حرف الواو
(حرف الواو مع الألف وما إليهما)
#وادعة : من بطون حاشد وهم ولد وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشج بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد.
وقبائل وادعة في ثلاث جهات ، منها وادعة حاشد في بلاد حاشد ، ومنها وادعة صعدة في بلاد صعدة ، ومنها وادعة عسير شمالي نجران بغرب وهي التي حكاها الهمداني في صفة الجزيرة بقوله : بلد وادعة النجدية بقعة وعوذان والثويلة وغيل علي ووادي نحرر (١) وأعلى وادي نجران فإلى (جبل) (٢) شوك فقاضي دبن فالزبران فإلى مهجرة فالمنضج فغيل علي فأقاويات فأرينب فجلاجل والذي تشاءم في هذه (البلاد) (٣) وبنجران وخالط شاكر الحناجر ونفيش وسابقة وكعب وحيف ابنا أنمار بن ناشج من وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشج. انتهى ما ذكره الهمداني.
وأما وادعة التي في وسط بلاد حاشد على مقربة من خمر فهم صبيحي ومقبلي وبها الأشراف بيت الوادعي وهم أولاد أحمد بن الإمام المؤيد محمد بن الإمام القاسم بن محمد منهم علماء ورؤساء ، وفيها حصن الهرابة
______
(١) في صفة جزيرة العرب بتحقيق القاضي محمد الأكوع ووادي عرد وفيها بتحقيق موللر ووادي نحرد.
(٢) زيادة من النسخ المطبوعات.
(٣) زيادة من النسخ المطبوعات.
357
(حرف الواو مع الألف وما إليهما)
#وادعة : من بطون حاشد وهم ولد وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشج بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد.
وقبائل وادعة في ثلاث جهات ، منها وادعة حاشد في بلاد حاشد ، ومنها وادعة صعدة في بلاد صعدة ، ومنها وادعة عسير شمالي نجران بغرب وهي التي حكاها الهمداني في صفة الجزيرة بقوله : بلد وادعة النجدية بقعة وعوذان والثويلة وغيل علي ووادي نحرر (١) وأعلى وادي نجران فإلى (جبل) (٢) شوك فقاضي دبن فالزبران فإلى مهجرة فالمنضج فغيل علي فأقاويات فأرينب فجلاجل والذي تشاءم في هذه (البلاد) (٣) وبنجران وخالط شاكر الحناجر ونفيش وسابقة وكعب وحيف ابنا أنمار بن ناشج من وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشج. انتهى ما ذكره الهمداني.
وأما وادعة التي في وسط بلاد حاشد على مقربة من خمر فهم صبيحي ومقبلي وبها الأشراف بيت الوادعي وهم أولاد أحمد بن الإمام المؤيد محمد بن الإمام القاسم بن محمد منهم علماء ورؤساء ، وفيها حصن الهرابة
______
(١) في صفة جزيرة العرب بتحقيق القاضي محمد الأكوع ووادي عرد وفيها بتحقيق موللر ووادي نحرد.
(٢) زيادة من النسخ المطبوعات.
(٣) زيادة من النسخ المطبوعات.
357
#الأتراك #الروم و #الأئمة
إمام ولو بدرجة نائب سلطان
#بلال_الطيب
ما أنْ لفظ الهادي شرف الدين محمد بن عبد الله عشيش أنفاسه الأخيرة 19 شوال 1307هـ / 6 يونيو 1890م، حتى اجتمع علماء الزّيدِيّة في صعدة، ورشحوا ولده محمد الشهير بـ (أبو نيب) بدلًا عنه، رفضها الأخير، وقيل أنَّه لم يستوفِ شروطها، فما كان منهم - حسب وصية الإمام المتوفى - إلا أنْ راسلوا محمد بن يحيى حميد الدين الذي كان حينها مُقيمًا في صنعاء، طلبوا منه الحضور، وفي صعدة اختاروه إمامًا؛ كونهم - حد توصيف المُؤرخ الجرافي - لم يجدوا من يصلح للإمامة غيره.
تلقب الإمام الجديد بـ (المنصور)، وهو من الأسرة القاسمية، ولكن من فرع لم يتولَّ الإمامة من قبل، كان شديد التعصب لمذهبه، مُنكرًا لما دونه من مذاهب، ولقب (حميد الدين) التصق بأبيه لمصاهرة حدثت بينه وبين آل حميد الدين بن المـُطهَّر، من أسرة شرف الدين في كوكبان.
في تلك الأثناء، كان لا يزال المهدي محمد بن قاسم الحوثي قائمًا بالدعوة لنفسه في برط، أرسل إليه المنصور محمد جماعة من أهل صعدة وضحيان، فاوضوه، فما كان منه إلا أنْ خلع نفسه، وبايع الإمام الجديد، وتحدث صاحب (الدر المنثور) عن حدوث مناوشات محدودة بين أنصار الإماميين.
بعد ثلاثة أشهر من دعوته، غادر المنصور محمد صعدة، وجعل عليها أبو نيب، استقر في القفلة، وجعلها عاصمة له، ومن هناك أخذ يوجه دعاته لاجتذاب القبائل الشمالية لمحاربة الأتراك، أعداءه الذين كان يُكن لهم عظيم الكره، سبق أن حبسوه في الحديدة قبل 15 عامًا؛ والسبب مُناصرته حينها للإمام محسن الشهاري، وكان قبل ذلك قد تولى باسمهم قضاء حجة، إلا أنَّه لم يدم في ذلك المنصب طويلًا، بدأ عهده بمحاربتهم، واستجابت القبائل بالفعل لندائه التحريضي، وعبر عن ذلك شعرًا، نقتطف منه:
أجيـبوا دعائي، ولــبـوا نـــدائي
وقــومـوا بـحـق عليـــكم وجب
وشدوا الهــمــم، لحـرب العـجم
وضــــرب القمـم، ونفي الريب
ليس في بلاد من بلاد الزّيدِيّة في اليمن - كما قال المُؤرخ العرشي - إلا وللمنصور محمد فيها معركة، وقيل أنَّها وصلت لحدود 150 موقعة، سيطرت قواته عام توليه على الشاهل شوال 1308هـ / مايو 1891م، هزمت الحامية العثمانية فيها، وقتلت قائدها محمد عارف بك، أما باقي الحملات فقد توجهت صوب ظفير حجة، ومسور، وحفاش، وملحان، والروضة، وقد كانت خسائر الأتراك فيها فادحة، وكان الشيخ ناصر بن مبخوت الأحمر من أبرز أنصاره.
لم يأتِ عام 1309هـ / 1891م إلا وقوات المنصور محمد التي قدرت بـ 70,000 مُقاتل تحُاصر صنعاء، دارت حينها معارك كثيرة في عصر، ونقم، والجرداء، والجراف، فيما أعلنت ذمار، ويريم طاعتها من أول وهلة، كما تشجع أبناء قبيلة بكيل في المناطق الوسطى على التمرد، وقاموا بمحاصرة الأتراك في مراكزهم بـإب، والقاعدة، وقد كان لوفاة الوالي العثماني إسماعيل حقي - حينها - أثره البالغ في تنامي حدة تلك التمردات، وقال حينها الشاعر محمد الحضراني مُهددًا الأتراك:
فقل لعلــــوج الروم وافـاكمو الذي
لسطـــوتـه ينــجـــاب كـــل المـُلمة
هـمــام كـــريم من ذؤوبة هــــاشـم
خبـــيـر بكم يــا شـــر كــل الخليقة
هتـكتــم شـريـــعة جــده وارتكبـتم
جـرائــــم أدنــاهـن ظــلم الرعـــية
سلاحكــم ســـلبًا وارحـامـــكم سبا
وأمــــوالكـم نهبـــا إذا الهــامُ حُزت
عانى سكان صنعاء من ذلك الحصار الأمرين، وحين اشتد ببعضهم الجوع، خرجوا بأهلهم بحثًا عن مكان آمن، وفي الطريق تلقفهم المحاصرون، وفتكوا بهم، ونكلوا بهم أشد تنكيل، وقد فضح المُؤرخ الواسعي جُرم تلك القبائل بقوله: «ارتكبوا أنواع الفضائح، وأغضبوا الرب تعالى بفعلهم القبائح، هتكوا الأنفس والأعراض، وكلما خرج إنسان نهبوه، وإن وجدوا امرأة هتكوا عرضها».
كما نقل الرحالة الإنجليزي هاريس الذي كان حينها مُتواجدًا في صنعاء تفاصيل دقيقة لبعض المعارك التي دارت حول المدينة المحاصرة، وقال في نقله لإحداها: «أطلقت القوات العثمانية المتحصنة في قلعة صنعاء نيران مدافعها بصورة مُنتظمة على مواقع رجال القبائل المحاصرين للمدينة، مما ساعد العثمانيين على الخروج من البوابة الجنوبية والاتجاه شمالًا، حيث نشبت معركة عنيفة رجحت كفة الترك، وتمكّنوا من طرد رجال القبائل الذين اضطروا إلى التقهقر تجاه قرية صغيرة قريبة من أسوار صنعاء، وقد تمكّنت القوات التركية بمساعدة بعض المدافع الصغيرة من تدمير منازل تلك القرية تدميرًا تامًا، وتمكّنت كذلك من رد هجوم مُضاد قام به الثوار».
وأضاف هاريس: «وأخيرًا اضطر رجال القبائل إلى التقهقر بعد أنْ تركوا آلافًا عديدة من القتلى في ميدان المعركة، ورغم انتصار القوات التركية على الثوار، لم يكن هذا الانتصار كله في صالحهم، إذ أدى ترك جثث القتلى دون دفنها إلى انتشار الأمراض بين السكان».
إمام ولو بدرجة نائب سلطان
#بلال_الطيب
ما أنْ لفظ الهادي شرف الدين محمد بن عبد الله عشيش أنفاسه الأخيرة 19 شوال 1307هـ / 6 يونيو 1890م، حتى اجتمع علماء الزّيدِيّة في صعدة، ورشحوا ولده محمد الشهير بـ (أبو نيب) بدلًا عنه، رفضها الأخير، وقيل أنَّه لم يستوفِ شروطها، فما كان منهم - حسب وصية الإمام المتوفى - إلا أنْ راسلوا محمد بن يحيى حميد الدين الذي كان حينها مُقيمًا في صنعاء، طلبوا منه الحضور، وفي صعدة اختاروه إمامًا؛ كونهم - حد توصيف المُؤرخ الجرافي - لم يجدوا من يصلح للإمامة غيره.
تلقب الإمام الجديد بـ (المنصور)، وهو من الأسرة القاسمية، ولكن من فرع لم يتولَّ الإمامة من قبل، كان شديد التعصب لمذهبه، مُنكرًا لما دونه من مذاهب، ولقب (حميد الدين) التصق بأبيه لمصاهرة حدثت بينه وبين آل حميد الدين بن المـُطهَّر، من أسرة شرف الدين في كوكبان.
في تلك الأثناء، كان لا يزال المهدي محمد بن قاسم الحوثي قائمًا بالدعوة لنفسه في برط، أرسل إليه المنصور محمد جماعة من أهل صعدة وضحيان، فاوضوه، فما كان منه إلا أنْ خلع نفسه، وبايع الإمام الجديد، وتحدث صاحب (الدر المنثور) عن حدوث مناوشات محدودة بين أنصار الإماميين.
بعد ثلاثة أشهر من دعوته، غادر المنصور محمد صعدة، وجعل عليها أبو نيب، استقر في القفلة، وجعلها عاصمة له، ومن هناك أخذ يوجه دعاته لاجتذاب القبائل الشمالية لمحاربة الأتراك، أعداءه الذين كان يُكن لهم عظيم الكره، سبق أن حبسوه في الحديدة قبل 15 عامًا؛ والسبب مُناصرته حينها للإمام محسن الشهاري، وكان قبل ذلك قد تولى باسمهم قضاء حجة، إلا أنَّه لم يدم في ذلك المنصب طويلًا، بدأ عهده بمحاربتهم، واستجابت القبائل بالفعل لندائه التحريضي، وعبر عن ذلك شعرًا، نقتطف منه:
أجيـبوا دعائي، ولــبـوا نـــدائي
وقــومـوا بـحـق عليـــكم وجب
وشدوا الهــمــم، لحـرب العـجم
وضــــرب القمـم، ونفي الريب
ليس في بلاد من بلاد الزّيدِيّة في اليمن - كما قال المُؤرخ العرشي - إلا وللمنصور محمد فيها معركة، وقيل أنَّها وصلت لحدود 150 موقعة، سيطرت قواته عام توليه على الشاهل شوال 1308هـ / مايو 1891م، هزمت الحامية العثمانية فيها، وقتلت قائدها محمد عارف بك، أما باقي الحملات فقد توجهت صوب ظفير حجة، ومسور، وحفاش، وملحان، والروضة، وقد كانت خسائر الأتراك فيها فادحة، وكان الشيخ ناصر بن مبخوت الأحمر من أبرز أنصاره.
لم يأتِ عام 1309هـ / 1891م إلا وقوات المنصور محمد التي قدرت بـ 70,000 مُقاتل تحُاصر صنعاء، دارت حينها معارك كثيرة في عصر، ونقم، والجرداء، والجراف، فيما أعلنت ذمار، ويريم طاعتها من أول وهلة، كما تشجع أبناء قبيلة بكيل في المناطق الوسطى على التمرد، وقاموا بمحاصرة الأتراك في مراكزهم بـإب، والقاعدة، وقد كان لوفاة الوالي العثماني إسماعيل حقي - حينها - أثره البالغ في تنامي حدة تلك التمردات، وقال حينها الشاعر محمد الحضراني مُهددًا الأتراك:
فقل لعلــــوج الروم وافـاكمو الذي
لسطـــوتـه ينــجـــاب كـــل المـُلمة
هـمــام كـــريم من ذؤوبة هــــاشـم
خبـــيـر بكم يــا شـــر كــل الخليقة
هتـكتــم شـريـــعة جــده وارتكبـتم
جـرائــــم أدنــاهـن ظــلم الرعـــية
سلاحكــم ســـلبًا وارحـامـــكم سبا
وأمــــوالكـم نهبـــا إذا الهــامُ حُزت
عانى سكان صنعاء من ذلك الحصار الأمرين، وحين اشتد ببعضهم الجوع، خرجوا بأهلهم بحثًا عن مكان آمن، وفي الطريق تلقفهم المحاصرون، وفتكوا بهم، ونكلوا بهم أشد تنكيل، وقد فضح المُؤرخ الواسعي جُرم تلك القبائل بقوله: «ارتكبوا أنواع الفضائح، وأغضبوا الرب تعالى بفعلهم القبائح، هتكوا الأنفس والأعراض، وكلما خرج إنسان نهبوه، وإن وجدوا امرأة هتكوا عرضها».
كما نقل الرحالة الإنجليزي هاريس الذي كان حينها مُتواجدًا في صنعاء تفاصيل دقيقة لبعض المعارك التي دارت حول المدينة المحاصرة، وقال في نقله لإحداها: «أطلقت القوات العثمانية المتحصنة في قلعة صنعاء نيران مدافعها بصورة مُنتظمة على مواقع رجال القبائل المحاصرين للمدينة، مما ساعد العثمانيين على الخروج من البوابة الجنوبية والاتجاه شمالًا، حيث نشبت معركة عنيفة رجحت كفة الترك، وتمكّنوا من طرد رجال القبائل الذين اضطروا إلى التقهقر تجاه قرية صغيرة قريبة من أسوار صنعاء، وقد تمكّنت القوات التركية بمساعدة بعض المدافع الصغيرة من تدمير منازل تلك القرية تدميرًا تامًا، وتمكّنت كذلك من رد هجوم مُضاد قام به الثوار».
وأضاف هاريس: «وأخيرًا اضطر رجال القبائل إلى التقهقر بعد أنْ تركوا آلافًا عديدة من القتلى في ميدان المعركة، ورغم انتصار القوات التركية على الثوار، لم يكن هذا الانتصار كله في صالحهم، إذ أدى ترك جثث القتلى دون دفنها إلى انتشار الأمراض بين السكان».
بعد وفاة الوالي إسماعيل حقي باشا، عين الأتراك الفريق حسن أديب باشا بدلًا عنه، وكان وصول الأخير إلى مدينة الحديدة في يوم الجمعة 11 ذي الحجة 1308هـ / 17 يوليو 1891م، وحين لم يصل إلى صنعاء بسبب الأوضاع المضطربة، صدرت الأوامر لأحمد فيضي باشا - رجل المهمات الصعبة - بالتوجه من مكة إلى الحديدة، وهو والٍ شجاع، سبق أنْ تولى ولاية اليمن، نجح ومعه آلاف العساكر بإخماد ذلك التمرد، ودخول مدينة صنعاء 7 ربيع الأول 1309هـ / 10 أكتوبر 1891م.
قال المُؤرخ الواسعي عن تلك المعركة الفاصلة: «مع فساد نية القبائل، وارتكابهم المحرمات، حاق مكر الله بهم، فلم يزالوا ينهزمون للأتراك من محل إلى محل، وأصابهم الخوف والوجل، والذل والفشل، وكلما وصلوا إلى محل، هرب أهل ذلك المحل، حتى دخل الوالي صنعاء، وعم الناس السرور والفرح، وزال عنهم البؤس والترح».
وفي المناطق الوسطى تحركت قوات تركية من تعز إلى إب، سيطرت عليها دون قتال، ولم يعترض طريقها إلا بعض أبناء قبيلة بكيل في نقيل السياني، وقد ولوا بعد هزيمتهم هاربين، وإلى ذلك أشار صاحب (الدر المنثور): «تقدمت العجم من مدينة تعز إلى حصون الأخطور، ونقيل المحرس، وفيها جماعة من آل دماج، وأحمد بن قائد.. فوقع الحرب بينهم بالموضعين.. وأخذت العجم الحصنين».
بعد أنْ صدر قرار تعينه واليًا على اليمن للمرة الثانية 6 جمادى الأول 1309هـ / 7 ديسمبر 1891م، أصدر الوالي المشير أحمد فيضي باشا أوامره بالعفو العام عن كل الخارجين، فأعلنت القبائل الشمالية المتمردة طاعتها له، وما هي إلا أشهر معدودة حتى قاد بنفسه جيشًا جرارًا صوب القفلة عاصمة الإمام 22 شوال 1309هـ / 18 مايو 1892م، وحين أدرك الأخير أنَّه هالك لا محالة، سارع بتهريب الأموال والذخائر، ثم أوى إلى كهف بعيد يعصمه من الموت.
وعن ذلك قال صاحب (الحوليات): «والإمام باقٍ بالبطنة، هيجة غربي سوق الحرف - يقصد حرف سفيان - مُتصلة بالعمشية، أرض قفرة لا يسكنها إلا البدوان، قيل أن فيها جرف منحوتة في الجبل، وقد صارت في هذه المدة مفر للأئمة، كلما نابت نائبة لجأوا إليها»، وكان الإمام محسن الشهاري قد أقام فيها من قبل، وكذلك فعل الهادي عشيش.
وكان المنصور محمد قبل ذلك قد ناشد القبائل المنهزمة بقصيدة طويلة نقتطف منها:
أفي الـديــن أن يبــقى إمـام بنـــفسه
وحيـدًا ومـــــا منكم مُعيــنٌ على أمر
ولا تبخلــوا بـــالمال عنه وقــــد سخا
بـمهجتـــــه، والـــروح أغلى من الدُّر
أنيبـوا أنيبـــوا قبـل أن تمــطر السما
عليـــكم بــــأنــواع الـمصائـب والفقر
حين وصل الوالي أحمد فيضي باشا إلى القفلة، ولم يجد المنصور محمد يحيى حميدالدين فيها، أمر بتدمير بعض الحصون، ثم توغل في مناطق حاشد وصولًا إلى برط العنان، وهناك أخذ جنوده الأسرى من قبيلة ذو محمد دون فدية، وهؤلاء سبق أن أرسلهم الإمام مع ولده يحيى إلى تلك القبيلة، ثم توجه إلى صعدة، أخضعها، وأظهر أهلها - كما أفاد المُؤرخ الجرافي - استعدادهم لإرسال الأسرى الأتراك لديهم إلى مُتصرف عسير؛ وهو الأمر الذي أغضب الإمام المهزوم كثيرًا.
فور عودته إلى صنعاء، وجه الوالي فيضي باعتقال 55 من العلماء والأعيان بتهمة التواصل مع الإمام الهارب، أرسلهم إلى الحديدة، ومن هناك تم نفيهم إلى جزيرة رودوس في البحر الأبيض المتوسط، وقد ظلوا فيها قرابة 18 عامًا، وقد امتدحه حينها الشاعر عبدالله بن إبراهيم بقوله:
هـــذا ونـشكـــر فعـل والــــيــنــا الـــــــذي
حـاز الـمـــنــاقــــب والـمفـــــاخــر والفطن
الفـــاتــك الـمشـهــور والشــــهم الـهــــمام
الليـــث والـمــــقــــدام أشـــجـــع من طعن
فـاسأل منــازل بالخميــــــس وبيت عذران
وســـــــل جــدرا وبــالـــجــرداء تـــــغـــن
ملك الـــــعــــنـــان وحــط فيـــه ركـابــــه
بعـــــد الـجـــراف وحــــرف سفيــان سكن
رغم جبروته، واتهامه بالفساد، عمل الوالي أحمد فيضي باشا على تحقيق بعض الإنجازات التي تحسب له، فقد شيَّد - عام توليه أمر الولاية - عددًا من الحصون والقلاع فوق الجبال المطلة على مدينة صنعاء، للدفاع عنها من هجمات القبائل المتكررة، كما أعاد بناء باب اليمن على هيئته الحالية، وأمر بتعبيد الطرق بين ألوية الولاية، وقال عنه صاحب (الدر المنثور) ساخرًا: «وغرم في ذلك أموالًا واسعة.. كل ذلك لأجل أن ينسيهم الفساد، ويُشغلهم بذلك عن المُراد».
