اليمن_تاريخ_وثقافة
11.7K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
🔵تاريخ وأدب وفن اليمن🔵
🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴 #تحفةالزمن في تأريخ سادات اليمن
للمؤرخ العلامة بدر الدين
الحسين بن عبدالرحمن #الأهدل
المشهور ب #تاريخ_الأهدل
( 31 )
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°^°°°°°°°
قال #الأهدل ؛ نقلا عن #الجندي في كتابه #السلوك ؛
#ولاة_وأمراء_وحكام_اليمن ؛
في عهد (( الدولة العباسية ))
قال #الأهدل ؛
وبعد وفاة الخليفة العباسي هارون الرشيد
وقام بالملك والخلافة بعده إبنه ؛
#الأمين محمد بن هارون الرشيد العباسي بعهد أبيه له ...
وقام الأمين بعد سنه بعزل والي اليمن حماداً وكلف #محمدبن_عبدالله بن مالك الخزاعي
فقام بمصادرة ممتلكات عُمّال حماد البربري جميعهم وأخذ منهم الأموال .. واستبدلهم ، وحسنت سيرته في اليمن واحبه أهلها ..
وبعد سنه عزله الأمين وبعث :
#محمدبن_سعيد بن السرح الكناني ...
فلبث ثمانية أشهر فقط ثم عزل ب ؛
#جريربن_يزيد بن جرير بن عبدالله البجلي ، الصحابي المشهور ،
وفي أيامه دخل #طاهر بن الحسن #بغداد - وهو صاحب المأمون الذي كان ينازع الأمين الخلافه والملك .. -
فقتل #الأمين سنة 198هج ...
ومدتة في الملك ثلاث سنوات تقريباً ..
وإستقلّ #المأمون بن هارون العباسي بالملك والخلافه ...
وغلب عليه جماعة يقولون بخلق القرآن !؟
ووافقهم وقال بذلك وكان أول خليفة يقول بأن القرآن مخلوق .. !!؟؟
( وهذه الفكرة الضاله أتت من المتكلمين والفلاسفه حيث بلغ بهم الترف العلمي والفكري والجدال والخلاف الى أمور لا تهم المسلم وليست من أصول الدين فدخلوا في إعتقادات وتجاوزات أخرجت بعض من إعتقدها من الدين والمِلّه بل وتسببت في قتل كثير من علماء الأمه بعد تكفيرهم ثم منهم أيضاً )
وبعث الخليفة #المأمون ؛
#يزيد بن جرير بن خالد بن عبدالله القسري أميراً على #اليمن ..
فسائت سيرته وقبحت أفعاله ..
فبلغ ذلك #المأمون .. فكتب إلى ؛
#عمر بن واقد بن محمد بن زيد بن عبدالله بن عمر بن الخطاب بولاية اليمن ...
وكان عمر بن واقد حينها يسكن عند أخواله في #أرحب من بلاد #همدان وهم بطن يعرفون ب #السليمانيين ( من الأشراف الذين خرجوا من مكه وسكنوا صعده ) ..
ودخل عمر بن واقد #صنعاء وقبض على يزيد بن جرير وصادر أموال كثيرة منه وسجنه فمات في السجن ..
ثم عزله المامون ب ؛ #إسحاق بن موسى العباسي .. الذي لبث سنة ثم إستناب على اليمن إبن عمه #القاسم بن إسماعيل العباسي وسار إلى #مكة حين بلغه خروج #المبيّضة
( وهم بنو سلالة علي بن ابي طالب #الطالبيين القسم الآخر من آل البيت
فآل البيت قسم عباسيين وقسم طالبيين ووسموا بالمبيضة للبسهم الثياب البيضاء خلاف بني العباس ) ...
وقد أيدهم عند خروجهم #إبراهيم بن موسى بن جعفر الصادق #العلوي ( العلوي اي ينتهي نسبه بالحسن او الحسين ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ) ..
وإبراهيم بن موسى العلوي هذا هو أول طالبي أقام الحج سنة 182هج ( في أيام هارون الرشيد عندما كان محمد البرمكي أميراً على اليمن ).. وتغلب على مكة -
(سيطر عليها ويبدوا ان سيطرته على مكه كانت بعد 182هج بكثير أي عند خروج المبيضة معه -)..
وقتل خلقاً كثير من أهل مكة ومن غيرهم ..
حتى قال عنه المؤرخ #المسعودي ؛ كان إبراهيم بن موسى بن جعفر الصادق ممن سعى في الأرض فساداً ، وأقام بمكة كاللائذ - الهارب المتخفي - وكلما قدم جماعة من بلد بايعهم - يباعهم على أنه هو إمامهم وخليفتهم - ومن أبى قتله ..
ثم أن المأمون خادعه باستخلافه على اليمن
وقدم الى اليمن أميراً عليها للمأمون العباسي وكان أمير اليمن يومها للمأمون #محمد بن علي بن عيسى بن ماهان ( وهو الذي قتل الفقيه عبدالملك الذماري ) .. ودارت بين محمد بن ماهان و إبراهيم بن موسى العلوي حروباً كثيرة .. وكانت العاقبة لإبراهيم بن موسى الذي تمكّن من أسر ابن ماهان ..
وأقام إبراهيم بن موسى العلوي في اليمن يخطب للمأمون العباسي - (وهذا يدل ويؤكد أنه يتبع الدوله العباسيه ويحكم نيابة عن الخليفة العباسي ) - ...
وإستمر يظهر الطاعه له إلى سنة 213هج ..
وقدم الى #اليمن #أحمدبن عبدالحميد متولّي المأمون أميراً لليمن ...
فلبث سنة في #صنعاء ثم نزل إلى #الجند ... وكان
#إبراهيم_بن_أبي_جعفر #المناخي ذي المثله قد تغلب - سيطر - على جبل #ثومان
( جبل غرب مدينة ذي السفال في إب حالياً ) وعلى جبل #ريمة
( المعروف ب ريمة المناخي ) وعلى
مخلاف #جعفر
( جبله واب وبعدان والعدين وما والاه )..
وكان إبراهيم المُناخي هذا جباراً عسوفاً وهو من أولاد ذي المثلة #الحميري ثم ذي مُناخ ومن ذريته السّلاطين المعروفين بسلاطين #قياض ...
فلما قدم الأمير أحمد بن عبد الحميد صنعاء ودانت له مع مخلاف الجند نزل الجند عازماً على قتال إبراهيم المناخي .. وقصده بعسكر جرار !! فلما توسط بلاده وكانت جبال وعرة باغته المناخي بكمائن وه
🔵تاريخ وأدب و فن🔵 #تحفةالزمن في تأريخ سادات اليمن
للمؤرخ العلامة بدر الدين
الحسين بن عبدالرحمن #الأهدل
المشهور ب
#تاريخ_الأهدل
( 77 )
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°^°°°°°°°
#الأهدل ؛ نقلا عن #الجندي في كتابه #السلوك ؛
#علماء_وفقهاء_اليمن
الطبقة #الثامنة ،
وهم من وفيات المائة السادسة للهجرة بعد عام 500هج أيضاً ؛
قال #الجندي في #السلوك ج1 ص335 ؛
ثم صار العلم والفقه الى طبقة أخرى معظمهم من أصحاب - تلاميذ - الشيخ الإمام #يحيى_بن_أبي_الخير بن عمران أبو الحسين صاحب سير وانتقل الى #الجند وصاحب الإمام زيد اليفاعي المعافري / ويحيى من أشهر فقهاء وعلماء اليمن خاله أبي الفتوح بن عثمان بن أسعد العمراني / ،،،
حتى قيل - في عهده - أنه ليس في اليمن فقيه إلا من أصحابه - تلاميذه - وأصحاب أصحابه - تلاميذ تلاميذه - ،،،
وأولهم وأكثرهم شهرة هو :
#محمد_بن_موسى_بن_الحسين ابن أسعد بن عبدالله #العمراني - أبو عبدالله - ،،
/ وردت ترجمته وذكره أيضاً في العطايا السنيه ، و طراز أعلام الزمن وعند إبن سمرة / وهو من قوم صاحب كتاب #البيان العمراني يجتمع به نسباً في أسعد بن عبدالله ، وكان هو أول من لزم مجلسه ودرس وتتلمذ على يديه في سنة 517هج ، ، وقد تتلمذ أيضاً وأخذ العلم والفقه بالإضافة الى شيخه الإمام يحيى ، عن الشيخ عمر بن إسماعيل #الجماعي - سبق ذكره - ،،،
والشيخ محمد بن موسى العمراني هذا كان فقيهاً عالماً محققاً عارفاً بعلوم الفقه والنحو واللغة والحديث والأصول الفرائض والحساب و غيرها ،،
وكان شيخه الإمام يحيى بن أبي الخير العمراني يثني عليه بالفقه ويقول - وقد قال - ؛( ذاكرتُ محمد بن موسى في الجزء الأول من #البيان وأكثر الثاني غيباً فوجدته حافظاً متقناً ) / وهذه موهبة وقدرة فائقة لا يستطيعها الا قلة من المتميزين وقد كان الحفظ غيباً من أهم متطلبات ذلك العصر لكل فقيه وعالم فلم يكن هناك سهوله في إقتناء الكتب لعدم توفرها وان توفرت فبثمن لايقدر عليه إلا الأثرياء والعادة أن أغلب العلماء والفقهاء والمثقفين في كل العصور فقراء معدمين لإنشغالهم بطلب العلم عن الكسب والعمل والإدخار / ،،
وقد كان الشيخ أبو عبدالله محمد العمراني هذا يُدرّس في حياة شيخه - وهذه مرتبة لا ينالها الا من وثق فيه شيخه وأجازه - وتتلمذ على يده وتفقه به جماعه كثيرون ، ومنهم أبناؤه ؛
حسان و أحمد و #عمر
/ #عمر_بن_محمد_بن_موسى العمراني هو #إبن_سمرة صاحب كتاب ؛ #طبقات_فقهاء_اليمن الذي يشكل مرجعاً هاماً في تاريخ اليمن وعلمائها ويعتبر مكملاً وموظحاً لصنوه #السلوك كتابنا هذا الذي يلخصه ويصححه ويضيف عليه الأهدل وأخرجه بحلة جديدة تحت إسم #تحفة_الزمن في تاريخ سادات اليمن ، وبهذا يكون عمر بن محمد العمراني - إبن سمرة - أشهر أبناء الشيخ محمد العمراني وأذيعهم صيتاً وذكراً لأنه مؤرخ وأديب شهير - سيترجم له لاحقاً - /،،
ولم يزل الفقه والعلم في ذرية الشيخ محمد بن موسى العمراني إلى عصر #الجندي ، ومن ذريته قضاة #الجند ولم ينقطع القضاء منهم إلا ببني محمد بن عمر - سيأتي ذكره - ،،،
وكانت وفاة الشيخ أبو عبدالله محمد بن موسى العمراني هذا بمصنعة سير - على وزن طير - قلعة حصن سير قرية بين ذي السفال والسحول من مخلاف جعفر #إب - ،، سنة 558هج ، وقد بلغ عمره كعمر شيخه / يعني 69سنة تقريباً / رحمه الله تعالى ،،
ومنهم ؛
#طاهر_بن_يحيى بن أبي الخير - أبو الطيب - وهو إبن الإمام يحيى نفسه ،،،
/ وقد سبق أن أشرنا إليه في ترجمة وسيرة أبيه الإمام ؛ في الفتنة التي حدثت في #ذي_أشرق بين #الحنابلة ويمثلهم أبوه الإمام يحيى وأصحابه فقهاء الجند وبين #الأشاعرة ويمثلهم من فروا إليه من علماء وفقهاء تهامة وزبيد عند إستيلاء علي ابن مهدي الخارجي على زبيد وتهامة ، وقلنا أن طاهر خرج من معتقد أبيه الى معتقدهم - في القول بأن القرآن أوحي الى محمد عليه الصلاة والسلام ونقله اليه جبريل وليس هو ما تكلم به الله وان ماكتب في المصحف هو معنى كلام الله وليس هو عينه كلام الله ودخولهم في إنكار صفات الله أو التشبيه وتبادل الإتهامات كل ضد الآخر وو - وذكرنا هجر الإمام له ولهم ثم توبته ورجوعه عن ذلك المعتقد إرضاء لأبيه الإمام يحيى وصعوده المنبر يوم الجمعه وإقراره بذلك ومدحه لمعتقد أبيه والحنابله عموماً ، ثم رجوعه الى معتقد الأشاعرة بعد موت أبيه !؟ وذكرنا أنه في هذه الفتنه بلغ ببعضهم تكفير بعض وتفسيق بعض،،، وأنها كانت معركة فلسفية كلامية شرسة إشتركت فيها مذاهب عدة منها المعتزلة - الزيدية - وغيرها،/
وقد تتلمذ وتفقه طاهر بن يحيى هذا وأخذ العلم عن أبيه الإمام يحيى ، وكان يثني عليه ويمدحه ويقول إبني طاهر ؛ فقيه سامي الذكر ، أخمل - أوهى وأهمل - ذكره بلد السوء !! - ذي أشرق وما فيها من فتنه وخلاف خطير فقد كرهها الامام يحيى بل هجرها وتركها وانت
🔵تاريخ وأدب اليمن www.telegram.me/taye5 ® #تحفةالزمن في تأريخ سادات اليمن،، للمؤرخ العلامة بدر الدين
الحسين بن عبدالرحمن #الأهدل
المشهور ب #تاريخ_الأهدل
                   ( 129 )
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°^°°°°°°°
#الأهدل ؛ نقلا عن #الجندي في كتابه #السلوك ؛
#علماء_وفقهاء_اليمن
قال #الجندي ؛
وهذا أوان ذكر #إبن_سمرة
/ وهو الذي يعتمد عليه كثيرا في هذا الكتاب #السلوك حيث يعتبر كتاب إبن سمرة #طبقات_فقهاء_اليمن فهو السباق الى هذا النوع من المصنفات والأقدم فقد عاش وكتبه في النصف الثاني من القرن السادس الهجري /
هو ؛ أبو الخطّاب #عمر_بن_علي_بن_سمرة_بن_الحسين_بن_سمرة #الجعدي ،،
ولد يقرية ُنامر ،
/ يتجنب الجندي تحديد مكانها ويكتفي بالقول سبق ذكرها وأشرنا هناك انه لم يوفق في تحديد موضعها وقلنا انها من أرياف #إب وليس من نواحي #ماوية تعز كما أشار والدليل أسماء مشائخه فكلهم من أهل #ذي_أشرق و #سير في #إب /،،
تفقه وأخذ العلم عن جماعه أولهم
الشيخ الفقيه علي بن أحمد #اليهاقري وزيد بن عبدالله الزّبراني ، ومحمد بن موسى العمراني ، و طاهر بن يحيى ، وغيرهم ،
قال #الجندي ؛ وهو شيخي - أستاذي ومعلمي ومصدري - في جميع هذا الكتاب - #السلوك - ولولاه لم أهتدِ إلى التأليف ،  ولقد أبقى #إبن_سمرة  لأهل اليمن ذكرا وشرح لذوي الأفكار صدرا ، - أي بتصنيفه لكتابه طبقات فقهاء اليمن - ،
ولي إبن سمرة قضاء نواحي في المخلاف - #مخلاف_جعفر - من قبل #طاهر_بن_يحي ، وترأس كذلك بها الفتوى ، ،،،
ثم إرتحل إلى #إبين  فولاه قضائها القاضي #الأثير  وولي قضاء أبين سنة 580هج ، ،،
قال #الجندي ؛
وأظنّه توفى هناك بعد ثمان سنوات
يعني قد تكون وفاته -- 588هج -586هج -- رحمه الله تعالى ،،،
وذكر هاهنا القاضي #الأثير وانه هو من ولى إبن سمرة قضاء #إبين
وهو ؛
#محمد_ابن_محمد_بن_بُنَان
- أبو عبدالله ، ذو الرياستين ، الأثير -
وهو الشيخ ثقة الملك أبي الفضل ذي الرياستين ،، جاء إلى اليمن من #مصر مع سيف الإسلام الأيوبي ، وقد خبر علمه وديانته وعمره يومئذ 72سنة ،،
قال #الأثير ؛ سمعت كتاب #الشهاب - في الفقه - وانا ابن ثلاث سنين !؟
وأخذ عنه العلم والفقه جماعة من أهل اليمن منهم ؛
القاضي إبراهيم بن أحمد القريظي اخذ عنه الشهاب ومعه ابن سمرة ، واخذ عنه أيضاً سيرة إبن هشام ،،
وتولى القضاء لسيف الاسلام في عدن وابين ، ثم عزله سيف الاسلام وكلفه برسالة الى الخليفة العباسي صاحب #بغداد ، فأدى الأثير الرسالة - أوصلها وسلمها - ثم عاد إلى #مكة وكتب رسالة الى سيف الاسلام طغتكين في #زبيد وقد أحس انه قلاه - تركه - وفيما كتبه ؛

وما أنا الا  المسك عند ذوي النّهى
يضوعُ وعند الجاهلين  يضيّعُ

*********☆*****★***********★
زاوية وجامعه شهييرة في جبل #الحصن قبيطة مسجد وضريح #طاهر احمد طاهر
منسي ولكن اثره علما وفقها لم. يمسى وسيبقى بعد اندثار جامعة #تعز لانه مبارك. ومازال شامخا منذ اكثر من سته قرون فقط لانه في القبيطة لم يروج له احد
#القبيطة تعز
🔵 www.telegram.me/taye5®
📸📸صورة🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
محراب مسجد المنشارة #ظبي اعبوس
#الحصن قبيطة مسجد وضريح #طاهر احمد طاهر
مسجد مبارك ومازال

#القبيطة تعز
🔵 www.telegram.me/taye5®
📸📸صورة🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
نعي وتعزية (البقاء لله)

انتقل إلى رحمة الله تعالى هذا اليوم الخميس في #اندونيسيا العالم الفاضل الداعي إلى الله السيد؛؛
#طاهر بن عبدالله بن احمد #الكاف

وبهذا المصاب الكبير نتقدم بالتعازي الحارة الصادقة لاولاد الفقيد خاصة وأسرته وتلامذته ولال #الكاف في اليمن واندنوسيا
ولمحبيه جميعا ولمن عرفه وسمع عنه او به سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان ويخلفه على الجميع بخير.
انا لله وانا اليه راجعون
#طاهر_عبدالحق
نماذج النقش والحفر على أبواب الخشب
بيوت النعمان التربة
تعز
ولاأزال أتذكر ازدهار الأغنية اليمنية التراثية التي انتشرت بشكل واسع وتنافس الفنانون والعازفون في إنتاج الألحان والاغاني ذات الكلمات المعبرة عن الحب والعشق والجمال.
لقد كان اللحن المعبر عن مكنون النفس تهتز له الأفئدة وتتمايل له القلوب وتتراقص،
وكان ذوق الناس راقي وهم يستمعون في ديوان المقيل إلى أعذب الألحان والتي تثير الشوق والشجن والطرب.
وفي إحدى مقاهي الجبين كان يطيب لي الجلوس طويلا في ديوان المقيل و كانت رائحة التنباك تذكرني برائحة دارنا القديم وعبق الأيام والذي كان عامرا بالضيوف يجلسون مع أبي العائد إلى القرية من مدينة عدن ويأتي بأجود أنواع التنمباك الغيلي والحممي.
وفي ريمة تركت الحياة أثرها في الوجدان وفي القلوب لسنوات طويلة لقد تشكل الوعي في عشق الطرب، وكان ديوان المقيل مكانا لسماع فن الترراث الصنعاني، والكوكباني واغاني
أبو نصار.
و طغى صوت الفنان علي عبدالله السمة في تلك الأيام يردد أعذب الألحان من جهاز الكاسيت في ديوان ذلك المقهى بأغانيه الشجية والتي تجمع بين الفرح والألم والطرب والحزن ومن تلك الأغاني
ياجارح الأكباد داوي جروحي
ياطالعات الجبل قولين لمحبوبي
يابروحي من الغيد
إمشي دلا واغزال الحي
تودعته
من بالهوى ياناس ولعوني
وبالله يانجوم الليل
ولم تكن ريمة بلاد الطبيعة الخلابة وحسب بل كانت بلاد الحب والجمال ويعشق أهلها ويرددون تراث الفولكلور من الأغاني والمهاجل والأهازيج الشعبية أثناء الأعمال الزراعية وفي مناسبات الزواج ومناسبات أخرى كثيرة. و لايتسع المجال في وصف كل ذلك.
وما أستطيع قوله و البوح به هو أن ريمة مازالت واعدة وزاخرة لتلعب دورها الريادي والثقافي والسياحي بعد أن أصبحت محافظة وسوف تكون مكانا جذابا لعشاق السياحة الجبلية.
ولا أنسى تلك الرحلة الطويلة التي قام بها طلاب مدرسة الفتح بالجبين خلال العام الدراسي 1975/1976 إلى كسمة وبني مصعب في الجعفرية وحتى الوصول إلى الحدية. .

#طاهر_عبدالحكيم
وفي وقت مابعد صلاة الظهر وفي لحظة مباغتة إشتدت علينا الأصوات والتي كانت تحاصرنا وتدعونا للخروج.
كانت مراوس الطاسة تقرع بشدة وصوت المزمار يرتفع ودقات الطبلة ترحب "برباش" الذي وصل وعروسه إلى ميدان وسط القرية.

وافتتحوا العرض الراقص في مسرح الهواء الطلق رقص "رباش" مع "فاطمة" واعجبوا الحضور ووقعنا جميعا في ذهول. جمال الحركات الراقصة والنغم.

وتجمع الأطفال وتحلق جمع النساء. وكان الرجال في ساعة المقيل. وكانت الفرصة مؤآتية أن ترقص النساء في غياب الرجال. ومال مسرح العرض الراقص داخل دار أحمد في البهو الواسع. دق الشرح وتحول الغناء إلى الزفة ارتفع صوت فاطمة تغني
وفريخ العقب
مالك على الحيد تلعلب
وتمايل رقص النساء خفة ودلال وبلغ ذروة رفيعة هدوء ملامسة أديم الأرض وخفة حركات الأقدام التي كانت ترتفع وتهبط وتدور راقصة متناغمة.
واشتد وقع اللحن وكانت ساحة الرقص مفتوحة رقصن ثنائي ورباعي وجماعي.
حتى قام "رباش" يراقص "فاطمة" وبلغوا درجة عالية من الإنسجام والإندماج رقص وغناء وتبادلا نظرات الغرام.
وبلغ رقصهم حتى الثمالة وجمعوا المال من نساء القرية واللواتي كن يبذلن بسخاء.

وانتقل الأخدام إلى دواوين القات وشكلنا نحن الأطفال موكب الزفة نتزاحم عند الدخول ونسير خلف قارعي الطبول والمرافع وصوت المزمار.
وكانت فرقة الأخدام و"رباش" وزوجته "فاطمة" يقدمون عروضا ترفيهيه نالت إعجاب الحضور في دواويين المقيل.

ورأينا الرجال يتزاحمون ويرقصون مع "فاطمة" ومع "رباش" وبذلوا لهم المال الوفير وخرجوا.
ولاازال أتذكر "قائد" وإبنه "أحمد" واللذان كانا مشغولين بالأعمال أمام الدار. وسمع قائد صوت المرافع والدفوف وأشار للأخدام بالدخول الى المجرن* وهو البيدر الذي يستخدم وقت حصاد المحصول للحصول على الحبوب.

وانتعش قائد وهو الرجل الكهل الذي كان لازال يحتفظ بحيويتة تمايل مع الطرب ورقص الشرح الزبيري على أصوله.
كان قائد طويل القامة. وكان "احمد قائد" مشهورا في الشرح مثل أبيه ويماثله في الطول. واشتد وقع الطبول وصاحب الدفوف غناء فاطمة الحسناء وتمايل "قائد" كغصن طري عاد شابا اذهل جمع المتفرجين. ولم يعد احدا يتذكر ذلك الزمن الذي رقص فيه "قائد" لآخر مرة.

و اعتدنا نحن الاطفال رؤية قائد إما أن يكون ذاهبا يعمل في الأرض أو متجه إلى مسجد القرية ممسكا بالكوز ذاهبا يتوضئ خلف المقصورة الملحقة بالمسجد.

وبلغ الأخدام درجة من الإنهاك وتقلصت يد ضارب المرفع الكبير ولم يتوقف "قائد" أو يتوقف "أحمد قائد" وحمل الطبلة عازف آخر واستمرت نشوة الطرب ودار الراقصون والوقت يتقدم. ونظر قائد الى ساعة يده وأشار بالتوقف وانصرف الجميع بعد أن منح الأخدام المال زادهم الكثير من حبوب الطعام.
...#طاهر_عبدالحكيم
🔵تاريخ وأدب و فن🔵

#تاريخ_الأهدل

#الأهدل ؛ نقلا عن #الجندي في كتابه #السلوك ؛
#علماء_وفقهاء_اليمن
الطبقة #الثامنة ،
وهم من وفيات المائة السادسة للهجرة بعد عام 500هج أيضاً ؛
قال #الجندي في #السلوك ج1 ص335 ؛
ثم صار العلم والفقه الى طبقة أخرى معظمهم من أصحاب - تلاميذ - الشيخ الإمام #يحيى_بن_أبي_الخير بن عمران أبو الحسين صاحب سير وانتقل الى #الجند وصاحب الإمام زيد اليفاعي المعافري / ويحيى من أشهر فقهاء وعلماء اليمن خاله أبي الفتوح بن عثمان بن أسعد العمراني / ،،،
حتى قيل - في عهده - أنه ليس في اليمن فقيه إلا من أصحابه - تلاميذه - وأصحاب أصحابه - تلاميذ تلاميذه - ،،،
وأولهم وأكثرهم شهرة هو :
#محمد_بن_موسى_بن_الحسين ابن أسعد بن عبدالله #العمراني - أبو عبدالله - ،،
/ وردت ترجمته وذكره أيضاً في العطايا السنيه ، و طراز أعلام الزمن وعند إبن سمرة / وهو من قوم صاحب كتاب #البيان العمراني يجتمع به نسباً في أسعد بن عبدالله ، وكان هو أول من لزم مجلسه ودرس وتتلمذ على يديه في سنة 517هج ، ، وقد تتلمذ أيضاً وأخذ العلم والفقه بالإضافة الى شيخه الإمام يحيى ، عن الشيخ عمر بن إسماعيل #الجماعي - سبق ذكره - ،،،
والشيخ محمد بن موسى العمراني هذا كان فقيهاً عالماً محققاً عارفاً بعلوم الفقه والنحو واللغة والحديث والأصول الفرائض والحساب و غيرها ،،
وكان شيخه الإمام يحيى بن أبي الخير العمراني يثني عليه بالفقه ويقول - وقد قال - ؛( ذاكرتُ محمد بن موسى في الجزء الأول من #البيان وأكثر الثاني غيباً فوجدته حافظاً متقناً ) / وهذه موهبة وقدرة فائقة لا يستطيعها الا قلة من المتميزين وقد كان الحفظ غيباً من أهم متطلبات ذلك العصر لكل فقيه وعالم فلم يكن هناك سهوله في إقتناء الكتب لعدم توفرها وان توفرت فبثمن لايقدر عليه إلا الأثرياء والعادة أن أغلب العلماء والفقهاء والمثقفين في كل العصور فقراء معدمين لإنشغالهم بطلب العلم عن الكسب والعمل والإدخار / ،،
وقد كان الشيخ أبو عبدالله محمد العمراني هذا يُدرّس في حياة شيخه - وهذه مرتبة لا ينالها الا من وثق فيه شيخه وأجازه - وتتلمذ على يده وتفقه به جماعه كثيرون ، ومنهم أبناؤه ؛
حسان و أحمد و #عمر
/ #عمر_بن_محمد_بن_موسى العمراني هو #إبن_سمرة صاحب كتاب ؛ #طبقات_فقهاء_اليمن الذي يشكل مرجعاً هاماً في تاريخ اليمن وعلمائها ويعتبر مكملاً وموظحاً لصنوه #السلوك كتابنا هذا الذي يلخصه ويصححه ويضيف عليه الأهدل وأخرجه بحلة جديدة تحت إسم #تحفة_الزمن في تاريخ سادات اليمن ، وبهذا يكون عمر بن محمد العمراني - إبن سمرة - أشهر أبناء الشيخ محمد العمراني وأذيعهم صيتاً وذكراً لأنه مؤرخ وأديب شهير - سيترجم له لاحقاً - /،،
ولم يزل الفقه والعلم في ذرية الشيخ محمد بن موسى العمراني إلى عصر #الجندي ، ومن ذريته قضاة #الجند ولم ينقطع القضاء منهم إلا ببني محمد بن عمر - سيأتي ذكره - ،،،
وكانت وفاة الشيخ أبو عبدالله محمد بن موسى العمراني هذا بمصنعة سير - على وزن طير - قلعة حصن سير قرية بين ذي السفال والسحول من مخلاف جعفر #إب - ،، سنة 558هج ، وقد بلغ عمره كعمر شيخه / يعني 69سنة تقريباً / رحمه الله تعالى ،،
ومنهم ؛
#طاهر_بن_يحيى بن أبي الخير - أبو الطيب - وهو إبن الإمام يحيى نفسه ،،،
/ وقد سبق أن أشرنا إليه في ترجمة وسيرة أبيه الإمام ؛ في الفتنة التي حدثت في #ذي_أشرق بين #الحنابلة ويمثلهم أبوه الإمام يحيى وأصحابه فقهاء الجند وبين #الأشاعرة ويمثلهم من فروا إليه من علماء وفقهاء تهامة وزبيد عند إستيلاء علي ابن مهدي الخارجي على زبيد وتهامة ، وقلنا أن طاهر خرج من معتقد أبيه الى معتقدهم - في القول بأن القرآن أوحي الى محمد عليه الصلاة والسلام ونقله اليه جبريل وليس هو ما تكلم به الله وان ماكتب في المصحف هو معنى كلام الله وليس هو عينه كلام الله ودخولهم في إنكار صفات الله أو التشبيه وتبادل الإتهامات كل ضد الآخر وو - وذكرنا هجر الإمام له ولهم ثم توبته ورجوعه عن ذلك المعتقد إرضاء لأبيه الإمام يحيى وصعوده المنبر يوم الجمعه وإقراره بذلك ومدحه لمعتقد أبيه والحنابله عموماً ، ثم رجوعه الى معتقد الأشاعرة بعد موت أبيه !؟ وذكرنا أنه في هذه الفتنه بلغ ببعضهم تكفير بعض وتفسيق بعض،،، وأنها كانت معركة فلسفية كلامية شرسة إشتركت فيها مذاهب عدة منها المعتزلة - الزيدية - وغيرها،/
وقد تتلمذ وتفقه طاهر بن يحيى هذا وأخذ العلم عن أبيه الإمام يحيى ، وكان يثني عليه ويمدحه ويقول إبني طاهر ؛ فقيه سامي الذكر ، أخمل - أوهى وأهمل - ذكره بلد السوء !! - ذي أشرق وما فيها من فتنه وخلاف خطير فقد كرهها الامام يحيى بل هجرها وتركها وانتقل الى ذي السفال هرباً من الفتن التي فيها - ،،
#طاهر_الفضلي

عبق التاريخ
دار العنسيين الموجود على ربوه مرتفعه في وسط عزلة العنسيين مديرية ذي السفال
ويمكن مشاهدة هذا الدار من عزل مجاورة من العدين ومذيخره
مشاهده ممتعه
28~8~2023
#إب
#طاهر_الفضلي

اخر قمر كبير وساطع في عامنا هذا 2023 ويسمى قمر الحصاد او الصراب..
القمر مكتمل ومنظره اجمل واكثر سطوعا..
واشبه بقرص خبز يمنى بلون ذهبي
7؛30
14 ربيع اول 1445 هجرية
29~9~2023 م
#إب
#إدام_القوت

وفي #قيدون صهريج واسع يحفظ لأهلها الماء ، تنطق وثائق أوقافه أنّه من عمارة السّلطان عامر بن عبد الوهّاب #الطّاهريّ السّابق ذكره في بضه ، والآتي ذكره في ثبي وغيرها (١).
وقد أنجبت #قيدون كثيرا من العلماء والفضلاء ، وكان السّيّد يوسف بن عابد الحسنيّ أحد تلاميذ الشّيخ أبي بكر بن سالم يدرّس بها علم التّوحيد أوائل القرن الحادي عشر.
ومن علمائها في القرن العاشر : الشّيخ محمّد بن عمر معلّم له ذكر في «مجموع الأجداد».
والشّيخ عبد الله بن سعيد العموديّ ، في أيّام القطب الحدّاد ، وقد امتحنه بشرح خطبة معقّدة ، فشرحها شرحا جميلا قضى له فيه القطب الحدّاد بالنّجاح.
وفيها من ذرّيّة السّيّد محمّد بن عبد الله بن علويّ #الحدّاد (٢) : الفاضل الصّالح ، الحسن الخطّ عمر بن أبي بكر (٣) ، المتوفّى بها.
وخلفه ابنه النّاسك الكريم #طاهر بن عمر #الحدّاد (٤) ، المتوفّى بها سنة (١٣١٩ ه‍) كان آية في حفظ القرآن ، وكانت في لسانه حبسة شديدة ، حتّى لقد أراد أن يعقد بإحدى بناته فلم ينطلق لسانه إلّا بعد الفراغ من الطّعام ، وكانت العادة والسّنّة تقديم
______
(١) يقع الكريف القديم وهو الذي ذكره المصنف هنا في غربي قيدون ، ينظر وصفه في «الشامل» (١٩٦ ـ ١٩٧).
(٢) توفي الحبيب محمد هذا بذمار ، وذريته إنما هم : بتريم ، وهرر بالحبشة ، والهند ، وبجاوة : بانقيل ، وقرسي. وليس له ذرية بقيدون ، والذين سيذكرهم المؤلف لا حقا هم ذرية أخيه الحبيب علوي المتوفى بمكة سنة (١١٥٣ ه‍) ، ثم سيلحقهم بذرية عمه عمر بن علوي أخي الإمام الحداد.
(٣) ههنا وهم من المصنف ؛ فالسادة آل الحداد الذين بقيدون هم من ذرية السيد علوي بن عبد الله الحداد ، أو من ذرية عمّه عمر بن علوي.
والحبيب عمر بن أبي بكر الذي ذكره المصنف هو : عمر بن أبي بكر بن علي بن علوي ابن الإمام عبد الله الحداد ولد بتريم سنة (١١٨٥ ه‍) ، وتوفي بقيدون سنة (١٢٨٧ ه‍) ينظر : «الشامل» (٢٥٠ ـ ٢٥١).
(٤) السّيّد العلامة ، الصالح الفقيه المرشد ، مولده بقيدون سنة (١٢٤٩ ه‍) ، تفقه بوالده وبعلماء بلده.
وتوفي بها يوم السبت (١٥) محرم سنة (١٣١٩ ه‍). انظر «الشجرة العلوية».
1⃣
#الثــــورة والثــــــورة #المضـــــادة مقدمات وإرهاصات عهد الرئيس /
#علـي عبـد اللـه #صـــالح
                                                              #طاهر_شمسان

نحاول في هذه المقالة أن نعيد النظر في قراءة سردية الثورة اليمنية بهدف العثور على إجابات موضوعية على الأسئلة التالية:
(1) هل كان عهد علي عبد الله صالح امتدادا لثورة 26 سبتمبر 1962 أم أنه كان عهد ثورة مضادة لتلك الثورة؟
(2) لماذا ثورة 11 فبراير 2011؟
(3) هل انقضى عهد علي صالح بمقتله يوم 4 ديسمبر 2017 أم أنه مازال ممتدا إلى اليوم؟
(4) ما مدى شرعية ومشروعية الأطراف المتصارعة التي يكتظ بها المشهد اليمني الراهن؟ سيما أن كل منها يحاول أن يشرعن وجوده بدعوى الثورة والدفاع عن الجمهورية.
          وفي سعينا للإجابة على هذه الأسئلة نؤكد أننا لا نريد من وراء ذلك أن ندين أحداً أو أن نفضل أحداً على أحد، وغاية ما يهمنا هو أن نفهم ما حدث وأن نتعلم من أخطاء الماضي. أما فيما يتعلق بكيفية قياس الثورة والثورة المضادة فهناك مجموعة من المعايير التي يمكننا الركون إليها دون أن نقع في محذور التحيز لطرف ضد آخر. وفيما يلي أهم هذه المعايير، وليس كلها:
(1)  الموقف من أهداف ثورتي 26 سبتمبر 1962 و14 أكتوبر 1963.
(2) المال: هل جاء من مصادر (داخلية أو خارجية) مشروعة يمكن التحقق منها؟ وهل ذهب في مصارف شفافة يمكن اخضاعها للرقابة والمحاسبة؟ أم هو مال سياسي غير مشروع جاء من الخارج واستخدم للإثراء الشخصي وشراء الذمم والولاءات؟
(3) القيادات والرموز: مواقفهم من أصدقاء وأعداء الثورة؛ منطوقاتهم المعبرة عن ثقافتهم غير العالمة؛ أقوالهم وأفعالهم ... الخ.
(4) أهم التطورات والأحداث: وإلى أي مدى هي موجهة لصالح الثورة أو ضدها.
(5) بناء وإدارة المؤسسات (من حيث الاتساق مع الثورة أو ضدها): مع التركيز بنحو خاص على الجيش والأمن والكليات العسكرية والشرطية؛ التعليم في مختلف مراحله ومستوياته؛ الإعلام؛ الوظائف العليا في الخدمة المدنية والسلك الدبلوماسي؛ القضاء وأجهزة الضبط القضائي؛ التخطيط الحضري (معاييره وضوابطه) .... الخ
          وقبل الإجابة على الأسئلة المبينة أعلاه سنحاول في هذه الحلقة الكشف عن المقدمات والإرهاصات التي أفضت إلى عهد علي عبد الله صالح؛ أما لماذا كان اختيارنا لهذا العهد دون غيره من عهود رؤساء الجمهورية السابقين له فلأنه العهد الذي استطال به الزمن وترك آثارا كبيرة على حياة ملايين اليمنيين الذي تؤكد الإحصائيات السكانية أن معظمهم لا يعرفون عهدا غيره ولا رئيسا غير رئيسه.       
جدلية الثورة والثورة المضادة:
         كل الكتابات التي انشغلت بثورة 26 سبتمبر والدفاع عنها ذهبت تتحدث عن الانقسام الكبير تجاه الثورة إلى جمهوريين معها وملكيين ضدها، وقد أدى هذا الفرز إلى خلط كثير من الأوراق ولعب دورا كبيرا في التعمية على جوهر الصراع وعدم إدارته جمهوريا بالشكل الذي يحقق أهداف الثورة. أما الجمهورية في هذا الفرز فقد كانت مجرد شعار أيديولوجي يتساوى فيه الجمهوريون الحداثيون الذين ثاروا ضد نظام الإمامة القروسطي لتجاوز الحاضر المتخلف إلى مستقبل متقدم مع الجمهوريين التقليديين الذين أرادوا التعاطي مع الجمهورية كلافتة تمنحهم الشرعية للحلول محل بيت حميد الدين (شيخ القبيلة القحطاني محل السيد الهاشمي العدناني) مع البقاء في الحاضر بعد تعديله سياسيا بشعارات مستعارة من مدونة الفقه الماضوي العباسي من قبيل "الشورى" وحكم "أهل الحل والعقد".
         والحقيقة أن الانقسام الكبير الذي أحدثته ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 لم يكن بين جمهوريين وملكيين إلا في الظاهر السياسي أما في الجوهر الثقافي (وهو الأهم) فقد كان بين قوى ماضوية تقليدية وقوى مستقبلية حداثية بمقاييس واقع اليمن آنذاك.
القوى المستقبلية الحداثية (قوى الثورة):
         القوى المستقبلية الحداثية هي قوى الثورة التي كانت ترى في الجمهورية مشروعا سياسيا وثقافيا وتنمويا لصناعة المستقبل. وقد تألفت هذه القوى من طلائع السبتمبريين، وحركة القوميين العرب، وشباب ومثقفي حزب البعث، والطلائع الأولى من (الماركسيين والناصريين)، وآلاف المستقلين. ومعظم هؤلاء كانوا من أبناء الطبقة الوسطى (بشقيها القحطاني والعدناني) وأبناء الفلاحين الذين تقاطروا للدفاع عن الثورة من كل اليمن شمالا وجنوبا ومنهم تشكلت وحدات جيش الثورة ممثلة بالصاعقة والمظلات والمدفعية وسلاح الدروع وسلاح المشاة ولواء الوحدة ولواء العروبة ولواء النصر .... الخ، ومن هؤلاء أيضا تشكلت المقاومة الشعبية للدفاع عن الجمهورية.

القوى الماضوية التقليدية (قوى الثورة المضادة):
2⃣
#الثــــورة والثــــــورة #المضـــــادة مقدمات وإرهاصات عهد الرئيس /
#علـي عبـد اللـه #صـــالح
                                                              #طاهر_شمسان
(1) أنتم تنظرون إلى الوجود المصري في اليمن على أنه تهديد لأمن المملكة واستقرارها، ونحن نشارككم هذه النظرة ونعتبر الوجود المصري خطرا علينا ولصالح القوميين والشيوعيين، وهذا قاسم مشترك كبير بيننا وبينكم، وجميعنا لا يحب أن يرى جنديا مصريا واحدا في اليمن.
(2) الوجود المصري لن يترك اليمن ما دمتم تقدمون المال والسلاح للملكيين وما دمتم مصرين على استمرار الحرب حتى اسقاط الجمهورية وعودة بيت حميد الدين إلى حكم اليمن.
(3) أهل مكة أدرى بشعابها، ونحن اليمنيين أدرى باليمن منكم، ونقول لكم بكل صدق إن رهانكم على عودة بيت حميد الدين لحكم اليمن هو رهان خاسر لأن الأغلبية الساحقة من اليمنيين لن يقبلوا بذلك وسوف يظلون يقاتلون من أجل الجمهورية إلى ما شاء الله.
(4) كلما طال أمد الحرب كلما تضاعفت قوة القوميين والشيوعيين الذين يسيطرون الآن على وحدات الجيش. ولذلك يجب أن تتوقف الحرب حتى تنتفي مبررات بقاء الوجود المصري في اليمن من ناحية، وحتى نتمكن من عقد مصالحة مع إخواننا في الصف الملكي تحت مظلة الجمهورية نكون بعدها قادرين على التخلص من القوميين والشيوعيين وإقامة دولة محالفة لكم على حدودكم الجنوبية.
(5) لا تنسوا أن بريطانيا على وشك أن تترك جنوب اليمن، وكل المؤشرات ترجح أن القوميين هم الحكام القادمون في الجنوب، وهذا سوف يضاعف من قوة القوميين والشيوعيين في الشمال على حسابنا وعلى حسابكم، وربما تحصل الوحدة بينهم، وحينها لن ينفع الندم.
         وعندما استمع قادة المملكة إلى هذا البرنامج وهذا الحجاج تنفسوا الصعداء وأدركوا أن أعينهم كانت على سمكة (الملكيين) فساق الله إليهم حوتا رزقا سهلا (رموز الشق الجمهوري من الثورة المضادة)، ومنذ هذه اللحظة بدأ المال السياسي السعودي يتدفق أيضا على الشق الجمهوري من الثورة المضادة ولم يعد تدفقه قاصراً على شقها الملكي فقط.
التخادم بين مشايخ القبائل في شقي الثورة المضادة:
         كان الشق الجمهوري من الثورة المضادة يمارس سلوكا مزدوجا، فهو يدافع عن الجمهورية من ناحية ويفتح خطوط تواصل مع الملكيين من ناحية أخرى، وكان يمارس هذا السلوك حتى أثناء حصار صنعاء. وفي هذا السياق كان رموز الثورة المضادة من داخل الصف الجمهوري-وأبرزهم الشيخان عبد الله الأحمر وسنان أبو لحوم-يكرسون وعياً زائفاً مؤداه أن مشايخ القبائل هم جمهوريون بالفطرة لكن إسناد قيادة ثورة سبتمبر لعبد الله السلال دفع بكثيرين منهم، كالغادر وآخرين، إلى تفضيل الملكية على الجمهورية لأن السلال نَجْلُ فَحَّام وهذا مقام لا يؤهل صاحبه ليكون رئيسا على علية القوم. هكذا كان قادة الشق الجمهوري من الثورة المضادة عنصريين في اختراع الذرائع الواهية لنظرائهم في الصف الملكي في وقت كانت فيه مدن وقرى اليمن تهتف يوميا "عاش السلال والعربي جمال". 
انقلاب الشق الجمهوري من الثورة المضادة على الرئيس السلال:
         في 5 يونيو-حزيران 1967 احتلت إسرائيل قطاع غزة وسيناء والضفة الغربية وجزءا من جنوب لبنان ومرتفعات الجولان السورية. حينها سجد إمام الدعاة محمد متولي الشعراوي شكرا لله الذي كتب الهزيمة لمصر عبد الناصر-كما قال هو بعظمة لسانه-وسجد معه الإخوان المسلمون في كل العالم العربي كراهة لعبد الناصر وحبا لمملكة آل سعود، وفي اليمن سجدت الثورة المضادة بشقيها الملكي والجمهوري.
         وعندما كانت القوات المصرية تستكمل انسحابها من اليمن-إثر هزيمة يونيو 1967-كان الشق الملكي من الثورة المضادة يزحف لمحاصرة صنعاء من كل الجهات، وفي الوقت نفسه كان الشق الجمهوري من الثورة المضادة يستكمل ترتيبات انقلاب 5 نوفمبر 1967 الذي أطاح بالرئيس السلال وجاء بمجلس جمهوري برئاسة القاضي عبد الرحمن بن يحي الإرياني. والجدير بالذكر أن الإرياني صاحب تاريخ نضالي، ومن كبار مثقفي حركة الأحرار اليمنيين ضد الإمامة، وقد جيء به إلى رئاسة المجلس الجمهوري لا ليكون فاعلا وإنما ليكون واجهة لفاعلين آخرين أبرزهم الشيخان عبد الله بن حسين الأحمر وسنان أبو لحوم، وعندما رفض أن يلعب هذا الدور تم الانقلاب عليه كما سنعرف لاحقا. وهنا يجدر بنا أن نذكر ما يلي:
(1) نفذ الشق الجمهوري من الثورة المضادة انقلاب 5 نوفمبر 1967 انطلاقا من رؤية خاصة به تداخل فيها البعدان المناطقي والمذهبي وإلى حد ما البعد الطبقي الذي يفسر تعدد الانتماءات المناطقية لرموز الانقلاب.
(2) كل ترتيبات ذلك الانقلاب تمت بسهولة ودون أي اعتراض من قبل قوى الثورة التي كانت على علم بتلك الترتيبات منذ أن شرع علي سيف الخولاني بتشكيل وحدة عسكرية من خارج القانون، ومنذ أن بدأ شيوخ القبائل بالتواجد الكثيف في العاصمة وإغراقها بالقبائل المسلحة.
3⃣
#الثــــورة والثــــــورة #المضـــــادة مقدمات وإرهاصات عهد الرئيس /
#علـي عبـد اللـه #صـــالح
                                                              #طاهر_شمسان

منذ البداية تخطط من داخل الصف الجمهوري لحرب مؤجلة مع الجمهوريين الحداثيين ولمصالحة مؤجلة مع الملكيين تستبعد بيت حميد الدين، وفعلا تمت الحرب-بضوء أخضر من السعودية-فيما عرف بأحداث أغسطس 1968 بينما تمت المصالحة-تحت مظلة الجمهورية وبرعاية سعودية-في سبتمبر 1970 وبها أصبحت الثورتان المضادتان ثورة مضادة واحدة.
تحول الثورة المضادة إلى دولة وظيفية:
         بعد مصالحة سبتمبر 1970 توحد شقا الثورة المضادة في ثورة مضادة واحدة التحمت في دولة وظيفية واقعة في حالة تبعية كاملة لمملكة آل سعود، وتحول مقاتلوها القبليون إلى جيش موالٍ لمراكز القوى في الدولة الوظيفية، وغدت الوهابية أيديولوجية رسمية مسنودة بتدفق المال السياسي السعودي وشيوع الفساد الذي أتى على كل مناحي الحياة في اليمن.
         وقد صار معروفا بأثر رجعي أنه في هذا التوقيت من عهد القاضي الإرياني (5 نوفمبر 1967-13 يونيو 1974) كان الجندي الذي نشأ في كنف الشق الجمهوري من الثورة المضادة علي عبد الله صالح قد أصبح صف ضابط في اللواء الأول مدرع بقيادة أحمد حسين الغشمي، وفي هذا اللواء ترقى شرفيا إلى رتبة ملازم وربطته بالغشمي رفقة أحاطت بها شبهات رشحتهما لأدوار خطيرة فيما بعد.
حرب الثورة المضادة ضد الجنوب عام 1972:
         منذ سبتمبر 1970 أصبحت الثورة المضادة دولة وظيفية في الشمال تعمل على تنفيذ أجندة السعودية في مناخ الحرب الباردة عالميا، وكانت هناك محرَّمات سعودية على نظام الجمهورية العربية اليمنية أبرزها:
(1) أية علاقة بين شمال اليمن وجنوبه قائمة على التفاهم والسلام والمنافع المتبادلة.
(2) أية إجراءات أو ترتيبات وحدوية أو حتى أحاديث ودية عن الوحدة اليمنية.
          لم يكن رئيس المجلس الجمهوري القاضي عبد الرحمن الإرياني يقبل بالتدخل السعودي الفج في الشأن اليمني، ولكن رياح الثورة المضادة كانت أقوى من إرادته، ففي سبتمبر 1972 فجر شيوخ القبائل بقيادة الشيخين عبد الله الأحمر وسنان أبو لحوم حربا مع الجنوب شارك فيها الجيش النظامي والقبائل، وكانت جبهة قعطبة-الضالع هي مركز الثقل في تلك الحرب. أما الهدف المعلن من الحرب فكان احتلال عدن وإسقاط دولة الاستقلال ومن ثم إعادة السلاطين والسلطنات بدعم سعودي. وهنا نلفت عناية القاري إلى ما يلي:
(1) إن تلك الحرب منيت بالهزيمة.
(2) إن ضباطاً من جيش ثورة سبتمبر الذين شرَّدتهم الثورة المضادة في أحداث أغسطس 1968 شاركوا مع كثيرين من أبناء مناطقهم في التصدي للعدوان ضد الجنوب وأوقعوا عددا كبيرا من القتلى والجرحى بينهم الشيخ صالح أبو لحوم الذي لقي مصرعه في منطقة دمت، وكان هؤلاء الضباط من أبناء النادرة والعود ودمت والظاهرة والسَّبرة ورداع (المدينة والعرش) والرياشية والسوادية وجُبَنْ، ومنهم تشكلت نواة الجبهة الوطنية الديمقراطية بدعم من النظام السياسي في الجنوب الذي كان حينها قد أدرك حاجته الملحة إلى عمق وطني وراء حدوده مع الشمال يكون بمثابة سياج قوي يحمي الجنوب من اعتداءات واجتياحات نظام الدولة الوظيفية في صنعاء.
اتفاقية الوحدة في القاهرة أكتوبر 1972 وموقف الثورة المضادة:
          في ظل نظام الدولة الوظيفية كان الحديث عن الوحدة في صنعاء يلقي بصاحبه في أقبية أجهزة القمع ممثلة بالأمن الوطني الذي تغير فيما بعد إلى مسمى الأمن السياسي. ورغم ذلك كان نظام الدولة الوظيفية يصدِّر حروبه الساخنة والباردة ضد الجنوب باسم الوحدة ليضفي عليها مشروعية وطنية وقبولا شعبيا، ولهذا كان كلما وقعت الحرب الساخنة بين صنعاء وعدن فإنها تنتهي باتفاق وحدوي. وهذا ما حدث مع حرب 1972. أما موقف الثورة المضادة من ذلك الاتفاق فقد لخصه أبرز قادتها الشيخ عبد الله الأحمر في مذكراته (ص 205) قائلا: "عندما انفجر الموقف بيننا وبينهم كان موقفنا قويا وصفنا لا يزال متماسكا نوعا ما" ثم يضيف: "وأول طعنة حصلت هي اتفاقية الوحدة في القاهرة في أكتوبر 1972 التي تمت بين الأستاذ محسن العيني وعلي ناصر محمد، فقد سافر محسن العيني من صنعاء بتعليمات واضحة (يقصد تعليمات القاضي الإرياني) يوقع على اتفاقية الوحدة بما فيها وكل ما فيها من ثغرات واستسلام وضياع".
          إذن اتفاق 1972 الوحدوي كان من منظور الثورة المضادة "طعنة واستسلام وضياع". الجدير بالذكر أن محسن العيني دفع ثمن توقيعه على اتفاقية 1972 وترك رئاسة الوزراء إلى خارج اليمن.
الثورة المضادة في مواجهة القاضي الإرياني:
4⃣
#الثــــورة والثــــــورة #المضـــــادة مقدمات وإرهاصات عهد الرئيس /
#علـي عبـد اللـه #صـــالح
                                                              #طاهر_شمسان

منذ البداية تخطط من داخل الصف الجمهوري لحرب مؤجلة مع الجمهوريين الحداثيين ولمصالحة مؤجلة مع الملكيين تستبعد بيت حميد الدين، وفعلا تمت الحرب-بضوء أخضر من السعودية-فيما عرف بأحداث أغسطس 1968 بينما تمت المصالحة-تحت مظلة الجمهورية وبرعاية سعودية-في سبتمبر 1970 وبها أصبحت الثورتان المضادتان ثورة مضادة واحدة.
تحول الثورة المضادة إلى دولة وظيفية:
         بعد مصالحة سبتمبر 1970 توحد شقا الثورة المضادة في ثورة مضادة واحدة التحمت في دولة وظيفية واقعة في حالة تبعية كاملة لمملكة آل سعود، وتحول مقاتلوها القبليون إلى جيش موالٍ لمراكز القوى في الدولة الوظيفية، وغدت الوهابية أيديولوجية رسمية مسنودة بتدفق المال السياسي السعودي وشيوع الفساد الذي أتى على كل مناحي الحياة في اليمن.
         وقد صار معروفا بأثر رجعي أنه في هذا التوقيت من عهد القاضي الإرياني (5 نوفمبر 1967-13 يونيو 1974) كان الجندي الذي نشأ في كنف الشق الجمهوري من الثورة المضادة علي عبد الله صالح قد أصبح صف ضابط في اللواء الأول مدرع بقيادة أحمد حسين الغشمي، وفي هذا اللواء ترقى شرفيا إلى رتبة ملازم وربطته بالغشمي رفقة أحاطت بها شبهات رشحتهما لأدوار خطيرة فيما بعد.
حرب الثورة المضادة ضد الجنوب عام 1972:
         منذ سبتمبر 1970 أصبحت الثورة المضادة دولة وظيفية في الشمال تعمل على تنفيذ أجندة السعودية في مناخ الحرب الباردة عالميا، وكانت هناك محرَّمات سعودية على نظام الجمهورية العربية اليمنية أبرزها:
(1) أية علاقة بين شمال اليمن وجنوبه قائمة على التفاهم والسلام والمنافع المتبادلة.
(2) أية إجراءات أو ترتيبات وحدوية أو حتى أحاديث ودية عن الوحدة اليمنية.
          لم يكن رئيس المجلس الجمهوري القاضي عبد الرحمن الإرياني يقبل بالتدخل السعودي الفج في الشأن اليمني، ولكن رياح الثورة المضادة كانت أقوى من إرادته، ففي سبتمبر 1972 فجر شيوخ القبائل بقيادة الشيخين عبد الله الأحمر وسنان أبو لحوم حربا مع الجنوب شارك فيها الجيش النظامي والقبائل، وكانت جبهة قعطبة-الضالع هي مركز الثقل في تلك الحرب. أما الهدف المعلن من الحرب فكان احتلال عدن وإسقاط دولة الاستقلال ومن ثم إعادة السلاطين والسلطنات بدعم سعودي. وهنا نلفت عناية القاري إلى ما يلي:
(1) إن تلك الحرب منيت بالهزيمة.
(2) إن ضباطاً من جيش ثورة سبتمبر الذين شرَّدتهم الثورة المضادة في أحداث أغسطس 1968 شاركوا مع كثيرين من أبناء مناطقهم في التصدي للعدوان ضد الجنوب وأوقعوا عددا كبيرا من القتلى والجرحى بينهم الشيخ صالح أبو لحوم الذي لقي مصرعه في منطقة دمت، وكان هؤلاء الضباط من أبناء النادرة والعود ودمت والظاهرة والسَّبرة ورداع (المدينة والعرش) والرياشية والسوادية وجُبَنْ، ومنهم تشكلت نواة الجبهة الوطنية الديمقراطية بدعم من النظام السياسي في الجنوب الذي كان حينها قد أدرك حاجته الملحة إلى عمق وطني وراء حدوده مع الشمال يكون بمثابة سياج قوي يحمي الجنوب من اعتداءات واجتياحات نظام الدولة الوظيفية في صنعاء.
اتفاقية الوحدة في القاهرة أكتوبر 1972 وموقف الثورة المضادة:
          في ظل نظام الدولة الوظيفية كان الحديث عن الوحدة في صنعاء يلقي بصاحبه في أقبية أجهزة القمع ممثلة بالأمن الوطني الذي تغير فيما بعد إلى مسمى الأمن السياسي. ورغم ذلك كان نظام الدولة الوظيفية يصدِّر حروبه الساخنة والباردة ضد الجنوب باسم الوحدة ليضفي عليها مشروعية وطنية وقبولا شعبيا، ولهذا كان كلما وقعت الحرب الساخنة بين صنعاء وعدن فإنها تنتهي باتفاق وحدوي. وهذا ما حدث مع حرب 1972. أما موقف الثورة المضادة من ذلك الاتفاق فقد لخصه أبرز قادتها الشيخ عبد الله الأحمر في مذكراته (ص 205) قائلا: "عندما انفجر الموقف بيننا وبينهم كان موقفنا قويا وصفنا لا يزال متماسكا نوعا ما" ثم يضيف: "وأول طعنة حصلت هي اتفاقية الوحدة في القاهرة في أكتوبر 1972 التي تمت بين الأستاذ محسن العيني وعلي ناصر محمد، فقد سافر محسن العيني من صنعاء بتعليمات واضحة (يقصد تعليمات القاضي الإرياني) يوقع على اتفاقية الوحدة بما فيها وكل ما فيها من ثغرات واستسلام وضياع".
          إذن اتفاق 1972 الوحدوي كان من منظور الثورة المضادة "طعنة واستسلام وضياع". الجدير بالذكر أن محسن العيني دفع ثمن توقيعه على اتفاقية 1972 وترك رئاسة الوزراء إلى خارج اليمن.
الثورة المضادة في مواجهة القاضي الإرياني:
5⃣
#الثــــورة والثــــــورة #المضـــــادة مقدمات وإرهاصات عهد الرئيس /
#علـي عبـد اللـه #صـــالح
                                                              #طاهر_شمسان

(ب) إن محفزات ودوافع وأهداف حركة 13 يونيو عند الحمدي غيرها تماما عند الشيخين الأحمر وأبو لحوم. فالحمدي كان يدرك أن السلطة الفعلية في البلاد بيد مراكز قوى مؤلفة من شيوخ القبائل وبعض كبار الضباط وليس بيد القاضي الإرياني، وأن الجيش ممزق والولاء فيه ليس للوطن وإنما لمراكز قوى اليد الطولى فيها لبيت أبو لحوم، وأن الحرب ضد الجنوب هي حرب بالوكالة عن السعودية، وأن الوضع الاقتصادي للبلاد ينهار. وعلى خلفية هذا الإدراك الوطني خاض إبراهيم الحمدي معترك الإعداد لحركة 13 يونيو 1974.
(3) كان مجاهد أبو شوارب وعلي أبو لحوم ومحمد أبو لحوم من شيوخ القبائل ومن مراكز القوى في الجيش وخلفهما تقف عصبيات قبلية قوية، وكانت أيديهم على الزناد ضد أي إصلاح يمس مواقعهم ومصالحهم.
(4) لم تكن اجتماعات مجلس القيادة-الدورية وغير الدورية-تقتصر على أعضائه فقط وإنما كانت لا تصح إلا بحضور أكثر من ستين شيخا من حاشد وبكيل على رأسهم الشيخان عبد الله الأحمر وسنان أبو لحوم في مشهد فوضوي يضع القبيلة فوق الدولة وضدا عليها، وأي اعتراض من الحمدي على هذا المشهد سيواجه معارضة من مراكز القوى داخل مجلس القيادة وخارجه، ولذلك كان على الحمدي أن يتخلص أولا من هذه المراكز. وهذا الكلام جاء في محاضرة ألقاها إبراهيم الحمدي في القوات الجوية بعد تخلصه من مراكز القوى ونقله إلى كاتب هذه السطور القيادي الناصري حاتم أبو حاتم الذي كان حينها كبير المهندسين في القوات الجوية.
(5) من بين أعضاء مجلس القيادة كان أحمد حسين الغشمي يقدم نفسه على أنه يد الحمدي التي يضرب بها من يشاء وقتما يشاء وأينما يشاء إلى درجة أصبحت معها ثقة الحمدي بالغشمي بلا حدود. وفي ظل هذه الثقة اقترح الغشمي على الحمدي أن يعين أحد صغار الضباط في اللواء الأول مدرع واسمه علي عبد الله صالح ليكون قائد كتيبة في تعز في إطار مخطط للتخلص من مراكز القوى الممثلة ببيت أبو لحوم. وكان قائد لواء تعز حينها درهم أبو لحوم بينما كان علي أبو لحوم هناك قائدا لقوات الاحتياط. وقد كان أن استجاب الحمدي لمقترح الغشمي، ومن جانبه نفذ علي عبد الله صالح المهمة الموكلة له بنجاح استحق عليه لقب "تيس الضباط" مع ترقيته إلى رتبة رائد وتعيينه قائدا للواء تعز خلفا لدرهم أبو لحوم. ومن الأمور المحزنة جدا أن إبراهيم الحمدي غادر الحياة وهو لا يعلم أن نجاح "تيس الضباط" في التخلص من آل أبو لحوم كان مسرحية متقنة بين "التيس" والغشمي من ناحية، وآل أبو لحوم من ناحية أخرى. لكن الذي حصل فيما بعد أن الغشمي غادر هو الآخر الحياة وهو لا يعلم أنه مصنف سعوديا الرجل الثاني بعد علي عبد الله صالح وليس الرجل الأول وأن رئاسته كان مخططا لها أن تكون مؤقتة للفت الأنظار إليه في جريمة قتل الحمدي وتهيئة المسرح لرئاسة علي صالح. ومهما يكن من أمر فإن تعيين علي صالح قائدا للواء تعز كان أول صعود لافت لنجم هذا الرجل الذي لم يكن الحمدي يعرف شيئا عن خفايا وأسرار العلاقة المبكرة بينه وبين الغشمي وامتداداتها خارج اليمن. وبعد أن أصبح علي صالح قائدا للواء تعز أخذ الحمدي يتعامل معه على أنه من بين أهم مساعديه العسكريين خارج مجلس القيادة، وفي الوقت نفسه أصبحت المعلومات عن تفاصيل الصراع بين الحمدي ومراكز القوي المشيخية والعسكرية تتدفق إلى علي صالح بلا قيود وعلى النحو الذي أكسبه ثقة عالية بالنفس جعلته يرى يوم رئاسته آتيا لا ريب فيه.
(6) يوم 27 أبريل 1975 كان الحمدي قد تخلص من مراكز القوى المعيقة له داخل مجلس القيادة وأصدر قرارا جمهوريا بتوحيد الجيش واستبدال القيادات المشيخية بقيادات عسكرية، وتضمن القرار أن يكون هذا اليوم هو يوم الجيش من كل عام. وقد قوبل هذا القرار بارتياح واسع النطاق على المستوى الشعبي. وحينها تألف مجلس القيادة من الأسماء التالية:
(1) إبراهيم الحمدي: رئيس مجلس القيادة.
(2) أحمد حسين الغشمي: نائب رئيس مجلس القيادة ورئيس هيئة الأركان.
(3) عبد العزيز عبد الغني: عضو مجلس القيادة ورئيس الوزراء.
(4) علي الشيبة: عضو مجلس القيادة ونائب رئيس هيئة الأركان.
(5) عبد الله عبد العالم: عضو مجلس القيادة وقائد قوات المظلات.
         وعلى خلفية هذا التطور دخلت الثورة المضادة في حالة أزمة لأن الرجل الأول في البلاد أصبح هو الفاعل الرئيس الذي يريد أن يعيد الاعتبار لثورة 26 سبتمبر وللنظام الجمهوري. ومنذ هذه اللحظة بدأت السعودية تعيد النظر في موقفها من هذا الرجل بدليل انسحاب شيوخ القبائل من العاصمة وذهاب كل منهم إلى منطقته يحرض ويحشد القبائل ضد الحمدي؛ فالشيخ عبد الله الأحمر ذهب إلى خمر وجعل منها ملتقى للثورة المضادة؛ وسنان أبو لحوم انسحب إلى نهم؛ وأحمد علي المطري إلى بني مطر؛ والحبَّاري إلى أرحب؛ والشيخ عزيز ذهب يقطع الطريق في حرف سفيان،
6⃣
#الثــــورة والثــــــورة #المضـــــادة مقدمات وإرهاصات عهد الرئيس /
#علـي عبـد اللـه #صـــالح
                                                              #طاهر_شمسان

ومن يقرأ مذكرات الشيخين عبد الله الأحمر وسنان أبو لحوم سوف يستنتج بسهولة أن قيادة المملكة كانت منذ أبريل 1975 قد بدأت تعمل ضد الحمدي على مسارين تديرهما غرفة عمليات واحدة، الأول هو المسار القبلي عبر مشايخ القبائل، والثاني هو المسار العسكري والأمني عبر أحمد حسين الغشمي وعلي عبد الله صالح. ولكن هذين المسارين كانا منفصلين إلى درجة كان معها المسار القبلي يعتقد أنه هو المسار الوحيد الذي يعمل ضد الحمدي. ولذلك لم يكن الشيخ عبد الله الأحمر يكذب عندما قال في مذكراته إن مقتل الحمدي كان مفاجئا له ولمشايخ القبائل، أما أن الشيخ استقبل النبأ باستياء شديد فهذا مما لا يسمح لنا استقراء سياق الصراع أن نصدقه إلا إذا كان الاستياء من طريقة الإخراج الخبري وليس من القتل نفسه.
سفر المشايخ إلى الطائف:
           استمر العمل على المسارين القبلي والعسكري الأمني لفترة طويلة نسبيا. وبحسب مذكرات الشيخ عبد الله (ص 222) أن السفير السعودي في صنعاء كان دائم التردد على خمر، وأنه-قبل مقتل الحمدي بأسبوعين أو أكثر-أبلغه بالتوجه لزيارة السعودية، وأنه توجه براً إلى الطائف مع مجموعة من المشايخ من كل مكان. ويضيف الشيخ عبد الله (ص 223) أنهم (المشايخ) بقوا في الطائف حوالي ثلاثة أسابيع أو أكثر أكدوا خلالها-للمسئولين السعوديين-أنهم رافضون للحمدي وأنهم يستندون في هذا الرفض إلى القاعدة الشعبية.
تردد محسن اليوسفي على الطائف:
         كان محسن اليوسفي يومها وزيرا للداخلية، وكان بحسب مذكرات الشيخ عبد الله (ص223) يتحرك مكوكياً بين صنعاء والطائف في محاولة لتسوية الخلاف بين المشايخ والرئيس الحمدي في وقت كان فيه القلق قد بدأ يساور السعوديين "من سياسات الحمدي الذي كان يلعب على الحبلين". فالحمدي-والكلام للشيخ عبد الله-كان يظهر للسعوديين أنه مستند إليهم، لكنه "بعد أن تخلص من مجاهد ومحسن العيني وبيت أبو لحوم والتيار البعثي بدأ بإقامة العلاقات مع النظام في عدن وإحلال الناصريين بدلا عن البعثيين في مؤسسات الدولة"، ثم يضيف في الصفحة نفسها أن موقف السعوديين من الناصريين لا يختلف عن موقفهم من البعث.
انقلاب الغشمي على الحمدي بحسب رواية الشيخ عبد الله الأحمر:
         يقول الشيخ عبد الله في مذكراته (ص 224) إنه بعث برسالة إلى أحمد حسين الغشمي قال فيها إن التغطية الخبرية لمقتل الحمدي "مشينة وغير مشرفة"، وأضاف في الصفحة نفسها أنه خاطب الغشمي قائلا: "كان يجب أن تعلنوا أنكم قمتم بانقلاب وتعلنوا مبرراته بدل البكاء والأناشيد العسكرية وهذا الكذب".
         والملاحظ على كلام الشيخ عبد الله هذا أنه تحدث عن جريمة قتل الحمدي كما لو كانت انقلابا انفرد به أحمد حسين الغشمي-تفكيرا وتخطيطا وتنفيذا-بدافع الرغبة في الرئاسة ليس إلا، وكل هذا ليتجنب حقيقة أن مقتل الحمدي كان جريمة كبرى وقفت وراءها-تخطيطا وتمويلا وتنفيذا-مخابرات دولية وإقليمية معادية لحق الشعوب في الحرية والاستقلال والتنمية والاستقرار، ولو لم يكن الأمر كذلك لما كان بمقدور أحمد حسين الغشمي-ولا علي عبد الله صالح-أن يفكر بالرئاسة حتى في أحلام اليقظة.
         ما أكثر المسكوت عنه عمدا في مذكرات الشيخ عبد الله الأحمر. وفيما يتعلق بقتل الحمدي لم يذكر هذا الشيخ مشاركة الملحق العسكري السعودي صالح الهديان في تلك الجريمة ولو من باب نفي تلك المشاركة. كما لم يذكر الشيخ عبد الله أن الملحق العسكري السعودي نقل إليه بتاريخ 12 أكتوبر 1977-في اليوم التالي لمقتل الحمدي-توجيهات المملكة بتأييد الوضع الجديد (انظر مذكرات سنان البو لحوم؛ الجزء الثالث؛ ص 206). مذكرات الشيخ عبد الله لم تأتِ البتة على ذكر فتاتين فرنسيتين جاء في بيان نعي الحمدي إلى الشعب اليمني أنهما وجدتا مقتولتين إلى جانب إبراهيم الحمدي وأخيه عبد الله في فيلا قال البيان إن الحمدي اعتاد التردد عليها جنوب العاصمة. ولو لم تكن المخابرات الفرنسية ضالعة في جريمة اغتيال الحمدي لما تركت باريس الأمر يمر بصمت، والأرجح أن فرنسا-وهي صاحبة حضور ونفوذ لافت في جيبوتي-كانت منزعجة من قمة الدول المطلة على البحر الأحمر التي دعا إليها الحمدي.
لماذا وكيف تم قتل الحمدي؟ 
         كانت السعودية تفضل التعامل مع رجل قوي في اليمن يقبل بما يلي:
(1) أن يكون رئيسا لدولة وظيفية تابعة لها سياسيا وأيديولوجيا وتنفذ ما يملى عليها في ظل الحرب الباردة، وبالذات فيما يتعلق بالعلاقة مع اليمن الجنوبي.
(2) أن يكون في حالة وئام مع شيوخ القبائل ولا يتحسس من تدفق المال السياسي السعودي إليهم، وأن يعود إليها في حال أي خلاف مع هؤلاء باعتبارها الضامن الوحيد لصلاح العلاقة المتبادلة بينه وبينهم.
7⃣
#الثــــورة والثــــــورة #المضـــــادة مقدمات وإرهاصات عهد الرئيس /
#علـي عبـد اللـه #صـــالح
                                                              #طاهر_شمسان

موقف الغشمي من المشايخ:
         قلنا إن الحمدي في مجلس القيادي كان جملة اعتراضية في نص معظمه ثورة مضادة، أما الآن ومع أحمد حسين الغشمي فنحن أمام نص كله ثورة مضادة.
         كان الغشمي زمن الحمدي يتبنى المواقف نفسها التي يتبناها الحمدي من مشايخ القبائل، ومن الطبيعي والأمر كذلك أن ينفذ انقلابه على الحمدي بغير تنسيق معهم، وهذا لأن الدور الموكل إليه سعوديا يختلف عن الدور الموكل إليهم.
         وفي (ص 224) من مذكراته يقول الشيخ عبد الله إن الغشمي-عندما أصبح رئيسا-"بعث إلينا برسالة يطمئننا ويؤكد لنا أن الخلاف الذي كان موجودا بيننا وبين الحمدي قد انتهى، ويطلب منا أن نبقى في خمر وألاَّ ندخل صنعاء". وفي (ص 225) يضيف الشيخ عبد الله أن الغشمي ظل يطلب من المشايخ التريث، وأنه سوف يلتقي بهم كضيوف في بيته بمنطقة ضلاع، وأن اللقاء تم بالفعل وخلاله أكد لهم الغشمي "أنه معهم وأنهم وإياه في خط واحد"، ثم طلب منهم "أن يؤجلوا أي شيء وأن يتركوا له فرصة". وأخيرا، وفي محاولة للتغطية على ما هو مكشوف، يقول الشيخ عبد الله "لم يكن عندي أي مطالب على أحمد حسين الغشمي حتى يتبين موقفه".
ملاحظات على كلام الشيخ عبد الله بشأن موقف الغشمي من المشايخ:
        استمرت فترة الغشمي (أكتوبر 1977-يونيو 1978) حوالي ثمانية أشهر وثلاث عشرة يوما لم نجد في مذكرات الشيخ عبد الله الأحمر كلمة واحدة تشير إليها لا بالسلب ولا بالإيجاب. لكن لا بأس من التذكير بأن الحمدي-وهو من قوى الثورة-ذهب شخصيا إلى خمر لمواجهة مشايخ القبائل في أوج خلافهم معه وقال لهم بالحرف الواحد: إن العاصمة صنعاء مفتوحة لكم دائما لتدخلوها بسلام آمنين باعتباركم مواطنين ولكن بغير سلاح وتحت حماية الدولة. أما في فترة الغشمي-وهو من قوى الثورة المضادة-فقد كانت صنعاء محرمة على المشايخ بإرادة رئاسية صريحة رغم أن الخلاف بينهم وبين الرئيس لم يعد موجودا. وليس لهذا أي تفسير سوى واحدية التوجيه القادم من وراء الحدود. والأرجح عندنا أن مصدر التوجيه لم يكن ينظر إلى الغشمي على أنه الشخص المطلوب ليكون على رأس الدولة الوظيفية لاعتبارات لا نعلمها على وجه اليقين. وفي هذا السياق يجدر بنا أن نذكر شيئين اثنين أقدم عليهما أحمد حسين الغشمي في فترة رئاسته وهما إلغاء مجلس القيادة، وإنشاء مجلس الشعب التأسيسي برئاسة عبد الكريم العرشي. والأرجح عندنا أن مجلس الشعب التأسيسي الذي نشأ بتاريخ 6 فبراير 1978 إنما نشأ بإرادة خارجية في إطار التخطيط لنقل السلطة من أحمد حسين الغشمي إلى علي عبد الله صالح.
مقتل أحمد حسين الغشمي وتنصيب علي عبد الله صالح رئيسا للبلاد.
         ووري الغشمي الثرى يوم 26 يونيو 1978، ويومها كان مشايخ القبائل قد وصلوا من كل مكان إلى صنعاء للمشاركة في التشييع. وفي هذا الوقت كان رئيس مجلس الشعب التأسيسي عبد الكريم العرشي قد أصبح بموجب الدستور رئيسا للبلاد من 24-6-1978 إلى 18-7-1978 وعنه صدر قرار جمهوري بترقية قائد لواء تعز علي عبد الله صالح إلى رتبة مقدم وتعيينه رئيسا لهيئة الأركان.
         ومن مذكرات الشيخ عبد الله الأحمر (ص 226) نفهم أن رئيس هيئة الأركان المقدم علي عبد الله صالح بدأ بعد مقتل الغشمي مباشرة يتصرف كما لو أنه هو الرئيس القادم، وأن المشايخ لم يكونوا راغبين فيه لاعتقادهم أنه غير قادر على تحمل المسئولية، ثم أضاف في (ص 227) يقول إن "المملكة العربية السعودية جاءت بطائرة تنقلني إلى هناك لإقناعي بعلي عبد الله صالح"، ثم يضيف في الصفحة نفسها أن السعودية دعمت علي عبد الله صالح بقوة وبشكل واضح، وأن الملحق العسكري السعودي العميد صالح الهديان بذل جهودا كبيرة لإقناع المشايخ، وأن علي بن مسلم وصل من السعودية إلى صنعاء لإقناعه وبقية المشايخ بعلي عبد الله صالح، وأن بن مسلم هذا لم يغادر صنعاء إلا بعد أن تمت الأمور.
         أما الشيخ سنان أبو لحوم فيقول في الجزء الثالث من مذكراته ص 250 "بعد تشييع الغشمي اتصل رئيس الأركان علي عبد الله صالح يدعونا للاجتماع به في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة ووجدت لديه الأخ علي أبو لحوم، وكان حديث صالح ينم عن طموحه إلى الحكم فقد تحدث معنا كأنه المسئول الأول، وخرجنا متأكدين أنه سيتولى الرئاسة"
         ومهما يكن من أمر فإن الرجل الذي بدأ حياته العملية جنديا في صفوف الشق الجمهوري من الثورة المضادة قد أصبح الآن رئيسا للجمهورية بدعم سعودي غير مسبوق وبإجماع أعضاء مجلس الشعب التأسيسي لم يخرج عليه إلا محمد عبد الرحمن الرباعي. الجدير بالذكر هنا أن مراكز القوى التي استعان الحمدي عليها بعلي عبد الله صالح كانت هي أول من التف حول هذا الرجل، ما يعني أن اصطفافه مع الحمدي ضدها كان مسرحية متقنة.