قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله :
وليس للقلوب سرور ولا لذة تامة
إلا في محبة الله والتقرب إليه بما يحبه
ولا تمكن محبّته إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه
#وهذا حقيقة " لا إله إلا الله "
وليس للقلوب سرور ولا لذة تامة
إلا في محبة الله والتقرب إليه بما يحبه
ولا تمكن محبّته إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه
#وهذا حقيقة " لا إله إلا الله "
🌹﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّـذِينَ آَمَنُـوا صَلُّـوا عـَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾🌹
#وهذا فيه تنبيه على كمال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ورفعة درجته، وعلو منزلته عند اللّه وعند خلقه، ورفع ذكره.
{ إِنَّ اللَّهَ } تعالى { وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ } عليه،
#أي: يثني اللّه عليه بين الملائكة، وفي الملأ الأعلى، لمحبته تعالى له، وتثني عليه الملائكة المقربون، ويدعون له ويتضرعون.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
اقتداء باللّه وملائكته، وجزاء له على بعض حقوقه عليكم، وتكميلاً لإيمانكم، وتعظيمًا له صلى اللّه عليه وسلم، ومحبة وإكرامًا، وزيادة في حسناتكم، وتكفيرًا من سيئاتكم وأفضل هيئات الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام، ما علم به أصحابه:
"اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد" وهذا الأمر بالصلاة والسلام عليه مشروع في جميع الأوقات، وأوجبه كثير من العلماء في الصلاة.
« تفسير السعدي »
#وهذا فيه تنبيه على كمال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ورفعة درجته، وعلو منزلته عند اللّه وعند خلقه، ورفع ذكره.
{ إِنَّ اللَّهَ } تعالى { وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ } عليه،
#أي: يثني اللّه عليه بين الملائكة، وفي الملأ الأعلى، لمحبته تعالى له، وتثني عليه الملائكة المقربون، ويدعون له ويتضرعون.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
اقتداء باللّه وملائكته، وجزاء له على بعض حقوقه عليكم، وتكميلاً لإيمانكم، وتعظيمًا له صلى اللّه عليه وسلم، ومحبة وإكرامًا، وزيادة في حسناتكم، وتكفيرًا من سيئاتكم وأفضل هيئات الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام، ما علم به أصحابه:
"اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد" وهذا الأمر بالصلاة والسلام عليه مشروع في جميع الأوقات، وأوجبه كثير من العلماء في الصلاة.
« تفسير السعدي »
طريقُكَ نحوَ الهداية
#أعمـال_القلـ♡ـوب " الحلقة السابعة" 7⃣ بعدما عرفنا الغاية العظمى التي خلقنا الله من أجلها و هي عبادة الله عزوجل و عرّفنا معناها و قسّمناها إلى عبادات ظاهرة و عبادات باطنة و هي العبادات القلبية التي هي الأخرى عرّفناها و عرفنا أهميتها و في هذه الحلقة نتطرق…
#أعمـال_القلـ♡ـوب
" الحلقة الثامنـة" 8⃣
تناولنا في الحلقة الماضية الإخلاص و اليوم مع عمل آخر من أعمال القلوب و هي المحبة
إنّ المحبة أصل الدين وأصل أعمال القلوب
#أصل الدين ومبناه على محبة الله ،وبيان ذلك من وجوه ثلاثة:
#الوجه الأول: أن أعمال العبد الدينية إنما يحمله عليها محبة الله تعالى ومحبة ثوابه ومحبة النجاة من عقابه؛ ولذلك فإن الخوف والرجاء مبناهما على المحبة أيضاً؛ لأن الراجي يطمع فيما يحب من رضا محبوبه وثوابه، والخائف يخاف على ما يحب من السلامة ويخاف من سخط محبوبه، ويخاف من فوات ما يحب من الثواب.
#وكذلك التوكل والخشية والإنابة والتوبة وغيرها كلها صادرة في الأصل عن محبة الله تعالى وما يتبعها من محبة رضاه وثوابه والنجاة من عقابه.
#الوجه الثاني: أن أعمال العبادة إنما سميت عبادة لكونها صادرة عن أعلى درجات المحبة فهي محبة عظيمة مقرونة بالتعظيم والخضوع والانقياد ولذلك فإن المحبوب الذي لا يُعَظَّم ولا يُذَلُّ له ولا يُنقادُ لأمره ليس بمعبود، وكذلك المعظَّم الذي لا يُحَبّ.
