#إدام_القوت_في_بلدان_وقبائل_حضرموت
وفقراء أخيار صالحون ، دفن بشبام ، وتربته من التّرب المشهورة ، المقصودة بالزّيارة من الأماكن الشّاسعة ، ومنصبهم من أعلى مناصب حضرموت) اه (١)
وقوله : (إنّ #الغرفة بأعلى حضرموت) .. من الأوهام ، وكذلك قوله : (إنّ الشّيخ عبد الله أوّل من اشتهر بالتّصوّف). وأمّا قوله : (إنّ منصبهم من أعلى مناصب #حضرموت) .. فنعم كما سيأتي.
ومن أكبر #مناصبهم : الشّيخ محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن محمّد بن عبد الرّحمن #عبّاد (٢) ،
الّذي يقال له : صاحب #الجابية ؛ لأنّه بنى جابية للواردين عليه من الحنفيّة ، ولا يزال في ضيافته خمس مئة نفر غير الطّارئين. وكان حمّالا للأثقال ، يتحمّل المغارم ، ويدفع المظالم.
وفي مناقبه : أنّ أحد أهل اليمن ساءت حاله ، ولزمه دين يقدّر بمئة دينار ، وانقطعت به الحيل ، وانسدّت في وجهه الأبواب ، فطوى البلاد سائرا إلى #الغرفة ، فاستجهره ما رأى من عظيم حال الشّيخ وكثرة وفوده ، فهابه ولم يقدر على مكالمته ، إلى أن سنحت له الفرصة ، فذكر له حاله ، فأعطاه ألف دينار ، ولمّا كان في أثناء الطّريق .. انتهبه اللّصوص ، فعاد أدراجه إلى الغرفة حرّان (٣) آسفا (٤) ، فعوّضه الشّيخ بألف آخر أعطاه به تحويلا إلى #الشّحر كيلا يأخذه اللّصوص مرّة أخرى. وبالثّمرة الواحدة تعرف الشّجرة.
وكان للشّيخ عبد الله القديم ولذرّيّته من بعده تعلّق عظيم ب #العلويّين ، وسمعت من بعض المشايخ أنّهم أوّل من سنّ تقبيل أيدي العلويّين بحضرموت ، إلّا أنّه حصل بعد ذلك ما يقتضي التّنافر ، وأوّله ـ فيما أظنّ ـ ما وقع في زمان الشّيخ عمر #المحضار
______
(١) نسبة البلدان (خ / ١٨٩).
(٢) توفي الشيخ محمد هذا سنة (٨٠٥ ه) ، كما في «شنبل» (١٥٦) ، و «الحامد» (٢ / ٢٨٤).
أما والده الشيخ عبد الله بن محمد .. فيلقب بعبد الله الأخير ؛ تمييزا له عن الشيخ عبد الله بن محمد القديم المتقدم الذكر ، توفي هذا الأخير في (٢٥) رجب سنة (٧٦٣ ه) «شنبل» (١٣٠).
(٣) حرّان : عطشان.
(٤) آسفا : شديد الحزن
وفقراء أخيار صالحون ، دفن بشبام ، وتربته من التّرب المشهورة ، المقصودة بالزّيارة من الأماكن الشّاسعة ، ومنصبهم من أعلى مناصب حضرموت) اه (١)
وقوله : (إنّ #الغرفة بأعلى حضرموت) .. من الأوهام ، وكذلك قوله : (إنّ الشّيخ عبد الله أوّل من اشتهر بالتّصوّف). وأمّا قوله : (إنّ منصبهم من أعلى مناصب #حضرموت) .. فنعم كما سيأتي.
ومن أكبر #مناصبهم : الشّيخ محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن محمّد بن عبد الرّحمن #عبّاد (٢) ،
الّذي يقال له : صاحب #الجابية ؛ لأنّه بنى جابية للواردين عليه من الحنفيّة ، ولا يزال في ضيافته خمس مئة نفر غير الطّارئين. وكان حمّالا للأثقال ، يتحمّل المغارم ، ويدفع المظالم.
وفي مناقبه : أنّ أحد أهل اليمن ساءت حاله ، ولزمه دين يقدّر بمئة دينار ، وانقطعت به الحيل ، وانسدّت في وجهه الأبواب ، فطوى البلاد سائرا إلى #الغرفة ، فاستجهره ما رأى من عظيم حال الشّيخ وكثرة وفوده ، فهابه ولم يقدر على مكالمته ، إلى أن سنحت له الفرصة ، فذكر له حاله ، فأعطاه ألف دينار ، ولمّا كان في أثناء الطّريق .. انتهبه اللّصوص ، فعاد أدراجه إلى الغرفة حرّان (٣) آسفا (٤) ، فعوّضه الشّيخ بألف آخر أعطاه به تحويلا إلى #الشّحر كيلا يأخذه اللّصوص مرّة أخرى. وبالثّمرة الواحدة تعرف الشّجرة.
وكان للشّيخ عبد الله القديم ولذرّيّته من بعده تعلّق عظيم ب #العلويّين ، وسمعت من بعض المشايخ أنّهم أوّل من سنّ تقبيل أيدي العلويّين بحضرموت ، إلّا أنّه حصل بعد ذلك ما يقتضي التّنافر ، وأوّله ـ فيما أظنّ ـ ما وقع في زمان الشّيخ عمر #المحضار
______
(١) نسبة البلدان (خ / ١٨٩).
(٢) توفي الشيخ محمد هذا سنة (٨٠٥ ه) ، كما في «شنبل» (١٥٦) ، و «الحامد» (٢ / ٢٨٤).
أما والده الشيخ عبد الله بن محمد .. فيلقب بعبد الله الأخير ؛ تمييزا له عن الشيخ عبد الله بن محمد القديم المتقدم الذكر ، توفي هذا الأخير في (٢٥) رجب سنة (٧٦٣ ه) «شنبل» (١٣٠).
(٣) حرّان : عطشان.
(٤) آسفا : شديد الحزن
أمّا حالات #الغرفة السّياسيّة :
فقد كان آل كثير ينتسبون للشّيخ عبد الله القديم عبّاد بالخدمة ؛ لأنّ جدّهم تربّى به.
وكانوا يزورون الشّيخ محمّد بن عمر فيها ، ويتردّدون عليه بها ، ويتبرّكون بدعائه ، كما كانوا عليه مع عمّه ، حتّى لقد كاد من اعتقادهم فيه يكون هو الأمير لا على الغرفة فقط .. بل على كلّ ما تحت نفوذهم من بلاد حضرموت.
وفي الحكاية (٣٤٩) من «الجوهر الشّفّاف» ما يعرف منه أنّ جاه آل باعبّاد كان أضخم من جاه #العلويّين ـ وسيأتي ما يؤكّده في مدوده ـ غير أنّ السّلطان عبد الله بن عليّ بن عمر الكثيريّ المتوفّى سنة (٨٩٤ ه) (١) هو الّذي ابتدأ بإساءة الأدب على آل باعبّاد ، فابتنى حصن الغرفة على القارة الّتي بها حصون آل عبود بن عمر الآن ، فعظمت الرّزيّة على المشايخ بضغطه عليهم ، وعزموا على التّحوّل من الغرفة.
أمّا #بدر_بوطويرق : فقد دلّت الأخبار على أنّ وطأته عليهم كانت أشدّ ؛ إذ تدخّل في كلّ شيء من أمرهم ، ونزع عنهم نظارة أوقافهم ، وصار يولّي ويعزل ، وبعث مرّة من الشّحر بعزل الشّيخ محمّد بن عقيل عبّاد ، وإبداله بالشّيخ حسين بن عليّ عبّاد.
ولمّا ضعفت دولة آل عبد الله الكثيريّين (٢) .. استبدّ عليهم آل كثير بأمر الغرفة ، وجعلوا لآل باعبّاد الاستقلال الاسميّ ، وهم يفعلون ما شاؤوا بدون أن يتناهوا عن منكر يفعلونه بها قطّ ؛ إذ لا وازع إلّا منصبة #باعبّاد ، وما سلاحها إلّا أمثال التّمائم ، وقد قال أبو الطّيّب [في «العكبري» ٤ / ١١١ من الطّويل] :
ديار اللّواتي دارهنّ عزيزة
بطول القنا يحفظن لا بالتّمائم
______
(١) عبد الله بن علي ، تقدم ذكره قريبا ، وكانت وفاته سنة (٨٥٠ ه) ، وهذه الحادثة إنما جرت لابنه بدر بن عبد الله المتوفى في ذلك التاريخ. وإزالة للوهم والإشكال .. فهناك عبد الله بن علي الكثيري مات سنة (٨٩٨ ه) ، وعبد الله بن علي الكثيري الأسقع قتل سنة (٨٧٥ ه) على يد السلطان جعفر بن عبد الله .. وهذان غير السلطان الآنف الذكر ، وخبرهما عند «شنبل» وغيره.
(٢) آل عبد الله هم السلاطين نسل بدر بوطويرق ، من ذرية حفيده عبد الله بن عمر بن بدر ، وهم سلاطين حضرموت إلى ما قبل الثورة ، فيقال لهم : آل عبد الله ، ولغيرهم : آل كثير ؛ تمييزا لبيت السلطنة عن غيره
634
فقد كان آل كثير ينتسبون للشّيخ عبد الله القديم عبّاد بالخدمة ؛ لأنّ جدّهم تربّى به.
وكانوا يزورون الشّيخ محمّد بن عمر فيها ، ويتردّدون عليه بها ، ويتبرّكون بدعائه ، كما كانوا عليه مع عمّه ، حتّى لقد كاد من اعتقادهم فيه يكون هو الأمير لا على الغرفة فقط .. بل على كلّ ما تحت نفوذهم من بلاد حضرموت.
وفي الحكاية (٣٤٩) من «الجوهر الشّفّاف» ما يعرف منه أنّ جاه آل باعبّاد كان أضخم من جاه #العلويّين ـ وسيأتي ما يؤكّده في مدوده ـ غير أنّ السّلطان عبد الله بن عليّ بن عمر الكثيريّ المتوفّى سنة (٨٩٤ ه) (١) هو الّذي ابتدأ بإساءة الأدب على آل باعبّاد ، فابتنى حصن الغرفة على القارة الّتي بها حصون آل عبود بن عمر الآن ، فعظمت الرّزيّة على المشايخ بضغطه عليهم ، وعزموا على التّحوّل من الغرفة.
أمّا #بدر_بوطويرق : فقد دلّت الأخبار على أنّ وطأته عليهم كانت أشدّ ؛ إذ تدخّل في كلّ شيء من أمرهم ، ونزع عنهم نظارة أوقافهم ، وصار يولّي ويعزل ، وبعث مرّة من الشّحر بعزل الشّيخ محمّد بن عقيل عبّاد ، وإبداله بالشّيخ حسين بن عليّ عبّاد.
ولمّا ضعفت دولة آل عبد الله الكثيريّين (٢) .. استبدّ عليهم آل كثير بأمر الغرفة ، وجعلوا لآل باعبّاد الاستقلال الاسميّ ، وهم يفعلون ما شاؤوا بدون أن يتناهوا عن منكر يفعلونه بها قطّ ؛ إذ لا وازع إلّا منصبة #باعبّاد ، وما سلاحها إلّا أمثال التّمائم ، وقد قال أبو الطّيّب [في «العكبري» ٤ / ١١١ من الطّويل] :
ديار اللّواتي دارهنّ عزيزة
بطول القنا يحفظن لا بالتّمائم
______
(١) عبد الله بن علي ، تقدم ذكره قريبا ، وكانت وفاته سنة (٨٥٠ ه) ، وهذه الحادثة إنما جرت لابنه بدر بن عبد الله المتوفى في ذلك التاريخ. وإزالة للوهم والإشكال .. فهناك عبد الله بن علي الكثيري مات سنة (٨٩٨ ه) ، وعبد الله بن علي الكثيري الأسقع قتل سنة (٨٧٥ ه) على يد السلطان جعفر بن عبد الله .. وهذان غير السلطان الآنف الذكر ، وخبرهما عند «شنبل» وغيره.
(٢) آل عبد الله هم السلاطين نسل بدر بوطويرق ، من ذرية حفيده عبد الله بن عمر بن بدر ، وهم سلاطين حضرموت إلى ما قبل الثورة ، فيقال لهم : آل عبد الله ، ولغيرهم : آل كثير ؛ تمييزا لبيت السلطنة عن غيره
634
#إدام_القوت_في_بلدان_وقبائل_حضرموت
مضى مثل ما يمضي السّنان وأشرقت
به بسطة زادت على بسطة الرّمح
وقول ليلى الأخيليّة [من الطّويل] :
فنعم فتى الدّنيا وإن كان فاجرا
وفوق الفتى لو أنّه غير فاجر
بعد إبدال (فاجر) ب (ظالم) ، وقد ذكرنا هذا البيت لمحسن بن عبد الله بن عليّ #العولقيّ ولغيره ، وصالح محمّد هو الأحقّ به.
وقبيل أن يهلك محمّد بن شعبان وردني في جماعة من آل الفاس ـ لا يقلّ عددهم عن عشرة ـ في مسألة ، فتعجّبت من قصر قاماتهم وصغر هامتهم ، ولم أصدّق ـ إلّا بعد الإلحاح في السّؤال ـ أنّهم من سلالة أولئك ، وهكذا يهرم الزّمان ، وتتراذل الأيّام.
