#السلوك #الجندي
وَإِنَّمَا استعظم
ذَلِك من #جياش لكَونه كَانَ مَوْصُوفا بِالْعَدْلِ والحلم مُعظما للْعُلَمَاء مجللا لَا سِيمَا لِابْنِ #أبي_عقامة الَّذِي قَتله لفضله وَلِأَنَّهُ كَانَ اُحْدُ الاسباب لجياش فِي اخذ الْملك
وَلم يزل جياش مَالِكًا لتهامة الى ان توفّي فِي شهر الْحجَّة آخر سنة ثَمَان وَتِسْعين واربعمائة
وَقيل كَانَت وَفَاته برمضان سنة خَمْسمِائَة فخلفه ابْنه #الفاتك امهِ #الْهِنْدِيَّة فَلبث الى سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة
وَتُوفِّي عَن ابْن صَغِير يُسمى #منصورا ملكته عبيد الفاتك ابيه واقاموا لَهُ وزيرا وَاحِدًا مِنْهُم يُقَال لَهُ #انيس فَلم يزل على ذَلِك حَتَّى بلغ مَنْصُور مبالغ الرِّجَال وَرَأى ان انيسا قد غَلبه على الْأَمر وَلَيْسَ لَهُ من الْأَمر سوى #النواميس الظَّاهِرَة من ضرب السِّكَّة وَالْخطْبَة لَهُم بعد #بني_الْعَبَّاس ثمَّ شمخت نَفسه وَجعل ذَلِك باسمه وَركب المظلة وهم بقتل مَوْلَاهُ فَفطن لذَلِك وَجَمِيع موَالِي فاتك فدبروا حِيلَة على قَتله فَعمل مَنْصُور طَعَاما ودعى وُجُوه دولته و #انيس من جُمْلَتهمْ
فَقبض عَلَيْهِ وَقطع رَأسه معجلا فَكَانَ انيس أول وَزِير فِي الحبشه طَغى وتجبر وَأول وَزِير قتل جَهرا وَذَلِكَ فِي سنة 517 ثمَّ استوزر #من_الله #الفاتكي وَكَانَ من كرام الوزراء واعيانهم فِي الشجَاعَة وَالْكَرم واثابه الشُّعَرَاء والقاصدين بِمَا يَلِيق ثمَّ ان السُّلْطَان #منصورا اشْترى #الْحرَّة علم من وَرَثَة أنيس فحظيت عِنْده وَكَانَت من اهل الْعُقُول والأديان فعلقت مِنْهُ بإبن سَمَّاهُ #فاتكا وَجعل الله فِيهَا من الْخَيْر والسداد والتوفيق وَالْبركَة لمسلمين مَا تجَاوز حد الْوَصْف بِحَيْثُ لم يُوجد مثل ذَلِك فِي كثير من الرِّجَال كَيفَ فِي النِّسَاء وَذَلِكَ انها كَانَت تجهز الْحَاج بالخفارة والزاد من #زبيد الى #مَكَّة فِي أَمن من الأخطار والمكوس وَكَانَت كَثِيرَة الْحَج وَالصَّدَََقَة كَانَ فِيهَا تسديد الْملك بِحَيْثُ وكل اليها سَيِّدهَا تَدْبِير ملكه وَكَانَ
وَإِنَّمَا استعظم
ذَلِك من #جياش لكَونه كَانَ مَوْصُوفا بِالْعَدْلِ والحلم مُعظما للْعُلَمَاء مجللا لَا سِيمَا لِابْنِ #أبي_عقامة الَّذِي قَتله لفضله وَلِأَنَّهُ كَانَ اُحْدُ الاسباب لجياش فِي اخذ الْملك
وَلم يزل جياش مَالِكًا لتهامة الى ان توفّي فِي شهر الْحجَّة آخر سنة ثَمَان وَتِسْعين واربعمائة
