🔹قَالَ رسولُ اللهِ ﷺ : اتقِ دعوةَ المظلومِ ، فإنه ليس بينَها وبين اللهِ حجابٌ. [متفق عليه]
#وقال ﷺ : اتَّقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة .
[رواه مسلم]
#وقال ﷺ : اتَّقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة .
[رواه مسلم]
🔹قال ابن القيم رحمه الله :
إذا رحلت الغيرة من القلب ترحَّلت
المحبة، بل ترحل الدين كله ..
#وقال أيضا :
ومن عقوبات الذنوب أنها تطفئ
من القلب نار الغَيْرة ..
مَنْ حُرِم الغيرة حُرِم طهر الحياة ..
ولا يمتدح بالغيرة
إلا كِرام الرجال وكرائم النساء ..
إذا رحلت الغيرة من القلب ترحَّلت
المحبة، بل ترحل الدين كله ..
#وقال أيضا :
ومن عقوبات الذنوب أنها تطفئ
من القلب نار الغَيْرة ..
مَنْ حُرِم الغيرة حُرِم طهر الحياة ..
ولا يمتدح بالغيرة
إلا كِرام الرجال وكرائم النساء ..
#قصة_قبل_النوم
استدعى احد الامراء شعراء مصر، فصادفهم شاعر فقير بيده جرّة فارغة ذاهباً إلى البحر ليملأها ماء فرافقهم إلى أن وصلوا إلى دار الخلافة،
فبالغ الامير في إكرامهم والإنعام عليهم،
ولّما رأى الرجل والجرّة على كتفه ونظر إلى ثيابه الرّثة
#قال: من أنت؟ وما حاجتك؟
فأنشد الرجل:
ولما رأيتُ القومَ شدوا رحالهم
إلى بحرِك الطَّامي أتيتُ بِجرتّي
#فقال الامير:
املأوا له الجّرة ذهباً وفضّة.
فحسده بعض الحاضرين وقالوا للامير :
هذا فقير مجنون لا يعرف قيمة هذا المال، وربّما أتلفه وضيّعه.
#فقال الامير:
هو ماله يفعل به ما يشاء، فمُلئت له جرّته ذهباً، وخرج إلى الباب ففرّق المال لجميع الفقراء،
وبلغ الامير ذلك، فاستدعاه وسأله على ذلك
#فقال:
يجود علينا الخيّرون بمالهم *
ونحن بمال الخيّرين نجود*
#فأعجب الامير بجوابه، وأمر أن تُملأ جرّتُه عشر مرّات،
#وقال : الحسنة بعشر أمثالها
فأنشد الفقير هذه الأبيات الشعرية
التي يتم تداولها عبر مئات السنين
اﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻬﻢ ….
ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ أﻭﻗﺎﺕ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕ
ﻭأﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭى ﺭﺟﻞ ….
تقضى على ﻳﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ حاجات
ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮوﻑ ﻋﻦ أﺣــﺪ ……
ﻣـﺎ ﺩﻣـﺖ ﺗـﻘﺪﺭ ﻭﺍلأﻳـﺎﻡ ﺗـــﺎﺭﺍﺕ
ﻭﺍﺫﻛﺮ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ إﺫ ﺟﻌﻠﺖ ….
إﻟﻴﻚ ﻻ ﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟـــﺎﺕ
ﻓﻤﺎﺕ ﻗﻮﻡ ﻭﻣﺎ ﻣــﺎﺗﺖ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ ….
ﻭﻋﺎﺵ ﻗﻮﻡ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ أمواتُ...
#العبرة_من_القصة :
التلذذ بالعطاء، وقضاء حوائج الناس لا يعرفه سوى العظماء ، وأصحاب الأخلاق الفاضله
وليس دائماً العطاء بالمنح ،بل أحياناً يكون العطاء بالمنع !!
فكتمان الغضب ، وستر أسرار الناس ، وكف اللسان عن أعراضهم ..
هو من أنبل أنواع العطاء...!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــ
استدعى احد الامراء شعراء مصر، فصادفهم شاعر فقير بيده جرّة فارغة ذاهباً إلى البحر ليملأها ماء فرافقهم إلى أن وصلوا إلى دار الخلافة،
فبالغ الامير في إكرامهم والإنعام عليهم،
ولّما رأى الرجل والجرّة على كتفه ونظر إلى ثيابه الرّثة
#قال: من أنت؟ وما حاجتك؟
فأنشد الرجل:
ولما رأيتُ القومَ شدوا رحالهم
إلى بحرِك الطَّامي أتيتُ بِجرتّي
#فقال الامير:
املأوا له الجّرة ذهباً وفضّة.
فحسده بعض الحاضرين وقالوا للامير :
هذا فقير مجنون لا يعرف قيمة هذا المال، وربّما أتلفه وضيّعه.
#فقال الامير:
هو ماله يفعل به ما يشاء، فمُلئت له جرّته ذهباً، وخرج إلى الباب ففرّق المال لجميع الفقراء،
وبلغ الامير ذلك، فاستدعاه وسأله على ذلك
#فقال:
يجود علينا الخيّرون بمالهم *
ونحن بمال الخيّرين نجود*
#فأعجب الامير بجوابه، وأمر أن تُملأ جرّتُه عشر مرّات،
#وقال : الحسنة بعشر أمثالها
فأنشد الفقير هذه الأبيات الشعرية
التي يتم تداولها عبر مئات السنين
اﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻬﻢ ….
ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ أﻭﻗﺎﺕ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕ
ﻭأﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭى ﺭﺟﻞ ….
تقضى على ﻳﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ حاجات
ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮوﻑ ﻋﻦ أﺣــﺪ ……
ﻣـﺎ ﺩﻣـﺖ ﺗـﻘﺪﺭ ﻭﺍلأﻳـﺎﻡ ﺗـــﺎﺭﺍﺕ
ﻭﺍﺫﻛﺮ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ إﺫ ﺟﻌﻠﺖ ….
إﻟﻴﻚ ﻻ ﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟـــﺎﺕ
ﻓﻤﺎﺕ ﻗﻮﻡ ﻭﻣﺎ ﻣــﺎﺗﺖ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ ….
ﻭﻋﺎﺵ ﻗﻮﻡ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ أمواتُ...
#العبرة_من_القصة :
التلذذ بالعطاء، وقضاء حوائج الناس لا يعرفه سوى العظماء ، وأصحاب الأخلاق الفاضله
وليس دائماً العطاء بالمنح ،بل أحياناً يكون العطاء بالمنع !!
فكتمان الغضب ، وستر أسرار الناس ، وكف اللسان عن أعراضهم ..
هو من أنبل أنواع العطاء...!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــ
طريقُكَ نحوَ الهداية
#أعمـال_القلـ♡ـوب " الحلقة الثالثة" 3⃣ وللأعمال القلبية أهمية كبيرة في الحياة السعيدة إذ أنّ قيام العبد بأعمال القلوب بتوفيق الله سبب للثواب والتقصير والتفريط فيها قد يكون سبباً للعقاب في الدنيا والآخرة، كما هو الحال في أعمال الجوارح. #أما في الدنيا فالثواب…
#أعمـال_القلـ♡ـوب
" الحلقة الثالثة" 4⃣
ومن أهمية العبادات القلبية أنها هي الأصل والعبادات البدنية تبع ومكملة لها؛ إذ إن العبادات القلبية روح العبادات البدنية.
✍يقول ابن القيم رحمه الله تعالى مبيِّناً أهمية أعمال القلوب في حديثه عن النية وأهميتها:
(وإنما هي الأصل المراد المقصود، وأعمال الجوارح تبعٌ ومكملة ومُتممةٌ، وإن النية بمنزلة الروح، والعمل بمنزلة الجسد والأعضاء، الذي إذا فارق الروح فموات، وكذلك العمل إذا لم تصحبه النية فحركة عابث. فمعرفة أحكام القلوب أهم من معرفة أحكام الجوارح؛ إذ هي أصلها، وأحكام الجوارح متفرعة عليها ).
#ومن أهميتها بها يتفاضل العباد عند الله تعالى بتفاضل ما في قلوبهم من أعمال القلوب.
🔹قال الله تعالى: (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )) ، وأصل التقوى عمل القلب، قال صلى الله عليه وسلم: "التقوى هاهنا" ويشير إلى صدره ثلاث مرات.
#ويقول ابن مسعود رضي الله عنه في وصف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة، أبرها قلوبا ).
