#على_سالم_البيض
يخرج عن صمته ويكشف خفايا وأسرار الوحدة والانفصال وحرب الرفاق في الجنوب (1–2) :
- إعدام سالمين خطأ شنيع و إعدام مطيع كان بلا مبرر
- "تصفية القادة بدأت مع سالمين واستمرت لتشمل كل من خالف النهج "
- "رفضت إقالة سالمين ومحاكمته كانت شكلية"
- "علي ناصر أزاحني من اللجنة المركزية ومارس الفردية القاتلة"
- "عبدالفتاح وجماعته أشعلوا حرب 1979 ولم يقاتلوا فيها"
- "عودة عبدالفتاح من موسكو أربكت علي ناصر وزادت توتر الأجواء"
- "شعرنا بتدخلات السوفييت لتحويل قيادتنا إلى عملاء لهم"
#البيض يكشف المستور !
#الأمناء :
تغطّي سيرة الزعيم الجنوبي، علي سالم البيض، فترة مفصلية من الصراع داخل ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، التي قامت بعد الاستقلال عن بريطانيا عام 1967، واستمرّت حتى قيام الوحدة مع شمال اليمن في مايو/ أيار 1990. ويقدم البيض من موقعه القيادي في تلك التجربة روايته للخلافات بين رفاق الصف الواحد داخل الحزب الاشتراكي اليمني، الذي حكم الجنوب حتى قيام الوحدة بين الشطرين، ويكشف عن معلومات، للمرّة الأولى، عن تلك التجربة المهمة في الجزيرة العربية، ويضيء على تفاصيل الصراع، الذي بدأ بإعدام رئيس الجمهورية سالم ربيّع علي (سالمين) عام 1978، وانتهى بالحرب الأهلية في 13 يناير/ كانون الثاني 1986، بين جناحي علي ناصر محمّد وعبد الفتّاح إسماعيل الذي لقي مصرعه في تلك المواجهة، وتسلّم البيض القيادة في الجنوب.
حاور البيض وأعدّ المذكّرات الزميل بشير البكر، وتنشر "العربي الجديد" مقطعاً منها في حلقتين، وتصدر قريباً، في كتاب بعنوان "علي سالم البيض... الوحدة والانفصال"، عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في عمّان. وفي ما يلي تعيد "الأمناء" نشر الحلقة الأولى:
يشكّل إعدام رئيس اليمن الديمقراطي سالم ربيّع علي (سالمين) بعد أربعة أيام من الانقلاب عليه في 22 يونيو/ حزيران 1978 نقطة البداية في حرب الرفاق في اليمن الجنوبي، هل توافق على ذلك؟
- استسلم سالمين بعد ظهر اليوم الثاني على رفض قرار عزله، وقدّم نفسه إلى صالح أبو بكر بن حسينون (قائد عسكري وسياسي ووزير أسبق للنفط)، لأنه يثق به على المستوى الشخصي، وجرى إحضاره في المساء إلى اجتماع المكتب السياسي (في الحزب الاشتراكي)، حيث أجريت له محاكمة شكلية، وصدر بحقّه حكم الإعدام، وقد أعدم في الليلة نفسها، ومعه جاعم صالح، الذي يُعدّ خسارةً بكلّ المقاييس، لأنه شابٌّ مثقفٌ وأديب، لكن مشكلته الأساسية كانت البابوية، ولا يمكن أيضاً نسيان الشاب الآخر، الذي كان واعداً، وهو علي سالم لعور. وتعود محاكمة سالمين على وجه السرعة وإعدامه إلى الشعور بضرورة قطع دابر القتال الذي انفجر، فلو لم يصدُر القرار، ويُنفَّذه على وجه السرعة لاستمرّ القتال، لأن لسالمين أنصاره في أماكن كثيرة، وكانوا على استعداد للقتال حتى الموت، لكن حين يسقط القائد، يرمي المقاتل السلاح على العموم، وهذا ما حصل فعلاً.
كان الاعتقاد أنه رجّحت مصلحة البلاد على الاعتبارات الأخرى، لكن إعدام سالمين كان دلالة سيئة، لأنه أول حادث تصفيةٍ جسديةٍ لأحد قادة الجبهة القومية التاريخيين، وكانت بمثابة البداية لاعتماد مثل هذا الأسلوب في تصفية الحسابات السياسية في اليمن .
- ماذا كانت الآثار المباشرة لإعدامه؟
هناك من يعتقد أن سالمين دفع ثمن موقفه المتحفّظ على بناء علاقة استراتيجية مع الاتحاد السوفييتي. فهو كان يسير وفق توازن مع المحيط الإقليمي (السعودية)، والعربي (مصر)، والدولي (الاتحاد السوفييتي والصين). لكن لا بدّ من الإشارة إلى أن اعتماده على الأتباع وتجاوز الحزب والدولة، كان الفاتحة في بدء الفساد وسوء الإدارة، ولم ينته الأمر بإعدام سالمين، بل تلاه طرد أتباعه من الجبهة القومية، ومن ثم بدأ الخلاف على الفور بين الاتجاهين اللذَين تحالفا ضدّه، وسرعان ما بدأت الخلافات بيننا وبين عبد الفتّاح إسماعيل بعد إعدام سالمين مباشرة. هم رشّحوا علي باذيب لمنصب رئيس الدولة، الأمر الذي يرجّح الرغبة السوفييتية، لأنه كان مسؤول الحزب الشيوعي - الجناح السوفييتي. وعلامة على الثقة الفائقة بالنفس، وثقل الدور الخارجي، احتفل الرفاق بتنصيبه قبل أن نحسم الأمر داخل الأطر والهيئات، ما أصاب بعضهم بالصدمة. لذلك بدأ الحديث عن ترتيباتٍ وسيناريوهاتٍ مرسومةٍ في الخارج، وعقدنا اجتماعاً في اليوم التالي. وبعد مشادّة جرى استبعاد باذيب، وأدّى ذلك إلى فتح باب الصراع بين عبد الفتّاح وعلي ناصر محمّد.
بعد يومين من النقاشات، توصلنا إلى تسويةٍ بتعيين عبد الفتّاح رئيساً للدولة وأميناً عاماً للحزب، وعلي ناصر محمّد رئيساً لمجلس الوزراء. وكان الاتجاه الأول على صلةٍ بالسوفييت، في حين أن الاتجاه الثاني لم يكن على صلةٍ بأحد.
يخرج عن صمته ويكشف خفايا وأسرار الوحدة والانفصال وحرب الرفاق في الجنوب (1–2) :
- إعدام سالمين خطأ شنيع و إعدام مطيع كان بلا مبرر
- "تصفية القادة بدأت مع سالمين واستمرت لتشمل كل من خالف النهج "
- "رفضت إقالة سالمين ومحاكمته كانت شكلية"
- "علي ناصر أزاحني من اللجنة المركزية ومارس الفردية القاتلة"
- "عبدالفتاح وجماعته أشعلوا حرب 1979 ولم يقاتلوا فيها"
- "عودة عبدالفتاح من موسكو أربكت علي ناصر وزادت توتر الأجواء"
- "شعرنا بتدخلات السوفييت لتحويل قيادتنا إلى عملاء لهم"
#البيض يكشف المستور !
#الأمناء :
تغطّي سيرة الزعيم الجنوبي، علي سالم البيض، فترة مفصلية من الصراع داخل ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، التي قامت بعد الاستقلال عن بريطانيا عام 1967، واستمرّت حتى قيام الوحدة مع شمال اليمن في مايو/ أيار 1990. ويقدم البيض من موقعه القيادي في تلك التجربة روايته للخلافات بين رفاق الصف الواحد داخل الحزب الاشتراكي اليمني، الذي حكم الجنوب حتى قيام الوحدة بين الشطرين، ويكشف عن معلومات، للمرّة الأولى، عن تلك التجربة المهمة في الجزيرة العربية، ويضيء على تفاصيل الصراع، الذي بدأ بإعدام رئيس الجمهورية سالم ربيّع علي (سالمين) عام 1978، وانتهى بالحرب الأهلية في 13 يناير/ كانون الثاني 1986، بين جناحي علي ناصر محمّد وعبد الفتّاح إسماعيل الذي لقي مصرعه في تلك المواجهة، وتسلّم البيض القيادة في الجنوب.
