اليمن_تاريخ_وثقافة
11.5K subscribers
144K photos
352 videos
2.2K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
#علماء_وأعلام_اليمن
أستاذ وشيخ #سيئون وأستاذ وشيخ الشيخ #خليفة_بن_زايد

عند الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم السبت 24 ذو الحجة 1435هـ الموافق 18 اكتوبر 2014م توفي بمدينة سيئون الأستاذ الفاضل :
عبداللاه بن محمد عبدالرحمن #بارجاء عن عمر ناهز الـ(80) عاماً قضى معظمه في خدمة الوطن فعلا لا قولا
. الأستاذ عبداللاه محمد عبدالرحمن بارجاء من مواليد عام 1934م بمدينة سيئون وتلقى تعليمه الأساسي بها . ثم التحق بالمدرسة الوسطى بغيل باوزير (الدفعة الثامنة)عام 1948م وكان متفوقاً على أقرانه إذ نقل من الصف الثاني إلى الرابع دون المرور على الصف الثالث وقال عنه حينها ناظر المعارف الدولة القعيطية ( الشيخ القدال سعيد القدال ) " إن عبداللاه بارجاء هو الطالب الوحيد الذي طار واختصر مدة الدراسة من أربع سنوات إلى ثلاث " . وبعد تخرّجه من المدرسة الوسطى عام 1951م بعث برسالة إلى ناظر معارف الدولة الكثيرية السيد علي بن شيخ بلفقيه يلح فيها الأستاذ عبداللاه طالبا مواصلة دراسته ليتمكّن من خدمة وطنه . وظل يرسل الرسالة تلو الأخرى من أجل تحقيق أمله بمواصلة تعليمه إلى أن تلقى ردا من ناظر المعارف في بداية عام 1952م قائلا له "لم يكن لدينا في الميزانية ما يكفي لترحيلك لغير بخت الرضا" ولم يرغب الأستاذ عبداللاه الذهاب إلى بخت الرضا وألا يزعجوه بذكر بخت الرضا كدليل على عدم رغبته للسفر لها وأدى ذلك إلى احتدام الخلاف بينه وبين ناظر المعارف السيد بلفقيه حتى أذعن مكرها -وبعد إعتذاره المكتوب عن عصيانه لأوامر الحكومة الكثيرية - للسفر إلى جمهورية السودان ليدرس في (معهد بخت الرضا) لإعداد المعلمين ضمن الدفعات الأولى التي سافرت إلى هناك . وبرغم ذلك فقد تفوق على أقرانه من المبعوثين إلى بخت الرضا وكان أول من يحصل على توصية للدراسة في بريطانيا واستمرت دراسته ببريطانيا ثلاث سنوات عاد بعدها إلى مسقط رأسه (سيئون) ليأخذ مكانه كمديراً للمدرسة الوسطى بسيئون عام 1960م وقد انتقلت إلى مبنى بن داعر في منطقة علم بدر (حي الثورة اليوم) فكتب ناظر المعارف للدولة الكثيرية يومها الأستاذ علي بن شيخ بلفقيه " إن الأستاذ بارجاء كان دعاية حسنة جدا للإقبال على البعثات الدراسية في الخارج " . فنهض بالتعليم في المدرسة الوسطى من خلال اهتمامه الكبير بالأنشطة اللاصفية فحولها إلى خلية نحل دائمة الحركة من الصباح الباكر وحتى صلاة العشاء يومياً . أدخل إلى الأنشطة نظام الجمعيات مثل : جمعية صغار المزارعين ، وتربية الدواجن ، والنجارة ، والصحافة ، والفنون ، والجلسات الأدبية ، والتصوير الفوتوغرافي ، والدكان التعاوني ، ومحكمة العدل (تتكون من قاضيين ونائب عام لحل مشاكل الطلاب بالمدرسة وتتخذ القرارات والأحكام المناسبة) ، بما يشبه الإدارة الذاتية التي يقوم بها الطلاب بانفسهم . ومن روائع وإبداعات الأستاذ عبداللاه بارجاء التي تميز بها أن يحمّل كل طالب في المدرسة مع نهاية العام الدراسي رسالة إلى ولي أمره يقول فيها : "هانحن نُرجع اليك وديعتك الغالية .. وقد بذلنا كل مافي وسعنا لتربيته تربية حسنة وشغلنا كل أوقاته من الصباح الباكر حتى بعد العشاء وذلك في دروس يتلقاها ونشاط يمثل فيه ورياضة تفتق عضلاته ، كما انه يقرأ الأوراد في الصباح والراتب في المساء كل يوم " حرص في وقت مبكر على
