طريقُكَ نحوَ الهداية
#أعمـال_القلـ♡ـوب " الحلقة التاسعة" 9⃣ ليس كل دعوى محبةٍ لله تعالى تكون مقبولة ونافعة لصاحبها، فلِصحة محبة الله شرطان عظيمان لا تصح دعوى المحبة إلا بهما: #أحدهما: أن تكون هذه المحبة خالصة لله تعالى؛ فلا يحب مع الله أنداداً كما يفعل المشركون؛ فإنهم وإن…
#أعمـال_القلـ♡ـوب
" الحلقة العاشـرة" 🔟
مما سبق أي من المحبة الصحيحة و شروطها تعلم أن المحبة الباطلة على نوعين: محبة شركية ومحبة بدعية
#فأما المحبة الشركية؛
فهي محبة المشركين لله فإنها محبة قد أشركوا فيها غير الله معه ؛ كما قال الله تعالى: (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله ))
#قال الزجَّاج: يحبّونهم كحبّ الله أي: يسوّون بين هذه الأوثان وبين اللّه عزّ وجلّ في المحبة.
#وقال بعض النحويين: يحبونهم كحبكم أنتم للّه , وهذا قول ليس بشيء, ودليل نقضه قوله تعالى: ((والّذين آمنوا أشدّ حبّاً للّه ))ا.هـ.
#وقال ابن القيم رحمه الله : (فأخبر سبحانه أن المشرك يحب الندَّ كما يحب الله تعالى، وأنَّ المؤمن أشد حباً لله من كلّ شيء، وقال أهل النار في النار: (( تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين ))
ومن المعلوم أنهم إنما سووهم به سبحانه في الحبّ والتأله والعبادة، وإلا فلم يقل أحد قط أن الصنم أو غيره من الأنداد مساوٍ لرب العالمين في صفاته وفي أفعاله وفي خلق السماوات والأرض وفي خلق عباده أيضاً، وإنما كانت التسوية في المحبة والعبادة.
والله تعالى لا يرضى أن يُشرَكَ معه أحد في هذه المحبة ، وفي الحديث القدسي الذي أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : قال الله تعالى: ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)).
فكلّ محبة شركية يسوَّى فيها بين الله وغيره فهي محبة باطلة لا يقبلها الله سبحانه و تعالى ولا يرضاها.
#وهذا أصل عظيم تدرك به أن من يدّعي محبة الله وهو يدعو غيره إنما هو مبطل مشرك ، ولو أنشد المدائح الإلهية وأكثر من التعبير عن دعوى المحبة كما وقع في ذلك طوائف من غلاة الصوفية وأصحاب الطرق الشركية، فإن دعواهم من جنس دعوى اليهود والنصارى إذ قالوا:(( نحن أبناء الله وأحباؤه )) حتى بلغ بهم الاغترار بدعواهم أنِ ادَّعوا أن الجنة حصر عليهم لا يدخلها غيرهم ، كما قال الله تعالى عنهم: (( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ))
#وكثير من أصحاب الطرق الشركية ممن ينتسب إلى الإسلام يدَّعون أن طريقتهم هي الموصلة لله والمبلّغة لرضوانه، وأن غيرهم في ضلال عن الوصول لله وإدراك رضاه، وأنهم هم أولياء الله وأحباؤه، وهم يقعون في أنواع من الشرك بالله، ويعرضون عن متابعة الرسول عليه الصلاة و السلام ، ويكون في كلامهم من التعبير عن محبة الله ما يدهش السامعين.
ويكون في هذا فتنة لهم ولتابعيهم ومن يسمعهم ؛ وينجّي الله المؤمنين الذين جعل الله لهم فرقاناً ونوراً يمشون به فيعلمون أن كل دعوى للمحبة لا تكون خالصة لله تعالى لا يقبلها الله ولا يرضاها.
فإن الله تعالى لم يقبل إلا محبة من أسلم وجهه لله وهو محسن؛ فبإسلام الوجه يتحقق شرط الإخلاص، وبالإحسان يتحقق شرط المتابعة، وبذلك يكون من أهل الجنة، وبقدر رفعة درجاته في هذين الأمرين – إسلام الوجه.
#وحسن العمل
يكون نصيبه من أجره عند ربه فهي عندية خاصة وربوبية خاصة جعلها الله لأهل محبته الذين أسلموا له واتبعوا رسوله.