#الوجه الثالث: أن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما أريد به وجهه وكان خالصاً له وإرادة وجه الله وحده لا شريك له هي ثمرة المحبة الصادقة من المؤمن لربه فكل أعمال العبد التي يتقرب بها إلى الله وحده لا يشرك معه فيها أحداً إنما الحامل عليها هو هذه المحبة العظيمة الخالصة لله
#فالله تعالى هو المحبوب لذاته في قلب المؤمن، وهذه المنزلة لا تنبغي إلا لله تعالى.
#فتبيَّن بذلك أن محبة الله تعالى هي أصل الدين، وهي كذلك أصل أعمال القلوب لأن الأعمال بالنيات، والنية محلها القلب.
#ولشيخ الإسلام ابن تيمية رسالة قيمة سماها قاعدة في المحبة بيَّن فيها أن كل حركة في الوجود إنما تصدر عن المحبة؛ وأنّ العبد حارث وهمَّام يسعى فيما يحب ويهمّ بما يحب، وأن هذه المحبة تنقسم إلى محمودة ومذمومة، وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله تعالى.
#والمقصود هنا بيان أنّ محبة الله تعالى وما يتبعها من محبة كتابه ودينه ورسوله هي أصل الدين وأجلّ قواعده وأعظمها
بل هي الفارقة بين الإيمان والنفاق، كما في صحيح البخاري وغيره من حديث عمر بن الخطاب أن رجلاً على عهد النبي صلى الله عليه و سلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حماراً، وكان يُضحِكُ رسولَ الله صلى الله عليه و سلم ، وكان النبي قد جلَده في الشرابِ؛ فأُتِي به يوماً فأُمِرَ به فجُلد؛ فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به؟
#فقال النبي صلى الله عليه و سلم : (( لا تلعنوه؛ فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله )) .
#قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (من المعلوم أن كل مؤمن فلا بد أن يحب الله ورسوله، ولكن في المظهرين للإسلام من هم منافقون فأولئك ملعونون لا يحبون الله ورسوله).
#وهذا مما يبين لك عظم شأن المحبة وجلالة قدرها؛ فلولا أنه يحب الله ورسوله لكان من المنافقين، فهو وإن لم ترفع عنه عقوبة الجلد بل عوقب على معصيته إلا أن محبَّته لله ورسوله قد نجَّته من النفاق.
#يتبـع
" الحلقة الثامنـة" 8⃣
تناولنا في الحلقة الماضية الإخلاص و اليوم مع عمل آخر من أعمال القلوب و هي المحبة
إنّ المحبة أصل الدين وأصل أعمال القلوب
#أصل الدين ومبناه على محبة الله ،وبيان ذلك من وجوه ثلاثة:
#الوجه الأول: أن أعمال العبد الدينية إنما يحمله عليها محبة الله تعالى ومحبة ثوابه ومحبة النجاة من عقابه؛ ولذلك فإن الخوف والرجاء مبناهما على المحبة أيضاً؛ لأن الراجي يطمع فيما يحب من رضا محبوبه وثوابه، والخائف يخاف على ما يحب من السلامة ويخاف من سخط محبوبه، ويخاف من فوات ما يحب من الثواب.
#وكذلك التوكل والخشية والإنابة والتوبة وغيرها كلها صادرة في الأصل عن محبة الله تعالى وما يتبعها من محبة رضاه وثوابه والنجاة من عقابه.
#الوجه الثاني: أن أعمال العبادة إنما سميت عبادة لكونها صادرة عن أعلى درجات المحبة فهي محبة عظيمة مقرونة بالتعظيم والخضوع والانقياد ولذلك فإن المحبوب الذي لا يُعَظَّم ولا يُذَلُّ له ولا يُنقادُ لأمره ليس بمعبود، وكذلك المعظَّم الذي لا يُحَبّ.
#الوجه الثالث: أن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما أريد به وجهه وكان خالصاً له وإرادة وجه الله وحده لا شريك له هي ثمرة المحبة الصادقة من المؤمن لربه فكل أعمال العبد التي يتقرب بها إلى الله وحده لا يشرك معه فيها أحداً إنما الحامل عليها هو هذه المحبة العظيمة الخالصة لله
#فالله تعالى هو المحبوب لذاته في قلب المؤمن، وهذه المنزلة لا تنبغي إلا لله تعالى.
#فتبيَّن بذلك أن محبة الله تعالى هي أصل الدين، وهي كذلك أصل أعمال القلوب لأن الأعمال بالنيات، والنية محلها القلب.
