اليمن_تاريخ_وثقافة
11.7K subscribers
145K photos
352 videos
2.21K files
24.8K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
#إدام_القوت

عبد الله بن سالم ، بقي بمكان أبيه ، إلّا أنّه يكثر التّردّد إلى #سيئون. وفي سنة (١٣٦٤ ه‍) توفّي بها لعشر من رمضان.
وأمّا السّيّد صالح بن أحمد : فقد انتقل إلى #سيئون ، وكانت له يد في خدمة الدّولة الكثيريّة ، وجلب العسكر لهم من #الصّيعر ضدّ #يافع. توفّي ب #سيئون (١) ، وله بها أولاد.
أكبرهم وأغناهم : الشّهم الغيور الفاضل ، السّيّد عليّ بن صالح بن أحمد ، جمع ثروة من #جاوة فوصل فيها الأرحام ، وأطعم الطّعام ، وأقرض المحتاجين ، وأعان على نوائب الحقّ ، وأوصى بما يغلّ نحو ثمان مئة وخمسين ربّيّة لمثل ما كان يفعله من الضّيافة والمعروف في حياته ، وكان ينكر الخرافات والدّعاوي الكاذبة ، ولمّا واظب على حضور دروسي في «الشّمائل النّبويّة» .. تأكّد ما بخاطره من ذلك ، فوافقني على إنكارها وصارح بذلك ، فلحقه شيء يسير من فضول ما لحقني من تعصّب عشّاق الجاه المنفوخ ، والولاية المزيّفة ، منها أنّه من المشار إليهم بقول العلّامة السّيّد عليّ بن محمّد #الحبشيّ [من الكامل] :
حجبوا وحسبهم الحجاب عذاب 
ياليتهم سمعوا النّدا فأجابوا
والقياس : نصب (العذاب) ولكنّه ارتفع.
ولو لا اعتصامه بالثّروة ـ وهي #الشّافع المقبول في بلادنا ـ .. لناله ما نالني أو أكثر.
توفّي ب #سيئون سنة (١٣٤٩ ه‍) (٢) ، ورثاه جماعة من أدباء سيئون وشعرائها ؛ منهم : ولده النّجيب صالح (٣) ، والسّيّد عيدروس بن سالم السّوم ، والسّيّد محمّد بن شيخ المساوى.
______
(١) سنة (١٢٩٩ ه‍).
(٢) وصدر كتيب صغير بعنوان : «فقيد سيئون» ، طبع بجاوة ، اشتمل على نبذة عن حياته والمراثي التي قيلت فيه.
(٣) صالح بن علي بن صالح الحامد (١٣٤٢ ـ ١٣٨٧ ه‍) ، ولد بسيئون ، وتربى في حجر والده ، وقرأ القرآن عند الشيخ عبد القادر باحميد ، وتفقه على السيد العلامة محمد بن هادي السقاف ، وتتلمذ
وفي «مجموعة مراثيه» : أنّ له اتّصالا بالعلّامة السّيّد شيخان بن محمّد #الحبشيّ.
وما أراه إلّا وهما ؛ لأنّ السّيّد شيخان توفّي في رجب من سنة (١٣١٣ ه‍) ، والسّيّد عليّ بن صالح لم يعد من #جاوة إلّا بعد ذلك بأكثر من سنتين عن غيبة طويلة ، كان في أثنائها اتّصال السّيّد شيخان بسيئون.
وب #السّحيل جماعة من آل الحبشيّ ؛ من أواخرهم : السّيّد محمّد بن عبد الله #الحبشيّ ، وأخوه عبد الرّحمن ـ أصحاب بير المير الواقعة في شرقيّ هذا السّحيل وغربيّ باعبد الله ـ وطه بن عليّ ، وأخوه عبد القادر ، وكانت للثّاني ثروة جمعها من سنغافورة ، ولكنّها تلاشت أو كادت ، وكان وصل إلى حضرموت ، وجرى بينه وبين السّيّد أحمد بن سالم بو فطيم شجار ، فشجّه حسين بن أحمد بو فطيم في رأسه شجّة منكرة ، فذهب يستنجد بالعلّامة السّيّد عليّ بن محمّد الحبشيّ وآل أحمد بن زين الحبشيّ .. فلم ينفعه أحد ، ولكنّ ولده محمّد بن عبد القادر استعان ببعض العوامر ، فتسوّر ـ وهم معه ـ ذات ليلة على حسين بن أحمد وضربه ضربا مبرّحا وهو إلى جانب امرأته وكانت حاملا فأجهضت ولم تطل مدّتها.
وسافر السّيّد عبد القادر وولده محمّد إلى #سنغافورة.
ثمّ عاد السّيّد عبد القادر بن عليّ في حدود سنة (١٣٣٠ ه‍) إلى تريم ومعه أهل وأولاد صغار ، فتوفّي وشيكا ، ووصل ولده محمّد إلى تريم أيضا فأوذي بها ، فعاد إلى سنغافورة ، واستولى على مال أبيه فيها ، وتدخّل آل الكاف ـ بتوكيل من الأولاد الصّغار وبعض النّساء ـ وسعوا في حبس محمّد ، فحبسته حكومة #سنغافورة مدّة ، ثمّ أطلقته ، وصاح الشّيطان في تلك التّركة ، فهلكت وهلك الأبناء كلّهم إلّا محمّدا ،
______
للمؤلف ، وأخذ في مهجره عن العلامة الإمام علوي بن طاهر الحداد. تردد على بلدان جاوة ومصر والحرمين ، وكان أديبا مطبوعا ، نشرت له الصحف المصرية عددا من أشعاره ، ومقالاته التاريخية القيمة ، له مؤلفات قيمة تقلد عددا من المناصب الكبيرة في حضرموت ؛ منها : منصب مفتش المحاكم الشرعية ، وعضوا في محكمة الاستثناف العليا ، فمفتيا رسميا للدولة الكثيرية. وكانت وفاته في (٦) ربيع الأول (١٣٨٧ ه‍) بسيئون ، رحمه الله.
803
#إدام_القوت