حرص في وقت مبكر على تعلم ونشر اللغه الانجليزيه وإيجاد أسهل الطرق لتوصيلها إلى الطلبه وفق برنامج تعليمي أعدّه لهذه المادة على ثلاثة مستويات حتى التحدث بطلاقة. أسس معهد 14 أكتوبر المسائي في مدرسة جيل الثورة (الشهيد الزبيري حاليا) وذلك لتعليم الضرب على الآلة الكاتبة وتعلّم اللغة الإنجليزية . ثم تحول المعهد إلى مدرسة مسائية في بيته لتدريس اللغة الإنجليزية وقد تخرج على يديه اجيالا ممن يتقنون اللغة الإنجليزيه . إهتم قبل المرض الذي أقعده بحياة الرسول صلى الله علية وسلّم وعمل معرضا لعرض صور آثار الرسول محمد صلى الله عليه وسلم و تعاليم الدين وكان داعية إلى الله فقد كان يوزع كتبا باللغة الإنجليزية للتعريف عن الإسلام و الرسول للأجانب ويدعوهم إلى إعتناق الدين الإسلامي . كما أن له أعمالا خيريه عظيمة منها أخذ المصابين بالأمراض العقلية والنفسية لرعايتهم وإرسالهم للعلاج إلى مصحة السلام بعدن . ومما يجهله الكثير أن الأستاذ عبداللاه عمل في إمارة أبوظبي مدرسا ولتميزه فقد أختاره الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله - ليكون مدرّسا لابنائه ومنهم سمو الشيخ خليفة بن زايد -الرئيس الحالي لدولة الإمارات العربية المتحدة- وبعد تولي الشيخ خليفة مقاليد الحكم بعث مبعوثه الخاص إلى مدينة سيئون ليلتقي بمعلمه القدير الأستاذ عبداللاه بارجاء ويبلغه سلام وتحيات تلميذه خليفة بن زايد ويعرض عليه عروضا مالية سخيّة ومنها منحه الجنسيه الإماراتيه له ولمن معه من أفراد أسرته إلا أن الأستاذ عبداللاه وبعد شكره للرئيس خليفة لاهتمامه بأستاذه امتنع بعفة يد معتذرا له ومتعللا بأنه قد قرر أن يعيش
#إدام_القوت
إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت

ولئن لم تكن #زنة سيئون في اللّفظ .. فقد كانت على رسمها في الخطّ كما تقدّم أوّل المسوّدة ، وما أكثر التّصحيف في مثل ذلك ، فمهما يكن .. فالأمر قريب من بعضه ، ولا مانع أن تكون المرأة المذكورة في كلام سيّدي عبد الرّحمن بن عليّ #يهوديّة ، وبذلك تلتئم أطراف الكلام (١).
ثمّ إنّ سيئون نهضت نهضة سريعة ، ونبتت كما ينبت الحبّ في حميل السّيل ، والدّليل على ذلك : أنّ باني الجامع الكبير الّذي يسع الألوف إلى اليوم .. هو الشّيخ أحمد بن مسعود بن محمّد بن مسعود بن عليّ بن سعد #بارجاء بن عبد الله بن عليّ #الظّفاريّ #العبهليّ #المذحجيّ ـ كما مرّ في #الشّحر ـ ، كان موجودا في أواخر القرن التّاسع ، بشهادة ما سقناه ب «الأصل» من خبره مع السّلطان بدر بن عبد الله بن علي بن عمر الكثيريّ ، الّذي كانت ولايته في سنة (٨٥٠ ه‍) ، ووفاته في سنة (٨٩٤ ه‍) ، ف #باكثير باني الجامع الأوّل ، و #بارجاء باني الجامع الثّاني متعاصران ، فغاية ما يحتمل : تقدّم الجامع الأوّل بسنوات معدودة ، ومتى عرفت تعاصرهما .. تقرّر لديك أنّ عمارة البلاد حديثة ، وأنّ اتّساعها كان دفعة واحدة في أيّام #بدر #بوطويرق.