ويكون بذلك من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وإنما يقع العبد في شيء من الخوف والحزن بسبب تقصيره في تحقيق الإخلاص وتجريد الاتباع، وأمَّا من كمَّل هذين المقامين فلا يتخلف عنه وعد الله أبداً.
#يتبـع .
" الحلقة العاشـرة" 🔟
مما سبق أي من المحبة الصحيحة و شروطها تعلم أن المحبة الباطلة على نوعين: محبة شركية ومحبة بدعية
#فأما المحبة الشركية؛
فهي محبة المشركين لله فإنها محبة قد أشركوا فيها غير الله معه ؛ كما قال الله تعالى: (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله ))
#قال الزجَّاج: يحبّونهم كحبّ الله أي: يسوّون بين هذه الأوثان وبين اللّه عزّ وجلّ في المحبة.
#وقال بعض النحويين: يحبونهم كحبكم أنتم للّه , وهذا قول ليس بشيء, ودليل نقضه قوله تعالى: ((والّذين آمنوا أشدّ حبّاً للّه ))ا.هـ.
#وقال ابن القيم رحمه الله : (فأخبر سبحانه أن المشرك يحب الندَّ كما يحب الله تعالى، وأنَّ المؤمن أشد حباً لله من كلّ شيء، وقال أهل النار في النار: (( تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين ))
ومن المعلوم أنهم إنما سووهم به سبحانه في الحبّ والتأله والعبادة، وإلا فلم يقل أحد قط أن الصنم أو غيره من الأنداد مساوٍ لرب العالمين في صفاته وفي أفعاله وفي خلق السماوات والأرض وفي خلق عباده أيضاً، وإنما كانت التسوية في المحبة والعبادة.
والله تعالى لا يرضى أن يُشرَكَ معه أحد في هذه المحبة ، وفي الحديث القدسي الذي أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : قال الله تعالى: ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)).
فكلّ محبة شركية يسوَّى فيها بين الله وغيره فهي محبة باطلة لا يقبلها الله سبحانه و تعالى ولا يرضاها.
#وهذا أصل عظيم تدرك به أن من يدّعي محبة الله وهو يدعو غيره إنما هو مبطل مشرك ، ولو أنشد المدائح الإلهية وأكثر من التعبير عن دعوى المحبة كما وقع في ذلك طوائف من غلاة الصوفية وأصحاب الطرق الشركية، فإن دعواهم من جنس دعوى اليهود والنصارى إذ قالوا:(( نحن أبناء الله وأحباؤه )) حتى بلغ بهم الاغترار بدعواهم أنِ ادَّعوا أن الجنة حصر عليهم لا يدخلها غيرهم ، كما قال الله تعالى عنهم: (( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ))
#وكثير من أصحاب الطرق الشركية ممن ينتسب إلى الإسلام يدَّعون أن طريقتهم هي الموصلة لله والمبلّغة لرضوانه، وأن غيرهم في ضلال عن الوصول لله وإدراك رضاه، وأنهم هم أولياء الله وأحباؤه، وهم يقعون في أنواع من الشرك بالله، ويعرضون عن متابعة الرسول عليه الصلاة و السلام ، ويكون في كلامهم من التعبير عن محبة الله ما يدهش السامعين.
ويكون في هذا فتنة لهم ولتابعيهم ومن يسمعهم ؛ وينجّي الله المؤمنين الذين جعل الله لهم فرقاناً ونوراً يمشون به فيعلمون أن كل دعوى للمحبة لا تكون خالصة لله تعالى لا يقبلها الله ولا يرضاها.
فإن الله تعالى لم يقبل إلا محبة من أسلم وجهه لله وهو محسن؛ فبإسلام الوجه يتحقق شرط الإخلاص، وبالإحسان يتحقق شرط المتابعة، وبذلك يكون من أهل الجنة، وبقدر رفعة درجاته في هذين الأمرين – إسلام الوجه.
#وحسن العمل
يكون نصيبه من أجره عند ربه فهي عندية خاصة وربوبية خاصة جعلها الله لأهل محبته الذين أسلموا له واتبعوا رسوله.
ويكون بذلك من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وإنما يقع العبد في شيء من الخوف والحزن بسبب تقصيره في تحقيق الإخلاص وتجريد الاتباع، وأمَّا من كمَّل هذين المقامين فلا يتخلف عنه وعد الله أبداً.
#يتبـع .