#ولشيخ الإسلام ابن تيمية رسالة قيمة سماها قاعدة في المحبة بيَّن فيها أن كل حركة في الوجود إنما تصدر عن المحبة؛ وأنّ العبد حارث وهمَّام يسعى فيما يحب ويهمّ بما يحب، وأن هذه المحبة تنقسم إلى محمودة ومذمومة، وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله تعالى.
#والمقصود هنا بيان أنّ محبة الله تعالى وما يتبعها من محبة كتابه ودينه ورسوله هي أصل الدين وأجلّ قواعده وأعظمها
بل هي الفارقة بين الإيمان والنفاق، كما في صحيح البخاري وغيره من حديث عمر بن الخطاب أن رجلاً على عهد النبي صلى الله عليه و سلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حماراً، وكان يُضحِكُ رسولَ الله صلى الله عليه و سلم ، وكان النبي قد جلَده في الشرابِ؛ فأُتِي به يوماً فأُمِرَ به فجُلد؛ فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به؟
#فقال النبي صلى الله عليه و سلم : (( لا تلعنوه؛ فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله )) .
#قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (من المعلوم أن كل مؤمن فلا بد أن يحب الله ورسوله، ولكن في المظهرين للإسلام من هم منافقون فأولئك ملعونون لا يحبون الله ورسوله).
#وهذا مما يبين لك عظم شأن المحبة وجلالة قدرها؛ فلولا أنه يحب الله ورسوله لكان من المنافقين، فهو وإن لم ترفع عنه عقوبة الجلد بل عوقب على معصيته إلا أن محبَّته لله ورسوله قد نجَّته من النفاق.
#يتبـع
طريقُكَ نحوَ الهداية
#أعمـال_القلـ♡ـوب " الحلقة التاسعة" 9⃣ ليس كل دعوى محبةٍ لله تعالى تكون مقبولة ونافعة لصاحبها، فلِصحة محبة الله شرطان عظيمان لا تصح دعوى المحبة إلا بهما: #أحدهما: أن تكون هذه المحبة خالصة لله تعالى؛ فلا يحب مع الله أنداداً كما يفعل المشركون؛ فإنهم وإن…
#أعمـال_القلـ♡ـوب
" الحلقة العاشـرة" 🔟
مما سبق أي من المحبة الصحيحة و شروطها تعلم أن المحبة الباطلة على نوعين: محبة شركية ومحبة بدعية
#فأما المحبة الشركية؛
فهي محبة المشركين لله فإنها محبة قد أشركوا فيها غير الله معه ؛ كما قال الله تعالى: (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله ))
#قال الزجَّاج: يحبّونهم كحبّ الله أي: يسوّون بين هذه الأوثان وبين اللّه عزّ وجلّ في المحبة.
#وقال بعض النحويين: يحبونهم كحبكم أنتم للّه , وهذا قول ليس بشيء, ودليل نقضه قوله تعالى: ((والّذين آمنوا أشدّ حبّاً للّه ))ا.هـ.
#وقال ابن القيم رحمه الله : (فأخبر سبحانه أن المشرك يحب الندَّ كما يحب الله تعالى، وأنَّ المؤمن أشد حباً لله من كلّ شيء، وقال أهل النار في النار: (( تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين ))
ومن المعلوم أنهم إنما سووهم به سبحانه في الحبّ والتأله والعبادة، وإلا فلم يقل أحد قط أن الصنم أو غيره من الأنداد مساوٍ لرب العالمين في صفاته وفي أفعاله وفي خلق السماوات والأرض وفي خلق عباده أيضاً، وإنما كانت التسوية في المحبة والعبادة.
والله تعالى لا يرضى أن يُشرَكَ معه أحد في هذه المحبة ، وفي الحديث القدسي الذي أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : قال الله تعالى: ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)).
فكلّ محبة شركية يسوَّى فيها بين الله وغيره فهي محبة باطلة لا يقبلها الله سبحانه و تعالى ولا يرضاها.
#وهذا أصل عظيم تدرك به أن من يدّعي محبة الله وهو يدعو غيره إنما هو مبطل مشرك ، ولو أنشد المدائح الإلهية وأكثر من التعبير عن دعوى المحبة كما وقع في ذلك طوائف من غلاة الصوفية وأصحاب الطرق الشركية، فإن دعواهم من جنس دعوى اليهود والنصارى إذ قالوا:(( نحن أبناء الله وأحباؤه )) حتى بلغ بهم الاغترار بدعواهم أنِ ادَّعوا أن الجنة حصر عليهم لا يدخلها غيرهم ، كما قال الله تعالى عنهم: (( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ))
#وكثير من أصحاب الطرق الشركية ممن ينتسب إلى الإسلام يدَّعون أن طريقتهم هي الموصلة لله والمبلّغة لرضوانه، وأن غيرهم في ضلال عن الوصول لله وإدراك رضاه، وأنهم هم أولياء الله وأحباؤه، وهم يقعون في أنواع من الشرك بالله، ويعرضون عن متابعة الرسول عليه الصلاة و السلام ، ويكون في كلامهم من التعبير عن محبة الله ما يدهش السامعين.