#وقال أبو بكر المزني رحمه الله تعالى: (ما فاق أبو بكر رضي الله عنه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بصوم ولا صلاة، ولكن بشيء كان في قلبه)
#وعمر بن الخطاب رغم أن إسلامه كان متأخراً بالنسبة للعشرة المبشرين بالجنة؛ إذ كان إسلامه في السنة السادسة من البعثة إلا أنه تقدم على غيره سوى أبي بكر الصديق، وقد أفاد شيخ الإسلام عن ذلك بقوله: ( وكان عمر لكونه أكمل إيماناً وإخلاصاً وصدقاً ومعرفة وفارسة ونوراً أبعد عن هوى النفس وأعلى همة في إقامة دين الله، مقدماً على سائر المسلمين غير أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين)
#يـتـبـع
" الحلقة الثالثة" 4⃣
ومن أهمية العبادات القلبية أنها هي الأصل والعبادات البدنية تبع ومكملة لها؛ إذ إن العبادات القلبية روح العبادات البدنية.
✍يقول ابن القيم رحمه الله تعالى مبيِّناً أهمية أعمال القلوب في حديثه عن النية وأهميتها:
(وإنما هي الأصل المراد المقصود، وأعمال الجوارح تبعٌ ومكملة ومُتممةٌ، وإن النية بمنزلة الروح، والعمل بمنزلة الجسد والأعضاء، الذي إذا فارق الروح فموات، وكذلك العمل إذا لم تصحبه النية فحركة عابث. فمعرفة أحكام القلوب أهم من معرفة أحكام الجوارح؛ إذ هي أصلها، وأحكام الجوارح متفرعة عليها ).
#ومن أهميتها بها يتفاضل العباد عند الله تعالى بتفاضل ما في قلوبهم من أعمال القلوب.
🔹قال الله تعالى: (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )) ، وأصل التقوى عمل القلب، قال صلى الله عليه وسلم: "التقوى هاهنا" ويشير إلى صدره ثلاث مرات.
#ويقول ابن مسعود رضي الله عنه في وصف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة، أبرها قلوبا ).
#وقال أبو بكر المزني رحمه الله تعالى: (ما فاق أبو بكر رضي الله عنه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بصوم ولا صلاة، ولكن بشيء كان في قلبه)
#وعمر بن الخطاب رغم أن إسلامه كان متأخراً بالنسبة للعشرة المبشرين بالجنة؛ إذ كان إسلامه في السنة السادسة من البعثة إلا أنه تقدم على غيره سوى أبي بكر الصديق، وقد أفاد شيخ الإسلام عن ذلك بقوله: ( وكان عمر لكونه أكمل إيماناً وإخلاصاً وصدقاً ومعرفة وفارسة ونوراً أبعد عن هوى النفس وأعلى همة في إقامة دين الله، مقدماً على سائر المسلمين غير أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين)
#يـتـبـع
📩
💎 #درر_من_أقوال_السلف ؛
🔹قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله:
« اجعل التقوى زادك وانصب الآخرة أمامك.»
#وقال رحمه الله:
« ما شبهت الشباب إلا بشيء كان في كمي ثم سقط.»
💎 #درر_من_أقوال_السلف ؛
🔹قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله:
« اجعل التقوى زادك وانصب الآخرة أمامك.»
#وقال رحمه الله:
« ما شبهت الشباب إلا بشيء كان في كمي ثم سقط.»
طريقُكَ نحوَ الهداية
#أعمـال_القلـ♡ـوب " الحلقة السادسة" 6⃣ #ومن أهمية أعمال القلوب هو أنّ القلب كالملك، والجوارح كالجنود التابعة له، فبصلاح القلب تصلح الجوارح بالعمل الصالح، وبفساد القلب تفسد الجوارح بالمعاصي. 🔹قال صلى الله عليه وسلم: (( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح…
#أعمـال_القلـ♡ـوب
" الحلقة السابعة" 7⃣
بعدما عرفنا الغاية العظمى التي خلقنا الله من أجلها و هي عبادة الله عزوجل و عرّفنا معناها و قسّمناها إلى عبادات ظاهرة و عبادات باطنة و هي العبادات القلبية التي هي الأخرى عرّفناها و عرفنا أهميتها و في هذه الحلقة نتطرق لشرح بعض من هذه العبادات، تنبيها على أهميتها ودلالة على لوازمها الواجبة ، ودعوة إلى تعلُمِها والعمل بها و تعليمِها لأنها لب العقيدة ولأنها أساس كل إصلاح ، فإنه لا صلاح للأمة إلى بصلاح أفرادها ، والأفراد لا صلاح لهم إلا بإصلاح قلوبهم بإعمارها بتوحيد الله تعالى وبجميع أنواع العبادات الباطنة
و أول هذه الأعمال الإخلاص .
قال الإمام ابن القيم رحمه الله
في كتابه الفذ مدارج السالكين
فصل قال صاحب المنازل :
الإخلاص تصفية العمل من كل شوب
#أي لا يمازج عمله ما يشوبه من شوائب إرادات النفس : إما طلب التزين في قلوب الخلق وإما طلب مدحهم والهرب من ذمهم أو طلب تعظيمهم أو طلب أموالهم أو خدمتهم ومحبتهم وقضائهم حوائجه أو طلب محبتهم له أو غير ذلك من العلل والشوائب التي عقد متفرقاتها : هو إرادة ما سوى الله بعمله كائنا ما كان قال : وهو على ثلاث درجات الدرجة الأولى : إخراج رؤية العمل عن العمل والخلاص من طلب العوض على العمل والنزول عن الرضى بالعمل
#يعرض للعامل في عمله ثلاث آفات : رؤيته وملاحظته وطلب العوض عليه ورضاه به وسكونه إليه
#ففي هذه الدرجة يتخلص من هذه البلية فالذي يُخلِصه من رؤية عمله : مشاهدته لمنة الله عليه وفضله وتوفيقه له وأنه بالله لا بنفسه وأنه إنما أوجب عمله مشيئة الله لا مشيئته هو كما قال تعالى :( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين )
#فههنا ينفعه شهود الجبر وأنه آلة محضة وأن فعله كحركات الأشجار وهبوب الرياح وأن المحرك له غيره والفاعل فيه سواه وأنه ميت والميت لا يفعل شيئا وأنه لو خلي ونفسه لم يكن من فعله الصالح شيء البتة فإن النفس جاهلة ظالمة طبعها الكسل وإيثار الشهوات والبطالة وهي منبع كل شر ومأوى كل سوء وما كان هكذا لم يصدر منه خير ولا هو من شأنه
#فالخير الذي صدر منها : إنما هو من الله وبه لا من العبد ولا به كما قال تعالى :( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكى من يشاء) وقال أهل الجنة (الحمد لله الذي هدانا لهذا) وقال تبارك وتعالى لرسوله صلى الله عليه و سلم(ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا) وقال تعالى : (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم..) الآية
#فكل خير في العبد فهو مجرد فضل الله ومنته وإحسانه ونعمته وهو المحمود عليه فرؤية العبد لأعماله في الحقيقة كرؤيته لصفاته الخلقية : من سمعه وبصره وإدراكه وقوته بل من صحته وسلامة أعضائه ونحو ذلك فالكل مجرد عطاء الله ونعمته وفضله
فالذي يخلص العبد من هذه الآفة : معرفة ربه ومعرفة نفسه والذي يخلصه من طلب العوض على العمل : علمه بأنه عبد محض والعبد لا يستحق على خدمته لسيده عوضا ولا أجرة إذ هو يخدمه بمقتضى عبوديته فما يناله من سيده من الأجر والثواب تفضل منه وإحسان إليه وإنعام عليه لا معاوضة إذ الأجرة إنما يستحقها الحر أو عبد الغير فأما عبد نفسه فلا
والذي يخلصه من رضاه بعمله وسكونه إليه : أمران :
#أحدهما : مطالعة عيوبه وآفاته وتقصيره فيه وما فيه من حظ النفس ونصيب الشيطان فقل عمل من الأعمال إلا وللشيطان فيه نصيب وإن قل وللنفس فيه حظ سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن التفات الرجل في صلاته فقال : هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد
#فإذا كان هذا التفات طرفة أو لحظة فكيف التفات قلبه إلى ما سوى الله هذا أعظم نصيب الشيطان من العبودية
#وقال ابن مسعود لا يجعل أحدكم للشيطان حظا من صلاته يرى أن حقا عليه : أن لا ينصرف إلا عن يمينه فجعل هذا القدر اليسير النزر حظا ونصيبا للشيطان من صلاة العبد فما الظن بما فوقه وأما حظ النفس من العمل : فلا يعرفه إلا أهل البصائر الصادقون
#الثاني : علمه بما يستحقه الرب جل جلاله : من حقوق العبودية وآدابها الظاهرة والباطنة وشروطها وأن العبد أضعف وأعجز وأقل من أن يوفيها حقا وأن يرضى بها لربه فالعارف لا يرضى بشيء من عمله لربه ولا يرضى نفسه لله طرفة عين ويستحيي من مقابلة الله بعمله
فسوء ظنه بنفسه وعمله وبغضه لها وكراهته لأنفاسه وصعودها إلى الله : يحول بينه وبين الرضى بعمله والرضى عن نفسه.
