اليمن_تاريخ_وثقافة
11.5K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
الشيخ محمد ناصر بن خلف العبادي
(مُفتي #الشافعية #الشوافع)
في #حيدر_أباد
-------------
#علي_صالح_الخلاقي:

احتل اليافعيون في مهجرهم الهندي مراتب عسكرية وسياسية ودينية عالية ، وبشكل خاص في نظام حيدر عباد, ونبغ بعضهم في مجال العلم والفقه، نذكر منهم -على سبيل المثال- العالم صالح بن علي بن ناصر بن علي بن جابر اليافعي، وقد ألف كتاب (الشواظ المتلظي في الذب عن عقيدة العلامة الحفظي)، وهو عبارة عن رسالة طويلة في الدفاع عن منظومة (عقد اللآل في فضائل الآل) للعلامة أحمد بن عبدالقادر الحفظي الشافعي المتوفى سنة 1233هـ, وله مقالات نشرت في مجلة (المنار) المصرية في العقد الأول من القرن العشرين الميلادي.
وممن برز مع مطلع القرن العشرين من اليافعيبن في حيدر أباد محمد بن عيسى بن عفيف بن علي اليافعي الذي كان صاحب مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم والتجويد، فضلاً عن إشرافه خلفاً لوالده على أشهر مركز لتعليم فنون المصارعة وتدريبها، ووالدته هي أخت الأديب والمحقق المشهور عمر بن صلاح بن يحيى اليافعي, الذي أدَّى دورًا كبيرًا في تجميع مخطوطات علمية نادرة وتعريفها للمجتمعات العلمية وإعدادها وتحقيقها وترجمتها للنشر.
واهتم كثيرون بتعليم أولادهم لما يحظى به المتعلمون من مكانة في المجتمع الهندي, بل حتى إن الأهل في يافع يفرحون كثيرًا لخبر أولادهم الذين التحقوا في مدارس العلم. ففي رسالة من قاضي خلاقة قاسم عبدالصفي محررة 25شوال 1315هجرية أرسلها إلى ولده محمد في الهند عبر فيها عن الفرحة والسرور لخبر ابنه الذي ذكر لهم أنه (يقرأ العلم)، ويحثه على الحفاظ على التمسك بمكانة الأجداد يقول بالنص: "أما من عندك فأنت ذكرت أنك بتقرأ العلم، وفرحنا واسترينا أنا وأهل خلاقة الجميع يوم زقرت (أمسكت) مهرة أجدادك نقول الله يقيمك ويهديك إلى ما يرضيه ويجنبك ما يعصيه".
وبلغ الأمر بالبعض ليس إلى التفوق في النهل من العلم والارتقاء في مراتبه, بل وأن أصبحوا معلمين وحصلوا على مرتبة الإفتاء, ففي رسالة من عبدالله بن محمد ومحمد بن ناصر بن محمد أحمد خلف آل باعباد محررة في 9رمضان 1332هجرية, بعثا بها إلى يافع يزفان خبرًا مبهجًا عن تفوق أحدهما في العلم وبلوغه مرتبة رفيعة لم يصل إليها أحد من أهله المتقدمين, حيث حاز محمد بن ناصر بن محمد أحمد خلف آل باعباد على مرتبة (مفتي الشوافع) وأصبح عالمًا يقوم بتدريس حوالي 50 شخصًا.
وجاء في تلك الرسالة بالنص: "والولد محمد يا أخ لا نحن ولا أهلنا المتقدمين من آل باعباد من زمان الجد أحمد خلف ما حد وصل مرتبته بالعلم أبدًا ، نقول الله يزيده ويبارك فيه، الله الله بالدعاء.... ومن طرف الولد محمد بن ناصر بن محمد أحمد خلف آل باعباد مفتي الشوافع والذي يقرأون عنده مقدر خمسين نفر ادعوا له الله الله". وقد حظي بمكانة دينية رفيعة، بل كان مرجعية دينية بعد أن وصل إلى مرتبة الإفتاء، وقد استقر وتزوج هناك من مريم بنت علي عبدالله علي العنيس الخلاقي ، وله زوجة أخرى هي خديجة بنت عبدالله بن أحمد الهمداني اليماني, ربما كانت زوجته الثانية.
ولا شك أن هناك آممن بلغوا مراتب دينية وعسكرية واجتماعية وغير ذلك من المجالات ، لكن لم تصل إلينا أسماؤهم لانعدام التوثيق وصعوبة الحصول على المعلومات عنهم، وقد نحصل على وثائق ومراسلات في المستقبل من أرشيف الأسر اليافعية ذات الصلة بالمهجر الهندي، تكشف المزيد من الأسماء ذات التأثير العسكري أو الاقتصادي أو الديني وغير ذلك.
#عبيد_طرموم

مدينة #تريم #حضرموت
تريم هي مدينة وعاصمة مديرية تريم التابعة لمحافظة حضرموت بالجمهورية اليمنية، يرجع تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد، حيث كانت عاصمة حضرموت القديمة ومقر ملوك كندة قبل ظهور الإسلام وتشتهر بكثرة مساجدها حيث يبلغ عدد المساجد نحو 360 مسجد وهو على عدد أيام السنة وكذا تشتهر بالعلم وعلماء الدين، واختيرت المدينة عاصمة الثقافة الإسلامية في عام 2010 م من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيكو).

كان لمدينة تريم دور ريادي في الحركة العلمية داخل اليمن وخارجها، وذلك من خلال معاهدها وأربطتها العلمية التي تخرج فيها العلماء من أنحاء العالم المتباعدة، وساهم أهلها بنشر الدين الإسلامي في العالم وخصوصًا جنوب شرق آسيا والهند وشرق أفريقيا، وذلك من خلال هجرتهم وتجارتهم في تلك البلدان؛ لذلك يأتي إليها مواطنون من شرق آسيا ودول أخرى لطلب العلوم الإسلامية في معاهدها.
#تاريخ_صنعاء_الطبري