حاور البيض وأعدّ المذكّرات الزميل بشير البكر، وتنشر "العربي الجديد" مقطعاً منها في حلقتين، وتصدر قريباً، في كتاب بعنوان "علي سالم البيض... الوحدة والانفصال"، عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في عمّان. وفي ما يلي تعيد "الأمناء" نشر الحلقة الأولى:
يشكّل إعدام رئيس اليمن الديمقراطي سالم ربيّع علي (سالمين) بعد أربعة أيام من الانقلاب عليه في 22 يونيو/ حزيران 1978 نقطة البداية في حرب الرفاق في اليمن الجنوبي، هل توافق على ذلك؟
- استسلم سالمين بعد ظهر اليوم الثاني على رفض قرار عزله، وقدّم نفسه إلى صالح أبو بكر بن حسينون (قائد عسكري وسياسي ووزير أسبق للنفط)، لأنه يثق به على المستوى الشخصي، وجرى إحضاره في المساء إلى اجتماع المكتب السياسي (في الحزب الاشتراكي)، حيث أجريت له محاكمة شكلية، وصدر بحقّه حكم الإعدام، وقد أعدم في الليلة نفسها، ومعه جاعم صالح، الذي يُعدّ خسارةً بكلّ المقاييس، لأنه شابٌّ مثقفٌ وأديب، لكن مشكلته الأساسية كانت البابوية، ولا يمكن أيضاً نسيان الشاب الآخر، الذي كان واعداً، وهو علي سالم لعور. وتعود محاكمة سالمين على وجه السرعة وإعدامه إلى الشعور بضرورة قطع دابر القتال الذي انفجر، فلو لم يصدُر القرار، ويُنفَّذه على وجه السرعة لاستمرّ القتال، لأن لسالمين أنصاره في أماكن كثيرة، وكانوا على استعداد للقتال حتى الموت، لكن حين يسقط القائد، يرمي المقاتل السلاح على العموم، وهذا ما حصل فعلاً.
كان الاعتقاد أنه رجّحت مصلحة البلاد على الاعتبارات الأخرى، لكن إعدام سالمين كان دلالة سيئة، لأنه أول حادث تصفيةٍ جسديةٍ لأحد قادة الجبهة القومية التاريخيين، وكانت بمثابة البداية لاعتماد مثل هذا الأسلوب في تصفية الحسابات السياسية في اليمن .
- ماذا كانت الآثار المباشرة لإعدامه؟
هناك من يعتقد أن سالمين دفع ثمن موقفه المتحفّظ على بناء علاقة استراتيجية مع الاتحاد السوفييتي. فهو كان يسير وفق توازن مع المحيط الإقليمي (السعودية)، والعربي (مصر)، والدولي (الاتحاد السوفييتي والصين). لكن لا بدّ من الإشارة إلى أن اعتماده على الأتباع وتجاوز الحزب والدولة، كان الفاتحة في بدء الفساد وسوء الإدارة، ولم ينته الأمر بإعدام سالمين، بل تلاه طرد أتباعه من الجبهة القومية، ومن ثم بدأ الخلاف على الفور بين الاتجاهين اللذَين تحالفا ضدّه، وسرعان ما بدأت الخلافات بيننا وبين عبد الفتّاح إسماعيل بعد إعدام سالمين مباشرة. هم رشّحوا علي باذيب لمنصب رئيس الدولة، الأمر الذي يرجّح الرغبة السوفييتية، لأنه كان مسؤول الحزب الشيوعي - الجناح السوفييتي. وعلامة على الثقة الفائقة بالنفس، وثقل الدور الخارجي، احتفل الرفاق بتنصيبه قبل أن نحسم الأمر داخل الأطر والهيئات، ما أصاب بعضهم بالصدمة. لذلك بدأ الحديث عن ترتيباتٍ وسيناريوهاتٍ مرسومةٍ في الخارج، وعقدنا اجتماعاً في اليوم التالي. وبعد مشادّة جرى استبعاد باذيب، وأدّى ذلك إلى فتح باب الصراع بين عبد الفتّاح وعلي ناصر محمّد.
بعد يومين من النقاشات، توصلنا إلى تسويةٍ بتعيين عبد الفتّاح رئيساً للدولة وأميناً عاماً للحزب، وعلي ناصر محمّد رئيساً لمجلس الوزراء. وكان الاتجاه الأول على صلةٍ بالسوفييت، في حين أن الاتجاه الثاني لم يكن على صلةٍ بأحد.