وهو أكبرهم ؛ فإنّه لا يزال بسنغافورة إلى الآن.
ومنهم : العلّامة السّيّد عليّ بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن محمّد بن حسين #الحبشيّ ، يجتمع مع السّيّد عبد القادر بن عليّ في محمّد بن حسين الحبشيّ وجد ب #جاوة في حدود سنة (١٢٨٦ ه‍) ، وخرج إلى حضرموت سنة (١٢٩٨ ه‍) ، وأخذ عن أراكينها ، وأقام مدّة خمس سنوات ببور يطلب العلم ويتردّد إلى مدائن #حضرموت للأخذ والتّلقّي ، ثمّ عاد إلى جاوة وحجّ أربع مرّات : الأولى سنة (١٣١١ ه‍) ، والثّانية سنة (١٣٤٨ ه‍) ، والثّالثة سنة (١٣٥٤ ه‍) ، والرّابعة سنة (١٣٦٧ ه‍).
وبيني وبينه ودّ وإخاء ، ولبس منّي ولبست منه ، ولا يزال له بجاوة شأن عظيم ، وله لسان في الوعظ باللّغة الجاويّة ، وانتفع به خلائق ، وأسلم على يده كثير ، ولا يزال ناشرا الدّعوة إلى الله ، وأهل الرّابطة #العلويّة ينتفعون بجاهه ، ويأخذون به إلى مساعدتهم بالحياء ، وإلّا .. فإنّه لم يسلك فجّهم في التّفرقة بين الحضارم ، وله تواضع وخلق حسن ، ودمعة غزيرة ، مدّ الله في حياته على خير.
وب #السّحيل أيضا جماعة من المشايخ #الزّبيديّين ، منهم : الشّيخ أحمد بن عبود بن عيسى بن عبد الله بن تميم #الزّبيديّ ، كان عاقلا ، أصيل الرّأي ، له يد في #الطّبّ الحضرميّ ، يوافقه التّوفيق في كثير من المعالجات ، توفّي سنة (١٣٢٥ ه‍).
وأصلهم من #حوطة سلطانة ، فانتقل جدّهم عبد الله بن تميم ـ من جور حصل عليه من يافع ـ إلى عرض عبد الله ببور ، ثمّ انتقل إلى تاربه ، وحفر بها مئة وستّين بئرا ، غرسها بالنّخيل ، والوثائق الموجودة بين آل #تاربه ناطقة ـ حسبما يقال ـ بأنّ تلك الآبار لم تنتقل إلى ملّاكها إلّا بالشّراء منه ، أو من ورثته. وكان انتقاله إلى تاربه في حدود سنة (١٠٩٠ ه‍).
وب #السّحيل مسجد صغير ، بناه السّيّد عبد الله بن سالم بن أحمد الحامد في جانبه الجنوبيّ ـ وهو غير جامع #بدر الّذي بالشّمال ـ وفيه جماعة من العوامر آل خميس ، كان بينهم في الوقت الأخير رجل له نجدة ووفاء ، يقال له : سالم بن #عويّض ، قتل غيلة في حدود سنة (١٣٣٣ ه‍).
بارجاء ، ثمّ عزل ، وأعيد السّيّد عبد الله بن عمر ، ثمّ عزل وأسندوه إلى عمّنا عبد الله بن محسن ، وبقي عليه إلى أن مات في رمضان سنة (١٣١٣ ه‍).
فاجتمع الأعيان والسّلطان بدار الشّيخ أحمد بن محمّد #بارجاء. وأرادوا تولية سيّدي علويّ بن عبد الرّحمن .. فامتنع ، فولّوا الشّيخ أحمد #بارجاء مؤقّتا ريثما يقنعوا سيّدي علوي.
فخرج سيّدي علويّ من فوره وعقد ببنت عمّنا الغائب علويّ بن محسن على السّيّد محمّد بن عبد القادر بن محسن ، وكانت له ولاية على #الأنكحة ، فأشار العلّامة السّيّد عليّ بن محمّد #الحبشيّ بعد خروجه على السّلطان أن يعزل كلّ متولّ غير بارجاء ، ففعل ، وعلموا بعقد شيخنا فأرسلوا الشّيخ أحمد بارجاء ليخبر ويجدّد العقد ؛ لأنّ العقد الأوّل وقع بعد عزل العاقد ، فقال لهم شيخنا : إنّ القاضي لا ينعزل بنفس العزل ، ولكن ببلوغ الخبر ، فالعقد على صحّته ، فلم يستأنف ، وكنت أنا ممّن شهد ذلك.
وكان السّيّد محمّد بن حامد (١) يرشّح نفسه له ـ بعد عمّنا ـ والنّاس لا يعدلون أحدا بشيخنا علويّ بن عبد الرّحمن ، وهو مصمّم على الامتناع من قبوله ، فلم يكن من الأعيان إلّا أن اجتمعوا ثانيا اجتماعا مشهودا من سائر النّاس في منزل السّيّد شيخ بن محمّد بن شيخ بن عبد الرّحمن السّقّاف (٢) ، وأقرعوا ثلاث مرّات بين الاثنين ، والقرعة تخرج عليه في الثّلاث بحيلة مدبّرة من اللّيل بين السّيّد شيخ بن محمّد بن عبد الرّحمن والشّيخ عمر جوّاس ، وبعد خروجها عليه ثلاث مرار .. لم يكن له بدّ من القبول.
وقد سار سيرة حميدة ، أتعب بها من بعده ، وأزرى على بعض من كان قبله ، ولم
______
(١) المتوفى بمكة عقب حج سنة (١٣٣٨ ه‍) ، وهو والد السيد عبد الله مؤلف «تاريخ الشعراء» ، ترجمته في «تاريخ ابنه» (٤ / ٢١٩ ـ ٢٤٤) ، وفي «التلخيص» (٩٠).
(٢) من آل عبد الرحمن بن سقاف بن محمد .. مولده سنة (١٢٤١ ه‍) ، ووفاته في رمضان (١٣١٦ ه‍). «التلخيص» (٥٦ ـ ٥٧).