لابن جرير أن كليهما يرجعان إلى مصدر واحد.
على أن #الرّازي في مجال الحديث عن عبد الرّحمن بن عوف رهط المؤلف نجده ينقل خبرا عن مؤلف كتابنا هذا ويكنّيه ب #أبي_العباس_الزّهري (انظر تاريخ مدينة صنعاء ص ٦٤)
ومن هذا النّص تتّضح لنا معاصرة المؤلف للرّازي أو تقدّمه عنه بقليل حيث لم يعدّه من شيوخه ولم يكثر النّقل عنه كما عهدناه عند غيره من شيوخه السّابق ذكرهم.
ابن جرير #الصّنعاني مؤلف الكتاب
لم تسعفنا المصادر اليمنية كثيرا بمعلومات عن مؤلف الكتاب وكل ما استطعنا الحصول عليه هو ما جاء في كتاب #السلوك في طبقات العلماء والملوك للمؤرخ اليمني بهاء الدين محمد بن يوسف #الجندي المتوفى سنة ٧٣٠ وفيه إشارة إلى اسمه ونسبته وتاريخه ، يقول في أثناء الحديث على مصادر تاريخه المسمى بالسلوك ١ : ٧٢ :
«ثم تاريخ #صنعاء ل #ابن_جرير_الصنعاني #الزهري
واسمه إسحق بن يحيى بن جرير ينتسب إلى الأسود بن عوف أخي عبد الرّحمن بن عوف وهو كتاب لطيف الحجم به فوائد جمّة».
وهذا كل ما نظفر به عند #الجندي ولم نجد من أشار إليه غيره ولم يذكر في مصدر آخر حتى أن ما جاء عند الجندي نجد معلوماته عنه مأخوذة من كتاب ابن جرير نفسه
مما يدل على أنه لا يوجد في عصره من أرّخ له ، بل لم يذكره ضمن علماء #صنعاء كما فعل مع الآخرين.
قلت : ولا يشتبه علينا ما جاء في ميزان الاعتدال ولسان الميزان من ترجمة لرجل آخر هو إسحق بن إبراهيم الصنعاني #الطبري فهو غير المعني هنا انظر «ميزان الاعتدال» ١ : ١٧٧ ولسان الميزان ١ : ٣٤٤).
على اننا نجد في كتاب تاريخ صنعاء لصاحب الترجمة بعض
المعلومات اليسيرة فهو يذكر في آخر كتابه اسمه صراحة كما جاء عند #الجندي.
ويظهر ان أسرة #آل_جرير كانت تحتل مكانة مرموقة في #صنعاء خلال القرن الرابع فهو يذكر جماعة من أعيان أسرته كانت لهم بعض المشاركة في مجريات السياسة في زمنه.
منهم : إبراهيم بن جرير كان كاتب #أسعد بن أبي الفتوح ، وكان صاحب نفوذ في عصره.
ومنهم : إسحق بن يحيى بن جرير له دار مقصودة ب #صنعاء وأغلب الظن أن المذكور هنا هو نفس #المؤلف وقد أورد اسمه بصيغة المخبر عنه. فيكون المؤلف أحد أعيان المشار إليهم ويدلك على ذلك حديثه عن أعيان عصره حديث الندّ للند. وكذا اقتضاب عباراته وتعاليه عن صغائر الأمور.
أمّا عن حياة المؤلف فليس بين أيدينا ما يعرفنا بملمح سوى سرده للأحداث التي عاصرها وأغلب الظن انه ركز على الفترة التي أدركها فأوفاها نصيبها من الشرح والبحث وهي في الغالب تقع ما بين سنتي ٣٧٥ وسنة ٤٢٦ ه ،
ونجد في تاريخه أيضا إفادة أخرى تعلمنا أنه عاش إلى سنة ٤٤٣ وذلك أثناء حديثه عن مساجد #صنعاء ولا أظنه تجاوز النصف الأول من القرن الخامس فيكون بهذا أسبق من #الرازي مؤلف تاريخ صنعاء في الزمن ، وهذا ما يفسر لنا عدم رجوع المؤلف إلى كتاب #الرازي في تاريخ صنعاء والله أعلم.

#تاريخ_صنعاء ل #إبن_جرير
هذا الكتاب يعد أقدم كتب تاريخ #صنعاء واليمن عامة كما أسلفنا. وهو أول كتاب يصلنا في #الحوليات التاريخية التي عرفناها عند من أتى من بعده وهو أقدم من كتاب #عمارة المسمى ب #المفيد في تاريخ #زبيد.
وعلى الرغم من قدمه لم نجد من أشار إليه سوى ذلك التنويه اليتيم
6
أَعْمالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ) ولا نقول إلّا ما قاله الصّابرون : : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) و (إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ) وهو حسبنا ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم ، ولنا أسوة بمن مضى من #سادتنا #العلويّين كما قال سيدنا عبد الله #الحداد [في «ديوانه» ١٢٧ من الرّمل] :
بهتونا بمقال سيّء
كانت الأحرى به لو أبصرت 
قد حلمنا وصفحنا عنهم 
وبذا أسلافنا قد أخبرت 

و (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً)

ومن أجل الأمور الذي دخل في خواطر السادة من طرفها ، يشهد الله علينا وملائكته : أنا ما طلبناها ولا دوّرنا لها غير جاءت نحن من غير طلب. انتهى الموجود من الكتاب.
وقد حذفت منه آيات وحديثا لا تكثر فيها مناسبة الموضوع ، وفي الكتاب أغلاط حتى في الآيات تعرف بالفهم والذّوق (١) ، والله أعلم.
قال سيّدي الأستاذ الأبرّ #عيدروس بن عمر :
وكانت للحبيب عبد القادر المذكور أمور غريبة من الرّياضات والخلوات ، وله أربعينيّات متعدّدة.
وربّما تخلّف عن شهود الجمعة ؛ لأنّ الله كشف له عن أحوال النّاس الباطنة ، فيراهم في صور معانيهم. حتّى دعا له الحبيب حسن بن صالح #البحر فستر الله ذلك عنه.
ومنهم #السّادة الأجلّاء : عيدروس بن عبد الرّحمن بن عيسى #الحبشيّ. وولداه : العلّامة الجليل محمّد بن عيدروس ، المتوفّى بها سنة (١٢٤٧ ه‍). وأخوه العلّامة الإمام عمر بن عيدروس ، المتوفّى بها سنة (١٢٥٠ ه‍) .. مناهل علوم ، ومفاتح فهوم ، وقرّات عيون ، وآحاد هي المئون ، وصفاء كأنّما أخلصته القيون :
لهم سرّة المجد التّليد وسرّه 
ومحض المعالي فيهم والمناقب (٢)
______
(١) وقد أصلحنا الآيات القرآنية.
(٢) البيت من الطويل ، وهو للشريف الرضي في «ديوانه» (١ / ٩٠).
620
#تاريخ_اليمن_عمارة_الحكمي

الداعي (١) ، وممن وصل إليها من دعاة الدولة أبو عبد الله #الشيعي صاحب الدعوة #العلوية ب #المغرب ،
وفيها قرأ علي بن محمد #الصليحي في صباه ، وهي دار دعوة اليمن.
وكان هذا علي (٢) #بن_الفضل #الداعي ، غلب على جبل #المذيخرة ، وخطب فيه للدعوة #العلوية سنة أربع وتسعين ومائتين (٣) ، ثم استرجعه منه أصحاب أسعد بن #أبي_يعفر ، ثم عاد إلى أصحاب الداعي علي بن الفضل ثانية.
وفي ملك أسعد بن أبي يعفر جبل #شبام ، وهو منيع جدا ، وفيه قرى ومزارع ، وجامع كبير ، وهو عمل مستقل بنفسه ، ويرتفع منه #العقيق و #الجزع (٤) ، وهي حجارة معساة (٥) ، فإذا عملت ظهرت جوهرها.
وممن امتنع من عمال أبي الجيش #بن_زياد ، سليمان بن طرف ، صاحب #عثر وهو من ملوك #تهامة ، وعمله مسيرة سبعة أيام ، في عرض يومين. وهو من #الشرجة إلى #حلي ، ومبلغ ارتفاعه (٦) في السنة خمس مئة ألف دينار (٧). وكان مع امتناعه من الوصول إلى ابن زياد (٨) ، يخطب له ، ويضرب السكة على اسمه ، ويحمل إليه مبلغا من المال كل سنة ، وهدايا لا أعلم مبلغها. ويتلو لابن طرف من ملوك تهامة في الخطبة والسكة لابن زياد ، وعمل إتاوة مستقرة ، #الحرامي (٩) ، صاحب #حلي ، [وهو](١٠) دون ابن طرف في المكنة (١١). وأما الذين سلم لابن زياد من اليمن حين #طعن في
______
(١) في الأصل : محمد.
(١) في الأصل : محمد.
(٢) في الأصل : أربعين وثلاثمئة والتصحيح من الجندي : سلوك / كاي : ١٤٢ ـ ١٤٣.
(٣) العقيق خرز أحمر والجزع خرز فيه سواد وبياض ، واحدته جزعة.
(٤) من عس يعسى : غلظ وصلب.
(٥) جملة إيراده السنوي.
(٦) في خ : دينار عثرية.
(٧) المراد أنه كان لا يذهب لابن زياد ، ومع ذلك كان يخطب إليه.
(٨) والمراد أن الحرامي صاحب حلى ، كان على منوالي ابن طرف في الخطبة والسكة لابن زياد.
(٩) زيادة اقتضاها السياق.
(١٠) المكنة : القوة والشدة.
#تاريخ_الشحر_بافقيه