لم تطل مدة بقاء المنصور محمد بالكهف كثيرًا، فقد وصل إليه عدد من مشايخ حاشد، أرضوه بعقير، وطلبوا منه النزول في ضيافتهم، أقام بحوث مدة، ثم أدلف راجعًا إلى القفلة، ليبدأ بعد ذلك بالتدلل إلى الأتراك، والتوسل إلى سلطانهم عبد الحميد الثاني بعدة مراسلات، طلب منه في إحداها أنْ يحكم شمال اليمن تحت مظلة ذات السلطان، تماما مثل محمد علي باشا وبنيه في مصر والسودان، ولم ينسَ أن يتباهى بسلالته، وبأنها الأحق بالحكم والولاية، ولو بدرجة (نائب سلطان).
قال المُؤرخ الواسعي عن تلك المعركة الفاصلة: «مع فساد نية القبائل، وارتكابهم المحرمات، حاق مكر الله بهم، فلم يزالوا ينهزمون للأتراك من محل إلى محل، وأصابهم الخوف والوجل، والذل والفشل، وكلما وصلوا إلى محل، هرب أهل ذلك المحل، حتى دخل الوالي صنعاء، وعم الناس السرور والفرح، وزال عنهم البؤس والترح».
وفي المناطق الوسطى تحركت قوات تركية من تعز إلى إب، سيطرت عليها دون قتال، ولم يعترض طريقها إلا بعض أبناء قبيلة بكيل في نقيل السياني، وقد ولوا بعد هزيمتهم هاربين، وإلى ذلك أشار صاحب (الدر المنثور): «تقدمت العجم من مدينة تعز إلى حصون الأخطور، ونقيل المحرس، وفيها جماعة من آل دماج، وأحمد بن قائد.. فوقع الحرب بينهم بالموضعين.. وأخذت العجم الحصنين».
بعد أنْ صدر قرار تعينه واليًا على اليمن للمرة الثانية 6 جمادى الأول 1309هـ / 7 ديسمبر 1891م، أصدر الوالي المشير أحمد فيضي باشا أوامره بالعفو العام عن كل الخارجين، فأعلنت القبائل الشمالية المتمردة طاعتها له، وما هي إلا أشهر معدودة حتى قاد بنفسه جيشًا جرارًا صوب القفلة عاصمة الإمام 22 شوال 1309هـ / 18 مايو 1892م، وحين أدرك الأخير أنَّه هالك لا محالة، سارع بتهريب الأموال والذخائر، ثم أوى إلى كهف بعيد يعصمه من الموت.
وعن ذلك قال صاحب (الحوليات): «والإمام باقٍ بالبطنة، هيجة غربي سوق الحرف - يقصد حرف سفيان - مُتصلة بالعمشية، أرض قفرة لا يسكنها إلا البدوان، قيل أن فيها جرف منحوتة في الجبل، وقد صارت في هذه المدة مفر للأئمة، كلما نابت نائبة لجأوا إليها»، وكان الإمام محسن الشهاري قد أقام فيها من قبل، وكذلك فعل الهادي عشيش.
وكان المنصور محمد قبل ذلك قد ناشد القبائل المنهزمة بقصيدة طويلة نقتطف منها:
أفي الـديــن أن يبــقى إمـام بنـــفسه
وحيـدًا ومـــــا منكم مُعيــنٌ على أمر
ولا تبخلــوا بـــالمال عنه وقــــد سخا
بـمهجتـــــه، والـــروح أغلى من الدُّر
أنيبـوا أنيبـــوا قبـل أن تمــطر السما
عليـــكم بــــأنــواع الـمصائـب والفقر
حين وصل الوالي أحمد فيضي باشا إلى القفلة، ولم يجد المنصور محمد يحيى حميدالدين فيها، أمر بتدمير بعض الحصون، ثم توغل في مناطق حاشد وصولًا إلى برط العنان، وهناك أخذ جنوده الأسرى من قبيلة ذو محمد دون فدية، وهؤلاء سبق أن أرسلهم الإمام مع ولده يحيى إلى تلك القبيلة، ثم توجه إلى صعدة، أخضعها، وأظهر أهلها - كما أفاد المُؤرخ الجرافي - استعدادهم لإرسال الأسرى الأتراك لديهم إلى مُتصرف عسير؛ وهو الأمر الذي أغضب الإمام المهزوم كثيرًا.
فور عودته إلى صنعاء، وجه الوالي فيضي باعتقال 55 من العلماء والأعيان بتهمة التواصل مع الإمام الهارب، أرسلهم إلى الحديدة، ومن هناك تم نفيهم إلى جزيرة رودوس في البحر الأبيض المتوسط، وقد ظلوا فيها قرابة 18 عامًا، وقد امتدحه حينها الشاعر عبدالله بن إبراهيم بقوله:
هـــذا ونـشكـــر فعـل والــــيــنــا الـــــــذي
حـاز الـمـــنــاقــــب والـمفـــــاخــر والفطن
الفـــاتــك الـمشـهــور والشــــهم الـهــــمام
الليـــث والـمــــقــــدام أشـــجـــع من طعن
فـاسأل منــازل بالخميــــــس وبيت عذران
وســـــــل جــدرا وبــالـــجــرداء تـــــغـــن
ملك الـــــعــــنـــان وحــط فيـــه ركـابــــه
بعـــــد الـجـــراف وحــــرف سفيــان سكن
رغم جبروته، واتهامه بالفساد، عمل الوالي أحمد فيضي باشا على تحقيق بعض الإنجازات التي تحسب له، فقد شيَّد - عام توليه أمر الولاية - عددًا من الحصون والقلاع فوق الجبال المطلة على مدينة صنعاء، للدفاع عنها من هجمات القبائل المتكررة، كما أعاد بناء باب اليمن على هيئته الحالية، وأمر بتعبيد الطرق بين ألوية الولاية، وقال عنه صاحب (الدر المنثور) ساخرًا: «وغرم في ذلك أموالًا واسعة.. كل ذلك لأجل أن ينسيهم الفساد، ويُشغلهم بذلك عن المُراد».
لم تطل مدة بقاء المنصور محمد بالكهف كثيرًا، فقد وصل إليه عدد من مشايخ حاشد، أرضوه بعقير، وطلبوا منه النزول في ضيافتهم، أقام بحوث مدة، ثم أدلف راجعًا إلى القفلة، ليبدأ بعد ذلك بالتدلل إلى الأتراك، والتوسل إلى سلطانهم عبد الحميد الثاني بعدة مراسلات، طلب منه في إحداها أنْ يحكم شمال اليمن تحت مظلة ذات السلطان، تماما مثل محمد علي باشا وبنيه في مصر والسودان، ولم ينسَ أن يتباهى بسلالته، وبأنها الأحق بالحكم والولاية، ولو بدرجة (نائب سلطان).
".
داهمت القوات البريطانية كلية عدن في العام 1966، وقبضت على عميدها الشاعر لطفي جعفر أمان، بعد أن رصدت مدفعًا رشاشًا ينتصب على سطح مباني الكلية، وتبين لها لاحقًا أن المدفع لم يكن سوى تلسكوب لنائب العميد عبد الله محي
رز.
التطلّع إلى السماء
قبل انتقاله لكلية الشعب، انتدبته إدارة المعارف في السلطنة القعيطية كخبير تعليم في المكلا عام 1964، وهناك سيُسدي خدمات جليلة للتعليم عمومًا، ولتعليم الفتاة على وجه الخصوص، حينما قام باستقدام أول دفعة من المدرسات العربيات، اختارهن بنفسه من الضفة الغربية.
"كان يقيم في منزل خارج سدة المكلا (التي اختفت فيما بعد) يطل على العيقة (مجرى الوادي المتصل بالبحر) – وهو اليوم يُعرف بخور المكلا – يومها اكتشفنا آخر من اهتماماته التي لا تُحصى: اكتشفنا اهتمامه بالفلك، إذ نصب في سطح داره تلسكوبًا ليتطلع من خلاله إلى السماء والكواكب، وربما الأقمار الصناعية أيضًا. وكان بيته ملتقى نخبة من شباب المكلا المثقف، ومعظمهم من المهتمين بالسياسة بل والمشتغلين بها. ومع أن إقامته بالمكلا لم تطل، إلا أنه رصد مجيء السيول إلى العيقة"، كما يقول بافقيه.
وعلى ذكر التلسكوب، يُروى أن القوات البريطانية داهمت كلية عدن عام 1966، وقبضت على عميدها الشاعر لطفي جعفر أمان، بعد رصدها ما ظنته مدفعًا رشاشًا على سطح الكلية، وتبين لها لاحقًا أنه لم يكن سوى تلسكوب يخص نائب العميد عبد الله محيرز.
بعد الاستقلال مباشرة، وتحديدًا أواخر العام 1967، انتقل من كلية الشعب إلى وزارة التربية والتعليم (التي نشأت على أنقاض دائرة المعارف)، وتولى فيها صديقه محمد عبد القادر بافقيه الوزارة، الذي أوكل إليه دائرة العلاقات الخارجية، ومن خلالها قام بأول تواصل مع اليونسكو التي موّلت مشروع كلية التربية العليا، التي ستصير لاحقًا نواة جامعة عدن.
تجميع وثائق اليمن
في مطلع السبعينيات، انتدبه وزير الخارجية سيف الضالعي لشغل موقع المستشار الثقافي في سفارة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في لندن، ومن هناك بدأت رحلته مع تجميع الوثائق والمخطوطات والدراسات عن اليمن. ويختصر هذا العمل الجبار أستاذ التاريخ الراحل صالح باصرة بقوله:
نسخ وتصوير الوثائق البريطانية ذات العلاقة بشؤون اليمن خلال الفترة الممتدة من 1839م وحتى 1900م، والموجودة في المكتبات البريطانية ومنها المتحف البريطاني. وتوجد الأفلام الحاوية على تلك الوثائق في المكتبة الوطنية بعدن.
ترسيخ وتطوير المركز اليمني للأبحاث الثقافية والآثار والمتاحف كمؤسسة علمية أثرية تاريخية. ولعب هذا المركز خلال فترة قيادة محيرز له دورًا كبيرًا في مجالات عديدة، مثل جمع أرشيف مستعمرة عدن، وجزء من وثائق بعض السلطنات والمشيخات، وتوسيع دائرة التنقيب عن الآثار وصيانتها، وتأسيس مجموعة من المتاحف التاريخية.
المساهمة في حث منظمة اليونسكو لإدراج مدينة شبام ضمن قائمة الآثار الإنسانية ذات الاهتمام العالمي، وبالتالي الإعلان عن حملة دولية لصيانتها. وساهم الفقيد بعد ذلك في إدارة أعمال الحملة الوطنية والدولية لصيانة مدينة شبام وآثار وادي حضرموت، وعلى وجه الخصوص من خلال لجنة العمل الدولية للحملة.
تأسيس المكتبة الوطنية (مكتبة باذيب)، وكان الفقيد يطمح إلى جعل هذه المكتبة دارًا يمنية للوثائق والمخطوطات والمراجع ذات العلاقة بشؤون اليمن. وكان يمكن لهذه المكتبة أن تتطور في ذلك الاتجاه الذي رسمه لها، لكن أهواء السياسة وذاتيات القيادة المسؤولة عن شؤون الثقافة آنذاك حالت دون ذلك، وخاصة بعد فصل المكتبة عن المركز.
مراجع ومصادر
عبد الله أحمد محيرز – الأعمال الكاملة – وزارة الثقافة والسياحة، 2004
أستاذ الرياضيات وعاشق التاريخ – كتاب تأبين، 1991
هشام علي، عبد الله محيرز وثلاثية عدن – مركز عبادي، 2002
•••
محمد عبدالوهاب الشيباني
شاعر وكاتب
#خيوط
(حرف الواو مع الزاي وما إليهما)
بيت #الوزير : من الأشراف وهم أولاد محمد العفيف بن مفضل بن الحجاج وزير الإمام عبد الله بن حمزة بن سليمان ، عرف ب #الوزير ، وذرية بيت الوزير منهم الإمام العلّامة محمد بن ابراهيم #الوزير المتوفى سنة ٨٤٠ وهو صاحب التصانيف النافعة كالعواصم والقواصم في الذب عن سنّة أبي القاسم ، وله كتاب إيثار الحق على الخلق ، وغيره. ومن شعره إلى أخيه الهادي بن ابراهيم مصنّف كريمة العناصر في الذب عن سيرة الإمام الناصر ، وكتاب إزهاق التمويه ، وغير ذلك :
يا سبط إبراهيم لا تنس ما
كان عليه بالتحلي أبوك
فإن آباءك لو شاهدوا
بعض الذي تفعله أنّبوك
ما لك لا تسلك نهجا وقد
سنّ لنا فيه أبوك السلوك
وأهلنا من قبلنا طالما
عاشوا وهم فيه لحرب سلوك
فانهض إلى أوطانهم شاخصا
وارمك بها إما أردت الرموك
فوقفة في مسجد ساعة
خير لنا من ملك ملك الملوك
هذا وإن كنت امرءا عاشقا
للملك لا تنفع لديك الصكوك
وإنما تنفع من قلبه
لا يعتريه في الملوك الشكوك
واعلم بأن العز والزهد وال ...
فضل وأهل الملك طرا هلوك
وابعد عن الملك وأربابه
وإن هم يوما له أهلوك
ولا تطعهم يا شقيقي ولو
وليتهم في أمرهم أو ولوك
ولا تضع يا سيدي حلة
وحلية قد صاغها أوّلوك
لا تنظرن يوما إلى قائم
وانظر إلى ما قاله ناصحوك
وعاصهم إن كنت ذا همة
لهم وطاوعهم إذا ناصحوك
انتهى :
وأجاب السيد #الهادي بقوله :
فارق بني الدنيا وإن أكرموك
وارفض بني الملك وإن قربوك
يوما إذا ما أنت أرضيتهم
ملّوك أو أسخطتهم عاتبوك
ومثل خط فوق ماء إذا
عاتبتهم والويل إن عاتبوك
361
بيت #الوزير : من الأشراف وهم أولاد محمد العفيف بن مفضل بن الحجاج وزير الإمام عبد الله بن حمزة بن سليمان ، عرف ب #الوزير ، وذرية بيت الوزير منهم الإمام العلّامة محمد بن ابراهيم #الوزير المتوفى سنة ٨٤٠ وهو صاحب التصانيف النافعة كالعواصم والقواصم في الذب عن سنّة أبي القاسم ، وله كتاب إيثار الحق على الخلق ، وغيره. ومن شعره إلى أخيه الهادي بن ابراهيم مصنّف كريمة العناصر في الذب عن سيرة الإمام الناصر ، وكتاب إزهاق التمويه ، وغير ذلك :
يا سبط إبراهيم لا تنس ما
كان عليه بالتحلي أبوك
فإن آباءك لو شاهدوا
بعض الذي تفعله أنّبوك
ما لك لا تسلك نهجا وقد
سنّ لنا فيه أبوك السلوك
وأهلنا من قبلنا طالما
عاشوا وهم فيه لحرب سلوك
فانهض إلى أوطانهم شاخصا
وارمك بها إما أردت الرموك
فوقفة في مسجد ساعة
خير لنا من ملك ملك الملوك
هذا وإن كنت امرءا عاشقا
للملك لا تنفع لديك الصكوك
وإنما تنفع من قلبه
لا يعتريه في الملوك الشكوك
واعلم بأن العز والزهد وال ...
فضل وأهل الملك طرا هلوك
وابعد عن الملك وأربابه
وإن هم يوما له أهلوك
ولا تطعهم يا شقيقي ولو
وليتهم في أمرهم أو ولوك
ولا تضع يا سيدي حلة
وحلية قد صاغها أوّلوك
لا تنظرن يوما إلى قائم
وانظر إلى ما قاله ناصحوك
وعاصهم إن كنت ذا همة
لهم وطاوعهم إذا ناصحوك
انتهى :
وأجاب السيد #الهادي بقوله :
فارق بني الدنيا وإن أكرموك
وارفض بني الملك وإن قربوك
يوما إذا ما أنت أرضيتهم
ملّوك أو أسخطتهم عاتبوك
ومثل خط فوق ماء إذا
عاتبتهم والويل إن عاتبوك
361
"ممشوق القوام"
جوهرة #الآنسي و #العنسي
كلمات: القاضي علي بن محمد العنسي
لحن: علي بن علي الآنسي
غناء: علي بن علي الآنسي
أغنية "ممشوق القوام" التي كتب كلماتها القاضي علي بن محمد العنسي قبل أزيد من ثلاثِ مئة سنة، وغناها الفنان الراحل علي بن علي الآنسي في سبعينيات القرن الماضي، واحدةٌ من جواهر الموشح اليمني (الغناء الصنعاني) الذي لم يزل حاضرًا في وجدان الأجيال وامتداداتها الزمنية والثقافية.
تقول كلماتها:
ممشوق القوام
أفدي بروحي قوامه
باخل بالكلام لمه
بخل في كلامه
لو رد السلام
أحيا فؤادي سلامه
هل خاف الملام
ممن يطوِّل ملامه؟
يا ذاك البعيد،
يا من كوى القلب بُعده،
مضناك الوحيد
يعانيَ الوجد وحده
حيد مضناك حيد
فيه الضنا جاز حدّه
لا يطعم منام
عاشق محرم منامه
عينك خاطبت قلبي
فقال ألف أهلين
جاوب حين دعت
كأنّ عندهُ لها دين
ليت أنّه سكت
لكن تفِيضل له الحَين
يا قلبي علام
رضيت حتفك علامَهْ؟
هذه وجنتك
جمرة ولكن بقلبي
هذه مقلتك
حسام ليته رَفَق بي
ذوقني الحِمام
آه يا أنا من حِمامه
خدك ذا الأسيل
أسال دمعي بخدِّي
والطرف الكحيل
كحل عيوني بسهدي
والجفن الكليل
أكل صبري وجهدي
والريق المدام
يلعب بعقلي مُدَامِه
الله يا رشا
يعلم بأني أحبك
لكنَّ الحشا
مُحرق بتيهك وعُجبك
آهي لو تشا
أسعدت صبّك بقربك
هذا والسلام
من صبّ يهدي سلامه
الشاعر
القاضي علي بن محمد العنسي (توفي في 1139هـ)، "من الشعراء الذين يضارعون ابن شرف الدين في التعبير الرقيق عن العواطف الرقيقة. يُعدّ من عمالقة الشعر الحميني، وشعره الحميني منشور في ديوان مطبوع اسمه "وادي الدور"، نسبة إلى وادٍ ينحدر من جبال اليمن الغربية إلى منخفضات تهامة، وقصيدته تبدأ بقوله:
وا مغرد بوادي الدور من فوق الأغصان ** وا منجِّش صباباتي بترجيع الألحان
والتي يقع فيها ذكر الوادي الذي سُمِّي به الديوان. تعد عند الكثير من الأدباء اليمنيين القصيدةَ الحمينية الأولى بين قصائد الصنعاني، وربما أوحت عبارة "ترجيع الألحان" التي تقع في آخر البيت المذكور باسم ديوان آخر لشاعر آخر من عمالقة الشعر الحميني هو عبدالرحمن بن يحيى الآنسي الذي سمّى ديوانه "ترجيع الأطيار"، وللعنسي قصيدة أخرى يصب فيها شوقه العارم إلى صنعاء، وهي قصيدته التي تبدأ بقوله:
يا حلولًا ربا صنعاء اليمن ** أيّ حين يجمع الله شملنا
وقد قالها وهو في العدين القريبة من تعز، حيث كان يشغل منصب القضاء، ولكن بالرغم من شكواه المريرة من إقامته في العدين بعيدًا عن وطنه صنعاء، فإنّ شعره قد تأثّر بلغة العدين وما يجاورها، كما يلاحظ من بعض التعابير التي تتردّد في شعره"(1).
ويعدّه الباحث والفنان جابر علي أحمد، الرقمَ الحادي عشر بين أبرز شعراء الحمينية الذي على رأسهم أبوبكر عيس بن حنكاش (توفي 625هـ)، وآخرهم أحمد فضل بن علي محسن العبدلي (القمندان) (توفي 1362هـ)(2).
الفنان
وُلد الفنان علي بن علي الآنسي عام 1933م، في حي الباشا بصنعاء القديمة، وبعد ثورة 1948م الدستورية انتقل الفنان علي الآنسي مع جميع أسرته إلى مدينة تعز، حيث كانت تعز عاصمة اليمن خلال فترة حكم الإمام أحمد حميد الدين.
بدأت الاهتمامات الفنية للآنسي بالظهور في مدينة تعز منذ أن كان طالبًا في المدرسة الأحمدية في خمسينيات القرن الماضي، وقد أصبح طلاب هذه المدرسة من أوائل رجال الدولة قبل الثورة وبعدها.
امتلك الآنسي حينها أول عود أهداه إياه أحد المعجبين بفنّه، وهو المرحوم محمد السراجي، وعندما علم والده بامتلاكه عودًا في المنزل، قام بإحراقه في التنور بسطح المنزل. غير أنّ عزيمة الشاب وشغفه الكبير بالفنّ لم تثنِه عن مواصلة حلمه، فقد بدأ حياته الفنية هاويًا للفنّ، ثم محترفًا حتى وصل إلى مستوى كبار الفنانين في اليمن والوطن العربي.
أول زيارة له لمدينة عدن كانت عام 1961م، حيث تعرّف على كبار الفنّانين المشهورين في ذلك الوقت، أمثال: محمد مرشد ناجي، وفضل محمد اللحجي، وأبو بكر بالفقيه، وحسن فقيه، ومحمد صالح همشري، وأحمد يوسف الزبيدي، وغيرهم من فنّاني عدن ولحج.
وخلال هذه الزيارة أدَّى الآنسي أغنية عدنية للفنان محمد صالح همشري "اشهدوا لي على الأخضر، شل عقلي مني وأنكر"، والتي كان دائمًا يتغنّى بها، وقد تم تسجيلها لاحقًا في إذاعة صنعاء بصوت الفنان علي السِّمَة "أشهدوا لي على الأسمر".