وكانت لآل الفاس قبولة حارّة ونجدة قويّة ، ولهم مع آل خالد بن عمر خاصّة ، ومع آل عبدات عامّة حروب لم تضرع فيها خدودهم ، ولا زلّت فيها نعالهم.
وقد بلغ من جرأتهم أنّهم أخفروا #آل_جعفر بن طالب ، وقتلوا واحدا من آل عبدات في غربّي #تريس ، ومعه أحد آل جعفر بن طالب ، فنضخ رشاش دمه في ثيابه ، ولم ينتصفوا منهم.
ولم يبق بحصونهم منهم اليوم إلّا نحو الثّلاثين رجلا ؛ إذ صار مثوى #العلويّين وآل كثير اليوم ب #جاوة.
وحصون آل الفاس : واقعة في شمال حصون آل خالد بن عمر المهدومة. وفي شرقيّ الغرفة متشاملة : حصون آل العاس ، لا يزيدون عن اثني عشر رجلا. ثمّ : حصون آل عون ، وهم نحوهم في العدد. ثمّ : حصون آل مهريّ ، الّتي سكنوا بها بعد جلائهم عن سحيل شبام ، وعددهم بحضرموت نحو العشرين رجلا.
______
التي يمدح فيها الفتح بن خاقان ، والتي مطلعها :
هل الفتح إلّا البدر في الأفق المضحي
تجلّى فأجلى اللّيل جنحا
مضى مثل ما يمضي السّنان وأشرقت
به بسطة زادت على بسطة الرّمح
وقول ليلى الأخيليّة [من الطّويل] :
فنعم فتى الدّنيا وإن كان فاجرا
وفوق الفتى لو أنّه غير فاجر
بعد إبدال (فاجر) ب (ظالم) ، وقد ذكرنا هذا البيت لمحسن بن عبد الله بن عليّ #العولقيّ ولغيره ، وصالح محمّد هو الأحقّ به.
وقبيل أن يهلك محمّد بن شعبان وردني في جماعة من آل الفاس ـ لا يقلّ عددهم عن عشرة ـ في مسألة ، فتعجّبت من قصر قاماتهم وصغر هامتهم ، ولم أصدّق ـ إلّا بعد الإلحاح في السّؤال ـ أنّهم من سلالة أولئك ، وهكذا يهرم الزّمان ، وتتراذل الأيّام.
وكانت لآل الفاس قبولة حارّة ونجدة قويّة ، ولهم مع آل خالد بن عمر خاصّة ، ومع آل عبدات عامّة حروب لم تضرع فيها خدودهم ، ولا زلّت فيها نعالهم.
وقد بلغ من جرأتهم أنّهم أخفروا #آل_جعفر بن طالب ، وقتلوا واحدا من آل عبدات في غربّي #تريس ، ومعه أحد آل جعفر بن طالب ، فنضخ رشاش دمه في ثيابه ، ولم ينتصفوا منهم.
ولم يبق بحصونهم منهم اليوم إلّا نحو الثّلاثين رجلا ؛ إذ صار مثوى #العلويّين وآل كثير اليوم ب #جاوة.
وحصون آل الفاس : واقعة في شمال حصون آل خالد بن عمر المهدومة. وفي شرقيّ الغرفة متشاملة : حصون آل العاس ، لا يزيدون عن اثني عشر رجلا. ثمّ : حصون آل عون ، وهم نحوهم في العدد. ثمّ : حصون آل مهريّ ، الّتي سكنوا بها بعد جلائهم عن سحيل شبام ، وعددهم بحضرموت نحو العشرين رجلا.
______
التي يمدح فيها الفتح بن خاقان ، والتي مطلعها :
هل الفتح إلّا البدر في الأفق المضحي
تجلّى فأجلى اللّيل جنحا
ومنهم : السّيّد طه بن عليّ (١) ، وصل الحاوي عمّا قريب ، وهو رجل صالح مشارك في طرف من العلم ، وقد سرّني لقاؤه في ربيع الأوّل من عامنا هذا ب #الحوطة ؛ لأنّه يناهز الثّمانين ، وقد أدرك الرّجال وأخذ عنهم ، فأطربني بأحاديثه الشّهيّة عنهم ، في أخبارهم حتى تذكّرت قول العباس بن الأحنف [من الطّويل] :
وحدّثتني يا سعد عنهم فزدتني
شجونا فزدني من حديثك يا سعد
وممّا أفادني في ذلك اليوم أنّه قال : حضرت مجلسا ب #بتاوي شهده كثير من أعيان #العلويّين ؛ منهم الحبيبان محمّد بن أحمد #المحضار ومحمّد بن عيدروس #الحبشيّ فأنشد ولدي مشهور قصيدة بصوت شجيّ ، أثلجت خواطرهم ، وملكت سرائرهم ، واستجلبت خشوعهم ، واستمطرت دموعهم ، ولمّا سألوا عنها .. قال ولدي مشهور : إنّها لك ـ يعنيني ـ قال : فأطنب الحبيب محمّد المحضار في تفضيلك وفي الثّناء عليها وعليك ، حتّى استغرق ذلك المجلس الّذي حضره جماعة من أصحابك ؛ منهم : السّيّد عبد الله بن أحمد بن طه #السّقّاف ، وما أظن ذلك إلّا قد بلغك من أحدهم.
فقلت له : كلّا وإنّ توكّن (٢) غربان الأحساد في صدورهم ليمنعهم عن مثل ذلك ؛ إذ هم كما قال طريح بن إسماعيل الثّقفيّ [من البسيط] :
إن يسمعوا الخير أخفوه وإن سمعوا
شرّا أذاعوا وإن لم يسمعوا كذبوا
وكما قال الشّريف الرّضيّ [من البسيط] :
إن عاينوا نعمة ماتوا بها كمدا
وإن رأوا غمّة طاروا بها فرحا
وللسّيّد طه هذا ولد يقال له : أحمد مشهور ، أديب ذكيّ ، وهو الآن في #ممباسا من السّواحل الأفريقيّة ، وقاضي الحاوي الآن هو السّيّد عبد الله بن طه #الحدّاد ، حسن السّمت ، كثير التّواضع (٣).
______
(١) السيد طه بن علي بن عبد الله الهدار الحداد ، ولد (بجاوة) ، وتوفي بالحاوي سنة (١٣٦٨ ه).
(٢) توكّن : عشعش ، والوكن : عش الطائر.
(٣) أضيف في هامش المخطوط : (توفي السيد عبد الله هذا في عامنا بعد إنجاز هذا)
563
وحدّثتني يا سعد عنهم فزدتني
شجونا فزدني من حديثك يا سعد
وممّا أفادني في ذلك اليوم أنّه قال : حضرت مجلسا ب #بتاوي شهده كثير من أعيان #العلويّين ؛ منهم الحبيبان محمّد بن أحمد #المحضار ومحمّد بن عيدروس #الحبشيّ فأنشد ولدي مشهور قصيدة بصوت شجيّ ، أثلجت خواطرهم ، وملكت سرائرهم ، واستجلبت خشوعهم ، واستمطرت دموعهم ، ولمّا سألوا عنها .. قال ولدي مشهور : إنّها لك ـ يعنيني ـ قال : فأطنب الحبيب محمّد المحضار في تفضيلك وفي الثّناء عليها وعليك ، حتّى استغرق ذلك المجلس الّذي حضره جماعة من أصحابك ؛ منهم : السّيّد عبد الله بن أحمد بن طه #السّقّاف ، وما أظن ذلك إلّا قد بلغك من أحدهم.
فقلت له : كلّا وإنّ توكّن (٢) غربان الأحساد في صدورهم ليمنعهم عن مثل ذلك ؛ إذ هم كما قال طريح بن إسماعيل الثّقفيّ [من البسيط] :
إن يسمعوا الخير أخفوه وإن سمعوا
شرّا أذاعوا وإن لم يسمعوا كذبوا
وكما قال الشّريف الرّضيّ [من البسيط] :
إن عاينوا نعمة ماتوا بها كمدا
وإن رأوا غمّة طاروا بها فرحا
وللسّيّد طه هذا ولد يقال له : أحمد مشهور ، أديب ذكيّ ، وهو الآن في #ممباسا من السّواحل الأفريقيّة ، وقاضي الحاوي الآن هو السّيّد عبد الله بن طه #الحدّاد ، حسن السّمت ، كثير التّواضع (٣).
______
(١) السيد طه بن علي بن عبد الله الهدار الحداد ، ولد (بجاوة) ، وتوفي بالحاوي سنة (١٣٦٨ ه).
(٢) توكّن : عشعش ، والوكن : عش الطائر.
(٣) أضيف في هامش المخطوط : (توفي السيد عبد الله هذا في عامنا بعد إنجاز هذا)
563
إنّه بإغراء من بعض #العلويّين وأحد آل باجمّال ، واعتزم الشّيخ صالح بن محمّد بلفاس قتله ، ولكّن الأستاذ حال بينه وبين ذلك ، واقتنع منه بالتّوبة.
ثمّ إنّه خان وعاود العمل برشوة كبرى من أولئك ، وهرب عن حضرموت ، واشتهر أمره #فقتل ، والأمر أجلى من ابن جلا.
وما عسى أن أقول فيمن حفّه التّوفيق .. فالمجال رحب ولكن في الكلام ضيق ، وما يزال بعيني ذلك الوجه الرّضي كأنّما هو فلقة القمر المضي ، لا يكسف نوره بوس ، ولا يغيّره عبوس ، بل كان جبل رضا لا يتحلحل ولا يتكدّر ما عليه من الوسام ، وقد تعوّد أن يطرد البكاء كلّما عرض له بالابتسام ، كأنما عناه تميم بن المعزّ بقوله [من الطّويل] :
وبي كلّ ما يبكي العيون أقلّه
وإن كنت منه دائما أتبسّم
ولقد مات له حفيد يسمى أحمد ، كأنّه زهرة شرف في روضة ترف.
زهرة غضّة تفتّح عنها ال
مجد في منبت أنيق الجناب (١)
قصدت نحوها المنيّة حتّى
وهبت حسن وجهها للتّراب
تعنو له البدور ، كأنّما خلق من نور ، وتلوح عليه شواهد الفتوح ، ويضمّ إلى الشّرف والجمال خفّة الرّوح.
رأته في المهد عتّاب فقال لها
ذوو الفراسة هذا صفوة الكرم (٢)
ولا عبارة تفي وقد بذّ جماله المكتفي ، ومع الكمال النّاجم .. لم يأخذ بقول كشاجم [في «ديوانه» ٦١ من الكامل] :
شخص الأنام إلى كمالك فاستعذ
من شرّ أعينهم بعيب واحد
دو كانت وفاته في جمادى الآخرة سنة (١٣١٣ ه) ، فاشتدّ عليه وجده ، وغلبته
______
(١) البيتان من الخفيف ، وهما لأبي تمام في «ديوانه» (٢ / ٢٨٣).
(٢) البيت من البسيط ، وهو لأبي تمام في «ديوانه» (٢ / ٩٤). عتّاب : هم آل عتاب بن سعد بن زهير ، يتصل نسبه بربيعة بن نزار بن معد بن عدنان ، من بني تغلب
624
ثمّ إنّه خان وعاود العمل برشوة كبرى من أولئك ، وهرب عن حضرموت ، واشتهر أمره #فقتل ، والأمر أجلى من ابن جلا.
وما عسى أن أقول فيمن حفّه التّوفيق .. فالمجال رحب ولكن في الكلام ضيق ، وما يزال بعيني ذلك الوجه الرّضي كأنّما هو فلقة القمر المضي ، لا يكسف نوره بوس ، ولا يغيّره عبوس ، بل كان جبل رضا لا يتحلحل ولا يتكدّر ما عليه من الوسام ، وقد تعوّد أن يطرد البكاء كلّما عرض له بالابتسام ، كأنما عناه تميم بن المعزّ بقوله [من الطّويل] :
وبي كلّ ما يبكي العيون أقلّه
وإن كنت منه دائما أتبسّم
ولقد مات له حفيد يسمى أحمد ، كأنّه زهرة شرف في روضة ترف.
زهرة غضّة تفتّح عنها ال
مجد في منبت أنيق الجناب (١)
قصدت نحوها المنيّة حتّى
وهبت حسن وجهها للتّراب
تعنو له البدور ، كأنّما خلق من نور ، وتلوح عليه شواهد الفتوح ، ويضمّ إلى الشّرف والجمال خفّة الرّوح.
رأته في المهد عتّاب فقال لها
ذوو الفراسة هذا صفوة الكرم (٢)
ولا عبارة تفي وقد بذّ جماله المكتفي ، ومع الكمال النّاجم .. لم يأخذ بقول كشاجم [في «ديوانه» ٦١ من الكامل] :
شخص الأنام إلى كمالك فاستعذ
من شرّ أعينهم بعيب واحد
دو كانت وفاته في جمادى الآخرة سنة (١٣١٣ ه) ، فاشتدّ عليه وجده ، وغلبته
______
(١) البيتان من الخفيف ، وهما لأبي تمام في «ديوانه» (٢ / ٢٨٣).