وله أبيات مقطعات في الألغاز والأحاجي وقصائد مطولات يمدح بها السيد الشيخ شيخ بن عبد الله #العيدروس وغيره من وزراء #الهند رحمه‌الله تعالى.
فائدة مفيدة تتعلق ب #أحمد_أباد نقلتها من تاريخ (١) السيد الشريف عبد القادر بن شيخ #العيدروس رحمه‌الله وهي : مدينة كبيرة من مدن #الهند مشهوره قال السخاوي في ضوئه : أحمد أباد ، ومعنى أباد عمّر وكأنه قال عمارة أحمد الذي اختطها ، وهو أحمد بن محمد بن #مظفر صاحب #كجرات في سنة خمس وثلاثين وثمانمائة ، وتوفي قريبا من سبع وأربعين ، فاستقر بعده في كجرات إبنه #غياث الدين محمد فأقام إلى سنة أربع وخمسين ، فاستقر بعده إبنه قطب الدين أحمد ومات في رجب سنة ثلاث وستين ، فخلفه أخوه #داؤد وخلع بعد أيام ، فاستقر بعده أخوه أبو الفتح #محمود_شاه وهو ابن خمس عشر سنة وإقامته بأحمد أباد ، والذي اختطها جده وهو حي في سنة تسع وسبعين وهو ابن خمسين سنة انتهى كلام السخاوي.
______
(١) النور السافر : ٣٣١.
قلت : وعاش بعد السخاوي أربعة عشر سنة وقد مر تاريخه وتولى بعده ولده مظفر ، وتولى بعده ولده السلطان #إسكندر وقتل ، ثم تولى بعده أخوه السلطان #بهادر وهو الذي بنى قلعة #سورت على يد وزيره صفر الرومي ، ثم تولى بعده ابن السلطان #مظفر ابن محمود الشهيد ، وكانت الوزراء متغلبة عليها جدا خصوصا الأخير منهما فما كان له معهم من السلطنة إلّا #الإسم والحل والعقد وجميع التصرفات للوزراء ، نظير ما وقع للخلفاء من بني العباس مع الأتراك حتى آل ذلك إلى انقراض ملكهم وزوال شوكتهم وانتقال الدولة عنهم إلى غيرهم ، فأخذ البلاد #المغول على عهد السلطان مظفر ، وقد مر تاريخ ذلك ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ،
فزالوا كأن لم يكونوا ، ولم يبق إلا آثارهم الجميلة ومآثرهم الجليلة فسبحان من يقلب الأمور ولا يتغير بتغير الدهور.
قال جامع هذا التاريخ : وفيها عزمت إلى #مكة في شهر شوال لحجة الإسلام وكانت حجة الجمعة.
وفيها (١) : توفي #قطب_شاه سلطان #فلكندة ، وكان عادلا كريما إلّا أنه كان غاليا في #التشيع رحمه‌الله.
______
(١) النور السافر : ٣٣٢.
427
#التربة #ذبحان
مديرية #الشمايتين
(أ) مدينة تُرْبَه - ذبحان : - بضم التاء المثناه الفوقية وسكون الراء وفتح الباء الموحدة وأخرها هاء - ، وهي مدينة مشهورة تقع جنوب مدينة تعز على بعد حوالي ( 48 كيلومتراً ) ، وهي قاعدة حكم ما يطلق عليه اليوم منطقة الحجرية ، وما كان يسمى قديماً باسم المعافر ،
وهو مخلاف وقبيلة وقد جاءت التسمية لأول مرة في المصادر النقشية السبئية ( معفرن ) ويعود تاريخها إلى ( القرن السابع قبل الميلاد ) في النقش الموسوم بنقش النصر ( RES.3945 ) ، وتكرر بعد ذلك في النقوش الحميرية من ( القرن الثالث الميلادي ) وتنضوي تحت هذه التسمية اليوم عدداً من مديريات محافظة تعز وهي المديريات التالية ، الشمايتين ، والمواسط ، وحيفان ، والصلو ، وجبل حبشي ، والوازعية ، ومديريتا القبيطة ، والمقاطرة من مديريات محافظة لحج .
وتعرف مدينة التربه هذه بـ ( تربه الشيخ عمر
#المسن المشهور ب #الطيار ) ويشير الباحث " علي سعيد سيف " في دراسة له عن " الأضرحة في اليمن " لنيل درجة الدكتورة ، أن التربه من الفعل ( ترب ) وجمعها تُرب ، والترب لغة من التراب والترب والتربة وجمع الترب أتربه ويضيف الدكتور " مصطفى جواد " أنه كان المؤرخون إذا قالوا أن لفلان تربه أو ابتنى فلان تربه دل قولهم على القبة ، فالتربه عند المؤرخين معناها القبر ذو مشهد وقبة والتربه كانت تقام مستقلة أو في مبنى خاص يغطيها قبة وتتصل بمصلى أو مسجد أو مدرسة .
أمَّا
#التربه بحد ذاتها ما هي إلاَّ بناء يضم أكثر من وحدة معمارية من بينها القبر والقبة التي تغطيه مما يدل أن ( التربه ) التي نحن بصددها كانت تضم مجموعة ترب وتعرف باسم ( تربه - ذبحان ) تميزاً عن مواضع أخرى في اليمن تعرف بـ ( التربه ) .
ويذكر لسان اليمن " الهمداني " في كتابه " الصفة "
#ذبحان ( وأن أول سراه جزيرة العرب من أرض #ذبحان و #المعافر ) ويذكر " المقحفي " في " معجمه " ( أن أصل كلمة " ذبحن " هو مصدر الذبح وكان القربان الذي يقدم لهياكل الآلهة هو البخور والذبائح وتقوم النون مقام حرف التعريف في لغة المسند مثل " وثرن " أي الوثر ، وهو أساس البناء " ومحفدن " أي المحفد ، وغير ذلك .
وينسبها الأخباريون إلى "
#ذبحان بن دوم #بن_بكيل ".
1- حصن الجاهلي : يقع حصن الجاهلي في مدينة الشمايتين في عزلة شرجب ويأتي ضمن سلسلة الحصون الدفاعية التي تقع في مخلاف المعافر ، وقد أتى ذكر منطقة شرجب في نقش صرواح الكبير للملك السبئي " كرب إيل وتر " في نقش النصر الموسوم (RES. 3945 ) ، وهذا يعني أن منطقة شرجب كانت ضمن نفوذ الدولة السبئية ، وفي العصر الإسلامي وردت الإشارة إلى حصن الجاهلي وغيره من الحصون في المنطقة مثل السمدان ، ويمين ، ومطران ، حيث استولى عليها الملك الرسولي المظفر " يوسف بن عمر بن علي رسول " في ( القرن السابع الهجري ) ، واتخذت مراكز دفاعية متقدمة لتعزيز نفوذ الدولة الرسولية ، والحصن عبارة عن مرتفعات جبلية متدرجة في الارتفاع تبدأ في الطرف الجنوبي الشرقي من هضبة شرجب تحيط بها موانع طبيعية من ثلاث جهات ، وتحصيناته كانت من جهة واحدة ، ولا تزال توجد بقايا أساسات مبانٍ وأبراج دفاعية متناثرة على منحدرات الجبل ، وفي قمة الحصن توجد بعض معالم السور ، والذي شيد بالحجارة الكلسية على شكل منحني ، ويبلغ امتداده حوالي ( 150 متراً ) وارتفاعه حوالي ( 3 مترات ) تقريباً ، تحيط به الأراضي الزراعية .