715
ومنه (١) : أنّ محمّد لعجم من السّابقين ؛ لأنّه سبق سلفه.
ومنه : أنه لمّا توفّي أحمد بكار لعجم .. قال والدي : توفّي وهو خير من بالبلد.
ولمّا توفّي عبد الله بن عمر لعجم .. قال الحبيب أحمد بن عمر بن سميط : إنّه من الأخيار الّذين يدفع الله بهم البلاء ، ومن الّذين يحييهم ويميتهم الله في عافية ، وكانت وفاته بسبب #الوباء الّذي وقع ب #شبام و #سيئون و #بور في سنة (١٢٥٠ ه‍).
ومنه : أنّ الحبيب محمّد بن زين بن سميط قال : ما تحقّقت أنّ أحدا يحبّ للمسلمين ما يحبّ لنفسه إلّا عبد الله بن زين #الحبشيّ صاحب #ثبيّ ، وبكّار بن عوض #لعجم ؛ فإنّ هذا يقوم إليّ في الدّرس ويقول : تكلّم في كذا ؛ فإنّ النّاس واقعون فيه.
ومنه : أنّ الشّيخ أحمد صلعان ممّن ترجم له الحبيب محمّد بن سميط ، وأن محمّد #صلعان كثيرا ما يستشهد بحكم ابن عطاء الله يكاد يحفظها ، وأنّ القرآن معجون بمحمّد بن عقبة سديس.
ومنه : أنّ المرحوم محمّد بن أحمد #بايوسف ـ جدّ آل بايوسف ـ من الصّالحين ، وكذلك ولده أحمد.
ومنه : أخبرني عبد الله باسعود عن الحبيب جعفر بن أحمد بن زين قال : أدركنا أهل #شبام ثلاث طبقات : أوّل طبقة لباسهم كوافي بيض وأردية شمال ، وثاني طبقة كوافي سوسي وملاحف بيض ، وثالث طبقة كوافي #صنعانيات من نصف ريال وملاحف سود.
قال : ومن بعد توسّعوا مصانف وكوافي #صنعانيّات من ريالين.
ومنه : أنّه لمّا توفّي عمر بن أحمد #معاشر .. قال : إنّه من الّذين يمشون على الأرض هونا ، وقال مثل ذلك لمّا مات أحمد بن محمّد جبر.
ونقل الشّيخ عليّ بن عبد الرّحيم بن قاضي في ترجمته لنفسه : أنّ والده تولّى
______
(١) أي : من كلام ابن سميط.
521
ثمّ إلى #آل_كثير (١).
ثمّ إلى الإمام #المتوكّل على الله إسماعيل ، ثمّ ل #يافع ، إلّا أنّ يافعا لم تدّع سلطنة ، بل متى انتصب لهم سلطان .. بخعوا له بالاسم مع الاستبداد عليه بالعمل ، وقد يستغنون عن السّلطان بالكلّيّة ، إمّا برؤسائهم وإمّا ب #منصب سيّدنا الشّيخ أبي بكر بن سالم.
وفي أيّام يافع كانت الدّولة الكثيريّة لآل عيسى #بن_بدر ب #شبام ، أوّلهم : عمر بن جعفر بن عيسى بن بدر.
ثمّ أخوه عبد الله ، وهو الّذي باع ل #يافع ناصفة #شبام.
ثمّ منصور بن عمر بن جعفر بن عيسى بن بدر ، وكان شهما شجاعا حميّ الأنف ، أبيّ الضّيم ، وله تعلّق بجبل المجد ونجم الشّرف : السّيّد عمر بن محمّد #بن_سميط ، فكانت له عبادة ؛ منها : أنّ ورده في اليوم واللّيلة مئة ركعة.
ومن أخباره : أنّ السّيّد سالم بن صالح #الحبشيّ كان من أثرياء #شبام ، فطلب منه منصور إعانة ، فشكا إلى الحبيب عمر بن محمّد ، فعاتبه ، فقال : أنا لا أحبّ الظّلم وأكره أن أسيء أحدا من أهل البيت ، ولكنّ السّيّد سالما عنده من جيف الدّنيا ، لو وضعت جيفة عند المنبر في الجامع .. لأسرعت إليها الكلاب والضّرورة تحوج ، فقال الحبيب عمر للسّيّد سالم : أعطه.
وحجّ السّلطان منصور مع الحبيب عمر بن محمّد وأشيع موتهما كذبا ، ثمّ عادا بالسّلامة ، أخبرني بجميع هذا الأخ الصّالح المنصب عليّ بن عبد الرّحمن الحبشيّ.
ثم إن #منصورا بقي كما كان عمّه مع #يافع على المناصفة ب #شبام ، وجرت بين كلّ منهم وبين يافع وبين أصحابهم آل كثير مشاغبات ومحاربات من أشهرها : أنّ منصور بن عمر سمع حمود بن سعيد بن عبد العزيز يتهدّد رجلا من أهل #شبام
______
(١) لمعرفة أخبار هذه الدويلات ينظر : «أدوار التاريخ الحضرمي» ، و «تاريخ حضرموت» و «تاريخ الدولة الكثيرية» ، و «الصفحات».
539
#إدام_القوت

بالمعروف ، ناه عن المنكر ، كثيرا ما يجابه الجائرين بقول الحقّ ، لا يهاب ولا يداهن ، وكان مع ذلك مضحاكا مزّاحا ، وله دالة عظمى على الأكابر.
وأصله من #الحوطة ، وله بها مسكن صغير ؛ مرّ الحبيب حسن بن صالح #البحر تحته مرّة فناداه : يا حسن ؛ ألا تحبّ أن تزور الملك ـ يعني نفسه ـ في قصره؟ فقال له : بلى.
ولمّا عزم على الدّخول ـ وكان الباب قصيرا ـ .. قال له : طأطىء رأسك كما هي العادة في الدّخول على الملوك ، ففعل ، ثمّ قدّم له طاسة من الفخّار تفهق (١) بالماء ، وقال له : اشرب ؛ فإنّ هذا كأس الملك ، وسيّد الوادي يمتثل كلّ ما يقول بصدر مشروح وخاطر مبسوط.
ول #عتيق هذا نوادر :
منها : أنّه أراد أن يختبر أهل بلاده بحيره ، وكان إمامهم وخطيبهم ومعلم أولادهم ، فقال لهم : إنّ لي شغلا يوم الجمعة بشبام ، وأنتم بالخيار :
إمّا أن تكفوا أنفسكم بغيري يقوم بالواجب.
وإمّا أن تتركوها.
وإمّا أن نقدّمها يوم #الخميس؟ فاختاروا هذه ، ف #جمّع- جمعة - لهم يوم #الخميس.
وقال في الدّعاء : لكم الهجّ والرّجّ والحصا المدحرج ، فقالوا : آمين!

وقد رأيت في بعض التّواريخ أنّ عمرو بن العاصي أشار على معاوية أن يختبر طواعية أهل الشّام بتقديم #الجمعة ، فرضوا ، وصلّاها بهم يوم #الثّلاثاء.
وكان ذلك أيّام خروجهم إلى #صفّين ، ففي ذلك أسوة ليست بالحسنة.
ومنها : أنّ أحد أعيان #السّادة آل أحمد بن زين #الحبشيّ طلب إليه أن يذهب معه إلى #هينن ، فرضي على شرط أن يعقبه على الفرس إذا تعب ، وأن لا يأكل إلا ويده معه.
______
(١) تفهق : تمتلىء.
#إدام_القوت