وَقيل كَانَت وَفَاته برمضان سنة خَمْسمِائَة فخلفه ابْنه #الفاتك امهِ #الْهِنْدِيَّة فَلبث الى سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة
وَتُوفِّي عَن ابْن صَغِير يُسمى #منصورا ملكته عبيد الفاتك ابيه واقاموا لَهُ وزيرا وَاحِدًا مِنْهُم يُقَال لَهُ #انيس فَلم يزل على ذَلِك حَتَّى بلغ مَنْصُور مبالغ الرِّجَال وَرَأى ان انيسا قد غَلبه على الْأَمر وَلَيْسَ لَهُ من الْأَمر سوى #النواميس الظَّاهِرَة من ضرب السِّكَّة وَالْخطْبَة لَهُم بعد #بني_الْعَبَّاس ثمَّ شمخت نَفسه وَجعل ذَلِك باسمه وَركب المظلة وهم بقتل مَوْلَاهُ فَفطن لذَلِك وَجَمِيع موَالِي فاتك فدبروا حِيلَة على قَتله فَعمل مَنْصُور طَعَاما ودعى وُجُوه دولته و #انيس من جُمْلَتهمْ
فَقبض عَلَيْهِ وَقطع رَأسه معجلا فَكَانَ انيس أول وَزِير فِي الحبشه طَغى وتجبر وَأول وَزِير قتل جَهرا وَذَلِكَ فِي سنة 517 ثمَّ استوزر #من_الله #الفاتكي وَكَانَ من كرام الوزراء واعيانهم فِي الشجَاعَة وَالْكَرم واثابه الشُّعَرَاء والقاصدين بِمَا يَلِيق ثمَّ ان السُّلْطَان #منصورا اشْترى #الْحرَّة علم من وَرَثَة أنيس فحظيت عِنْده وَكَانَت من اهل الْعُقُول والأديان فعلقت مِنْهُ بإبن سَمَّاهُ #فاتكا وَجعل الله فِيهَا من الْخَيْر والسداد والتوفيق وَالْبركَة لمسلمين مَا تجَاوز حد الْوَصْف بِحَيْثُ لم يُوجد مثل ذَلِك فِي كثير من الرِّجَال كَيفَ فِي النِّسَاء وَذَلِكَ انها كَانَت تجهز الْحَاج بالخفارة والزاد من #زبيد الى #مَكَّة فِي أَمن من الأخطار والمكوس وَكَانَت كَثِيرَة الْحَج وَالصَّدَََقَة كَانَ فِيهَا تسديد الْملك بِحَيْثُ وكل اليها سَيِّدهَا تَدْبِير ملكه وَكَانَ
ثمّ إلى #آل_كثير (١).
ثمّ إلى الإمام #المتوكّل على الله إسماعيل ، ثمّ ل #يافع ، إلّا أنّ يافعا لم تدّع سلطنة ، بل متى انتصب لهم سلطان .. بخعوا له بالاسم مع الاستبداد عليه بالعمل ، وقد يستغنون عن السّلطان بالكلّيّة ، إمّا برؤسائهم وإمّا ب #منصب سيّدنا الشّيخ أبي بكر بن سالم.
وفي أيّام يافع كانت الدّولة الكثيريّة لآل عيسى #بن_بدر ب #شبام ، أوّلهم : عمر بن جعفر بن عيسى بن بدر.
ثمّ أخوه عبد الله ، وهو الّذي باع ل #يافع ناصفة #شبام.
ثمّ منصور بن عمر بن جعفر بن عيسى بن بدر ، وكان شهما شجاعا حميّ الأنف ، أبيّ الضّيم ، وله تعلّق بجبل المجد ونجم الشّرف : السّيّد عمر بن محمّد #بن_سميط ، فكانت له عبادة ؛ منها : أنّ ورده في اليوم واللّيلة مئة ركعة.