عند قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م، انطلق صوت الآنسي يشدو بأنشودة "باسم هذا التراب والفيافي الرحاب"، كلمات: الشاعر الكبير صالح نصيب، لحن: الفنان المبدع حسن عطا، ثم سُجّلت في إذاعة صنعاء. ولقيَت صدى كبيرًا لدى الجمهور اليمني شمالًا وجنوبًا، وكانت أكبر حافزٍ لانخراط الشباب بالمقاومة الشعبية من كل مناطق اليمن، فقد ظلت نشيد الصباح في مدارس الجمهورية، حتى تم تأليف وتلحين النشيد الوطني للجمهورية العربية اليمنية آنذاك.
جوهرة #الآنسي و #العنسي
كلمات: القاضي علي بن محمد العنسي
لحن: علي بن علي الآنسي
غناء: علي بن علي الآنسي
أغنية "ممشوق القوام" التي كتب كلماتها القاضي علي بن محمد العنسي قبل أزيد من ثلاثِ مئة سنة، وغناها الفنان الراحل علي بن علي الآنسي في سبعينيات القرن الماضي، واحدةٌ من جواهر الموشح اليمني (الغناء الصنعاني) الذي لم يزل حاضرًا في وجدان الأجيال وامتداداتها الزمنية والثقافية.
تقول كلماتها:
ممشوق القوام
أفدي بروحي قوامه
باخل بالكلام لمه
بخل في كلامه
لو رد السلام
أحيا فؤادي سلامه
هل خاف الملام
ممن يطوِّل ملامه؟
يا ذاك البعيد،
يا من كوى القلب بُعده،
مضناك الوحيد
يعانيَ الوجد وحده
حيد مضناك حيد
فيه الضنا جاز حدّه
لا يطعم منام
عاشق محرم منامه
عينك خاطبت قلبي
فقال ألف أهلين
جاوب حين دعت
كأنّ عندهُ لها دين
ليت أنّه سكت
لكن تفِيضل له الحَين
يا قلبي علام
رضيت حتفك علامَهْ؟
هذه وجنتك
جمرة ولكن بقلبي
هذه مقلتك
حسام ليته رَفَق بي
ذوقني الحِمام
آه يا أنا من حِمامه
خدك ذا الأسيل
أسال دمعي بخدِّي
والطرف الكحيل
كحل عيوني بسهدي
والجفن الكليل
أكل صبري وجهدي
والريق المدام
يلعب بعقلي مُدَامِه
الله يا رشا
يعلم بأني أحبك
لكنَّ الحشا
مُحرق بتيهك وعُجبك
آهي لو تشا
أسعدت صبّك بقربك
هذا والسلام
من صبّ يهدي سلامه
الشاعر
القاضي علي بن محمد العنسي (توفي في 1139هـ)، "من الشعراء الذين يضارعون ابن شرف الدين في التعبير الرقيق عن العواطف الرقيقة. يُعدّ من عمالقة الشعر الحميني، وشعره الحميني منشور في ديوان مطبوع اسمه "وادي الدور"، نسبة إلى وادٍ ينحدر من جبال اليمن الغربية إلى منخفضات تهامة، وقصيدته تبدأ بقوله:
وا مغرد بوادي الدور من فوق الأغصان ** وا منجِّش صباباتي بترجيع الألحان
والتي يقع فيها ذكر الوادي الذي سُمِّي به الديوان. تعد عند الكثير من الأدباء اليمنيين القصيدةَ الحمينية الأولى بين قصائد الصنعاني، وربما أوحت عبارة "ترجيع الألحان" التي تقع في آخر البيت المذكور باسم ديوان آخر لشاعر آخر من عمالقة الشعر الحميني هو عبدالرحمن بن يحيى الآنسي الذي سمّى ديوانه "ترجيع الأطيار"، وللعنسي قصيدة أخرى يصب فيها شوقه العارم إلى صنعاء، وهي قصيدته التي تبدأ بقوله:
يا حلولًا ربا صنعاء اليمن ** أيّ حين يجمع الله شملنا
وقد قالها وهو في العدين القريبة من تعز، حيث كان يشغل منصب القضاء، ولكن بالرغم من شكواه المريرة من إقامته في العدين بعيدًا عن وطنه صنعاء، فإنّ شعره قد تأثّر بلغة العدين وما يجاورها، كما يلاحظ من بعض التعابير التي تتردّد في شعره"(1).
ويعدّه الباحث والفنان جابر علي أحمد، الرقمَ الحادي عشر بين أبرز شعراء الحمينية الذي على رأسهم أبوبكر عيس بن حنكاش (توفي 625هـ)، وآخرهم أحمد فضل بن علي محسن العبدلي (القمندان) (توفي 1362هـ)(2).
الفنان
وُلد الفنان علي بن علي الآنسي عام 1933م، في حي الباشا بصنعاء القديمة، وبعد ثورة 1948م الدستورية انتقل الفنان علي الآنسي مع جميع أسرته إلى مدينة تعز، حيث كانت تعز عاصمة اليمن خلال فترة حكم الإمام أحمد حميد الدين.
بدأت الاهتمامات الفنية للآنسي بالظهور في مدينة تعز منذ أن كان طالبًا في المدرسة الأحمدية في خمسينيات القرن الماضي، وقد أصبح طلاب هذه المدرسة من أوائل رجال الدولة قبل الثورة وبعدها.
امتلك الآنسي حينها أول عود أهداه إياه أحد المعجبين بفنّه، وهو المرحوم محمد السراجي، وعندما علم والده بامتلاكه عودًا في المنزل، قام بإحراقه في التنور بسطح المنزل. غير أنّ عزيمة الشاب وشغفه الكبير بالفنّ لم تثنِه عن مواصلة حلمه، فقد بدأ حياته الفنية هاويًا للفنّ، ثم محترفًا حتى وصل إلى مستوى كبار الفنانين في اليمن والوطن العربي.
أول زيارة له لمدينة عدن كانت عام 1961م، حيث تعرّف على كبار الفنّانين المشهورين في ذلك الوقت، أمثال: محمد مرشد ناجي، وفضل محمد اللحجي، وأبو بكر بالفقيه، وحسن فقيه، ومحمد صالح همشري، وأحمد يوسف الزبيدي، وغيرهم من فنّاني عدن ولحج.
وخلال هذه الزيارة أدَّى الآنسي أغنية عدنية للفنان محمد صالح همشري "اشهدوا لي على الأخضر، شل عقلي مني وأنكر"، والتي كان دائمًا يتغنّى بها، وقد تم تسجيلها لاحقًا في إذاعة صنعاء بصوت الفنان علي السِّمَة "أشهدوا لي على الأسمر".
عند قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م، انطلق صوت الآنسي يشدو بأنشودة "باسم هذا التراب والفيافي الرحاب"، كلمات: الشاعر الكبير صالح نصيب، لحن: الفنان المبدع حسن عطا، ثم سُجّلت في إذاعة صنعاء. ولقيَت صدى كبيرًا لدى الجمهور اليمني شمالًا وجنوبًا، وكانت أكبر حافزٍ لانخراط الشباب بالمقاومة الشعبية من كل مناطق اليمن، فقد ظلت نشيد الصباح في مدارس الجمهورية، حتى تم تأليف وتلحين النشيد الوطني للجمهورية العربية اليمنية آنذاك.
#إدام_القوت
طالق ، فجعلت كلّ نواة وحدها .. لم يقع) اه وذكر شرّاحه تفصيلا لا حاجة بنا إليه.
ومن #آل_سعيد : الشّيخ امبارك بن جعفر بن عمر بن عامر بن بدر بن سعيد بن عليّ بن عمر ، أبيض القلب ، مستوي السّرّ والعلانية.
ومنهم صالح بن محمّد #بن_بدر ، رجل له فكر ثاقب ، ورأي صائب ، توفّي ب #بتاوي ، ويأتي في #حصن_الحوارث ذكر محمّد بن عليّ بن عبود ، ولا يزال في آل سعيد بقيّة صالحة.
وهناك #هشيمة أخرى لآل #باوزير المشايخ ، و #منصبهم : الشّيخ كرامة بن سعيد.
ثمّ : #الخندق ، لآل سعيد والخبارين. ثمّ : #توخّري ، مساكن لآل زيمة. ثمّ : #لصف ، لآل منيباري. ثمّ : مكان #آل_حصن.
ثمّ : #مطارح ، لآل جعفر بن بدر #العوينيّين ، و #مقدّمهم : بقيّة العرب الصّميم ، #محمّد_بن_سالمين.
ثمّ : #جحورب ، لآل عامر بن محمّد من آل سعيد. ثمّ : #الحوطة ، لآل باوزير ، ومنصبهم : الشّيخ سعيد بن عليّ باوزير. ثمّ : #الجحي ، لآل جعفر بن بدر وآل سعيد بن عبد الله #الوزيريّين ، من أواخرهم : الشّيخ عليّ بن سعيد باوزير ، المتوفّى سنة (١٣٢٤ ه) ، كان رجلا صالحا ، سليم الصّدر ، مجاب الدّعوة ،
وله نوادر ؛ منها : أنّه كان راكبا مرجعه من عند #الصّيعر ، ومعه ولده صالح ، ورجل من آل جوفان يشتكي من ألم العروق ، فقال يخاطب صالح بن عليّ :
يا شيخ صالح ؛ عسى عندك دوا للعروق؟ فأجابه الشّيخ عليّ بقوله : يخرجن منّك ويلحقن الولد لي يسوق ـ لولد يسوق معهم الأغنام الّتي أهديت لهم ـ فمنّ الله على ابن جوفان بالعافية ، وأصيب ذلك الولد بالعروق في الحال.
وكان مرة بدار أحد #آل_فحيثا ، فقال : (الحمد لله ، يا ساتر على كلّ حال) ، فصادف خروج السّيّد حسن بن عبد الله #الحدّاد خارجا من بيت الخلا ، فقال :
طالق ، فجعلت كلّ نواة وحدها .. لم يقع) اه وذكر شرّاحه تفصيلا لا حاجة بنا إليه.
ومن #آل_سعيد : الشّيخ امبارك بن جعفر بن عمر بن عامر بن بدر بن سعيد بن عليّ بن عمر ، أبيض القلب ، مستوي السّرّ والعلانية.
ومنهم صالح بن محمّد #بن_بدر ، رجل له فكر ثاقب ، ورأي صائب ، توفّي ب #بتاوي ، ويأتي في #حصن_الحوارث ذكر محمّد بن عليّ بن عبود ، ولا يزال في آل سعيد بقيّة صالحة.
وهناك #هشيمة أخرى لآل #باوزير المشايخ ، و #منصبهم : الشّيخ كرامة بن سعيد.
ثمّ : #الخندق ، لآل سعيد والخبارين. ثمّ : #توخّري ، مساكن لآل زيمة. ثمّ : #لصف ، لآل منيباري. ثمّ : مكان #آل_حصن.
ثمّ : #مطارح ، لآل جعفر بن بدر #العوينيّين ، و #مقدّمهم : بقيّة العرب الصّميم ، #محمّد_بن_سالمين.
ثمّ : #جحورب ، لآل عامر بن محمّد من آل سعيد. ثمّ : #الحوطة ، لآل باوزير ، ومنصبهم : الشّيخ سعيد بن عليّ باوزير. ثمّ : #الجحي ، لآل جعفر بن بدر وآل سعيد بن عبد الله #الوزيريّين ، من أواخرهم : الشّيخ عليّ بن سعيد باوزير ، المتوفّى سنة (١٣٢٤ ه) ، كان رجلا صالحا ، سليم الصّدر ، مجاب الدّعوة ،
وله نوادر ؛ منها : أنّه كان راكبا مرجعه من عند #الصّيعر ، ومعه ولده صالح ، ورجل من آل جوفان يشتكي من ألم العروق ، فقال يخاطب صالح بن عليّ :
يا شيخ صالح ؛ عسى عندك دوا للعروق؟ فأجابه الشّيخ عليّ بقوله : يخرجن منّك ويلحقن الولد لي يسوق ـ لولد يسوق معهم الأغنام الّتي أهديت لهم ـ فمنّ الله على ابن جوفان بالعافية ، وأصيب ذلك الولد بالعروق في الحال.
وكان مرة بدار أحد #آل_فحيثا ، فقال : (الحمد لله ، يا ساتر على كلّ حال) ، فصادف خروج السّيّد حسن بن عبد الله #الحدّاد خارجا من بيت الخلا ، فقال :
وآل عبد العزيز ثلاث فرق :
آل سويد ، والصّقعان. وآل جعفر بن سويد. وآل عمر بن عليّ.
يبلغ عدد رجالهم ب #القارة سبعين رجلا ، وكان من أواخر رؤسائهم : الشّيخ لحمان بن عليّ ، وكان آل عمر بن عليّ قتلوا إباه في حرب بينهم ، ولمّا تراخت وكثر دونها عدد الأيّام .. جرت بينهم الإصلاحات على عاداتهم ، ونهنهت الأحقاد حتّى جاء في اليوم الثامن والعشرين من شعبان أحد آل عمر بن عليّ إلى عند الشّيخ لحمان في طلب الصّلح لرمضان وما بعده فلم يسعفه ، ولمّا خرج من عنده وكاد يصل إلى داره صوّب إليه بندقيّته فأرداه ، وأشاع من عشيّة يومه أنّ رمضان قد دخل ، والعرب قد يتسامح بعضهم بالقتل في اليوم التّاسع والعشرين من الشّهر ويسمّونه الفلتة ، كما بسطت الكلام عليه في «الأصل».
أمّا الثّامن والعشرون .. فلا يستحلّه أحد منهم ، وفي حين دفن المقتول من اليوم التّاسع والعشرين .. استسقى أحد آل مرعيّ ماء ، فشربه أمام النّاس ؛ ليحرّش به على الشّيخ لحمان ، وما زال رئيسا على قومه إلى أن مات فخلفه ولده عبد الله بن لحمان.
ومن آل عبد العزيز الآن : الشّيخ ناصر بن عبد الله ، رجل شهم يسكن السّواحل #الأفريقيّة.
وفي #حضرموت : الشّيخ سعيد بن محمّد ، شاعر جزل بلسانهم ، وهو الّذي أشار إلى تعيير الشّيخ عبيد صالح بن سالمين بن طالب ، لمّا توارى عن غسل العار الّذي جرّه الشّيخ عليّ بن سالم بن طالب بن يماني عليه وعلى الدّولة وعلى آل عبدات وجماعات من القبائل بقتله الماس وهم يخفرونه جنبا بجنب في سنة (١٣١٩ ه) ـ بقوله :
الهيج لي بين العدل ما ثار
سمين والذّروه كبيره
يا ريت له بيعه على جزّار
والّا على منصب عقيره
وإنّما لصق العار بعبيد صالح أكثر من لصوقه بمن سواه وفيهم الدّولة الكثيريّة ؛
552
آل سويد ، والصّقعان. وآل جعفر بن سويد. وآل عمر بن عليّ.
يبلغ عدد رجالهم ب #القارة سبعين رجلا ، وكان من أواخر رؤسائهم : الشّيخ لحمان بن عليّ ، وكان آل عمر بن عليّ قتلوا إباه في حرب بينهم ، ولمّا تراخت وكثر دونها عدد الأيّام .. جرت بينهم الإصلاحات على عاداتهم ، ونهنهت الأحقاد حتّى جاء في اليوم الثامن والعشرين من شعبان أحد آل عمر بن عليّ إلى عند الشّيخ لحمان في طلب الصّلح لرمضان وما بعده فلم يسعفه ، ولمّا خرج من عنده وكاد يصل إلى داره صوّب إليه بندقيّته فأرداه ، وأشاع من عشيّة يومه أنّ رمضان قد دخل ، والعرب قد يتسامح بعضهم بالقتل في اليوم التّاسع والعشرين من الشّهر ويسمّونه الفلتة ، كما بسطت الكلام عليه في «الأصل».
أمّا الثّامن والعشرون .. فلا يستحلّه أحد منهم ، وفي حين دفن المقتول من اليوم التّاسع والعشرين .. استسقى أحد آل مرعيّ ماء ، فشربه أمام النّاس ؛ ليحرّش به على الشّيخ لحمان ، وما زال رئيسا على قومه إلى أن مات فخلفه ولده عبد الله بن لحمان.
ومن آل عبد العزيز الآن : الشّيخ ناصر بن عبد الله ، رجل شهم يسكن السّواحل #الأفريقيّة.
وفي #حضرموت : الشّيخ سعيد بن محمّد ، شاعر جزل بلسانهم ، وهو الّذي أشار إلى تعيير الشّيخ عبيد صالح بن سالمين بن طالب ، لمّا توارى عن غسل العار الّذي جرّه الشّيخ عليّ بن سالم بن طالب بن يماني عليه وعلى الدّولة وعلى آل عبدات وجماعات من القبائل بقتله الماس وهم يخفرونه جنبا بجنب في سنة (١٣١٩ ه) ـ بقوله :
الهيج لي بين العدل ما ثار
سمين والذّروه كبيره
يا ريت له بيعه على جزّار
والّا على منصب عقيره
وإنّما لصق العار بعبيد صالح أكثر من لصوقه بمن سواه وفيهم الدّولة الكثيريّة ؛
552
المكي رحمهالله تعالى ، وقد تقدّم له مراث من شعره في بعض الفضلاء ، وكان رحمهالله فصيحا بليغا من أعيان علماء #مكة وفضلائها وكبرائها ورؤسائها وله قصيدتين عظيمتين في مدح النبي صلىاللهعليهوسلم أجاد فيها كل الإجادة عارض فيها أم القرى لكن أم القرى القصيدة التي لل #بوصيري بالضم ، وهذه بالفتح وسماها «الفتح المبين في مدح سيد المرسلين» وحيث كانت أم القرى مرفوعة والقيراطية مكسورة جعل قصيدته مفتوحة ، وما ألطفه فيها في التعبير عن ذلك بقوله ؛
فاز بالرفع مفلق لك وشى
كيف ترقى وأفحم الشعراء
وبخفض الجنان جوزي منشي
ذكر الملتقى جزاء وفاء
جئت من بعد ذا وذاك أخيرا
فلهذا نظمي على الفتح جاء
وبالجملة فإنه كان أوحد الفضلاء وبقية العلماء حسن الشعر والإنشاء.
وفيه يقول الشيخ الكبير العارف بالله محمد بن أبي الحسن البكري الصديقي من أبيات
أجل جيران بيت الله قاطبة
علما إذا وضعوا في مكة العلما
وله فيه أيضا :
أنت الذي بصفات الفضل أجمعها
في بلدة الله أولى سائر العلما
فليهن مكة بل وليهن ساكنها
وليهن أبطحها والبيت والحرما
ومن شعره الحسن أبيات الفرج التي استغاث فيها بعالي الدرج سيّد المرسلين ورسول رب العالمين :
يا رسول الله عجل بالفرج
قد تولى الكرب واشتد الحرج
يا رسول الله في جاهك بي
سعة أن ضاق بي كل نهج
قسما بالله مالاذ إمرؤ
بك في خطب رجا إلّا انبلج
كل وصف في معاليك انطوى
كل لفظ في معانيك اندرج
390
فاز بالرفع مفلق لك وشى
كيف ترقى وأفحم الشعراء
وبخفض الجنان جوزي منشي
ذكر الملتقى جزاء وفاء
جئت من بعد ذا وذاك أخيرا
فلهذا نظمي على الفتح جاء
وبالجملة فإنه كان أوحد الفضلاء وبقية العلماء حسن الشعر والإنشاء.
وفيه يقول الشيخ الكبير العارف بالله محمد بن أبي الحسن البكري الصديقي من أبيات
أجل جيران بيت الله قاطبة
علما إذا وضعوا في مكة العلما
وله فيه أيضا :
أنت الذي بصفات الفضل أجمعها
في بلدة الله أولى سائر العلما
فليهن مكة بل وليهن ساكنها
وليهن أبطحها والبيت والحرما
ومن شعره الحسن أبيات الفرج التي استغاث فيها بعالي الدرج سيّد المرسلين ورسول رب العالمين :
يا رسول الله عجل بالفرج
قد تولى الكرب واشتد الحرج
يا رسول الله في جاهك بي
سعة أن ضاق بي كل نهج
قسما بالله مالاذ إمرؤ
بك في خطب رجا إلّا انبلج
كل وصف في معاليك انطوى
كل لفظ في معانيك اندرج
390
#الزايدي و #الغادر و #الجمهورية؟
#بلال_الطيب
المشايخ المُتحولون، انتكاسة كُبرى اعترضت مَسار الثورة السبتمبرية المجيدة؛ ولولاهم ما استمر مخاضها لثمان سنوات، جمهوريون في النهار، ملكيون في الليل، وحين افتضح أمرهم؛ قاتلوا في صف من يدفع أكثر.
تحريض بريطاني
كَانت عَلاقة الإنجليز بالإمام أحمد - أواخر خمسينيات القرن الفائت - مُتوترة، وقد شَهِدتْ مَنطقة الضالع مُواجهات مُتقطعة بين الجانبين فبراير 1957م. وذكر المُؤرخ سلطان ناجي أنَّ القوات الإمامـية قامت - هناك - بَأكثر من خمسين حَادثة، وأنَّ المُواجهات - بين الجانبين - انتقلت إلى بيحان يونيو 1957م؛ وأنَّ كثيرًا من الثُوار الجَنوبيين فـي المحميات المُجاورة تَشجعوا - بَفعل ذلك - على التمرد والثورة.
ولتعزيز موقفهم، استغل الإنجليز خلافات أسـرة بيت حميد الدين على ولاية العهد، وأوعزوا لحاكم بيحان الأمير حسين بن أحمد الهَبيلـي أنْ يتواصل مع مَشايخ دهم وجهم وعبيدة والجدعان، المُوالين - أصلًا - للأمير الحسن بن الإمام يحيى، وقام عدد منهم بزيارته، وحصلوا منه على أسلحة، وقاموا فور عودتهم إلى مَناطقهم بالتمرد على الإمام أحمد. ففـي الجوف قامت مجاميع قبلية من دهم بمحاصـرة مدينة الحزم، وفـي صـرواح قام أفراد من قبيلة جهم تحت قيادة الشيخ أحمد بن علـي الزايدي بالاعتداء على المركز الحكومـي 20 سبتمبر 1957م، وطرد العامل، والحامية العسكرية. وشهدت منطقتا الجدعان وعبيدة حوادث مُشابهة.