(٢) البيت من البسيط ، وهو لأبي تمام في «ديوانه» (٢ / ٩٤). عتّاب : هم آل عتاب بن سعد بن زهير ، يتصل نسبه بربيعة بن نزار بن معد بن عدنان ، من بني تغلب
624
مضى مثل ما يمضي السّنان وأشرقت
به بسطة زادت على بسطة الرّمح
وقول ليلى الأخيليّة [من الطّويل] :
فنعم فتى الدّنيا وإن كان فاجرا
وفوق الفتى لو أنّه غير فاجر
بعد إبدال (فاجر) ب (ظالم) ، وقد ذكرنا هذا البيت لمحسن بن عبد الله بن عليّ العولقيّ ولغيره ، وصالح محمّد هو الأحقّ به.
وقبيل أن يهلك محمّد بن شعبان وردني في جماعة من آل الفاس ـ لا يقلّ عددهم عن عشرة ـ في مسألة ، فتعجّبت من قصر قاماتهم وصغر هامتهم ، ولم أصدّق ـ إلّا بعد الإلحاح في السّؤال ـ أنّهم من سلالة أولئك ، وهكذا يهرم الزّمان ، وتتراذل الأيّام.
وكانت لآل الفاس قبولة حارّة ونجدة قويّة ، ولهم مع آل خالد بن عمر خاصّة ، ومع آل عبدات عامّة حروب لم تضرع فيها خدودهم ، ولا زلّت فيها نعالهم.
وقد بلغ من جرأتهم أنّهم أخفروا آل جعفر بن طالب ، وقتلوا واحدا من آل عبدات في غربّي #تريس ، ومعه أحد آل جعفر بن طالب ، فنضخ رشاش دمه في ثيابه ، ولم ينتصفوا منهم.
ولم يبق بحصونهم منهم اليوم إلّا نحو الثّلاثين رجلا ؛ إذ صار مثوى #العلويّين وآل كثير اليوم ب #جاوة.
وحصون آل الفاس : واقعة في شمال حصون آل خالد بن عمر المهدومة. وفي شرقيّ الغرفة متشاملة : حصون آل العاس ، لا يزيدون عن اثني عشر رجلا. ثمّ : حصون آل عون ، وهم نحوهم في العدد. ثمّ : حصون آل مهريّ ، الّتي سكنوا بها بعد جلائهم عن #سحيل شبام ، وعددهم بحضرموت نحو العشرين رجلا.
______
التي يمدح فيها الفتح بن خاقان ، والتي مطلعها :
هل الفتح إلّا البدر في الأفق المضحي
تجلّى فأجلى اللّيل جنحا على جنح
644
به بسطة زادت على بسطة الرّمح
وقول ليلى الأخيليّة [من الطّويل] :
فنعم فتى الدّنيا وإن كان فاجرا
وفوق الفتى لو أنّه غير فاجر
بعد إبدال (فاجر) ب (ظالم) ، وقد ذكرنا هذا البيت لمحسن بن عبد الله بن عليّ العولقيّ ولغيره ، وصالح محمّد هو الأحقّ به.
وقبيل أن يهلك محمّد بن شعبان وردني في جماعة من آل الفاس ـ لا يقلّ عددهم عن عشرة ـ في مسألة ، فتعجّبت من قصر قاماتهم وصغر هامتهم ، ولم أصدّق ـ إلّا بعد الإلحاح في السّؤال ـ أنّهم من سلالة أولئك ، وهكذا يهرم الزّمان ، وتتراذل الأيّام.
وكانت لآل الفاس قبولة حارّة ونجدة قويّة ، ولهم مع آل خالد بن عمر خاصّة ، ومع آل عبدات عامّة حروب لم تضرع فيها خدودهم ، ولا زلّت فيها نعالهم.
وقد بلغ من جرأتهم أنّهم أخفروا آل جعفر بن طالب ، وقتلوا واحدا من آل عبدات في غربّي #تريس ، ومعه أحد آل جعفر بن طالب ، فنضخ رشاش دمه في ثيابه ، ولم ينتصفوا منهم.
ولم يبق بحصونهم منهم اليوم إلّا نحو الثّلاثين رجلا ؛ إذ صار مثوى #العلويّين وآل كثير اليوم ب #جاوة.
وحصون آل الفاس : واقعة في شمال حصون آل خالد بن عمر المهدومة. وفي شرقيّ الغرفة متشاملة : حصون آل العاس ، لا يزيدون عن اثني عشر رجلا. ثمّ : حصون آل عون ، وهم نحوهم في العدد. ثمّ : حصون آل مهريّ ، الّتي سكنوا بها بعد جلائهم عن #سحيل شبام ، وعددهم بحضرموت نحو العشرين رجلا.
______
التي يمدح فيها الفتح بن خاقان ، والتي مطلعها :
هل الفتح إلّا البدر في الأفق المضحي
تجلّى فأجلى اللّيل جنحا على جنح
644
#إدام_القوت
إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت
ولمّا اطّلع عليها الحبيب عبد الله بن حسين .. كتب عليها بخطّه : (علويّ بن سقّاف يقول الحقّ ولو كان مرّا)!!
غير أنّني تحيّرت زمانا في الحبيب عبد الله بن حسين هذا المقرّض ، أهو بلفقيه أم ابن طاهر؟ حتّى تذكّرت ما جاء في خطّ السّقّاف الّذي سيّره للسّيّد أحمد بن جعفر #الحبشيّ ـ حسبما سبق في الحوطة ـ من قوله : (وأذعن لمصنّفه من لا يحبّه) ، فعرفت أنّ المراد بلفقيه ؛ لأنّه هو الّذي لا يحبّ مؤلّف «الدّلائل الواضحة» ؛ لاتّساع شقّة الخلاف بينهما في عدّة مسائل فروعيّة ، تبودلت بينهما في بعضها الرّدود اللّاذعة من الطّرفين.
وكانت «الدّلائل الواضحة» عندي .. فاستعارها منّي الفاضل الأديب السّيّد حسن بن عبد الله #الكاف ، ثمّ لم يردّها وأحالني إلى #عدن بعدّة كتب قياضا عنها ، فلم تدفع الحوالة ، وأخاف أن يكون #أعدمها ؛ فإنّه بخوف شديد من أن يطّلع عليها الإرشاديّون فيجمعوا منها أيديهم على حجّة ضدّ #العلويّين فيما هم فيه مختلفون.
ومن هذا ومن أخذ الجماعة كلّهم عن السّيّد أبي بكر بن عبد الله #الهندوان (١) ـ وهو #وهّابيّ قحّ ـ تبيّنت أنّ عند مولانا شيخ الوادي الحسن بن صالح مسحة من تلك الآراء بغاية الاعتدال ؛ لموافقتها لما هو فيه من الاستغراق في تجريد #التّوحيد ، وعدم التفاته إلى غير الحميد المجيد.
ولا يشكل ـ على هذا ما في «بغية المسترشدين» عن فتاوى الحبيب علويّ بن سقّاف الجفريّ هذا .. من جواز #التّوسّل ؛ لأنّه إنّما يبيح منه ما لا يوهم القدح في التّوحيد ، كما لا يشكل ما يوجد في بعض مكاتبات الحبيب عبد الله بن حسين بلفقيه ـ مع توهيبه ـ من الإنكار على بعض المتشدّدين في ذلك ؛ لأنّ ذلك الإنكار إنّما كان للتّهوّر وفرط الغلوّ اللّذين اشتطّ فيهما الرّجل ، وظنّي أنّه السّيّد جعفر السّالف الذّكر عمّا قريب.
______
(١) المتوفى بتريم سنة (١٢٤٨ ه) ، وهو حفيد العلامة أحمد بن عمر الهندوان ، وله ذكر في «عقد اليواقيت».
إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت
ولمّا اطّلع عليها الحبيب عبد الله بن حسين .. كتب عليها بخطّه : (علويّ بن سقّاف يقول الحقّ ولو كان مرّا)!!
غير أنّني تحيّرت زمانا في الحبيب عبد الله بن حسين هذا المقرّض ، أهو بلفقيه أم ابن طاهر؟ حتّى تذكّرت ما جاء في خطّ السّقّاف الّذي سيّره للسّيّد أحمد بن جعفر #الحبشيّ ـ حسبما سبق في الحوطة ـ من قوله : (وأذعن لمصنّفه من لا يحبّه) ، فعرفت أنّ المراد بلفقيه ؛ لأنّه هو الّذي لا يحبّ مؤلّف «الدّلائل الواضحة» ؛ لاتّساع شقّة الخلاف بينهما في عدّة مسائل فروعيّة ، تبودلت بينهما في بعضها الرّدود اللّاذعة من الطّرفين.
وكانت «الدّلائل الواضحة» عندي .. فاستعارها منّي الفاضل الأديب السّيّد حسن بن عبد الله #الكاف ، ثمّ لم يردّها وأحالني إلى #عدن بعدّة كتب قياضا عنها ، فلم تدفع الحوالة ، وأخاف أن يكون #أعدمها ؛ فإنّه بخوف شديد من أن يطّلع عليها الإرشاديّون فيجمعوا منها أيديهم على حجّة ضدّ #العلويّين فيما هم فيه مختلفون.
ومن هذا ومن أخذ الجماعة كلّهم عن السّيّد أبي بكر بن عبد الله #الهندوان (١) ـ وهو #وهّابيّ قحّ ـ تبيّنت أنّ عند مولانا شيخ الوادي الحسن بن صالح مسحة من تلك الآراء بغاية الاعتدال ؛ لموافقتها لما هو فيه من الاستغراق في تجريد #التّوحيد ، وعدم التفاته إلى غير الحميد المجيد.
ولا يشكل ـ على هذا ما في «بغية المسترشدين» عن فتاوى الحبيب علويّ بن سقّاف الجفريّ هذا .. من جواز #التّوسّل ؛ لأنّه إنّما يبيح منه ما لا يوهم القدح في التّوحيد ، كما لا يشكل ما يوجد في بعض مكاتبات الحبيب عبد الله بن حسين بلفقيه ـ مع توهيبه ـ من الإنكار على بعض المتشدّدين في ذلك ؛ لأنّ ذلك الإنكار إنّما كان للتّهوّر وفرط الغلوّ اللّذين اشتطّ فيهما الرّجل ، وظنّي أنّه السّيّد جعفر السّالف الذّكر عمّا قريب.
______
(١) المتوفى بتريم سنة (١٢٤٨ ه) ، وهو حفيد العلامة أحمد بن عمر الهندوان ، وله ذكر في «عقد اليواقيت».
#إدام_القوت
إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت
وما أحسن قول ابن نباتة : (والله .. لا يضرّ ولا ينفع ، ولا يضع ولا يرفع ، ولا يعطي ولا يمنع .. إلّا الله).
وكنت أظنّ النّفرة استحكمت بين #العلويّين وآل #بامخرمة في عهده وعهد ولده عبد الله إلى حدّ بعيد ، حسبما أشرت إلى ذلك في «الأصل» ، ويتأكّد ذلك بالقصّة الآتية له مع السّيّد علويّ بن عقيل في #العرّ من ضرب السّيّد علويّ بن عقيل الشّيخ عمر ب #النّعال ، وما بعد ذلك من هوادة ولا حفظ لخطّ الرّجعة.
لا سيّما وقد نقل سيّدي عليّ بن حسن العطّاس عن القطب الحدّاد ما يقتضي انحصار أخذ الشّيخ عمر بامخرمة على الشّيخ عبد الرّحمن #باهرمز وأن لا شيخ له من #العلويّين.
ولا ينتقض ذلك بما كان من أخذه عن العدنيّ ؛ لأنّه لم يدم ، بل بطل حكمه ، وقد أشرت إلى جميع هذا في «الأصل» وربّما كان مبالغا فيه ، وقد عوّض الشّيخ عمر عمّا لحقه من جفاء العلويّين في زمانه بما كان من إصفاق أعقابهم على فضله والولوع بديوانه وقد أطنب سيّدي عمر بن سقّاف في مدحه.
أمّا أشعار الشّيخ عمر بامخرمة .. فألذّ من الوصال ، وأحلى من السّلسال ، وفيها فراسات صادقة عن أمور متأخّرة ، كما يعرف ذلك بالاستقراء (١). ولم يزل بسيئون تحت الضّغط و #المراقبة من بدر #بوطويرق (٢) ، لا من النّاحية الّتي ينكرها عليه الفقهاء ، ولكن لما على كلامه من القبول : وله من التّأثير ؛ فهو يخشى أن يحرّض عليه ، فتتنكّر له النّاس (٣) ، على أنّ ذلك وقع عليه مع شدّة تحرّيه ، فثار عليه ولده (٤) ، وألقى القبض عليه ، وسجنه حتّى مات بغيظه مقهورا في سجنه سنة (٩٧٧ ه).
______
(١) وشعره مجموع في دواوين ، والمسموع من أفواه الشيوخ أن شعره كله يزيد على (٢٠) ديوانا.
والموجود حاليا من شعره مجلدان مخطوطان متداولان بين الناس ، ويقال : إنها تصل إلى عشرة مجلدات.
(٢) تماما كما فعل بدر مع الشيخ معروف باجمال في شبام ، كما مر فيها.
(٣) أي : لبدر بوطويرق.
(٤) أي : عبد الله بن بدر .. انظر مادة مريمه.
إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت
وما أحسن قول ابن نباتة : (والله .. لا يضرّ ولا ينفع ، ولا يضع ولا يرفع ، ولا يعطي ولا يمنع .. إلّا الله).
وكنت أظنّ النّفرة استحكمت بين #العلويّين وآل #بامخرمة في عهده وعهد ولده عبد الله إلى حدّ بعيد ، حسبما أشرت إلى ذلك في «الأصل» ، ويتأكّد ذلك بالقصّة الآتية له مع السّيّد علويّ بن عقيل في #العرّ من ضرب السّيّد علويّ بن عقيل الشّيخ عمر ب #النّعال ، وما بعد ذلك من هوادة ولا حفظ لخطّ الرّجعة.
لا سيّما وقد نقل سيّدي عليّ بن حسن العطّاس عن القطب الحدّاد ما يقتضي انحصار أخذ الشّيخ عمر بامخرمة على الشّيخ عبد الرّحمن #باهرمز وأن لا شيخ له من #العلويّين.
ولا ينتقض ذلك بما كان من أخذه عن العدنيّ ؛ لأنّه لم يدم ، بل بطل حكمه ، وقد أشرت إلى جميع هذا في «الأصل» وربّما كان مبالغا فيه ، وقد عوّض الشّيخ عمر عمّا لحقه من جفاء العلويّين في زمانه بما كان من إصفاق أعقابهم على فضله والولوع بديوانه وقد أطنب سيّدي عمر بن سقّاف في مدحه.
أمّا أشعار الشّيخ عمر بامخرمة .. فألذّ من الوصال ، وأحلى من السّلسال ، وفيها فراسات صادقة عن أمور متأخّرة ، كما يعرف ذلك بالاستقراء (١). ولم يزل بسيئون تحت الضّغط و #المراقبة من بدر #بوطويرق (٢) ، لا من النّاحية الّتي ينكرها عليه الفقهاء ، ولكن لما على كلامه من القبول : وله من التّأثير ؛ فهو يخشى أن يحرّض عليه ، فتتنكّر له النّاس (٣) ، على أنّ ذلك وقع عليه مع شدّة تحرّيه ، فثار عليه ولده (٤) ، وألقى القبض عليه ، وسجنه حتّى مات بغيظه مقهورا في سجنه سنة (٩٧٧ ه).
______
(١) وشعره مجموع في دواوين ، والمسموع من أفواه الشيوخ أن شعره كله يزيد على (٢٠) ديوانا.
والموجود حاليا من شعره مجلدان مخطوطان متداولان بين الناس ، ويقال : إنها تصل إلى عشرة مجلدات.
(٢) تماما كما فعل بدر مع الشيخ معروف باجمال في شبام ، كما مر فيها.
(٣) أي : لبدر بوطويرق.
(٤) أي : عبد الله بن بدر .. انظر مادة مريمه.
والشّريف الرّضيّ حيث يقول [في «ديوانه» ١ / ٥٢٨ من البسيط] :
قلّوا عناء وإن أثرى عديدهم
وربّما قلّ أقوام وإن كثروا
وهو بيت طيّب ، مغرس علم ، ومنبت صلاح ، سيماهم التّواضع ، وشأنهم الخمول ، يقضون حوائجهم بأنفسهم ، ولا يتميّزون عن أحد من النّاس إلّا بالعلم إذا سئلوا عنه أو تفتّحوا في الدّروس.
وكان نجوعهم من تريم على حين خلل بدأ في طريق #العلويّين ، كما يعرف من «الفوائد السّنيّة» لسيّدي أحمد بن حسن #الحدّاد ، ومن «العقود اللّؤلؤيّة» (١) للعلّامة السّيّد محمّد بن حسين الحبشيّ ، فانحفظت طريقهم بسيئون عن ذلك الخلل ، وبقوا على ما كان عليه أوّلوهم من التلزّم بالفقه ، حسبما قلت من قصيدة أردّ بها على بعض المغترّين من أهل #البدع والرّئاسات [في «ديوان المؤلّف» ق ١٩٢ من البسيط] :
سل من أردت فقد كانت أبوّتنا
على طريق من الإنصاف محمود
طريقة من قذى الأوهام صافية
ومنهل من زلال الفقه مورود
لا يدخل مسجدهم #طبل ولا #يراع (٢) ، ولقد عمل الشّيخ عوض جبران تابوتا لقبر جدّي المحسن فمنعته من وضعه عليه.
وكانوا يتوسّعون في الفقه ، ويشاركون في التّفسير والحديث ، وليس عندهم من علوم العربيّة إلّا القليل ، ولبعضهم أشعار لا تنتهي إلى إجادة. ولهم من الأعمال الصّالحة وتحمّل المشاقّ في مجاهدة النّفوس ما لو لم أره عيانا في مثل والدي .. لم يكن لي بما يذكر عن السّلف سبيل إلى التّصديق ، لكن جاء العيان فألوى بالأسانيد.
فلقد نشأ والدي في طاعة الله (٣) ، لهوه التّحنّث مع أتراب له في جبال سيئون ،
______
(١) اسمه كاملا : «العقود اللؤلؤية في بيان طريق السادة العلوية». طبع ضمن مجموع بالمطبعة الشرفية بمصر سنة (١٣٢٨ ه) ، على نفقة السيد شيخ بن محمد الحبشي ابن مؤلفه ، يقع في (٣٠) صفحة.
(٢) اليراع : قصبة #يزمّر بها ، وقد يقال لها : الشبابة ، أو المدروف ، أو الناي.
(٣) أي : الحبيب العالم الورع الزاهد الإمام عبيد الله بن محسن بن علوي بن سقاف ، ولد سنة
688
قلّوا عناء وإن أثرى عديدهم
وربّما قلّ أقوام وإن كثروا
وهو بيت طيّب ، مغرس علم ، ومنبت صلاح ، سيماهم التّواضع ، وشأنهم الخمول ، يقضون حوائجهم بأنفسهم ، ولا يتميّزون عن أحد من النّاس إلّا بالعلم إذا سئلوا عنه أو تفتّحوا في الدّروس.
وكان نجوعهم من تريم على حين خلل بدأ في طريق #العلويّين ، كما يعرف من «الفوائد السّنيّة» لسيّدي أحمد بن حسن #الحدّاد ، ومن «العقود اللّؤلؤيّة» (١) للعلّامة السّيّد محمّد بن حسين الحبشيّ ، فانحفظت طريقهم بسيئون عن ذلك الخلل ، وبقوا على ما كان عليه أوّلوهم من التلزّم بالفقه ، حسبما قلت من قصيدة أردّ بها على بعض المغترّين من أهل #البدع والرّئاسات [في «ديوان المؤلّف» ق ١٩٢ من البسيط] :
سل من أردت فقد كانت أبوّتنا
على طريق من الإنصاف محمود
طريقة من قذى الأوهام صافية
ومنهل من زلال الفقه مورود
لا يدخل مسجدهم #طبل ولا #يراع (٢) ، ولقد عمل الشّيخ عوض جبران تابوتا لقبر جدّي المحسن فمنعته من وضعه عليه.
وكانوا يتوسّعون في الفقه ، ويشاركون في التّفسير والحديث ، وليس عندهم من علوم العربيّة إلّا القليل ، ولبعضهم أشعار لا تنتهي إلى إجادة. ولهم من الأعمال الصّالحة وتحمّل المشاقّ في مجاهدة النّفوس ما لو لم أره عيانا في مثل والدي .. لم يكن لي بما يذكر عن السّلف سبيل إلى التّصديق ، لكن جاء العيان فألوى بالأسانيد.
فلقد نشأ والدي في طاعة الله (٣) ، لهوه التّحنّث مع أتراب له في جبال سيئون ،
______
(١) اسمه كاملا : «العقود اللؤلؤية في بيان طريق السادة العلوية». طبع ضمن مجموع بالمطبعة الشرفية بمصر سنة (١٣٢٨ ه) ، على نفقة السيد شيخ بن محمد الحبشي ابن مؤلفه ، يقع في (٣٠) صفحة.
(٢) اليراع : قصبة #يزمّر بها ، وقد يقال لها : الشبابة ، أو المدروف ، أو الناي.
(٣) أي : الحبيب العالم الورع الزاهد الإمام عبيد الله بن محسن بن علوي بن سقاف ، ولد سنة
688
وجرت بينه وبين علماء تريم منازعات في عدّة مسائل :
منها : #التّوسّل و #الاستغاثة. ومنها : ثبوت النّسب بمشجّرات العلويّين المحرّرة ، وكان الشّيخ يبالغ في إنكار ذلك ، وألّفت رسائل من الطّرفين.
ففي سنة (١٢٩٨ ه) فرغ الشّيخ عليّ #باصبرين من رسالته الّتي سمّاها : «حدائق البواسق المثمرة في بيان صواب أحكام الشّجرة» ، وقد علّق عليها السّيّد سالم بن محمّد #الحبشيّ بما يشبه الرّدّ ، وبعد اطّلاع باصبرين عليه كتب : (أمّا التّهاميش : فأمعنّا النّظر في جميعها .. فما وجدنا فيها زيادة فائدة عمّا في الأصل ، فما زاد إلّا إتلاف ورق لم يؤذن له في إتلافه بتسويده بما لا يجدي فائدة جديدة).
وللحبيب أحمد بن محمّد #المحضار شبه ردّ على باصبرين في «الحدائق» المذكورة ، قال فيه : (وبعض النّاس قوله و #بوله سواء).
ثمّ إنّ الشّيخ باصبرين كتب رسالة أخرى في نقض تعليقات السّيّد سالم الحبشيّ ، سمّاها : «إنسان العين» ، فكتب عليها الإمام المحضار كتابة طويلة ، جاء فيها : (وما أوضحه الشّيخ عليّ في هذه الجملة .. فذاك شفاء الصّدور ، تبرأ به العلّة ، وهو مجرّب في تجربته ، وحريص في أجوبته ، وبالله الّذي فرض الصّلاة والوضوء ما أردته بسوء).
ثمّ إنّ الشّيخ عليّا سيّر كتابا للسّيّد محمّد بن عليّ ، والسّيّد صافي بن شيخ آل #السّقّاف ، وسيّدي الأستاذ الأبرّ عيدروس بن عمر ، والسّيّد عليّ بن محمّد ، والسّيّد شيخان بن محمّد آل الحبشيّ.
فأمّا الأوّلان : فصرّحا بمخالفة باصبرين ، وأمّا الآخرون .. فلم أر لهم كلاما بخلاف ولا وفاق. وكان كتابه إليهم في سنة (١٢٩٩ ه).
وكثيرا ما ينشب الخلاف بين الشّيخ عليّ #باصبرين وبين علماء #العلويّين كآل يحيى بالمسيلة وغيرهم ، وتؤلّف الرّسائل في الجانبين وتعرض على سيّدنا الإمام أحمد بن محمّد #المحضار ـ صاحب القويرة ـ فيقرّظ عليهما ، إلّا أنّه بأسلوبه العجيب وترسّله
310
منها : #التّوسّل و #الاستغاثة. ومنها : ثبوت النّسب بمشجّرات العلويّين المحرّرة ، وكان الشّيخ يبالغ في إنكار ذلك ، وألّفت رسائل من الطّرفين.
ففي سنة (١٢٩٨ ه) فرغ الشّيخ عليّ #باصبرين من رسالته الّتي سمّاها : «حدائق البواسق المثمرة في بيان صواب أحكام الشّجرة» ، وقد علّق عليها السّيّد سالم بن محمّد #الحبشيّ بما يشبه الرّدّ ، وبعد اطّلاع باصبرين عليه كتب : (أمّا التّهاميش : فأمعنّا النّظر في جميعها .. فما وجدنا فيها زيادة فائدة عمّا في الأصل ، فما زاد إلّا إتلاف ورق لم يؤذن له في إتلافه بتسويده بما لا يجدي فائدة جديدة).
وللحبيب أحمد بن محمّد #المحضار شبه ردّ على باصبرين في «الحدائق» المذكورة ، قال فيه : (وبعض النّاس قوله و #بوله سواء).
ثمّ إنّ الشّيخ باصبرين كتب رسالة أخرى في نقض تعليقات السّيّد سالم الحبشيّ ، سمّاها : «إنسان العين» ، فكتب عليها الإمام المحضار كتابة طويلة ، جاء فيها : (وما أوضحه الشّيخ عليّ في هذه الجملة .. فذاك شفاء الصّدور ، تبرأ به العلّة ، وهو مجرّب في تجربته ، وحريص في أجوبته ، وبالله الّذي فرض الصّلاة والوضوء ما أردته بسوء).
ثمّ إنّ الشّيخ عليّا سيّر كتابا للسّيّد محمّد بن عليّ ، والسّيّد صافي بن شيخ آل #السّقّاف ، وسيّدي الأستاذ الأبرّ عيدروس بن عمر ، والسّيّد عليّ بن محمّد ، والسّيّد شيخان بن محمّد آل الحبشيّ.
فأمّا الأوّلان : فصرّحا بمخالفة باصبرين ، وأمّا الآخرون .. فلم أر لهم كلاما بخلاف ولا وفاق. وكان كتابه إليهم في سنة (١٢٩٩ ه).
وكثيرا ما ينشب الخلاف بين الشّيخ عليّ #باصبرين وبين علماء #العلويّين كآل يحيى بالمسيلة وغيرهم ، وتؤلّف الرّسائل في الجانبين وتعرض على سيّدنا الإمام أحمد بن محمّد #المحضار ـ صاحب القويرة ـ فيقرّظ عليهما ، إلّا أنّه بأسلوبه العجيب وترسّله
310
درجة الشّيخ #باسودان يشهد لهذا بشأن جليل ومقام عظيم.
