه بعدن إلى الخوف من الاتهام بـ"العدنية"، في عهد كان أبسط اهتمام بمنطقة أو مدينة معينة مدعاة للاتهام بالمناطقية والإقليمية. والسبب الآخر هو ملاحظة الفقيد لعدم وجود اهتمام بعدن من قبل البعض، بل ومحاولة البعض الآخر طمس دورها وتاريخها كمدينة وسكان. لذلك كان يعمل بصمت لخدمة تاريخ عدن، من خلال البحث عن جوانب عديدة في تاريخها وجغرافيتها وعمرانها، وهو ما ظهر في نشر كتبه الثلاثة عنها، كما يقول د. صالح باصرة.
محيرز الذي دلف إلى التاريخ من باب العلوم، وتحديدًا الرياضيات والفلك، صار من أنجب من عرفتهم اليمن. وعمل لأكثر من عقدين كاملين في جمع الوثائق عن تاريخ اليمن من أهم مكتبات العالم (لندن، واشنطن، باريس، برلين، دلهي).
لم يُنتج سيرة ذاتية عن مراحل حياته الباكرة ولا عن تراكم خبراته المهنية التي شكلت صورته عند مجايليه وتلامذته، لكن شذرات متباعدة من كتابات أصدقائه عنه يمكن أن تفضي إلى إنتاج صورة مقرّبة عنه؛ فهو من مواليد حي الطويلة بكريتر العتيقة، ولا يُعرف عن طفولته سوى أن والدته وشقيقته الكبرى توفيتا في وقت متتابع وهو طفل في السابعة. أما والده فقد كان يعمل صفّافًا للأحرف الرصاصية في مطبعة فتاة الجزيرة لصاحبها محمد علي لقمان ثم جريدة النهضة لصاحبها عبد الرحمن جرجرة.
تتبع الأب شغف ولده بالمعرفة، وكان يأخذه معه إلى المطبعة، فالحقه بالمدارس النظامية، غير أن الأب، الذي كرّس نفسه لولده بعد فقد الأم والأخت، توفي بعد سنوات قليلة بعد إصابته بحمى قاتلة يُسميها خالد عمر محيرز "النامونيا"، بعد أن سبّبت له ارتجاجًا في المخ، فترك صغيره يصارع الحياة بمعونة الجد والأعمام.
بعد وفاة والده، انتقل الطفل للعيش في منزل جده محمد عوض محيرز في حافة حسين بقلب مدينة كريتر، إلى جوار أعمامه، ومنهم عمه عمر، الذي كان شغوفًا بالقراءة، ولديه مكتبة مهمة تضم أمهات الكتب، التي انكب عليها الطفل الصغير، فكان لا يفارقها، إلى أن أكمل دراسته الثانوية وحصل على شهادة الثقافة العامة "سينيور كمبريدج" من المدرسة الثانوية في الخليج الأمامي. وصارت هذه المكتبة بحوزته بعد زواجه من ابنة عمه، وظل يتنقل بأهم محتوياتها في ترحاله الكثير، كما يقول هشام علي بن علي.
سبع تجارب #نسائية رائدة في #الغناء #اليمني
في المجابهات الباكرة لتعنيف المجتمع لغناء النساء
محمد عبدالوهاب #الشيباني
تشابهت كثير من ظروف الإعاقة لمطربات يمنيات في المحاولات الأولى لهن في تقديم أنفسهن كأصوات غنائية، ولولا إصرارهن القوي على مواصلة السير في الطريق الشاق والوعر لما صمد ووصل إلينا إرثهن الطربي.
العيب والمحرَّم كانا المتلازمة العائقة لهن من قبل الأسرة والعائلة والمجتمع، الذين تنتمي إليهم هذه المطربات، لكنهن خضن غمار المواجهة الصلبة، في الشمال والجنوب، مع جدار العزلة والمحافظة والتحريم الذي أحاطهن. خضن هذه المواجهة إما عُزّل تمامًا، فدفعن ثمن ذلك تنكيلًا وقهرًا من الأسر والأهل، أو أنهن وجدن مساندة محدودة من الآباء، فتعرضوا بدورهم للمقاطعة من محيطهم العائلي، لكنهم وفروا الكثير من الحماية لبناتهم، لإيمانهم القوي بدور الفن في "أنسنة" الطبائع الخشنة في محيطهم المغلق.
هذه خلاصة قراءة في تجارب، وسِيَر أصوات غنائية نسوية يمنية خلال خمسين عامًا في شمال اليمن وجنوبه، احتواها كتاب الباحث يحيى قاسم سهل، الصادر مؤخرًا عن دار الصادق بصنعاء، وحمل ذات العنوان: "الأصوات الغنائية النسوية في اليمن 1950–2000"، الذي تكمن أهميته في طابعه التوثيقي؛ وإن صدوره في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ اليمن واليمنيين هو بمثابة الرد البليغ على تجريفات الهوية الثقافية والحضارية، التي يزاولها عصبويو المذهب والمنطقة والقرية.
القصص والحكايات التي روتها الفنانات في مقابلات صحافية، أو التي رواها عنهن باحثون وكتاب، جديرة بأن تدرس، كوجه من أوجه مقاومة النساء لحالة العزلة والتسلط التي فرضت عليهن في مجتمع محافظ، يحطُّ على الدوام من شأن المرأة، ويستنقص من مبادراتها في عملية التحول، لأنها، حسب التعليل الذكوري المسنود بقاعدةٍ ذات ترويج فقهي متعصب، "ناقصة عقل ودين".
معاناة الفنانة "نبات أحمد" بدأت مع إصرارها على الغناء حين كانت ترافق أختها الفنانة "روضة أحمد"، وبالرغم من قناعتها بأن صوتها كان عاديًّا وغير جاذب، إلا أن الفنان "محمد العوامي" وقف إلى جانبها، ودعم تسجيل أغنية لها وأغنيتين لأختها، وتقول عن ذلك:
"كنت هاوية للغناء لدرجة لا تصدق مع أن صوتي ليس جميلًا، ولم أكن أفكر أني سوف أكون فنانة مشهورة. كان تفكيري منحصرًا في كيف أغني وبس، والبداية كانت مع الأخت روضة، التي كانت في تلك الفترة معروفة بصوتها الحلو الجميل، فقد كنت أرافقها إلى الحفلات وداخلي إصرار على الغناء، وفي إحدى الحفلات دخلت روضة تغني، فقلت للعوامي وآخرين أريد أن أسجل أسطوانة، فقالوا لي: "أنت لا تنفعين للفن، فصوتك غير لائق"، فقلت لازم أغني وإن كان صوتي غير حلو، أريد أن أغني بالصميل، ويومها وقف إلى جانبي الفنان محمد العوامي، الذي تبناني، وقدم لي الأغنية والكلمات والألحان، وبعدها سمحوا لي أن أغني أغنية والأخت روضة أغنيتين، وكان عمري اثنتي عشرة سنة". [ص83].
وحين علم أبوهما وأفراد عائلتهما بأنهما صارتا مغنيتين، قام بحبسهما لثلاثة أيام في المنزل، وأمام إصرارهما على مواصلة السير في الطريق الذي اختارتاه، رضخ الأب، لكنه فقد شقيقه إلى الأبد بالمقاطعة.
في سن الخامسة عشرة تزوجت من الفنان "أحمد صالح الأبرشي"، الذي أراد احتكارها بكتابة الأغاني وتلحينها، وأثناء إقامتها معه في السعودية كان يغلق عليها باب الشقة، من شدة غيرته عليها، فلا تجد أمامها من تسلية سوى الدندنة على عوده، وحين كان يعود إلى الشقة ويراها ممسكة بالعود تعزف وتغني أغانيَ لفنانين معروفين، مثل الآنسي والسمة والسنيدار، بدأ بتعليمها العزف، وكان يقول لها إنه سيعلمها العزف المتقن، حتى لا يعزف لها أي شخص غيره، حتى بعد موته. حسب ما روته للصحافي صالح الحميدي، في حوار نشرته الجمهورية الثقافية في 1998.