وممّا يؤكّد ذلك : اتّفاقهم على أنّ مقبرة سيئون في شرقيّها. أمّا نسبتهم تلك المقبرة إلى الشّيخ عمر #بامخرمة :
فإمّا أن يكون المراد جانبها الشّرقيّ منها فقط. وإمّا أن يكون للشّهرة ، وإلّا .. فآل بارجاء كانوا متقدّمين عليه.
وكان الشّيخ سعد بارجاء موجودا بسيئون من أوائل القرن السّابع ، وكانت وفاة عمّه تاج العارفين سعد الظّفاريّ بالشّحر سنة (٦٠٩ ه‍).
______
(١) قال بعض الباحثين : إن أسماء بلدان حضرموت استوقفت بعض الباحثين أو المستشرقين عندها ، لأنها في اعتقادهم تمثل حقبا زمنية متفاوتة مرت على حضرموت.
فمن هذه الأسماء : سيئون ، وريبون ، ودمّون ، وخودون ، وسمعون ، ونفحون ، ونظيراتها.
ومنها : سيحوت ، ريسوت ، يعشوت ، خيصوت ، دمقوت ، خرفوت ، ومثيلاتها. وخلص الباحثون أولئك إلى أن الواو والنون ، والواو والتاء .. إنما هي بمثابة (أل) التعريفية ، وأنها اختلفت باختلاف الزمان والمكان ، والله أعلم بحقيقة الأمر
#إدام_القوت
إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت

ومنهم : الشّيخ عمر بن عبد الرّحيم ، المشهور بقاضي #ظفار (١).
ومنهم : الشّيخ عبد الجامع بن أبي بكر بارجاء ، ذكره الشّلّيّ وأثنى عليه ، توفّي بمكّة سنة (١٠٨٢ ه‍) وترجم له المحبيّ في «الخلاصة» [٢ / ٢٩٨].
ومنهم : الشّيخ محمّد بن محمّد ، خطيب جامع #سيئون ، كان شهما صلبا ، عارفا بالقراءات والتّجويد ، إلّا أنّه كان يأكل طعام #الدّولة فأنكروا عليه ؛ إذ كان أكل طعامهم من أكبر المنكرات لذلك العهد الصّالح ، توفّي سنة (١٣٢٨ ه‍).
ومنهم : الشّيخ أحمد بن محمّد #بارجاء ، تولّى القضاء مرّات بسيئون ، وكانت له بها خطابة الجامع. وكان سخيّا ، دمث الأخلاق ، ليّن الجانب ، خفيف الرّوح ، فقيها مشاركا في بعض الفنون ، وكان ممّن يحضر عليّ وله مكارم ومبرّات كثيرة. توفّي برمضان من سنة (١٣٣٤ ه‍) ، وله أولاد كثيرون ، كان أحبّهم إليه سالم ومحمّد. وكانت له ثروة بجاوة فأتلفوها عليه ، وقد أدركه ابنه الصّالح سعيد بجميل المواصلة وغزير المواساة.
وكان سعيد هذا من المثرين بالصّولو من أرض جاوة ، فأنفق ماله في بذل المعروف ، ولا سيّما للسّادة آل الحبشيّ وآل العطّاس ، حتّى لقد كان يشتري من بعضهم عسلا بأغلى ثمن ، ثمّ يقدّمه له كلّ يوم مع اللّحم الحنيذ (٢) إلى أن ينفد ، وقد أملق بعد ذلك فلم يشنه الفقر ؛ لغناه بالله ، ولأنّه لا أهل له ولا عيال. وقد كمّت الأفواه عن المصارحة بالحقّ ، ولكنّه رافع العقيرة بإنكار المنكر حسب جهده ومعرفته ، لا يحابي ولا يداهن ، جزاه الله خيرا.
وأمّا #آل_باكثير : فأكثر أعقابهم بتريس ، حسبما سبق فيها ، ومنهم جماعة بمكّة المشرّفة ، ولا يزال بعضهم بسيئون ، ولهم بها مآثر ومساجد.
ومن آخرهم بها : الشّيخ محمّد بن محمّد #باكثير (٣) ، كان عيبة علوم ، ودائرة
______
(١) وهو من شيوخ العلامة الشلي ، ذكره في «المشرع» عرضا ، وترجم له في «عقد الجواهر».
(٢) اللّحم الحنيذ : المشويّ.