2- كهف
#الأعبار : يعرف باسم " الركب " يقع على وادي #الأصابح يحده من الشمال قرية الهراءة ، ومن الشرق #الكهيف ، ومن الغرب قرية صبيرات ، وهو عبارة عن تجويف محفور في باطن الصخر ارتفاع المدخل حوالي ( 60 سم ) ، وطوله حوالي ( 24 سم ) وعمقه ( مترين ) وعلى جدران الكهف الداخلي توجد رسومات صخرية غير منتظمة يبدو أنها مخربشات ، وكتابات بخط #المسند تحتوي على ( 8 أسطر ) مما يشير إلى أن المنطقة استوطنت في فترة مبكرة من التاريخ القديم .

3- قلعة الحدية : تقع بالقرب من قرية " الحدية -
#شرجب " وتعتبر قلعة دفاعية متقدمة لقلعة المقاطرة من الناحية الجنوبية ، وقد شيدت في أعلى قمة جبلية وعرة المسالك يتم الوصول إليها عبر منفذ واحد فقط ، وهي عبارة عن فتحة دائرية الشكل تغطى بواسطة أحجار ضخمة تغلق مدخل الحصن بإحكام ، وفي قمة الحصن توجد بقايا معالم أثرية أهمها مدافن للحبوب في الناحية الشرقية حفرت في باطن الصخر على هيئة غرف مخروطية الشكل ، وفي الناحية الجنوبية الغربية يوجد صهريج المياه مربع الشكل بأحجار وقضاض ومسقوف بقبة مطلية بالقضاض ، وفي منتصف فناء القلعة توجد أساسات وجدران مبانٍ يبدو أنها كانت ملحقات رئيسية للقلعة .
4- حصن جبل #يمين : يقع في قمة جبل يمين في عزلة " #العزاعز - الشمايتين " ، يشرف على عدد من المناطق المجاورة مثل التربة ، والأصابح ، والأحمور ، وقد نال شهرة كبيرة حيث وردت الإشارة إليه في العديد من المصادر التاريخية مثل " العقود اللؤلؤية " و " العسجد المسبوك " وغيرهما والتي ذكرت بأن هذا الحصن كان يعد واحداً من المعاقل الحصينة التي سيطرت عليه حكام الدولة المتعاقبة بدأ من دولة #بني_زريع ، ثم الدولة #الصليحية ، ومن بعدهم حكام الدولة #الأيوبية فحكام الدولة #الرسولية ، ومما لا شك فيه أن تعاقب الاستيطان على هذا الحصن قد أدى إلى طمس الكثير من معالمه التي لم يتبق منها سوى أساسات مبانٍ وأكوام من الحجارة تمثل جدران متقطعة لأسوار كانت تتخللها أبراج دفاعية ، كانت عبارة عن نوبتين إحداها شرقية والأخرى جنوبية ، ويحتوي في القمة على عدد من صهاريج المياه حفرت في الصخر وأخرى مبنية بالحجارة والقضاض .

5- قبة " الشيخ
#صادق ": يقع في قرية " الكدرة - #المقارمة " من مديرية الشمايتين يروي بعض الأهالي في المنطقة أن " الشيخ صادق " كان فقيهاً يعلم الناس القرآن ويأتي إليه المرضى ويعالجهم بالقرآن وبطريقة الميسم ـ الكي ـ ، وبعد وفاته ظل البعض يعتقد فيه فعملوا على قبره ضريحاً ومزاراً سنوياً .
وصف الضريح : عبارة عن مساحة مربعة الشكل مبنية بالحجارة والقضاض ، يغطى السقف قبة من الآجر المحروق نرتكز على أربع حنايا ركنية مصمتة ، ويفتح في الجدار الشمالي تجويف المحراب بواسطة عمودين عليهما زخارف حلزونية بارزه منفذة بالجص ، ويقابل جدار القبلة مدخل يغلق بمصراعين من الخشب السميك ، ويتوسط بناء القبة من الداخل قبر يضم رفاه "الشيخ صادق" يرتفع عن مستوى سطح الأرض حوالي ( 80 سم ) على شكل مصطبة مبنية بالحجارة والقضاض، ويفتح في الواجهة الجنوبية طاقة صغيرة يأخذ منها بعض الناس قليل من التراب للتبرك ، ويتقدم مدخل القبة في الناحية الجنوبية بركة دائرية الشكل كانت مبطنة بالحجارة والقضاض وأحدثت عليها ترميمات لاحقة بمادة الإسمنت ، وفي الطريق الذي يؤدي إلى منطقة "
#بني_شيبة " عبر المقارمة يوجد ضريح آخر لأحد الأولياء الذين اشتهروا خلال مراحل العصر الإسلامي هو الشيخ " #أحمد "ولا يزال البعض يعتقد به وأقاموا على قبره ضريحاً بات مزاراً يتكون الضريح من بناء مستطيل الشكل يغطيه سقف مستوٍ من الخشب ، ويتقدم مدخل البناء في الناحية الجنوبية صهريج للمياه ـ سقاية ـ مبطنة بالحجارة ويغطي سقفها أحجار طويلة من حجر الصلصال .

6- حصن
#منيف : يقع في الغرب من قرية " القريشة - الشمايتين " عرف قديماً باسم " حصن قور " ، وهو من الحصون الشهيرة التي وردت الإشارة اليها في العديد من المصادر التاريخية خلال العصر الإسلامي ، وخاصة في فترة الدولة الصليحية والدولة الرسولية ، حيثما تسلم الحصن الملك #المجاهد " علي بن داود " عام ( 725 هجرية ) ، وأتخذه مركزاً تقدم منه نحو المناطق الجنوبية #لحج وعدن نظراً لما يكتسبه الحصن من شموخ ومناعة ولا تزال هناك العديد من المعالم الأثرية التي توحي ببراعة المعمار اليمني وإتقانه لهذا النوع من العمائر الحربية حيث شيدت أسوار حول المنحدرات الملتوية في الجبل ودعمت بأبراج نصف دائرية عليها فتحات لرمي السهام ومزاغل دفاعية ويتوسط قمة الحصن بقايا أساسات مبانٍ سكنية غير واضحة المعالم ، وبجانبها صهاريج صغيرة للمياه مستطيلة ومربعة الشكل مبنية بالحجارة والقضاض .

7- حصن
#السمدان : بفتح السين المهملة ، حصن شامخ في بلد الرجاعية من بلاد المعافر غربي مركز تربة ذبحان على بعد حوالي ( 15 كيلومتراً ) ، ويقول " الأكوع " : (( أن الحصن منحوت في الصخر الأصم وليس له إلاَّ باب واحد ومنه يصعد في درج منحوتة حتى تدخل إلى ساحته وكان في قمته القصور الزاهرة والمباني العجيبة بفن معماري رائع وفيه مخازن المياه ومستودعات الحبوب والذخائر والكراع )) ، ولا تزال آثارها باقية تمثل غاية في الروعة والإعجـاب ، وكان يضرب به المثل في المناعة والحصانة وفي ( القرن الخامس الهجري ) كان حصن السمدان " للآل الكرندي " وهم من أولاد الأبيض بن جمال الدين السبئي الذي ولاه الرسول ( صلَعم ) جبل الملح .
كما وردت الإشارة إلى الحصن عند سرد مجريات العام ( 734 هجرية ) عندما تسلم حصن السمدان وحصون المعافر آنذاك الملك الرسولي الظاهر " أسد الدين ابن الملك المنصور أيوب بن يوسف الرسولي " وفي نفس العام نزل الملك الظاهر من حصن السمدان على الذمة الشاملة صحبه القاضي " جمال الدين محمد بن مؤمن " و " الأمير شرف الدين " فأمر السلطان بطلوعه الحصن وأن يودع دار الإمارة على الإعزاز والإكرام ، فأقام به إلى شهر ربيع من العام المذكور وتوفى رحمه الله ، وقد توالى الاهتمام بهذا الحصن بحكم موقعه الاستراتيجي الذي يشرف على العزاعز والأخمور من الناحية الشمالية وقرى دبع الداخل والخارج ، ففي الفترة العثمانية استفاد العثمانيين من هذا الحصن وأعادوا بناؤه وتكوينه المعماري حالياً
#مصطفى_راجح

هل تعرف عالماً يمنياً إسمه إبراهيم الصلوي ؟

بالتأكيد أغلبكم لا يعرفه ولم يسمع به.