بعد سنتين من وفاة زوجها الأبرشي بحادث سير، عادت إلى الغناء هذه المرة مع فرقة نسائية تسميهن "مجاوبات"؛ واحدة تعزف على الإيقاع والثانية على الدف، يجُبن المحافظات لإحياء حفلات الأعراس ويسجلن للإذاعة والتلفزيون، قبل أن تتزوج مرة أخرى في تهامة من ابن شيخ قبلي وتتوقف عن الغناء بطلب من زوجها، الذي سمح لها فقط في إحياء الحفلات النسائية، دون أن تظهر على الجمهور ولا في التليفزيون أو تسجل للإذاعة. لكنها بعد ثمانية عشر سنة من المنع تعود من جديد في محطة جديدة للتحدي، لكنها سترى نفسها غريبة في زحمة أصوات جديدة، وجمهور مختلف غير ذلك الذي كان يناديها، وهي تغني على المسرح بـ"سكّر نبات"، وهو نوع من أنواع السكر الصلب، الذي كان يُتناول بكثرة مع القات آنذاك.
في المجابهات الباكرة لتعنيف المجتمع لغناء النساء
محمد عبدالوهاب #الشيباني
تشابهت كثير من ظروف الإعاقة لمطربات يمنيات في المحاولات الأولى لهن في تقديم أنفسهن كأصوات غنائية، ولولا إصرارهن القوي على مواصلة السير في الطريق الشاق والوعر لما صمد ووصل إلينا إرثهن الطربي.
العيب والمحرَّم كانا المتلازمة العائقة لهن من قبل الأسرة والعائلة والمجتمع، الذين تنتمي إليهم هذه المطربات، لكنهن خضن غمار المواجهة الصلبة، في الشمال والجنوب، مع جدار العزلة والمحافظة والتحريم الذي أحاطهن. خضن هذه المواجهة إما عُزّل تمامًا، فدفعن ثمن ذلك تنكيلًا وقهرًا من الأسر والأهل، أو أنهن وجدن مساندة محدودة من الآباء، فتعرضوا بدورهم للمقاطعة من محيطهم العائلي، لكنهم وفروا الكثير من الحماية لبناتهم، لإيمانهم القوي بدور الفن في "أنسنة" الطبائع الخشنة في محيطهم المغلق.
هذه خلاصة قراءة في تجارب، وسِيَر أصوات غنائية نسوية يمنية خلال خمسين عامًا في شمال اليمن وجنوبه، احتواها كتاب الباحث يحيى قاسم سهل، الصادر مؤخرًا عن دار الصادق بصنعاء، وحمل ذات العنوان: "الأصوات الغنائية النسوية في اليمن 1950–2000"، الذي تكمن أهميته في طابعه التوثيقي؛ وإن صدوره في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ اليمن واليمنيين هو بمثابة الرد البليغ على تجريفات الهوية الثقافية والحضارية، التي يزاولها عصبويو المذهب والمنطقة والقرية.
القصص والحكايات التي روتها الفنانات في مقابلات صحافية، أو التي رواها عنهن باحثون وكتاب، جديرة بأن تدرس، كوجه من أوجه مقاومة النساء لحالة العزلة والتسلط التي فرضت عليهن في مجتمع محافظ، يحطُّ على الدوام من شأن المرأة، ويستنقص من مبادراتها في عملية التحول، لأنها، حسب التعليل الذكوري المسنود بقاعدةٍ ذات ترويج فقهي متعصب، "ناقصة عقل ودين".