قَدَّمَ المقدم عبد الله جزيلان خُلاصة ذلك المشهد بقوله: «قام الشيخ ناجي بن علـي الغادر والشيخ الزايدي بحركة تمرد فـي كلٍ من مأرب، والجوف.. وأظن أنَّ الإنجليز كانوا هم المُحركون لهذا التمرد، كوسيلة للضغط على الإمام..».
فور سماعه بذلك، عقد الأمير محمد البدر مجلس حرب، حضـره عددٌ من القادة العسكريين، وأشـرف بنفسه على تسيير حملتين عسكريتين، واحدة إلى صـرواح، تحت قيادة القاضـي محـمد عبد الله الشامـي، وأخرى إلى الجوف ومأرب، تحت قيادة عامل عمران إسماعيل بن حسين المدانـي، ورَافق بنفسه الحملة الأخيرة إلى ذيبين، وجعل من مدينة ريدة مَقرًا له.
كان المُقدم عبد الله جزيلان مُشاركًا فـي حملة الجوف - مأرب، وقد أفاد أنَّ القبائل المُحاصـرة لمدينة الحزم انسحبت فور وصولهم، وأنَّ الأسلحة الحديثة كان لها الدور الأبرز فـي ذلك، وأضاف: أنَّهم تحركوا فـي اليوم التالـي صوب مأرب، وأنَّهم لم يجدوا من قبيلة عبيدة أي مقاومة، باستثـناء شخصيـن قـــامــا بالتقطـع للحملة، ثـم ما لبثا أنْ سلما نفسيهما.
وخلافًا لذلك، أشارت تقارير إنجليزية أنَّ الأمير محمد البدر خَسـر من أفراد هذه الحملة حوالي 50 فردًا، وأنَّه جَرَّد القبائل المُتمردة من أسلحتها، واقتاد معه أسـرى ورهائن.
وفـي الجانب الآخر، كان الشيخ سنان أبو لحوم مُشاركًا فـي حَملة صـرواح، وأفاد أنَّ حوالي 1,000 مُقاتل خولانـي انضموا إلى تلك الحملة، وأنَّهم وصلوا جميعًا إلى مشارف صـرواح، مُعززين بالأسلحة الروسية الحديثة، وأنَّ تلك المنطقة شهدت مُواجهات متقطعة، سقط فـيها قتلى وجرحى من الجانبين، وأنَّ موقف قبيلة جهم ضعف بعد وصول حملة المداني إلى مأرب، وأنَّ الشيخ أحمد الزايدي هرب إلى بيحان، وأنَّ مشكلة الجدعان ثم عبيدة تم حلها وديًا.
لم يذكر الشيخ سنان أنَّ الشيخ ناجـي الغادر كان من قادة ذلك التمرد، واكتفى بالقول إنَّه بعد عودته من صـرواح إلى صنعاء، راجع على خروج الشيخ المذكور من السجن، وذلك بالتزامن مع وصول الشيخ أحمد الزايدي ومجاميع من قبيلة جهم إلى ذات المدينة مُعتذرين، وأضاف فـي موضع آخر: «وكان الغادر قد خرج من الحبس، وبدأ الخلاف معه حول الحسن..».
فوضى حسنية
لم تعد صُورة الإمام أحمد بعد إخماده لحَركة مارس 1955م كما كانت، تَحول فـي نَظر كثير من المُفتونين به من بَطل أسطوري إلى سَفاح سادي؛ وعَصفت به - تبعًا لذلك - الأمراض النفسية، والجسدية، وقام بعد أنْ حَسَّنَ عَلاقته بالرئيس المصـري جمال عبد الناصـر، وبعد أنْ هادن الإنجليز فـي الجنوب، قام بالتوجه إلى رُوما للعلاج.
ما أنْ غَادر مدينة تعز، ومعه حاشيته وحشد كبير من الرهائن 16 أبريل 1959م، حتى شَهدت مدينة البيضاء، ثم صنعاء، ثم تعز، ثم الحديدة، تمردات عسكرية قام بها عددٌ من أفراد الجيش النظامـي، حيث قَاموا بإحراق ومُحاصـرة مَنازل بعض المسؤولين الإماميين، وكان للأمير الحسن بن الإمام يحيى المُبعد حينها فـي نيويورك، والغاضب من حرمانه من ولاية العهد، يد فـي ذلك، وبتوصيف أدق فـي بعض تلك الحوادث.
وفي مدينة تعز، أراد جنود غاضبين تحت قيادة الملازم شـرف حسين المرونـي، اقتحام منزل القاضـي أحمد محسن الجبري بالقوة 12 يونيو 1959م، والقبض على أخيه القاضـي علـي الّذي تشاجر صبيحة ذلك اليوم مع أحد الجنود، وذلك بعد أنْ اتهمه الأخير بإجازة زواج زوجته من شخص آخر، قبل أنْ يُطلقها! وقد أسفرت تلك المُواجهات عن قتل ستة جنود، وقتل
#بلال_الطيب
المشايخ المُتحولون، انتكاسة كُبرى اعترضت مَسار الثورة السبتمبرية المجيدة؛ ولولاهم ما استمر مخاضها لثمان سنوات، جمهوريون في النهار، ملكيون في الليل، وحين افتضح أمرهم؛ قاتلوا في صف من يدفع أكثر.
تحريض بريطاني
كَانت عَلاقة الإنجليز بالإمام أحمد - أواخر خمسينيات القرن الفائت - مُتوترة، وقد شَهِدتْ مَنطقة الضالع مُواجهات مُتقطعة بين الجانبين فبراير 1957م. وذكر المُؤرخ سلطان ناجي أنَّ القوات الإمامـية قامت - هناك - بَأكثر من خمسين حَادثة، وأنَّ المُواجهات - بين الجانبين - انتقلت إلى بيحان يونيو 1957م؛ وأنَّ كثيرًا من الثُوار الجَنوبيين فـي المحميات المُجاورة تَشجعوا - بَفعل ذلك - على التمرد والثورة.
ولتعزيز موقفهم، استغل الإنجليز خلافات أسـرة بيت حميد الدين على ولاية العهد، وأوعزوا لحاكم بيحان الأمير حسين بن أحمد الهَبيلـي أنْ يتواصل مع مَشايخ دهم وجهم وعبيدة والجدعان، المُوالين - أصلًا - للأمير الحسن بن الإمام يحيى، وقام عدد منهم بزيارته، وحصلوا منه على أسلحة، وقاموا فور عودتهم إلى مَناطقهم بالتمرد على الإمام أحمد. ففـي الجوف قامت مجاميع قبلية من دهم بمحاصـرة مدينة الحزم، وفـي صـرواح قام أفراد من قبيلة جهم تحت قيادة الشيخ أحمد بن علـي الزايدي بالاعتداء على المركز الحكومـي 20 سبتمبر 1957م، وطرد العامل، والحامية العسكرية. وشهدت منطقتا الجدعان وعبيدة حوادث مُشابهة.
قَدَّمَ المقدم عبد الله جزيلان خُلاصة ذلك المشهد بقوله: «قام الشيخ ناجي بن علـي الغادر والشيخ الزايدي بحركة تمرد فـي كلٍ من مأرب، والجوف.. وأظن أنَّ الإنجليز كانوا هم المُحركون لهذا التمرد، كوسيلة للضغط على الإمام..».
فور سماعه بذلك، عقد الأمير محمد البدر مجلس حرب، حضـره عددٌ من القادة العسكريين، وأشـرف بنفسه على تسيير حملتين عسكريتين، واحدة إلى صـرواح، تحت قيادة القاضـي محـمد عبد الله الشامـي، وأخرى إلى الجوف ومأرب، تحت قيادة عامل عمران إسماعيل بن حسين المدانـي، ورَافق بنفسه الحملة الأخيرة إلى ذيبين، وجعل من مدينة ريدة مَقرًا له.
كان المُقدم عبد الله جزيلان مُشاركًا فـي حملة الجوف - مأرب، وقد أفاد أنَّ القبائل المُحاصـرة لمدينة الحزم انسحبت فور وصولهم، وأنَّ الأسلحة الحديثة كان لها الدور الأبرز فـي ذلك، وأضاف: أنَّهم تحركوا فـي اليوم التالـي صوب مأرب، وأنَّهم لم يجدوا من قبيلة عبيدة أي مقاومة، باستثـناء شخصيـن قـــامــا بالتقطـع للحملة، ثـم ما لبثا أنْ سلما نفسيهما.
وخلافًا لذلك، أشارت تقارير إنجليزية أنَّ الأمير محمد البدر خَسـر من أفراد هذه الحملة حوالي 50 فردًا، وأنَّه جَرَّد القبائل المُتمردة من أسلحتها، واقتاد معه أسـرى ورهائن.
وفـي الجانب الآخر، كان الشيخ سنان أبو لحوم مُشاركًا فـي حَملة صـرواح، وأفاد أنَّ حوالي 1,000 مُقاتل خولانـي انضموا إلى تلك الحملة، وأنَّهم وصلوا جميعًا إلى مشارف صـرواح، مُعززين بالأسلحة الروسية الحديثة، وأنَّ تلك المنطقة شهدت مُواجهات متقطعة، سقط فـيها قتلى وجرحى من الجانبين، وأنَّ موقف قبيلة جهم ضعف بعد وصول حملة المداني إلى مأرب، وأنَّ الشيخ أحمد الزايدي هرب إلى بيحان، وأنَّ مشكلة الجدعان ثم عبيدة تم حلها وديًا.
لم يذكر الشيخ سنان أنَّ الشيخ ناجـي الغادر كان من قادة ذلك التمرد، واكتفى بالقول إنَّه بعد عودته من صـرواح إلى صنعاء، راجع على خروج الشيخ المذكور من السجن، وذلك بالتزامن مع وصول الشيخ أحمد الزايدي ومجاميع من قبيلة جهم إلى ذات المدينة مُعتذرين، وأضاف فـي موضع آخر: «وكان الغادر قد خرج من الحبس، وبدأ الخلاف معه حول الحسن..».
فوضى حسنية
لم تعد صُورة الإمام أحمد بعد إخماده لحَركة مارس 1955م كما كانت، تَحول فـي نَظر كثير من المُفتونين به من بَطل أسطوري إلى سَفاح سادي؛ وعَصفت به - تبعًا لذلك - الأمراض النفسية، والجسدية، وقام بعد أنْ حَسَّنَ عَلاقته بالرئيس المصـري جمال عبد الناصـر، وبعد أنْ هادن الإنجليز فـي الجنوب، قام بالتوجه إلى رُوما للعلاج.
ما أنْ غَادر مدينة تعز، ومعه حاشيته وحشد كبير من الرهائن 16 أبريل 1959م، حتى شَهدت مدينة البيضاء، ثم صنعاء، ثم تعز، ثم الحديدة، تمردات عسكرية قام بها عددٌ من أفراد الجيش النظامـي، حيث قَاموا بإحراق ومُحاصـرة مَنازل بعض المسؤولين الإماميين، وكان للأمير الحسن بن الإمام يحيى المُبعد حينها فـي نيويورك، والغاضب من حرمانه من ولاية العهد، يد فـي ذلك، وبتوصيف أدق فـي بعض تلك الحوادث.
وفي مدينة تعز، أراد جنود غاضبين تحت قيادة الملازم شـرف حسين المرونـي، اقتحام منزل القاضـي أحمد محسن الجبري بالقوة 12 يونيو 1959م، والقبض على أخيه القاضـي علـي الّذي تشاجر صبيحة ذلك اليوم مع أحد الجنود، وذلك بعد أنْ اتهمه الأخير بإجازة زواج زوجته من شخص آخر، قبل أنْ يُطلقها! وقد أسفرت تلك المُواجهات عن قتل ستة جنود، وقتل
#جلال_القباطي
#المبادرة_الطاهرية_العشرية
القواعد "الطاهريّة" العشر لرأب الصدع في اليمن :
1- تخلّي أنصار الله عن ترويج فكرة "الإمامة" والولاء التام للولي الفقيه.
2- تخلّي الإخوان عن تسويق فكرة "الخلافة" والولاء التام لمرشد الإخوان المسلمين .
3- تخلّي المؤتمريين عن فكرة خلود الزعيم والانتقام له واعتبار اللي فات مات.
4- تخلّي الناصريين عن معتقد أن الحمدي ولي الله ووجوب الانتقام له من أنصار عفاش وبيت الأحمر والإخوان ومن كان يخطط للسفير السعودي.
5- تخلّي الإشتراكيين عن مظلوميّة 1994، وعفى الله عمّا سلف وإعادة جميع حقوق من تم تسريحهم من الجيش.
6- تخلّي السلفيين عن معتقد أن الآخرين أصحاب بِدَع يجب محاربتهم ونبش قبور أوليائهم ومنعهم من الموالد وسائر الممارسات الدينية التي يقدّسونها.
7- تخلّي الجنوبيين عن فكرة الانفصال، وواجب الانتقام ممن نهبوا أراضيهم وممتلكاتهم من النافذين الشمالين قبل وبعد 1994 وإعادة كل المنهوبات لأصحابها.
8- تخلّي أبناء حضرموت عن فكرة أنهم حضارم وليسوا يمنيين، وتخلّي سكان سُقطرى عن فكرة أنهم ما عادوا يمنيين بل صاروا إماراتيين.
9- نشر ثقافة المحبة بدل الكراهية، والتصافي بدل المحاسبة، والعفو بدل العقاب ، والتراحم بدل الانتقام، والأخوّة بدل العداء.
10- إخراج جميع القوى الأجنبية من اليمن والاحتكام لصناديق الاقتراع والالتزام بقوله تعالى : واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا، وأن يتقبل الجميع بعضهم كما هم دون فرض أي مشروع لتغييرهم . وكل واحد يصلّح سيارته.
ما سوى ذلك فأبشروا بحروب وأحقاد وضغائن وتناحر وتدخّل من قِبَل أطراف خارجية وتمزّق وصراعات لا أوّل لها ولا آخر.
#المبادرة_الطاهرية_العشرية
القواعد "الطاهريّة" العشر لرأب الصدع في اليمن :
1- تخلّي أنصار الله عن ترويج فكرة "الإمامة" والولاء التام للولي الفقيه.
2- تخلّي الإخوان عن تسويق فكرة "الخلافة" والولاء التام لمرشد الإخوان المسلمين .
3- تخلّي المؤتمريين عن فكرة خلود الزعيم والانتقام له واعتبار اللي فات مات.
4- تخلّي الناصريين عن معتقد أن الحمدي ولي الله ووجوب الانتقام له من أنصار عفاش وبيت الأحمر والإخوان ومن كان يخطط للسفير السعودي.
5- تخلّي الإشتراكيين عن مظلوميّة 1994، وعفى الله عمّا سلف وإعادة جميع حقوق من تم تسريحهم من الجيش.
6- تخلّي السلفيين عن معتقد أن الآخرين أصحاب بِدَع يجب محاربتهم ونبش قبور أوليائهم ومنعهم من الموالد وسائر الممارسات الدينية التي يقدّسونها.
7- تخلّي الجنوبيين عن فكرة الانفصال، وواجب الانتقام ممن نهبوا أراضيهم وممتلكاتهم من النافذين الشمالين قبل وبعد 1994 وإعادة كل المنهوبات لأصحابها.
8- تخلّي أبناء حضرموت عن فكرة أنهم حضارم وليسوا يمنيين، وتخلّي سكان سُقطرى عن فكرة أنهم ما عادوا يمنيين بل صاروا إماراتيين.
9- نشر ثقافة المحبة بدل الكراهية، والتصافي بدل المحاسبة، والعفو بدل العقاب ، والتراحم بدل الانتقام، والأخوّة بدل العداء.
10- إخراج جميع القوى الأجنبية من اليمن والاحتكام لصناديق الاقتراع والالتزام بقوله تعالى : واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا، وأن يتقبل الجميع بعضهم كما هم دون فرض أي مشروع لتغييرهم . وكل واحد يصلّح سيارته.
ما سوى ذلك فأبشروا بحروب وأحقاد وضغائن وتناحر وتدخّل من قِبَل أطراف خارجية وتمزّق وصراعات لا أوّل لها ولا آخر.
#بلال_الطيب
عن علاقة الشيخ عثمان
بالفضول وأيوب
بلال الطيب
كانت للشيخ محمد علي عثمان - عضو المجلس الجمهوري - اهتمامات بالغة بالفن والأدب، وتذوق الشعر، وكتابته، وقد خَلَّد - كما أفاد ولده المهندس أحمد - مكان مولده (قرية الحوية) في مَطلع قصيدة (يا بنات في الحوية) التي غناها الفنان الكبير أيوب طارش عبسي في بداية سبعينيات القرن الفائت، وهي القصيدة التي قام صديقه الشيخ يحيى منصور بن نصر بإكمالها، مع تغيير كلمة عجز البيت الثاني من (يومين) إلى (شهرين).
قال الشيخ عثمان:
يا بنـــات في الحــــوية
خَبــــِــرنـِي وقـــُـــوليـن
لـــــي قُـــداكــن بُنــــية
شُفتـــها قبــــل يوميــن
وقرية الحوية هذه تقع في قضاء الحجرية، وفيها أبصر الشيخ محمد علي عثمان النور لأول مرة 2 أبريل 1907م، وذلك أثناء عمل والده مُديرًا لمالية ذلك القضاء، مُعينًا من قبل الأتراك أثناء تواجدهم الثاني في اليمن.
كما أنَّه ولشدة تَذوق الشيخ محمد علي عثمان للشعر، كان شاعر اليمن الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان (الفضول) دائمًا ما يُسمعه أشعاره الجديدة، ويطلب حولها رأيه، وحين قرأ له هذا المقطع من غِنائية (طاب البلس):
كم يا قلوب زاورت روحي
وماشي قلب غيره وسط روحي جلس
خاطبه قائلًا: «مايسبرش هكذا، الأرواح هي اللي تتزاور، وليس الأشباح يا عبدالله»، وبسرعة بديهية غير الشاعر الفضول ذلك البيت إلى:
كم يا نجوم زاورت روحي
وماشي نجم غيره وسط روحي جلس
كان الشيخ عثمان يُعز الشاعر الفضول كثيرًا، وقد أهداه الأرضية التي بنى عليها منزله في حارة المسبح (الضربة)، واشترط عليه أنْ يكون ذلك المنزل لحبيبته ومُلهمته عزيزة النعمان، تقديرًا منه للحب الخالد الذي جمع قلبيهما، وهو المنزل الذي خلَّد شاعرنا الكبير ذكره في قصيدة (أنا مع الحب)، حيث قال:
ما احلى حبيبي وسط داري يحوم
كـــأنَّ عنـــدي كــل ضــوء النجوم
والنــهر والــزهر وقطــــــر النــدى
ورونـق الشمــــس وظـل الغيــوم
وبما أنَّ الشيء بالشيء يُذكر، فقدت شهدت مدينة تعز خلال تلك الفترة (بداية سبعينيات القرن الفائت) حراكًا فكريًا وثقافيًا مائزًا، وكانت مجالس بعض أعيان المدينة الحالمة، ومن ضمنها مجلس الشيخ عثمان أشبه بالصالونات الأدبية، إلا أنَّها لم تحظ بالاهتمام الجيد، والتوثيق اللازم، ولم يصلنا من مآثرها إلا النزر اليسير.
كان الشاعر الفضول نجم تلك المجالس، وكان دائمًا ما يفاجئ أصدقائه بأحدث إبداعاته الغنائية بصوت رفيق دربه الفنان أيوب طارش، وهي طور التلحين، ولم تكتمل جمالياتها الفنية بعد، وكان الهديل أيوب - حسب حديث صحفي - يتحسس من ذلك الموقف المُتسرع، دون أنْ يُبدي اعتراضه، احترامًا لمكانة أستاذه الفضول الذي وجد في صوته الشجي النقي ضالته.
ذات مقيل صيفي ماتع، وحسب حديث لأحد المُهتمين (التقيته قبل سنوات، ونسيت اسمه)، أسمع الشاعر الفضول الحاضرين أحدث أغانيه العاطفية: (طاب اللقاء وحبيب القلب وافي العهود)، فما كان من الشيخ محمد علي عثمان والشيخ يحيى منصور بن نصر وآخرون إلا أنْ استثاروا غيرة شاعرنا العظيم، وخاطبوه بما معناه: «بإمكان أيوب أنْ يُغني من غير كلماتك، وينجح ويشتهر، والشعراء أمثالك كُثر، فلا تحتكره لنفسك، وما دام اللحن جاهز أتركه لغيرك...».
وحسب حديث للفنان أيوب طارش، أنَّه - أي فناننا الكبير - أسمع عددًا من أعيان ومُثقفي مدينة تعز تلك الأغنية في منزل العميد عبدالكريم عبدالإله (ربما يكون هذا المقيل الأول والوحيد الذي تمت فيه مناقشة لحن تلك الأغنية، وربما يكون الثاني)، وما أنْ انتهوا من التصفيق له، والإعجاب بها، حتى انبرى الشيخ عثمان مُعاتبًا ومُداعبًا الشاعر الفضول بقوله: «لكن لاتكونش تنخط على أيوب يا عبدالله؛ كما كلماتك وقصائدك ما تطلعش ولا تحلى إلا بلحنه وصوته، وإلا ابصر إنَّ الناس ششتروها لو سجلتها بصوتك»!
كان الشيخ عثمان - حسب حديث الفنان أيوب - من أكثر المُشجعين والمحبين له، التفت إليه بعد الانتهاء من حديثه للشاعر الفضول، وخَاطبه قَائلًا: «يا أيوب خلي من يعمل قصيدة على لحنك هذا بدلًا من طاب اللقاء، وشنلتقي بعد أسبوعين هنا وشنسمعك».
ولأنَّه كان شديد الوثوق والاعتزاز بنفسه، رضخ الشاعر الفضول مُكرها لذلك التحدي، في حين تَواصل الفنان أيوب مع الشاعر أحمد الجابري، الذي كان حينها مُقيمًا في مدينة تعز، ويعمل مُديرًا تجاريًا للشركة اليمنية للصناعة والتجارة، التابعة لرجل الأعمال هائل سعيد أنعم.