الثّانية : أنّ الحبيب عبد الله بن حسين يقول الحقّ ، فلا يحابي (١) ولا يوارب (٢).
الثّالثة : أنّ انقباض الحبيب محمّد بن حسين جار على ما يقتضيه الطّبع البشريّ عند مثله ، فهو غير ملوم في ذلك ، مع الاستكانة والاعتراف بالحقّ وعدم المكابرة فيه.
الرّابعة : لو لا تهذيب الحبيب عبد الله بن حسين لتلاميذه بهذا التّهذيب .. لما انتهى العلّامة السّيّد محمّد بن حسين وأمثاله إلى ما انتهى إليه من العلم والفضل.
الخامسة : أنّ الحقّ رائد القوم ، والإنصاف قطب رحاهم ، ونقطة بيكارهم ، رضوان الله عليهم.
وقد سمعت من والدي وغيره عن الأجلّاء الثّقات : أنّ الشّيخ محمّد باسودان كان أوسع من أبيه في الفقه ، وفتاويه شاهد عدل على ذلك.
وأخبرني الشّيخ محمّد بن سالم باسودان أنّ بعض #العلويّين وردوا على الشّيخ عبد الله وسألوه عن ابنه محمّد .. فقال لهم : لا بأس به !؟ ، فاستثقلها ونذر الاعتكاف سبع سنين لدرس العلم في جامع #الخريبة ، ووفّى بذلك ، فبحقّ يجيء فيه ما قاله الشّريف الرّضيّ في تسمّته لأبيه [في «ديوانه» ٢ / ٢١ من الطّويل] :
جرى ما جرى قبلي وها أنا خلفه
أغذّ لإدراك المعالي وأوجف
ولو لا مراعاة الأبوّة .. جزته
ولكن لغير العجز ما أتوقّف
ولكنّ هذا لم يتوقّف عنه بل جازه ، ولم يبق له من علم إلّا حازه ، توفّي (٣) بالخريبة في سنة (١٢٨١ ه) وبيتهم بيت علم وشرف ، وقد وزر الشّيخ بو بكر بن
______
(١) حابى فلان فلانا : مال إليه.
(٢) يوارب : يخاتل ويخادع.
(٣) أي : الشّيخ محمّد ، وكان مولده سنة (١٢٠٦ ه) ، ترجمته في «تاريخ الشّعراء» ، وذكره الحبيب عيدروس في «العقد» ضمن ترجمة والده.
318
الثّانية : أنّ الحبيب عبد الله بن حسين يقول الحقّ ، فلا يحابي (١) ولا يوارب (٢).
الثّالثة : أنّ انقباض الحبيب محمّد بن حسين جار على ما يقتضيه الطّبع البشريّ عند مثله ، فهو غير ملوم في ذلك ، مع الاستكانة والاعتراف بالحقّ وعدم المكابرة فيه.
الرّابعة : لو لا تهذيب الحبيب عبد الله بن حسين لتلاميذه بهذا التّهذيب .. لما انتهى العلّامة السّيّد محمّد بن حسين وأمثاله إلى ما انتهى إليه من العلم والفضل.
الخامسة : أنّ الحقّ رائد القوم ، والإنصاف قطب رحاهم ، ونقطة بيكارهم ، رضوان الله عليهم.
وقد سمعت من والدي وغيره عن الأجلّاء الثّقات : أنّ الشّيخ محمّد باسودان كان أوسع من أبيه في الفقه ، وفتاويه شاهد عدل على ذلك.
وأخبرني الشّيخ محمّد بن سالم باسودان أنّ بعض #العلويّين وردوا على الشّيخ عبد الله وسألوه عن ابنه محمّد .. فقال لهم : لا بأس به !؟ ، فاستثقلها ونذر الاعتكاف سبع سنين لدرس العلم في جامع #الخريبة ، ووفّى بذلك ، فبحقّ يجيء فيه ما قاله الشّريف الرّضيّ في تسمّته لأبيه [في «ديوانه» ٢ / ٢١ من الطّويل] :
جرى ما جرى قبلي وها أنا خلفه
أغذّ لإدراك المعالي وأوجف
ولو لا مراعاة الأبوّة .. جزته
ولكن لغير العجز ما أتوقّف
ولكنّ هذا لم يتوقّف عنه بل جازه ، ولم يبق له من علم إلّا حازه ، توفّي (٣) بالخريبة في سنة (١٢٨١ ه) وبيتهم بيت علم وشرف ، وقد وزر الشّيخ بو بكر بن
______
(١) حابى فلان فلانا : مال إليه.
(٢) يوارب : يخاتل ويخادع.
(٣) أي : الشّيخ محمّد ، وكان مولده سنة (١٢٠٦ ه) ، ترجمته في «تاريخ الشّعراء» ، وذكره الحبيب عيدروس في «العقد» ضمن ترجمة والده.
318
#إدام_القوت
ومن #آل_البارّ : السّيّد الشّريف العلّامة أحمد بن عبد الله بن عيدروس (١) ، عالم عامل ، لطيف عفيف ، توفّي بالقرين سنة (١٣١١ ه).
ومنهم : أحمد بن عبد الله بن محمّد (٢) ، شريف ناسك. ذكرهما في «شمس الظّهيرة» ؛ لأنّهما كانا موجودين في سنة (١٣٠٧ ه).
ومنهم : العلّامة السّيّد حسين بن محمّد البارّ (٣) ، المتوفّى بالقرين في سنة (١٣٣١ ه).
أخبرني الشّيخ عمر بن أحمد #باسودان ـ السّابق ذكره في الخريبة ، وكان ضابطا متيقّظا ـ قال : عملوا ختما وطعاما بإثر وفاة الحبيب حسين بن محمّد البارّ ، وبينا المجلس غاصّ بأعيان #العلويّين بدوعن لذلك العهد ـ كالسّيّد مصطفى بن أحمد المحضار وأصحابه ، ومحمّد وعبد الله وحامد آل علويّ البارّ ـ والمقدّم عمر بن أحمد
______
(١) ترجم له ابن أخيه الحبيب حسين بن محمّد ـ الآتي ذكره بعده ـ في «نبذة» ، منها : أن الحبيب أحمد رحل إلى زبيد ونواحيها ، وحجّ ولقي بالحرمين عددا من علماء مصر والشّام ، وأخذ عنهم ، وكان يعدّ مسند دوعن في وقته ، ومن شيوخه : الشيخ عبد الله باسودان وابنه محمّد ، والسّيّد محمّد بن عبد الرّحمن الأهدل ، والسّيّد طاهر الأنباريّ ، وإبراهيم المزجاجيّ ، وبمكّة : عثمان الدّمياطيّ ، وأحمد الدّمياطيّ ، وعليّ السّروريّ ، وعبد الله سراج ، والوجيه الكزبري محدّث الشّام ، وأخذ عن الشّهيد محمّد العمرانيّ تلميذ الشّوكانيّ ، وعن الإمام أحمد بن عمر بن سميط ، والحبيب حسن بن صالح ومن في طبقتهم. ينظر : «الشّامل» (١٤٧ ـ ١٤٨) ، و «الخلاصة الشّافية» ، و «مجموع وصايا آل البار».
(٢) هو السّيّد أحمد بن عبد الله بن محمّد الأكبر ابن علويّ ابن الحبيب عمر البار الكبير ، الملقّب بالسّاكت ، كان من أهل الفضل ، لقي الحبيب صالح بن عبد الله العطّاس ، وأخذ عنه. «الشّامل» ، و «تاج الأعراس» ، ولم تؤرّخ وفاته.
(٣) الحبيب حسين بن محمّد البار ، مولده بالقرين ، وبها وفاته ، ونشأ في كنف والده وعمّه أحمد بن عبد الله ، وعلى الأخير كان تخرّجه وفتحه ، وأخذ عن الشّيخ سعيد باعشن ، والشّيخ عبد الله باسودان ، وطبقتهم. ورحل إلى تهامة ، وكانت له ولأخيه عبد الله تجارة في الحديدة ، ثمّ تلاشت وتحوّلوا إلى عدن ، وبعد وفاة عمّه أحمد كانت الصّدارة له في المجالس والمدارس العلميّة في القرين ، ورحل إليه الكثير وأخذ عنه الجمّ الغفير ، وممن أدركه : حفيده الحبيب عبد الله بن حامد.
ترجمته في «منحة الإله» ، و «الشّامل» و «تاج الأعراس» ، وغيرها.
ومن #آل_البارّ : السّيّد الشّريف العلّامة أحمد بن عبد الله بن عيدروس (١) ، عالم عامل ، لطيف عفيف ، توفّي بالقرين سنة (١٣١١ ه).
ومنهم : أحمد بن عبد الله بن محمّد (٢) ، شريف ناسك. ذكرهما في «شمس الظّهيرة» ؛ لأنّهما كانا موجودين في سنة (١٣٠٧ ه).
ومنهم : العلّامة السّيّد حسين بن محمّد البارّ (٣) ، المتوفّى بالقرين في سنة (١٣٣١ ه).
أخبرني الشّيخ عمر بن أحمد #باسودان ـ السّابق ذكره في الخريبة ، وكان ضابطا متيقّظا ـ قال : عملوا ختما وطعاما بإثر وفاة الحبيب حسين بن محمّد البارّ ، وبينا المجلس غاصّ بأعيان #العلويّين بدوعن لذلك العهد ـ كالسّيّد مصطفى بن أحمد المحضار وأصحابه ، ومحمّد وعبد الله وحامد آل علويّ البارّ ـ والمقدّم عمر بن أحمد
______
(١) ترجم له ابن أخيه الحبيب حسين بن محمّد ـ الآتي ذكره بعده ـ في «نبذة» ، منها : أن الحبيب أحمد رحل إلى زبيد ونواحيها ، وحجّ ولقي بالحرمين عددا من علماء مصر والشّام ، وأخذ عنهم ، وكان يعدّ مسند دوعن في وقته ، ومن شيوخه : الشيخ عبد الله باسودان وابنه محمّد ، والسّيّد محمّد بن عبد الرّحمن الأهدل ، والسّيّد طاهر الأنباريّ ، وإبراهيم المزجاجيّ ، وبمكّة : عثمان الدّمياطيّ ، وأحمد الدّمياطيّ ، وعليّ السّروريّ ، وعبد الله سراج ، والوجيه الكزبري محدّث الشّام ، وأخذ عن الشّهيد محمّد العمرانيّ تلميذ الشّوكانيّ ، وعن الإمام أحمد بن عمر بن سميط ، والحبيب حسن بن صالح ومن في طبقتهم. ينظر : «الشّامل» (١٤٧ ـ ١٤٨) ، و «الخلاصة الشّافية» ، و «مجموع وصايا آل البار».
(٢) هو السّيّد أحمد بن عبد الله بن محمّد الأكبر ابن علويّ ابن الحبيب عمر البار الكبير ، الملقّب بالسّاكت ، كان من أهل الفضل ، لقي الحبيب صالح بن عبد الله العطّاس ، وأخذ عنه. «الشّامل» ، و «تاج الأعراس» ، ولم تؤرّخ وفاته.
(٣) الحبيب حسين بن محمّد البار ، مولده بالقرين ، وبها وفاته ، ونشأ في كنف والده وعمّه أحمد بن عبد الله ، وعلى الأخير كان تخرّجه وفتحه ، وأخذ عن الشّيخ سعيد باعشن ، والشّيخ عبد الله باسودان ، وطبقتهم. ورحل إلى تهامة ، وكانت له ولأخيه عبد الله تجارة في الحديدة ، ثمّ تلاشت وتحوّلوا إلى عدن ، وبعد وفاة عمّه أحمد كانت الصّدارة له في المجالس والمدارس العلميّة في القرين ، ورحل إليه الكثير وأخذ عنه الجمّ الغفير ، وممن أدركه : حفيده الحبيب عبد الله بن حامد.
ترجمته في «منحة الإله» ، و «الشّامل» و «تاج الأعراس» ، وغيرها.
1⃣
#إبن_عتيق حاكم #زَيْلَع وعلاقته بالشيخ #العدني
أ.د. #عماد_محمد_العتيقي
ملخص :
يتناول هذا البحث شخصية ابن عتيق حاكم #زيلع، ونسبه، وعلاقته بالشيخ أبي بكر بن عبدالله #العيدروس الشهير ب #العَدني، ضمن السياق السياسي والتجاري والثقافي في تلك الفترة. وتلك العلاقة وردت في قصة حصلت في مدينة #زيلع، وبالتحديد في بيت حاكمها ابن عتيق. ثم يتطرق البحث إلى نشاط آل عتيق الديني والتجاري في محيط خليج #عدن، وعلاقته بالأحداث السياسية إبان دخول #العثمانيين و #البرتغاليين إلى المنطقة.
واتضح من الدراسة أن آل عتيق كان لهم نشاط #دعوي في اليمن في العصور الإسلامية، ثم عبر بعض مشايخهم من اليمن إلى بلاد الزيلع للدعوة والجهاد، وأسسوا إمارة في #هَرَر، وتقلد بعضهم الحكم في مدينة #زيلع ضمن سلطنة
#آل_ولشمع. وشكّل #بنو_عتيق مع آل ولشمع المعروفين لاحقًا ب #آل_سعد_الدين، والسادة #العلويين وغيرهم من المشايخ شبكة من العلاقات، اختلطت فيها السياسة بالدعوة والتجارة، وامتدت عبر خليج #عدن فيما بين بر سعد الدين و #حضرموت والبحر الأحمر، الأمر الذي أسهم في إثراء المشهد الحضاري والتجاري في تلك البلاد، وترك بصمات إسلامية واضحة امتدت آثارها عبر القرون.
#إبن_عتيق حاكم #زَيْلَع وعلاقته بالشيخ #العدني
أ.د. #عماد_محمد_العتيقي
ملخص :
يتناول هذا البحث شخصية ابن عتيق حاكم #زيلع، ونسبه، وعلاقته بالشيخ أبي بكر بن عبدالله #العيدروس الشهير ب #العَدني، ضمن السياق السياسي والتجاري والثقافي في تلك الفترة. وتلك العلاقة وردت في قصة حصلت في مدينة #زيلع، وبالتحديد في بيت حاكمها ابن عتيق. ثم يتطرق البحث إلى نشاط آل عتيق الديني والتجاري في محيط خليج #عدن، وعلاقته بالأحداث السياسية إبان دخول #العثمانيين و #البرتغاليين إلى المنطقة.
واتضح من الدراسة أن آل عتيق كان لهم نشاط #دعوي في اليمن في العصور الإسلامية، ثم عبر بعض مشايخهم من اليمن إلى بلاد الزيلع للدعوة والجهاد، وأسسوا إمارة في #هَرَر، وتقلد بعضهم الحكم في مدينة #زيلع ضمن سلطنة
#آل_ولشمع. وشكّل #بنو_عتيق مع آل ولشمع المعروفين لاحقًا ب #آل_سعد_الدين، والسادة #العلويين وغيرهم من المشايخ شبكة من العلاقات، اختلطت فيها السياسة بالدعوة والتجارة، وامتدت عبر خليج #عدن فيما بين بر سعد الدين و #حضرموت والبحر الأحمر، الأمر الذي أسهم في إثراء المشهد الحضاري والتجاري في تلك البلاد، وترك بصمات إسلامية واضحة امتدت آثارها عبر القرون.
#إدام_القوت
بحضوره زهاء ألف وخمس مئة من #العلويّين ، والسّلاطين ، و #يافع ، وآل كثير ، والعوامر ، وآل باجري ، وآل تميم ، وغيرهم ، وهناك أنشدت قصيدة مطوّلة ، أقول فيها للسّيّد حسين [في «ديوان المؤلّف» ق : ١٣٦ ـ ١٣٨ من البسيط] :
أدركت بالجدّ والتّشمير ما عجزت
عنه الملوك بجلب الخيل والإبل
ملكت قسرا قلوب النّاس قاطبة
بخفّة الرّوح والأخلاق والحيل
لا شكّ أنّك ذو سحر وشعوذة
أو ذو مقام لدى البرّ اللّطيف علي
واليوم أتممت عقد الصّلح محتسبا
هذا الصّنيع فقرّت أعين الدّول
عسى تكون لنا عقباه صالحة
فما علمنا بتفصيل ولا جمل
تخالف النّاس في الأخبار عنه ولم
أعرف حقيقته ماذا عليّ ولي
هل فيه للنّاس والإسلام فائدة
أم لا؟ فإنّ رواة القول في جدل
ومنها :
يا ربّ وانصر جيوش التّرك دولتنا
واملأ قلوب العدى بالخوف والوجل
واحم الشّريعة في شبه الجزيرة بال
مولى الإمام من الآفات والعلل
وقولي : (لم أعرف حقيقته) هو الواقع يومئذ ؛ لأنّ سلاطين آل كثير ومن على رأيهم من الأغنياء بعد أن علموا غضب حكومة #عدن من تلك الوثيقة ، وعلموا انهزام الأتراك .. تجافوا عنّي ، وكتموني أخبارهم ؛ لأنّني لا أرضى انسحاب حكم الحماية الإنكليزيّة على بلادنا ، لأنّ الحماية مظنّة الجور الفاحش ، ولا سيّما لو سلّمت الأمور إلى غير أهلها ـ كما هو الأغلب ـ فهي إذن شرّ من الاستعمار ؛ بشهادة الفروق الشّاسعة بين إدارة عدن وإدارات حضرموت الّتي لا أثر لشيء فيها من عدالة الدّين القيّم.
أمّا في بلادهم .. فإنّ العدل فيها ـ حسبما بلغني ـ أشبه به عندنا في خير العصور ؛ لأنّهم أخذوا عنّا ما أعانهم على ذلك ، وبالغت جهدي في عرقلة ذلك ، والتّحذير من سوء مغبّته بما نشرت بعضه في «الأصل» .. فكان أوّل ما زيّن لهم محبّوها الابتعاد عنّي ، وما زالوا على ذلك إلى اليوم ، وقد خار الله لي في ذلك ، وما زلّ نعلي ،
بحضوره زهاء ألف وخمس مئة من #العلويّين ، والسّلاطين ، و #يافع ، وآل كثير ، والعوامر ، وآل باجري ، وآل تميم ، وغيرهم ، وهناك أنشدت قصيدة مطوّلة ، أقول فيها للسّيّد حسين [في «ديوان المؤلّف» ق : ١٣٦ ـ ١٣٨ من البسيط] :
أدركت بالجدّ والتّشمير ما عجزت
عنه الملوك بجلب الخيل والإبل
ملكت قسرا قلوب النّاس قاطبة
بخفّة الرّوح والأخلاق والحيل
لا شكّ أنّك ذو سحر وشعوذة
أو ذو مقام لدى البرّ اللّطيف علي
واليوم أتممت عقد الصّلح محتسبا
هذا الصّنيع فقرّت أعين الدّول
عسى تكون لنا عقباه صالحة
فما علمنا بتفصيل ولا جمل
تخالف النّاس في الأخبار عنه ولم
أعرف حقيقته ماذا عليّ ولي
هل فيه للنّاس والإسلام فائدة
أم لا؟ فإنّ رواة القول في جدل
ومنها :
يا ربّ وانصر جيوش التّرك دولتنا
واملأ قلوب العدى بالخوف والوجل
واحم الشّريعة في شبه الجزيرة بال
مولى الإمام من الآفات والعلل
وقولي : (لم أعرف حقيقته) هو الواقع يومئذ ؛ لأنّ سلاطين آل كثير ومن على رأيهم من الأغنياء بعد أن علموا غضب حكومة #عدن من تلك الوثيقة ، وعلموا انهزام الأتراك .. تجافوا عنّي ، وكتموني أخبارهم ؛ لأنّني لا أرضى انسحاب حكم الحماية الإنكليزيّة على بلادنا ، لأنّ الحماية مظنّة الجور الفاحش ، ولا سيّما لو سلّمت الأمور إلى غير أهلها ـ كما هو الأغلب ـ فهي إذن شرّ من الاستعمار ؛ بشهادة الفروق الشّاسعة بين إدارة عدن وإدارات حضرموت الّتي لا أثر لشيء فيها من عدالة الدّين القيّم.
أمّا في بلادهم .. فإنّ العدل فيها ـ حسبما بلغني ـ أشبه به عندنا في خير العصور ؛ لأنّهم أخذوا عنّا ما أعانهم على ذلك ، وبالغت جهدي في عرقلة ذلك ، والتّحذير من سوء مغبّته بما نشرت بعضه في «الأصل» .. فكان أوّل ما زيّن لهم محبّوها الابتعاد عنّي ، وما زالوا على ذلك إلى اليوم ، وقد خار الله لي في ذلك ، وما زلّ نعلي ،
#إدام_القوت
والثّالث : شيخ المجذوب ، عقبه ب #حوطة_الزّبيديّ ، كذا في «شمس الظّهيرة» ، ولكنّه لا ذكر لهم الآن بالحوطة ، فلعلّهم تحوّلوا ، أو انقرضوا ؛ فما بالحوطة الآن نافخ نار من #العلويّين.
وممّن تديّر #مريمه : العلّامة السّيّد يوسف بن عابد الحسنيّ #الفاسيّ (١) ، جاء في أواخر أيّام سيّدنا الشّيخ أبي بكر بن سالم وأخذ عنه ، وسكن #مريمه ، وكان يتردّد بينها وبين الحزمة ب #مأرب ، وله في كلّ أهل.
وفي سنة (٩٩٣ ه) اقترن ببنت أحمد بن عمر بن عبد الله بن عليّ بن عمر #الحارثيّ ، قال : وحضر عقد النّكاح جماعة من العلويّين ، منهم : الشّيخ أحمد بن محمّد الحبشيّ ، وجماعة من الفقراء الزّبدة أهل #الرّباط (٢) ، وكثير من بني حارثة (٣).
ثمّ تزوّج على ابنة عمّ هذه كما فصّل ذلك في «رحلته» (٤).
وكان تولّى القضاء بمريمه ، وكان يزوّج #الشّرائف من غير الأكفاء فلا ينكر عليه.
وجاء في «مجموع الأجداد : طه بن عمر وعليّ بن عمر» ، عن الفقيه عبد الرّحمن بن أحمد حنبل (٥) ، قال : (لمّا طلب السّلطان عبد الله الزّواج من بنت
______
(١) ولد السيد يوسف سنة (٩٦٥ ه) أو (٩٦٦ ه) بالمغرب ، ببلدة الفيضة بالفاء أو الغين ، من بلاد أنقاد الواقعة بين فاس وتلمسان التي فيها جبال زناته. وكان والده مات سنة (٩٧٥ ه) وهو في نحو العاشرة ، فدخل فاس واجتمع بسلطانها مولاي إسماعيل العلوي ، وبعدها هاجر وطوف كثيرا من البلدان ، وكان وصوله عينات واجتماعه بالشيخ أبي بكر في (١٢) ربيع الثاني سنة (٩٩٢ ه) ، وكانت وفاته بمريمه سنة (١٠٤٨ ه).
وله عقب كثير ؛ إذ تزوج مرارا ، وبلغ عدد زوجاته اللاتي دخل بهن بحضرموت فقط سبع زوجات من عدة نواحي.
وعرفت ذريته بآل بن يوسف ، وآل الحسني ـ بسكون السين ـ وآل مشهور.
(٢) الرباط : يقصد به رباط الشيخة سلطانة ، الآتي ذكره عقب مريمه.
(٣) وحضر هذا النكاح من الأعيان أيضا : الشيخ عبد القادر بن إبراهيم باكثير ، والشيخ عبد الله بن عمر باجمال ، والفقيه محمد بن عبد الرحمن سراج باجمال ، والشيخ نادر باحميد ، وعبد الكبير باحميد ، ومحمد بن عبد الرؤوف باحميد .. إلخ. «الرحلة» (ص ١٠٩).
(٤) وهي الرحلة التي دوّن أحداثها سنة (١٠٣٦ ه) ، وتعرف باسم «رحلة يوسف بن عابد».
(٥) آل حنبل هؤلاء من آل بارجاء ، ولهم مسجد يعرف بمسجد حنبل بسيئون ، ومنهم الشيخ الفاضل
والثّالث : شيخ المجذوب ، عقبه ب #حوطة_الزّبيديّ ، كذا في «شمس الظّهيرة» ، ولكنّه لا ذكر لهم الآن بالحوطة ، فلعلّهم تحوّلوا ، أو انقرضوا ؛ فما بالحوطة الآن نافخ نار من #العلويّين.
وممّن تديّر #مريمه : العلّامة السّيّد يوسف بن عابد الحسنيّ #الفاسيّ (١) ، جاء في أواخر أيّام سيّدنا الشّيخ أبي بكر بن سالم وأخذ عنه ، وسكن #مريمه ، وكان يتردّد بينها وبين الحزمة ب #مأرب ، وله في كلّ أهل.
وفي سنة (٩٩٣ ه) اقترن ببنت أحمد بن عمر بن عبد الله بن عليّ بن عمر #الحارثيّ ، قال : وحضر عقد النّكاح جماعة من العلويّين ، منهم : الشّيخ أحمد بن محمّد الحبشيّ ، وجماعة من الفقراء الزّبدة أهل #الرّباط (٢) ، وكثير من بني حارثة (٣).
ثمّ تزوّج على ابنة عمّ هذه كما فصّل ذلك في «رحلته» (٤).
وكان تولّى القضاء بمريمه ، وكان يزوّج #الشّرائف من غير الأكفاء فلا ينكر عليه.
وجاء في «مجموع الأجداد : طه بن عمر وعليّ بن عمر» ، عن الفقيه عبد الرّحمن بن أحمد حنبل (٥) ، قال : (لمّا طلب السّلطان عبد الله الزّواج من بنت
______
(١) ولد السيد يوسف سنة (٩٦٥ ه) أو (٩٦٦ ه) بالمغرب ، ببلدة الفيضة بالفاء أو الغين ، من بلاد أنقاد الواقعة بين فاس وتلمسان التي فيها جبال زناته. وكان والده مات سنة (٩٧٥ ه) وهو في نحو العاشرة ، فدخل فاس واجتمع بسلطانها مولاي إسماعيل العلوي ، وبعدها هاجر وطوف كثيرا من البلدان ، وكان وصوله عينات واجتماعه بالشيخ أبي بكر في (١٢) ربيع الثاني سنة (٩٩٢ ه) ، وكانت وفاته بمريمه سنة (١٠٤٨ ه).
وله عقب كثير ؛ إذ تزوج مرارا ، وبلغ عدد زوجاته اللاتي دخل بهن بحضرموت فقط سبع زوجات من عدة نواحي.
وعرفت ذريته بآل بن يوسف ، وآل الحسني ـ بسكون السين ـ وآل مشهور.
(٢) الرباط : يقصد به رباط الشيخة سلطانة ، الآتي ذكره عقب مريمه.
(٣) وحضر هذا النكاح من الأعيان أيضا : الشيخ عبد القادر بن إبراهيم باكثير ، والشيخ عبد الله بن عمر باجمال ، والفقيه محمد بن عبد الرحمن سراج باجمال ، والشيخ نادر باحميد ، وعبد الكبير باحميد ، ومحمد بن عبد الرؤوف باحميد .. إلخ. «الرحلة» (ص ١٠٩).
(٤) وهي الرحلة التي دوّن أحداثها سنة (١٠٣٦ ه) ، وتعرف باسم «رحلة يوسف بن عابد».
(٥) آل حنبل هؤلاء من آل بارجاء ، ولهم مسجد يعرف بمسجد حنبل بسيئون ، ومنهم الشيخ الفاضل
#إدام_القوت
#العلويّين إلى هذا الّذي لا بدّ وأن يعرّضهم لكلّ مهانة وابتلاء.
وسبب تسميته بهذا الاسم ـ حسبما أخبرني السّيّد عمر بن عبد الرّحمن بن عليّ بن عمر بن سقّاف عن والده ـ : أنّ اللّصوص أخذوا كعده ـ وهي إبريق من الخزف تطبخ فيه القهوة ـ على أحد رعايا السّلطان جعفر بن عبد الله #الكثيريّ من #بور ، فلم يكن من السّلطان إلّا أن سار بقضّه وقضيضه وسائر عسكره ، ونزل بهم ضيفا على عشيرة #اللّصّ ، فأنفقوا على ضيافته كلّ طارف وتليد ، حتّى احتاجوا إلى #الدّين ، فوسّطوا من يسأله عن شأنه ، فأخبرهم ، وقال : لا أرتفع عنهم إلّا بالّذي أخذ #الكعده.
فدفعوه #برمّته إليه ، فهابه النّاس ، وأطلق اللّقب على المكان من يومئذ #الكعده
وكان سيّدي أحمد بن عمر بن سميط كثيرا ما يعاتب أهل زمانه على #القهوة ويحذّرهم منها ؛ لأنّها تأخذ عليهم كثيرا من الأموال بدون فائدة ، ويقول لهم : (إنّكم انتهبتم في نخر #كعده) يعرّض بهذا في تورية لطيفة ، وكان يتقطّع ـ كما مرّ ـ حسرات لعدم الوالي ويقول : (لو جمعت الأموال الّتي تتلف في #القهوة .. لأمكن بها إقامة دولة عادلة بحضرموت) (١).
#الحسيّسة
هي قرية خاربة بإزاء #بور ، في سفح الجبل الجنوبيّ المعروف ب #شعب_مخدّم.
وكانت قرية معمورة ، ثمّ خربت ، فبناها عليّ بن عمر #الكثيريّ في سنة (٨٢١ ه) ، ثمّ أخربها عقيل بن عيسى #الصّبراتيّ سنة (٨٣٩ ه) ، كذا في «تاريخ ابن حميد» ، وهو إنّما ينقل عن «شنبل» ، والّذي رأيته فيه : أنّ #عقيلا هذا أخربها في سنة (٨٨٩ ه).
______
(١) لأن الفوضى كانت سائدة في زمان الإمام ابن #سميط ، كما يعلم ممّا مرّ في شبام وسيئون. وله رحمه الله كلام اقتصادي وسياسي نفيس نحو هذا في «مجموع كلامه» الذي جمعه الشيخ دحمان بن عبد الله بن عمر لعجم #باذيب.
#العلويّين إلى هذا الّذي لا بدّ وأن يعرّضهم لكلّ مهانة وابتلاء.
وسبب تسميته بهذا الاسم ـ حسبما أخبرني السّيّد عمر بن عبد الرّحمن بن عليّ بن عمر بن سقّاف عن والده ـ : أنّ اللّصوص أخذوا كعده ـ وهي إبريق من الخزف تطبخ فيه القهوة ـ على أحد رعايا السّلطان جعفر بن عبد الله #الكثيريّ من #بور ، فلم يكن من السّلطان إلّا أن سار بقضّه وقضيضه وسائر عسكره ، ونزل بهم ضيفا على عشيرة #اللّصّ ، فأنفقوا على ضيافته كلّ طارف وتليد ، حتّى احتاجوا إلى #الدّين ، فوسّطوا من يسأله عن شأنه ، فأخبرهم ، وقال : لا أرتفع عنهم إلّا بالّذي أخذ #الكعده.
فدفعوه #برمّته إليه ، فهابه النّاس ، وأطلق اللّقب على المكان من يومئذ #الكعده
وكان سيّدي أحمد بن عمر بن سميط كثيرا ما يعاتب أهل زمانه على #القهوة ويحذّرهم منها ؛ لأنّها تأخذ عليهم كثيرا من الأموال بدون فائدة ، ويقول لهم : (إنّكم انتهبتم في نخر #كعده) يعرّض بهذا في تورية لطيفة ، وكان يتقطّع ـ كما مرّ ـ حسرات لعدم الوالي ويقول : (لو جمعت الأموال الّتي تتلف في #القهوة .. لأمكن بها إقامة دولة عادلة بحضرموت) (١).
#الحسيّسة
هي قرية خاربة بإزاء #بور ، في سفح الجبل الجنوبيّ المعروف ب #شعب_مخدّم.
وكانت قرية معمورة ، ثمّ خربت ، فبناها عليّ بن عمر #الكثيريّ في سنة (٨٢١ ه) ، ثمّ أخربها عقيل بن عيسى #الصّبراتيّ سنة (٨٣٩ ه) ، كذا في «تاريخ ابن حميد» ، وهو إنّما ينقل عن «شنبل» ، والّذي رأيته فيه : أنّ #عقيلا هذا أخربها في سنة (٨٨٩ ه).
______
(١) لأن الفوضى كانت سائدة في زمان الإمام ابن #سميط ، كما يعلم ممّا مرّ في شبام وسيئون. وله رحمه الله كلام اقتصادي وسياسي نفيس نحو هذا في «مجموع كلامه» الذي جمعه الشيخ دحمان بن عبد الله بن عمر لعجم #باذيب.
#إدام_القوت
ضخما ؛ إذ لا يخلو «تهذيب التّهذيب» في حرف منه عن العدد الكثير منهم.
وإذا استطال الشّيء قام بنفسه
وصفات ضوء الشّمس تذهب باطلا (١)
ومعاذ الله أن تحصل منهم تلك الثّروة الضّخمة في الآفاق ، ويملؤون زوايا الشّام والحجاز ومصر والعراق ، بدون نظيره أو أقلّ منه في مساقط رؤوسهم.
ويتأكّد بما سيأتي عن «المشرع» في #تريم من تردّد السّادة من بيت جبير إلى #تريم في سبيل العلم.
وفي ترجمة عبد الله بن أحمد : أنّه أخذ عن أبيه وعن غيره من علماء عصره ، مع ذكرهم لاجتماعه بأبي طالب وقراءته لكتابه «القوت» عليه.
ومرّ في #شبام ما يكثّر علماء #الإباضيّة من شعر إبراهيم بن قيس ، وهو من أهل القرن الخامس ، وذكر من نجع من #الأزد إليها في أيّام الحجّاج.
وسبق في #الشّحر ما يدلّ على حالتها العلميّة حوالي سنة (٢٨٠ ه) ، وفي صوران ونقعة وغيرها ما يؤكّد ذلك ، وحسبك أنّ أكثر مشايخ الفقيه المقدّم من غير #العلويّين ، قال سيّدي الأبرّ في «عقده» : (وتفقّه ـ يعني : الفقيه المقدّم ـ على الشّيخ عبد الله بن عبد الرّحمن باعبيد ، وعلى القاضي أحمد بن محمّد باعيسى ، وأخذ الأصول والعلوم العقليّة عن الإمام العلّامة عليّ بن أحمد بامروان ، والإمام محمّد بن أحمد بن أبي الحبّ ، وأخذ علم التّفسير والحديث عن الحافظ المجتهد السّيد عليّ بن محمد باجديد ، وأخذ التّصوف والحقائق عن عمّه الشّيخ علويّ بن محمد صاحب #مرباط ، وعن الإمام سالم بن بصريّ ، والشّيخ محمّد بن عليّ الخطيب) اه
وأكبر من هذا ما تضمّه #الغنّاء من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ودعاته إلى الإسلام حتّى لهذا أنكر الشّيخ عبد الله باعلويّ على من استبعد وجود #ربع أهل #بدر فيها كما سيأتي في #تريم ، وقال : إنّه يتلقّاه الخلف عن السّلف ، فانطمس منارهم ، واندرست آثارهم ، وهم نجوم الهدى ، ومصابيح الدّجى ، وشفاء
______
(١) البيت من الكامل.
ضخما ؛ إذ لا يخلو «تهذيب التّهذيب» في حرف منه عن العدد الكثير منهم.
وإذا استطال الشّيء قام بنفسه
وصفات ضوء الشّمس تذهب باطلا (١)
ومعاذ الله أن تحصل منهم تلك الثّروة الضّخمة في الآفاق ، ويملؤون زوايا الشّام والحجاز ومصر والعراق ، بدون نظيره أو أقلّ منه في مساقط رؤوسهم.
ويتأكّد بما سيأتي عن «المشرع» في #تريم من تردّد السّادة من بيت جبير إلى #تريم في سبيل العلم.
وفي ترجمة عبد الله بن أحمد : أنّه أخذ عن أبيه وعن غيره من علماء عصره ، مع ذكرهم لاجتماعه بأبي طالب وقراءته لكتابه «القوت» عليه.
ومرّ في #شبام ما يكثّر علماء #الإباضيّة من شعر إبراهيم بن قيس ، وهو من أهل القرن الخامس ، وذكر من نجع من #الأزد إليها في أيّام الحجّاج.
وسبق في #الشّحر ما يدلّ على حالتها العلميّة حوالي سنة (٢٨٠ ه) ، وفي صوران ونقعة وغيرها ما يؤكّد ذلك ، وحسبك أنّ أكثر مشايخ الفقيه المقدّم من غير #العلويّين ، قال سيّدي الأبرّ في «عقده» : (وتفقّه ـ يعني : الفقيه المقدّم ـ على الشّيخ عبد الله بن عبد الرّحمن باعبيد ، وعلى القاضي أحمد بن محمّد باعيسى ، وأخذ الأصول والعلوم العقليّة عن الإمام العلّامة عليّ بن أحمد بامروان ، والإمام محمّد بن أحمد بن أبي الحبّ ، وأخذ علم التّفسير والحديث عن الحافظ المجتهد السّيد عليّ بن محمد باجديد ، وأخذ التّصوف والحقائق عن عمّه الشّيخ علويّ بن محمد صاحب #مرباط ، وعن الإمام سالم بن بصريّ ، والشّيخ محمّد بن عليّ الخطيب) اه
وأكبر من هذا ما تضمّه #الغنّاء من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ودعاته إلى الإسلام حتّى لهذا أنكر الشّيخ عبد الله باعلويّ على من استبعد وجود #ربع أهل #بدر فيها كما سيأتي في #تريم ، وقال : إنّه يتلقّاه الخلف عن السّلف ، فانطمس منارهم ، واندرست آثارهم ، وهم نجوم الهدى ، ومصابيح الدّجى ، وشفاء
______
(١) البيت من الكامل.
والوسط هو المحمود ، وعنده يلتقي شأو المنصفين من كلّ فرقة ، وقبلتنا من أمّها .. لا يكفّر.
وفي غير هذا الموضع أنّه كان ل #العلويّين اتّصال ب #السّادة_الزّيديّة إلّا أنّه تلاشى بعد #التّمذهب حتّى جدّده الله باتّصالي بأمير المؤمنين #المتوكّل على الله يحيى بن محمّد حفظه الله.
المبحث الثّاني :
لا نزاع فيما يؤثر عن سابقي العلويّين من الشّهامة والفتوّة والكرم ، والمروءة والجاه والشّرف والسّيادة ، والحلم والصّبر والعبادة ، والنّجدة والتّواضع والورع والتّقوى ، والأخذ من مكارم الأخلاق بالغايات القصوى ، بل كلّ ثناء مقصّر عنهم في هذه النّواحي.