ويكون في هذا فتنة لهم ولتابعيهم ومن يسمعهم ؛ وينجّي الله المؤمنين الذين جعل الله لهم فرقاناً ونوراً يمشون به فيعلمون أن كل دعوى للمحبة لا تكون خالصة لله تعالى لا يقبلها الله ولا يرضاها.
فإن الله تعالى لم يقبل إلا محبة من أسلم وجهه لله وهو محسن؛ فبإسلام الوجه يتحقق شرط الإخلاص، وبالإحسان يتحقق شرط المتابعة، وبذلك يكون من أهل الجنة، وبقدر رفعة درجاته في هذين الأمرين – إسلام الوجه.
#وحسن العمل
يكون نصيبه من أجره عند ربه فهي عندية خاصة وربوبية خاصة جعلها الله لأهل محبته الذين أسلموا له واتبعوا رسوله.
ويكون بذلك من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وإنما يقع العبد في شيء من الخوف والحزن بسبب تقصيره في تحقيق الإخلاص وتجريد الاتباع، وأمَّا من كمَّل هذين المقامين فلا يتخلف عنه وعد الله أبداً.
#يتبـع .
" الحلقة العاشـرة" 🔟
مما سبق أي من المحبة الصحيحة و شروطها تعلم أن المحبة الباطلة على نوعين: محبة شركية ومحبة بدعية
#فأما المحبة الشركية؛
فهي محبة المشركين لله فإنها محبة قد أشركوا فيها غير الله معه ؛ كما قال الله تعالى: (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله ))
#قال الزجَّاج: يحبّونهم كحبّ الله أي: يسوّون بين هذه الأوثان وبين اللّه عزّ وجلّ في المحبة.
#وقال بعض النحويين: يحبونهم كحبكم أنتم للّه , وهذا قول ليس بشيء, ودليل نقضه قوله تعالى: ((والّذين آمنوا أشدّ حبّاً للّه ))ا.هـ.
#وقال ابن القيم رحمه الله : (فأخبر سبحانه أن المشرك يحب الندَّ كما يحب الله تعالى، وأنَّ المؤمن أشد حباً لله من كلّ شيء، وقال أهل النار في النار: (( تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين ))
ومن المعلوم أنهم إنما سووهم به سبحانه في الحبّ والتأله والعبادة، وإلا فلم يقل أحد قط أن الصنم أو غيره من الأنداد مساوٍ لرب العالمين في صفاته وفي أفعاله وفي خلق السماوات والأرض وفي خلق عباده أيضاً، وإنما كانت التسوية في المحبة والعبادة.
والله تعالى لا يرضى أن يُشرَكَ معه أحد في هذه المحبة ، وفي الحديث القدسي الذي أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : قال الله تعالى: ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)).
فكلّ محبة شركية يسوَّى فيها بين الله وغيره فهي محبة باطلة لا يقبلها الله سبحانه و تعالى ولا يرضاها.
#وهذا أصل عظيم تدرك به أن من يدّعي محبة الله وهو يدعو غيره إنما هو مبطل مشرك ، ولو أنشد المدائح الإلهية وأكثر من التعبير عن دعوى المحبة كما وقع في ذلك طوائف من غلاة الصوفية وأصحاب الطرق الشركية، فإن دعواهم من جنس دعوى اليهود والنصارى إذ قالوا:(( نحن أبناء الله وأحباؤه )) حتى بلغ بهم الاغترار بدعواهم أنِ ادَّعوا أن الجنة حصر عليهم لا يدخلها غيرهم ، كما قال الله تعالى عنهم: (( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ))
#وكثير من أصحاب الطرق الشركية ممن ينتسب إلى الإسلام يدَّعون أن طريقتهم هي الموصلة لله والمبلّغة لرضوانه، وأن غيرهم في ضلال عن الوصول لله وإدراك رضاه، وأنهم هم أولياء الله وأحباؤه، وهم يقعون في أنواع من الشرك بالله، ويعرضون عن متابعة الرسول عليه الصلاة و السلام ، ويكون في كلامهم من التعبير عن محبة الله ما يدهش السامعين.