#وكان بعض السلف يصلي في اليوم والليلة أربعمائة ركعة ثم يقبض على لحيته ويهزها ويقول لنفسه : يا مأوى كل سوء وهل رضيتك لله طرفة عين
#وقال بعضهم : آفة العبد رضاه عن نفسه ومن نظر إلى نفسه باستحسان
شيء منها فقد أهلكها وم لم يتهم نفسه على دوام الأوقات فهو مغرور.
انتهى كلامه رحمه الله
#يتبــع .
" الحلقة السابعة" 7⃣
بعدما عرفنا الغاية العظمى التي خلقنا الله من أجلها و هي عبادة الله عزوجل و عرّفنا معناها و قسّمناها إلى عبادات ظاهرة و عبادات باطنة و هي العبادات القلبية التي هي الأخرى عرّفناها و عرفنا أهميتها و في هذه الحلقة نتطرق لشرح بعض من هذه العبادات، تنبيها على أهميتها ودلالة على لوازمها الواجبة ، ودعوة إلى تعلُمِها والعمل بها و تعليمِها لأنها لب العقيدة ولأنها أساس كل إصلاح ، فإنه لا صلاح للأمة إلى بصلاح أفرادها ، والأفراد لا صلاح لهم إلا بإصلاح قلوبهم بإعمارها بتوحيد الله تعالى وبجميع أنواع العبادات الباطنة
و أول هذه الأعمال الإخلاص .
قال الإمام ابن القيم رحمه الله
في كتابه الفذ مدارج السالكين
فصل قال صاحب المنازل :
الإخلاص تصفية العمل من كل شوب
#أي لا يمازج عمله ما يشوبه من شوائب إرادات النفس : إما طلب التزين في قلوب الخلق وإما طلب مدحهم والهرب من ذمهم أو طلب تعظيمهم أو طلب أموالهم أو خدمتهم ومحبتهم وقضائهم حوائجه أو طلب محبتهم له أو غير ذلك من العلل والشوائب التي عقد متفرقاتها : هو إرادة ما سوى الله بعمله كائنا ما كان قال : وهو على ثلاث درجات الدرجة الأولى : إخراج رؤية العمل عن العمل والخلاص من طلب العوض على العمل والنزول عن الرضى بالعمل
#يعرض للعامل في عمله ثلاث آفات : رؤيته وملاحظته وطلب العوض عليه ورضاه به وسكونه إليه
#ففي هذه الدرجة يتخلص من هذه البلية فالذي يُخلِصه من رؤية عمله : مشاهدته لمنة الله عليه وفضله وتوفيقه له وأنه بالله لا بنفسه وأنه إنما أوجب عمله مشيئة الله لا مشيئته هو كما قال تعالى :( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين )
#فههنا ينفعه شهود الجبر وأنه آلة محضة وأن فعله كحركات الأشجار وهبوب الرياح وأن المحرك له غيره والفاعل فيه سواه وأنه ميت والميت لا يفعل شيئا وأنه لو خلي ونفسه لم يكن من فعله الصالح شيء البتة فإن النفس جاهلة ظالمة طبعها الكسل وإيثار الشهوات والبطالة وهي منبع كل شر ومأوى كل سوء وما كان هكذا لم يصدر منه خير ولا هو من شأنه
#فالخير الذي صدر منها : إنما هو من الله وبه لا من العبد ولا به كما قال تعالى :( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكى من يشاء) وقال أهل الجنة (الحمد لله الذي هدانا لهذا) وقال تبارك وتعالى لرسوله صلى الله عليه و سلم(ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا) وقال تعالى : (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم..) الآية
#فكل خير في العبد فهو مجرد فضل الله ومنته وإحسانه ونعمته وهو المحمود عليه فرؤية العبد لأعماله في الحقيقة كرؤيته لصفاته الخلقية : من سمعه وبصره وإدراكه وقوته بل من صحته وسلامة أعضائه ونحو ذلك فالكل مجرد عطاء الله ونعمته وفضله
فالذي يخلص العبد من هذه الآفة : معرفة ربه ومعرفة نفسه والذي يخلصه من طلب العوض على العمل : علمه بأنه عبد محض والعبد لا يستحق على خدمته لسيده عوضا ولا أجرة إذ هو يخدمه بمقتضى عبوديته فما يناله من سيده من الأجر والثواب تفضل منه وإحسان إليه وإنعام عليه لا معاوضة إذ الأجرة إنما يستحقها الحر أو عبد الغير فأما عبد نفسه فلا
والذي يخلصه من رضاه بعمله وسكونه إليه : أمران :
#أحدهما : مطالعة عيوبه وآفاته وتقصيره فيه وما فيه من حظ النفس ونصيب الشيطان فقل عمل من الأعمال إلا وللشيطان فيه نصيب وإن قل وللنفس فيه حظ سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن التفات الرجل في صلاته فقال : هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد
#فإذا كان هذا التفات طرفة أو لحظة فكيف التفات قلبه إلى ما سوى الله هذا أعظم نصيب الشيطان من العبودية
#وقال ابن مسعود لا يجعل أحدكم للشيطان حظا من صلاته يرى أن حقا عليه : أن لا ينصرف إلا عن يمينه فجعل هذا القدر اليسير النزر حظا ونصيبا للشيطان من صلاة العبد فما الظن بما فوقه وأما حظ النفس من العمل : فلا يعرفه إلا أهل البصائر الصادقون
#الثاني : علمه بما يستحقه الرب جل جلاله : من حقوق العبودية وآدابها الظاهرة والباطنة وشروطها وأن العبد أضعف وأعجز وأقل من أن يوفيها حقا وأن يرضى بها لربه فالعارف لا يرضى بشيء من عمله لربه ولا يرضى نفسه لله طرفة عين ويستحيي من مقابلة الله بعمله
فسوء ظنه بنفسه وعمله وبغضه لها وكراهته لأنفاسه وصعودها إلى الله : يحول بينه وبين الرضى بعمله والرضى عن نفسه.
#وكان بعض السلف يصلي في اليوم والليلة أربعمائة ركعة ثم يقبض على لحيته ويهزها ويقول لنفسه : يا مأوى كل سوء وهل رضيتك لله طرفة عين
#وقال بعضهم : آفة العبد رضاه عن نفسه ومن نظر إلى نفسه باستحسان
شيء منها فقد أهلكها وم لم يتهم نفسه على دوام الأوقات فهو مغرور.
انتهى كلامه رحمه الله
#يتبــع .
طريقُكَ نحوَ الهداية
#أعمـال_القلـ♡ـوب " الحلقة التاسعة" 9⃣ ليس كل دعوى محبةٍ لله تعالى تكون مقبولة ونافعة لصاحبها، فلِصحة محبة الله شرطان عظيمان لا تصح دعوى المحبة إلا بهما: #أحدهما: أن تكون هذه المحبة خالصة لله تعالى؛ فلا يحب مع الله أنداداً كما يفعل المشركون؛ فإنهم وإن…
#أعمـال_القلـ♡ـوب
" الحلقة العاشـرة" 🔟
مما سبق أي من المحبة الصحيحة و شروطها تعلم أن المحبة الباطلة على نوعين: محبة شركية ومحبة بدعية
#فأما المحبة الشركية؛
فهي محبة المشركين لله فإنها محبة قد أشركوا فيها غير الله معه ؛ كما قال الله تعالى: (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله ))
#قال الزجَّاج: يحبّونهم كحبّ الله أي: يسوّون بين هذه الأوثان وبين اللّه عزّ وجلّ في المحبة.
#وقال بعض النحويين: يحبونهم كحبكم أنتم للّه , وهذا قول ليس بشيء, ودليل نقضه قوله تعالى: ((والّذين آمنوا أشدّ حبّاً للّه ))ا.هـ.
#وقال ابن القيم رحمه الله : (فأخبر سبحانه أن المشرك يحب الندَّ كما يحب الله تعالى، وأنَّ المؤمن أشد حباً لله من كلّ شيء، وقال أهل النار في النار: (( تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين ))
ومن المعلوم أنهم إنما سووهم به سبحانه في الحبّ والتأله والعبادة، وإلا فلم يقل أحد قط أن الصنم أو غيره من الأنداد مساوٍ لرب العالمين في صفاته وفي أفعاله وفي خلق السماوات والأرض وفي خلق عباده أيضاً، وإنما كانت التسوية في المحبة والعبادة.