البحر (١) ، لقد كان علم هدى ، ومصباح دجى ، ومناط آمال ، وحمّال أثقال ، وغرّة زمان ، وحرز أمان ، ومعقل إيمان ، عقل الدّين عقل وعاية ورعاية ، لا عقل تدريس ورواية ، أمّا العبادة .. فيبيت صافّا قدميه إذا استثقلت بالمؤمنين الوسادة.
يبيت يجافي جنبه عن فراشه 
إذا استثقلت بالمخلصين المضاجع 
فلو زلزلت الأرض زلزالها .. لم يشعر بشيء مع استغراقه بالتّهجّد ، ولقد جرت له في ذلك أخبار لا نطيل بها ، من جنس ما وقع لابن الزّبير ؛ إذ صبّوا على رأسه الماء الشّديد الحرارة لمّا اتّهموه بالرّياء وهو ساجد فما أحسّ به.
ولقد كان يصلّي مرّة ومن ورائه الحبيب محمّد بن أحمد #الحبشيّ وأخوه صالح وعتيق ـ السّابق ذكره ، الّذي كان لا يجازف قيد شعرة في تصوير الرّجال ـ ولمّا فرغوا .. قال عتيق : لقد تمثّلت واحدا نثر أمامنا صرّة من الرّيالات ونحن نصلّي ، فقلت في نفسي : أمّا حسن .. فلن يشعر بها أصلا ، وأمّا صالح .. فسيطاعن عليها ، وأمّا محمد .. فسيجمع بيديه ويقول : سبحان الله ، سبحان الله ، فبكى محمّد وقال : لقد جعلتني شرّهم ؛ إذ تلك سمة المنافقين.
وما تفرّسه عتيق هو عين الحقيقة ؛ أمّا الإمام #البحر .. فقد زمّت التّقوى أموره ، وامتلك الإحسان شعوره ، فما هو إلّا ملك في المعنى وإن بقي إنسانا في الصورة.
فما دهره إلّا جهاد يقوده 
لإحقاق حقّ أو صلاة يقيمها (٢)
كلّما حزبه أمر .. فزع إلى الصّلاة ، فيصير عندها الجبل الخشام (٣) كرمل الفلاة.
وأمّا الشّجاعة : فقد رادى جبال الجور فأزالها ، وكان لهاشم في النّجدة مثالها :
رسا جبلا في الدّين فهو بنصره 
إذا ما تراخى الصّادقون مكلّف 
______
(١) أفرده بالترجمة أستاذه ومعلمه الفقيه الشيخ عبد الله بن سعد بن سمير في كتاب سمّاه : «قلادة النحر في مناقب الحسن بن صالح البحر».
(٢) البيت من الطّويل.
(٣) الخشام : العظيم.
فكثيرا ما قاد الكتائب للطّعان ، ونصب صدره للأقران ، فلقد صدّ عادية قوم في غربيّ #شبام جاؤوا ليجتاحوا #حضرموت ، وأوقع بهم شرّ هزيمة ، وقد أشكل عليّ أمر أولئك أوّلا ، يمكن أن يكون #المكارمة الّذين جاؤوا في سنة (١٢١٨ ه‍) ، والنّاس يقولون : إنّهم #الوهّابيّة ، ولكنّ بعض أهل حضرموت يطلقون على المكارمة الباطنيّة لقب : الوهّابيّة ؛ لأنّهم لا يفرّقون بينهم ـ على ما بينهم من البون ـ فالصّواب ـ كما يعرف من بعض المسوّدات ـ : أنّهم #المكارمة ، جاؤوا هاجمين مرّة أخرى غير الأولى فكسرهم ، ولكنّ الّذي نقله والدي عن الأستاذ الأبرّ : أنّ بعض آل كثير قاوموا #الوهابيّة ، وساعدهم بعض #السّادة ، وحملوا السّلاح ، وجرح السّيّد شيخ بن عبد الله #الحبشيّ جرحا خطيرا ، فشفاه الله بدعاء سيّدنا الحسن البحر ، ولم يفصح سيّدي الوالد فيما كتبه بأنّ أمير القوم إذ ذاك هو سيّد الوادي مولانا الحسن #البحر ، ولكنّني سمعت من لسانه ذات المرّات أنّه هو ، وقد مرّت الإشارة إليه في حوره.
وكان سيّدنا الحسن البحر لا يقرّ على كظّة ظالم ، ولا على سغب مظلوم (١) ، ولقد جمع كلمة #الشّنافر بعد جهد جهيد على ردّ الحقوق وإقامة الحدود ، وأخذ منهم العهود والرّهائن ، حتّى توجّه على رئيس منهم قصاص في قتل ، ولمّا صمّم على استيفائه .. احتال بعضهم على امرأة المقتول ـ وكانت أجنبيّة ـ فعفت ، فدخل الوهن على تلك الجمعيّة ؛ لأنّ أكثرهم بسطاء لا يفهمون ، ولو أنّه اطّلع على قول بعضهم بتحتّم القصاص إذا التزم الكاملون من الورثة بنصيب القاصرين ، أو الّذين يعفون من الدّية .. لأخذ به ؛ لأنّه مع قوّة عزيمته كان من أهل الاجتهاد والتّرجيح.
وكان لا يقوم أحد لغضبه إذا انتهكت حرمة الله أو اعتدي على من لا ناصر له
______
(١) الكظّة : امتلاء البطن حتى لا يستطيع معه التنفّس. السغب : الجوع. والمعنى : لا يترك الظالم ظالما ، ولا المظلوم مظلوما .. بل سرعان ما يأخذ الحق من الظالم ويرده للمظلوم.
590
#تعز وَوصل السُّلْطَان من #تهَامَة فَدخل تعز يَوْم الاحد منتصف صفر حط بِ #الشَّجَرَةِ فَالله تَعَالَى يَجْعَل ذَلِك عَلَيْهِ وعَلى الْمُسلمين وصُولا مُبَارَكًا فَلبث بِهِ الى سحر يَوْم الْخَمِيس تطلع الْحصن طُلُوع الْفجْر فَلبث بِهِ الى ثَالِث ربيع الاخر وَقد كثر ارجاف النَّاس بوفاته اذ كَانَ مَرِيضا ب #الجدري طلع بِهِ من تهَامَة فَخرج مسيرًا الى الشَّجَرَة والبستان الْمَعْرُوف لبث بِهِ سَاعَة وَعَاد الْحصن ثمَّ بعد ذَلِك بايام قلايل توفّي ولد من ابْنة ابْن مودود وَفِي ثَالِث وَعشْرين من الشَّهْر توفّي لَهُ ولد لَهُ اخر يَوْم الْجُمُعَة وَفِي هَذَا الشَّهْر كثر استخدامه للرجل وَطَلَبه لَهُم من أَمَاكِن مَعْرُوفَة وَلَا يعلم اُحْدُ ايْنَ يُرِيد وَكَانَ ابْن مُنِير صَاحب فِي هَذَا الشَّهْر كَاتب ابْن السباني الملقب بالغياث ان يكف فَسَاده من الْعباد والبلاد اذ كَانَ قد قَتله القَاضِي مُحَمَّد بن الْفَقِيه ابي بكر قد اعْجَبْ وَظن مَا ظَنّه امثاله ان لن يقدر عَلَيْهِ اُحْدُ فجوب الى ابْن مُنِير ورقة يَقُول فِيهَا كلَاما يشْعر انه غير لافت عَلَيْهِ وانه قَادر على أهلاكه واهلاك من ناواه من الْعَرَب ثمَّ من حَملَة ذَلِك يَقُول انا مؤتم الْأَوْلَاد أَنا مقرب الْآجَال انا مرمل النسوان أَنا مخرب الديار أَنا الَّذِي لَو اجْمَعْ عَلَيْكُم اهل الأَرْض نَالَ مِنْهُم وَلَا ينالوا مِنْهُ وَمن اشباه ذَلِك فحين وقف #ابْن_مُنِير على جَوَابه الْمَذْكُور شقّ عَلَيْهِ ودعا وُجُوه أهل #صبر ومن حوله الْعَرَب وقرى عَلَيْهِم الْكتاب جَهرا فشق عَلَيْهِم واجمعوا على كفره وجهله وَجَوَاز قِتَاله ودعوا اليه من والاهم من الْعَرَب فاجابوهم الا ابْن #الحبشي من جبل #ذخر فانه تاخر ثمَّ اجْمَعُوا على حربه وغزو بِلَاده بعد ان صَار اليهم جمَاعَة من #الغز الَّذين مَعَ الْخَارِج فِي #السمدان وَرُبمَا كَانَ ذَلِك على كره مِنْهُ وَقيل
1008
وكان السّلف إذا نظروا إلى راكب ورجل يحضر معه .. قالوا : قاتله الله من #جبّار.
وكان الحبيب أحمد بن محمّد #الحبشيّ ـ المتوفّى سنة (١٠٣٨ ه‍) ـ كثيرا ما يشكو إلى شيخه الشّيخ أبي بكر بن سالم ما يلقاه من أذيّة آل باعبّاد إذا جاء يدعو إلى الله ب #الغرفة ، فقال له : (لعلّ الله يخرج من ذرّيّتك من يتبرّكون به) فلم يظهر أثر هذا الدّعاء إلّا في سيّدنا الأستاذ الأبرّ #عيدروس بن عمر.
وفي #آل_باعبّاد كثير من العلماء ، ومن أكابرهم ـ كما في «جوهر الخطيب» ـ : إمام الطّريقين ومفتي الفريقين ، الشّيخ محمّد بن أبي بكر #عبّاد ، ترجم له الأستاذ الأبرّ في «العقد» وقال : (إنّه ولد سنة «٧١٢ ه‍» ، وتوفّي أوّل القرن التّاسع) وقد مرّ ذكره في #شبام.
ورأيت في رسالة كتبها السّيّد شيخ بن عمر في «العهدة» : (أنّ الشّيخ محمّد بن أبي بكر هذا دعا على آل باعبّاد أن لا يجعل الله منهم عالما ؛ لقضيّة منكرة أوجبت ذلك جهلا ، فاستجاب الله دعوته) اه
وفي «مجموع الجدّ طه بن عمر» [ص ١٣١] عن أحمد مؤذّن ما حاصله : (كان في #الغرفة قبل أن تقام فيها الجمعة مسجدان متجاوران : أحدهما : لآل باعبّاد ، والثّاني : لآل باجمّال ، فأراد الشّيخ الجليل باني الجامع جعلهما مسجدا واحدا ، واستفتى العلماء فتوقّفوا عن الجواب ، فلم يكن منه إلّا أن خلطهما بدون فتوى من أحد ، وسرّ العلماء بتوقّفهم عن الجواب) اه
وفي «مواهب البرّ الرّؤوف» لابن سراج التّصريح بأنّ الّذي جعل المسجدين واحدا هو الشّيخ #عقيل ، وهو ابن أحمد بن عمر بن محمّد بن عمر #عبّاد (١) ، وقد سبق أنّ محمّد بن عمر هذا هو الّذي زاد في سنة (٧٠١ ه‍) في غرفة عمّه حتّى صارت دارا.
والعمل بخلط المساجد واقع بكثرة في #تريم ، حتّى لقد سمعت أنّ الجامع كان
______
(١) الشيخ عقيل بن أحمد توفي سنة (٨٤١ ه‍).
614
وهي بئر يستقى منها ب #الغرفة ـ فذهب إليها فألفى امرأة تنزح منها فتزوّجها ، وكان وإيّاها كما قال قيس [المجنون في «ديوانه» ١٦٦ من الطّويل] :
محا حبّها حبّ الألى كنّ قبلها
وحلّت محلّا لم يكن حلّ من قبل 

وب #الغرفة جماعة من أعقاب السّيّد أحمد بن محمّد #الحبشيّ ، المتوفّى سنة (١٠٣٨ه‍)
منهم : السّيّد زين بن علويّ بن أحمد ، المتوفّى بها سنة (١١٠٠ ه‍).
ومنهم : الإمام الجليل ، صاحب الفراسة الصّادقة والكشف الخارق ، السّيّد #عبد_القادر بن محمّد بن حسين بن زين بن علويّ بن أحمد ، المتوفّى بها سنة (١٢٥٠ ه‍) (١) ، فلقد كان جليل الشّأن ، عظيم المقدار ، حتّى إنّ سيّد الوادي الحسن بن صالح #البحر لا يزوره إلّا بعد أن يغتسل ويتطيّب ، ويبالغ في احترامه ، وبما غرس الله له من المحبّة في القلوب .. أقبلت عليه النّاس ، فقامت عليه بعض نفوس #السّادة آل أحمد #بن_زين وعقروا فرسه ، وأصيب عاقرها ، وتكلّموا عليه بما لا يليق ، كما يعرف بعض ذلك من كتاب بخطّ يده سيّره إليهم ، وهو هذا :
بسم الله الرّحمن الرّحيم : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ ...) الآية.
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ) الآية.
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ ...) إلخ.
(وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)
______
(١) كان الحبيب عبد القادر من أهل الصلاح ، ولم يكن مشهورا في زمانه ، وقد ذكره في «العقد» ، وجمع بعض أحفاده مكاتباته مع معاصريه.
618
#إدام_القوت