(٣) ولد بسيئون سنة (١٢٨٣ ه‍) ، وبها توفي في (١٣) محرم (١٣٥٥ ه‍) ، ترجمته حافلة في كتابه
وما كنت أدري أنّ للشّيخ عمر #بامخرمة حشما وأبّهة وأتباعا إلّا من قصّته السّابقة في #هينن مع الشّيخ حسين بن عبد الله بافضل ، فإمّا أن تكون قبل المراقبة عليه ، وإمّا أن تكون المراقبة محدودة بما يخشى منه الثّورة.
وكانت وفاة الشّيخ حسين كما في «النّور السّافر» سنة (٩٧٩ ه‍).
وكانت وفاة الشّيخ عمر بامخرمة بسيئون في سنة (٩٥٢ ه‍) ، وكان السّيّد زين بن عبد الله بن علويّ #الحدّاد كثير المدح له والثّناء عليه ، وما أكثر ما يتمنّى أن يدفن بجواره (١).
وفي غربيّ قبره : ضريح الشّيخ أحمد مسعود #بارجاء ، باني الجامع الثّاني السّابق ذكره.
وفي غربيّه إلى الجنوب : مقبرة آل #باحويرث ، كان فيهم كثير من الأخيار ، يكثرون العبادة ، ويحافظون على الصّلاة ، وأظنّهم على اتّصال في المناسب بآل حويرث السّابق ذكرهم في #الخريبة.
وكانت أمّ جدّنا عليّ بن عبد الرّحمن السّقّاف من آل ثبتان ، وهم من #سيئون.
وكان جدّنا عمر الصّافي (٢) بن عبد الرّحمن المعلّم بن محمّد بن عليّ بن عبد الرّحمن السّقّاف يتردّد من تريم إلى سيئون بسبب أنّ أحد محبّيه من تريم انتقل منها إليها ، ولمّا علم بدر بوطويرق بتردّده .. أمر ذلك الرّجل أن يزيّن له الزّواج بسيئون ، فما زال به حتّى اقترن بسلطانة بنت محمّد بانجّار ، من قوم يرجعون إلى نجّار بن نشوان من بني حارثة ، وقد اختلف في #بني_حارثة : فقيل : #كنديّون. وقيل : #مذحجيّون (٣).
وكانت لآل بانجّار #دولة ب #بور فانمحت بدولة آل كثير وصاروا سوقة بسيئون وغيرها.
وقد ولد لجدّنا عمر ولده طه من سلطانة المذكورة ، ونشأ في حجر أمّه بسيئون ،
______
(١) ولكنه مات بعمان بجزيرة #الصير سنة (١١٥٧ ه‍).
(٢) توفي الحبيب عمر الصافي بتريم ، ودفن بها ، ولم تؤرخ وفاته.
(٣) وزاد المقحفي في «معجمه» : ذكر انتسابهم لبني زياد الخولانيين (٢ / ١٧١٨).
686
#إدام_القوت
إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت

#بارجاء ، ثمّ عزل ، وأعيد السّيّد عبد الله بن عمر ، ثمّ عزل وأسندوه إلى عمّنا عبد الله بن محسن ، وبقي عليه إلى أن مات في رمضان سنة (١٣١٣ ه‍).
فاجتمع الأعيان والسّلطان بدار الشّيخ أحمد بن محمّد بارجاء. وأرادوا تولية سيّدي علويّ بن عبد الرّحمن .. فامتنع ، فولّوا الشّيخ أحمد #بارجاء مؤقّتا ريثما يقنعوا سيّدي علوي.
فخرج سيّدي علويّ من فوره وعقد ببنت عمّنا الغائب علويّ بن محسن على السّيّد محمّد بن عبد القادر بن محسن ، وكانت له ولاية على الأنكحة ، فأشار العلّامة السّيّد عليّ بن محمّد #الحبشيّ بعد خروجه على السّلطان أن يعزل كلّ متولّ غير بارجاء ، ففعل ، وعلموا بعقد شيخنا فأرسلوا الشّيخ أحمد بارجاء ليخبر ويجدّد العقد ؛ لأنّ العقد الأوّل وقع بعد عزل العاقد ، فقال لهم شيخنا : إنّ القاضي لا ينعزل بنفس العزل ، ولكن ببلوغ الخبر ، فالعقد على صحّته ، فلم يستأنف ، وكنت أنا ممّن شهد ذلك.