والله تعالى لا يرضى أن يُشرَكَ معه أحد في هذه المحبة ، وفي الحديث القدسي الذي أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : قال الله تعالى: ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)).
فكلّ محبة شركية يسوَّى فيها بين الله وغيره فهي محبة باطلة لا يقبلها الله سبحانه و تعالى ولا يرضاها.
#وهذا أصل عظيم تدرك به أن من يدّعي محبة الله وهو يدعو غيره إنما هو مبطل مشرك ، ولو أنشد المدائح الإلهية وأكثر من التعبير عن دعوى المحبة كما وقع في ذلك طوائف من غلاة الصوفية وأصحاب الطرق الشركية، فإن دعواهم من جنس دعوى اليهود والنصارى إذ قالوا:(( نحن أبناء الله وأحباؤه )) حتى بلغ بهم الاغترار بدعواهم أنِ ادَّعوا أن الجنة حصر عليهم لا يدخلها غيرهم ، كما قال الله تعالى عنهم: (( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ))
#وكثير من أصحاب الطرق الشركية ممن ينتسب إلى الإسلام يدَّعون أن طريقتهم هي الموصلة لله والمبلّغة لرضوانه، وأن غيرهم في ضلال عن الوصول لله وإدراك رضاه، وأنهم هم أولياء الله وأحباؤه، وهم يقعون في أنواع من الشرك بالله، ويعرضون عن متابعة الرسول عليه الصلاة و السلام ، ويكون في كلامهم من التعبير عن محبة الله ما يدهش السامعين.
ويكون في هذا فتنة لهم ولتابعيهم ومن يسمعهم ؛ وينجّي الله المؤمنين الذين جعل الله لهم فرقاناً ونوراً يمشون به فيعلمون أن كل دعوى للمحبة لا تكون خالصة لله تعالى لا يقبلها الله ولا يرضاها.
فإن الله تعالى لم يقبل إلا محبة من أسلم وجهه لله وهو محسن؛ فبإسلام الوجه يتحقق شرط الإخلاص، وبالإحسان يتحقق شرط المتابعة، وبذلك يكون من أهل الجنة، وبقدر رفعة درجاته في هذين الأمرين – إسلام الوجه.
#وحسن العمل
يكون نصيبه من أجره عند ربه فهي عندية خاصة وربوبية خاصة جعلها الله لأهل محبته الذين أسلموا له واتبعوا رسوله.
ويكون بذلك من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وإنما يقع العبد في شيء من الخوف والحزن بسبب تقصيره في تحقيق الإخلاص وتجريد الاتباع، وأمَّا من كمَّل هذين المقامين فلا يتخلف عنه وعد الله أبداً.
#يتبـع .
" الحلقة العاشـرة" 🔟
مما سبق أي من المحبة الصحيحة و شروطها تعلم أن المحبة الباطلة على نوعين: محبة شركية ومحبة بدعية
#فأما المحبة الشركية؛
فهي محبة المشركين لله فإنها محبة قد أشركوا فيها غير الله معه ؛ كما قال الله تعالى: (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله ))
#قال الزجَّاج: يحبّونهم كحبّ الله أي: يسوّون بين هذه الأوثان وبين اللّه عزّ وجلّ في المحبة.
#وقال بعض النحويين: يحبونهم كحبكم أنتم للّه , وهذا قول ليس بشيء, ودليل نقضه قوله تعالى: ((والّذين آمنوا أشدّ حبّاً للّه ))ا.هـ.
#وقال ابن القيم رحمه الله : (فأخبر سبحانه أن المشرك يحب الندَّ كما يحب الله تعالى، وأنَّ المؤمن أشد حباً لله من كلّ شيء، وقال أهل النار في النار: (( تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين ))
ومن المعلوم أنهم إنما سووهم به سبحانه في الحبّ والتأله والعبادة، وإلا فلم يقل أحد قط أن الصنم أو غيره من الأنداد مساوٍ لرب العالمين في صفاته وفي أفعاله وفي خلق السماوات والأرض وفي خلق عباده أيضاً، وإنما كانت التسوية في المحبة والعبادة.
والله تعالى لا يرضى أن يُشرَكَ معه أحد في هذه المحبة ، وفي الحديث القدسي الذي أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : قال الله تعالى: ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)).
فكلّ محبة شركية يسوَّى فيها بين الله وغيره فهي محبة باطلة لا يقبلها الله سبحانه و تعالى ولا يرضاها.
#وهذا أصل عظيم تدرك به أن من يدّعي محبة الله وهو يدعو غيره إنما هو مبطل مشرك ، ولو أنشد المدائح الإلهية وأكثر من التعبير عن دعوى المحبة كما وقع في ذلك طوائف من غلاة الصوفية وأصحاب الطرق الشركية، فإن دعواهم من جنس دعوى اليهود والنصارى إذ قالوا:(( نحن أبناء الله وأحباؤه )) حتى بلغ بهم الاغترار بدعواهم أنِ ادَّعوا أن الجنة حصر عليهم لا يدخلها غيرهم ، كما قال الله تعالى عنهم: (( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ))
#وكثير من أصحاب الطرق الشركية ممن ينتسب إلى الإسلام يدَّعون أن طريقتهم هي الموصلة لله والمبلّغة لرضوانه، وأن غيرهم في ضلال عن الوصول لله وإدراك رضاه، وأنهم هم أولياء الله وأحباؤه، وهم يقعون في أنواع من الشرك بالله، ويعرضون عن متابعة الرسول عليه الصلاة و السلام ، ويكون في كلامهم من التعبير عن محبة الله ما يدهش السامعين.
ويكون في هذا فتنة لهم ولتابعيهم ومن يسمعهم ؛ وينجّي الله المؤمنين الذين جعل الله لهم فرقاناً ونوراً يمشون به فيعلمون أن كل دعوى للمحبة لا تكون خالصة لله تعالى لا يقبلها الله ولا يرضاها.
فإن الله تعالى لم يقبل إلا محبة من أسلم وجهه لله وهو محسن؛ فبإسلام الوجه يتحقق شرط الإخلاص، وبالإحسان يتحقق شرط المتابعة، وبذلك يكون من أهل الجنة، وبقدر رفعة درجاته في هذين الأمرين – إسلام الوجه.
#وحسن العمل
يكون نصيبه من أجره عند ربه فهي عندية خاصة وربوبية خاصة جعلها الله لأهل محبته الذين أسلموا له واتبعوا رسوله.
ويكون بذلك من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وإنما يقع العبد في شيء من الخوف والحزن بسبب تقصيره في تحقيق الإخلاص وتجريد الاتباع، وأمَّا من كمَّل هذين المقامين فلا يتخلف عنه وعد الله أبداً.
#يتبـع .
#ماذا_تفعل_في_أول_ليلة_مِن_رمضان ..؟!*
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
*👈🏻فإذا قيل: غدًا رمضان:*
💟1- ندعو الله بدعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللَّهُ) (رواه الطبراني).
💟2- ثم نذهب للمسجد ونصلي مع الإمام صلاة التراويح؛ فإن صلاة التراويح تبدأ مِن أول ليلة، والليلة تبدأ مِن غروب شمس يوم رؤية الهلال؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه)، ولا يدرك العبد ذلك إلا إذا قام رمضان مِن أول ليلة، وهذا أمر ينبغي أن ننتبه له وأن نقوم هذه الليلة، فإن لم نستطع أن نقيمها مع جماعةٍ فلنقمها مع أنفسنا.
💟3- وينبغي أن نحرص أن نصلي مع الإمام حتى ينصرف؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ) (رواه أبو داود والترمذي ). أي ينصرف مِن صلاته. وقوله: (كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ): أي ثوابها وأجرها مِن غروب شمسها إلى طلوع فجرها، وهذا ولا شك فضل عظيم ينبغي أن نحرص عليه.
💟4- ثم ننوي الصيام؛ لأن النية ركن في الصوم، ومحلها القلب، وحقيقتها العزم على فعل الشيء، ولا يجوز التلفظ بها، فالتلفظ بها بدعة كما قال أهل العلم.
💟5- ونصوم لله -تعالى- إيمانًا واحتسابًا؛ إيمانًا أن الله فرضه. واحتسابًا: أي طلبا للأجر مِن الله وحده، لا عادة وسمعة أو تقليدًا، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)(متفق عليه).