تخيلوا أن عالماً بمقام الدكتور إبراهيم محمد الصلوي، أحد أهم العقول اليمنية في فك رموز المسند ولهجات اليمن القديم، يكاد لا يعرفه كثير من أبناء هذه البلاد الغارقة في صراعات مهلكة والمنشغلة بدوامات المعارك الفيسبوكية ومشاهيرها وذبابها الألكتروني؟

هذه لمحة من طرق القائمة بإمكانك أن تعرف من خلالها من هو إبراهيم الصلوي " التخصص العام: لغات سامية. التخصص الدقيق: فقه اللغات
السامية والنقوش اليمنية القديمة.

1- دكتوراه (ألمانيا ١٩٨٧) حول “مفردات اللغة اليمنية المسندية التي وردت في مؤلفات أبو الحسن الهمداني ، ومؤلفات نشوان الحميري، نشرت باللغة الألمانية.

1-قصة أصحاب الأخدود- دراسة لغوية تاريخية في ضوء المصادر النقشية والسريانية والعربية الإسلامية. رسالة ماجستير غير منشورة- الجامعة اللبنانية سنة 1980م .

2– ألفاظ يمانية خاصة في مؤلفات الهمداني ونشوان ونظائرها في اللغات السامية الأخرى. رسالة دكتوراه باللغة الألمانية. منشورة في برلين بجمهورية ألمانيا الاتحادية سنة 1987م.

3– أعلام يمانية قديمة مركبة(1) – دراسة في دلالاتها اللغوية والدينية مجلة دراسات يمنية، العدد 38ن نوفمبر- ديسمبر صنعاء سنة 1989م .

4– مساند حميرية في كتب التراث العربي. مجلة الإكليل، العدد 20و21 السنة الثامنة صنعاء سنة 1990م .

5– ألفاظ يمانية خاصة- دراسة لغوية دلالية مقارنة. مجلة كلية الآداب بجامعة صنعاء،العدد 12 سنة 1990م .

6– نقش جديد من نقوش الاعتراف العلني من معبد أ ذ ن ن – دراسة في دلالته اللغوية والدينية _ منشور ضمن كتاب بعنوان (( دراسات سبئيه)) صنعاء/ نابولي 2005.

7– ضمير المتكلم والمخاطب في لغة اليمن القديمة. مجلة التاريخ والآثار- الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار بصنعاء العدد 1و2 سنة 1994م .

8– نقش جديد من وادي ورور- دراسة في دلالاته اللغوية والدينية. مجلة كلية الآداب بجامعة صنعاء، العدد 19 سنة 1996م .

9– ظواهر لغوية في لهجات اليمن القديم- دراسة من خلال النقوش والمصادر العربية. مجلة كلية الآداب بجامعة صنعاء، العدد 17 سنة 1994م .

10– نقش جديد من نقوش الاعتراف العلني- دراسة في دلالاتها اللغوية والدينية. مجلة كلية الآداب بجامعة صنعاء، العدد 20 سنة 1997م .

11– أعلام يمانية قديمة مركبة(2) – دراسة في دلالاتها اللغوية والدينية. مجلة ريدان صنعاء،العدد6 سنة 1995م .

12– هوامش عربية جنوبية قديمة على المعجم الأثيوبي (الجعز). في كتاب (العربية السعيدة) بالألمانية. فيسبادن 1997م .

13– الإسهام في كتابة عدد من المواد العلمية في (الموسوعة اليمنية) التي صدرت عن مؤسسة العفيف للطباعة والنشر .

14– الإسهام في تحقيق ودراسة النقوش المدونة على الأخشاب بخط الزبور. عضو اللجنة الدولية المكلفة بذلك .

15– كتابات المسند وكتابات الزبور في اليمن القديم (الملتقى الدولي الثالث للكتابات والخطوط والنقوش عبر العصور – مكتبة الاسكندرية في الفترة 24-27 –ابريل -2007م

15– نقش سبئي جديد من نقوش اشهار الملكية الزراعية – مجلة كلية الاداب بجامعة صنعاء – المجلد (32) العدد (2) سنة 2009م.

16– ترجمة بحث بعنوان (ترتيب حروف الهجاء عند الهمداني) تأليف جاك ركمنز- من اللغة الانجليزية إلى اللغة العربية, منشور في مجلة كلية الآداب- جامعة صنعاء المجلد (33) العدد (خاص بندوة بعنوان (الهمداني: قراءات معاصرة) سنة 2010.

16– مباحث في تاريخ اللغة العربية- اللغة والكتابة, كلية الاداب, دار جامعة صنعاء للطباعة والنشر, صنعاء سنة 2010م.

17– (نقش جديد من نقوش الاعتراف العلني من معبد غ ر و- دراسة في دلالاته اللغوية والدينية), مجلة (أدوماتوا) العدد 28, سنة 2013م بالاشتراك مع الدكتور فهمي علي الاغبري.

18– (نقشان من نقوش الاهداءات- دراسة في دلالاتهما اللغوية والدينية), قُدِّمَ في الملتقى السبئي الدولي الذي انعقد في الفترة 5-9 يونيو سنة 2013م بالاشتراك مع الدكتور فهمي علي الاغبري.

20– دروس في قواعد لغة النقوش اليمنية القديمة – مكتبة السمو صنعاء 2015م.

21- في عام ٢٠٢٣م أصدر كتابًا استثنائيًا بعنوان «قواعد لغة نقوش المسند والزبور»، وهو مجلد ضخم من ٥٧٦ صفحة صدر عن دار عناوين بوكس – القاهرة، جمع فيه خبرة علمية امتدت لعقود. فكفك في صفحاته رموز خمس لهجات تحدثت بها اللغة الـيمنية القديمة: السبئية، المعينية، القتبانية، الحضرمية، والهرمية—وتمت مقارنة قواعد الإعراب، الأفعال، صفات الحروف، أدوات النفي، الشرط، الجر، العطف… مع أمثلة من نقوش مكتوبة بالمسند وترجمتها للغة العربية.
#حضارتنا...