ومن أخباره : أنّ السّيّد سالم بن صالح #الحبشيّ كان من أثرياء #شبام ، فطلب منه منصور إعانة ، فشكا إلى الحبيب عمر بن محمّد ، فعاتبه ، فقال : أنا لا أحبّ الظّلم وأكره أن أسيء أحدا من أهل البيت ، ولكنّ السّيّد سالما عنده من جيف الدّنيا ، لو وضعت جيفة عند المنبر في الجامع .. لأسرعت إليها الكلاب والضّرورة تحوج ، فقال الحبيب عمر للسّيّد سالم : أعطه.
وحجّ السّلطان منصور مع الحبيب عمر بن محمّد وأشيع موتهما كذبا ، ثمّ عادا بالسّلامة ، أخبرني بجميع هذا الأخ الصّالح المنصب عليّ بن عبد الرّحمن الحبشيّ.
ثم إن #منصورا بقي كما كان عمّه مع #يافع على المناصفة ب #شبام ، وجرت بين كلّ منهم وبين يافع وبين أصحابهم آل كثير مشاغبات ومحاربات من أشهرها : أنّ منصور بن عمر سمع حمود بن سعيد بن عبد العزيز يتهدّد رجلا من أهل #شبام
______
(١) لمعرفة أخبار هذه الدويلات ينظر : «أدوار التاريخ الحضرمي» ، و «تاريخ حضرموت» و «تاريخ الدولة الكثيرية» ، و «الصفحات».
539
ثمّ إلى الإمام #المتوكّل على الله إسماعيل ، ثمّ ل #يافع ، إلّا أنّ يافعا لم تدّع سلطنة ، بل متى انتصب لهم سلطان .. بخعوا له بالاسم مع الاستبداد عليه بالعمل ، وقد يستغنون عن السّلطان بالكلّيّة ، إمّا برؤسائهم وإمّا ب #منصب سيّدنا الشّيخ أبي بكر بن سالم.
وفي أيّام يافع كانت الدّولة الكثيريّة لآل عيسى #بن_بدر ب #شبام ، أوّلهم : عمر بن جعفر بن عيسى بن بدر.
ثمّ أخوه عبد الله ، وهو الّذي باع ل #يافع ناصفة #شبام.
ثمّ منصور بن عمر بن جعفر بن عيسى بن بدر ، وكان شهما شجاعا حميّ الأنف ، أبيّ الضّيم ، وله تعلّق بجبل المجد ونجم الشّرف : السّيّد عمر بن محمّد #بن_سميط ، فكانت له عبادة ؛ منها : أنّ ورده في اليوم واللّيلة مئة ركعة.
ومن أخباره : أنّ السّيّد سالم بن صالح #الحبشيّ كان من أثرياء #شبام ، فطلب منه منصور إعانة ، فشكا إلى الحبيب عمر بن محمّد ، فعاتبه ، فقال : أنا لا أحبّ الظّلم وأكره أن أسيء أحدا من أهل البيت ، ولكنّ السّيّد سالما عنده من جيف الدّنيا ، لو وضعت جيفة عند المنبر في الجامع .. لأسرعت إليها الكلاب والضّرورة تحوج ، فقال الحبيب عمر للسّيّد سالم : أعطه.
وحجّ السّلطان منصور مع الحبيب عمر بن محمّد وأشيع موتهما كذبا ، ثمّ عادا بالسّلامة ، أخبرني بجميع هذا الأخ الصّالح المنصب عليّ بن عبد الرّحمن الحبشيّ.
ثم إن #منصورا بقي كما كان عمّه مع #يافع على المناصفة ب #شبام ، وجرت بين كلّ منهم وبين يافع وبين أصحابهم آل كثير مشاغبات ومحاربات من أشهرها : أنّ منصور بن عمر سمع حمود بن سعيد بن عبد العزيز يتهدّد رجلا من أهل #شبام
______
(١) لمعرفة أخبار هذه الدويلات ينظر : «أدوار التاريخ الحضرمي» ، و «تاريخ حضرموت» و «تاريخ الدولة الكثيرية» ، و «الصفحات».
539