💟6- ونجتهد أن ننام مبكرًا لنستيقظ وقت التهجد مستحضرين فضيلة قول الله -تعالى-: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا) (المزمل:6). ناشئة الليل: هي قيام الليل بعد نوم خفيفة. ويقول الله في ذكر المتقين أصحاب الجنة: (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (الذاريات:17-18)،
#وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ العَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ) (رواه الترمذي )، وهذا قرب حقيقي مِن الرب على ما يليق بكماله وجلاله -سبحانه-، فظن خيرًا إذا اقترب الرب -سبحانه- مِن العبد، وهذا يكون في هذه الساعة الشريفة، والله -عز وجل- ينزل في كل ليلة في ثلث الليل الآخر، وهذا بلا شك حافز عظيم للعبد الصالح أن يغتنم هذه الساعة الشريفة ساعة جوف الليل الآخر، فيقوم لله منقطعًا إليه متذللًا بيْن يديه، قائمًا راكعًا ساجدًا لله -تعالى-،
#وقد كان السلف يستنكرون ولا يتصورون أن أحدًا ينام وقت السحر، كما ورد عن طاوس -رحمه الله- أنه قال: "وهل ينام أحد وقت السحر؟!"، وقت نزول رب العزة والجلال، وقت نداء الرب على عباده الصالحين القائمين.
#ونبينا يرغب في قيام الليل عمومًا فيقول: (اعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ، وَعِزِّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ) (رواه الطبراني)، فسمَّى قيام الليل شرف المؤمن، فإذا ما قمتَ في هذا الوقت الشريف فصلِّ لله مثنى مثنى، ولا تأتي بوترٍ آخر؛ فإن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (لَا وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ) (رواه أبو داود والترمذي).
💟7- وقبْل السحور نجلس ونستغفر الله -تعالى-، فإنها عبادة محبوبة لله في ذلك الوقت، قال الله -تعالى-: (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ) (آل عمران:17).
💟8- ثم نتهيأ للسحور، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تَسَحَّرُوا، فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً) (متفق عليه)، وقال: (السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ، فَلَا تَدَعُوهُ، وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ) (رواه أحمد)، صلاة الله -سبحانه- على عبده ثناء عليه في الملأ الأعلى، وصلاة الملائكة الدعاء للمتسحرين، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَر)(رواه مسلم)، والبركة المشار إليها في الحديث هنا هي اتباع السُّنة والتقوى على عباده الله وزيادة البركة.
💟9- ثم نستعد لصلاة الفجر في جماعة.
💟10- ثم بعد الفجر نجلس ونذكر الله -سبحانه- إلى طلوع الشمس وفي وقت صلاه الضحى نصلي لله ما استطعنا، فإن النبي أخبر أن ثوابها "ثواب حجة وعمرة تامة تامة".
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
*👈🏻فإذا قيل: غدًا رمضان:*
💟1- ندعو الله بدعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللَّهُ) (رواه الطبراني).
💟2- ثم نذهب للمسجد ونصلي مع الإمام صلاة التراويح؛ فإن صلاة التراويح تبدأ مِن أول ليلة، والليلة تبدأ مِن غروب شمس يوم رؤية الهلال؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه)، ولا يدرك العبد ذلك إلا إذا قام رمضان مِن أول ليلة، وهذا أمر ينبغي أن ننتبه له وأن نقوم هذه الليلة، فإن لم نستطع أن نقيمها مع جماعةٍ فلنقمها مع أنفسنا.
💟3- وينبغي أن نحرص أن نصلي مع الإمام حتى ينصرف؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ) (رواه أبو داود والترمذي ). أي ينصرف مِن صلاته. وقوله: (كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ): أي ثوابها وأجرها مِن غروب شمسها إلى طلوع فجرها، وهذا ولا شك فضل عظيم ينبغي أن نحرص عليه.
💟4- ثم ننوي الصيام؛ لأن النية ركن في الصوم، ومحلها القلب، وحقيقتها العزم على فعل الشيء، ولا يجوز التلفظ بها، فالتلفظ بها بدعة كما قال أهل العلم.
💟5- ونصوم لله -تعالى- إيمانًا واحتسابًا؛ إيمانًا أن الله فرضه. واحتسابًا: أي طلبا للأجر مِن الله وحده، لا عادة وسمعة أو تقليدًا، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)(متفق عليه).
💟6- ونجتهد أن ننام مبكرًا لنستيقظ وقت التهجد مستحضرين فضيلة قول الله -تعالى-: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا) (المزمل:6). ناشئة الليل: هي قيام الليل بعد نوم خفيفة. ويقول الله في ذكر المتقين أصحاب الجنة: (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (الذاريات:17-18)،
#وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ العَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ) (رواه الترمذي )، وهذا قرب حقيقي مِن الرب على ما يليق بكماله وجلاله -سبحانه-، فظن خيرًا إذا اقترب الرب -سبحانه- مِن العبد، وهذا يكون في هذه الساعة الشريفة، والله -عز وجل- ينزل في كل ليلة في ثلث الليل الآخر، وهذا بلا شك حافز عظيم للعبد الصالح أن يغتنم هذه الساعة الشريفة ساعة جوف الليل الآخر، فيقوم لله منقطعًا إليه متذللًا بيْن يديه، قائمًا راكعًا ساجدًا لله -تعالى-،
#وقد كان السلف يستنكرون ولا يتصورون أن أحدًا ينام وقت السحر، كما ورد عن طاوس -رحمه الله- أنه قال: "وهل ينام أحد وقت السحر؟!"، وقت نزول رب العزة والجلال، وقت نداء الرب على عباده الصالحين القائمين.
#ونبينا يرغب في قيام الليل عمومًا فيقول: (اعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ، وَعِزِّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ) (رواه الطبراني)، فسمَّى قيام الليل شرف المؤمن، فإذا ما قمتَ في هذا الوقت الشريف فصلِّ لله مثنى مثنى، ولا تأتي بوترٍ آخر؛ فإن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (لَا وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ) (رواه أبو داود والترمذي).
💟7- وقبْل السحور نجلس ونستغفر الله -تعالى-، فإنها عبادة محبوبة لله في ذلك الوقت، قال الله -تعالى-: (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ) (آل عمران:17).
💟8- ثم نتهيأ للسحور، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تَسَحَّرُوا، فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً) (متفق عليه)، وقال: (السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ، فَلَا تَدَعُوهُ، وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ) (رواه أحمد)، صلاة الله -سبحانه- على عبده ثناء عليه في الملأ الأعلى، وصلاة الملائكة الدعاء للمتسحرين، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَر)(رواه مسلم)، والبركة المشار إليها في الحديث هنا هي اتباع السُّنة والتقوى على عباده الله وزيادة البركة.
💟9- ثم نستعد لصلاة الفجر في جماعة.
💟10- ثم بعد الفجر نجلس ونذكر الله -سبحانه- إلى طلوع الشمس وفي وقت صلاه الضحى نصلي لله ما استطعنا، فإن النبي أخبر أن ثوابها "ثواب حجة وعمرة تامة تامة".
#أيهما_أفضل_ختم_القرآن_تدبرا_مرة_واحدة_أم_قراءة_القرآن_مرات_عديدة_دون_تدبر ؟
#من الملاحظ أن الكثير من المسلمين عندما يدخل عليه شهر رمضان تراه وقد شمر عن ساعديه، واجتهد محاولا تحصيل أكبر قدر من العبادات المختلفة، ويأتي على رأس تلك العبادات:
قراءة القرآن، فتجده وقد حدد لنفسه هدفا بأن يختم القرآن عدة مرات خلال الشهر، وتراه حين تطبيقه لهذا الهدف قد لا يحرص على فهم ما يقرأ، أو إعمال عقله فيه فضلاً عن التأثر به..
فهل الأفضل له أن يفعل ذلك، أم أن القراءة الهادئة المتأنية التي تبحث عن الفهم والتدبر والتأثر دون النظر لعدد الختمات هي الأفضل؟!
#يُجيب عن هذا التساؤل الإمام ابن القيم رحمه الله فيقول: وقد اختلف الناس في الأفضل: الترتيل وقلة القراءة، أو السرعة مع كثرة القراءة، أيهما أفضل على قولين: فذهب ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما إلى أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراءة مع كثرتها.
واحتجَّ أرباب هذا القول بأن المقصود من القراءة فهمه وتدبره والفقه فيه والعمل به، وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه..
#وقالوا: ولأن الإيمان أفضل الأعمال، وفهم القرآن وتدبره هو الذي يُثمر الإيمان، وأما مجرد التلاوة من غير فهم ولا تدبر، فيفعلها البرُّ والفاجر، والمؤمن والمنافق.
وكان هذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها، وقام بآية حتى الصباح.
#وقال أصحاب الشافعي رحمه الله: كثرة القرآن أفضل، واحتجوا بحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف ))
رواه الترمذي
#وقالوا: ولأن عثمان بن عفان قرأ القرآن في ركعة (مع أن هذا الأثر ضعفه الترمذي،).