لبى الشاعر أحمد الجابري الطلب من أول وهلة، وساعدته أجواء الحالمة الماطرة، وقات الجدة الصبري في استحضار أفكاره وأشواقه، وعلى وقع اللحن الأيوبي الحزين كتب رائعته الغنائية: (أشكي لمن ونجيم الصبح قلبي الولوع)، وما هي إلا أيام معدودة حتى صدح بها الهديل أيوب في حضرة الشيخ عثمان وآخرين، وكان الأخير - حسب حديث الفنان أيوب - من فرحته يقوم ويقعد، ويقول مُخاطبًا الشاعر الفضول: «هيا ابصرت
عن علاقة الشيخ عثمان
بالفضول وأيوب
بلال الطيب
كانت للشيخ محمد علي عثمان - عضو المجلس الجمهوري - اهتمامات بالغة بالفن والأدب، وتذوق الشعر، وكتابته، وقد خَلَّد - كما أفاد ولده المهندس أحمد - مكان مولده (قرية الحوية) في مَطلع قصيدة (يا بنات في الحوية) التي غناها الفنان الكبير أيوب طارش عبسي في بداية سبعينيات القرن الفائت، وهي القصيدة التي قام صديقه الشيخ يحيى منصور بن نصر بإكمالها، مع تغيير كلمة عجز البيت الثاني من (يومين) إلى (شهرين).
قال الشيخ عثمان:
يا بنـــات في الحــــوية
خَبــــِــرنـِي وقـــُـــوليـن
لـــــي قُـــداكــن بُنــــية
شُفتـــها قبــــل يوميــن
وقرية الحوية هذه تقع في قضاء الحجرية، وفيها أبصر الشيخ محمد علي عثمان النور لأول مرة 2 أبريل 1907م، وذلك أثناء عمل والده مُديرًا لمالية ذلك القضاء، مُعينًا من قبل الأتراك أثناء تواجدهم الثاني في اليمن.
كما أنَّه ولشدة تَذوق الشيخ محمد علي عثمان للشعر، كان شاعر اليمن الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان (الفضول) دائمًا ما يُسمعه أشعاره الجديدة، ويطلب حولها رأيه، وحين قرأ له هذا المقطع من غِنائية (طاب البلس):
كم يا قلوب زاورت روحي
وماشي قلب غيره وسط روحي جلس
خاطبه قائلًا: «مايسبرش هكذا، الأرواح هي اللي تتزاور، وليس الأشباح يا عبدالله»، وبسرعة بديهية غير الشاعر الفضول ذلك البيت إلى:
كم يا نجوم زاورت روحي
وماشي نجم غيره وسط روحي جلس
كان الشيخ عثمان يُعز الشاعر الفضول كثيرًا، وقد أهداه الأرضية التي بنى عليها منزله في حارة المسبح (الضربة)، واشترط عليه أنْ يكون ذلك المنزل لحبيبته ومُلهمته عزيزة النعمان، تقديرًا منه للحب الخالد الذي جمع قلبيهما، وهو المنزل الذي خلَّد شاعرنا الكبير ذكره في قصيدة (أنا مع الحب)، حيث قال:
ما احلى حبيبي وسط داري يحوم
كـــأنَّ عنـــدي كــل ضــوء النجوم
والنــهر والــزهر وقطــــــر النــدى
ورونـق الشمــــس وظـل الغيــوم
وبما أنَّ الشيء بالشيء يُذكر، فقدت شهدت مدينة تعز خلال تلك الفترة (بداية سبعينيات القرن الفائت) حراكًا فكريًا وثقافيًا مائزًا، وكانت مجالس بعض أعيان المدينة الحالمة، ومن ضمنها مجلس الشيخ عثمان أشبه بالصالونات الأدبية، إلا أنَّها لم تحظ بالاهتمام الجيد، والتوثيق اللازم، ولم يصلنا من مآثرها إلا النزر اليسير.
كان الشاعر الفضول نجم تلك المجالس، وكان دائمًا ما يفاجئ أصدقائه بأحدث إبداعاته الغنائية بصوت رفيق دربه الفنان أيوب طارش، وهي طور التلحين، ولم تكتمل جمالياتها الفنية بعد، وكان الهديل أيوب - حسب حديث صحفي - يتحسس من ذلك الموقف المُتسرع، دون أنْ يُبدي اعتراضه، احترامًا لمكانة أستاذه الفضول الذي وجد في صوته الشجي النقي ضالته.
ذات مقيل صيفي ماتع، وحسب حديث لأحد المُهتمين (التقيته قبل سنوات، ونسيت اسمه)، أسمع الشاعر الفضول الحاضرين أحدث أغانيه العاطفية: (طاب اللقاء وحبيب القلب وافي العهود)، فما كان من الشيخ محمد علي عثمان والشيخ يحيى منصور بن نصر وآخرون إلا أنْ استثاروا غيرة شاعرنا العظيم، وخاطبوه بما معناه: «بإمكان أيوب أنْ يُغني من غير كلماتك، وينجح ويشتهر، والشعراء أمثالك كُثر، فلا تحتكره لنفسك، وما دام اللحن جاهز أتركه لغيرك...».
وحسب حديث للفنان أيوب طارش، أنَّه - أي فناننا الكبير - أسمع عددًا من أعيان ومُثقفي مدينة تعز تلك الأغنية في منزل العميد عبدالكريم عبدالإله (ربما يكون هذا المقيل الأول والوحيد الذي تمت فيه مناقشة لحن تلك الأغنية، وربما يكون الثاني)، وما أنْ انتهوا من التصفيق له، والإعجاب بها، حتى انبرى الشيخ عثمان مُعاتبًا ومُداعبًا الشاعر الفضول بقوله: «لكن لاتكونش تنخط على أيوب يا عبدالله؛ كما كلماتك وقصائدك ما تطلعش ولا تحلى إلا بلحنه وصوته، وإلا ابصر إنَّ الناس ششتروها لو سجلتها بصوتك»!
كان الشيخ عثمان - حسب حديث الفنان أيوب - من أكثر المُشجعين والمحبين له، التفت إليه بعد الانتهاء من حديثه للشاعر الفضول، وخَاطبه قَائلًا: «يا أيوب خلي من يعمل قصيدة على لحنك هذا بدلًا من طاب اللقاء، وشنلتقي بعد أسبوعين هنا وشنسمعك».
ولأنَّه كان شديد الوثوق والاعتزاز بنفسه، رضخ الشاعر الفضول مُكرها لذلك التحدي، في حين تَواصل الفنان أيوب مع الشاعر أحمد الجابري، الذي كان حينها مُقيمًا في مدينة تعز، ويعمل مُديرًا تجاريًا للشركة اليمنية للصناعة والتجارة، التابعة لرجل الأعمال هائل سعيد أنعم.
لبى الشاعر أحمد الجابري الطلب من أول وهلة، وساعدته أجواء الحالمة الماطرة، وقات الجدة الصبري في استحضار أفكاره وأشواقه، وعلى وقع اللحن الأيوبي الحزين كتب رائعته الغنائية: (أشكي لمن ونجيم الصبح قلبي الولوع)، وما هي إلا أيام معدودة حتى صدح بها الهديل أيوب في حضرة الشيخ عثمان وآخرين، وكان الأخير - حسب حديث الفنان أيوب - من فرحته يقوم ويقعد، ويقول مُخاطبًا الشاعر الفضول: «هيا ابصرت
فضل المذكور وقال : ان والدك ركب في بعض الخشب وسرى هذه الساعة ، فقال الشيخ حسين : ما خرج من #الهند أصلا فتراجعا ، فقال الشيخ حسين أما علي كذا أو عليك كذا من باب البسط ، ثم اتفقا على انه ما خرج فاتفق أن أخي كتب هذه القصة في كتاب ووقع عزمه الى الهند في تلك السنة ، وكان الكتاب المذكور في صحبته فلما رآه والده قال : صدق الاثنان الشيخ حسين ومريده إلّا أن الشيخ حسين كان نظره يشرف على حقائق الأشياء وأخبرانه كان في ذلك الوقت في ذلك اليوم في ذلك الشهر عزم من احمد أباد بنية برعرب لأن الوزير وهو عماد الملك الذي كان يعوق عليه ذلك خرج في تلك السنة للصيد ، فلما كان في أثناء الطريق لحقه الوزير المذكور فصده عن ذلك ، قال : وأما قول فضل انه ركب بعض الخشب وسرى هذه الساعة فان البهيل اذا مشى به البقر يشبه سراية الخشب في البحر ، وبينما هو في بعض الليالي يسير في الطريق إذ وجد والدي رحمهالله فوقفا يتذاكران واستمرا كذلك الى الصباح ، وحكي انه قال : ما عندنا من الاعمال التي نعتمد عليها شيئا الا #ذرة من حب آل محمد صلىاللهعليهوسلم فبلغ ذلك الشيخ أحمد بن الحسين العيدروس فقال : هنيئا له هذا هو الذي عناه الشيخ أبو بكر العيدروس بقوله (١) :
لك الهنا ان حل فيك #ذرة
من حبّهم أو لاح منك خطرة
بذكرهم ما أعظم المسرة
طوبى لقلب حل حبهم فيه
وكان مولعا بكتب #الشاذلية ، وكان يميل إلى طريقتهم السنية حتى قيل فيه إنه #شاذلي زمانه ، روي ذلك عن الشيخ الكبير والولي الشهير أحمد بن سهل ، وكذا يعظم الشيخ محيي الدين ابن عربي ، ويقري كتبه ، وكان له في اقتنائها أشد عناية حتى إن كتاب «الفتوحات المكية» كان لا يوجد بحضرموت الا عنده ، ولما كتب والدي الى ولده السيد عبد الله ان يحصله له طلبه من الشيخ حسين فامتنع أولا وسأل بعض الثقات أن السيد عبد الله
______
(١) ديوان العيدروس : ١٦٧.
401
لك الهنا ان حل فيك #ذرة
من حبّهم أو لاح منك خطرة
بذكرهم ما أعظم المسرة
طوبى لقلب حل حبهم فيه
وكان مولعا بكتب #الشاذلية ، وكان يميل إلى طريقتهم السنية حتى قيل فيه إنه #شاذلي زمانه ، روي ذلك عن الشيخ الكبير والولي الشهير أحمد بن سهل ، وكذا يعظم الشيخ محيي الدين ابن عربي ، ويقري كتبه ، وكان له في اقتنائها أشد عناية حتى إن كتاب «الفتوحات المكية» كان لا يوجد بحضرموت الا عنده ، ولما كتب والدي الى ولده السيد عبد الله ان يحصله له طلبه من الشيخ حسين فامتنع أولا وسأل بعض الثقات أن السيد عبد الله
______
(١) ديوان العيدروس : ١٦٧.
401
#مجموع_بلدان_اليمن
الأربعة الذين نظم تأريخ وفاتهم بعض العلماء بقوله :
أبو حنيفة سيف مالك قطع ال
أضداد والشافعي در العلوم معه
١٥٠ ١٧٩ ٢٠٤
وأحمد رام أمرا ناله فهنا
تأريخ موتهم فاشكر لمن جمعه
٢٠٤
وعاش سيفهم ساط ومالكهم
واف وبسطته في العلم متسعة
٧٠ ٨٧
والشافعي عاش تاج في ملاطفة
وأحمد عاش عبادا لمن صنعه
٥٤ ٧٨
ومن علماء قبائل اليمن الإمام أبو عمرو #الاوزاعي إمام أهل #الشام ، ذكر في #الأوزاع ، وأبو داود السجستاني صاحب السنن واسمه سليمان بن الأشعث #الأزدي ، و #طاووس بن كيسان اليماني وقد ذكر في #الجند ، وعبد الرزاق بن همام #الصنعاني وقد ذكر في صنعاء ، ووهب بن منبه الأبناوي من علماء صنعاء ، ويحيى بن صالح #الوحاظي ذكر في وحاظه من ناحية حبيش من أعمال إبّ ، والفقيه زيد بن عبد الله #اليفاعي ذكر في ذمار وفي #يفع وهو شيخ الإمام يحيى بن أبي الخير #العمراني مصنّف البيان في فقه الشافعية ذكر في #ذي_أشرق وفي #ذي_السفال ، والحافظ أحمد بن منصور #الرمادي نسبة الى #الرمادة من قرى بلاد #تعز ، وأويس القرني #المرادي ذكر في #قرن ، وأبو مسلم #الخولاني ذكر في #خولان ، وأبو إسحق #الدبري ذكر في #دبر ، وثابت #الحزيزي ذكر في #حزيز ، وعبد الملك بن هشام #المعافري صاحب السيرة ذكر في #الحجرية إذ هي بلاد #المعافر ، والقاضي عياض #اليحصبي ، وكعب بن ماتع #الحميري المعروف ب #كعب_الأحبار ، وعمار بن ياسر #العنسي من أفاضل الصحابة ، وعمرو بن ميمون #الأودي ، وأبو إسحق السبيعي #الهمداني من التابعين ، وابراهيم بن يزيد #النخعي ، وعلقمة بن قيس #النخعي ، وفروة بن مسيك #المرادي ، وأبو موسى #الأشعري ، وجرير بن عبد الله #البجلي ، وعمرو بن معد يكرب #الزبيدي ، والأشعث بن قيس #الكندي ووايل بن حجر #الحضرمي ، وحجر بن عدي المعروف بحجر الأدبر ذكر في #حضرموت ، والأبيض بن حمال #المأربي ، والمقداد بن عمرو.
وزيد بن حارثة ذكر في #قضاعة ، وزياد بن الحارث #الصدائي ، والحارث بن الحارث #الغامدي أبو المخارق ، وأبو هريرة #الدوسي ، وعمرو بن معد
الأربعة الذين نظم تأريخ وفاتهم بعض العلماء بقوله :
أبو حنيفة سيف مالك قطع ال
أضداد والشافعي در العلوم معه
١٥٠ ١٧٩ ٢٠٤
وأحمد رام أمرا ناله فهنا
تأريخ موتهم فاشكر لمن جمعه
٢٠٤
وعاش سيفهم ساط ومالكهم
واف وبسطته في العلم متسعة
٧٠ ٨٧
والشافعي عاش تاج في ملاطفة
وأحمد عاش عبادا لمن صنعه
٥٤ ٧٨
ومن علماء قبائل اليمن الإمام أبو عمرو #الاوزاعي إمام أهل #الشام ، ذكر في #الأوزاع ، وأبو داود السجستاني صاحب السنن واسمه سليمان بن الأشعث #الأزدي ، و #طاووس بن كيسان اليماني وقد ذكر في #الجند ، وعبد الرزاق بن همام #الصنعاني وقد ذكر في صنعاء ، ووهب بن منبه الأبناوي من علماء صنعاء ، ويحيى بن صالح #الوحاظي ذكر في وحاظه من ناحية حبيش من أعمال إبّ ، والفقيه زيد بن عبد الله #اليفاعي ذكر في ذمار وفي #يفع وهو شيخ الإمام يحيى بن أبي الخير #العمراني مصنّف البيان في فقه الشافعية ذكر في #ذي_أشرق وفي #ذي_السفال ، والحافظ أحمد بن منصور #الرمادي نسبة الى #الرمادة من قرى بلاد #تعز ، وأويس القرني #المرادي ذكر في #قرن ، وأبو مسلم #الخولاني ذكر في #خولان ، وأبو إسحق #الدبري ذكر في #دبر ، وثابت #الحزيزي ذكر في #حزيز ، وعبد الملك بن هشام #المعافري صاحب السيرة ذكر في #الحجرية إذ هي بلاد #المعافر ، والقاضي عياض #اليحصبي ، وكعب بن ماتع #الحميري المعروف ب #كعب_الأحبار ، وعمار بن ياسر #العنسي من أفاضل الصحابة ، وعمرو بن ميمون #الأودي ، وأبو إسحق السبيعي #الهمداني من التابعين ، وابراهيم بن يزيد #النخعي ، وعلقمة بن قيس #النخعي ، وفروة بن مسيك #المرادي ، وأبو موسى #الأشعري ، وجرير بن عبد الله #البجلي ، وعمرو بن معد يكرب #الزبيدي ، والأشعث بن قيس #الكندي ووايل بن حجر #الحضرمي ، وحجر بن عدي المعروف بحجر الأدبر ذكر في #حضرموت ، والأبيض بن حمال #المأربي ، والمقداد بن عمرو.
وزيد بن حارثة ذكر في #قضاعة ، وزياد بن الحارث #الصدائي ، والحارث بن الحارث #الغامدي أبو المخارق ، وأبو هريرة #الدوسي ، وعمرو بن معد
#الثقافة_الشعبية #البردوني
التسع البوادر او" #الكذب_المعسبل "
هل كان لها خلفية قصصية او أحداثية ؟؟
" بدعنا القول بالكذب المعسبل
وأما الصدق ماعادله بقيه ..
وزنا القملي والثور الأشعب
وزاد القملي رجح شوية."
(هذا هو مطلع الأبيات الشعبية الشهيرة المعروفة بالبوادر )
...........
جميلة هى تلك العبارات التى تزرع الأمل في النفس البشرية المرهقة وأجمل منها تلك الكلمات الممزوجة بالطرافة وهى تحول المستحيل الى ممكن.
وما اقل نظرات آدابنا القديمة الى الغد لأن كل جيل يرى ضياعه في زمنه ويمجد الماضي ، لكن الماضي فائت والآتي غائب وليس للمرء إلا يومه .
والى مثل هذا جاء القرآن مؤكدا باكثر من موضع تغير الحال وتقلب الزمن " فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا " " وتلك الأيام نداولها بين الناس " و " إذا جاء نصر الله والفتح " نزلت قبل الفتح لتحقق ما سوف يقع. وتبرهن ايضا على تغيير الحال وتقلب الزمن عشرات الأمثال والحكايات " بعد اليوم غدوه " " الزمن مدخل مدخل " " يوم لك ويوم عليك "
قال البشاري في وصيتة قبل موته " قد ترون المتسلطين عليكم أقوى لكن الأيام تضعفهم وتقويكم فاتخذوا من تناقصهم زيادة لكم واجعلوا من أخطائهم أسلحة الى اسلحتكم فاخطاء الأقوياء أقوى أسلحة الضعفاء "
لذلك تعددت النصوص الشعبية الآملة بالغد ْ، وتعددت طرائق التعبير في إمكان المستحيل ومجئ الأهنا بعد الأسوأ،
ومن ذلك قصيدة التسع البوادر التي تصور إمكانية المستحيل في النَفس الشعبي.
والتى سميت أيضا ب"الكذب المعسبل " نسبة الى البيت الأول في هذه الأبيات الذى أضافه الشاعر عبدالله هاشم الكبسي واصبح مطلعا للقصيدة :
بدعت القول بالكذب المعسبل * لأن الصدق ما عاد له بقيه
ثم جاءت بقية الأبيات وان تعددت صيغها وظل قائلها مجهولا وبحسب المكان والزمان وتحور اللهجة الشعبية نوردها هنا كما أوردها البردوني :
ألا يا داحس الصعبي تحكّر--
كما جلده مراسب للرعيه
ضمدنا القملي والثور الأشعب--
وزاد القملي رجّح شويه
تلمنا في قذال الديك مندب--
وخلينا مفاسح للرعيه
وشدّينا على القمله بمرسب--
وتطلع في النقيل ساع المطيه
زرعنا الموز في ليله وقتب--
وزلّجناه للوالي هديه
*
وودّكنا من الفرخة مية رطل--
وقدّدنا كلاها والشويه
وغدّينا من البيضة مية راس
وبقّينا ثلثها للعشية
حلبنا من ضروع التيس دبية--
وخلينا لأولاده وقيّة
وأدخلنا الجمل من عين الأبره--
وفوقهسبعة أقداح ماربيه
عمرنا فوق قرن الثور مفرج
وديوانين ألآ يَــا فنطسية
**
ومعنى الأبيات ألا ياسالخ الصعبي ( صغير الحمار )
صون جلده لأنه سيتحول إلى حبال تشد به الرعية جمالها وهو تلميح للمستحيل لأن الحمير لا تصلح للسلخ ولا جلدها يصلح للدبغ
أما البيت الثاني يشير فيه إلى مستحيل آخر حيث يصبح القملي أعلى قامة من الثور الأشعب ( أعلى الثيران قامة)
وفي البيت الثالث يجعل قذال الديك (رأس الديك ) مزرعة واسعه (مندب يساوي عشر لبن) وفوق ذلك يترك فيه طريقا للمزارعين
أما البيت الرابع فيتصور القمله مثل الناقه توضع عليها البضائع
ويتصور في البيت الخامس أن الموز ينضج في ليلة وضحاها كما أن البيت يشير إلى الزمن التي ممكن أنه قيلت فيه الأبيات (ربما في العصر العثماني حيث كان يرسل فيه الهدايا الى الوالي)
وباقي الأبيات تواصل الحلم الشعبي فيستخرج من الفرخة أكثر من مائة رطل من الودك ( الدهن الحيواني ) وتصبح البيضة كافية لغداء اكثر من مائة رجل ويبقى منها ثلثها للعشاء ويصبح التيس كالعنزة يحلب ويولد
وفي البيت الثامن إشارة إلى المستحيل الذي ذكر مثلا في الأية الكريمة (والذين كفروا لن يدخلوا الجنه حتى يلج الجمل في سم الخياط) غير أنه يضيف إلى الجمل حموله سبعة أقداح من الملح الماربي
وفي البيت الثامن تشابه مع الخرافة التي تقول أن الأرض بنيت على قرن ثور وفيه يدل التهكم حيث يختم بقوله "ألا يا فنطسية" وفيه إشارة الى الألاعيب الفوضوية الفارغة والخرافة المستحيلة
كما ان لكل فعل باعث ولكل قول عوامل نفسية واجتماعية فربما كان وراء قول هذه الابيات قصة منسية حدثت في سنة قحط او عام جراد او في فترة وباء ، فلهذه الابيات خلفية اجتماعية ونفسية بدليل سعة انتشارها والاضافة اليها فكلما روى المتتبع لهذه الابيات بيتا روى متتبع من منطقة اخرى ابياتا مماثلة .
وبذلك تكون أغلب الموروثات الشعبية انعكاس لحالة الحياة في المجتمع التي تنشأ فيه ، وكالعادة دائما تركز على معاناة اليوم وادكار الأمس والأمل بالمستقبل وهكذا تنشأ الأمثال الشعبية والزوامل ، والشعر
أحد هذه الموروثات الشعبية .
المصدر : كتاب "الثقافة الشعبية" للبردوني
التسع البوادر او" #الكذب_المعسبل "
هل كان لها خلفية قصصية او أحداثية ؟؟
" بدعنا القول بالكذب المعسبل
وأما الصدق ماعادله بقيه ..
وزنا القملي والثور الأشعب
وزاد القملي رجح شوية."
(هذا هو مطلع الأبيات الشعبية الشهيرة المعروفة بالبوادر )
...........
جميلة هى تلك العبارات التى تزرع الأمل في النفس البشرية المرهقة وأجمل منها تلك الكلمات الممزوجة بالطرافة وهى تحول المستحيل الى ممكن.
وما اقل نظرات آدابنا القديمة الى الغد لأن كل جيل يرى ضياعه في زمنه ويمجد الماضي ، لكن الماضي فائت والآتي غائب وليس للمرء إلا يومه .
والى مثل هذا جاء القرآن مؤكدا باكثر من موضع تغير الحال وتقلب الزمن " فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا " " وتلك الأيام نداولها بين الناس " و " إذا جاء نصر الله والفتح " نزلت قبل الفتح لتحقق ما سوف يقع. وتبرهن ايضا على تغيير الحال وتقلب الزمن عشرات الأمثال والحكايات " بعد اليوم غدوه " " الزمن مدخل مدخل " " يوم لك ويوم عليك "
قال البشاري في وصيتة قبل موته " قد ترون المتسلطين عليكم أقوى لكن الأيام تضعفهم وتقويكم فاتخذوا من تناقصهم زيادة لكم واجعلوا من أخطائهم أسلحة الى اسلحتكم فاخطاء الأقوياء أقوى أسلحة الضعفاء "
لذلك تعددت النصوص الشعبية الآملة بالغد ْ، وتعددت طرائق التعبير في إمكان المستحيل ومجئ الأهنا بعد الأسوأ،
ومن ذلك قصيدة التسع البوادر التي تصور إمكانية المستحيل في النَفس الشعبي.
والتى سميت أيضا ب"الكذب المعسبل " نسبة الى البيت الأول في هذه الأبيات الذى أضافه الشاعر عبدالله هاشم الكبسي واصبح مطلعا للقصيدة :
بدعت القول بالكذب المعسبل * لأن الصدق ما عاد له بقيه
ثم جاءت بقية الأبيات وان تعددت صيغها وظل قائلها مجهولا وبحسب المكان والزمان وتحور اللهجة الشعبية نوردها هنا كما أوردها البردوني :
ألا يا داحس الصعبي تحكّر--
كما جلده مراسب للرعيه
ضمدنا القملي والثور الأشعب--
وزاد القملي رجّح شويه
تلمنا في قذال الديك مندب--
وخلينا مفاسح للرعيه
وشدّينا على القمله بمرسب--
وتطلع في النقيل ساع المطيه
زرعنا الموز في ليله وقتب--
وزلّجناه للوالي هديه
*
وودّكنا من الفرخة مية رطل--
وقدّدنا كلاها والشويه
وغدّينا من البيضة مية راس
وبقّينا ثلثها للعشية
حلبنا من ضروع التيس دبية--
وخلينا لأولاده وقيّة
وأدخلنا الجمل من عين الأبره--
وفوقهسبعة أقداح ماربيه
عمرنا فوق قرن الثور مفرج
وديوانين ألآ يَــا فنطسية
**
ومعنى الأبيات ألا ياسالخ الصعبي ( صغير الحمار )
صون جلده لأنه سيتحول إلى حبال تشد به الرعية جمالها وهو تلميح للمستحيل لأن الحمير لا تصلح للسلخ ولا جلدها يصلح للدبغ
أما البيت الثاني يشير فيه إلى مستحيل آخر حيث يصبح القملي أعلى قامة من الثور الأشعب ( أعلى الثيران قامة)
وفي البيت الثالث يجعل قذال الديك (رأس الديك ) مزرعة واسعه (مندب يساوي عشر لبن) وفوق ذلك يترك فيه طريقا للمزارعين
أما البيت الرابع فيتصور القمله مثل الناقه توضع عليها البضائع
ويتصور في البيت الخامس أن الموز ينضج في ليلة وضحاها كما أن البيت يشير إلى الزمن التي ممكن أنه قيلت فيه الأبيات (ربما في العصر العثماني حيث كان يرسل فيه الهدايا الى الوالي)
وباقي الأبيات تواصل الحلم الشعبي فيستخرج من الفرخة أكثر من مائة رطل من الودك ( الدهن الحيواني ) وتصبح البيضة كافية لغداء اكثر من مائة رجل ويبقى منها ثلثها للعشاء ويصبح التيس كالعنزة يحلب ويولد
وفي البيت الثامن إشارة إلى المستحيل الذي ذكر مثلا في الأية الكريمة (والذين كفروا لن يدخلوا الجنه حتى يلج الجمل في سم الخياط) غير أنه يضيف إلى الجمل حموله سبعة أقداح من الملح الماربي
وفي البيت الثامن تشابه مع الخرافة التي تقول أن الأرض بنيت على قرن ثور وفيه يدل التهكم حيث يختم بقوله "ألا يا فنطسية" وفيه إشارة الى الألاعيب الفوضوية الفارغة والخرافة المستحيلة
كما ان لكل فعل باعث ولكل قول عوامل نفسية واجتماعية فربما كان وراء قول هذه الابيات قصة منسية حدثت في سنة قحط او عام جراد او في فترة وباء ، فلهذه الابيات خلفية اجتماعية ونفسية بدليل سعة انتشارها والاضافة اليها فكلما روى المتتبع لهذه الابيات بيتا روى متتبع من منطقة اخرى ابياتا مماثلة .
وبذلك تكون أغلب الموروثات الشعبية انعكاس لحالة الحياة في المجتمع التي تنشأ فيه ، وكالعادة دائما تركز على معاناة اليوم وادكار الأمس والأمل بالمستقبل وهكذا تنشأ الأمثال الشعبية والزوامل ، والشعر
أحد هذه الموروثات الشعبية .
المصدر : كتاب "الثقافة الشعبية" للبردوني
عناصر #التنمية في قصة
#التبع #ذو_القرنين
✒️ عاصم بن قنان #الميسري
____
قيل ان الملك التبعي الصعب ذو القرنين عندما عثر على قوم بدائيون لايفقهون قولا، ولا يجيدون الزراعة، ولا حياكة الملابس، ولا بناء المنازل، حفاةً عراة،إتخذوا الجحور مساكن لهم.
وعلى الفور باشر ذو القرنين في جمع هؤلاء الناس، وبدأ في تعليمهم القراءة والكتابة والزراعة وبناء المنازل والسدود، لجمع المياة وصناعة الملابس.فجاء أحد القادة الدينيين إلى ذو القرنين، وقال له: ألا ندعوهم أولا لعبادة الله الواحد القهار، حتى لا نصنع الخير في غير أهله؟؟؟
فالتفت إليه ذو القرنين قائلاً: فلنستر عورتهم ونُشبع بطونهم، وبعدها سوف نتحدث عن هذا الأمر.
ومكث فيهم ذو القرنين مدة من الزمن، حتى أصبح هؤلاء الناس يجيدون اللغة والزراعة والصناعة، وأصبحوا مجتمع مختلف تماما عن ما كانوا عليه.عندها باشر ذو القرنين في جمع جنوده، وأمرهم بالاستعداد للرحيل.
وما أن سمع أهل تلك المنطقة الخبر، ذهبوا إلى ذو القرنين يسألونه عن الدين الذي يتبع، والرب الذي يعبد !!؟
فقام ذو القرنين يشرح لهم، وأخبرهم عن الله الواحد الأحد، ولم يكد ينهي حديثه، حتى آمن كل أبناء تلك القبائل برب ذو القرنين.
عندها التفت ذو القرنين إلى ذلك القائد الديني وقال له:
دع عملك وأخلاقك تحدث الناس عن دينك وما تعبد.
سؤال ...
ماهي الحكمة من رحلات ذو القرنين (الى مغرب الشمس ) و (مطلع الشمس ) و(بلاد السدين او ما بين السدين ) ماهي الحكمة من ذالك وماهي الأسباب التي مكنته من بلوغ هكذا مواقع لم يستطع احد بلوغها في الارض ولم يكتشفها مخلوق لحد يومنا هذا عندما امتثل لأمر الله ....(فأتبع سببا )
في قصة ذو القرنين التي جاءت مفصلة في أواخر سورة الكهف، نجد عناصر التنمية الأساسية واردة بصيغ مختلفة، وهي من أفضل النماذج التي تلج بنا إلى هذا الموضوع. فمن ذلك أن ذو القرنين لما بلغ (بين السدين) (الكهف: 93)، وجد قوما (لا يكادون يفقهون قولاً) (الكهف: 93) وهو الذي مكن الله تعالى له، وآتاه من كل شيء سببا.
وهنا نلاحظ التقابل بين قوم ينتمون إلى مجتمع غير نام، ورجل عظيم جاء من محيط نام عرف الكتابة والقراءة وكون لبنات الحضارة والمجتمع ببناء ثقافي تنموي تعاوني، فالقوم متصفون بصفات الضعف والوهن، والتخلف والجهل، ولم يقدروا على رد فساد يأجوج ومأجوج هذا الفساد الذي تسلط عليهم وأفسدوا أرضهم. أما الصعب ذو القرنين فقد بلغ ذروة التنميـة، فمكن الله تعالى له في الأرض، وآتاه من كل شيء سببا، أي سلطانا وطيد الدعائم ، ويسر له أسباب الحكم والفتح، وأسباب البناء والعمران، وأسباب السلطان والمتاع... وسائر ما من شأن البشر أن يمكنوا فيه في هذه الحياة.
(ثم أتبع سببا) (الكهف: 85) أي سخر ما وهب له من النعم في خدمة غايته وهدفه، ولم يضيع ذلك هباء. ومن المؤكد في علم الإدارة أن توجيه الطاقة وضبط الغاية وتحديد الأهداف هي أهم مراحل التخطيط والتخطيط الاستراتيجي، من أجل تنمية مستدامة وشاملة.
والملفت للنظر أن هؤلاء القوم كانوا يملكون الثروة، والدليل على ذلك قولهم (فهل نجعل لك خرجا) (الكهف: 94)، وكانوا يملكون اليد العاملة، لذلك أمرهم ذو القرنين بقوله (فأعينوني بقوة) (الكهف: 95)، ثم قال لهم أوان بناء السد (اتوني زبر الحديد) (الكهف: 96، ثم قال (انفخوا) (الكهف: 96، ثم قال (اتوني أفرغ عليه قطرا) (الكهف: 96) حاول ان يؤسس النواه المستدامه لهم غير أنهم يفتقرون إلى أهم أسباب التنمية على الإطلاق؛ يفتقرون إلى تمكين الله تعالى وإلى العلم والتكنولوجيا والتخطيط وإلى وضوح الغاية والأهداف.
وقراءة أولية لواقع المسلمين اليوم، وتخلفهم عن سلم الحضارة، وواقع الغرب وتمكنه، تجعلنا نفهم هذه الآيات فهما عميقا، وتجلي لنا المنهج القرآني في بناء تنمية شاملة، أساسها الإنسان الكفء والفعال، حتى وإن كان غير مالك للمادة والوسائل.
وهذا ما نقرؤه في المقارنة التي عقدها ذو القرنين بين رأس المال المعبر عنه بالخرج وبين التمكين، فقال: (ما مكني فيه ربي خير) (الكهف:95). فرغم اختيار بعض المفسرين أن هذا التمكين يقصد به المال واليسار إلا أن الصواب -والله أعلم- في توجيه معنى التمكين هو تقديمه للروح الإيمانية، والقدرة العلمية، وكذا التمكين التكنولوجي والقوة البشرية القوية اولو البأس الشديد والحكمة
إذن، فالإنسان بكل أبعاده هو محور التنمية في هذه الآيات ، واثق تماماً ان غالبيه الناس سيتركون جوهر الأمر ويتسألوا عن هوية هذا الرجل المؤمن الصالح ولان الناس في غربة معرفة الا ما اقترن بفكر الحلال والحرام شرطا" ومعيار لكل شيئ فمن واجبنا نوضح مما تعلمناه من اساتدتنا في دورة جامعة أوام التطويرية من أمتحان مادة (فلسفة التاريخ) بأشراف الدكتور /علي البكالي جاء في اول امتحان السؤال رقم (2) سأرفقه لكم مع اجابتي:
#التبع #ذو_القرنين
✒️ عاصم بن قنان #الميسري
____
قيل ان الملك التبعي الصعب ذو القرنين عندما عثر على قوم بدائيون لايفقهون قولا، ولا يجيدون الزراعة، ولا حياكة الملابس، ولا بناء المنازل، حفاةً عراة،إتخذوا الجحور مساكن لهم.
وعلى الفور باشر ذو القرنين في جمع هؤلاء الناس، وبدأ في تعليمهم القراءة والكتابة والزراعة وبناء المنازل والسدود، لجمع المياة وصناعة الملابس.فجاء أحد القادة الدينيين إلى ذو القرنين، وقال له: ألا ندعوهم أولا لعبادة الله الواحد القهار، حتى لا نصنع الخير في غير أهله؟؟؟
فالتفت إليه ذو القرنين قائلاً: فلنستر عورتهم ونُشبع بطونهم، وبعدها سوف نتحدث عن هذا الأمر.
ومكث فيهم ذو القرنين مدة من الزمن، حتى أصبح هؤلاء الناس يجيدون اللغة والزراعة والصناعة، وأصبحوا مجتمع مختلف تماما عن ما كانوا عليه.عندها باشر ذو القرنين في جمع جنوده، وأمرهم بالاستعداد للرحيل.
وما أن سمع أهل تلك المنطقة الخبر، ذهبوا إلى ذو القرنين يسألونه عن الدين الذي يتبع، والرب الذي يعبد !!؟
فقام ذو القرنين يشرح لهم، وأخبرهم عن الله الواحد الأحد، ولم يكد ينهي حديثه، حتى آمن كل أبناء تلك القبائل برب ذو القرنين.
عندها التفت ذو القرنين إلى ذلك القائد الديني وقال له:
دع عملك وأخلاقك تحدث الناس عن دينك وما تعبد.
سؤال ...
ماهي الحكمة من رحلات ذو القرنين (الى مغرب الشمس ) و (مطلع الشمس ) و(بلاد السدين او ما بين السدين ) ماهي الحكمة من ذالك وماهي الأسباب التي مكنته من بلوغ هكذا مواقع لم يستطع احد بلوغها في الارض ولم يكتشفها مخلوق لحد يومنا هذا عندما امتثل لأمر الله ....(فأتبع سببا )
في قصة ذو القرنين التي جاءت مفصلة في أواخر سورة الكهف، نجد عناصر التنمية الأساسية واردة بصيغ مختلفة، وهي من أفضل النماذج التي تلج بنا إلى هذا الموضوع. فمن ذلك أن ذو القرنين لما بلغ (بين السدين) (الكهف: 93)، وجد قوما (لا يكادون يفقهون قولاً) (الكهف: 93) وهو الذي مكن الله تعالى له، وآتاه من كل شيء سببا.
وهنا نلاحظ التقابل بين قوم ينتمون إلى مجتمع غير نام، ورجل عظيم جاء من محيط نام عرف الكتابة والقراءة وكون لبنات الحضارة والمجتمع ببناء ثقافي تنموي تعاوني، فالقوم متصفون بصفات الضعف والوهن، والتخلف والجهل، ولم يقدروا على رد فساد يأجوج ومأجوج هذا الفساد الذي تسلط عليهم وأفسدوا أرضهم. أما الصعب ذو القرنين فقد بلغ ذروة التنميـة، فمكن الله تعالى له في الأرض، وآتاه من كل شيء سببا، أي سلطانا وطيد الدعائم ، ويسر له أسباب الحكم والفتح، وأسباب البناء والعمران، وأسباب السلطان والمتاع... وسائر ما من شأن البشر أن يمكنوا فيه في هذه الحياة.
(ثم أتبع سببا) (الكهف: 85) أي سخر ما وهب له من النعم في خدمة غايته وهدفه، ولم يضيع ذلك هباء. ومن المؤكد في علم الإدارة أن توجيه الطاقة وضبط الغاية وتحديد الأهداف هي أهم مراحل التخطيط والتخطيط الاستراتيجي، من أجل تنمية مستدامة وشاملة.
والملفت للنظر أن هؤلاء القوم كانوا يملكون الثروة، والدليل على ذلك قولهم (فهل نجعل لك خرجا) (الكهف: 94)، وكانوا يملكون اليد العاملة، لذلك أمرهم ذو القرنين بقوله (فأعينوني بقوة) (الكهف: 95)، ثم قال لهم أوان بناء السد (اتوني زبر الحديد) (الكهف: 96، ثم قال (انفخوا) (الكهف: 96، ثم قال (اتوني أفرغ عليه قطرا) (الكهف: 96) حاول ان يؤسس النواه المستدامه لهم غير أنهم يفتقرون إلى أهم أسباب التنمية على الإطلاق؛ يفتقرون إلى تمكين الله تعالى وإلى العلم والتكنولوجيا والتخطيط وإلى وضوح الغاية والأهداف.
وقراءة أولية لواقع المسلمين اليوم، وتخلفهم عن سلم الحضارة، وواقع الغرب وتمكنه، تجعلنا نفهم هذه الآيات فهما عميقا، وتجلي لنا المنهج القرآني في بناء تنمية شاملة، أساسها الإنسان الكفء والفعال، حتى وإن كان غير مالك للمادة والوسائل.
وهذا ما نقرؤه في المقارنة التي عقدها ذو القرنين بين رأس المال المعبر عنه بالخرج وبين التمكين، فقال: (ما مكني فيه ربي خير) (الكهف:95). فرغم اختيار بعض المفسرين أن هذا التمكين يقصد به المال واليسار إلا أن الصواب -والله أعلم- في توجيه معنى التمكين هو تقديمه للروح الإيمانية، والقدرة العلمية، وكذا التمكين التكنولوجي والقوة البشرية القوية اولو البأس الشديد والحكمة
إذن، فالإنسان بكل أبعاده هو محور التنمية في هذه الآيات ، واثق تماماً ان غالبيه الناس سيتركون جوهر الأمر ويتسألوا عن هوية هذا الرجل المؤمن الصالح ولان الناس في غربة معرفة الا ما اقترن بفكر الحلال والحرام شرطا" ومعيار لكل شيئ فمن واجبنا نوضح مما تعلمناه من اساتدتنا في دورة جامعة أوام التطويرية من أمتحان مادة (فلسفة التاريخ) بأشراف الدكتور /علي البكالي جاء في اول امتحان السؤال رقم (2) سأرفقه لكم مع اجابتي:
وكــــــذا البسبـــاس معها قد سطــر
والريـــــاحيــــــن أتـــت واليـاسمين
دمغـــــة باســـم إعــانة حـــــربيــة
والغنـــــي المثــري بحــــاجة ربية
والــــذي قد كــــــان يمـــلك جنبـية
بــــاعها واعتـــاض عنـــها بالسكين
ثـــم قـــــالوا باطنــيـــــة يــــا تـجـار
الفــــقيـــــر منــــهم وأربــاب اليسار
أي وربي ذاك غـــــاية الحــــصــار
يتـــــركـوا المثـــري فقيــرًا بيــقين
بعد ذلك طلـبــــوا عشــــــر الجمال
مـــن ريــــاليــن إلى خمســة ريـال
افــــــزعوا النســوان منـها والعيال
ثم صـــــاحوا يـــــا أمــان الخائفين
اردفـــــوا النــحل وفيــها أشـــركوا
مالكيـــــها والــــذي لــــم يمـــلكـوا
تلف النــــاس وكـــادوا يهلــــكـــوا
يا لطيــف الطف بنا والمسلميــــن
وزكـــاة الفـــطر يبغــوها فــلـوس
قدرها أضعاف أضعاف النفوس
غمــر النــاس بهـــــا هـــم وبؤس
فتــــــراهم كـــــالسكــاري حائرين
وإذا راجـــــعت أهــانوا جــانبــي
أهــــــون الشتـم لـنــا: يا نــاصبي
مــــا درينا ما السبــب يا صاحبي
يستــــحـلـــون دمـــاء المسلـميـــن
هـــــــؤلاء القـوم أنصـار الإمـــام
استــــباحـوا كــــل أمــــوال الأنام
أخــــــذوا المـوجود حلا والحرام
ويقــــــولوا أنَّهــم متـــطــوعيــن
وسبق لمحمد بن محمد زبارة أن خاطب الإمام يحيى حميد الدين بقصيدة طويلة أسماها (الدين النصيحة)، ومنها نقتطف:
تنــاهوا تنـاهوا عـــــن عمـــوم التظالم
وتهــــوين أمـــر الظلم عـــن كل ظالم
وتغميــــــض عيـن عـــن فضــــــح آمر
هلـــــوع ولــوع بــــاقتـناص الــــدراهم
وجعل حقــــــوق المسلـــميــن مُبــــاحة
لقــــــاض وســـجـان وجنــــد وخـــــادم
حــــــرام حــــرام أنْ تكـــونـــوا ذريعة
لعمـــــالكم فــــي فعل هـــــذي الجـرائم
يسمــــــونـــها حيــــنًا مصـــارف عسكر
وحيـــنـــــًا هـــدايــــا أو بقـايا لــــــوازم
وحيـــــــــنًا إعـانـــات وحيــنًا بأجــــــرة
وحيــنًا بـــــآداب عــــلى جـــرم جــــارم
وجـــــــل نقــــــــود المســـلميـن بدوركم
بــلا دفــــتـــر فيــــــــها ولا رقـــم راقـــم
كــأن زكـــــاة المسلـــميــــــن ومــــــالهم
تــــــراث أبــــيـــــكم أحضــــرت للتقاسم
ولا تجـــهلـــــــوا نظــــم الأميــــر محمد
(سماعًا) لمـــن في عصــــره المتقـــادم
وقد أشار إلى هذا الظلم الفادح، المنافي للحق والعدل القاضي يحيى بن محمد الإرياني بقوله:
تـــأمل في الــــذي يبـــدي الـــزمان
ومــــــاذا قــــــد أتــاح بـــــه الأوان
أمـــورٌ لـــــو تــأمــلـها لبـــيـــــبٌ
بعين العـــــقـــــل حـــار لها الجنان
لقـــــد عــــــمَّ الفســاد بكــل أرض
بمــــــا لا يُستـطــاع لــــه بــــيــان
أحكم العقـل يقضي خرص زرعٍ
وقد أودى وطــــاح بــــــه الزمان
كل السبــب عسـاكر الحلالي
كما يحفظ الموروث الشعبي العديد من المهايد التي تصور تلك المُعاناة المتفاقمة، وفي أعالي جبل صبر - حيث أقطن - كان ثمة مُخمن يُدعى (عياش) - لم أجد اسمه كاملًا - اُشتهر بظلمه الشديد، ووصل به الأمر أنْ اعتبر أشجار الزرب الشوكية أشجار بُن، وأحصاها وقيدها في دفاتره على هذا الأساس، وكم عانى المواطنون جراء ذلك، وكُنَّ النساء حال مقدمه يُرددن:
هذي السنة كل المخازن أعطال
عياش خرج بكى الشيب والأطفال
أما الرجال فكانوا يهجلون:
لــــــعنــــة عـــــلى عـــيـــــــــاش
تُـــــــــوجــــــشــــه وجــــــــــاش
تنزل عظــــــامـــــه أمــــجـــــاش
وقد استجاب الله بالفعل لدعوات أولئك الرعية المظلومين، وأصيب عياش - كما تشير الذاكرة الشفهية - بمرض خطير هدَّ عظامه، وكان سبب وفاته.
وفي ناحية بلاد الطعام بمحافظة ريمة، كان هناك - كما أفاد الباحث علي حسين الزبير - مُخمن يُدعى عثمان دبش، وقد هجاه الشاعر الشعبي علي محمد جريد بقصيدة طويلة عرَّج فيها على تلك المظالم، ومن تلك القصيدة نقتطف:
يــــا الله تـــزيــــل الطــــوَّاف
طـــــــــوَّاف نــــقـمــة النـــقم
عثمــــان دبش لا قـــد مات
ولا يـــــــــــزوره نـــــــــادم
أبــــوه في المُــــــزدلفــــــات
شيـــــــطـــــان جـــاور الحرم
يُـــــــرمى بقـــعر الجمـــرات
والا بـــــــقـعـــر جــهــــنـــــم
يشتـــي ثــــلاث وأربع قات
وثــــــلاثـــــة أربـــــعــة خـدم
وعَمِّـــــــروا لـــــــه ســــــرات
ولا يــــــــــــنــــادم نــــــــــادم
عســـــــل وسمـــــن وفـــتـات
كــــبــــاش وبــــــر مُتـــــمــم
وفي الحجرية كما في ريمة، وجبل صبر تكرر ذلك الظلم، وقد اهتمت الذاكرة الشفهية بتوثيقة، ومن أهازيج تلك المنطقة المـُتداولة نقتطف:
والريـــــاحيــــــن أتـــت واليـاسمين
دمغـــــة باســـم إعــانة حـــــربيــة
والغنـــــي المثــري بحــــاجة ربية
والــــذي قد كــــــان يمـــلك جنبـية
بــــاعها واعتـــاض عنـــها بالسكين
ثـــم قـــــالوا باطنــيـــــة يــــا تـجـار
الفــــقيـــــر منــــهم وأربــاب اليسار
أي وربي ذاك غـــــاية الحــــصــار
يتـــــركـوا المثـــري فقيــرًا بيــقين
بعد ذلك طلـبــــوا عشــــــر الجمال
مـــن ريــــاليــن إلى خمســة ريـال
افــــــزعوا النســوان منـها والعيال
ثم صـــــاحوا يـــــا أمــان الخائفين
اردفـــــوا النــحل وفيــها أشـــركوا
مالكيـــــها والــــذي لــــم يمـــلكـوا
تلف النــــاس وكـــادوا يهلــــكـــوا
يا لطيــف الطف بنا والمسلميــــن
وزكـــاة الفـــطر يبغــوها فــلـوس
قدرها أضعاف أضعاف النفوس
غمــر النــاس بهـــــا هـــم وبؤس
فتــــــراهم كـــــالسكــاري حائرين
وإذا راجـــــعت أهــانوا جــانبــي
أهــــــون الشتـم لـنــا: يا نــاصبي
مــــا درينا ما السبــب يا صاحبي
يستــــحـلـــون دمـــاء المسلـميـــن
هـــــــؤلاء القـوم أنصـار الإمـــام
استــــباحـوا كــــل أمــــوال الأنام
أخــــــذوا المـوجود حلا والحرام
ويقــــــولوا أنَّهــم متـــطــوعيــن
وسبق لمحمد بن محمد زبارة أن خاطب الإمام يحيى حميد الدين بقصيدة طويلة أسماها (الدين النصيحة)، ومنها نقتطف:
تنــاهوا تنـاهوا عـــــن عمـــوم التظالم
وتهــــوين أمـــر الظلم عـــن كل ظالم
وتغميــــــض عيـن عـــن فضــــــح آمر
هلـــــوع ولــوع بــــاقتـناص الــــدراهم
وجعل حقــــــوق المسلـــميــن مُبــــاحة
لقــــــاض وســـجـان وجنــــد وخـــــادم
حــــــرام حــــرام أنْ تكـــونـــوا ذريعة
لعمـــــالكم فــــي فعل هـــــذي الجـرائم
يسمــــــونـــها حيــــنًا مصـــارف عسكر
وحيـــنـــــًا هـــدايــــا أو بقـايا لــــــوازم
وحيـــــــــنًا إعـانـــات وحيــنًا بأجــــــرة
وحيــنًا بـــــآداب عــــلى جـــرم جــــارم
وجـــــــل نقــــــــود المســـلميـن بدوركم
بــلا دفــــتـــر فيــــــــها ولا رقـــم راقـــم
كــأن زكـــــاة المسلـــميــــــن ومــــــالهم
تــــــراث أبــــيـــــكم أحضــــرت للتقاسم
ولا تجـــهلـــــــوا نظــــم الأميــــر محمد
(سماعًا) لمـــن في عصــــره المتقـــادم
وقد أشار إلى هذا الظلم الفادح، المنافي للحق والعدل القاضي يحيى بن محمد الإرياني بقوله:
تـــأمل في الــــذي يبـــدي الـــزمان
ومــــــاذا قــــــد أتــاح بـــــه الأوان
أمـــورٌ لـــــو تــأمــلـها لبـــيـــــبٌ
بعين العـــــقـــــل حـــار لها الجنان
لقـــــد عــــــمَّ الفســاد بكــل أرض
بمــــــا لا يُستـطــاع لــــه بــــيــان
أحكم العقـل يقضي خرص زرعٍ
وقد أودى وطــــاح بــــــه الزمان
كل السبــب عسـاكر الحلالي
كما يحفظ الموروث الشعبي العديد من المهايد التي تصور تلك المُعاناة المتفاقمة، وفي أعالي جبل صبر - حيث أقطن - كان ثمة مُخمن يُدعى (عياش) - لم أجد اسمه كاملًا - اُشتهر بظلمه الشديد، ووصل به الأمر أنْ اعتبر أشجار الزرب الشوكية أشجار بُن، وأحصاها وقيدها في دفاتره على هذا الأساس، وكم عانى المواطنون جراء ذلك، وكُنَّ النساء حال مقدمه يُرددن:
هذي السنة كل المخازن أعطال
عياش خرج بكى الشيب والأطفال
أما الرجال فكانوا يهجلون:
لــــــعنــــة عـــــلى عـــيـــــــــاش
تُـــــــــوجــــــشــــه وجــــــــــاش
تنزل عظــــــامـــــه أمــــجـــــاش
وقد استجاب الله بالفعل لدعوات أولئك الرعية المظلومين، وأصيب عياش - كما تشير الذاكرة الشفهية - بمرض خطير هدَّ عظامه، وكان سبب وفاته.
وفي ناحية بلاد الطعام بمحافظة ريمة، كان هناك - كما أفاد الباحث علي حسين الزبير - مُخمن يُدعى عثمان دبش، وقد هجاه الشاعر الشعبي علي محمد جريد بقصيدة طويلة عرَّج فيها على تلك المظالم، ومن تلك القصيدة نقتطف:
يــــا الله تـــزيــــل الطــــوَّاف
طـــــــــوَّاف نــــقـمــة النـــقم
عثمــــان دبش لا قـــد مات
ولا يـــــــــــزوره نـــــــــادم
أبــــوه في المُــــــزدلفــــــات
شيـــــــطـــــان جـــاور الحرم
يُـــــــرمى بقـــعر الجمـــرات
والا بـــــــقـعـــر جــهــــنـــــم
يشتـــي ثــــلاث وأربع قات
وثــــــلاثـــــة أربـــــعــة خـدم
وعَمِّـــــــروا لـــــــه ســــــرات
ولا يــــــــــــنــــادم نــــــــــادم
عســـــــل وسمـــــن وفـــتـات
كــــبــــاش وبــــــر مُتـــــمــم
وفي الحجرية كما في ريمة، وجبل صبر تكرر ذلك الظلم، وقد اهتمت الذاكرة الشفهية بتوثيقة، ومن أهازيج تلك المنطقة المـُتداولة نقتطف:
من قـــل مـــا بيده قالوا له مجنون
أرضه مــع الـدولة وسلاحه مرهون
دولة إمــــام والعـامـــــل الحـــلالي
نهبـــني المـــأمــور قُــــوت عيـالي
والحلالي - هنا - هو القاضي حسين الحلالي الآنسي، عامل الإمام يحيى على منطقة الحجرية خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الفائت، وقد تم تعيينه في ذلك المنصب في ديسمبر 1926م، فيما خلَّد الشاعر سعيد الشيباني اسمه في غنائيته الرائعة (يا نجم يا سامر فوق المصلى)، وسجل فيها أيضًا ظلمه، وأماني الرعية في التخلص منه ومن عساكره، جاء فيها:
هجرتني والقـــلب غيـر سـالي
كل السبــب عسـاكر الحلالي
بكر مـــــن التـربة غبــش يلالي
بيـــده سبيل بجيـــبه أمـر عالي
ربي استمـــع يا هادي كل حائر
دعــا الرعية شــــوقها لمـاطـــر
يسقي الجــرب يسلي الخواطـر
يُطــــهر القـــــرية من العسـاكر
قضاء مُبرم
وليت أمر الظلم توقف عند ذلك الحد، فبعد التخمين، والكشف يأتي دور بيت المال، وهي الجهة التي تحوي دفاتر تقديرات المخامنة، والكشافين، ومن خلالها تتم المُقارنة بين ما كان وما صار، وإنْ كانت تلك التقديرات أكثر من العام الماضي اعتمدوها، وإنْ كانت أقل رفضوها، وخاطبوا الرعية أنْ يسلموا ما سبق دفعه.
وإذا جادت السماء في سنة ما بغيثها، وأخرجت الأرض غلاتها بكثرة، خلافًا عن السنوات السابقة، فإنَّ الزكاة تتضاعف، وتُصبح ثابتة في الدفاتر، حتى لو تغير الحال إلى الأسوأ، وغادر الناس قراهم، وحول هذه الجزئية قال عبدالرحمن البيضاني: «وحتى إذا هاجر بعض أهالي المنطقة فرارًا من الزكاة؛ أمر الإمام بأنْ تضم أنصبتهم منها على جيرانهم، لأنَّ الإمام يريد نفس المقدار من المال»!
وخُلاصة هذه المأساة أنَّ ما تم تسجيله في الدفاتر فهو كالقضاء المُبرم الذي لا يجوز نقضه، ولا تخفيفه بحالٍ من الأحوال، حتى لو انقطع الغيث، وعمَّ الجفاف، أو جرفت السيول الأرض، أو أصيبت الزراعة بآفات قاتلة، أو غادر - كما سبق أنْ ذكرنا - الناس قُراهم!
وفي حال ما كانت تلك التقديرات مُتساوية، فيضاف لها بعض التعديلات، ويُضاف ما لا بد منه احتياطًا، على اعتبار أنَّ المخامنة قد يكونوا تهاونوا في حق بيت المال، ويلي ذلك ضم العائد، وعُشر العشر، وحق العلف، والرهينة، ثم يجري التسعير، وهو تقدير قيمة الزكوات، لأنَّها في الغالب لا تدفع عينًا؛ بل تؤخذ قيمتها نقدًا، وللمالية سعر مخصوص يختلف كثيرًا عن سعر السوق؛ بل وأكثر منه بثلاثة أضعاف، وهنا يضطر الرعوي المسكين أنْ يبيع جميع مُمتلكاته ليفي بذلك، أو يغادر أرضه فرارًا من ذلك.
ماذا نريد أنْ نفعل؟
كان الإمام يحيى دائم الاتصال والتواصل برعيته، عبر عساكرة المُتوحشين طبعًا، لا ليتفقد أحوالهم، ويُنفذ مَطالبهم، عملًا بقول - من يدعي أنَّه جده - النبي محمد صلى عليه وسلم: «كُلكم راعٍ، وكُلكم مَسؤول عن رعيته»، وإنما لكي ينهب أموالهم، ويتفنن في أذيتهم، ويُمعن في إذلالهم، عملًا بالمقولة الاستعبادية الدارجة: «جَوع كَلبك يتبعك»، وهي العبارة التي هذبها بقوله: «غبر الشميل إذا لم يُظلموا ظَلموا»!
وقد تَحدث الشاعر عبدالله البردوني عن ذلك التواصل السلبي، وصور تلك العلاقة الاستغلالية بقوله: «كان الإمام يحيى لا ينقطع عـن قرية أو منطقة إلا مدة قصيرة، فقد كان مأموروه وجنوده يمسحون البلاد طولًا وعرضًا، يتحسسون ما يجري، ويتحصلون ثمرة ما ينبت وما يتحرك، يأتي المُخمن عند بزوغ الثمرة، يليه القباض عند حصادها، يليه الكاشـف على القباض، يليه العسكري لتحصيل البواقي، يتبعه عَدَّاد المواشي، ثم مُثمر الخضر والفواكه، فيدوم اتصال الإمام بالشعب علــى طِيلــة العام، عن طريق المأمورين والعساكر، ويزيد اتصاله أعنف إذا نجمت أحداث، واحتدم شِجار».
وحين قام أحد أصدقائه - أي أصدقاء الإمام يحيى - بمُراجعته في التخفيف من جور الضرائب التي كان يَفرضها على المُواطنين، خاطبه بقوله: «هل رأيتهم يحملون البصائر ويعرضون أرضهم للبيع؟!».
وقد عَمل الأحرار الأوائل على تحسين تلك العلاقة الشائكة، وإيجاد قانون رادع ينظمها، ولو عدنا إلى أدبياتهم الحافلة بتلك المآسي، لوجدنا أنَّ رفع الظلم عن الرعية المساكين كان البند الأول في سلسلة مطالبهم الإصلاحية التي قدموها للإمام يحيى حميد الدين 1934م، ليتعمق الأستاذ أحمد محمد نعمان في ذات الأوجاع والمطالب في رسالة شهيرة أسماها (الأنـَّة الأولـى)، موجهة لـولي العهد أحمد يحيى حميد الدين 1937م، سبق وأنْ اقتطفنا فقرات منها، وأثرينا بها موضوعنا بشمول.
وقد جاء في مُقدمة تلك الأنَّة: «يا صاحب السمو، إن أشد آلام الإنسان هو الألم الذي لا يستطيع أن يشكوه فما أشد آلام رعيتكم، وما أعجزهم عن الشكوى؛ بل ما أخوفهم من الأنين والتوجع والتأوه، هؤلاء رعيتكم يناشدونكم العدل والإنصاف، فقد انقطع أملهم بعد الله إلا منكم، وقلَّ رجاؤهم إلا فيكم، فهل لكم أن تجعلوا حداً للمصائب النازلة بهم، والمظالم التي أقضت مضاجعهم، وسلبت راحتهم، وأقلقت
أرضه مــع الـدولة وسلاحه مرهون
دولة إمــــام والعـامـــــل الحـــلالي
نهبـــني المـــأمــور قُــــوت عيـالي
والحلالي - هنا - هو القاضي حسين الحلالي الآنسي، عامل الإمام يحيى على منطقة الحجرية خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الفائت، وقد تم تعيينه في ذلك المنصب في ديسمبر 1926م، فيما خلَّد الشاعر سعيد الشيباني اسمه في غنائيته الرائعة (يا نجم يا سامر فوق المصلى)، وسجل فيها أيضًا ظلمه، وأماني الرعية في التخلص منه ومن عساكره، جاء فيها:
هجرتني والقـــلب غيـر سـالي
كل السبــب عسـاكر الحلالي
بكر مـــــن التـربة غبــش يلالي
بيـــده سبيل بجيـــبه أمـر عالي
ربي استمـــع يا هادي كل حائر
دعــا الرعية شــــوقها لمـاطـــر
يسقي الجــرب يسلي الخواطـر
يُطــــهر القـــــرية من العسـاكر
قضاء مُبرم
وليت أمر الظلم توقف عند ذلك الحد، فبعد التخمين، والكشف يأتي دور بيت المال، وهي الجهة التي تحوي دفاتر تقديرات المخامنة، والكشافين، ومن خلالها تتم المُقارنة بين ما كان وما صار، وإنْ كانت تلك التقديرات أكثر من العام الماضي اعتمدوها، وإنْ كانت أقل رفضوها، وخاطبوا الرعية أنْ يسلموا ما سبق دفعه.
وإذا جادت السماء في سنة ما بغيثها، وأخرجت الأرض غلاتها بكثرة، خلافًا عن السنوات السابقة، فإنَّ الزكاة تتضاعف، وتُصبح ثابتة في الدفاتر، حتى لو تغير الحال إلى الأسوأ، وغادر الناس قراهم، وحول هذه الجزئية قال عبدالرحمن البيضاني: «وحتى إذا هاجر بعض أهالي المنطقة فرارًا من الزكاة؛ أمر الإمام بأنْ تضم أنصبتهم منها على جيرانهم، لأنَّ الإمام يريد نفس المقدار من المال»!
وخُلاصة هذه المأساة أنَّ ما تم تسجيله في الدفاتر فهو كالقضاء المُبرم الذي لا يجوز نقضه، ولا تخفيفه بحالٍ من الأحوال، حتى لو انقطع الغيث، وعمَّ الجفاف، أو جرفت السيول الأرض، أو أصيبت الزراعة بآفات قاتلة، أو غادر - كما سبق أنْ ذكرنا - الناس قُراهم!
وفي حال ما كانت تلك التقديرات مُتساوية، فيضاف لها بعض التعديلات، ويُضاف ما لا بد منه احتياطًا، على اعتبار أنَّ المخامنة قد يكونوا تهاونوا في حق بيت المال، ويلي ذلك ضم العائد، وعُشر العشر، وحق العلف، والرهينة، ثم يجري التسعير، وهو تقدير قيمة الزكوات، لأنَّها في الغالب لا تدفع عينًا؛ بل تؤخذ قيمتها نقدًا، وللمالية سعر مخصوص يختلف كثيرًا عن سعر السوق؛ بل وأكثر منه بثلاثة أضعاف، وهنا يضطر الرعوي المسكين أنْ يبيع جميع مُمتلكاته ليفي بذلك، أو يغادر أرضه فرارًا من ذلك.
ماذا نريد أنْ نفعل؟
كان الإمام يحيى دائم الاتصال والتواصل برعيته، عبر عساكرة المُتوحشين طبعًا، لا ليتفقد أحوالهم، ويُنفذ مَطالبهم، عملًا بقول - من يدعي أنَّه جده - النبي محمد صلى عليه وسلم: «كُلكم راعٍ، وكُلكم مَسؤول عن رعيته»، وإنما لكي ينهب أموالهم، ويتفنن في أذيتهم، ويُمعن في إذلالهم، عملًا بالمقولة الاستعبادية الدارجة: «جَوع كَلبك يتبعك»، وهي العبارة التي هذبها بقوله: «غبر الشميل إذا لم يُظلموا ظَلموا»!
وقد تَحدث الشاعر عبدالله البردوني عن ذلك التواصل السلبي، وصور تلك العلاقة الاستغلالية بقوله: «كان الإمام يحيى لا ينقطع عـن قرية أو منطقة إلا مدة قصيرة، فقد كان مأموروه وجنوده يمسحون البلاد طولًا وعرضًا، يتحسسون ما يجري، ويتحصلون ثمرة ما ينبت وما يتحرك، يأتي المُخمن عند بزوغ الثمرة، يليه القباض عند حصادها، يليه الكاشـف على القباض، يليه العسكري لتحصيل البواقي، يتبعه عَدَّاد المواشي، ثم مُثمر الخضر والفواكه، فيدوم اتصال الإمام بالشعب علــى طِيلــة العام، عن طريق المأمورين والعساكر، ويزيد اتصاله أعنف إذا نجمت أحداث، واحتدم شِجار».
وحين قام أحد أصدقائه - أي أصدقاء الإمام يحيى - بمُراجعته في التخفيف من جور الضرائب التي كان يَفرضها على المُواطنين، خاطبه بقوله: «هل رأيتهم يحملون البصائر ويعرضون أرضهم للبيع؟!».
وقد عَمل الأحرار الأوائل على تحسين تلك العلاقة الشائكة، وإيجاد قانون رادع ينظمها، ولو عدنا إلى أدبياتهم الحافلة بتلك المآسي، لوجدنا أنَّ رفع الظلم عن الرعية المساكين كان البند الأول في سلسلة مطالبهم الإصلاحية التي قدموها للإمام يحيى حميد الدين 1934م، ليتعمق الأستاذ أحمد محمد نعمان في ذات الأوجاع والمطالب في رسالة شهيرة أسماها (الأنـَّة الأولـى)، موجهة لـولي العهد أحمد يحيى حميد الدين 1937م، سبق وأنْ اقتطفنا فقرات منها، وأثرينا بها موضوعنا بشمول.
وقد جاء في مُقدمة تلك الأنَّة: «يا صاحب السمو، إن أشد آلام الإنسان هو الألم الذي لا يستطيع أن يشكوه فما أشد آلام رعيتكم، وما أعجزهم عن الشكوى؛ بل ما أخوفهم من الأنين والتوجع والتأوه، هؤلاء رعيتكم يناشدونكم العدل والإنصاف، فقد انقطع أملهم بعد الله إلا منكم، وقلَّ رجاؤهم إلا فيكم، فهل لكم أن تجعلوا حداً للمصائب النازلة بهم، والمظالم التي أقضت مضاجعهم، وسلبت راحتهم، وأقلقت
تسليم #يافع مدينة #تريم لسلطنة
#آل_عبدالله سنة ١٢٦٢ هـ
#أبوصلاح
انتهت السلطنة الكثيرية الأولى، وتوزعت حضرموت إلى عدد كبير من السلطات القبلية في الساحل والداخل، وكان نصيب تريم وما جاورها أكثر من خمس أو ست سلطات قبلية ودينه. [انظر تفاصيل ذلك في كتابي حضرموت والصراع الكثيري اليافعي في القرن الثالث عشر الهجري]
ففي مدينة تريم وهو المطلوب في موضوعنا هذا كانت ثلاث سلطات يافعية، وتنسب إلى فخذ يافعي واحد (البعسي) حظيت به مدينة تريم
كل إمارة لها حدود، وشعب يتبعها يسمون الرعايا لا يحملون السلاح
وهذا التقسيم في كل قرى ومدن حضرموت التي خضعت للحكم القبلي
وعاش الناس عليه قرون من الزمان حتى تمّ نسفه وتهشيمه من قواعده من أوائل القرن الرابع عشر الهجري ١٣٨٣ هـ-١٩٦٧ م.
[ انظر : بامؤمن الفكر والمجتمع ص ٤٠١ ]
. وكان الوضع السياسي والأمني في المدينة التي توزعت بين أطراف من قادة يافع العسكر على غير وئام فيما بينهم كما أشار إلى ذلك د . محمد عبد الكريم عكاشة: قال: وفي تريم وهي المركز الرئيسي للأرستقراطية الدينية العلوية اقام اليافعية لهم امارة بعد انهيار الدولة الكثيرية الثانية وانتهاء سلطانها في المدينة في سنة ١٢٥٠ هـ ١٨٣٢ م . وسيطر آل غرامة اليافعيين على القسم الأكبر من المدينة. [ قلت : حارة السوق في وسط المدينة وشرقيها حيث يوجد جامع تريم ودمون ، وآل عبد القادر في النويدرة شمال مدينة تريم ، إمارة آل بن همام الناخبي اليافعي حارة الخليف مدينة تريم ] ونشبت بينهم وبين اليافعية الآخرين صراعات داخلية ساهمت في سرعة القضاء على الوجود اليافعي .) [ قيام السلطنة القعيطية والتغلغل الاستعماري في حضرموت ص ٤٢ ] وعلق بامؤمن على هذا بقوله : ( هذا وبدلاً من أن تنجح أصوات الوعظ والتذكير والإرشاد في إنقاذ مدينة العلم والتصوف من هذه الفوضى القبلية وتخفف من معاناة السكان الذين فرقتهم الفتنة إلى حد أن صلوا الجمعة في الحارات الثلاث فقد دس المال والجاه أنفه في هذه المعاناة واورد قصة إغراء السيد الثري حسين بن عبد الرحمن بن سهل النقيب غرامة حاكم حارة السوق على ابن خاله السيد أحمد بن علي الجنيد يتهمه محاربة ابن غرامة فقام بسجنه ولم يفرج عنه إلا بفدية قدرها ٣٠٠٠ ريال فرانصة....[ الفكر والمجتمع في حضرموت ص ١٦٨].
قال صلاح بن عبد القادر البكري في كتابه الموسوم بــ(تاريخ حضرموت السياسي وكان أمير تريم الشرقية عبدالله عوض غرامة اليافعي حازماً يقظاً عالي الهمة عزيز النفس علم بحركة بعض آل كثير وتحفزهم لاسترداد ملكهم فأرسل رسالة إلى يافع في شبام ليكونوا على حذر ويستعدوا للطوارئ وعقد مع آل تميم معاهدة صداقة وولاء يستعين بهم عند مسيس الحاجة، ثم شرع يعمل للقضاء على دعوة آل كثير ولكنه توفى في تريم في السنة المذكورة [ قلت : سنة ١٢٥٥ هـ ]
وقال عنه محمد بن هاشم في كتابه (تاريخ الدولة الكثيرية ص ١٤٦ في ترجمته الشيخ عبد الله بن عوض بن أحمد غرامة: هو أمثل من اقتعد أريكة الحكم بتريم وأقواههم شوكة وأبعدهم صيتاً، وكانت قبائل آل تميم المجاورة بضواحي تريم تهابه وترتكن إليه في كثير من مهماتها، والرجل على صرامته، وفظاظته كان واسع الصدر عظيم الاحتمال لما قد يجابهه به بعض الصادعين بالحق من العلويين، وله معهم وقائع وقضايا تدل على حلمه وعقله تتناقلها الألسنة آثرنا عدم إثباتها هنا لعدم علمنا بمبلغها من الصحة.
ولما توفي الأمير عبد الله بن عوض غرامة عام ١٢٥٥هـ ودفن بمقبرة زنبل بتريم، تولى ابنه عبد القوي بن عبد الله بن غرامة وقد وصفه صلاح البكري بأنه: كان قصير النظر ضيق الفكر طائشاً مستبداً ظالماً كان مبغوضاً لدى الناس حتى لدى بعض عبيده وكان متأثراً بسلطة آل باعلوي الروحية إلى أقصى درجة؛ فاصبح صيداً سهل لخصوم أبيه العلويين وآل كثير، في ظروف تلك الفترة التي تمرُ بها يافع في حضرموت ؛ فبالرغم من جنوحه للسلم مع آل عبد الله وآل كثير ،فلم تسمح له هذه السياسة الرعناء إلا بانسحابه من مدينة تريم ، ونهاية حكم الإمارة اليافعية في مدينة تريم بعد تولي دولة آل عبد الله الكثيري زمام الأمر في المدينة. وقال صلاح البكري ص ١١٦ وكانت السياسة العلوية قد لعبت دور كحكومة الظل خلف آل كثير. وكان النبيل عبود بن سالم الكثيري[ قلت : خال السلطان غالب بن محسن الكثيري مؤسس السلطنة الكثيرية الأخيرة ١٢٦٢- ١٣٨٣ هـ] وهو من أعظم رجالات آل كثير وأكثرهم شجاعة وإقداماً يقوم بأعظم قسط من الدعاية لقومه بواسطة محسن بن علوي الصافي باعلوي وعبد الله بن عمر بن يحيى باعلوي وجعفر بن ابن شيخ السقاف باعلوي . قال عنهم صلاح البكري : وكان هؤلاء وممن يلحق بهم من آل فَقَيَّه ، وآل سبايا يتظاهرون أمام يافع بالصداقة والولاء وحسن المعشر، وكانوا رحالين بين تريم وسيؤن وشبام وملحقاتها، وحين يأتون تريم ينزلون في قصر الأمير عبد القوي بن غرامه اليافعي فيستلمهم الأمير ويحتفي بهم احتفاء عظيماً ويكرمهم إكراماً حاتمياً، ويتظاهر هؤلاء أمامه بالولاء له ولقوم
#آل_عبدالله سنة ١٢٦٢ هـ
#أبوصلاح
انتهت السلطنة الكثيرية الأولى، وتوزعت حضرموت إلى عدد كبير من السلطات القبلية في الساحل والداخل، وكان نصيب تريم وما جاورها أكثر من خمس أو ست سلطات قبلية ودينه. [انظر تفاصيل ذلك في كتابي حضرموت والصراع الكثيري اليافعي في القرن الثالث عشر الهجري]
ففي مدينة تريم وهو المطلوب في موضوعنا هذا كانت ثلاث سلطات يافعية، وتنسب إلى فخذ يافعي واحد (البعسي) حظيت به مدينة تريم
كل إمارة لها حدود، وشعب يتبعها يسمون الرعايا لا يحملون السلاح
وهذا التقسيم في كل قرى ومدن حضرموت التي خضعت للحكم القبلي
وعاش الناس عليه قرون من الزمان حتى تمّ نسفه وتهشيمه من قواعده من أوائل القرن الرابع عشر الهجري ١٣٨٣ هـ-١٩٦٧ م.
[ انظر : بامؤمن الفكر والمجتمع ص ٤٠١ ]
. وكان الوضع السياسي والأمني في المدينة التي توزعت بين أطراف من قادة يافع العسكر على غير وئام فيما بينهم كما أشار إلى ذلك د . محمد عبد الكريم عكاشة: قال: وفي تريم وهي المركز الرئيسي للأرستقراطية الدينية العلوية اقام اليافعية لهم امارة بعد انهيار الدولة الكثيرية الثانية وانتهاء سلطانها في المدينة في سنة ١٢٥٠ هـ ١٨٣٢ م . وسيطر آل غرامة اليافعيين على القسم الأكبر من المدينة. [ قلت : حارة السوق في وسط المدينة وشرقيها حيث يوجد جامع تريم ودمون ، وآل عبد القادر في النويدرة شمال مدينة تريم ، إمارة آل بن همام الناخبي اليافعي حارة الخليف مدينة تريم ] ونشبت بينهم وبين اليافعية الآخرين صراعات داخلية ساهمت في سرعة القضاء على الوجود اليافعي .) [ قيام السلطنة القعيطية والتغلغل الاستعماري في حضرموت ص ٤٢ ] وعلق بامؤمن على هذا بقوله : ( هذا وبدلاً من أن تنجح أصوات الوعظ والتذكير والإرشاد في إنقاذ مدينة العلم والتصوف من هذه الفوضى القبلية وتخفف من معاناة السكان الذين فرقتهم الفتنة إلى حد أن صلوا الجمعة في الحارات الثلاث فقد دس المال والجاه أنفه في هذه المعاناة واورد قصة إغراء السيد الثري حسين بن عبد الرحمن بن سهل النقيب غرامة حاكم حارة السوق على ابن خاله السيد أحمد بن علي الجنيد يتهمه محاربة ابن غرامة فقام بسجنه ولم يفرج عنه إلا بفدية قدرها ٣٠٠٠ ريال فرانصة....[ الفكر والمجتمع في حضرموت ص ١٦٨].
قال صلاح بن عبد القادر البكري في كتابه الموسوم بــ(تاريخ حضرموت السياسي وكان أمير تريم الشرقية عبدالله عوض غرامة اليافعي حازماً يقظاً عالي الهمة عزيز النفس علم بحركة بعض آل كثير وتحفزهم لاسترداد ملكهم فأرسل رسالة إلى يافع في شبام ليكونوا على حذر ويستعدوا للطوارئ وعقد مع آل تميم معاهدة صداقة وولاء يستعين بهم عند مسيس الحاجة، ثم شرع يعمل للقضاء على دعوة آل كثير ولكنه توفى في تريم في السنة المذكورة [ قلت : سنة ١٢٥٥ هـ ]
وقال عنه محمد بن هاشم في كتابه (تاريخ الدولة الكثيرية ص ١٤٦ في ترجمته الشيخ عبد الله بن عوض بن أحمد غرامة: هو أمثل من اقتعد أريكة الحكم بتريم وأقواههم شوكة وأبعدهم صيتاً، وكانت قبائل آل تميم المجاورة بضواحي تريم تهابه وترتكن إليه في كثير من مهماتها، والرجل على صرامته، وفظاظته كان واسع الصدر عظيم الاحتمال لما قد يجابهه به بعض الصادعين بالحق من العلويين، وله معهم وقائع وقضايا تدل على حلمه وعقله تتناقلها الألسنة آثرنا عدم إثباتها هنا لعدم علمنا بمبلغها من الصحة.
ولما توفي الأمير عبد الله بن عوض غرامة عام ١٢٥٥هـ ودفن بمقبرة زنبل بتريم، تولى ابنه عبد القوي بن عبد الله بن غرامة وقد وصفه صلاح البكري بأنه: كان قصير النظر ضيق الفكر طائشاً مستبداً ظالماً كان مبغوضاً لدى الناس حتى لدى بعض عبيده وكان متأثراً بسلطة آل باعلوي الروحية إلى أقصى درجة؛ فاصبح صيداً سهل لخصوم أبيه العلويين وآل كثير، في ظروف تلك الفترة التي تمرُ بها يافع في حضرموت ؛ فبالرغم من جنوحه للسلم مع آل عبد الله وآل كثير ،فلم تسمح له هذه السياسة الرعناء إلا بانسحابه من مدينة تريم ، ونهاية حكم الإمارة اليافعية في مدينة تريم بعد تولي دولة آل عبد الله الكثيري زمام الأمر في المدينة. وقال صلاح البكري ص ١١٦ وكانت السياسة العلوية قد لعبت دور كحكومة الظل خلف آل كثير. وكان النبيل عبود بن سالم الكثيري[ قلت : خال السلطان غالب بن محسن الكثيري مؤسس السلطنة الكثيرية الأخيرة ١٢٦٢- ١٣٨٣ هـ] وهو من أعظم رجالات آل كثير وأكثرهم شجاعة وإقداماً يقوم بأعظم قسط من الدعاية لقومه بواسطة محسن بن علوي الصافي باعلوي وعبد الله بن عمر بن يحيى باعلوي وجعفر بن ابن شيخ السقاف باعلوي . قال عنهم صلاح البكري : وكان هؤلاء وممن يلحق بهم من آل فَقَيَّه ، وآل سبايا يتظاهرون أمام يافع بالصداقة والولاء وحسن المعشر، وكانوا رحالين بين تريم وسيؤن وشبام وملحقاتها، وحين يأتون تريم ينزلون في قصر الأمير عبد القوي بن غرامه اليافعي فيستلمهم الأمير ويحتفي بهم احتفاء عظيماً ويكرمهم إكراماً حاتمياً، ويتظاهر هؤلاء أمامه بالولاء له ولقوم
#أحمد_الصنعاني
نكتب عن مرحله من مراحل التعليم في اليمن في عصر الاحتلال العثماني في الحمله الثانيه من سنه 1389 الى سنه 11337هجريه حينما وجد الاتراك ان التعليم في اليمن يعزز الروح الوطنيه اراد ولاة الحمله التركيه. بنا مدارس بصنعاء يغلب عليها النظام التركي افتتح الوالي حسن تحسين حلمي بصنعا. المدرسه الرشديه لتخرج الموظفين ولاعداد الراغبين الى الترقي الى دار المعلمين. وكانت تقع المدرسه الرشديه في حاره خضير كما كانت تقع دار المعلمين. في شمال البكيريه وكانت المدرسه الرشديه لابناء الذوات من الاتراك واليمنين اما دار المعلمين فقد اراد الوالي ان يتخذها بديلا عن حلقات العلم في الجوامع فكانت تدرس فيها مقادير من الفقه السني الى جانب النظام التركي وقد خرجت المدرسه الرشديه عددا من الكتبة والمحاسبين كما اخرجت دار المعلمين عددا من اساتذه الابتدائيه ومن الشيوخ منهم سيدنا محمد زيدان وسيدنا محمد دلال وسيدنا محمد تقي
وصاحب هذه الترجمة انه الاستاذ الفاضل الفقيه العلامة صفي الاسلام أحمد بن محمد بن أحمد زايد #الصنعاني، المولود في محروس #صنعاء حاره #القاسمي احدى حارات حي #السرار الشرقي في يوم 25رمضان سنة 1308هـ، نشأ في حجر والده من اسره فضل وصلاح أخذ عن والده، وعن علماء عصره في فنون العلوم من النحو والصـرف والعربية والتفسير والفقه والفروع والأصول والقراءات ثم التحق بمدرسه دار المعلمين ودرس فيها حتى حصل على الشهاده منها واخذ فيها من علم التاريخ والحساب والجغرافيا والمحفوظات ِ..، وغيرها ثم بعد تخرجه منها ، عمل مدرساً مع والده في المدرسة #الرشدية #التركية بصنعاء، ثم مدرساً بمدرسة #دار_الأيتام ب #صنعاء، ثم مديراً لمكتب #مناخة العلمي، ثم مديراً لمكتب #زبيد العلمي، ثم مديراً لمكتب #الجوزة، ودار عمرو ب #سنحان، وخطيباً بمسجدها، ثم عين مديراً للمكتب العلمي #المتوكلي ب #صعدة، تخرج عليه العديد من طلبة العلم، وحصل بخطه كثيراً من الكتب،
ألف كتاب ( #الخُطب )، قال في مقدمته: "جعلته على جميع السنة"، وقرظه خطيب جامع صنعاء العلامة محمد بن حسن #دلال في 24 ذي القعدة سنة 1343هـ بقوله: "الحمد لله رب العالمين .. قد طالعت هذا المجموع النفيس الذي جمعه من كتب الخُطب الولد الأجل الصفي أحمد بن شيخ كتاب الله العزي محمد بن أحمد زايد أنالهم الله جميعاً أجزل ثوابه، فرأيته سهل العبارات، واضح الإشارات، كافلاً بما يلزم في الوعظ والتذكير من أحاسن الخطابات ...إلخ".
ومن محمود صفاته تواضعه والمامه بالحوادث في عصر #الاتراك. وتمكنه من اللغه التركيه ولطفه وحسن ادارته في التعليم
توفي صاحب الترجمه في عصر الامام احمد في سنه 1960 م تغشاه الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته. تنويه الى جانب صوره المترجم له شهادته عندما تخرج قبل مائه عام من دار المعلمين التركيه مصدر ترجمته من حفيده الاستاذ ابراهيم زايد ....
كتبه ؛
حافظ حسين #الاعرج
نكتب عن مرحله من مراحل التعليم في اليمن في عصر الاحتلال العثماني في الحمله الثانيه من سنه 1389 الى سنه 11337هجريه حينما وجد الاتراك ان التعليم في اليمن يعزز الروح الوطنيه اراد ولاة الحمله التركيه. بنا مدارس بصنعاء يغلب عليها النظام التركي افتتح الوالي حسن تحسين حلمي بصنعا. المدرسه الرشديه لتخرج الموظفين ولاعداد الراغبين الى الترقي الى دار المعلمين. وكانت تقع المدرسه الرشديه في حاره خضير كما كانت تقع دار المعلمين. في شمال البكيريه وكانت المدرسه الرشديه لابناء الذوات من الاتراك واليمنين اما دار المعلمين فقد اراد الوالي ان يتخذها بديلا عن حلقات العلم في الجوامع فكانت تدرس فيها مقادير من الفقه السني الى جانب النظام التركي وقد خرجت المدرسه الرشديه عددا من الكتبة والمحاسبين كما اخرجت دار المعلمين عددا من اساتذه الابتدائيه ومن الشيوخ منهم سيدنا محمد زيدان وسيدنا محمد دلال وسيدنا محمد تقي
وصاحب هذه الترجمة انه الاستاذ الفاضل الفقيه العلامة صفي الاسلام أحمد بن محمد بن أحمد زايد #الصنعاني، المولود في محروس #صنعاء حاره #القاسمي احدى حارات حي #السرار الشرقي في يوم 25رمضان سنة 1308هـ، نشأ في حجر والده من اسره فضل وصلاح أخذ عن والده، وعن علماء عصره في فنون العلوم من النحو والصـرف والعربية والتفسير والفقه والفروع والأصول والقراءات ثم التحق بمدرسه دار المعلمين ودرس فيها حتى حصل على الشهاده منها واخذ فيها من علم التاريخ والحساب والجغرافيا والمحفوظات ِ..، وغيرها ثم بعد تخرجه منها ، عمل مدرساً مع والده في المدرسة #الرشدية #التركية بصنعاء، ثم مدرساً بمدرسة #دار_الأيتام ب #صنعاء، ثم مديراً لمكتب #مناخة العلمي، ثم مديراً لمكتب #زبيد العلمي، ثم مديراً لمكتب #الجوزة، ودار عمرو ب #سنحان، وخطيباً بمسجدها، ثم عين مديراً للمكتب العلمي #المتوكلي ب #صعدة، تخرج عليه العديد من طلبة العلم، وحصل بخطه كثيراً من الكتب،
ألف كتاب ( #الخُطب )، قال في مقدمته: "جعلته على جميع السنة"، وقرظه خطيب جامع صنعاء العلامة محمد بن حسن #دلال في 24 ذي القعدة سنة 1343هـ بقوله: "الحمد لله رب العالمين .. قد طالعت هذا المجموع النفيس الذي جمعه من كتب الخُطب الولد الأجل الصفي أحمد بن شيخ كتاب الله العزي محمد بن أحمد زايد أنالهم الله جميعاً أجزل ثوابه، فرأيته سهل العبارات، واضح الإشارات، كافلاً بما يلزم في الوعظ والتذكير من أحاسن الخطابات ...إلخ".
ومن محمود صفاته تواضعه والمامه بالحوادث في عصر #الاتراك. وتمكنه من اللغه التركيه ولطفه وحسن ادارته في التعليم
توفي صاحب الترجمه في عصر الامام احمد في سنه 1960 م تغشاه الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته. تنويه الى جانب صوره المترجم له شهادته عندما تخرج قبل مائه عام من دار المعلمين التركيه مصدر ترجمته من حفيده الاستاذ ابراهيم زايد ....
كتبه ؛
حافظ حسين #الاعرج