الحمد لله حمد من ردّ أمره إليه ، ولجأ في مهماته عليه ، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد أفضل الخلق لديه ، وعلى آله وصحبه وسائر ذويه.
من عبد خائف من مولاه ، الحقير عبد القادر بن محمّد #الحبشي إلى إخوانه وأصحابه في الله السّادة الأشراف آل جعفر بن أحمد بن زين الحبشي ، وكذلك محب أهل البيت عبد الله بن سعيد بن سمير .. سلك الله بهم إلى الطّريق السّديدة ، ودلّهم على الأفعال الحميدة وإيّانا آمين.
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، صدرت الأحرف من الغرفة والموجب ـ يا سادتي وأنت يا محب عبد الله ـ أنّ هذا أمر جرى في جنابنا وردّينا أمرنا إلى مولانا إخمادا للشرور وتقييدا للمحتري من الأشرار ، ومعاملة مع عالم خفيات الأسرار ، الّذي لا تضيع المعاملة لديه ، والّذي كلّ شيء تحت حكمه وبين يديه ، وبعد :
إنّ #السادة يا محب عبد الله يتكلّمون بكلام قبيح ما يقال في البلدان ، ويقولون : عاد نحن مرادنا منه الشّريعة ، وكسر الشريعة وسار إلى #سيئون خوف من طلّاب الشّريعة ، ونحن سرنا إلى سيئون من القيل والقال على أنفسنا وقلوبنا ممّا جرى فينا من الأمور الشّنيعة ، وجاؤوا لنا وسائط الله أعلم هل هم من طرف السّادة؟ أو هم حق فضول منهم؟ وقلنا نحن قد عفينا في الحقّ الّذي لنا ولا نحن طالبين حق من السّادة ، وطرّبنا في السّوق أنّ كلا معذور من القبائل ووجهه أبيض من الّذي حضروا والّذي هم شالّين عنّا على أنفسهم ، وفي وجيههم اعذرناهم ومرادنا السّكون لنا ودحر للسّادة حسبما حضر الولد جعفر بن هاشم ، وما قد بلغكم ، وبعد أن #السادة بقي يصدر منهم كلام فينا ويزعمون أنّهم طالبين نحن الحقّ ، وبعد جاء لنا واحد من أهل الفضل وقال : ما يمكن ما تعطي الحقّ السّادة في هذا الكلام الشّنيع ، إن كان السّادة مطالبين .. نحن فيما يقولون الوعد منهم ، وحيث أرادوا قريب أو بعيد وموفين لهم الحقّ في هذا الأمر وربّما وفّينا شيء من هذا الكلام ولا حد عالم به ، ونحن مصرّين على فاحشة وإن لم يكن عندنا حق للسّادة ولا فينا شيء من هذا الكلام ، وهذا إلّا بهتان ولغو وافتراء على الله ؛ فالأمور كلّها إلى الله ، (اللهُ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ
أَعْمالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ) ولا نقول إلّا ما قاله الصّابرون : : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) و (إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ) وهو حسبنا ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم ، ولنا أسوة بمن مضى من #سادتنا #العلويّين كما قال سيدنا عبد الله #الحداد [في «ديوانه» ١٢٧ من الرّمل] :
بهتونا بمقال سيّء
كانت الأحرى به لو أبصرت 
قد حلمنا وصفحنا عنهم 
وبذا أسلافنا قد أخبرت 

و (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً)

ومن أجل الأمور الذي دخل في خواطر السادة من طرفها ، يشهد الله علينا وملائكته : أنا ما طلبناها ولا دوّرنا لها غير جاءت نحن من غير طلب. انتهى الموجود من الكتاب.
وقد حذفت منه آيات وحديثا لا تكثر فيها مناسبة الموضوع ، وفي الكتاب أغلاط حتى في الآيات تعرف بالفهم والذّوق (١) ، والله أعلم.
قال سيّدي الأستاذ الأبرّ #عيدروس بن عمر :
وكانت للحبيب عبد القادر المذكور أمور غريبة من الرّياضات والخلوات ، وله أربعينيّات متعدّدة.
وربّما تخلّف عن شهود الجمعة ؛ لأنّ الله كشف له عن أحوال النّاس الباطنة ، فيراهم في صور معانيهم. حتّى دعا له الحبيب حسن بن صالح #البحر فستر الله ذلك عنه.
ومنهم #السّادة الأجلّاء : عيدروس بن عبد الرّحمن بن عيسى #الحبشيّ. وولداه : العلّامة الجليل محمّد بن عيدروس ، المتوفّى بها سنة (١٢٤٧ ه‍). وأخوه العلّامة الإمام عمر بن عيدروس ، المتوفّى بها سنة (١٢٥٠ ه‍) .. مناهل علوم ، ومفاتح فهوم ، وقرّات عيون ، وآحاد هي المئون ، وصفاء كأنّما أخلصته القيون :
لهم سرّة المجد التّليد وسرّه 
ومحض المعالي فيهم والمناقب (٢)
______
(١) وقد أصلحنا الآيات القرآنية.
(٢) البيت من الطويل ، وهو للشريف الرضي في «ديوانه» (١ / ٩٠).
620
وكيف لا أعجب من شمول السكون ، مع أنّنا لا نعرف كلّ ما يكون ، وإنّما نلتذّ بريّاه ، وننعم بمحيّاه ، وحيّاه الله وبيّاه ، فمع قصورنا عن فهم الكثير مما يسرح فيه من المعاني الرّائقة ، والعبارات الفائقة .. نحسّ كأنّما تبسط له الملائكة أجنحتها ، وتلقي ـ وما تدري ـ له الأكفّ أسلحتها ، لا سيّما إذا ازدحم الجمع يستجلون هلاله ، ويسمعون منه كلمة الجلاله.
فتلقي وما تدري الأكفّ سلاحها
ويخرق من زحم على الرّجل البرد (١)
وقد سبق في القويرة : أنّ شيخنا العلّامة ابن شهاب يقول : (لو لا أنّي رأيت ثلاثة ؛ وهم : محسن بن علويّ #السّقّاف ، وأحمد بن محمّد #المحضار ، وعيدروس بن عمر #الحبشيّ .. لما صدّقت بما يروى عن الرّجال من مقامات الكمال)
ولكن جاء العيان فألوى بالرّوايات ، وقد قال أبو عبادة [البحتريّ في «ديوانه» ٢ / ٣١٠ من البسيط]
رأيت مجدا عيانا في بني أدد
إذ مجد كلّ قبيل غيرهم خبر
ولا جرم فقد كان الأستاذ نسخة السّيرة النّبويّة ، لا يحيد عنها شعرة ، ولا يلتفت يمنة ولا يسرة.
فما هو إلّا نبعة من غصونه 
وطلعة نور من شريف خلاله (٢)
ولقد زرت #هودا عليه السّلام معه في سنة (١٣١١ ه‍) ، ورأيت النّاس حافّين به.
كأنّهم عند استلام ركابه 
عصائب حول البيت حان قفولها (٣)
______
الرّكانة : الرّسوخ. والمعنى ـ كما في العكبريّ ـ : وما بقي من حلمه الّذي أعطاه الله .. كره النّاس ، فلم يحلّ بهم ، فحلّ في الجبال ، فصار ركانة فيها وثبوتا.
(١) البيت من الطويل ، وهو متداخل من بيتين للمتنبي في «العكبري» (٢ / ٥) ، والبيتان هما :
بمن تشخص الأبصار يوم ركوبه 
ويخرق من زحم على الرّجل البرد
وتلقي وما تدري البنان سلاحها
لكثرة إيماء إليه إذا يبدو
(٢) البيت من الطّويل.
(٣) البيت من الطّويل ، وهو للبحتريّ في «ديوانه» (١ / ٤٠٠).
622
#إدام_القوت

وقد قرأت على سيّدنا الأستاذ الأبرّ ، وسمعت منه ، وحضرت لديه ، وتكرّرت لي الإجازة والمصافحة و #التّلقيم و #الإلباس منه ، وتلقّيت عنه المسلسلات بالفعل بعضا ، والإجازة في الباقي ، وأخلصني بدعائه ، وشملني باعتنائه ، وما ألذّ على لساني وقلمي من ثنائه ، ولله درّ المتنبّي في قوله [في «العكبري» ٣ / ٢٦١ من الكامل] :
ما دار في الحنك اللّسان وقلّبت 
قلما بأحسن من نثاك أنامل (١)
وقد ذكرته في «الأصل» و «الدّيوان» بأكثر ممّا هنا ، وكلّه قليل ، لا يشتفي به الغليل ؛ لأنّ محاسنه الفضاء لا يقطعه نسر ، والكثير لا يشمله حصر.
وتحيّرت فيه الصّفات لأنّها
ألفت طرائقه عليها تبعد (٢)

وقد انتهت مناقب السّلف الصّالح إليه ، وما رأى النّاس إجماعا على فضل أحد مثل إجماعهم عليه.
ما زال منقطع القرين وقد أرى 
من لا يزال مشاكل يلقاه (٣)
ليس التّفرّد بالسّيادة عندنا
أن توجد الضّرباء والأشباه 

ثمّ إنّه لم يزل يعاني الآلام ، في ثبات الأعلام ، حتّى نزل به الحمام ، فاستدعى أهله وأولاده ، وشرب من ماء سقاهم فضله ، وودّعهم وأوصاهم ودعا لهم ، ثمّ أخذ الموت يلتاط به ، حتّى بردت أطرافه ، ونزل به قوم من آل أحمد بن زين #الحبشيّ فأمر بتسخين يده كيلا ينكروا بردها ، وأذن لهم وقرأ الفاتحة ، ولمّا نهضوا .. عزم على الصّلاة ، فأريد على التّرخّص في الطّهارة لضعفه وموت أطرافه .. فقال : كيف آخذ بالتّوسعة وهذه آخر صلاتي في الدّنيا وقد قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : «صلّ صلاة #مودّع» (٤).
______
(١) نثاك : خبرك ، وهو هكذا بتقديم النّون. والمعنى ـ كما في «العكبريّ» ـ : ما تكلّم ولا كتب بأحسن من أخبارك.
(٢) البيت من الكامل ، وهو للمتنبي في «العكبري» (١ / ٣٣٣).
(٣) البيتان من الكامل ، وهما للبحتري في «ديوانه» (١ / ٣٣٧).
(٤) أخرجه ابن ماجه (٤١٧١) ، والطّبرانيّ في «الأوسط» (٤ / ٣٥٨).
#إدام_القوت

أمّا مجالسه .. فقد كانت بساتين نافحة الأزهار يانعة الأثمار ، كما يعرف بعض ذلك بما حصّله والدي رضوان الله عليه باستذكاره بعد وفاته من كلامه.
ومن فضلاء الغرفة : شيخنا الإمام ، السّيّد : شيخان بن محمّد #الحبشيّ (١) ، كان بحرا من بحور العلم ، وجبلا من جبال العبادة ، ونجما من نجوم الإرشاد ، ورجما من رجوم الإلحاد.
إمام رست للعلم في أرض صدره 
جبال جبال الأرض في جنبها قفّ (٢)
أقام في طلبه زمانا بمكّة المشرّفة ، وأخذ عن أراكينها ، وكان سريع المطالعة ، طالع تفسير «الخازن» في أربعة أيّام مطالعة بحث وتحقيق ، وكتب عليه تعليقات ، وله شعر يرتفع عن أشعار العلماء ، منه القصيدة الطّولى الّتي استهلّها بقوله [من الرّمل] :
لمع البرق على أطلال ميّ 
وسقى الودق هضيبات لؤيّ 
وورد مرّة إلى #سيئون سؤال من آل يحيى ، يتعلّق بسجود التّلاوة في الصّلاة ، فكتب عليه السّيّد محمّد بن حامد بن عمر #السّقّاف جوابا ، صادق عليه العلّامة السّيّد عليّ بن محمّد #الحبشيّ وجماعة من طلبة العلم بسيئون ، فوافق وصول العلّامة السّيّد #شيخان ، فعرضوه عليه ، وطلبوا منه المصادقة ، فأبى إلّا بعد المراجعة ، فأعطوه «حاشية الإقناع» فاستند في ردّ ذلك الجواب إلى عبارة عن #المدابغي ، فقال له السيد محمد بن حامد : دعنا من المدابغيّ ، فغضب السّيّد شيخان وقال للسّيّد محمّد : لا صواب في جوابكم إلّا البسملة وما والاها ، فحالا أخذ السّيّد العلّامة عليّ بن
______
(١) هو الحبيب شيخان بن محمد بن شيخان بن محمد بن شيخان بن حسين بن محمد بن حسين بن أحمد الحبشي ، ولد بالغرفة سنة (١٢٥٩ ه‍) ، وتوفي بسيئون سنة (١٣١٣ ه‍). نشأ يتيما في حجر والدته وجده لأمه العلامة عبد الله بن حسن الحداد ، وأدرك جملة من الأكابر ؛ كالحبيب الحسن بن صالح البحر ، رحل إلى مكة لطلب العلم عام (١٢٨٣ ه‍) ، وأقام بها (٤) سنوات ، ثم عاد وحصل به نفع عظيم. وله بسيئون ذرية مباركة ، ومن أعلام ذريته : الفقيه حسن بن عمر بن شيخان.
(٢) البيت من الطّويل ، وهو لأبي الطّيّب المتنبّي في «العكبريّ» (٢ / ٢٨٥) ، بتغيير بسيط. القفّ : الغليظ من الأرض ، ولكنه لا يبلغ أن يكون جبلا. والمعنى : ـ كما في «العكبريّ» ـ : أنّ جبال الأرض ، تصغر في جنب الجبال الّتي في صدره من العلم.
محمّد #الحبشيّ الجواب ، وسحب مصادقته ، وشطب اسمه.
وقد نوّهت بهذا في إحدى خطبي بالمحافل العامّة ، وأشهد لتبقى أقدامه وسوقه متورّمة مدّة من شوّال ؛ لكثرة قيامه برمضان ؛ إذ كان يتلو ختمة باللّيل وختمة بالنّهار ، كلّها من #قيام.
وكان شديدا على أهل المنكرات ، متجافيا عن أبناء الدّنيا منحرفا عنهم ، يغلظ القول لهم ، ولا يحابي ولا يداهن. وطائفة بني طويح يبغضونه ، ويزعمون أن الحال خرج به عن حدّ الاعتدال ، ولذا لم يجر الأمر بينه وبين العلّامة الشّهير السّيّد عليّ بن محمّد #الحبشيّ على ما تقتضيه القرابة ؛ إذ كانا مستويين في تعدّد النّسب ، يجتمعان في الجدّ الخامس لكلّ منهما وهو السّيّد محمّد بن حسين بن أحمد #الحبشيّ صاحب #الحسيّسة.
وقد بدا له أن ينتقل في آخر أيّامه من #الغرفة إلى #سيئون ، فاشترى أرضا (١) ـ في شرقيّ حوطتنا علم بدر ـ واسعة بثمن يسير لائق بذلك الزّمان ؛ لأنّها كانت غامرة (٢) ، فابتنى له بها دارا واسعة على طبقة واحدة ، لم يقدر على إكمالها ؛ لضيق يده ، وشدّة يبوسة عيشه ، وصار يتردّد بينها وبين الغرفة إلى أن ألقى بها العصا وحطّ الرّحل.
وكان يتردّد على والدي كثيرا ، وكان والدي يجلّه ويكرمه ، ويجعله في مقام أشياخه. #قرأت عليه و #أخذت عنه و #سمعت منه ، مع أنّه لم يأخذ عنه إلّا القليل ؛ كالشيخين عوض بكران #الصّبّان وأخيه أحمد ، والأخوين محمّد بن هادي بن حسن ، وشيخ بن أحمد بن طه.
ولا يخلو الجوّ بينه وبين سيّدي الأستاذ الأبرّ #عيدروس بن عمر من تكدير نشأ عن وجود بنت الأستاذ الأبرّ في بيته عند ولده محمّد بن شيخان ، فلم يحسنوا عشرتها ، ولم يؤدّوا حقّها ، ومع ذلك فكانت تأتيه منهم قوارص بظهر الغيب.
______
(١) عرفت هذه الأرض إلى يومنا هذا باسم صاحب الترجمة .. فيقال : فلان في شيخان ، وذهب إلى شيخان ، وجاء من شيخان ...
(٢) غامرة : مهجورة.
630
#إدام_القوت

ويرى بعضهم أنّ ذلك هو السبب في قلّة الانتفاع به ، ولا غرو ؛ فقد أشار القشيريّ أنّ ما وقع للحلّاج سببه الاعتراض على المشايخ ، وذكر اليافعيّ في «تاريخه» [٣ / ٤٧٧] أنّ ما جرى على ابن الجوزيّ سببه الكلام على الإمام الرّبّانيّ سيّدنا عبد القادر #الجيلانيّ ، توفّي المترجم في رجب من سنة (١٣١٣ ه‍) وانطبق على ذلك العام قول حافظ إبراهيم [في «ديوانه» من الطّويل] :
فيا سنة مرّت بأعواد نعشه 
لأنت علينا أشأم السّنوات 
إذ مات بإثره جماعات من أراكين #حضرموت ، كان صاحبنا الشّيخ محمّد #الدّثنيّ يوصلهم إلى خمسة وعشرين ، كلّهم أعيان ، ومع الأسف لم تكن أسماؤهم مجموعة ، وإلّا .. فقد كان تقييدها من الفوائد ، على أنّ كثيرا منهم يعرف ممّا في غير هذا المكان (١).
لقد أولع الموت الزّؤام بجمعهم 
كأنّ الرّدى فيهم تحلّل من نذر (٢)
مضوا فكأنّ الحيّ فرع أراكة
على إثرهم عري من الورق النّضر
وصلّى عليه الأستاذ الأبرّ ، وحصل ساعتئذ نزاع بين السّادة محمّد بن عبد الله #الحدّاد ـ السّابق ذكره في #قيدون ـ وبين رجل آخر من آل الحدّاد ب #الغرفة ، ارتفع فيه الصّوت ، حتّى أسكتهم الأستاذ الأبرّ بإشارته ، وسبب ذلك اختلاف الرّجلين في المكان الّذي يصلّى فيه على الجنازة.
وبإثر انتقال الحبيب أحمد بن زين #الحبشيّ من الغرفة ـ حسبما تقدّم بالحوطة ـ بقي بها ولده محمّد بن أحمد إلى أن مات ، ولا يزال بها أعقابه (٣).
وب #الغرفة جماعة من ذرّيّة السّيّد عمر بن علويّ الحدّاد.
______
(١) ممن مات في تلك السنة : الحبيب عبد اللاه بن عمر بن سميط بشبام ، والحبيب شيخان بن علي بن هاشم السقاف بالمكلا ، والعلامة عبد الله بن محسن السقاف ـ عم المؤلف ـ والسيد المنصب عبد القادر بن أحمد بن عبد الرحمن الحداد بالحوطة ، وجماعة غيرهم.
(٢) البيتان من الطويل ، وهما للشريف الرضي في «ديوانه» (١ / ٥٠٦).
(٣) ومن عقبه : السيد الجليل الحبيب هاشم بن شيخ بن هاشم بن محمد بن الحبيب أحمد بن زين الحبشي ، عداده في أهل المدينة المنورة ، توفي بها سنة (١٢٩٥ ه‍).
#تاريخ_اليمن_عمارة_الحكمي

ومنه ما حدثني به #الزبرقاني بن الغويفر (١) #العكي عن فلات الشاعر وهو القائل يذم قومه في قصيدته :
فمن يشتري #عكا بفلس فإنني 
جميعا على قطع الخيار أبيعها

كلاهما وغيرهما من الجمهور حدثنا عن القاضي عمر بن #المرجل ، #الحنفي نسبا ومذهبا ، وكان من أعيان العلماء ، قال : كان على باب #زبيد من داخل السور دار لرجل من #الحبشة ، يقال له #فرج_السحرتي ، وكان من أهل المعروف والصدقات الواسعة ، وكان من نزل بمسجده أكرمه وآواه ، ويتفكر ويدخل المسجد يتجسس أخبار الضيوف سرا ، من وكلائه وخدمه ، فخرج ذات ليلة فظفر بالمسجد برجل يقرأ القرآن. فسأله عن العشاء ، فأنشد قول المتنبي :
من علم #الأسود المخصي مكرمة
أعمامه الغرّ أم أخواله الصيد [٢٧](٢)

فأخذه #الحبشي في أعلى مكان في داره ، وأكرم مثواه ، واستخبره عن سبب قدومه إلى #تهامة. قال #الصليحي : إن لي عما يقال له شهاب (٣) ؛ وله ابنة يقال لها #أسماء (٤) ، قليلة .. النظر في الجمال ، معدومة المثل ، في الأدب والعقل ، وخطبتها إليه ، فاشترط علي في مهرها. وأمها تقول ، لا تزوجها إلا لبعض ملوك #همدان ب #صنعاء ، أو ملوك بني #الكرندي بمخلاف #جعفر. وقد استاموا (٥) علي في المال ، مبلغا ، لا قدرة لي عليه ، وأنا متوجه إما إلى بني معن ب #عدن ، وإما إلى بني #الكرندي ب #المعافر. استعين بهم
قالوا : فدفع له القائد فرج السحرتي مالا جزيلا أضعاف ما أدى #الصليحي ، وجهز العروسين جميعا أحسن جهاز يحتفل الملوك به لعقائلهم ، وأعاده إلى عمه فتزوج
______
(١) في الأصل : الفويقر.
(٢) راجع التعليق على الحاشية : ٢٧ (كاي).
(٣) قلادة : ٢ / ٢ / ورقة : ٦٢٨.
(٤) حاشية : ٢٨ (كاي) والتعليق عليها.
(٥) استام فلان السلعة ، يعني سأله تعيين ثمنها ، استام بها يعني غالى.