#والصواب في المسألة أن يقال: إن ثواب الترتيل والتدبر أجلُّ وأرفع قدراً، وثواب كثرة القراءة أكثر عدداً، فالأول: كمن تصدق بجوهرة عظيمة، أو أعتق عبداً قيمته نفيسة جداً.. والثاني: كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم، أو أعتق عدداً من العبيد قيمتهم رخيصة.
🔹وقال شعبة: حدثنا أبو جمرة، قال: قلت لابن العباس: إني رجل سريع القراءة، وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين، فقال ابن عباس: لأن أقرأ سورة واحدة أحب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل، فإن كنت فاعلا ولابد، فاقرأ قراءة تُسمع أذنيك ويعيها القلب.
🔹وقال ابن مسعود: لا تَهُذوا القرآن هَذَّ الشعر، ولا تنثروه نثر الدقل، وقِفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة. إنتهى
#إنّ القراءة باللسان فقط دون مشاركة العقل بالفهم، والقلب بالتأثر، كالنخالة كبيرة الحجم قليلة الفائدة. يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لا خير في قراءة ليس فيها تدبر.
🔹وقال الحسن البصري: كيف يرِقُّ قلبك وإنما همك آخر السورة؟!
#لهذا لا يكون التعامل مع القرآن في رمضان بطريقة تبحث عن الأجر فقط، ومن ثمَّ لا تُراعى الهدف الذي نرجوه فهذا معناه أن نظَل في أماكننا ندور في حلقة مفرغة، فقراءة القرآن بفهم وتأثر ينبغي أن تصاحبنا طيلة العام، بل إن الحاجة إليها تشتد أكثر وأكثر في شهر رمضان باعتبار أنه فرصة جيدة ومناخ مناسب لإحياء القلب بالإيمان، ولنعلم جميعاً أننا لو ختمنا القرآن في رمضان ختمة واحدة بتفهم وتأثر فإن أثرها والثواب المترتب عليها سيكون بمشيئة الله أفضل من عشرات الختمات بدون فهم وتأثر.
🔹يقول ابن القيم : لو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها،
#من الملاحظ أن الكثير من المسلمين عندما يدخل عليه شهر رمضان تراه وقد شمر عن ساعديه، واجتهد محاولا تحصيل أكبر قدر من العبادات المختلفة، ويأتي على رأس تلك العبادات:
قراءة القرآن، فتجده وقد حدد لنفسه هدفا بأن يختم القرآن عدة مرات خلال الشهر، وتراه حين تطبيقه لهذا الهدف قد لا يحرص على فهم ما يقرأ، أو إعمال عقله فيه فضلاً عن التأثر به..
فهل الأفضل له أن يفعل ذلك، أم أن القراءة الهادئة المتأنية التي تبحث عن الفهم والتدبر والتأثر دون النظر لعدد الختمات هي الأفضل؟!
#يُجيب عن هذا التساؤل الإمام ابن القيم رحمه الله فيقول: وقد اختلف الناس في الأفضل: الترتيل وقلة القراءة، أو السرعة مع كثرة القراءة، أيهما أفضل على قولين: فذهب ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما إلى أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراءة مع كثرتها.
واحتجَّ أرباب هذا القول بأن المقصود من القراءة فهمه وتدبره والفقه فيه والعمل به، وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه..
#وقالوا: ولأن الإيمان أفضل الأعمال، وفهم القرآن وتدبره هو الذي يُثمر الإيمان، وأما مجرد التلاوة من غير فهم ولا تدبر، فيفعلها البرُّ والفاجر، والمؤمن والمنافق.
وكان هذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها، وقام بآية حتى الصباح.
#وقال أصحاب الشافعي رحمه الله: كثرة القرآن أفضل، واحتجوا بحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف ))
رواه الترمذي
#وقالوا: ولأن عثمان بن عفان قرأ القرآن في ركعة (مع أن هذا الأثر ضعفه الترمذي،).
#والصواب في المسألة أن يقال: إن ثواب الترتيل والتدبر أجلُّ وأرفع قدراً، وثواب كثرة القراءة أكثر عدداً، فالأول: كمن تصدق بجوهرة عظيمة، أو أعتق عبداً قيمته نفيسة جداً.. والثاني: كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم، أو أعتق عدداً من العبيد قيمتهم رخيصة.
🔹وقال شعبة: حدثنا أبو جمرة، قال: قلت لابن العباس: إني رجل سريع القراءة، وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين، فقال ابن عباس: لأن أقرأ سورة واحدة أحب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل، فإن كنت فاعلا ولابد، فاقرأ قراءة تُسمع أذنيك ويعيها القلب.
🔹وقال ابن مسعود: لا تَهُذوا القرآن هَذَّ الشعر، ولا تنثروه نثر الدقل، وقِفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة. إنتهى
#إنّ القراءة باللسان فقط دون مشاركة العقل بالفهم، والقلب بالتأثر، كالنخالة كبيرة الحجم قليلة الفائدة. يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لا خير في قراءة ليس فيها تدبر.
🔹وقال الحسن البصري: كيف يرِقُّ قلبك وإنما همك آخر السورة؟!
#لهذا لا يكون التعامل مع القرآن في رمضان بطريقة تبحث عن الأجر فقط، ومن ثمَّ لا تُراعى الهدف الذي نرجوه فهذا معناه أن نظَل في أماكننا ندور في حلقة مفرغة، فقراءة القرآن بفهم وتأثر ينبغي أن تصاحبنا طيلة العام، بل إن الحاجة إليها تشتد أكثر وأكثر في شهر رمضان باعتبار أنه فرصة جيدة ومناخ مناسب لإحياء القلب بالإيمان، ولنعلم جميعاً أننا لو ختمنا القرآن في رمضان ختمة واحدة بتفهم وتأثر فإن أثرها والثواب المترتب عليها سيكون بمشيئة الله أفضل من عشرات الختمات بدون فهم وتأثر.
🔹يقول ابن القيم : لو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها،
#قرأت شيئا لفت نظري فأحببت أن الفت نظرك اذا أتممت ما سوف تقرأه ونحن غافلين ..
تتبعت التسبيح في القرآن فوجدت عجبا، وجدت أن
التسبيح يرد القدر كما في قصة يونس عليه السلام قال تعالى " فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون "
وكان يقول في تسبيحه "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " .
#والتسبيح هو الذكر الذي كانت تردده الجبال والطير مع داود عليه السلام قال تعالى " وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير " .
#التسبيح هو ذكر جميع المخلوقات قال تعالى " ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض " .
#ولما خرج زكريا عليه السلام من محرابه أمر قومه بالتسبيح قال " فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا " .
#ودعا موسى عليه السلام ربه بأن يجعل أخاه هارون وزيرا له يعينه على التسبيح والذكر قال " واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا " .
#ووجدت أن التسبيح ذكر أهل الجنة قال تعالى " دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام " .
#والتسبيح هو ذكر الملائكة قال تعالى " والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في اﻷرض" .
#حقا التسبيح شأنه عظيم وأثره بالغ لدرجة أن الله غير به القدر كما حدث ليونس عليه السلام .
اللهم إجعلنا ممن يسبحك كثيرا ويذكرك كثيرا.
*فسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.*
هاتين الظاهرتين ( التسبيح والرضا النفسي )
لم تكونا مرتبطتين في ذهني بصورة واضحة، ولكن مرّت بي آية من كتاب الله كأنها كشفت لي سرّ هذا المعنى، وكيف يكون التسبيح في سائر اليوم سببًا من أسباب الرضا النفسي ؛
#يقول الحق تبارك وتعالى: "وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمسِ وقبل غروبها ومن آنائ الليل فسبّح وأطراف النهار لعلّك ترضى"
لاحظ كيف استوعب التسبيح سائر اليوم ..
قبل الشروق وقبل الغروب وآناء الليل وأول النهار وآخره
ماذا بقي من اليوم لم تشمله هذه الآية بالحثّ على التسبيح !
والرضا في هذه الآية عام في الدنيا والآخرة .
#وقال في خاتمة سورة الحجر: "ولقد نعلم أنه يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين"
فانظر كيف أرشدت هذه الآية العظيمة إلى الدواء الذي يُستشفى به من ضيق الصدر والترياق الذي تستطبّ به النفوس .
ومن أعجب المعلومات التي زودنا بها القرآن أننا نعيش في عالم يعجّ بالتسبيح :
"ويسبح الرعد بحمده"
"وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير"
"تسبح له السماوات والأرض ومن فيهن، وإن من شيءٍ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم"
سبحانك يارب ~
ندرك الآن كم فاتتنا كثير من لحظات العمر عبثًا دون استثمارها بالتسبيح !