مخطوطة من المصحف الكريم على الرق كتبت عليها بالخط الكوفي المحسن بدون تنقيط تحمل نص الآيات 10 - 27 من سورة الإسراء

نص الايات:

{ (10) وَيَدۡعُ ٱلۡإِنسَٰنُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُۥ بِٱلۡخَيۡرِۖ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ عَجُولٗا (11) وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ ءَايَتَيۡنِۖ فَمَحَوۡنَآ ءَايَةَ ٱلَّيۡلِ وَجَعَلۡنَآ ءَايَةَ ٱلنَّهَارِ مُبۡصِرَةٗ لِّتَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡ وَلِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلۡحِسَابَۚ وَكُلَّ شَيۡءٖ فَصَّلۡنَٰهُ تَفۡصِيلٗا (12) وَكُلَّ إِنسَٰنٍ أَلۡزَمۡنَٰهُ طَٰٓئِرَهُۥ فِي عُنُقِهِۦۖ وَنُخۡرِجُ لَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ كِتَٰبٗا يَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا (13) ٱقۡرَأۡ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكَ حَسِيبٗا (14) مَّنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولٗا (15) وَإِذَآ أَرَدۡنَآ أَن نُّهۡلِكَ قَرۡيَةً أَمَرۡنَا مُتۡرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيۡهَا ٱلۡقَوۡلُ فَدَمَّرۡنَٰهَا تَدۡمِيرٗا (16) وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِنَ ٱلۡقُرُونِ مِنۢ بَعۡدِ نُوحٖۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِۦ خَبِيرَۢا بَصِيرٗا (17) مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعَاجِلَةَ عَجَّلۡنَا لَهُۥ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلۡنَا لَهُۥ جَهَنَّمَ يَصۡلَىٰهَا مَذۡمُومٗا مَّدۡحُورٗا (18) وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡأٓخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡيَهَا وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ كَانَ سَعۡيُهُم مَّشۡكُورٗا (19) كُلّٗا نُّمِدُّ هَٰٓؤُلَآءِ وَهَٰٓؤُلَآءِ مِنۡ عَطَآءِ رَبِّكَۚ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا (20) ٱنظُرۡ كَيۡفَ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ وَلَلۡأٓخِرَةُ أَكۡبَرُ دَرَجَٰتٖ وَأَكۡبَرُ تَفۡضِيلٗا (21) لَّا تَجۡعَلۡ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتَقۡعُدَ مَذۡمُومٗا مَّخۡذُولٗا (22) ۞وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا (23) وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا (24) رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمۡۚ إِن تَكُونُواْ صَٰلِحِينَ فَإِنَّهُۥ كَانَ لِلۡأَوَّٰبِينَ غَفُورٗا (25) وَءَاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِيرًا (26) إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخۡوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِۖ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورٗا (27)}

من مقتنيات #متحف_إب

#متحف_الموروث_الشعبي
#الهيئة_العامة_للآثار_والمتاحف
#حضارتنا
#صلاح_حميدان

#الأذواء

‏الأذواء أو الذوون، جاء في معجمات اللغة العربية: الذوون جمع ذو، وهي أسماء وألقاب ملوك اليمن. ويلي الأقيال في الحكم الأذواء، وهم كثيرون منهم: ذو فيفان، وذو يهر، وذو الشعبين، وذو حوال، وذو مناخ، وذو يحضب، وذو قينان، ذو يزن، وذو رعين، وذو فائش، وذو جدن، ذو نواس، ذو الصباح، ذو الكلاع، ذو قرنين، ذو الجناح، ذو الرياش، ذو المنار، ذو ريدان، ذو المعافر، ذو عثكلان، ذو ثعلبان، ذو خليل، ذو مناخ، وغيرهم. ذو تعني لقب وتفسيره صاحب ذلك، كقول: هو ذو مال، أي صاحب مال، وتقول: هو ذو صنعاء، أي صاحب مدينة صنعاء. وهذه المسميات الذوون أو الأذواء هي القاب تعظيم اشتهرت في تاريخ اليمن القديم وكانت تطلق على شيوخ القبائل الكبيرة الذين تمكنوا من حكم المدن اليمنية وبسطوا نفوذهم على أكثر الأراضي الزراعية والموانئ البحرية. وكلمة «ذو» ما زالت مستعملة حتى هذا اليوم بمعانيها القديمة نفسها عند بعض قبائل جزيرة العرب. كلمة ذو ذي ذا هي لفظة لهجات مختلفة وذات اصل واحد. الأذواء المذكورين في القرآن: ذو القرنين (الصعب بن مراثد)، ذو الأوتاد (فرعون)، ذو الكفل (حزقيال)، ذو النون (يونس)، ذو اليد (داوود). من بين الأذواء المذكورة في النقوش المسندية: ذو يزن، ذو جدن، ذو رعين. ومن اليمن: خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، عبد الله بن الطفيل الأزدي ثم الدوسي ذو النور، ذو العين، ذو السيفين، ذو السيال. عامر بن باران بن عوف بن حمير الملقب بعامر ذو رياش، وهو أول الملوك الملقبين بن ذو، وبذلك أول الأذواء. بعض المراجع: ابن كثير، ابن خلدون، أبو الفداء، الأسيوطي، نشوان الحميري، الهمداني.
#على_سالم_البيض
يخرج عن صمته ويكشف خفايا وأسرار الوحدة والانفصال وحرب الرفاق في الجنوب (1–2) :

- إعدام سالمين خطأ شنيع و إعدام مطيع كان بلا مبرر
- "تصفية القادة بدأت مع سالمين واستمرت لتشمل كل من خالف النهج "
- "رفضت إقالة سالمين ومحاكمته كانت شكلية"
- "علي ناصر أزاحني من اللجنة المركزية ومارس الفردية القاتلة"
- "عبدالفتاح وجماعته أشعلوا حرب 1979 ولم يقاتلوا فيها"
- "عودة عبدالفتاح من موسكو أربكت علي ناصر وزادت توتر الأجواء"
- "شعرنا بتدخلات السوفييت لتحويل قيادتنا إلى عملاء لهم"

#البيض يكشف المستور !

#الأمناء :

تغطّي سيرة الزعيم الجنوبي، علي سالم البيض، فترة مفصلية من الصراع داخل ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، التي قامت بعد الاستقلال عن بريطانيا عام 1967، واستمرّت حتى قيام الوحدة مع شمال اليمن في مايو/ أيار 1990. ويقدم البيض من موقعه القيادي في تلك التجربة روايته للخلافات بين رفاق الصف الواحد داخل الحزب الاشتراكي اليمني، الذي حكم الجنوب حتى قيام الوحدة بين الشطرين، ويكشف عن معلومات، للمرّة الأولى، عن تلك التجربة المهمة في الجزيرة العربية، ويضيء على تفاصيل الصراع، الذي بدأ بإعدام رئيس الجمهورية سالم ربيّع علي (سالمين) عام 1978، وانتهى بالحرب الأهلية في 13 يناير/ كانون الثاني 1986، بين جناحي علي ناصر محمّد وعبد الفتّاح إسماعيل الذي لقي مصرعه في تلك المواجهة، وتسلّم البيض القيادة في الجنوب.
حاور البيض وأعدّ المذكّرات الزميل بشير البكر، وتنشر "العربي الجديد" مقطعاً منها في حلقتين، وتصدر قريباً، في كتاب بعنوان "علي سالم البيض... الوحدة والانفصال"، عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في عمّان. وفي ما يلي تعيد "الأمناء" نشر الحلقة الأولى:

يشكّل إعدام رئيس اليمن الديمقراطي سالم ربيّع علي (سالمين) بعد أربعة أيام من الانقلاب عليه في 22 يونيو/ حزيران 1978 نقطة البداية في حرب الرفاق في اليمن الجنوبي، هل توافق على ذلك؟

- استسلم سالمين بعد ظهر اليوم الثاني على رفض قرار عزله، وقدّم نفسه إلى صالح أبو بكر بن حسينون (قائد عسكري وسياسي ووزير أسبق للنفط)، لأنه يثق به على المستوى الشخصي، وجرى إحضاره في المساء إلى اجتماع المكتب السياسي (في الحزب الاشتراكي)، حيث أجريت له محاكمة شكلية، وصدر بحقّه حكم الإعدام، وقد أعدم في الليلة نفسها، ومعه جاعم صالح، الذي يُعدّ خسارةً بكلّ المقاييس، لأنه شابٌّ مثقفٌ وأديب، لكن مشكلته الأساسية كانت البابوية، ولا يمكن أيضاً نسيان الشاب الآخر، الذي كان واعداً، وهو علي سالم لعور. وتعود محاكمة سالمين على وجه السرعة وإعدامه إلى الشعور بضرورة قطع دابر القتال الذي انفجر، فلو لم يصدُر القرار، ويُنفَّذه على وجه السرعة لاستمرّ القتال، لأن لسالمين أنصاره في أماكن كثيرة، وكانوا على استعداد للقتال حتى الموت، لكن حين يسقط القائد، يرمي المقاتل السلاح على العموم، وهذا ما حصل فعلاً.

كان الاعتقاد أنه رجّحت مصلحة البلاد على الاعتبارات الأخرى، لكن إعدام سالمين كان دلالة سيئة، لأنه أول حادث تصفيةٍ جسديةٍ لأحد قادة الجبهة القومية التاريخيين، وكانت بمثابة البداية لاعتماد مثل هذا الأسلوب في تصفية الحسابات السياسية في اليمن .

- ماذا كانت الآثار المباشرة لإعدامه؟

هناك من يعتقد أن سالمين دفع ثمن موقفه المتحفّظ على بناء علاقة استراتيجية مع الاتحاد السوفييتي. فهو كان يسير وفق توازن مع المحيط الإقليمي (السعودية)، والعربي (مصر)، والدولي (الاتحاد السوفييتي والصين). لكن لا بدّ من الإشارة إلى أن اعتماده على الأتباع وتجاوز الحزب والدولة، كان الفاتحة في بدء الفساد وسوء الإدارة، ولم ينته الأمر بإعدام سالمين، بل تلاه طرد أتباعه من الجبهة القومية، ومن ثم بدأ الخلاف على الفور بين الاتجاهين اللذَين تحالفا ضدّه، وسرعان ما بدأت الخلافات بيننا وبين عبد الفتّاح إسماعيل بعد إعدام سالمين مباشرة. هم رشّحوا علي باذيب لمنصب رئيس الدولة، الأمر الذي يرجّح الرغبة السوفييتية، لأنه كان مسؤول الحزب الشيوعي - الجناح السوفييتي. وعلامة على الثقة الفائقة بالنفس، وثقل الدور الخارجي، احتفل الرفاق بتنصيبه قبل أن نحسم الأمر داخل الأطر والهيئات، ما أصاب بعضهم بالصدمة. لذلك بدأ الحديث عن ترتيباتٍ وسيناريوهاتٍ مرسومةٍ في الخارج، وعقدنا اجتماعاً في اليوم التالي. وبعد مشادّة جرى استبعاد باذيب، وأدّى ذلك إلى فتح باب الصراع بين عبد الفتّاح وعلي ناصر محمّد.

بعد يومين من النقاشات، توصلنا إلى تسويةٍ بتعيين عبد الفتّاح رئيساً للدولة وأميناً عاماً للحزب، وعلي ناصر محمّد رئيساً لمجلس الوزراء. وكان الاتجاه الأول على صلةٍ بالسوفييت، في حين أن الاتجاه الثاني لم يكن على صلةٍ بأحد.
أراد أن يقول إنه أعطى الموافقة على شأن صغير، وليس خوض حربٍ كبيرةٍ استدعت تدخّل جامعة الدول العربية التي شكلت لجنة وساطة. أقدّر شخصياً أن عبد الفتّاح لم يكن يدرك أن الحرب قد تبدأ بطلقة لتشعل السهل بأكمله، وقد برهن بذلك على أنه ليس رجل حكم. ولكون هذا الاستنتاج استقرّ لدى كثيرين، عادت الصراعات حول الحكم، وصار دأب عبد الفتّاح منصبّاً كذلك على التخلّص من فريقنا، لكن علي ناصر عاجله، فعمل على التخلّص منه، وأبعده إلى موسكو في 26 يوليو/ تموز عام 1980.

جرى إبعاد عبد الفتّاح إسماعيل وانتخاب علي ناصر في مؤتمر الحزب، بعملية تشبه الانقلاب؟

- تفاعلت قضية الحرب والنتائج التي أسفرت عنها على صعيد لقاء الكويت، وأدّت إلى إحداث هزّة كبيرة وانقسامات جديدة في الجنوب، وبرز هناك من يتحدّث عن عقد عبد الفتّاح الشمالي صفقة مع الشمال على حساب الجنوب، وأدّى هذا الجو إلى استنفار قطاع واسع ضدّه، ما حال دون اجتماعه مع علي عبد الله صالح في الشريجة، بمبرّر وجود معلومات بتعرّض عبد الفتّاح للاغتيال، وهو أدرك (في حينه) أنه لن يكون في وسعه مواصلة التنسيق مع الشمال. وفي هذا الوقت، كان الحزب الاشتراكي يستعدّ لعقد مؤتمر استثنائي، وهو ما جرى في 14 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1980، وجرى خلاله تتويج علي ناصر أميناً عاماً، ورئيساً لهيئة مجلس الشعب الأعلى، ورئيساً لمجلس الوزراء، في حين لم يغيّر من البرنامج والثوابت. وكان الجديد رسم السياسة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والاتجاهات والمؤشّرات الرئيسة للخطّة الخمسية ما بين 1981 و1985. أمّا بصدد العلاقة مع الشمال، فقد أكّد أن موقفه من العمل المسلّح يندرج في إطار الدفاع عن النفس، وتبنّى سياسة السير في اتجاه الوحدة، وتحقيقها على مراحل، بدلاً من اتفاق الكويت الذي ثبّت الخطوات التنفيذية من أجل تحقيق الوحدة بتوقيع الدستور، ثمّ عرْضه على الاستفتاء، وكان لقاء علي ناصر مع علي عبد الله صالح لاحقاً، في إطار سياسة الخطوة خطوة.

لكن المؤتمر انعقد في جوٍّ محتقن بالخلافات؟

نعم. اقترحتُ في منزل علي ناصر، وبحضور نايف حواتمة، أن ننسحب جميعاً من المكتب السياسي بسبب مشاركتنا في صراعاتٍ سابقة، من أجل فتح صفحة جديدة من خلال ترك أجيال أخرى من الرفاق تصعد إلى مواقع القيادة لتأخذ مكاننا. ومن موقعي في الإشراف على الدائرة الحزبية التي تعدّ للمؤتمر، طرحت هذا الاقتراح، وجرت الموافقة عليه، وقد أثلج الأمر صدر علي ناصر، الذي كان قد بدأ مسيرة الصعود، لكنّه أصاب التيّار الثاني بالصدمة. ويمكن القول إن فاتحة صراع بين علي ناصر والآخرين بدأت هناك، وهو لم ينتظر وقتاً طويلاً حتى شرع في ممارسة الفردية القاتلة التي قادت إلى أخطاء فادحة بعد ذلك. وبعد نجاحه في إبعاد عبد الفتّاح إسماعيل، أخذ يعمل على تحجيم بقية الصفّ القيادي، لذا لم يكتفِ بقرار إبعادي عن المكتب السياسي، بل إنه في يناير/ كانون الثاني من عام 1981 عمد إلى محاصرتي، وطردي من اللجنة المركزية. ولم يطل الوقت حتى شرع، في مرحلة أولى، بتصفية العناصر القيادية المحسوبة على عبد الفتّاح، فأقصى محمّد سعيد عبد الله (مُحسن)، من موقعه وعيّنه سفيراً في هنغاريا، وأبعد عبد العزيز عبد الولي (عضو المكتب السياسي وزير الصناعة والتجارة)، ليموت في ألمانيا، وبعد ذلك أعدم محمّد صالح مطيع (وزير الخارجية)، وطُرِدت عائدة يافعي (رئيسة الاتحاد النسائي)، من اللجنة المركزية، وواجه كثيرون أوضاعاً صعبة. وكان إعدام مطيع عام 1981 الأكثر شناعةً في سلسلة الأعمال التصفوية في هذه الفترة، ولا سيّما أن التهمة التي لفّقت له لم تكن تستدعي هذا النوع من العقاب، أشاعوا عنه إقامة علاقات مع السعودية، وهذا شأنٌ بات معروفاً، وبدأ في صورة رسمية في فترة حكم سالمين، واستمرّ ، ثمّ إن علي ناصر نفسه لم يكن ضدّ الصلة مع السعودية، بل على العكس، فقد كانت هذه النقطة في جدول أعماله مثلما تبيّن لاحقاً. وهنا لا بدّ من التوقّف أمام نقطة تتعلّق بالعلاقات الإنسانية والصلات الشخصية بين الناس، وما يترتّب عليها من بناء ثقة ومودّة ووفاء، لا يمكن فصم عراها مهما بلغت مغريات السلطة قوةً وتأثيراً. فمن المعروف أنه كانت تربط علي ناصر ومطيع علاقةٌ شخصيةٌ، وكانا يسهران معاً، ولا يغادر مطيع علي ناصر إلا ليذهب إلى النوم، وهذا يعني أنهما يتحدّثان ويتسامران، لذا يظلّ إعدام مطيع علامةً سوداءَ في سجلّ علي ناصر. وقد تبيّن من مصادر مختلفة أن علي ناصر اتصل بوزير الدفاع صالح مصلح بعد خروج مطيع من عنده، فأخذوا مطيع وأعدموه، ثمّ أصدروا تعميماً حزبياً يقول إنه أُعدِم لأنه كان يتآمر مع السعودية!