معاناة الفنانة "نبات أحمد" بدأت مع إصرارها على الغناء حين كانت ترافق أختها الفنانة "روضة أحمد"، وبالرغم من قناعتها بأن صوتها كان عاديًّا وغير جاذب، إلا أن الفنان "محمد العوامي" وقف إلى جانبها، ودعم تسجيل أغنية لها وأغنيتين لأختها، وتقول عن ذلك:
"كنت هاوية للغناء لدرجة لا تصدق مع أن صوتي ليس جميلًا، ولم أكن أفكر أني سوف أكون فنانة مشهورة. كان تفكيري منحصرًا في كيف أغني وبس، والبداية كانت مع الأخت روضة، التي كانت في تلك الفترة معروفة بصوتها الحلو الجميل، فقد كنت أرافقها إلى الحفلات وداخلي إصرار على الغناء، وفي إحدى الحفلات دخلت روضة تغني، فقلت للعوامي وآخرين أريد أن أسجل أسطوانة، فقالوا لي: "أنت لا تنفعين للفن، فصوتك غير لائق"، فقلت لازم أغني وإن كان صوتي غير حلو، أريد أن أغني بالصميل، ويومها وقف إلى جانبي الفنان محمد العوامي، الذي تبناني، وقدم لي الأغنية والكلمات والألحان، وبعدها سمحوا لي أن أغني أغنية والأخت روضة أغنيتين، وكان عمري اثنتي عشرة سنة". [ص83].
وحين علم أبوهما وأفراد عائلتهما بأنهما صارتا مغنيتين، قام بحبسهما لثلاثة أيام في المنزل، وأمام إصرارهما على مواصلة السير في الطريق الذي اختارتاه، رضخ الأب، لكنه فقد شقيقه إلى الأبد بالمقاطعة.
في سن الخامسة عشرة تزوجت من الفنان "أحمد صالح الأبرشي"، الذي أراد احتكارها بكتابة الأغاني وتلحينها، وأثناء إقامتها معه في السعودية كان يغلق عليها باب الشقة، من شدة غيرته عليها، فلا تجد أمامها من تسلية سوى الدندنة على عوده، وحين كان يعود إلى الشقة ويراها ممسكة بالعود تعزف وتغني أغانيَ لفنانين معروفين، مثل الآنسي والسمة والسنيدار، بدأ بتعليمها العزف، وكان يقول لها إنه سيعلمها العزف المتقن، حتى لا يعزف لها أي شخص غيره، حتى بعد موته. حسب ما روته للصحافي صالح الحميدي، في حوار نشرته الجمهورية الثقافية في 1998.
بعد سنتين من وفاة زوجها الأبرشي بحادث سير، عادت إلى الغناء هذه المرة مع فرقة نسائية تسميهن "مجاوبات"؛ واحدة تعزف على الإيقاع والثانية على الدف، يجُبن المحافظات لإحياء حفلات الأعراس ويسجلن للإذاعة والتلفزيون، قبل أن تتزوج مرة أخرى في تهامة من ابن شيخ قبلي وتتوقف عن الغناء بطلب من زوجها، الذي سمح لها فقط في إحياء الحفلات النسائية، دون أن تظهر على الجمهور ولا في التليفزيون أو تسجل للإذاعة. لكنها بعد ثمانية عشر سنة من المنع تعود من جديد في محطة جديدة للتحدي، لكنها سترى نفسها غريبة في زحمة أصوات جديدة، وجمهور مختلف غير ذلك الذي كان يناديها، وهي تغني على المسرح بـ"سكّر نبات"، وهو نوع من أنواع السكر الصلب، الذي كان يُتناول بكثرة مع القات آنذاك.
وقف عبدالقادر باسودان، بكل صلابة إلى جانب خيار ابنته الشابة رجاء وموهبتها الفنية، في وجه العائلة في حضرموت وعدن، التي رأت في احتراف ابنتهم للغناء خروجًا فاضحًا على التقاليد الاجتماعية