جعلنا الله وإياكم أحبتي من المسبحين الله كثيرآ .. آمين .
🌹أسعد الله أوقاتكم بذكر الله🌹
تتبعت التسبيح في القرآن فوجدت عجبا، وجدت أن
التسبيح يرد القدر كما في قصة يونس عليه السلام قال تعالى " فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون "
وكان يقول في تسبيحه "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " .
#والتسبيح هو الذكر الذي كانت تردده الجبال والطير مع داود عليه السلام قال تعالى " وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير " .
#التسبيح هو ذكر جميع المخلوقات قال تعالى " ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض " .
#ولما خرج زكريا عليه السلام من محرابه أمر قومه بالتسبيح قال " فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا " .
#ودعا موسى عليه السلام ربه بأن يجعل أخاه هارون وزيرا له يعينه على التسبيح والذكر قال " واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا " .
#ووجدت أن التسبيح ذكر أهل الجنة قال تعالى " دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام " .
#والتسبيح هو ذكر الملائكة قال تعالى " والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في اﻷرض" .
#حقا التسبيح شأنه عظيم وأثره بالغ لدرجة أن الله غير به القدر كما حدث ليونس عليه السلام .
اللهم إجعلنا ممن يسبحك كثيرا ويذكرك كثيرا.
*فسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.*
هاتين الظاهرتين ( التسبيح والرضا النفسي )
لم تكونا مرتبطتين في ذهني بصورة واضحة، ولكن مرّت بي آية من كتاب الله كأنها كشفت لي سرّ هذا المعنى، وكيف يكون التسبيح في سائر اليوم سببًا من أسباب الرضا النفسي ؛
#يقول الحق تبارك وتعالى: "وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمسِ وقبل غروبها ومن آنائ الليل فسبّح وأطراف النهار لعلّك ترضى"
لاحظ كيف استوعب التسبيح سائر اليوم ..
قبل الشروق وقبل الغروب وآناء الليل وأول النهار وآخره
ماذا بقي من اليوم لم تشمله هذه الآية بالحثّ على التسبيح !
والرضا في هذه الآية عام في الدنيا والآخرة .
#وقال في خاتمة سورة الحجر: "ولقد نعلم أنه يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين"
فانظر كيف أرشدت هذه الآية العظيمة إلى الدواء الذي يُستشفى به من ضيق الصدر والترياق الذي تستطبّ به النفوس .
ومن أعجب المعلومات التي زودنا بها القرآن أننا نعيش في عالم يعجّ بالتسبيح :
"ويسبح الرعد بحمده"
"وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير"
"تسبح له السماوات والأرض ومن فيهن، وإن من شيءٍ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم"
سبحانك يارب ~
ندرك الآن كم فاتتنا كثير من لحظات العمر عبثًا دون استثمارها بالتسبيح !
جعلنا الله وإياكم أحبتي من المسبحين الله كثيرآ .. آمين .
🌹أسعد الله أوقاتكم بذكر الله🌹
✍قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
*إنَّ أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أنَّ الصبر كان من الرجال كان كريمًا.*
#وقال أيضا:
*ألا إنَّ الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس باد الجسد، ثم رفع صوته فقال: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له*
📚 [الصبر والثواب عليه لابن أبي
الدنيا (ص٢٣ و٢٤)].
🍃🍂🍃
✍قال عمر بن عبد العزيز وهو على المنبر:
ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه، فعاضه مكان ما انتزع منه الصبر، إلا كان ما عوَّضه خيرًا مما انتزع منه، ثم قرأ:
*إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ.*
📚[ الصبر والثواب عليه لابن أبي
الدنيا (ص ٣٠)].
➥| @sabeeli_m
*إنَّ أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أنَّ الصبر كان من الرجال كان كريمًا.*
#وقال أيضا:
*ألا إنَّ الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس باد الجسد، ثم رفع صوته فقال: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له*
📚 [الصبر والثواب عليه لابن أبي
الدنيا (ص٢٣ و٢٤)].
🍃🍂🍃
✍قال عمر بن عبد العزيز وهو على المنبر:
ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه، فعاضه مكان ما انتزع منه الصبر، إلا كان ما عوَّضه خيرًا مما انتزع منه، ثم قرأ:
*إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ.*
📚[ الصبر والثواب عليه لابن أبي
الدنيا (ص ٣٠)].
➥| @sabeeli_m
اف.
9- يجب الانتباه في هذا الناقص الثامن إلى التفرقة بين مظاهرة المشركين الذين يُعلنون شِرْكهم؛ كاليهود والنصارى والشيوعيين، وبين المُشركين الذين يَستترون بالإسلام - وهم المنافقون كالعلمانيين - فإن مَن والاهم وهو لا يَعرف كفرهم، لا يكون كافرًا؛ لأنه يظنُّ إسلامهم، فلا يمكن الجزم بأنه ممن يحارب الإسلام وأهلَه، ولكن مَن عَلِم كفْرهم وعاوَنهم عليه وعلى حرب المسلمين، فهو كافر جزمًا؛ قال ابن حزم - رحمه الله -: "مَن لَحِق بدار الكفر والحرب مختارًا محاربًا لِمَن يَليه من المسلمين، فهو بهذا الفعل مُرتدٌّ، له أحكام المُرتد كلُّها"، إلى أن قال: "وليس كذلك مَن سكَن في طاعة أهل الكفر من الغالية، ومَن جرى مجراهم كأهل مصر والقيروان وغيرهم، فالإسلام هو الظاهر، ووُلاتهم على كلِّ ذلك لا يُجاهرون بالبراءة من الإسلام، بل إلى الإسلام ينتسبون، وإن كانوا في حقيقتهم كفَّارًا"؛ ا.هـ.
10- في الناقض التاسع: وهو اعتقاد أنَّ بعض الناس يَسعه الخروج عن شريعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهذا اعتقاد كثير من الصوفيةالذين يَزعمون أنهم أهل الحقيقة، وأن لهم أن يَخرجوا عن الشريعة، كما خرَج الخضر عن شريعة موسى - عليه السلام - ولا شكَّ في كفر مَن اعتقد ذلك؛ لأنه يَستحل بذلك ترْك الواجبات وفعْل المحرَّمات - المعلوم من الدين بالضرورة - وهو يَعلمها، ولا تَنفعه شُبهة الخضر وموسى - عليه السلام - لأن شريعة موسى - عليه السلام - ليستْ للناس كافة، وكان الخضر على شريعة أخرى، وأمَّا عموم شريعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للإنس والجن، فمُجمَع عليه بين المسلمين.
11- في الناقض العاشر: قال الشيخ - رحمه الله -: "الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به".
هذا من المواضع التي الْتَبَست على كثيرٍ من أهل الشِّرك والبدع؛ وذلك أنهم ظنُّوا أن المقصود أنَّ كل مَن ترَك شيئًا من علم الدين الواجب عليه، فهو مُعرض كافر، وليس كذلك، بل لا بدَّ من التفصيل بين الإعراض عن فهْم الحُجة بعد قيامها في مسألةٍ يَكفُر مُعتقِدُها أو قائلها أو فاعلها، وبين الإعراض الجزئي عن طلب العلم، أو عن الحق في أي مسألة أخرى، وقد قال تعالى في شأن الشهادة: ﴿ وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ [النساء: 135].
#وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- للرجل الذي انصرَف عن حلقة العلم: ((أمَّا الثالث، فأعرض، فأعرَض الله عنه))، والحديث متَّفق عليه.
مع الاتِّفاق على أن مثْل هذا الإعراض لا يكون كفرًا ناقلاً عن المِلَّة، أما الإعراض الذي يَقصده الشيخ، فهو الإعراض عن آيات الله تعالى بعد التذكير بها، كما استدلَّ عليه بقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ ﴾ [السجدة: 22].
فهو صريح في وجود التذكير وبلوغ آيات الله لهذا المُجرم المُعرض، وليس كذلك مَن أعرَض عن شيء من تفاصيل الدين علمًا وعملاً، وإن كان مُقصِّرًا يستحق العقاب، ولكنه ليس بالكفر الناقل عن الملة.
🔹قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في وجوه تفاصيل الإيمان، ومنها: أن يكون الإنسان مُكذبًا بأمورٍ لا يَعلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أتى بها، ولو عَلِم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أتى بها، لَم يُكذب ولَم يُنكر بها، بل قلبه جازمٌ أنه لا يُخبر إلاَّ بصِدق، ولا يأمر إلا بحقٍّ، ثم تُبيَّن له الآية أو الحديث، أو يتدبَّر ذلك، أو يُفسر له معناه، أو يظهر له بوجهٍ من الوجوه، فيُصدِّق بما كان مُكذبًا، ويعرف ما كان منكرًا، وهذا تصديق جديد وإيمان جديد، ازدادَ به، لَم يكن قبل ذلك كافرًا، بل جاهلاً؛ ا. هـ.