وكان السّيّد محمّد بن حامد (١) يرشّح نفسه له ـ بعد عمّنا ـ والنّاس لا يعدلون أحدا بشيخنا علويّ بن عبد الرّحمن ، وهو مصمّم على الامتناع من قبوله ، فلم يكن من الأعيان إلّا أن اجتمعوا ثانيا اجتماعا مشهودا من سائر النّاس في منزل السّيّد شيخ بن محمّد بن شيخ بن عبد الرّحمن #السّقّاف (٢) ، وأقرعوا ثلاث مرّات بين الاثنين ، والقرعة تخرج عليه في الثّلاث بحيلة مدبّرة من اللّيل بين السّيّد شيخ بن محمّد بن عبد الرّحمن والشّيخ عمر #جوّاس ، وبعد خروجها عليه ثلاث مرار .. لم يكن له بدّ من القبول.
وقد سار سيرة حميدة ، أتعب بها من بعده ، وأزرى على بعض من كان قبله ، ولم
______
(١) المتوفى بمكة عقب حج سنة (١٣٣٨ ه‍) ، وهو والد السيد عبد الله مؤلف «تاريخ الشعراء» ، ترجمته في «تاريخ ابنه» (٤ / ٢١٩ ـ ٢٤٤) ، وفي «التلخيص» (٩٠).
(٢) من آل عبد الرحمن بن سقاف بن محمد .. مولده سنة (١٢٤١ ه‍) ، ووفاته في رمضان (١٣١٦ ه‍). «التلخيص» (٥٦ ـ ٥٧)
يتأثّل مالا ، وكانت قيمة أثاث بيته ـ يوم توفّي ـ لا تزيد عن ثلاثة عشر ريالا.
علّامة ليس في فتواه سفسطة
للسّائلين ولا في حكمه جنف (١)
في هديه خلف عن جلّ سبّقه 
وربّما جاز قدر الذّاهب الخلف 
حيث الحقوق قيام في مقاطعها
وكلّ من حاكم الأيّام ينتصف 
ولمّا توفّي سنة (١٣٢٨ ه‍) .. كان المرشّحون للقضاء : السّيّد محمّد بن حامد بن عمر السّابق ذكره. والسّيّد عبد الله بن حسين بن محسن.
فرجحت كفّة الثّاني ، وتحلّب الأوّل مرارة الفشل مرّة ثانية ، ولكنّه تجلّد وكظم غيظه ـ على خلاف طبعه ـ ؛ إذ لم يكن له عن الأمر معدى ، مع أنّه لم يكن بعيد الغور.
ودامت ولاية الثّاني إلى حدود سنة (١٣٤٠ ه‍) ، ثمّ انفصل بعد أن صار ما لا يحمد ، وكان الزّمان تغيّر ، وساء الظّنّ بالواحد فأسند إلى جماعة ، هم : الشّيخان : محمّد بن محمّد #باكثير ، وعوض بكران #الصّبّان. و #السّادة : علويّ بن عبد الله بن حسين ، ومحمّد بن حسين بن محمّد #الجفريّ ، والشّيخ عبد الرّحمن بن محمّد #بارجاء. ولم تطل مدّة ولايتهم.
وأحيل بعدهم إلى الشّيخين : محمّد بن محمّد باكثير ، ومحمّد بن مسعود بارجاء ، والسّيّد عمر بن سقّاف بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر #السّقّاف (٢).
ثمّ مات السّيّد عمر ، واستقلّ به الشّيخان ، ثمّ انعزلا ، وولي الشّيخان : عبد القادر وعبد الرّحمن ابنا محمّد بن محمّد بارجاء ، ثمّ مات الأوّل ، فأبقي الثّاني مستقلّا إلى أن لصقت به ريبة ، فضمّوا إليه الشّيخ محمّد بن مسعود بارجاء ، ثمّ سافر الشّيخ عبد الرّحمن فاستقلّ به محمّد مسعود بارجاء ، ثمّ سافر الشّيخ عبد الرّحمن فاستقلّ به محمّد مسعود ، ثمّ ضمّوا إليه السّيّد محمّد بن أحمد #كريسان (٣).
______
(١) الأبيات من البسيط ، وهي للشريف الرضي في «ديوانه» (٢ / ٧) بتغيير يسير.
(٢) حفيد السيد عبد الله بن عمر السابق ذكره ، ولد سنة (١٣١٠ ه‍) ، وتوفي سنة (١٣٤٣ ه‍) عن (٣٢) عاما. «التلخيص» (٨٧).
(٣) توفي بسربايه في حدود سنة (١٣٦٩ ه‍).
716
#إدام_القوت

بارجاء ، ثمّ عزل ، وأعيد السّيّد عبد الله بن عمر ، ثمّ عزل وأسندوه إلى عمّنا عبد الله بن محسن ، وبقي عليه إلى أن مات في رمضان سنة (١٣١٣ ه‍).
فاجتمع الأعيان والسّلطان بدار الشّيخ أحمد بن محمّد #بارجاء. وأرادوا تولية سيّدي علويّ بن عبد الرّحمن .. فامتنع ، فولّوا الشّيخ أحمد بارجاء مؤقّتا ريثما يقنعوا سيّدي علوي.
فخرج سيّدي علويّ من فوره وعقد ببنت عمّنا الغائب علويّ بن محسن على السّيّد محمّد بن عبد القادر بن محسن ، وكانت له ولاية على الأنكحة ، فأشار العلّامة السّيّد عليّ بن محمّد #الحبشيّ بعد خروجه على السّلطان أن يعزل كلّ متولّ غير بارجاء ، ففعل ، وعلموا بعقد شيخنا فأرسلوا الشّيخ أحمد بارجاء ليخبر ويجدّد العقد ؛ لأنّ العقد الأوّل وقع بعد عزل العاقد ، فقال لهم شيخنا : إنّ القاضي لا ينعزل بنفس العزل ، ولكن ببلوغ الخبر ، فالعقد على صحّته ، فلم يستأنف ، وكنت أنا ممّن شهد ذلك.
وكان السّيّد محمّد بن حامد (١) يرشّح نفسه له ـ بعد عمّنا ـ والنّاس لا يعدلون أحدا بشيخنا علويّ بن عبد الرّحمن ، وهو مصمّم على الامتناع من قبوله ، فلم يكن من الأعيان إلّا أن اجتمعوا ثانيا اجتماعا مشهودا من سائر النّاس في منزل السّيّد شيخ بن محمّد بن شيخ بن عبد الرّحمن السّقّاف (٢) ، وأقرعوا ثلاث مرّات بين الاثنين ، والقرعة تخرج عليه في الثّلاث بحيلة مدبّرة من اللّيل بين السّيّد شيخ بن محمّد بن عبد الرّحمن والشّيخ عمر جوّاس ، وبعد خروجها عليه ثلاث مرار .. لم يكن له بدّ من القبول.
وقد سار سيرة حميدة ، أتعب بها من بعده ، وأزرى على بعض من كان قبله ، ولم
______
(١) المتوفى بمكة عقب حج سنة (١٣٣٨ ه‍) ، وهو والد السيد عبد الله مؤلف «تاريخ الشعراء» ، ترجمته في «تاريخ ابنه» (٤ / ٢١٩ ـ ٢٤٤) ، وفي «التلخيص» (٩٠).
(٢) من آل عبد الرحمن بن سقاف بن محمد .. مولده سنة (١٢٤١ ه‍) ، ووفاته في رمضان (١٣١٦ ه‍). «التلخيص» (٥٦ ـ ٥٧).
بارجاء ، ثمّ عزل ، وأعيد السّيّد عبد الله بن عمر ، ثمّ عزل وأسندوه إلى عمّنا عبد الله بن محسن ، وبقي عليه إلى أن مات في رمضان سنة (١٣١٣ ه‍).
فاجتمع الأعيان والسّلطان بدار الشّيخ أحمد بن محمّد #بارجاء. وأرادوا تولية سيّدي علويّ بن عبد الرّحمن .. فامتنع ، فولّوا الشّيخ أحمد #بارجاء مؤقّتا ريثما يقنعوا سيّدي علوي.
فخرج سيّدي علويّ من فوره وعقد ببنت عمّنا الغائب علويّ بن محسن على السّيّد محمّد بن عبد القادر بن محسن ، وكانت له ولاية على #الأنكحة ، فأشار العلّامة السّيّد عليّ بن محمّد #الحبشيّ بعد خروجه على السّلطان أن يعزل كلّ متولّ غير بارجاء ، ففعل ، وعلموا بعقد شيخنا فأرسلوا الشّيخ أحمد بارجاء ليخبر ويجدّد العقد ؛ لأنّ العقد الأوّل وقع بعد عزل العاقد ، فقال لهم شيخنا : إنّ القاضي لا ينعزل بنفس العزل ، ولكن ببلوغ الخبر ، فالعقد على صحّته ، فلم يستأنف ، وكنت أنا ممّن شهد ذلك.
وكان السّيّد محمّد بن حامد (١) يرشّح نفسه له ـ بعد عمّنا ـ والنّاس لا يعدلون أحدا بشيخنا علويّ بن عبد الرّحمن ، وهو مصمّم على الامتناع من قبوله ، فلم يكن من الأعيان إلّا أن اجتمعوا ثانيا اجتماعا مشهودا من سائر النّاس في منزل السّيّد شيخ بن محمّد بن شيخ بن عبد الرّحمن السّقّاف (٢) ، وأقرعوا ثلاث مرّات بين الاثنين ، والقرعة تخرج عليه في الثّلاث بحيلة مدبّرة من اللّيل بين السّيّد شيخ بن محمّد بن عبد الرّحمن والشّيخ عمر جوّاس ، وبعد خروجها عليه ثلاث مرار .. لم يكن له بدّ من القبول.
وقد سار سيرة حميدة ، أتعب بها من بعده ، وأزرى على بعض من كان قبله ، ولم
______
(١) المتوفى بمكة عقب حج سنة (١٣٣٨ ه‍) ، وهو والد السيد عبد الله مؤلف «تاريخ الشعراء» ، ترجمته في «تاريخ ابنه» (٤ / ٢١٩ ـ ٢٤٤) ، وفي «التلخيص» (٩٠).
(٢) من آل عبد الرحمن بن سقاف بن محمد .. مولده سنة (١٢٤١ ه‍) ، ووفاته في رمضان (١٣١٦ ه‍). «التلخيص» (٥٦ ـ ٥٧).

715
#إدام_القوت

والشّيخ عقيل #باعبّاد (١) ، حتّى أصلح بينهما الفقيه محمّد بن حكم باقشير ، حسبما ذكرناه ب «الأصل» عن «مفتاح السّعادة والخير في مناقب السّادة #آل_باقشير » لمؤلّف «القلائد».
وعن الفاضل السّيّد عليّ بن عبد الرّحمن #المشهور عن والده مفتي الدّيار الحضرميّة أنّه يقول :
(سمعت كثيرا من مشايخي يقولون : كانت المشيخة بتريم للخطباء و #آل_بافضل ، فلمّا سكنها #العلويّون ..
تنازلوا لهم عن تقبيل اليد ولبس العمامة ، والنّداء بلفظ #الحبيب ، فمحوه عن أنفسهم وخصّصوه ب #الأشراف ، وجعلوه علامة لهم) اه
وهو في حاجة إلى البحث والنّظر والرّجوع إلى ما يأتي في المبحث الثّالث من #الحسيّسة.
وقال لي بعضهم : إنّ آل باعبّاد هم الذين حملوا النّاس على دعائهم ب #الحبيب ، وعلى تقبيل أيديهم ، لا على تقبيل أيدي العلويّين.
وآية هذا أنّهم لا يزالون على ذلك بين أتباعهم إلى اليوم ، والمسألة لا تعدو دائرة الظّنّ والاحتمال ، لا سيّما وأنّ الخطباء و #آل_بافضل لا يزالون معمّمين ، وإنّما كان جلّ آل #سيئون لا يلبسون العمامة ، إمّا اقتصادا ، أو أدبا مع الأشراف والفقراء من آل #بارجاء تلاميذ آل #باعبّاد ، والأقرب الثّاني ؛ بأمارة وجود الكثير ممّن أدركنا من آل حسّان يلبسون القلنسوة المخصوصة بالعمامة ـ وهي المسمّاة بالألفيّة ـ من دون عمامة ، ومهما يكن من الأمر .. فترك العمامة من البدء أخفّ إشكالا من ترك أهل العلم لها بعد استعمالها.
وللحضارمة أوليّات من هذا القبيل ؛ منها : ما أظنّني ذكرته في الجزء الأوّل من «البضائع» : (أنّ الأشعث بن قيس #الكنديّ أوّل من ركب والرّجال تمشي بين يديه).
______
(١) الشيخ عقيل هذا هو عقيل بن عبد الله باعباد ، توفي سنة (٩١١ ه‍) ، وهو غير الشيخ عقيل بن أحمد باني جامع الغرفة ، وسيأتي ذكره لاحقا.