وماذا كان الموقف من ممارسات علي ناصر؟
- هناك من سانده في البداية لضرب المجموعة المحسوبة على عبد الفتّاح إسماعيل، ويحضرني هنا مثال علي عنتر الذي عاد واختلف معه لاحقاً، لكنّي أتذكر جيّداً أن قرار إعدام مطيع أثار استياء كبيراً. حضر محافظ المهرة في حينه، وجلب لي نسخةً من التعميم الحزبي، كان التبرير مضحكاً، وهنا ضجّ الرفاق في القواعد، وبدأ عبد الفتّاح يقتنع بفكرة العودة من موسكو، وبناء تكتّل جديد ضدّ علي ناصر، الذي احتكر كلّ السلطات والمواقع العليا في الدولة (رئيس الدولة، أمين عام الحزب، رئيس مجلس وزراء). كما أن علي عنتر أخذ ينتبه ويصحو إلى خطورة نهج علي ناصر. وأذكر أننا في هذه الفترة استعدنا الصلة مع عبد الفتّاح. وبعد أن قطعنا شوطاً في التفاهم معه، قمنا داخل الهيئات بإقرار أمر عودته، ووافق علي ناصر نتيجةً لأمرَين: ضغط الإرادة الحزبية، وشعوره بالسيطرة على الموقف، وعدم خشيته من أيّ تهديد. وبالتالي، لم يكن لديه أيُّ مانع في عودة الناس من الخارج، لكن الموقف كان (في كلّ الأحوال)، مرتبكاً ومتشنّجاً. ورغم أن الإخراج استقرّ من الناحية الشكلية على تلك الصيغة، فإن مسألة عودة عبد الفتّاح لم تكن بالأمر السهل. وعلى سبيل المثال، لم يجرؤ أحد على استقباله حين وصل إلى مطار عدن في السابع من مارس/ آذار عام 1985، حتى قريبه فضل محسن لم يحضر إلا بعد مغادرة المطار، جاء ومعه محمود عبد الله عشيش (وزير وسفير)، وكنت الوحيد الذي ذهب لاستقباله، وصعدتُ إلى داخل الطائرة ورافقتُه حتى المنزل.

كيف كان الجو العام بعد عودة عبد الفتّاح إسماعيل؟

- دخلنا في حواراتٍ واسعة وساخنة حول القضايا كلّها. كانت هذه الفترة غنيةً وواعدةً، لأنه جرى خلالها تناول شتى المجالات وسط شعورنا بنضوج التجربة، وضرورة تدارك أخطائها وتجنيبها الهزّات من جديد، غير أن هذا الوضع لم يناسب علي ناصر، وبدأ يخامره شعورٌ بأن العمل يجري لسحب البساط من تحت قدمَيه، في حين أنه لم يكن هناك أيُّ توجّه لإطاحته، بل على العكس، كنا نحاول أن نتقدّم نحو عقلنة التجربة، وتخليصها من شوائب الفردية، وتغليب منطق الأكثرية، ومثال ذلك واضح وصريح، وحتى عبد الفتّاح الذي كان رئيساً للدولة قبل العمل من جديد في دائرة حزبية عادية. ولكن الارتياح لم يبدُ على علي ناصر، واستمرّ في عملية إحكام قبضته، فأبعد علي عنتر من وزارة الدفاع، وعيّنه نائباً له، وأحلّ مكانه صالح مصلح من دون أن يعلم أنهما على اتفاقٍ وليسا على شقاقٍ كما كان يظن، لكنّه بدأ يدرك ويستوعب أكثر فأكثر التطوّرات الحاصلة، حين وقف على نتائج الانتخابات الحزبية في المحافظات في إطار التحضير للمؤتمر الثاني للحزب الذي عقدناه في أكتوبر/ تشرين الأول عام 1985، وأدرك، حينها، أنه بدأ يخسر، بسبب فرديته وسلوكه التسلّطي.

كان الجو متوتّراً، لكن الهدف، من طرفنا، وكما أشرت، كان تجنّب الصدام العسكري، فبعدما بدأت الأسئلة والقضايا تنضج في أذهاننا، صار همّنا مرتكزاً على ضرورة حسم الخلافات داخل الهيئات في صورة ديمقراطية، ومن خلال الاحتكام إلى رأي الأكثرية، وفي الوقت ذاته، إدانة كلّ لجوء إلى الضغط والقوة، لا سيّما محاولات استخدام النفوذ وسلطة الدولة، أو توظيف العصبية والشللية، ولكن هذا لا ينفي حضورنا داخل المؤسّسات الأخرى بعيداً من الحزبيّة مثل الجيش. وعلى سبيل المثال، كسر علي عنتر، الذي أبعده علي ناصر عن وزارة الدفاع وعيّنه نائباً له، هذا الطوق، وبقي على صلة بأوساط الجيش، وظلّ مؤثّراً وحاضراً داخل هذه المؤسّسة التي تربّى فيها، ويعرفها أكثر من أيّ قيادي آخر.

هل هناك من حاولوا تهدئة الموقف؟

- أذكر أنني قصدت محمّد علي أحمد، الذي تربطني به صداقة، وكان في حينه إلى صفّ علي ناصر، وهو محافظ لمحافظة أبين. قلتُ له: لا داعي لأن يستنفر السلاح، ويجري التهديد به على هذا النحو. وكان ردّه: إذا أخطأوا سوف نخطئ. ومعنى ذلك أن الجو لم يكن صالحاً لأيّ حوار، بما في ذلك الاحتكام إلى العلاقات الشخصية، بل كان يثير النكد، وأبعد ما يكون عن الاعتبارات والقيم النضالية. كانت الصورة باعثة على الأسى، والانقسامات مُحزنة، أبين وشبوة من جهة، وبقية أجزاء البلد من الأخرى. وقد ساعد حضور الإخوة من لبنان وفلسطين: جورج حاوي ونديم عبد الصمد وجورج حبش ونايف حواتمة، على خروج المؤتمر بتسوياتٍ مؤقّتة، ولم يجر مسّ القضايا الأساسية التي كانت مثار الخلاف. لذلك، من المؤسف أن الموقف انفجر لاحقاً. وإذ أقول ذلك اليوم، فإني لم أتزحزح عن هذه الرؤية، فالقضية كانت عاديةً، يمكن حسمها بسهولة من دون اللجوء إلى السلاح.