ولا بدَّ هنا من التنبيه على الفرق بين قيام الحُجة وفَهْم الحجة؛ كما بيَّنه الشيخ - رحمه الله - في مواطن عديدة من مؤلَّفاته، فالذي يُشترط في قيام الحجة: وضوحُها بطريقة يَفهمها مثلُه، وإزالة الشُّبهات عنه بحيث لا تبقى شُبهة عند مثله، ولا يُشترط أن يَفهمها هو، أو لا تبقى شُبهة عنده هو، فهذا أمرٌ لا قدرة للبشر عليه، ولا عِلْم لهم به.
ولا يَلزم أن يكون الكفر عنادًا، بل قد يكون كفر جهلٍ وتكذيب، وهو كفر مَن بلَغه الحق، فأصرَّ على الباطل والشرك؛ لإعراضه عن فَهْمه، أمَّا إذا بلَغه الحق بطريقة لا يَفهمها مثله؛ كإنسانٍ لا يعرف العربية تُتلى عليه الآيات بغير ترجمة، فإذا تُرجِمت له فأصرَّ، قامت عليه الحُجة؛ قال ابن قدامة - رحمه الله - في المغني: "لا خلافَ بين أهل العلم في كفْر مَن ترَكها - أي: الصلاة - جاحدًا لوجوبها، إذا كان ممن لا يَجهل مثله، فإن كان ممن لا يَعرف الوجوب؛ كحديث الإسلام الناشئ بغير دار الإسلام، أو بادية بعيدة عن مصرٍ من الأمصار وأهل العلم، لَم يُحكم بكفْره، وعُرف ذلك وتُثبَت له أدلة وجوبها، فإن جحَدها بعد ذلك، كفَر، وأما إذا كان الجاحد ناشئًا في الأمصار بين أهل العلم، فإنه يَكفر بمجرَّد جحْدها"؛ ا.هـ.
➥| @sabeeli_m
9- يجب الانتباه في هذا الناقص الثامن إلى التفرقة بين مظاهرة المشركين الذين يُعلنون شِرْكهم؛ كاليهود والنصارى والشيوعيين، وبين المُشركين الذين يَستترون بالإسلام - وهم المنافقون كالعلمانيين - فإن مَن والاهم وهو لا يَعرف كفرهم، لا يكون كافرًا؛ لأنه يظنُّ إسلامهم، فلا يمكن الجزم بأنه ممن يحارب الإسلام وأهلَه، ولكن مَن عَلِم كفْرهم وعاوَنهم عليه وعلى حرب المسلمين، فهو كافر جزمًا؛ قال ابن حزم - رحمه الله -: "مَن لَحِق بدار الكفر والحرب مختارًا محاربًا لِمَن يَليه من المسلمين، فهو بهذا الفعل مُرتدٌّ، له أحكام المُرتد كلُّها"، إلى أن قال: "وليس كذلك مَن سكَن في طاعة أهل الكفر من الغالية، ومَن جرى مجراهم كأهل مصر والقيروان وغيرهم، فالإسلام هو الظاهر، ووُلاتهم على كلِّ ذلك لا يُجاهرون بالبراءة من الإسلام، بل إلى الإسلام ينتسبون، وإن كانوا في حقيقتهم كفَّارًا"؛ ا.هـ.
10- في الناقض التاسع: وهو اعتقاد أنَّ بعض الناس يَسعه الخروج عن شريعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهذا اعتقاد كثير من الصوفيةالذين يَزعمون أنهم أهل الحقيقة، وأن لهم أن يَخرجوا عن الشريعة، كما خرَج الخضر عن شريعة موسى - عليه السلام - ولا شكَّ في كفر مَن اعتقد ذلك؛ لأنه يَستحل بذلك ترْك الواجبات وفعْل المحرَّمات - المعلوم من الدين بالضرورة - وهو يَعلمها، ولا تَنفعه شُبهة الخضر وموسى - عليه السلام - لأن شريعة موسى - عليه السلام - ليستْ للناس كافة، وكان الخضر على شريعة أخرى، وأمَّا عموم شريعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للإنس والجن، فمُجمَع عليه بين المسلمين.
11- في الناقض العاشر: قال الشيخ - رحمه الله -: "الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به".
هذا من المواضع التي الْتَبَست على كثيرٍ من أهل الشِّرك والبدع؛ وذلك أنهم ظنُّوا أن المقصود أنَّ كل مَن ترَك شيئًا من علم الدين الواجب عليه، فهو مُعرض كافر، وليس كذلك، بل لا بدَّ من التفصيل بين الإعراض عن فهْم الحُجة بعد قيامها في مسألةٍ يَكفُر مُعتقِدُها أو قائلها أو فاعلها، وبين الإعراض الجزئي عن طلب العلم، أو عن الحق في أي مسألة أخرى، وقد قال تعالى في شأن الشهادة: ﴿ وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ [النساء: 135].
#وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- للرجل الذي انصرَف عن حلقة العلم: ((أمَّا الثالث، فأعرض، فأعرَض الله عنه))، والحديث متَّفق عليه.
مع الاتِّفاق على أن مثْل هذا الإعراض لا يكون كفرًا ناقلاً عن المِلَّة، أما الإعراض الذي يَقصده الشيخ، فهو الإعراض عن آيات الله تعالى بعد التذكير بها، كما استدلَّ عليه بقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ ﴾ [السجدة: 22].
فهو صريح في وجود التذكير وبلوغ آيات الله لهذا المُجرم المُعرض، وليس كذلك مَن أعرَض عن شيء من تفاصيل الدين علمًا وعملاً، وإن كان مُقصِّرًا يستحق العقاب، ولكنه ليس بالكفر الناقل عن الملة.
🔹قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في وجوه تفاصيل الإيمان، ومنها: أن يكون الإنسان مُكذبًا بأمورٍ لا يَعلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أتى بها، ولو عَلِم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أتى بها، لَم يُكذب ولَم يُنكر بها، بل قلبه جازمٌ أنه لا يُخبر إلاَّ بصِدق، ولا يأمر إلا بحقٍّ، ثم تُبيَّن له الآية أو الحديث، أو يتدبَّر ذلك، أو يُفسر له معناه، أو يظهر له بوجهٍ من الوجوه، فيُصدِّق بما كان مُكذبًا، ويعرف ما كان منكرًا، وهذا تصديق جديد وإيمان جديد، ازدادَ به، لَم يكن قبل ذلك كافرًا، بل جاهلاً؛ ا. هـ.
ولا بدَّ هنا من التنبيه على الفرق بين قيام الحُجة وفَهْم الحجة؛ كما بيَّنه الشيخ - رحمه الله - في مواطن عديدة من مؤلَّفاته، فالذي يُشترط في قيام الحجة: وضوحُها بطريقة يَفهمها مثلُه، وإزالة الشُّبهات عنه بحيث لا تبقى شُبهة عند مثله، ولا يُشترط أن يَفهمها هو، أو لا تبقى شُبهة عنده هو، فهذا أمرٌ لا قدرة للبشر عليه، ولا عِلْم لهم به.
ولا يَلزم أن يكون الكفر عنادًا، بل قد يكون كفر جهلٍ وتكذيب، وهو كفر مَن بلَغه الحق، فأصرَّ على الباطل والشرك؛ لإعراضه عن فَهْمه، أمَّا إذا بلَغه الحق بطريقة لا يَفهمها مثله؛ كإنسانٍ لا يعرف العربية تُتلى عليه الآيات بغير ترجمة، فإذا تُرجِمت له فأصرَّ، قامت عليه الحُجة؛ قال ابن قدامة - رحمه الله - في المغني: "لا خلافَ بين أهل العلم في كفْر مَن ترَكها - أي: الصلاة - جاحدًا لوجوبها، إذا كان ممن لا يَجهل مثله، فإن كان ممن لا يَعرف الوجوب؛ كحديث الإسلام الناشئ بغير دار الإسلام، أو بادية بعيدة عن مصرٍ من الأمصار وأهل العلم، لَم يُحكم بكفْره، وعُرف ذلك وتُثبَت له أدلة وجوبها، فإن جحَدها بعد ذلك، كفَر، وأما إذا كان الجاحد ناشئًا في الأمصار بين أهل العلم، فإنه يَكفر بمجرَّد جحْدها"؛ ا.هـ.
➥| @sabeeli_m