#أيهما_أفضل_ختم_القرآن_تدبرا_مرة_واحدة_أم_قراءة_القرآن_مرات_عديدة_دون_تدبر ؟
#من الملاحظ أن الكثير من المسلمين عندما يدخل عليه شهر رمضان تراه وقد شمر عن ساعديه، واجتهد محاولا تحصيل أكبر قدر من العبادات المختلفة، ويأتي على رأس تلك العبادات:
قراءة القرآن، فتجده وقد حدد لنفسه هدفا بأن يختم القرآن عدة مرات خلال الشهر، وتراه حين تطبيقه لهذا الهدف قد لا يحرص على فهم ما يقرأ، أو إعمال عقله فيه فضلاً عن التأثر به..
فهل الأفضل له أن يفعل ذلك، أم أن القراءة الهادئة المتأنية التي تبحث عن الفهم والتدبر والتأثر دون النظر لعدد الختمات هي الأفضل؟!
#يُجيب عن هذا التساؤل الإمام ابن القيم رحمه الله فيقول: وقد اختلف الناس في الأفضل: الترتيل وقلة القراءة، أو السرعة مع كثرة القراءة، أيهما أفضل على قولين: فذهب ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما إلى أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراءة مع كثرتها.
واحتجَّ أرباب هذا القول بأن المقصود من القراءة فهمه وتدبره والفقه فيه والعمل به، وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه..
#وقالوا: ولأن الإيمان أفضل الأعمال، وفهم القرآن وتدبره هو الذي يُثمر الإيمان، وأما مجرد التلاوة من غير فهم ولا تدبر، فيفعلها البرُّ والفاجر، والمؤمن والمنافق.
وكان هذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها، وقام بآية حتى الصباح.
#وقال أصحاب الشافعي رحمه الله: كثرة القرآن أفضل، واحتجوا بحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف ))
رواه الترمذي
#وقالوا: ولأن عثمان بن عفان قرأ القرآن في ركعة (مع أن هذا الأثر ضعفه الترمذي،).
#والصواب في المسألة أن يقال: إن ثواب الترتيل والتدبر أجلُّ وأرفع قدراً، وثواب كثرة القراءة أكثر عدداً، فالأول: كمن تصدق بجوهرة عظيمة، أو أعتق عبداً قيمته نفيسة جداً.. والثاني: كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم، أو أعتق عدداً من العبيد قيمتهم رخيصة.
🔹وقال شعبة: حدثنا أبو جمرة، قال: قلت لابن العباس: إني رجل سريع القراءة، وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين، فقال ابن عباس: لأن أقرأ سورة واحدة أحب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل، فإن كنت فاعلا ولابد، فاقرأ قراءة تُسمع أذنيك ويعيها القلب.
🔹وقال ابن مسعود: لا تَهُذوا القرآن هَذَّ الشعر، ولا تنثروه نثر الدقل، وقِفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة. إنتهى
#إنّ القراءة باللسان فقط دون مشاركة العقل بالفهم، والقلب بالتأثر، كالنخالة كبيرة الحجم قليلة الفائدة. يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لا خير في قراءة ليس فيها تدبر.
🔹وقال الحسن البصري: كيف يرِقُّ قلبك وإنما همك آخر السورة؟!
#لهذا لا يكون التعامل مع القرآن في رمضان بطريقة تبحث عن الأجر فقط، ومن ثمَّ لا تُراعى الهدف الذي نرجوه فهذا معناه أن نظَل في أماكننا ندور في حلقة مفرغة، فقراءة القرآن بفهم وتأثر ينبغي أن تصاحبنا طيلة العام، بل إن الحاجة إليها تشتد أكثر وأكثر في شهر رمضان باعتبار أنه فرصة جيدة ومناخ مناسب لإحياء القلب بالإيمان، ولنعلم جميعاً أننا لو ختمنا القرآن في رمضان ختمة واحدة بتفهم وتأثر فإن أثرها والثواب المترتب عليها سيكون بمشيئة الله أفضل من عشرات الختمات بدون فهم وتأثر.