وجاء في مواضع من كلام الحبيب عمر بن حسن #الحدّاد أنّ المشايخ استنكروا #العلويّين ؛ لأنّ المقام مقامهم ، وفي كلام غيره : أنّ النّاس أقبلوا عليهم من بدء الأمر ، وتجتمع أطراف الكلام بما انتصبت عليه القرائن من استنكار أهل المذاهب للتّخالف المنضمّ إلى الحسد ، ولكنّ العامّة ـ بسلامة قلوبهم ونشأتهم على الفطرة وانقيادهم بسوق الطّبيعة ـ أقبلوا عليهم إقبالا عظيما ، وكيف لا .. وهم أوّل من عرفوا من العترة الطّاهرة ، وقد قيل (١) :
يقولون ما بال النّصارى تحبّهم
وأهل النّهى من أعرب وأعاجم
فقلت لهم : إنّي لأحسب حبّهم
سرى في قلوب الخلق حتّى البهائم
لا سيّما وقد انضمّ إلى ذلك ما يستجهر الأبصار والبصائر من الشّرف الفخم والسّؤدد الضّخم ؛ فقد كان الأمر أعظم ممّا يتصوّر ، وإن كان سيّدنا محمّد بن عليّ ـ صاحب مرباط ـ ليخفر القوافل من بيت جبير إلى ظفار ، بما له من ضخامة الجاه ، كما ذكره الشّيخ سالم بن حميد عن الشّيخ عبد الله بن عمر #الكثيريّ.
______
(١) البيتان من الطويل ، وهما لزينب بنت إسحاق النصراني ، وهما في «نفح الطيب» (٢ / ٨٤٤).
789
وفي غير هذا الموضع أنّه كان ل #العلويّين اتّصال ب #السّادة_الزّيديّة إلّا أنّه تلاشى بعد #التّمذهب حتّى جدّده الله باتّصالي بأمير المؤمنين #المتوكّل على الله يحيى بن محمّد حفظه الله.
المبحث الثّاني :
لا نزاع فيما يؤثر عن سابقي العلويّين من الشّهامة والفتوّة والكرم ، والمروءة والجاه والشّرف والسّيادة ، والحلم والصّبر والعبادة ، والنّجدة والتّواضع والورع والتّقوى ، والأخذ من مكارم الأخلاق بالغايات القصوى ، بل كلّ ثناء مقصّر عنهم في هذه النّواحي.
وجاء في مواضع من كلام الحبيب عمر بن حسن #الحدّاد أنّ المشايخ استنكروا #العلويّين ؛ لأنّ المقام مقامهم ، وفي كلام غيره : أنّ النّاس أقبلوا عليهم من بدء الأمر ، وتجتمع أطراف الكلام بما انتصبت عليه القرائن من استنكار أهل المذاهب للتّخالف المنضمّ إلى الحسد ، ولكنّ العامّة ـ بسلامة قلوبهم ونشأتهم على الفطرة وانقيادهم بسوق الطّبيعة ـ أقبلوا عليهم إقبالا عظيما ، وكيف لا .. وهم أوّل من عرفوا من العترة الطّاهرة ، وقد قيل (١) :
يقولون ما بال النّصارى تحبّهم
وأهل النّهى من أعرب وأعاجم
فقلت لهم : إنّي لأحسب حبّهم
سرى في قلوب الخلق حتّى البهائم
لا سيّما وقد انضمّ إلى ذلك ما يستجهر الأبصار والبصائر من الشّرف الفخم والسّؤدد الضّخم ؛ فقد كان الأمر أعظم ممّا يتصوّر ، وإن كان سيّدنا محمّد بن عليّ ـ صاحب مرباط ـ ليخفر القوافل من بيت جبير إلى ظفار ، بما له من ضخامة الجاه ، كما ذكره الشّيخ سالم بن حميد عن الشّيخ عبد الله بن عمر #الكثيريّ.
______
(١) البيتان من الطويل ، وهما لزينب بنت إسحاق النصراني ، وهما في «نفح الطيب» (٢ / ٨٤٤).
789
#مجموع_بلدان_اليمن
حصن في بلاد #الشعيبي من أعمال #السبرة ،
و #منيف في سبأ صهيب المعروفة ببلاد #العلويين جنوب #لحج) (١).
وذو #منيف من قبايل آل سالم في بلاد #صعدة.
(حرف الميم مع الواو وما إليهما)
#مواجد : من قبائل #نجران.
#المواخل : بضم الميم وفتح الخاء المعجمة قرية من ناحية المهجم حكاها الشرجي في ترجمة مهدي بن محمد المنسكي.
#المواهب : من قرى ذمار فيها قبر الإمام المهدي محمد بن المهدي أحمد بن الحسن بن الإمام القاسم.
بنو #الموت : عزلة في وصاب العالي.
#مور : أكبر أودية تهامة التي تصب في البحر الأحمر مأتاه من بلاد حجور وحجة وحاشد ولاعة ومسور المنتاب وكحلان تاج الدين وشرس وغير ذلك تجتمع إليه أودية كثيرة كأخرف وعصمان في حاشد وشرس ولاعة وغير ذلك تجتمع في بلاد بني قيس شرقي الواعظات والزعلية من بلاد اللحية وتسقي مزارع تلك الجهة من بلاد الواعظات والزعلية والبعجية وبني جامع وما فاض يصب في البحر الأحمر من ساحل اللحية.
و #مور : مدينة بهذا الوادي ، قال في معجم البلدان : مور بالفتح ثم السكون وآخره راء وهو الدوران في اللغة ومصدر مرت الصوف مورا إذا نتفته : ساحل لقرى اليمن.
وقال عمارة : #مور والمهجم والكدراء والواديان سردد وسهام هذه الأعمال الأربعة جلّ الأعمال الشمالية عن زبيد. قال ابن الحائك : مور مدينة يقال لها ملحة لعك ، قال : ومور : أحد مشارب اليمن الكبار وهو ميزاب تهامة الأعظم ويتلوه في العظم وبعد المأتى زبيد وإليه يصب أكثر أودية اليمن. وقال شاعر يمني : ـ
فعجت عناني للحصيب وأهله
ومور وريم والمصلى وسردد
______
(١) ما بين القوسين إستدراك من أخي المؤلف.
حصن في بلاد #الشعيبي من أعمال #السبرة ،
و #منيف في سبأ صهيب المعروفة ببلاد #العلويين جنوب #لحج) (١).
وذو #منيف من قبايل آل سالم في بلاد #صعدة.
(حرف الميم مع الواو وما إليهما)
#مواجد : من قبائل #نجران.
#المواخل : بضم الميم وفتح الخاء المعجمة قرية من ناحية المهجم حكاها الشرجي في ترجمة مهدي بن محمد المنسكي.
#المواهب : من قرى ذمار فيها قبر الإمام المهدي محمد بن المهدي أحمد بن الحسن بن الإمام القاسم.
بنو #الموت : عزلة في وصاب العالي.
#مور : أكبر أودية تهامة التي تصب في البحر الأحمر مأتاه من بلاد حجور وحجة وحاشد ولاعة ومسور المنتاب وكحلان تاج الدين وشرس وغير ذلك تجتمع إليه أودية كثيرة كأخرف وعصمان في حاشد وشرس ولاعة وغير ذلك تجتمع في بلاد بني قيس شرقي الواعظات والزعلية من بلاد اللحية وتسقي مزارع تلك الجهة من بلاد الواعظات والزعلية والبعجية وبني جامع وما فاض يصب في البحر الأحمر من ساحل اللحية.
و #مور : مدينة بهذا الوادي ، قال في معجم البلدان : مور بالفتح ثم السكون وآخره راء وهو الدوران في اللغة ومصدر مرت الصوف مورا إذا نتفته : ساحل لقرى اليمن.
وقال عمارة : #مور والمهجم والكدراء والواديان سردد وسهام هذه الأعمال الأربعة جلّ الأعمال الشمالية عن زبيد. قال ابن الحائك : مور مدينة يقال لها ملحة لعك ، قال : ومور : أحد مشارب اليمن الكبار وهو ميزاب تهامة الأعظم ويتلوه في العظم وبعد المأتى زبيد وإليه يصب أكثر أودية اليمن. وقال شاعر يمني : ـ
فعجت عناني للحصيب وأهله
ومور وريم والمصلى وسردد
______
(١) ما بين القوسين إستدراك من أخي المؤلف.
وفقراء أخيار صالحون ، دفن ب #شبام ، وتربته من التّرب المشهورة ، المقصودة بالزّيارة من الأماكن الشّاسعة ، و #منصبهم من أعلى مناصب #حضرموت) اه (١)
وقوله : (إنّ الغرفة بأعلى حضرموت) .. من الأوهام ، وكذلك قوله : (إنّ الشّيخ عبد الله أوّل من اشتهر بالتّصوّف). وأمّا قوله : (إنّ منصبهم من أعلى مناصب حضرموت) .. فنعم كما سيأتي.
ومن أكبر #مناصبهم : الشّيخ محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن محمّد بن عبد الرّحمن #عبّاد (٢) ، الّذي يقال له : صاحب #الجابية ؛ لأنّه بنى #جابية للواردين عليه من #الحنفيّة ، ولا يزال في ضيافته خمس مئة نفر غير الطّارئين. وكان حمّالا للأثقال ، يتحمّل المغارم ، ويدفع المظالم.
وفي مناقبه : أنّ أحد أهل اليمن ساءت حاله ، ولزمه دين يقدّر بمئة دينار ، وانقطعت به الحيل ، وانسدّت في وجهه الأبواب ، فطوى البلاد سائرا إلى الغرفة ، فاستجهره ما رأى من عظيم حال الشّيخ وكثرة وفوده ، فهابه ولم يقدر على مكالمته ، إلى أن سنحت له الفرصة ، فذكر له حاله ، فأعطاه ألف دينار ، ولمّا كان في أثناء الطّريق .. انتهبه اللّصوص ، فعاد أدراجه إلى الغرفة #حرّان (٣) آسفا (٤) ، فعوّضه الشّيخ بألف آخر أعطاه به تحويلا إلى #الشّحر كيلا يأخذه اللّصوص مرّة أخرى. وبالثّمرة الواحدة تعرف الشّجرة.
وكان للشّيخ عبد الله القديم ولذرّيّته من بعده تعلّق عظيم ب #العلويّين ، وسمعت من بعض المشايخ أنّهم أوّل من سنّ تقبيل أيدي العلويّين بحضرموت ، إلّا أنّه حصل بعد ذلك ما يقتضي التّنافر ، وأوّله ـ فيما أظنّ ـ ما وقع في زمان الشّيخ عمر #المحضار
______
(١) نسبة البلدان (خ / ١٨٩).
(٢) توفي الشيخ محمد هذا سنة (٨٠٥ ه) ، كما في «شنبل» (١٥٦) ، و «الحامد» (٢ / ٢٨٤).
أما والده الشيخ عبد الله بن محمد .. فيلقب بعبد الله الأخير ؛ تمييزا له عن الشيخ عبد الله بن محمد القديم المتقدم الذكر ، توفي هذا الأخير في (٢٥) رجب سنة (٧٦٣ ه) «شنبل» (١٣٠).
(٣) حرّان : عطشان.
(٤) آسفا : شديد الحزن.
612
وقوله : (إنّ الغرفة بأعلى حضرموت) .. من الأوهام ، وكذلك قوله : (إنّ الشّيخ عبد الله أوّل من اشتهر بالتّصوّف). وأمّا قوله : (إنّ منصبهم من أعلى مناصب حضرموت) .. فنعم كما سيأتي.
ومن أكبر #مناصبهم : الشّيخ محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن محمّد بن عبد الرّحمن #عبّاد (٢) ، الّذي يقال له : صاحب #الجابية ؛ لأنّه بنى #جابية للواردين عليه من #الحنفيّة ، ولا يزال في ضيافته خمس مئة نفر غير الطّارئين. وكان حمّالا للأثقال ، يتحمّل المغارم ، ويدفع المظالم.
وفي مناقبه : أنّ أحد أهل اليمن ساءت حاله ، ولزمه دين يقدّر بمئة دينار ، وانقطعت به الحيل ، وانسدّت في وجهه الأبواب ، فطوى البلاد سائرا إلى الغرفة ، فاستجهره ما رأى من عظيم حال الشّيخ وكثرة وفوده ، فهابه ولم يقدر على مكالمته ، إلى أن سنحت له الفرصة ، فذكر له حاله ، فأعطاه ألف دينار ، ولمّا كان في أثناء الطّريق .. انتهبه اللّصوص ، فعاد أدراجه إلى الغرفة #حرّان (٣) آسفا (٤) ، فعوّضه الشّيخ بألف آخر أعطاه به تحويلا إلى #الشّحر كيلا يأخذه اللّصوص مرّة أخرى. وبالثّمرة الواحدة تعرف الشّجرة.
وكان للشّيخ عبد الله القديم ولذرّيّته من بعده تعلّق عظيم ب #العلويّين ، وسمعت من بعض المشايخ أنّهم أوّل من سنّ تقبيل أيدي العلويّين بحضرموت ، إلّا أنّه حصل بعد ذلك ما يقتضي التّنافر ، وأوّله ـ فيما أظنّ ـ ما وقع في زمان الشّيخ عمر #المحضار
______
(١) نسبة البلدان (خ / ١٨٩).
(٢) توفي الشيخ محمد هذا سنة (٨٠٥ ه) ، كما في «شنبل» (١٥٦) ، و «الحامد» (٢ / ٢٨٤).
أما والده الشيخ عبد الله بن محمد .. فيلقب بعبد الله الأخير ؛ تمييزا له عن الشيخ عبد الله بن محمد القديم المتقدم الذكر ، توفي هذا الأخير في (٢٥) رجب سنة (٧٦٣ ه) «شنبل» (١٣٠).
(٣) حرّان : عطشان.
(٤) آسفا : شديد الحزن.
612