ويكون في هذا فتنة لهم ولتابعيهم ومن يسمعهم ؛ وينجّي الله المؤمنين الذين جعل الله لهم فرقاناً ونوراً يمشون به فيعلمون أن كل دعوى للمحبة لا تكون خالصة لله تعالى لا يقبلها الله ولا يرضاها.
فإن الله تعالى لم يقبل إلا محبة من أسلم وجهه لله وهو محسن؛ فبإسلام الوجه يتحقق شرط الإخلاص، وبالإحسان يتحقق شرط المتابعة، وبذلك يكون من أهل الجنة، وبقدر رفعة درجاته في هذين الأمرين – إسلام الوجه.
#وحسن العمل
يكون نصيبه من أجره عند ربه فهي عندية خاصة وربوبية خاصة جعلها الله لأهل محبته الذين أسلموا له واتبعوا رسوله.
ويكون بذلك من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وإنما يقع العبد في شيء من الخوف والحزن بسبب تقصيره في تحقيق الإخلاص وتجريد الاتباع، وأمَّا من كمَّل هذين المقامين فلا يتخلف عنه وعد الله أبداً.
#يتبـع .
🌹✨
دعاءان عظيمان في آخر الصلاة، علمهما النبي صلى الله عليه وسلم اثنين من الصحابة، أحدهما أحب الناس إليه والثاني أقسم عليه السلام أنه يحبه:
#الأول: علَّمه الصِّدِّيق (اللهم إني ظلمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني...".
#والثاني: علَمه معاذَ بنَ جبل دبر كلِّ صلاة: (اللهم أعنِّي على ذِكْرك وشُكرِك وحسنِ عبادتك"،
#وهذا دافعٌ عظيم لكل مسلم للمحافظة عليهما في آخر كلِّ صلاة.
دعاءان عظيمان في آخر الصلاة، علمهما النبي صلى الله عليه وسلم اثنين من الصحابة، أحدهما أحب الناس إليه والثاني أقسم عليه السلام أنه يحبه:
#الأول: علَّمه الصِّدِّيق (اللهم إني ظلمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني...".
#والثاني: علَمه معاذَ بنَ جبل دبر كلِّ صلاة: (اللهم أعنِّي على ذِكْرك وشُكرِك وحسنِ عبادتك"،
#وهذا دافعٌ عظيم لكل مسلم للمحافظة عليهما في آخر كلِّ صلاة.
#شرح_دعاء_ليلة_القدر ....*
" اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي "
#العفوُّ * ... أصله المحو والطمس: مأخوذ من عفت الرياح الآثار إذا أخفتها ومسحتها،
➖وهو من صيغ المبالغة على وزن ((فعول)) وهو اسم من أسماء اللَّه الحسنى *يدل على سعة صفحه عن ذنوب عباده مهما كان شأنها إذا تابوا وأنابوا .*
➖في تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الدعاء , دون غيره في هذه الليلة المباركة *[ليلة القدر]* كما دلّ على ذلك حديث عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا .. يدل دلالة واضحة على أهميته،
#فالعفو *... هو سؤال اللَّه عز وجل التجاوز عن الذنب، وترك العقاب عليه.
🔹قال القرطبي رحمه اللَّه تعالى: *((العفو، عفو اللَّه عز وجل عن خلقه، وقد يكون بعد العقوبة وقبلها، بخلاف الغفران، فإنه لا يكون معه عقوبة البتة))*.
#قوله: *((تحب العفو))* أي أن اللَّه تعالى يحب أسماءه وصفاته، ويحب من عبيده أن يتعبَّدوه بها، والعمل بمقتضاها وبمضامينها ....
↩ ويحب اللَّه تعالى العفوَ من عباده بعضهم عن بعض فيما يحب اللَّه العفو فيه.
#وهذا المطلب في غاية الأهمية، وذلك أن الذنوب إذا تُرِكَ العقاب عليها يأمن العبد من استنزال اللَّه تعالى عليه المكاره والشدائد، حيث إن الذنوب والمعاصي من أعظم الأسباب في إنزال المصائب، وإزالة النعم في الدنيا، أما الآخرة فإن العفو يترتب عليه حسن الجزاء في دخول النعيم المقيم...
ولا يخفى في تقديم التوسل باسمين كريمين للَّه تعالى قبل سؤاله له أهميّة جليلة في *إعطاء المرجو*ّ منه تعالى ....