🔹يقول ابن القيم : لو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها،
#من الملاحظ أن الكثير من المسلمين عندما يدخل عليه شهر رمضان تراه وقد شمر عن ساعديه، واجتهد محاولا تحصيل أكبر قدر من العبادات المختلفة، ويأتي على رأس تلك العبادات:
قراءة القرآن، فتجده وقد حدد لنفسه هدفا بأن يختم القرآن عدة مرات خلال الشهر، وتراه حين تطبيقه لهذا الهدف قد لا يحرص على فهم ما يقرأ، أو إعمال عقله فيه فضلاً عن التأثر به..
فهل الأفضل له أن يفعل ذلك، أم أن القراءة الهادئة المتأنية التي تبحث عن الفهم والتدبر والتأثر دون النظر لعدد الختمات هي الأفضل؟!
#يُجيب عن هذا التساؤل الإمام ابن القيم رحمه الله فيقول: وقد اختلف الناس في الأفضل: الترتيل وقلة القراءة، أو السرعة مع كثرة القراءة، أيهما أفضل على قولين: فذهب ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما إلى أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراءة مع كثرتها.
واحتجَّ أرباب هذا القول بأن المقصود من القراءة فهمه وتدبره والفقه فيه والعمل به، وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه..
#وقالوا: ولأن الإيمان أفضل الأعمال، وفهم القرآن وتدبره هو الذي يُثمر الإيمان، وأما مجرد التلاوة من غير فهم ولا تدبر، فيفعلها البرُّ والفاجر، والمؤمن والمنافق.
وكان هذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها، وقام بآية حتى الصباح.
#وقال أصحاب الشافعي رحمه الله: كثرة القرآن أفضل، واحتجوا بحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف ))
رواه الترمذي
#وقالوا: ولأن عثمان بن عفان قرأ القرآن في ركعة (مع أن هذا الأثر ضعفه الترمذي،).
#والصواب في المسألة أن يقال: إن ثواب الترتيل والتدبر أجلُّ وأرفع قدراً، وثواب كثرة القراءة أكثر عدداً، فالأول: كمن تصدق بجوهرة عظيمة، أو أعتق عبداً قيمته نفيسة جداً.. والثاني: كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم، أو أعتق عدداً من العبيد قيمتهم رخيصة.
🔹وقال شعبة: حدثنا أبو جمرة، قال: قلت لابن العباس: إني رجل سريع القراءة، وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين، فقال ابن عباس: لأن أقرأ سورة واحدة أحب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل، فإن كنت فاعلا ولابد، فاقرأ قراءة تُسمع أذنيك ويعيها القلب.
🔹وقال ابن مسعود: لا تَهُذوا القرآن هَذَّ الشعر، ولا تنثروه نثر الدقل، وقِفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة. إنتهى
#إنّ القراءة باللسان فقط دون مشاركة العقل بالفهم، والقلب بالتأثر، كالنخالة كبيرة الحجم قليلة الفائدة. يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لا خير في قراءة ليس فيها تدبر.
🔹وقال الحسن البصري: كيف يرِقُّ قلبك وإنما همك آخر السورة؟!
#لهذا لا يكون التعامل مع القرآن في رمضان بطريقة تبحث عن الأجر فقط، ومن ثمَّ لا تُراعى الهدف الذي نرجوه فهذا معناه أن نظَل في أماكننا ندور في حلقة مفرغة، فقراءة القرآن بفهم وتأثر ينبغي أن تصاحبنا طيلة العام، بل إن الحاجة إليها تشتد أكثر وأكثر في شهر رمضان باعتبار أنه فرصة جيدة ومناخ مناسب لإحياء القلب بالإيمان، ولنعلم جميعاً أننا لو ختمنا القرآن في رمضان ختمة واحدة بتفهم وتأثر فإن أثرها والثواب المترتب عليها سيكون بمشيئة الله أفضل من عشرات الختمات بدون فهم وتأثر.
🔹يقول ابن القيم : لو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها،