#الوحدة_الكبرى
طموح الكبار وحلم الأقيال وهدف النبلاء وهفو العرب الأقحاح ...
اما الاقزاااام ... فهم في مستنقع التمزق الآسن يتلذذون بالتعفن المخزي .. ع مر التاريخ
لَبَّيك وازدحمت على الأبوابِ
صبواتُ أعيادٍ وعُرس تصابي
لبَّيك يا بن العُرب أبدَع دربُنا
فتنَ الجمالِ المُسكرِ الخلّابِ
فتبرَّجت فيهِ المباهج ُمثلما
تتبرّج الغادات للعُــــزّابِ
واخضرّت الأشواق فيه والمنى
كالزهر حول الجدول المنسابِ
ومضى به زحف العروبةِ والدُنا
ترنو، وتهتف عاد فجر شبابي
إنّا زرعناهُ منىً وجماجمـــــاً
فنَمَا وأخصب أجود الإخصابِ
ويُحدّق التاريخُ فيهِ كأنّهً
يتلو البطولةَ مِن سطورِ كتابِ
*
عاد التقاء العُرب فاهتف يا أخي
للفجر، وارقص حول شدو ربابي
واشرب كؤوسك واسقني نخب اللّقا
واسكب بقايا الدّنّ في أكوابي
هٰذي الهُتافاتُ السكارى والمُنى
حولي تناديني إلى الأنخابِ
خلفي وقُدّامي هُتاف مواكبٍ
وهوى يُزغرد في شفاهِ كِعابِ
والزَّهرُ يهمس في الرياض كأنّهُ
أشعارُ حبٍّ في أرقِّ عتابِ
والجوّ من حولي يُرنحه الصدى
فيهيم كالمسحورة المطرابِ
والريح ألحان تهازج سيرنا
والشهبُ أكوابٌ من الأطيابِ
إنّا توحّدنا هوىً ومصائراً
وتلاقتِ الأحباب بالأحبابِ
أترى ديار العُرب كيف تضافرت
فكأنّ "صنعا" في "دمشق" روابي
وكأنّ "مصرَ" "وسوريّا" في "مأربٍ "
علمٌ وفي "صنعا" أعــــــــــــزُّ قبابِ
لاقى الشقيقُ شقيقهُ، فاسألهما
كيف التلاقي بعد طول غيابِ؟
*
اليوم ألقى في "دمشق" بني أبي
وأبُثُّ أهلي في الكنانةِ ما بي
وأبُثّ أجدادي بني غسّان في
ربوات "جِلَّقَ" محنتي وعذابي
وأهيم والأنسام تنشر ذكرهم
حولي فتنضح بالعطور ثيابي
وأهزّ في تُرب "المعرّة" شاعراً
مثلي: توحَّد خطبُهُ ومصابي
وأعود أسأل "جِلَّقاً" عن عهدها
"بأميّةٍ" وبفتحِها الغلّابِ
صورٌ من الماضي تُهامس خاطري
كتهامسِ العشّاقِ بالأهدابِ
*
دعني أُغَرِّد فالعُروبةُ روضتي
ورِحابُ موطِنِها الكبيرِ رحابي
"فدمشقُ" بُستاني "ومصرُ" جداولي
وشِعابُ "مكَّةَ" مسرحي وشعابي
وسماءُ "لُبنانٍ" سماي وموردي
"بَردى" و"دجلةُ" و"الفراتُ" شرابي
وديارُ "عمّانٍ" دياري أهلُها
أهلي وأصحابُ "العراقِ" صِحابي
بل إخوتي ودمُ "الرشيدِ" يفور في
أعصابِهم ويضجُّ في أعصابي
*
شعبُ "العراقِ" وإن أطال سكوتَهُ
فسُكوتُهُ الإنذارُ للإرهابِ
سل عنهُ، سل عبد الإله وفيصلاً
يبلغك صرعُهما أتمَّ جوابِ
لن يخفضَ الهاماتِ للطاغي ولم
تخضع رؤوسُ القومِ للأذنابِ
وطنُ العروبةِ موطني أعيادُهُ
عيدي، وشكوى إخوتي أوصابي
فاترك جناحي حيثُ يهوى يحتضن
جوَّ العروبةِ جِيئتي وذهابي
يا ابنَ العروبةِ شُدّ في كفّي يداً
ننفض غبارَ الذُلِّ والأتعابِ
فهُنا .. هُنا اليمنُ الخصيبُ مقابرٌ
ودمٌ مُباحٌ واحتشادُ ذئابِ
ذَكّره بالماضي عسى يبني على
أضوائِهِ مجداً أعزَّ جنابِ
ذَكِّرهُ بالتاريخ واذكر أنّهُ
شعبُ الحضارةِ مشرقُ الأحسابِ
صنع الحضارةَ والعوالمُ نُوَّمٌ
والدهرَ طِفلٌ في مهود ترابُِ
ومشى على قمم الدهور إلى العُلا
وبني الصروحَ على ربى الأحقابِ
وهدى السبيلَ إلى الحضارةِ والدُّنا
في التيهِ لم تحلم بلمح شهابِ
فمتى يفيقُ على الشروق ويومُهُ
يبدو ويخفى كالشعاعِ الخابي
*
يا شعبُ مزّق كلّ طاغٍ وانتزع
عن سارقيك مهابة الأربابِ
واحذر رجالاً كالوحوش كسوتَهم
خِلعاً من "الأجواخِ" والألقابِ
خنقوا البلادَ وجورُهم وعتوُّهُم
كُلُّ الصوابِ وفصلُ كلِّ خطابِ
لم يحسبوا للشعب لكن عندهُ
للعابثين بهِ أشدُّ حسابِ
صمتُ الشعوبِ على الطُغاةِ وعُنفِهِم
صمتُ الصواعقِ في بطونِ سحابِ
فاحذر رجالاً كالوحوشِ هُمومُهم
سلبُ الحِمى والفخرُ بالأسلابِ
شَهِدوا تقدُّمَكَ السريعَ فأسرعوا
يتراجعون بهِ على الأعقابِ
لم يُحسنوا صِدقاً ولا كذِباً سِوى
حيلِ الغبيِّ وخدعةِ المُتغابي
*
قُلْ لِلإمامِ: وإن تحفّزَ سيفهُ
أعوانُكَ الأخيارُ شرُّ ذِئابِ
يومونَ عندكَ بالسجودِ وعندنا
يومونَ بالأظفارِ والأنيابِ
هُم في كراسيهم قياصرةٌ وهُم
عِند الأميرِ عجائزُ المِحرابِ
يتملَّقون ويَبلغون إلى العُلا
بِخِداعِهم وبأخبثِ الأسبابِ
مِن كُلِّ معسولِ النفاقِ كأنّهُ
حَسْنا تُتاجر في الهوى وتُرابي
وغداً سيحترقونَ في وهَجِ السَّنا
وكأنّهم كانوا خِداعَ سرابِ
وتفيقُ "صنعاءُ" الجديد على الهدى
والوحدةُ الكُبرى على الأبوابِ
#البردوني
قصيدة "زحف العروبة"
#في_طريق_الفجر
طموح الكبار وحلم الأقيال وهدف النبلاء وهفو العرب الأقحاح ...
اما الاقزاااام ... فهم في مستنقع التمزق الآسن يتلذذون بالتعفن المخزي .. ع مر التاريخ
لَبَّيك وازدحمت على الأبوابِ
صبواتُ أعيادٍ وعُرس تصابي
لبَّيك يا بن العُرب أبدَع دربُنا
فتنَ الجمالِ المُسكرِ الخلّابِ
فتبرَّجت فيهِ المباهج ُمثلما
تتبرّج الغادات للعُــــزّابِ
واخضرّت الأشواق فيه والمنى
كالزهر حول الجدول المنسابِ
ومضى به زحف العروبةِ والدُنا
ترنو، وتهتف عاد فجر شبابي
إنّا زرعناهُ منىً وجماجمـــــاً
فنَمَا وأخصب أجود الإخصابِ
ويُحدّق التاريخُ فيهِ كأنّهً
يتلو البطولةَ مِن سطورِ كتابِ
*
عاد التقاء العُرب فاهتف يا أخي
للفجر، وارقص حول شدو ربابي
واشرب كؤوسك واسقني نخب اللّقا
واسكب بقايا الدّنّ في أكوابي
هٰذي الهُتافاتُ السكارى والمُنى
حولي تناديني إلى الأنخابِ
خلفي وقُدّامي هُتاف مواكبٍ
وهوى يُزغرد في شفاهِ كِعابِ
والزَّهرُ يهمس في الرياض كأنّهُ
أشعارُ حبٍّ في أرقِّ عتابِ
والجوّ من حولي يُرنحه الصدى
فيهيم كالمسحورة المطرابِ
والريح ألحان تهازج سيرنا
والشهبُ أكوابٌ من الأطيابِ
إنّا توحّدنا هوىً ومصائراً
وتلاقتِ الأحباب بالأحبابِ
أترى ديار العُرب كيف تضافرت
فكأنّ "صنعا" في "دمشق" روابي
وكأنّ "مصرَ" "وسوريّا" في "مأربٍ "
علمٌ وفي "صنعا" أعــــــــــــزُّ قبابِ
لاقى الشقيقُ شقيقهُ، فاسألهما
كيف التلاقي بعد طول غيابِ؟
*
اليوم ألقى في "دمشق" بني أبي
وأبُثُّ أهلي في الكنانةِ ما بي
وأبُثّ أجدادي بني غسّان في
ربوات "جِلَّقَ" محنتي وعذابي
وأهيم والأنسام تنشر ذكرهم
حولي فتنضح بالعطور ثيابي
وأهزّ في تُرب "المعرّة" شاعراً
مثلي: توحَّد خطبُهُ ومصابي
وأعود أسأل "جِلَّقاً" عن عهدها
"بأميّةٍ" وبفتحِها الغلّابِ
صورٌ من الماضي تُهامس خاطري
كتهامسِ العشّاقِ بالأهدابِ
*
دعني أُغَرِّد فالعُروبةُ روضتي
ورِحابُ موطِنِها الكبيرِ رحابي
"فدمشقُ" بُستاني "ومصرُ" جداولي
وشِعابُ "مكَّةَ" مسرحي وشعابي
وسماءُ "لُبنانٍ" سماي وموردي
"بَردى" و"دجلةُ" و"الفراتُ" شرابي
وديارُ "عمّانٍ" دياري أهلُها
أهلي وأصحابُ "العراقِ" صِحابي
بل إخوتي ودمُ "الرشيدِ" يفور في
أعصابِهم ويضجُّ في أعصابي
*
شعبُ "العراقِ" وإن أطال سكوتَهُ
فسُكوتُهُ الإنذارُ للإرهابِ
سل عنهُ، سل عبد الإله وفيصلاً
يبلغك صرعُهما أتمَّ جوابِ
لن يخفضَ الهاماتِ للطاغي ولم
تخضع رؤوسُ القومِ للأذنابِ
وطنُ العروبةِ موطني أعيادُهُ
عيدي، وشكوى إخوتي أوصابي
فاترك جناحي حيثُ يهوى يحتضن
جوَّ العروبةِ جِيئتي وذهابي
يا ابنَ العروبةِ شُدّ في كفّي يداً
ننفض غبارَ الذُلِّ والأتعابِ
فهُنا .. هُنا اليمنُ الخصيبُ مقابرٌ
ودمٌ مُباحٌ واحتشادُ ذئابِ
ذَكّره بالماضي عسى يبني على
أضوائِهِ مجداً أعزَّ جنابِ
ذَكِّرهُ بالتاريخ واذكر أنّهُ
شعبُ الحضارةِ مشرقُ الأحسابِ
صنع الحضارةَ والعوالمُ نُوَّمٌ
والدهرَ طِفلٌ في مهود ترابُِ
ومشى على قمم الدهور إلى العُلا
وبني الصروحَ على ربى الأحقابِ
وهدى السبيلَ إلى الحضارةِ والدُّنا
في التيهِ لم تحلم بلمح شهابِ
فمتى يفيقُ على الشروق ويومُهُ
يبدو ويخفى كالشعاعِ الخابي
*
يا شعبُ مزّق كلّ طاغٍ وانتزع
عن سارقيك مهابة الأربابِ
واحذر رجالاً كالوحوش كسوتَهم
خِلعاً من "الأجواخِ" والألقابِ
خنقوا البلادَ وجورُهم وعتوُّهُم
كُلُّ الصوابِ وفصلُ كلِّ خطابِ
لم يحسبوا للشعب لكن عندهُ
للعابثين بهِ أشدُّ حسابِ
صمتُ الشعوبِ على الطُغاةِ وعُنفِهِم
صمتُ الصواعقِ في بطونِ سحابِ
فاحذر رجالاً كالوحوشِ هُمومُهم
سلبُ الحِمى والفخرُ بالأسلابِ
شَهِدوا تقدُّمَكَ السريعَ فأسرعوا
يتراجعون بهِ على الأعقابِ
لم يُحسنوا صِدقاً ولا كذِباً سِوى
حيلِ الغبيِّ وخدعةِ المُتغابي
*
قُلْ لِلإمامِ: وإن تحفّزَ سيفهُ
أعوانُكَ الأخيارُ شرُّ ذِئابِ
يومونَ عندكَ بالسجودِ وعندنا
يومونَ بالأظفارِ والأنيابِ
هُم في كراسيهم قياصرةٌ وهُم
عِند الأميرِ عجائزُ المِحرابِ
يتملَّقون ويَبلغون إلى العُلا
بِخِداعِهم وبأخبثِ الأسبابِ
مِن كُلِّ معسولِ النفاقِ كأنّهُ
حَسْنا تُتاجر في الهوى وتُرابي
وغداً سيحترقونَ في وهَجِ السَّنا
وكأنّهم كانوا خِداعَ سرابِ
وتفيقُ "صنعاءُ" الجديد على الهدى
والوحدةُ الكُبرى على الأبوابِ
#البردوني
قصيدة "زحف العروبة"
#في_طريق_الفجر
عبدالله #البردوني »
سندباد يمني في التحقيق
كما شئت فتّش … أين أخفي حقائبي
أتسألني من أنت ؟ .. أعرف واجبي
أجب ، لا تحاول، عمرك ، الاسم كاملا
ثلاثون تقريبا … (مثنى الشواجبي)
نعم ، أين كنت الأمس ؟ كنت بمرقدي
وجمجمتي في السجن في السوق شاربي
رحلت إذن ، فيما الرحيل ؟ أظنّه
جديدا ، أنا فيه طريقي وصاحبي
إلى أين ؟ من شعب لثان بداخلي
متى سوف آتي ! حين تمضي رغائبي
جوازا سياحيا حملت ؟.. جنازة
حملت بجلدي ، فوق أيدي رواسبي
… من الضفة الأولى ، رحلت مهدّما
إلى الضفة الأخرى ، حملت خرائبي
مراء غريب لا أعيه … و لا أنا
متى سوف تدري ؟ حين أنسى غرائبي
***
***
تحدّيت بالأمس الحكومة ، مجرم
رهنت لدى الخباز ، أمس جواربي
من الكاتب الأدنى إليك ؟ ذكرته
لديه كما يبدو ، كتابي وكاتب
لدى من ؟ لدى الحمار ، يكتب عنده
حسابي ، ومنهى الشهر ، يبتزّ راتبي
قرأت له شيئا ؟ كؤوسا كثيرة
وضيّعت أجفاني ، لديه وحاجبي
قرأت ـ كما يحكون عنك ـ قصائدا
مهرّبة … بل كنت أوّل هاربي
أما كنت يوما طالبا ؟.. كنت يا أخي
وقد كان أستاذ التلاميذ ، طالبي
قرأت كتابا مرة ، صرت بعده
حمارا ، حمارا لا أدرى حجم راكبي
***
***
أحبّبت ؟ لا بل مت حيا … من التي ؟
أحببت حتى لا أعي ، من حبانبي
وكم متّ مرات ؟.. كثيرا كعادتي
تموت وتحيا ؟ تلك إحدى مصائبي
***
***
وماذا عن الثوار ؟ حتما عرفتهم !
نعم . حاسبوا عني ، تعدّوا بجانبي
وماذا تحدثتم ؟ طلبت سجارة
أظنّ وكبريتا … بدوا من أقاربي
شكونا غلاء الخبز … قلنا ستنجلي
ذكرنا قليلا … موت (سعدان ماربي)
وماذا ؟ وأنسانا الحكايات منشد
( إذا لم يسالمك الزمان فحارب)
وحين خرجتم ، أين خبّأتهم ، بلا
مغالطة ؟ خبأتهم ، في ذوائبي
لدنيا ملفّ عنك … شكرا لأنكم
تصونون . ما أهمبلته من تجاربي
***
***
لقد كنت أميّا حمارا وفجأة
ظهرت أديبا … مذ طبختم مأدبي
خذوه … خذوني لن تزيدوا مرارتي
دعوه … دعوني لن تزيدوا متاعبي
سندباد يمني في التحقيق
كما شئت فتّش … أين أخفي حقائبي
أتسألني من أنت ؟ .. أعرف واجبي
أجب ، لا تحاول، عمرك ، الاسم كاملا
ثلاثون تقريبا … (مثنى الشواجبي)
نعم ، أين كنت الأمس ؟ كنت بمرقدي
وجمجمتي في السجن في السوق شاربي
رحلت إذن ، فيما الرحيل ؟ أظنّه
جديدا ، أنا فيه طريقي وصاحبي
إلى أين ؟ من شعب لثان بداخلي
متى سوف آتي ! حين تمضي رغائبي
جوازا سياحيا حملت ؟.. جنازة
حملت بجلدي ، فوق أيدي رواسبي
… من الضفة الأولى ، رحلت مهدّما
إلى الضفة الأخرى ، حملت خرائبي
مراء غريب لا أعيه … و لا أنا
متى سوف تدري ؟ حين أنسى غرائبي
***
***
تحدّيت بالأمس الحكومة ، مجرم
رهنت لدى الخباز ، أمس جواربي
من الكاتب الأدنى إليك ؟ ذكرته
لديه كما يبدو ، كتابي وكاتب
لدى من ؟ لدى الحمار ، يكتب عنده
حسابي ، ومنهى الشهر ، يبتزّ راتبي
قرأت له شيئا ؟ كؤوسا كثيرة
وضيّعت أجفاني ، لديه وحاجبي
قرأت ـ كما يحكون عنك ـ قصائدا
مهرّبة … بل كنت أوّل هاربي
أما كنت يوما طالبا ؟.. كنت يا أخي
وقد كان أستاذ التلاميذ ، طالبي
قرأت كتابا مرة ، صرت بعده
حمارا ، حمارا لا أدرى حجم راكبي
***
***
أحبّبت ؟ لا بل مت حيا … من التي ؟
أحببت حتى لا أعي ، من حبانبي
وكم متّ مرات ؟.. كثيرا كعادتي
تموت وتحيا ؟ تلك إحدى مصائبي
***
***
وماذا عن الثوار ؟ حتما عرفتهم !
نعم . حاسبوا عني ، تعدّوا بجانبي
وماذا تحدثتم ؟ طلبت سجارة
أظنّ وكبريتا … بدوا من أقاربي
شكونا غلاء الخبز … قلنا ستنجلي
ذكرنا قليلا … موت (سعدان ماربي)
وماذا ؟ وأنسانا الحكايات منشد
( إذا لم يسالمك الزمان فحارب)
وحين خرجتم ، أين خبّأتهم ، بلا
مغالطة ؟ خبأتهم ، في ذوائبي
لدنيا ملفّ عنك … شكرا لأنكم
تصونون . ما أهمبلته من تجاربي
***
***
لقد كنت أميّا حمارا وفجأة
ظهرت أديبا … مذ طبختم مأدبي
خذوه … خذوني لن تزيدوا مرارتي
دعوه … دعوني لن تزيدوا متاعبي
ما قاله البردوني لـ #غزة ولا يزال العالم كله يقوله معه:
"قتلة وثوار"
توحَّشُوا وأطْلِقوا
هيهات أن يتفرقوا
جاؤوا كأفواج الضحى
وكالضحى تنسَّقوا
الكمُّ كيفٌ واحدٌ
والكل فردٌ مُطَلقُ
لأنها الأرض التي
تراعدت فأبرقوا
تراكضت فجاجُها
يتلو العميقَ الأعمقُ
تفور تحت خطوكم
وفوقكم تُحلِّقُ
* * *
أضفَّةٌ هاتيك أم
نهرٌ يعي مَن يُحرِقُ؟
يشمُّ ماتطوونهُ
بقلبه ويرمقُ
أغزّةٌ تنظّروا
آياتِها وأطرِقوا
تَرمُون، لاتخشى فهل
ماتطلقون فستقُ؟
* * *
كل مخيَّمٍ على
موج اللهيب زورَقُ
وكل مرجٍ ثائرٌ
وكل صخرٍ خندقُ
وكل نبتةٍ يدٌ
وكل نجمٍ بيرقُ
التلُّ يهفو تائقاً
والسهل منه أشوَقُ
والمنحنى يعدو كما
يعدو الجواد الأبلَقُ
مواكبُ في موكبٍ
لاسبَّقٌ لا لُحَّقُ
العُزَّل العاتون مِن
أعتى الغزاة أحذَقُ
* * *
مابال مَن دَفنتمو
قاموا كأن لم يُخنَقوا
ومَن هدمتم فوقهم
بيوتهم لم يَزهَقوا
أجاء منهم مثلهم
أم الحِمام أرفقُ؟
هل شمتمُ مَن يتّقي
نيرانكم أو يَفرَقُ
فشقِّقوا رصاصكم
فيهم فلن يتشقَّقوا
لأنهم مِن ناركم
أقوى ومنكم أصعَقُ
* * *
لابأس أن تتمزَّقوا
غيظاً، فلن يتمزَّقوا
لأنهم تفجَّروا
كالسّيل كي يتدفَّقوا
وللحريق أسفروا
كي ينضجوا ويسمُقوا
* * *
قلتم ستسحقونهم
كيف أبَوا أن يُسحقوا؟
أحجارهم غير التي
إذا ارتمت تُطقطِقُ
أما ترونها على
أكفِّهم تُحملقُ
وكالأكفِّ تنتوي
وكالقلوب تخفُقُ
وكالشتاء تنهمي
وكالرَّبيع تعبُقُ
للثغها بلاغةٌ
كأهلها - ومنطقُ
تكرُّ مِن بنانهم
كما يكرُّ الفيلقُ
أهدى من القطا إلى
أهدافها وأسبَقُ
زرق النُّيوب رشقٍها
مِن المنايا أرشقُ
* * *
ماذا ترون؟ خبِّروا
(شامير) كيف أَحدقوا
كيف تلت أحجارهم
أمر الحِمى وطبَّقوا
كيف تعملق الحصى
لأنهم تعملقوا
في المستحيل أوغَلوا
بِبُعده تعلَّقوا
الضفّة الآن غدت
تلهو بمن تَفوَّقوا
لأنها فاقت بلا
دعوى، وهم تشدَّقوا
* * *
الخارقون هل درَوا
بأنهم تخرَّقوا؟
وأنّهم مِن الأُلى
يضايقون أضيَقُ
وأنهم قتلى، وإن
أخفَوا، وإن تبندقوا
* * *
قالت قطاع غزّةٍ:
أنا هنا فأخفقوا
فكذَّبوا ماشاهدوا
وصدَّقوا ما استروَقوا
وعزَّزوا كي يُفزعوا
فأيُّ بيتٍ أقلقوا؟
القوّة الأطغى على
أقوى الطغاة أوبَقُ
لأن باب السرِّ في
وجه الغرور مُغلَقُ
* * *
الثائرون ورَّدوا
وعد الحِمى وزنبَقوا
وصدَّقوا لأنَّهُ
مِن كل وعدٍ أصدَقُ
* * *
ثاروا، غضبتم، ما الذي
حققتمو وحقَّقوا؟
أرهبتمو وقاوموا
أخْمَدتمو تألَّقوا
أمطرتمو كي يَنبتوا
وأمطروا، كي تَغرقوا
جدتم لظىً لتسلبوا
هَمَوا دماً كي يُغدقوا
لكي يُروُّوا تُربةً
مِن قلبها ترقرقوا
لأنهم مِن عشقها
للموتِ عنها أعشَقُ
* * *
على اسمها تبرعموا
وباسمها تفتَّقوا
وفوقها تعنقدوا
وتحتها تعتَّقوا
وأغصنَت أجيالُهم
منها وفيها أعرقوا
مِن التواريخ أتَوا
مِن الجذور أورَقوا
منهم إليهم أقبلوا
مِن حيث غابوا أشرقوا
* * *
يامن سرقتم موطناً
لقد أبى أن تسرِقوا
قولوا لمن رمى بكم
أحجارَه أن يأرقُوا
قولوا لقد آن لهم
عليكَمُ أن يُشفقوا
وأصدقوا أحباركم
كيف انمحى مالفَّقوا
عام 1988م
#البردوني
ديوان: #رواغ_المصابيح
"قتلة وثوار"
توحَّشُوا وأطْلِقوا
هيهات أن يتفرقوا
جاؤوا كأفواج الضحى
وكالضحى تنسَّقوا
الكمُّ كيفٌ واحدٌ
والكل فردٌ مُطَلقُ
لأنها الأرض التي
تراعدت فأبرقوا
تراكضت فجاجُها
يتلو العميقَ الأعمقُ
تفور تحت خطوكم
وفوقكم تُحلِّقُ
* * *
أضفَّةٌ هاتيك أم
نهرٌ يعي مَن يُحرِقُ؟
يشمُّ ماتطوونهُ
بقلبه ويرمقُ
أغزّةٌ تنظّروا
آياتِها وأطرِقوا
تَرمُون، لاتخشى فهل
ماتطلقون فستقُ؟
* * *
كل مخيَّمٍ على
موج اللهيب زورَقُ
وكل مرجٍ ثائرٌ
وكل صخرٍ خندقُ
وكل نبتةٍ يدٌ
وكل نجمٍ بيرقُ
التلُّ يهفو تائقاً
والسهل منه أشوَقُ
والمنحنى يعدو كما
يعدو الجواد الأبلَقُ
مواكبُ في موكبٍ
لاسبَّقٌ لا لُحَّقُ
العُزَّل العاتون مِن
أعتى الغزاة أحذَقُ
* * *
مابال مَن دَفنتمو
قاموا كأن لم يُخنَقوا
ومَن هدمتم فوقهم
بيوتهم لم يَزهَقوا
أجاء منهم مثلهم
أم الحِمام أرفقُ؟
هل شمتمُ مَن يتّقي
نيرانكم أو يَفرَقُ
فشقِّقوا رصاصكم
فيهم فلن يتشقَّقوا
لأنهم مِن ناركم
أقوى ومنكم أصعَقُ
* * *
لابأس أن تتمزَّقوا
غيظاً، فلن يتمزَّقوا
لأنهم تفجَّروا
كالسّيل كي يتدفَّقوا
وللحريق أسفروا
كي ينضجوا ويسمُقوا
* * *
قلتم ستسحقونهم
كيف أبَوا أن يُسحقوا؟
أحجارهم غير التي
إذا ارتمت تُطقطِقُ
أما ترونها على
أكفِّهم تُحملقُ
وكالأكفِّ تنتوي
وكالقلوب تخفُقُ
وكالشتاء تنهمي
وكالرَّبيع تعبُقُ
للثغها بلاغةٌ
كأهلها - ومنطقُ
تكرُّ مِن بنانهم
كما يكرُّ الفيلقُ
أهدى من القطا إلى
أهدافها وأسبَقُ
زرق النُّيوب رشقٍها
مِن المنايا أرشقُ
* * *
ماذا ترون؟ خبِّروا
(شامير) كيف أَحدقوا
كيف تلت أحجارهم
أمر الحِمى وطبَّقوا
كيف تعملق الحصى
لأنهم تعملقوا
في المستحيل أوغَلوا
بِبُعده تعلَّقوا
الضفّة الآن غدت
تلهو بمن تَفوَّقوا
لأنها فاقت بلا
دعوى، وهم تشدَّقوا
* * *
الخارقون هل درَوا
بأنهم تخرَّقوا؟
وأنّهم مِن الأُلى
يضايقون أضيَقُ
وأنهم قتلى، وإن
أخفَوا، وإن تبندقوا
* * *
قالت قطاع غزّةٍ:
أنا هنا فأخفقوا
فكذَّبوا ماشاهدوا
وصدَّقوا ما استروَقوا
وعزَّزوا كي يُفزعوا
فأيُّ بيتٍ أقلقوا؟
القوّة الأطغى على
أقوى الطغاة أوبَقُ
لأن باب السرِّ في
وجه الغرور مُغلَقُ
* * *
الثائرون ورَّدوا
وعد الحِمى وزنبَقوا
وصدَّقوا لأنَّهُ
مِن كل وعدٍ أصدَقُ
* * *
ثاروا، غضبتم، ما الذي
حققتمو وحقَّقوا؟
أرهبتمو وقاوموا
أخْمَدتمو تألَّقوا
أمطرتمو كي يَنبتوا
وأمطروا، كي تَغرقوا
جدتم لظىً لتسلبوا
هَمَوا دماً كي يُغدقوا
لكي يُروُّوا تُربةً
مِن قلبها ترقرقوا
لأنهم مِن عشقها
للموتِ عنها أعشَقُ
* * *
على اسمها تبرعموا
وباسمها تفتَّقوا
وفوقها تعنقدوا
وتحتها تعتَّقوا
وأغصنَت أجيالُهم
منها وفيها أعرقوا
مِن التواريخ أتَوا
مِن الجذور أورَقوا
منهم إليهم أقبلوا
مِن حيث غابوا أشرقوا
* * *
يامن سرقتم موطناً
لقد أبى أن تسرِقوا
قولوا لمن رمى بكم
أحجارَه أن يأرقُوا
قولوا لقد آن لهم
عليكَمُ أن يُشفقوا
وأصدقوا أحباركم
كيف انمحى مالفَّقوا
عام 1988م
#البردوني
ديوان: #رواغ_المصابيح
يـا أخـي يـا ابن الفِدى فيمَ التمادي
وفــلـسـطـيـن تـــنــادي وتـــنــادي؟
ضـجّـت الـمـعركة الـحـمرا … فـقم:
نـلـتهب .. فـالـنور مــن نـار الـجهادِ
ودعـــا داعـــي الــفِـدى فـلـنـحترق
في الوغى، أو يحترق فيها الأعادي
***
يــا أخــي يــا ابــن فـلـسطين الـتي
لـم تـزل تـدعوك مـن خـلف الـحدادِ
عـــد إلـيـهـا، لا تــقـل: لـــم يـقـترب
يـوم عـودي قُـل: أنـا "يـوم الـمعادِ"
عــد ونـصـر الـعرب يـحدوك وقـل:
هــــذه قـافـلـتـي والـنـصـر حـــادي
عـــد إلـيـهـا رافـــع الـــرأس وقــل:
هـــــذه داري، هــنــا مــائــي وزادي
وهـــنــا كــرمــي، هــنــا مــزرعـتـي
وهــنــا آثــــار زرعــــي وحــصـادي
وهـــنــا نــاغــيـت أمّـــــي وأبـــــي
وهــنـا أشـعـلـت بـالـنـور اعـتـقـادي
هــــــــذه مـــدفـــأتــي أعـــرفـــهــا
لـــم تـــزل فـيـها بـقـايا مــن رمــادِ
وهــنــا مــهــدي، هــنــا قــبـر أبـــي
وهــنــا حـقـلـي ومــيـدان جــيـادي
هـــــذه أرضــــي لــهــا تـضـحـيـتي
وغــرامــي ولــهــا وهــــج اتّــقـادي
هـــا هــنـا كــنـت أمـاشـي إخـوتـي
وأحــيّــي هــــا هــنـا أهـــل ودادي
هــــــذه الأرض درجـــنـــا فــوقــهـا
وتـحـدّيـنـا بــهــا أعـــدى الــعـوادي
وغــرســنـاهـا ســـلاحـــا وفِــــــدىً
ونـصـبـنا عـزمـنـا فـــي كـــلّ وادي
وكــتــبــنــا بـــالـــدِّمــا تــاريــخــهـا
ودمـــا قــوم الـهُـدى أَسـنـى مــدادِ
هـكـذا قـل: يـا ابـن "عـكّا" ثـمّ قُـل:
هـــا هــنـا مـيـدان ثــاري وجِــلادي
يــا أخــي يـا ابـن فـلسطين انـطلق
عـاصـفاً وارم الـعِـدى خـلـف الـبِعادِ
سِــر بـنـا نـسـحق بـأرضـي عُـصـبة
فــرّقــت بــيــن بــــلادي وبــــلادي
قــل: " لـحـيفا " اسـتـقبلي عـودتـنا
وابـشري هـا نـحن فـي درب المعادِ
واخــبــري كــيـف تـشـهّـتنا الــربـى
أفـصـحي كـم سـألت عـنّا الـنوادي!
قـــل: لإسـرائـيـل يــا حـلـم الـكـرى
زعــزعــت عــودتـنـا حــلـم الــرقـادِ
خــــاب " بـلـفـور " وخــابـت يـــده
خـيـبة الـتـجّار فــي سـوق الـكسادِ
لــم يـضـع، لا لــم يـضـع شـعب أنـا
قـلـبـه وهـــو فـــؤاد فـــي فـــؤادي
قــل: " لـبلفور " تـلاقت فـي الـفدى
أمّــــة الــعــرب وهــبّــت لـلـتـفادي
***
وحّــــد الـــدرب خـطـانـا والـتـقـت
أمّــتـي فــي وحــدة أوفــي اتّـحـاد
عـنـدما قـلـنا: اتّـحـدنا فــي الـهـوى
قــالـت الـدنـيـا لـنـا: هـاكـم قـيـادي
ومـضـيـنـا أمّــــة تــزجــي الــهــدى
أيـنـما ســارت وتـهـدي كــلّ هــادي
#البردوني
قصيدة: #يوم_المعاد
ديوان: " #في_طريق_الف
وفــلـسـطـيـن تـــنــادي وتـــنــادي؟
ضـجّـت الـمـعركة الـحـمرا … فـقم:
نـلـتهب .. فـالـنور مــن نـار الـجهادِ
ودعـــا داعـــي الــفِـدى فـلـنـحترق
في الوغى، أو يحترق فيها الأعادي
***
يــا أخــي يــا ابــن فـلـسطين الـتي
لـم تـزل تـدعوك مـن خـلف الـحدادِ
عـــد إلـيـهـا، لا تــقـل: لـــم يـقـترب
يـوم عـودي قُـل: أنـا "يـوم الـمعادِ"
عــد ونـصـر الـعرب يـحدوك وقـل:
هــــذه قـافـلـتـي والـنـصـر حـــادي
عـــد إلـيـهـا رافـــع الـــرأس وقــل:
هـــــذه داري، هــنــا مــائــي وزادي
وهـــنــا كــرمــي، هــنــا مــزرعـتـي
وهــنــا آثــــار زرعــــي وحــصـادي
وهـــنــا نــاغــيـت أمّـــــي وأبـــــي
وهــنـا أشـعـلـت بـالـنـور اعـتـقـادي
هــــــــذه مـــدفـــأتــي أعـــرفـــهــا
لـــم تـــزل فـيـها بـقـايا مــن رمــادِ
وهــنــا مــهــدي، هــنــا قــبـر أبـــي
وهــنــا حـقـلـي ومــيـدان جــيـادي
هـــــذه أرضــــي لــهــا تـضـحـيـتي
وغــرامــي ولــهــا وهــــج اتّــقـادي
هـــا هــنـا كــنـت أمـاشـي إخـوتـي
وأحــيّــي هــــا هــنـا أهـــل ودادي
هــــــذه الأرض درجـــنـــا فــوقــهـا
وتـحـدّيـنـا بــهــا أعـــدى الــعـوادي
وغــرســنـاهـا ســـلاحـــا وفِــــــدىً
ونـصـبـنا عـزمـنـا فـــي كـــلّ وادي
وكــتــبــنــا بـــالـــدِّمــا تــاريــخــهـا
ودمـــا قــوم الـهُـدى أَسـنـى مــدادِ
هـكـذا قـل: يـا ابـن "عـكّا" ثـمّ قُـل:
هـــا هــنـا مـيـدان ثــاري وجِــلادي
يــا أخــي يـا ابـن فـلسطين انـطلق
عـاصـفاً وارم الـعِـدى خـلـف الـبِعادِ
سِــر بـنـا نـسـحق بـأرضـي عُـصـبة
فــرّقــت بــيــن بــــلادي وبــــلادي
قــل: " لـحـيفا " اسـتـقبلي عـودتـنا
وابـشري هـا نـحن فـي درب المعادِ
واخــبــري كــيـف تـشـهّـتنا الــربـى
أفـصـحي كـم سـألت عـنّا الـنوادي!
قـــل: لإسـرائـيـل يــا حـلـم الـكـرى
زعــزعــت عــودتـنـا حــلـم الــرقـادِ
خــــاب " بـلـفـور " وخــابـت يـــده
خـيـبة الـتـجّار فــي سـوق الـكسادِ
لــم يـضـع، لا لــم يـضـع شـعب أنـا
قـلـبـه وهـــو فـــؤاد فـــي فـــؤادي
قــل: " لـبلفور " تـلاقت فـي الـفدى
أمّــــة الــعــرب وهــبّــت لـلـتـفادي
***
وحّــــد الـــدرب خـطـانـا والـتـقـت
أمّــتـي فــي وحــدة أوفــي اتّـحـاد
عـنـدما قـلـنا: اتّـحـدنا فــي الـهـوى
قــالـت الـدنـيـا لـنـا: هـاكـم قـيـادي
ومـضـيـنـا أمّــــة تــزجــي الــهــدى
أيـنـما ســارت وتـهـدي كــلّ هــادي
#البردوني
قصيدة: #يوم_المعاد
ديوان: " #في_طريق_الف
#البردوني
شـوطنا فوق احتمال الاحتمال
فوق صبر الصبر لكن لا انخذال
نـغتلي، نـبكي، على من سقطوا
إنــمـا نـمـضـي لإتـمـام الـمـجال
دمــنــا يــهـمـي عــلـى أوتــارنـا
ونــغــنّـي لــلأمــانـي بـانـفـعـال
مُــــــــرةٌ أحـــزانـــنــا لــكــنــهـا
يـاعذاب الـصبر أحـزان الرجال
نــدفـن الأحــبـاب نـأسـى إنّـمـا
نـتحدى نـحتذي وجـه الـمحال
#البردوني
من قصيدة: "أحزان وإصرار"
شـوطنا فوق احتمال الاحتمال
فوق صبر الصبر لكن لا انخذال
نـغتلي، نـبكي، على من سقطوا
إنــمـا نـمـضـي لإتـمـام الـمـجال
دمــنــا يــهـمـي عــلـى أوتــارنـا
ونــغــنّـي لــلأمــانـي بـانـفـعـال
مُــــــــرةٌ أحـــزانـــنــا لــكــنــهـا
يـاعذاب الـصبر أحـزان الرجال
نــدفـن الأحــبـاب نـأسـى إنّـمـا
نـتحدى نـحتذي وجـه الـمحال
#البردوني
من قصيدة: "أحزان وإصرار"
عرفتُ لماذا.. كنتُ قتلي وقاتلي
لأن الذي يعطيني الخبز، آكلي
لأني بلا ريحٍ.. إلى الريح أنتمي
فيوماً يمانياً، ويومين (باهلي)
وطوراً غروبياً، وطوراً مشرقاً
وحيناً صدىً، حيناً نشيداً (سواحلي)
وآناً بلا وقتٍ، وآناً مؤقتاً
قناعي علائيٌ، ووجهي تنازلي
* * *
أأروي حكاياتي؟ جفوني محابرٌ
لأقلام غيري، حبر غيري أناملي
لأني دخلت السجن شهراً، وليلةً
خرجت، ولكن أصبح السجن داخلي
لقد كنت محمولاً على نار قعره
فكيف تحملت الذي كان حاملي؟
ومن يطلق السجن الذي صرت سجنه؟
ومن يطرح العبء الذي صار كاهلي؟
* * *
تخشّبتُ والأيام مثلي تخشَّبَت
أتمضين يا أيام؟ من أين؟ حاولي
من الآن حاول أنتَ .. كيف تريدني؟
سكت لماذا؟ هزّني من مفاصلي
تقولين: حقي أصبح اليوم باطلاً
عليَّ إليه، أمتطي ظهر باطلي
أتدرين؟! أنساني التمرغ ها هنا
جيني، وأنستني المنافي شمائلي
تقولين: ماذا أنتوي يا هواجسي؟
أتنوين شيئاً؟ فارقيني وناضلي
أما فيك ما لم يحترق بعد؟ كل ما
أعي، أنني أفنيت حتى تفاعلي
أجب غير هذا، أعشبت فيك جمرةٌ
وهذا اختلاجي فيك أزهى دلائلي
* * *
دمي صار ماءً رمدتني وحوله
قميصي، أتخشى أن تفيق شواعلي؟
تصيخ إلى شيئٍ يجادل هجعتي
ومن أي ذراتي ينادي مجادلي؟
* * *
أحس بقلبي الآن ركض ولادةٍ
عن الصمت يلهيني، عن الرعب شاغلي
أبيني وبيني ثالثٌ إسمه أنا؟
أمني أتى غيري؟ أيبدو مشاكلي؟
* * *
تحولتُ غائياً، من الموت أبتدي
إلى غايةٍ أعلى، ستُضحي وسائلي
أللمرء ميلادٌ يموت ومولدٌ
بلا أي حدٍ؟ ما الذي يا تساؤلي؟
* * *
أصوتي سوى صوتي؟ أجرب صيحةً
هنا مولدي يا فجر، قبل خمائلي
سقوني دمي، كي أرتوي دائماً
بلا حنينٍ، فنادتني إليها مناهلي
ترمدتُ كي أغلي وأندى، وها أنا
أتيتُ، وفي وجهي شظايا مراحلي
* * *
صباح المنى يا (قاع جهران) هل ترى
على لحيتي لون الشعير (القباتلي)؟
أتعرفني يا عم (عيبان) من أنا؟
أتنوين يا شمس الربى أن تغازلي؟
* * *
إلى شهوة الأعراس أسرجت مدفني
ومن قطع شرياني بدأت تواصلي
أما كنتُ ميتاً؟ إنما كنتُ أغتلي
وأعلو على قتلي، لأجتث قاتلي
(سبتمبر ١٩٧٨م)
#البردوني
قصيدة #تحولات_أعشاب_الرماد
ديوان: #زمان_بلا_نوعية
لأن الذي يعطيني الخبز، آكلي
لأني بلا ريحٍ.. إلى الريح أنتمي
فيوماً يمانياً، ويومين (باهلي)
وطوراً غروبياً، وطوراً مشرقاً
وحيناً صدىً، حيناً نشيداً (سواحلي)
وآناً بلا وقتٍ، وآناً مؤقتاً
قناعي علائيٌ، ووجهي تنازلي
* * *
أأروي حكاياتي؟ جفوني محابرٌ
لأقلام غيري، حبر غيري أناملي
لأني دخلت السجن شهراً، وليلةً
خرجت، ولكن أصبح السجن داخلي
لقد كنت محمولاً على نار قعره
فكيف تحملت الذي كان حاملي؟
ومن يطلق السجن الذي صرت سجنه؟
ومن يطرح العبء الذي صار كاهلي؟
* * *
تخشّبتُ والأيام مثلي تخشَّبَت
أتمضين يا أيام؟ من أين؟ حاولي
من الآن حاول أنتَ .. كيف تريدني؟
سكت لماذا؟ هزّني من مفاصلي
تقولين: حقي أصبح اليوم باطلاً
عليَّ إليه، أمتطي ظهر باطلي
أتدرين؟! أنساني التمرغ ها هنا
جيني، وأنستني المنافي شمائلي
تقولين: ماذا أنتوي يا هواجسي؟
أتنوين شيئاً؟ فارقيني وناضلي
أما فيك ما لم يحترق بعد؟ كل ما
أعي، أنني أفنيت حتى تفاعلي
أجب غير هذا، أعشبت فيك جمرةٌ
وهذا اختلاجي فيك أزهى دلائلي
* * *
دمي صار ماءً رمدتني وحوله
قميصي، أتخشى أن تفيق شواعلي؟
تصيخ إلى شيئٍ يجادل هجعتي
ومن أي ذراتي ينادي مجادلي؟
* * *
أحس بقلبي الآن ركض ولادةٍ
عن الصمت يلهيني، عن الرعب شاغلي
أبيني وبيني ثالثٌ إسمه أنا؟
أمني أتى غيري؟ أيبدو مشاكلي؟
* * *
تحولتُ غائياً، من الموت أبتدي
إلى غايةٍ أعلى، ستُضحي وسائلي
أللمرء ميلادٌ يموت ومولدٌ
بلا أي حدٍ؟ ما الذي يا تساؤلي؟
* * *
أصوتي سوى صوتي؟ أجرب صيحةً
هنا مولدي يا فجر، قبل خمائلي
سقوني دمي، كي أرتوي دائماً
بلا حنينٍ، فنادتني إليها مناهلي
ترمدتُ كي أغلي وأندى، وها أنا
أتيتُ، وفي وجهي شظايا مراحلي
* * *
صباح المنى يا (قاع جهران) هل ترى
على لحيتي لون الشعير (القباتلي)؟
أتعرفني يا عم (عيبان) من أنا؟
أتنوين يا شمس الربى أن تغازلي؟
* * *
إلى شهوة الأعراس أسرجت مدفني
ومن قطع شرياني بدأت تواصلي
أما كنتُ ميتاً؟ إنما كنتُ أغتلي
وأعلو على قتلي، لأجتث قاتلي
(سبتمبر ١٩٧٨م)
#البردوني
قصيدة #تحولات_أعشاب_الرماد
ديوان: #زمان_بلا_نوعية
#إلبسيها وإقرئي
من نوادر #البردوني
إلبسيها وأقرئي
بعد نقاش مستفيض دار في منزل البردوني حول هشاشة التعليم الجامعي في بلادنا وأن كثيرا من خريجي الدراسات العليا تنقصهم القراءة السليمة، وعلى رغم هذا فإنهم يظهرون بهندام الأناقة التي لا تنسجم مع جوهرهم.. فض البردوني النقاش بحكاية حصلت في ذمار تقول:
أن امرأة قطعت مسافة طويلة من قرية إلى قرية تبحث عن قارئ يقرأ لها مكتوبا من ولدها في المهجر، فلمحت رجلا ملتحفا بشال أخضر اللون ويضع على عينية نظارة، فاستوقفته طالبة منه أن يقرأ لها الرسالة فأخذ الرسالة يقلبها في يده ويحملق في سطورها ويتلعثم بكلامه فقالت له المرأة: إقرا سوا وعاد على عيونك نظارة وملتحف بشال!
فقال لها الرجال: كان إلبسيها وأقرئي!
من نوادر #البردوني
إلبسيها وأقرئي
بعد نقاش مستفيض دار في منزل البردوني حول هشاشة التعليم الجامعي في بلادنا وأن كثيرا من خريجي الدراسات العليا تنقصهم القراءة السليمة، وعلى رغم هذا فإنهم يظهرون بهندام الأناقة التي لا تنسجم مع جوهرهم.. فض البردوني النقاش بحكاية حصلت في ذمار تقول:
أن امرأة قطعت مسافة طويلة من قرية إلى قرية تبحث عن قارئ يقرأ لها مكتوبا من ولدها في المهجر، فلمحت رجلا ملتحفا بشال أخضر اللون ويضع على عينية نظارة، فاستوقفته طالبة منه أن يقرأ لها الرسالة فأخذ الرسالة يقلبها في يده ويحملق في سطورها ويتلعثم بكلامه فقالت له المرأة: إقرا سوا وعاد على عيونك نظارة وملتحف بشال!
فقال لها الرجال: كان إلبسيها وأقرئي!
الهدهد السادس
#البردوني
ديوان السفر إلى أيام الخضر > الهدهد السادس
من أين لي يا (مذحجية)
وتر كقصتك الشجية؟
أين انطفت عيناك؟.. اسكت
أين جبهتك الأبية؟
اسكت… اتبتدعين يوماً
جبهة أعلى طرية؟
اسكت… رجعت إلى التعقل
لا أريد العبقرية
أوليس فلسفة الهزيمة
أن أموت تعقليه؟
وهل العمالة حكمة؟
وهل الشجاعة موسمية؟
اسكت… ولكن لست من
أبطال تلك المسرحية
بعد الغروب سترغبين
كشمسك البكر الجريه
اسكت… لأن الجو أحجار
حلوق بربرية
الشعر أقوى فاعزفي
رئتيك أو موتي شقية
* * *
ألصمت يعشب طلحلياً
حمى. ذيولآ، عوسجيه
وقرون أشباح كأبواب
السجون العسكرية
سقف من الحيات
والأيدي وألوان المنية
يطفو ويركض يمتطي
عينيه يسقط كالمطيه
* * *
ماذا هنا؟.. شيء كلا شيء
شظايا متحفية
ألليل يبحث عن ضحى
والصبح يبحث عن عشية
هرب الزمان من الزمان
خوت ثوانيه الغبية
من وجهة الحجري يفر
إلى شناعته الخفية
حتى الزمان بلا زمان
والمكان بلا قضية
* * *
ألتابعون بلا رؤوس
والملوك بلا رعية
والمستغل بلا امتياز
والفقير بلا مزية
* * *
من ذا هنا:؟ (صنعا) بلا
صنعا، وجوه أجنبيه
متطوعون وطيعات
أو صياء بلا وصية
حرم من الشعر المسرح
والعيون الفوضوية
خبراء في عقم الإدارة
وافدون بلا هوية
ومسافرون بلا ودا
ع واصلون بلا تحية
ومؤمركون إلى العظام
لهم وجوه فارسية
ومؤمركات يرتدين
قميص (ليلى العامرية)
كتل من الإسمنت
لابسة جلودا آدمية
تسعون فوجاً والمسا
فة في بدايتها القصية
يا (هدهد) اليوم، الحمولة
فوق طاقتك القوية
هذي حقائبك الكبار
تنم عن خبث الطويه
***
هل جئت من سبأ؟
وكيف رأيته؟..أضحى سبيه
ولى، عليه عباءة…
من أغنيات (الدودحيه)
سقط المتاجر، والتجارة
والمضحى، والضحية
حتى البقاع هربن من
أسمائهن الحميرية
***
هل للقضية عكسها؟
هل للحكاية من بقية؟
كل الحلوق أقل من
هذي الجبال اليحصبيه
كل السلاح أقل من
هذي الملايين العصية
***
(صنعا) من أين الطريق؟
إلى مجالك النقية
وإلى بكارتك العجوز
إلى أنوثتك الشهية
يا زوجة السفاح والسمسار
يا وجه السبيه
سقطت لحى الفرسان
والتحت المسنة والصبية
فبراير 1974م
#البردوني
ديوان السفر إلى أيام الخضر > الهدهد السادس
من أين لي يا (مذحجية)
وتر كقصتك الشجية؟
أين انطفت عيناك؟.. اسكت
أين جبهتك الأبية؟
اسكت… اتبتدعين يوماً
جبهة أعلى طرية؟
اسكت… رجعت إلى التعقل
لا أريد العبقرية
أوليس فلسفة الهزيمة
أن أموت تعقليه؟
وهل العمالة حكمة؟
وهل الشجاعة موسمية؟
اسكت… ولكن لست من
أبطال تلك المسرحية
بعد الغروب سترغبين
كشمسك البكر الجريه
اسكت… لأن الجو أحجار
حلوق بربرية
الشعر أقوى فاعزفي
رئتيك أو موتي شقية
* * *
ألصمت يعشب طلحلياً
حمى. ذيولآ، عوسجيه
وقرون أشباح كأبواب
السجون العسكرية
سقف من الحيات
والأيدي وألوان المنية
يطفو ويركض يمتطي
عينيه يسقط كالمطيه
* * *
ماذا هنا؟.. شيء كلا شيء
شظايا متحفية
ألليل يبحث عن ضحى
والصبح يبحث عن عشية
هرب الزمان من الزمان
خوت ثوانيه الغبية
من وجهة الحجري يفر
إلى شناعته الخفية
حتى الزمان بلا زمان
والمكان بلا قضية
* * *
ألتابعون بلا رؤوس
والملوك بلا رعية
والمستغل بلا امتياز
والفقير بلا مزية
* * *
من ذا هنا:؟ (صنعا) بلا
صنعا، وجوه أجنبيه
متطوعون وطيعات
أو صياء بلا وصية
حرم من الشعر المسرح
والعيون الفوضوية
خبراء في عقم الإدارة
وافدون بلا هوية
ومسافرون بلا ودا
ع واصلون بلا تحية
ومؤمركون إلى العظام
لهم وجوه فارسية
ومؤمركات يرتدين
قميص (ليلى العامرية)
كتل من الإسمنت
لابسة جلودا آدمية
تسعون فوجاً والمسا
فة في بدايتها القصية
يا (هدهد) اليوم، الحمولة
فوق طاقتك القوية
هذي حقائبك الكبار
تنم عن خبث الطويه
***
هل جئت من سبأ؟
وكيف رأيته؟..أضحى سبيه
ولى، عليه عباءة…
من أغنيات (الدودحيه)
سقط المتاجر، والتجارة
والمضحى، والضحية
حتى البقاع هربن من
أسمائهن الحميرية
***
هل للقضية عكسها؟
هل للحكاية من بقية؟
كل الحلوق أقل من
هذي الجبال اليحصبيه
كل السلاح أقل من
هذي الملايين العصية
***
(صنعا) من أين الطريق؟
إلى مجالك النقية
وإلى بكارتك العجوز
إلى أنوثتك الشهية
يا زوجة السفاح والسمسار
يا وجه السبيه
سقطت لحى الفرسان
والتحت المسنة والصبية
فبراير 1974م
#البردوني
متنبي اليمن
جميع قصائده وان قالها في الستينات والسبعينات لازالت تنبض بالحياه وكانه قالها بنا وبواقعنا امس
أحزان وإصرار
شوطُنا فوقَ احتمالِ الاحتمالْ
فوقَ صبرِ الصبرِ.. لكن لا انخذالْ
نغتلي.. نبكي.. على من سقطوا
إنما نمضي لإتمام المَجالْ
دمُنا يهمي على أوتارنا
ونغنّي للأماني بانفعالْ
مُرةٌ أحزانُنا.. لكنها-
يا عذاب الصبرِ – أحزانُ الرجالْ
نبلعُ الأحجار.. ندمى إنما
نعزفُ الأشواق.. نشدو للجمالْ
ندفنُ الأحبابَ.. نأسى إنما
نتحدّى.. نحتذي وجهَ المحالْ
* * *
مذْ بدأنا الشوطَ.. جوهرنا الحصَى
بالدمِ الغالي وفردسنا الرمالْ
وإلى أينَ…؟ عزفنا المبتدى
والمسافاتُ – كما ندري – طوالْ
وكنيسانَ انطلقنا في الذرُّى
نسفحُ الطيبَ يميناً وشمالْ
نبتني لليمن المنشود من
سُهُدنا جسراً وندعوهُ: تعالْ
* * *
وانزرعنا تحتَ أمطار الفناءْ
شجراً ملء المدى.. أعيْا الزوالْ
شجراً يحضنُ أعماقَ الثرى
ويُعير الريحَ أطرافَ الظِّلالْ
واتقدنا في حشى الأرضِ هوىً
وتحوّلنا حقولاً.. وتلالْ
مشمشاً.. بُناً.. وروداً.. وندىً
وربيعاً.. ومصيفاً وغلال
نحن هذي الأرض.. فيها نلتظي
وهيَ فينا عنفوانٌ واقتتال
من روابي لحمنا هذي الربا
من ربا أعظمنا هذي الجبالْ
* * *
ليس ذا بدء التلاقي بالردى
قد عشقناه وأضنانا وصِالْ
وانتقى منْ دمنا عمَّتَهُ
واتخذنا وجهَهُ الناريْ نِعالْ
نعرفُ الموتَ الذي يعرفُنا
مَسّنا قَتْلاَ.. ودسناهُ قتالْ
وتقحمنا الدوّاهي صورَاً
أكلتْ منّا.. أكلناها نضالْ
موتُ بعضِ الشّب يُحيي كلّهُ
إنّ بعض النقص روح الاكتمالْ
* * *
هاهنا بعضُ النجومِ انطفأت
كي تزيدَ الأنجمُ الأخرى اشتعالْ
تفقدُ الأشجار منْ أغصانها
ثمّ تزدادُ اخضراراً واخضلالْ
إنما.. يا موتُ.. هل تدري متى
ترتخي فوقَ سريرٍ من مَلالْ؟
في حنايانا سؤالٌ.. ما لهُ
من مجيب.. وهو يغلي في اتصالْ
ولماذا ينطفي أحبابُنا
قبلَ أن يستنفذَ الزيتَ الذبالْ؟
ثمّ ننسى الحزنَ بالحزن ومَنْ
يا ضياع الردّ – ينسينا السؤالْ..؟
مايو1973م
متنبي اليمن
جميع قصائده وان قالها في الستينات والسبعينات لازالت تنبض بالحياه وكانه قالها بنا وبواقعنا امس
أحزان وإصرار
شوطُنا فوقَ احتمالِ الاحتمالْ
فوقَ صبرِ الصبرِ.. لكن لا انخذالْ
نغتلي.. نبكي.. على من سقطوا
إنما نمضي لإتمام المَجالْ
دمُنا يهمي على أوتارنا
ونغنّي للأماني بانفعالْ
مُرةٌ أحزانُنا.. لكنها-
يا عذاب الصبرِ – أحزانُ الرجالْ
نبلعُ الأحجار.. ندمى إنما
نعزفُ الأشواق.. نشدو للجمالْ
ندفنُ الأحبابَ.. نأسى إنما
نتحدّى.. نحتذي وجهَ المحالْ
* * *
مذْ بدأنا الشوطَ.. جوهرنا الحصَى
بالدمِ الغالي وفردسنا الرمالْ
وإلى أينَ…؟ عزفنا المبتدى
والمسافاتُ – كما ندري – طوالْ
وكنيسانَ انطلقنا في الذرُّى
نسفحُ الطيبَ يميناً وشمالْ
نبتني لليمن المنشود من
سُهُدنا جسراً وندعوهُ: تعالْ
* * *
وانزرعنا تحتَ أمطار الفناءْ
شجراً ملء المدى.. أعيْا الزوالْ
شجراً يحضنُ أعماقَ الثرى
ويُعير الريحَ أطرافَ الظِّلالْ
واتقدنا في حشى الأرضِ هوىً
وتحوّلنا حقولاً.. وتلالْ
مشمشاً.. بُناً.. وروداً.. وندىً
وربيعاً.. ومصيفاً وغلال
نحن هذي الأرض.. فيها نلتظي
وهيَ فينا عنفوانٌ واقتتال
من روابي لحمنا هذي الربا
من ربا أعظمنا هذي الجبالْ
* * *
ليس ذا بدء التلاقي بالردى
قد عشقناه وأضنانا وصِالْ
وانتقى منْ دمنا عمَّتَهُ
واتخذنا وجهَهُ الناريْ نِعالْ
نعرفُ الموتَ الذي يعرفُنا
مَسّنا قَتْلاَ.. ودسناهُ قتالْ
وتقحمنا الدوّاهي صورَاً
أكلتْ منّا.. أكلناها نضالْ
موتُ بعضِ الشّب يُحيي كلّهُ
إنّ بعض النقص روح الاكتمالْ
* * *
هاهنا بعضُ النجومِ انطفأت
كي تزيدَ الأنجمُ الأخرى اشتعالْ
تفقدُ الأشجار منْ أغصانها
ثمّ تزدادُ اخضراراً واخضلالْ
إنما.. يا موتُ.. هل تدري متى
ترتخي فوقَ سريرٍ من مَلالْ؟
في حنايانا سؤالٌ.. ما لهُ
من مجيب.. وهو يغلي في اتصالْ
ولماذا ينطفي أحبابُنا
قبلَ أن يستنفذَ الزيتَ الذبالْ؟
ثمّ ننسى الحزنَ بالحزن ومَنْ
يا ضياع الردّ – ينسينا السؤالْ..؟
مايو1973م
عبدالله #البردوني
سندباد يمني في التحقيق
كما شئت فتّش … أين أخفي حقائبي
أتسألني من أنت ؟ .. أعرف واجبي
أجب ، لا تحاول، عمرك ، الاسم كاملا
ثلاثون تقريبا … (مثنى الشواجبي)
نعم ، أين كنت الأمس ؟ كنت بمرقدي
وجمجمتي في السجن في السوق شاربي
رحلت إذن ، فيما الرحيل ؟ أظنّه
جديدا ، أنا فيه طريقي وصاحبي
إلى أين ؟ من شعب لثان بداخلي
متى سوف آتي ! حين تمضي رغائبي
جوازا سياحيا حملت ؟.. جنازة
حملت بجلدي ، فوق أيدي رواسبي
… من الضفة الأولى ، رحلت مهدّما
إلى الضفة الأخرى ، حملت خرائبي
مراء غريب لا أعيه … و لا أنا
متى سوف تدري ؟ حين أنسى غرائبي
***
تحدّيت بالأمس الحكومة ، مجرم
رهنت لدى الخباز ، أمس جواربي
من الكاتب الأدنى إليك ؟ ذكرته
لديه كما يبدو ، كتابي وكاتب
لدى من ؟ لدى الحمار ، يكتب عنده
حسابي ، ومنهى الشهر ، يبتزّ راتبي
قرأت له شيئا ؟ كؤوسا كثيرة
وضيّعت أجفاني ، لديه وحاجبي
قرأت ـ كما يحكون عنك ـ قصائدا
مهرّبة … بل كنت أوّل هاربي
أما كنت يوما طالبا ؟.. كنت يا أخي
وقد كان أستاذ التلاميذ ، طالبي
قرأت كتابا مرة ، صرت بعده
حمارا ، حمارا لا أدرى حجم راكبي
***
أحبّبت ؟ لا بل مت حيا … من التي ؟
أحببت حتى لا أعي ، من حبانبي
وكم متّ مرات ؟.. كثيرا كعادتي
تموت وتحيا ؟ تلك إحدى مصائبي
***
***
وماذا عن الثوار ؟ حتما عرفتهم !
نعم . حاسبوا عني ، تعدّوا بجانبي
وماذا تحدثتم ؟ طلبت سجارة
أظنّ وكبريتا … بدوا من أقاربي
شكونا غلاء الخبز … قلنا ستنجلي
ذكرنا قليلا … موت (سعدان ماربي)
وماذا ؟ وأنسانا الحكايات منشد
( إذا لم يسالمك الزمان فحارب)
وحين خرجتم ، أين خبّأتهم ، بلا
مغالطة ؟ خبأتهم ، في ذوائبي
لدنيا ملفّ عنك … شكرا لأنكم
تصونون . ما أهمبلته من تجاربي
***
***
لقد كنت أميّا حمارا وفجأة
ظهرت أديبا … مذ طبختم مأدبي
خذوه … خذوني لن تزيدوا مرارتي
دعوه … دعوني لن تزيدوا متاعبي
سندباد يمني في التحقيق
كما شئت فتّش … أين أخفي حقائبي
أتسألني من أنت ؟ .. أعرف واجبي
أجب ، لا تحاول، عمرك ، الاسم كاملا
ثلاثون تقريبا … (مثنى الشواجبي)
نعم ، أين كنت الأمس ؟ كنت بمرقدي
وجمجمتي في السجن في السوق شاربي
رحلت إذن ، فيما الرحيل ؟ أظنّه
جديدا ، أنا فيه طريقي وصاحبي
إلى أين ؟ من شعب لثان بداخلي
متى سوف آتي ! حين تمضي رغائبي
جوازا سياحيا حملت ؟.. جنازة
حملت بجلدي ، فوق أيدي رواسبي
… من الضفة الأولى ، رحلت مهدّما
إلى الضفة الأخرى ، حملت خرائبي
مراء غريب لا أعيه … و لا أنا
متى سوف تدري ؟ حين أنسى غرائبي
***
تحدّيت بالأمس الحكومة ، مجرم
رهنت لدى الخباز ، أمس جواربي
من الكاتب الأدنى إليك ؟ ذكرته
لديه كما يبدو ، كتابي وكاتب
لدى من ؟ لدى الحمار ، يكتب عنده
حسابي ، ومنهى الشهر ، يبتزّ راتبي
قرأت له شيئا ؟ كؤوسا كثيرة
وضيّعت أجفاني ، لديه وحاجبي
قرأت ـ كما يحكون عنك ـ قصائدا
مهرّبة … بل كنت أوّل هاربي
أما كنت يوما طالبا ؟.. كنت يا أخي
وقد كان أستاذ التلاميذ ، طالبي
قرأت كتابا مرة ، صرت بعده
حمارا ، حمارا لا أدرى حجم راكبي
***
أحبّبت ؟ لا بل مت حيا … من التي ؟
أحببت حتى لا أعي ، من حبانبي
وكم متّ مرات ؟.. كثيرا كعادتي
تموت وتحيا ؟ تلك إحدى مصائبي
***
***
وماذا عن الثوار ؟ حتما عرفتهم !
نعم . حاسبوا عني ، تعدّوا بجانبي
وماذا تحدثتم ؟ طلبت سجارة
أظنّ وكبريتا … بدوا من أقاربي
شكونا غلاء الخبز … قلنا ستنجلي
ذكرنا قليلا … موت (سعدان ماربي)
وماذا ؟ وأنسانا الحكايات منشد
( إذا لم يسالمك الزمان فحارب)
وحين خرجتم ، أين خبّأتهم ، بلا
مغالطة ؟ خبأتهم ، في ذوائبي
لدنيا ملفّ عنك … شكرا لأنكم
تصونون . ما أهمبلته من تجاربي
***
***
لقد كنت أميّا حمارا وفجأة
ظهرت أديبا … مذ طبختم مأدبي
خذوه … خذوني لن تزيدوا مرارتي
دعوه … دعوني لن تزيدوا متاعبي
#البردوني #متنبي_اليمن ومؤرخها وفيلسوفها و مبصرها ...
يــا حـيـاتي ويــا حـيـاتي إلــى كـم
أحـتـسي مــن يـديكِ صـاباً وعـلقم
وإلـــى كـــم أمـــوت فـيـك وأحـيـا
أيــن مـنّـي الـقـضا الأخـير الـمُحتّم
أسـلـمـيـني إلــــى الـمـمـات فــإنّـي
أجــد الـمـوت مـنـكِ أحـنى وأرحـم
وإذا الــعـيـش كــــان ذُلّاً وتـعـذيـباً
فــــإنّ الــمـمـات أنــجـى وأعــصـم
*
مـا حـياتي إلاّ طـريقٌ مـن الأشواك
أمــشـي بـهـا عـلـى الـجـرح والــدم
وكــأنّـي أدوس قـلـبي عـلـى الـنـار
وأمــضـي عــلـى الأنــيـن الـمُـضرّم
لـــم أفـــت مـأتـمـاً مـــن الـعـمـر إلاّ
وألاقـــي مـــن بــعـده ألـــف مـأتـم
وحياةُ الشّقا على الشاعر الحسّاس
أدهــــى مــــن الـجـحـيـم وأدهــــم
*
وأنـــــا شـــاعــرٌ ومــــا الــشِـعـرُ إلاّ
خـفـقـاتي تـــذوب شــجـواً مُـنـغّـم
شـــاعــرٌ صــــان دمــعــهُ فـتـغـنّـى
بــلـغـاتِ الــدمــوعِ شــعــراً مُـتـيّـم
عـلّـمـتهُ الـطـيـور أحـزانـهـا الـبـكما
فــغــنّــى مـــــع الــطــيـور ورنّــــم
*
إيــــه يـــا شــاعـر الـحـيـاة ومـــاذا
نــلـت مـنـهـا إلاّ الــرجـاء الـمُـعـشّم
أنـــت بــاكٍ تـحـنو عـلـى كُــلّ بــاكٍ
أنــت قـلـب عـلـى الـقـلوب مـقـسّم
قــد قــرأت الـحـياة درســاً فـدرساً
وتــجّـلـيـت كـــــلّ ســـــرٍّ مُــكــتّـم
فــرأيــت الــحـيـاة لـــم تــصـف إلاّ
لـعـبـيـد الــحـطـام والـــذلّ والـــدم
طـيـبـها لـلـئـام لا الـمـلـهم الـشـادي
وهــيــهــات أن تــطــيــب لــمـلـهـم
*
أيّـــــهٰذي الــحـيـاة مــــا أنــــتِ إلاّ
أمـــلٌ فــي جـوانـح الـيـأس مُـبـهم
غُـــرّةٌ تـضـحـك الـعـبـوس، وتُـبـكي
فَـــرِحــاً هــانـئـاً، وتُـشـقـي مُــنـعّـم
***
يـا حـياتي ومـا حـياتي ومـا مـعنى
وجـــودي فـيـهـا لأشــقـى وأُظــلـم
ربّ رُحـــمــاك فــالـمـتـاه طـــويــلٌ
والـدُجى فـي الـطريق حيران أبكم
قـــد أتـيـت الـحـياة بـالـرغم مـنّـي
وسـأمـضي عـنـها إلـى الـقبر مُـرغم
أنـــا فـيـهـا مـسـافرٌ زادي الأحــلام
والــشــعــر والــخــيـال الــمُـجـسّـم
وشـرابـي وهـمّـي، وآهـي أغـاريدي
ونـــوري عــمـى الـظـلام الـمُـطلسم
لـيس لـي مـن غـضارة الـنور لـحـظٌ
لا ولا فـي يـدي سـوى الـظُفر دِرهم
لـيـت شـعري مـالي إذا رُمـت شـيئاً
حـــال بـيـني وبـيـنه الـقـفر والـيـم
لــم أجــد مــا أريـد حـتّى الـخطايا
أحـــــرامٌ عـــلــيّ حـــتّــى جــهـنّـم
كــــلّ شــــيءٍ أرومــــه لــــم أنــلـهُ
لـيـتـنـي لـــم أرِد ولا كــنـت أفــهـم
أنــــا أحــيــا مـــع الـحـيـاة ولــكـن
عــمــري مــيّـت الأمــانـي مـحـطّـم
لـيـتني – والـحـياة غُــرمٌ وغُـنمٌ –
نـلت مـن صـفوها عـلى العمر مغنم
#البردوني
قصيدة "مع الحياة"
ديوان #من_أرض_بلقيس
يــا حـيـاتي ويــا حـيـاتي إلــى كـم
أحـتـسي مــن يـديكِ صـاباً وعـلقم
وإلـــى كـــم أمـــوت فـيـك وأحـيـا
أيــن مـنّـي الـقـضا الأخـير الـمُحتّم
أسـلـمـيـني إلــــى الـمـمـات فــإنّـي
أجــد الـمـوت مـنـكِ أحـنى وأرحـم
وإذا الــعـيـش كــــان ذُلّاً وتـعـذيـباً
فــــإنّ الــمـمـات أنــجـى وأعــصـم
*
مـا حـياتي إلاّ طـريقٌ مـن الأشواك
أمــشـي بـهـا عـلـى الـجـرح والــدم
وكــأنّـي أدوس قـلـبي عـلـى الـنـار
وأمــضـي عــلـى الأنــيـن الـمُـضرّم
لـــم أفـــت مـأتـمـاً مـــن الـعـمـر إلاّ
وألاقـــي مـــن بــعـده ألـــف مـأتـم
وحياةُ الشّقا على الشاعر الحسّاس
أدهــــى مــــن الـجـحـيـم وأدهــــم
*
وأنـــــا شـــاعــرٌ ومــــا الــشِـعـرُ إلاّ
خـفـقـاتي تـــذوب شــجـواً مُـنـغّـم
شـــاعــرٌ صــــان دمــعــهُ فـتـغـنّـى
بــلـغـاتِ الــدمــوعِ شــعــراً مُـتـيّـم
عـلّـمـتهُ الـطـيـور أحـزانـهـا الـبـكما
فــغــنّــى مـــــع الــطــيـور ورنّــــم
*
إيــــه يـــا شــاعـر الـحـيـاة ومـــاذا
نــلـت مـنـهـا إلاّ الــرجـاء الـمُـعـشّم
أنـــت بــاكٍ تـحـنو عـلـى كُــلّ بــاكٍ
أنــت قـلـب عـلـى الـقـلوب مـقـسّم
قــد قــرأت الـحـياة درســاً فـدرساً
وتــجّـلـيـت كـــــلّ ســـــرٍّ مُــكــتّـم
فــرأيــت الــحـيـاة لـــم تــصـف إلاّ
لـعـبـيـد الــحـطـام والـــذلّ والـــدم
طـيـبـها لـلـئـام لا الـمـلـهم الـشـادي
وهــيــهــات أن تــطــيــب لــمـلـهـم
*
أيّـــــهٰذي الــحـيـاة مــــا أنــــتِ إلاّ
أمـــلٌ فــي جـوانـح الـيـأس مُـبـهم
غُـــرّةٌ تـضـحـك الـعـبـوس، وتُـبـكي
فَـــرِحــاً هــانـئـاً، وتُـشـقـي مُــنـعّـم
***
يـا حـياتي ومـا حـياتي ومـا مـعنى
وجـــودي فـيـهـا لأشــقـى وأُظــلـم
ربّ رُحـــمــاك فــالـمـتـاه طـــويــلٌ
والـدُجى فـي الـطريق حيران أبكم
قـــد أتـيـت الـحـياة بـالـرغم مـنّـي
وسـأمـضي عـنـها إلـى الـقبر مُـرغم
أنـــا فـيـهـا مـسـافرٌ زادي الأحــلام
والــشــعــر والــخــيـال الــمُـجـسّـم
وشـرابـي وهـمّـي، وآهـي أغـاريدي
ونـــوري عــمـى الـظـلام الـمُـطلسم
لـيس لـي مـن غـضارة الـنور لـحـظٌ
لا ولا فـي يـدي سـوى الـظُفر دِرهم
لـيـت شـعري مـالي إذا رُمـت شـيئاً
حـــال بـيـني وبـيـنه الـقـفر والـيـم
لــم أجــد مــا أريـد حـتّى الـخطايا
أحـــــرامٌ عـــلــيّ حـــتّــى جــهـنّـم
كــــلّ شــــيءٍ أرومــــه لــــم أنــلـهُ
لـيـتـنـي لـــم أرِد ولا كــنـت أفــهـم
أنــــا أحــيــا مـــع الـحـيـاة ولــكـن
عــمــري مــيّـت الأمــانـي مـحـطّـم
لـيـتني – والـحـياة غُــرمٌ وغُـنمٌ –
نـلت مـن صـفوها عـلى العمر مغنم
#البردوني
قصيدة "مع الحياة"
ديوان #من_أرض_بلقيس
لماذا العدوُّ القصيُّ أقتربْ؟
لأنَّ القريبَ الحبيب أغتربْ
لماذا استشاطَ زحام الرَّمادِ؟
تذَكَّـر أعـراقَه فاضـطربْ
لأن (أبا لهـبٍ) لـم يمُـتْ
وكلُّ الذي مات ضوءُ اللَّهبْ
#البردوني_العظيم25
لأنَّ القريبَ الحبيب أغتربْ
لماذا استشاطَ زحام الرَّمادِ؟
تذَكَّـر أعـراقَه فاضـطربْ
لأن (أبا لهـبٍ) لـم يمُـتْ
وكلُّ الذي مات ضوءُ اللَّهبْ
#البردوني_العظيم25
قصيدة بنوك و ديوك
لنا بطونٌ.. ولديكم بنوك
هذي المآسي، نصبتكم ملوك
حرية المقهى لنا، عندكم
لكل بابٍ داخلي فكوك
* * *
من أي صنفٍ أنت؟ إني إلى
شيءٍ سوى ما في يديكم هلوك
لكم ثراءٌ، ولنا ثورةٌ
من أنت حتى تدعي، من أبوك؟
نصف يدي مغلولةٌ ههنا
ونصف زندي، عامل في “تبوك”
أنا الحواري، والقرى كلها
-كن مثل إحداها، سكوتاً تروك
-لأنني منها، فمي بعضها
– يخاف لا تدري غداً أين فوك
* * *
لنا شروطٌ، ولكم شرطةٌ
تخط بالكرباج (حسن السلوك)
لنا نقاواتٌ، لكم عكسها
فأينا أولى بمنح الصكوك؟
* * *
عن من تعادي؟ كل من تجتبي
ملوا نضالاً، والعدا أنهكوك
يا ضعفنا، تبدو لهم سافراً
يا ضعفهم، هيهات أن يدركوك
* * *
لكم سجونٌ، ولنا عنكمو
تجادلٌ مثل نقار الديوك
عنا تلوكون اللغات التي
نعني سواها، أي همسٍ نلوك؟
* * *
ظنونكم عنا يقينيةٌ
يقيتنا عنكم، كخوف الشكوك
لنا مناقيرٌ حماميةٌ
لكم مدىً عطشى، وجبن سفوك
* * *
أنتم تحوكون الذي لا نرى
وتستشفون الذي لا نحوك
هذا انتهاكٌ، بل عدائيةٌ
كل ضيائي عدو هتوك
قل غير هذا، لا تقل غيره
ملكت من يبغون أن يملكوك
يونيو 1980م
#البردوني
لنا بطونٌ.. ولديكم بنوك
هذي المآسي، نصبتكم ملوك
حرية المقهى لنا، عندكم
لكل بابٍ داخلي فكوك
* * *
من أي صنفٍ أنت؟ إني إلى
شيءٍ سوى ما في يديكم هلوك
لكم ثراءٌ، ولنا ثورةٌ
من أنت حتى تدعي، من أبوك؟
نصف يدي مغلولةٌ ههنا
ونصف زندي، عامل في “تبوك”
أنا الحواري، والقرى كلها
-كن مثل إحداها، سكوتاً تروك
-لأنني منها، فمي بعضها
– يخاف لا تدري غداً أين فوك
* * *
لنا شروطٌ، ولكم شرطةٌ
تخط بالكرباج (حسن السلوك)
لنا نقاواتٌ، لكم عكسها
فأينا أولى بمنح الصكوك؟
* * *
عن من تعادي؟ كل من تجتبي
ملوا نضالاً، والعدا أنهكوك
يا ضعفنا، تبدو لهم سافراً
يا ضعفهم، هيهات أن يدركوك
* * *
لكم سجونٌ، ولنا عنكمو
تجادلٌ مثل نقار الديوك
عنا تلوكون اللغات التي
نعني سواها، أي همسٍ نلوك؟
* * *
ظنونكم عنا يقينيةٌ
يقيتنا عنكم، كخوف الشكوك
لنا مناقيرٌ حماميةٌ
لكم مدىً عطشى، وجبن سفوك
* * *
أنتم تحوكون الذي لا نرى
وتستشفون الذي لا نحوك
هذا انتهاكٌ، بل عدائيةٌ
كل ضيائي عدو هتوك
قل غير هذا، لا تقل غيره
ملكت من يبغون أن يملكوك
يونيو 1980م
#البردوني
وأنتقت دون رؤية أو بصيره
فانتهت فاطيمة وهي (أروى)
ظاهراً.. خلفه سجل وسيره
وتسمت (بالقرمطي) ولكن
أنقصتها الممارسات القديره
فنفت وادعت.. كما شاء داع
لبست وجهها…وأخفت ضميره
وأسرت قدسا وأبدت شعاراً
خلفه – لو علمت – ألف شعيره
واستحرت خلف (النجاحي) وأدمى
في رباها خيوله وحميره
***
ثم صارت (مهدية) (ورسولا)
نزلت وادياً أضاعت شفيره
فأقامت في كل صقع إماما
هيأت نعشه وحاكت حريره
وتساقت دماَ وشوقاً إليه
وهي أظما إلى المياه النميره
***
من أتى..؟ عاصف من الترك طاغ
فلأمزق حلوقه وهديره
إنه يقذف السعير المدوي
فلأردد إلى حشاه سعيره
وأعدت له القبور إلى أن
دفنت عهده أجدت نظيره
***
وتراخى عهد عثير الليالي
وارتخت تحت ركبتيه عثيره
وبلا يقظة أفاقت ومدت
(حزيزاً) شعلة إلى (ضبر خيره)
***
وهناك انطفت وأطفت وقالوا:
خبزت للخلود أشهى فطيره
وحكوا: أنها أرادت.. ولكن
جيدها المنحني قد اعتاد نيره
وطوت أربعاً وعشراً، مناها
مسرعات لكن خطاها قصيره
***
ربما تخدع البروق عيوني
ربما تحتها غيوث غزيره
أي شيء أريد؟ ما عدت أغفو
أقلق العصر مرقدي وشخيره
***
هنا أنهت الإمامات، هبت
من أساها تقود أبهى مسيره
هل (أيلول) مولداً وربيعاً
لم تزل تحمل الفصول عبيره
وقلاعاً تثني المغيرين صرعى
وتلالا مججات مغيره
***
ثم ماذا أسمت (سعيداً) (نبيلاً)
ودعت (شعلة) (هدى) أو (سميره)
غيرت شعر جلدها وهي لما
تتغير ول تغير وتيره
فترة واجتلت قناعا يحلي
جبهات إلى القفا مستديره
أصبحت أطوع المطايا ولكن
بالتواء الدروب ليست خبيره
***
فلأسافر كعادتي كل قفر
ذبت في نبته سكنت صفيره
ورمادي خلفي يعد رجوعي
يعجن الريح باحثاً عن خميره
***
رحل النبع من جذوري فهيا
يا هشيم الغصون نتبع خريره
وإلى أين – يا منافي.. أخيراً..؟
وتشظت في كل منفى أجيره
هكذا ما حرى لأن بلادي
ثروة الآخرين، وهي الفقيره
***
#البردوني
يوليو 1973م
فانتهت فاطيمة وهي (أروى)
ظاهراً.. خلفه سجل وسيره
وتسمت (بالقرمطي) ولكن
أنقصتها الممارسات القديره
فنفت وادعت.. كما شاء داع
لبست وجهها…وأخفت ضميره
وأسرت قدسا وأبدت شعاراً
خلفه – لو علمت – ألف شعيره
واستحرت خلف (النجاحي) وأدمى
في رباها خيوله وحميره
***
ثم صارت (مهدية) (ورسولا)
نزلت وادياً أضاعت شفيره
فأقامت في كل صقع إماما
هيأت نعشه وحاكت حريره
وتساقت دماَ وشوقاً إليه
وهي أظما إلى المياه النميره
***
من أتى..؟ عاصف من الترك طاغ
فلأمزق حلوقه وهديره
إنه يقذف السعير المدوي
فلأردد إلى حشاه سعيره
وأعدت له القبور إلى أن
دفنت عهده أجدت نظيره
***
وتراخى عهد عثير الليالي
وارتخت تحت ركبتيه عثيره
وبلا يقظة أفاقت ومدت
(حزيزاً) شعلة إلى (ضبر خيره)
***
وهناك انطفت وأطفت وقالوا:
خبزت للخلود أشهى فطيره
وحكوا: أنها أرادت.. ولكن
جيدها المنحني قد اعتاد نيره
وطوت أربعاً وعشراً، مناها
مسرعات لكن خطاها قصيره
***
ربما تخدع البروق عيوني
ربما تحتها غيوث غزيره
أي شيء أريد؟ ما عدت أغفو
أقلق العصر مرقدي وشخيره
***
هنا أنهت الإمامات، هبت
من أساها تقود أبهى مسيره
هل (أيلول) مولداً وربيعاً
لم تزل تحمل الفصول عبيره
وقلاعاً تثني المغيرين صرعى
وتلالا مججات مغيره
***
ثم ماذا أسمت (سعيداً) (نبيلاً)
ودعت (شعلة) (هدى) أو (سميره)
غيرت شعر جلدها وهي لما
تتغير ول تغير وتيره
فترة واجتلت قناعا يحلي
جبهات إلى القفا مستديره
أصبحت أطوع المطايا ولكن
بالتواء الدروب ليست خبيره
***
فلأسافر كعادتي كل قفر
ذبت في نبته سكنت صفيره
ورمادي خلفي يعد رجوعي
يعجن الريح باحثاً عن خميره
***
رحل النبع من جذوري فهيا
يا هشيم الغصون نتبع خريره
وإلى أين – يا منافي.. أخيراً..؟
وتشظت في كل منفى أجيره
هكذا ما حرى لأن بلادي
ثروة الآخرين، وهي الفقيره
***
#البردوني
يوليو 1973م
#صادق_الحيجنه
لم اجد ما يوصف المشهد اصدق من قصيدة الشاعر المبدع عبدالله البردوني ( زحف العروبة ) وكأنه كتبها لنا اليوم رحمة الله عليه
الـيوم ألـقى فـي “دمـشق” بـني أبي
وأبــث أهـلـي فــي الـكـنانة مــا بــي
وأبـــث أجــدادي بـنـي غـسـان فــي
ربـــوات “جـلّـق” مـحـنتي وعـذابـي
وأهــيـم والأنــسـام تـنـشـر ذكــرهـم
حــولـي فـتـنـضح بـالـعـطور ثـيـابي
وأهــز فــي تــرب “الـمـعرة” شـاعـراً
مـثـلـي: تــوحـد خـطـبـه ومـصـابـي
وأعــود أســأل “جـلّـقاً” عــن عـهدها
“بـــأمــيــةٍ” وبــفــتـحـهـا الـــغـــلابِ
صـورٌ مـن الـماضي تـهامس خاطري
كــتــهـامـسِ الــعــشـاق بـــالأهــدابِ
دعــنـي أغـــرد فـالـعـروبة روضـتـي
ورحـــاب مـوطـنـها الـكـبير رحـابـي
“فدمشق” بستاني “ومصر” جداولي
وشـعـاب “مـكة” مـسرحي وشـعابي
وســمـاء “لـبـنـانٍ” سـمـاي ومــوردي
“بــردى” ودجـلـة والـفـرات شـرابـي
وديــــار عــمــانٍ” ديــــاري.. أهــلـهـا
أهـلـي وأصـحـاب الـعـراق صـحـابي
بـل إخـوتي ودم “الـرشيد” يفور في
أعـصـابـهم ويــضـج فـــي أعـصـابي
شـعـب الـعـراق وإن أطــال سـكـوتهُ
فــســكــوتـه الإنـــــــذار لـــلإرهـــابِ
ســل عـنـه ســل عـبـدالإله وفـيـصلاً
يــبـلـغـك صـرعـهـمـا أتــــم جــــوابِ
لــن يـخـفض الـهامات لـلطاغي ولـم
يــخـضـع رؤوس الــقــوم لــلأذنــابِ
وطـــن الـعـروبـة مـوطـنـي أعــيـاده
عـيـدي، وشـكـوى إخـوتـي أوصـابي
فـاترك جـناحي حيث يهوى تحتضن
جــــو الــعـروبـة جـيـئـتي وذهــابـي
يــا ابـن الـعروبة شـد فـي كـفي يـداً
نــنــفـض غــبــار الــــذل والأتــعــابِ
فـهـنا هـنـا الـيـمن الـخـصيب مـقـابرٌ
ودمٌ مـــبـــاحٌ واحــتــشــاد ذئـــــابِ
ذكــره بـالـماضي عـسـى يـبني عـلى
أضـــوائــه مـــجــداً أعـــــز جــنــابِ
ذكـــــره بــالـتـاريـخ واذكـــــر أنـــــه
شـعـب الـحـضارة مـشرق الأحـسابِ
صــنــع الــحـضـارة والـعـوالـم نـــومٌ
والــدهـر طــفـل فـــي مـهـود تــرابِ
ومـشى عـلى قممم الدهور إلى العلا
وبـنى الـصروح عـلى ربـى الأحـقابِ
وهـدى الـسبيل إلـى الحضارة والدنا
فــي الـتـيه لــم يـحلم بـلمح شـهابِ
فـمـتى يـفيق عـلى الـشروق ويـومه
يــبـدو ويـخـفـى كـالـشعاع الـخـابي
يــا شـعـب مــزق كــل طـاغٍ وانـتزع
عــــن ســارقـيـك مــهـابـة الأربــــابِ
وأحــذر رجــالاً كـالوحوش كـسوتهم
خـلـعـاً مـــن “الأجـــواخ” والألــقـابِ
خـنـقوا الـبـلاد وجـورهـم وعـتـوهم
كــل الـصـواب وفـصـل كــل خـطابِ
لـــم يـحـسـبوا لـلـشعب لـكـن عـنـده
لـلـعـابـثـيـن بـــــه أشـــــد حـــســابِ
صـمت الشعوب على الطغاة وعنفهم
صـمت الـصواعق فـي بطون سحابِ
فـاحـذر رجــالاً كـالوحوش هـمومهم
ســلـب الـحـمى والـفـخر بـالأسـلابِ
شـهـدوا تـقـدمك الـسـريع فـأسرعوا
يـتـراجـعـون بــــه عــلــى الأعــقـابِ
لــم يـحـسنوا صـدقاً ولا كـذباً سـوى
حــيـل الـغـبـي وخــدعـة الـمـتـغابي
قــــل لــلإمــام: وإن تـحـفـز سـيـفـه
أعـــوانــك الأخـــيــار شــــر ذئــــابِ
يــومـون عــنـدك بـالـسجود وعـنـدنا
يـــومـــون بــالأظــفــار والأنـــيـــابِ
هــم فــي كـراسـيهم قـيـاصرةٌ وهـم
عــنــد الأمــيــر عــجـائـز الـمـحـرابِ
يـتـمـلـقون ويـبـلـغـون إلــــى الــعـلا
بــخـداعـهـم وبــأخــبـث الأســـبــابِ
مـــن كـــل مـعـسـول الـنـفـاق كــأنـه
حـسـناً تـتـاجر فــي الـهـوى وتـرابـي
وغـداً سـيحرقون فـي وهـج الـسنى
وكــأنـهـم كــانــوا خــــداع ســــرابِ
وتـفيق “صنعاء” الجديد على الهدى
والــوحـدة الـكـبـرى عــلـى الأبــوابِ
للشاعر / عبدالله البردوني
من قصيدة: زحف العروبة
ديوان: في طريق الفجر
#بردونيات #البردوني #عبدالله_البردوني
لم اجد ما يوصف المشهد اصدق من قصيدة الشاعر المبدع عبدالله البردوني ( زحف العروبة ) وكأنه كتبها لنا اليوم رحمة الله عليه
الـيوم ألـقى فـي “دمـشق” بـني أبي
وأبــث أهـلـي فــي الـكـنانة مــا بــي
وأبـــث أجــدادي بـنـي غـسـان فــي
ربـــوات “جـلّـق” مـحـنتي وعـذابـي
وأهــيـم والأنــسـام تـنـشـر ذكــرهـم
حــولـي فـتـنـضح بـالـعـطور ثـيـابي
وأهــز فــي تــرب “الـمـعرة” شـاعـراً
مـثـلـي: تــوحـد خـطـبـه ومـصـابـي
وأعــود أســأل “جـلّـقاً” عــن عـهدها
“بـــأمــيــةٍ” وبــفــتـحـهـا الـــغـــلابِ
صـورٌ مـن الـماضي تـهامس خاطري
كــتــهـامـسِ الــعــشـاق بـــالأهــدابِ
دعــنـي أغـــرد فـالـعـروبة روضـتـي
ورحـــاب مـوطـنـها الـكـبير رحـابـي
“فدمشق” بستاني “ومصر” جداولي
وشـعـاب “مـكة” مـسرحي وشـعابي
وســمـاء “لـبـنـانٍ” سـمـاي ومــوردي
“بــردى” ودجـلـة والـفـرات شـرابـي
وديــــار عــمــانٍ” ديــــاري.. أهــلـهـا
أهـلـي وأصـحـاب الـعـراق صـحـابي
بـل إخـوتي ودم “الـرشيد” يفور في
أعـصـابـهم ويــضـج فـــي أعـصـابي
شـعـب الـعـراق وإن أطــال سـكـوتهُ
فــســكــوتـه الإنـــــــذار لـــلإرهـــابِ
ســل عـنـه ســل عـبـدالإله وفـيـصلاً
يــبـلـغـك صـرعـهـمـا أتــــم جــــوابِ
لــن يـخـفض الـهامات لـلطاغي ولـم
يــخـضـع رؤوس الــقــوم لــلأذنــابِ
وطـــن الـعـروبـة مـوطـنـي أعــيـاده
عـيـدي، وشـكـوى إخـوتـي أوصـابي
فـاترك جـناحي حيث يهوى تحتضن
جــــو الــعـروبـة جـيـئـتي وذهــابـي
يــا ابـن الـعروبة شـد فـي كـفي يـداً
نــنــفـض غــبــار الــــذل والأتــعــابِ
فـهـنا هـنـا الـيـمن الـخـصيب مـقـابرٌ
ودمٌ مـــبـــاحٌ واحــتــشــاد ذئـــــابِ
ذكــره بـالـماضي عـسـى يـبني عـلى
أضـــوائــه مـــجــداً أعـــــز جــنــابِ
ذكـــــره بــالـتـاريـخ واذكـــــر أنـــــه
شـعـب الـحـضارة مـشرق الأحـسابِ
صــنــع الــحـضـارة والـعـوالـم نـــومٌ
والــدهـر طــفـل فـــي مـهـود تــرابِ
ومـشى عـلى قممم الدهور إلى العلا
وبـنى الـصروح عـلى ربـى الأحـقابِ
وهـدى الـسبيل إلـى الحضارة والدنا
فــي الـتـيه لــم يـحلم بـلمح شـهابِ
فـمـتى يـفيق عـلى الـشروق ويـومه
يــبـدو ويـخـفـى كـالـشعاع الـخـابي
يــا شـعـب مــزق كــل طـاغٍ وانـتزع
عــــن ســارقـيـك مــهـابـة الأربــــابِ
وأحــذر رجــالاً كـالوحوش كـسوتهم
خـلـعـاً مـــن “الأجـــواخ” والألــقـابِ
خـنـقوا الـبـلاد وجـورهـم وعـتـوهم
كــل الـصـواب وفـصـل كــل خـطابِ
لـــم يـحـسـبوا لـلـشعب لـكـن عـنـده
لـلـعـابـثـيـن بـــــه أشـــــد حـــســابِ
صـمت الشعوب على الطغاة وعنفهم
صـمت الـصواعق فـي بطون سحابِ
فـاحـذر رجــالاً كـالوحوش هـمومهم
ســلـب الـحـمى والـفـخر بـالأسـلابِ
شـهـدوا تـقـدمك الـسـريع فـأسرعوا
يـتـراجـعـون بــــه عــلــى الأعــقـابِ
لــم يـحـسنوا صـدقاً ولا كـذباً سـوى
حــيـل الـغـبـي وخــدعـة الـمـتـغابي
قــــل لــلإمــام: وإن تـحـفـز سـيـفـه
أعـــوانــك الأخـــيــار شــــر ذئــــابِ
يــومـون عــنـدك بـالـسجود وعـنـدنا
يـــومـــون بــالأظــفــار والأنـــيـــابِ
هــم فــي كـراسـيهم قـيـاصرةٌ وهـم
عــنــد الأمــيــر عــجـائـز الـمـحـرابِ
يـتـمـلـقون ويـبـلـغـون إلــــى الــعـلا
بــخـداعـهـم وبــأخــبـث الأســـبــابِ
مـــن كـــل مـعـسـول الـنـفـاق كــأنـه
حـسـناً تـتـاجر فــي الـهـوى وتـرابـي
وغـداً سـيحرقون فـي وهـج الـسنى
وكــأنـهـم كــانــوا خــــداع ســــرابِ
وتـفيق “صنعاء” الجديد على الهدى
والــوحـدة الـكـبـرى عــلـى الأبــوابِ
للشاعر / عبدالله البردوني
من قصيدة: زحف العروبة
ديوان: في طريق الفجر
#بردونيات #البردوني #عبدالله_البردوني
#البردوني
من منزل الفنان أيوب طارش، تظهر صورة الشاعر عبدالله البردُّوني والموسيقار محمد عبدالوهاب معلقة على الجدار.
#اليمن
ايوب طارش Ayoub Taresh
نغني لنخترقَ المفزعاتِ
لنجتثَّ من دَمِنا الإنهلاعْ
نغني لنخترعَ المستحيلَ
لتخلقنا شهوةُ الإختراعْ
أيا (أم كلثوم) أشهى التلاقي
بحضنِ المنايا، وأحلى الوداعْ
هناك انهيارٌ يشيدُ الشموخَ
فراقٌ يؤدي لأهنا اجتماعْ
فقد أصبح الموتُ يا بنت مصرَ
على قبضةِ الموتِ أقوى امتناعْ
فمن لم يَمُت كي تجدَّ الحياةُ
يمت مطمئناً لكي لا يُباعْ
لأنَّ المماتَ التجاري يجيءُ
من الضيقِ، كي يستزيدَ اتساعْ
فيا (أم كلثوم) غني رصاصاً
يُحنّي صراعاً، ويَشْوي صراعْ
ألوفٌ كيوسفَ تحت السياط
بلا تهمةٍ باستراقِ (الصواعْ)
ويا (قيس) ليلى على كل سوقٍ
تموت سفاحاً، تجرُّ اقتلاعْ
ويا (أحمد بن الحسين) انتبه
فـ (كافور) مازال حياً مُطاعْ
ويا(حافظ) اغضب غدت (دنشواي)
بمصر العزيزة كل البقاعْ
من منزل الفنان أيوب طارش، تظهر صورة الشاعر عبدالله البردُّوني والموسيقار محمد عبدالوهاب معلقة على الجدار.
#اليمن
ايوب طارش Ayoub Taresh
نغني لنخترقَ المفزعاتِ
لنجتثَّ من دَمِنا الإنهلاعْ
نغني لنخترعَ المستحيلَ
لتخلقنا شهوةُ الإختراعْ
أيا (أم كلثوم) أشهى التلاقي
بحضنِ المنايا، وأحلى الوداعْ
هناك انهيارٌ يشيدُ الشموخَ
فراقٌ يؤدي لأهنا اجتماعْ
فقد أصبح الموتُ يا بنت مصرَ
على قبضةِ الموتِ أقوى امتناعْ
فمن لم يَمُت كي تجدَّ الحياةُ
يمت مطمئناً لكي لا يُباعْ
لأنَّ المماتَ التجاري يجيءُ
من الضيقِ، كي يستزيدَ اتساعْ
فيا (أم كلثوم) غني رصاصاً
يُحنّي صراعاً، ويَشْوي صراعْ
ألوفٌ كيوسفَ تحت السياط
بلا تهمةٍ باستراقِ (الصواعْ)
ويا (قيس) ليلى على كل سوقٍ
تموت سفاحاً، تجرُّ اقتلاعْ
ويا (أحمد بن الحسين) انتبه
فـ (كافور) مازال حياً مُطاعْ
ويا(حافظ) اغضب غدت (دنشواي)
بمصر العزيزة كل البقاعْ
أشباه ناس وخيرات البلاد لهم
يا للرجال ، وشعبٌ جائعٌ عاري
أشباه ناس دنانير البلاد لهم
ووزنهم لا يساوي ربع دينارِ
أكاد أسخر منهم ثم تضحكني
دعواهم أنهم أصحاب أفكارِ
الآكلون جراح الشعب تخبرنا
ثيابهم أنهم آلات أشرارِ
ويلٌ وويلٌ لأعداء البلاد إذا
ضج السكون وهبت غضبة الثارِ
#البردوني
يا للرجال ، وشعبٌ جائعٌ عاري
أشباه ناس دنانير البلاد لهم
ووزنهم لا يساوي ربع دينارِ
أكاد أسخر منهم ثم تضحكني
دعواهم أنهم أصحاب أفكارِ
الآكلون جراح الشعب تخبرنا
ثيابهم أنهم آلات أشرارِ
ويلٌ وويلٌ لأعداء البلاد إذا
ضج السكون وهبت غضبة الثارِ
#البردوني
في حضرة #العيد
يقولون جئتَ ف ماذا جرى؟
وماذا تجلّىوماذا اعترى؟
أتدري لماذا تبول عليك
قصور الإذاعات والأوبرا؟
تراك الأغاني جديد الشروق
فأي جديد مفيدٍ تَرى؟
تزيد البيوت، السجون، القبور
فهل زاد شبراً أديمُ الثرى؟
وهذي البهارج هل بينها
وبين المسرّات أدنى العُرى؟
* * *
أليس المآسي بأظلافهنَّ
وسمنَ الأساطير والأشهرا؟
فتلك صبت يوم طوفان نوح
وذي أذبلَت في الصبا حمِيرا
وهذي شوت (كربلا)، بنتُها
على (الزنج) صبّت لظىً أغبرا
ومَن أصبحت (أورشليم) ارتدت
سواها وكان اسمها (خيبرا)
* * *
أشبن الدهور وماشبن، كيف
نضوج الوبال الذي أدهرا؟
رمين هنا وهنا بالغزاةِ
وجرّحن بالشُّرَّد المهجرا
تغايرن مثل فصول السنين
وأشبهن في الزرقة الأبحرا
* * *
فهذي دخانيةٌ، أختها
جليديَّةٌ تلبسُ الأسمرا
وتلك اسمها النفط، هذي الجفاف
وتيك اسمها السِّيخ والكُنترا
وأخرى بلا اسمٍ وأخرى بلا
صفاتٍ، وموصوفةٌ لا تُرى
* * *
فياعيد أين هلال الشعوب
لماذا انطفا قبل أن يُقمِرا؟
أخِلت زمان الغزاة انقضى؟
فهذا الهشيم الذي أثمرا
برغمي حسا الأطلسيُّ الخليج
ولصَّت عيون المها (بربرا)
* * *
وهذي القناديل هل تستبيك
أليس دجاها عليها افترى؟
أتسألُها عن سهاد الرصاص
ومِن أين يسري وكيف انبرى؟
ولا تدَّريه رعاة النجوم
لمأتاه مِن حيث لا يُدَّرى
لقد كان (غارُ حرىً) مأمناً
فأمسى الردى ينبري مِن حُرى
وهذي الإضاءات لا تهتدي
وتَهدي المسدس والخنجرا
* * *
فياعيد مَن عبَّأ الضوء موتاً
ودسَّ بآباطه العسكرا؟
وعلَّمه أن يحيل المرور
ندىً أسوَداً وحصىً أحمرا
ولم يكنس القتل أضنى البيوت؟
أمِنها يسمِّنُ رمل العرا؟
* * *
أيفتيك هذا السنى كم رأى
يقين الضحايا وفيها امترى
أما تجتلي كل برقٍ يفرُّ
مِن الرعد مِن قبل أن يُمطرا؟
إذا لم تشاهد ظلام الضيا
زريّاً، فأيكما المُزدرا؟
* * *
هل الأرض غير التي زرت أمس؟
أطارت بحورٌ وماجت ذُرى؟
أتسمع أبواق هذا وذاك
تزفُّ على الريح قيء الهُرا؟
أما كان للريح كل الفضا
فمن ذا احتواها ومَن ذا اكترا؟
* * *
أنا ضيفك الآن ماذا دهاك
وأنسى محيّاك خصب القِرى؟
تريد أُهنِّي بك العالمَينْ
وأرجو لك السُّكْر والسُّكَّرا
وأحدوا إلى كل ملهىً خطاك
وأسترقص الليل والسمَّرا
وهل أنت تعرف ماذا حملت
فيدري المغني بما بَشَّرا؟
* * *
يرى السُّوقُ طالعَك (المشتري)
فكم باع لحماًوماذا اشترى؟
دعوا ذاك نجمي، ولكن متى
أمَن كان يدري طوى ما درى؟
* * *
وهل أنت غيرُك في كل عامٍ
أبدَّلْتَ في السير أو في السُّرى؟
ترى جئت أم عدت؟ قد أنتحي
أماماً وانتهج القهقرى
تُحنّي بماء الحديث القديمَ
وتَرقَعُ بالمقبل المُدبرا
* * *
لماذا تعود ولاينثني
إلى العُمْر أموات هذا الورى؟
فيرجع (أخيَلْ) يحث الخيول
إلى قلب (يافا) و(انكلترا)
فقد أَفرَخ الرُّوم عشرين روماً
وقد تُفرخ الكثرةُ الأكثرا
ويرتدُّ (عمرو بن معدي) يذود
(ضباع الغلا) عن (ليوث الشَّرى)
يصيح: أرى (نخعَاً) مثلما
عهدتُ ولا ألمح (الأشترا)
ويجري على إثره (ذو القروح)
بمكنون رحلته مُخبرا
إلى القبر مِن سجن “روما” خرجتُ
ظفرت بموتين مِن قيصرا
فهل ذاك (دمّون) يا صاحبي؟
أنشكو إليه لكي نُعذرا؟
ويشدو: قفانبك، تسعى البيوت
إليه وتستنفر الأقبُرا
فينساح (عبد يغوثٍ) يعبُّ
نشيد الرواعي سناً أخضرا
ويستخبر (القات) عن دارهِ
وعن حال أغنامه (الصعترا)
ويصدع في (حضرموت) الرِّدا
ويحتزُّ في (حجَّةَ) المئزرا
* * *
أيغريك يا عيد ركض القصيد
وأن يتبع الشاعر الأشعرا؟
وهل تستجيد إذا غاب (قَسٌّ)
أتى (باقِلٌ) يركب المِنبرا؟
* * *
لماذا ترى وجه هذا الزمان
كما يقرأ الأعمش الدفترا؟
أيعييك عصرٌ يقولون أنت
مخضت لأيامه الأعصرا؟
* * *
أتأمل أن ينثني ذات يومٍ
(عكاظٌ) وعشاق (وادي القُرى)؟
فيصبو (نزارٌ) إلى (عَزَّةٍ)
ويُصبي (وفا وجديَ) (الشنفرى)
ويمتد سوقٌ بلا أزمةٍ
ويأتي الصعيد الذي أصحرا
فتلقى العصور التي جُبتها
وماشِمت حوليك مستعمِرا
* * *
ألا تحلم الليل كالكادحين
وتلقى ضحىً عكس رؤيا الكرى؟
سكتَّ لماذا ، لسقم الكلام
أو ان السؤال عليك اجترا؟
لعلمي بأن الخطير المخيف
يحثُّ على نفسه الأخطرا
#البردوني
1988م
يقولون جئتَ ف ماذا جرى؟
وماذا تجلّىوماذا اعترى؟
أتدري لماذا تبول عليك
قصور الإذاعات والأوبرا؟
تراك الأغاني جديد الشروق
فأي جديد مفيدٍ تَرى؟
تزيد البيوت، السجون، القبور
فهل زاد شبراً أديمُ الثرى؟
وهذي البهارج هل بينها
وبين المسرّات أدنى العُرى؟
* * *
أليس المآسي بأظلافهنَّ
وسمنَ الأساطير والأشهرا؟
فتلك صبت يوم طوفان نوح
وذي أذبلَت في الصبا حمِيرا
وهذي شوت (كربلا)، بنتُها
على (الزنج) صبّت لظىً أغبرا
ومَن أصبحت (أورشليم) ارتدت
سواها وكان اسمها (خيبرا)
* * *
أشبن الدهور وماشبن، كيف
نضوج الوبال الذي أدهرا؟
رمين هنا وهنا بالغزاةِ
وجرّحن بالشُّرَّد المهجرا
تغايرن مثل فصول السنين
وأشبهن في الزرقة الأبحرا
* * *
فهذي دخانيةٌ، أختها
جليديَّةٌ تلبسُ الأسمرا
وتلك اسمها النفط، هذي الجفاف
وتيك اسمها السِّيخ والكُنترا
وأخرى بلا اسمٍ وأخرى بلا
صفاتٍ، وموصوفةٌ لا تُرى
* * *
فياعيد أين هلال الشعوب
لماذا انطفا قبل أن يُقمِرا؟
أخِلت زمان الغزاة انقضى؟
فهذا الهشيم الذي أثمرا
برغمي حسا الأطلسيُّ الخليج
ولصَّت عيون المها (بربرا)
* * *
وهذي القناديل هل تستبيك
أليس دجاها عليها افترى؟
أتسألُها عن سهاد الرصاص
ومِن أين يسري وكيف انبرى؟
ولا تدَّريه رعاة النجوم
لمأتاه مِن حيث لا يُدَّرى
لقد كان (غارُ حرىً) مأمناً
فأمسى الردى ينبري مِن حُرى
وهذي الإضاءات لا تهتدي
وتَهدي المسدس والخنجرا
* * *
فياعيد مَن عبَّأ الضوء موتاً
ودسَّ بآباطه العسكرا؟
وعلَّمه أن يحيل المرور
ندىً أسوَداً وحصىً أحمرا
ولم يكنس القتل أضنى البيوت؟
أمِنها يسمِّنُ رمل العرا؟
* * *
أيفتيك هذا السنى كم رأى
يقين الضحايا وفيها امترى
أما تجتلي كل برقٍ يفرُّ
مِن الرعد مِن قبل أن يُمطرا؟
إذا لم تشاهد ظلام الضيا
زريّاً، فأيكما المُزدرا؟
* * *
هل الأرض غير التي زرت أمس؟
أطارت بحورٌ وماجت ذُرى؟
أتسمع أبواق هذا وذاك
تزفُّ على الريح قيء الهُرا؟
أما كان للريح كل الفضا
فمن ذا احتواها ومَن ذا اكترا؟
* * *
أنا ضيفك الآن ماذا دهاك
وأنسى محيّاك خصب القِرى؟
تريد أُهنِّي بك العالمَينْ
وأرجو لك السُّكْر والسُّكَّرا
وأحدوا إلى كل ملهىً خطاك
وأسترقص الليل والسمَّرا
وهل أنت تعرف ماذا حملت
فيدري المغني بما بَشَّرا؟
* * *
يرى السُّوقُ طالعَك (المشتري)
فكم باع لحماًوماذا اشترى؟
دعوا ذاك نجمي، ولكن متى
أمَن كان يدري طوى ما درى؟
* * *
وهل أنت غيرُك في كل عامٍ
أبدَّلْتَ في السير أو في السُّرى؟
ترى جئت أم عدت؟ قد أنتحي
أماماً وانتهج القهقرى
تُحنّي بماء الحديث القديمَ
وتَرقَعُ بالمقبل المُدبرا
* * *
لماذا تعود ولاينثني
إلى العُمْر أموات هذا الورى؟
فيرجع (أخيَلْ) يحث الخيول
إلى قلب (يافا) و(انكلترا)
فقد أَفرَخ الرُّوم عشرين روماً
وقد تُفرخ الكثرةُ الأكثرا
ويرتدُّ (عمرو بن معدي) يذود
(ضباع الغلا) عن (ليوث الشَّرى)
يصيح: أرى (نخعَاً) مثلما
عهدتُ ولا ألمح (الأشترا)
ويجري على إثره (ذو القروح)
بمكنون رحلته مُخبرا
إلى القبر مِن سجن “روما” خرجتُ
ظفرت بموتين مِن قيصرا
فهل ذاك (دمّون) يا صاحبي؟
أنشكو إليه لكي نُعذرا؟
ويشدو: قفانبك، تسعى البيوت
إليه وتستنفر الأقبُرا
فينساح (عبد يغوثٍ) يعبُّ
نشيد الرواعي سناً أخضرا
ويستخبر (القات) عن دارهِ
وعن حال أغنامه (الصعترا)
ويصدع في (حضرموت) الرِّدا
ويحتزُّ في (حجَّةَ) المئزرا
* * *
أيغريك يا عيد ركض القصيد
وأن يتبع الشاعر الأشعرا؟
وهل تستجيد إذا غاب (قَسٌّ)
أتى (باقِلٌ) يركب المِنبرا؟
* * *
لماذا ترى وجه هذا الزمان
كما يقرأ الأعمش الدفترا؟
أيعييك عصرٌ يقولون أنت
مخضت لأيامه الأعصرا؟
* * *
أتأمل أن ينثني ذات يومٍ
(عكاظٌ) وعشاق (وادي القُرى)؟
فيصبو (نزارٌ) إلى (عَزَّةٍ)
ويُصبي (وفا وجديَ) (الشنفرى)
ويمتد سوقٌ بلا أزمةٍ
ويأتي الصعيد الذي أصحرا
فتلقى العصور التي جُبتها
وماشِمت حوليك مستعمِرا
* * *
ألا تحلم الليل كالكادحين
وتلقى ضحىً عكس رؤيا الكرى؟
سكتَّ لماذا ، لسقم الكلام
أو ان السؤال عليك اجترا؟
لعلمي بأن الخطير المخيف
يحثُّ على نفسه الأخطرا
#البردوني
1988م
#البردوني #متنبي و #متنبئ اليمن
#صنعاء
ماذا عَن القوم؟! لا عادُوا، ولا وَصَلُوا
ولا عَلِمنا بأيِّ الأرضِ قد نَزَلوا
هل أحرَزوا النصر؟ أين الريحُ تُخبرنا
ما عادت الريحُ بالأخبارِ ترتحلُ
زادُوا على تَعَبي خَوفاً ومَسكَنَةً
جادُوا عليّ، ألا يا ليتهم بَخِلوا
يا سامُ أَسألُ نفسي مَحضَ أسئلةٍ
أرجو الجوابَ، ولكن تَبخَلُ الجُملُ
يَموت فيها كلامُ الشعر في لغتي
وفي شفاهِ العذارى تُنحَرُ القُبَلُ
ماذا أقولُ لِصنعا حين تسألني
عنهم، أَلَم تَدرِ صنعا أنهم ثَمِلُوا؟
تبكي وتندب قوماً كلما خرجوا
من مَعبرٍ مظلمٍ في مِثلِهِ دَخلوا
كأنهم وسْط نارِ الحرب موقدُها
في الأرض، ما خُلقوا إلا لِيقتتلوا
يا سامُ قُم لترى صنعاءَ منهكةً
طغى عليها الفتى الملعونُ والعِللُ
تدورُ حولَ مفاهيمٍ مُزيفةٍ
كما تَدورُ على العصّارةِ الإبلُ
يا سامُ قُم لِتَرى صنعاءَ مُوجَعةً
تُبدِي الدموعَ، فَتُبدي صَمتَها الدولُ
بكاؤُها اليومَ يُبكي كُلَّ ذي خلدٍ
وخلفهُ نفخةٌ يَرمِي بها الأزلُ
وأنتَ تَسكن في قبرٍ، وتترك ما
بَنيتَ، والأرضُ جرحٌ ليس يندملُ
يا سامُ قُم لترى صنعاءَ، إِنَّ بها
قوماً يزيدون جوعاً كلما أكلوا
ذئبٌ تَذمَّر مِن ظُلم الحياةِ، ومن
جَورِ القويِّ وفي أنيابهِ حَملُ
لا شأنَ لي بعليٍّ أو معاويةً
ولا بمن رفضوا حكماً ومَن قبِلوا
شيخٌ يُفتّش في التوراةِ ليس له
شغلٌ سوى المدحِ في أمجادِ مَن رحلوا
أتى لِيُشبعَ جُوعِي ثم أشبعني
مَوتاً، وها أنذا في القبر احتفلُ
أتى يُضمّد جرحي ثم وسَّعَهُ
نجاسةٍ بلعابِ الكلب تَغتَسِلُ
تقولُ صنعا بأن الحظَّ يكرهُها
وإن دَنَت مِن سبيلٍ أغلِقت سُبلُ
قالت لنا: ذاك ربي، ذاك أكبرُهُم
جهلاً بهم، ثم تابَت بعدما أفلوا
المشتري بائعٌ، والأرضُ واقفةٌ
قل لي لمن تنشد الأشعارَ يا زُحلُ؟
هم يَكذبون عليها كلما نَطَقوا:
نحن العروبةُ يا صنعا.. ونَحن أُولُو
سنَقتل الظلمَ غدراً لا مقارعةً
وحين تؤمِنُ صَنعا تَكفُرُ الحِيلُ
وحين تَسمعُ ما قالوه يُخجلها
سَماعُهُ، والذي قالُوهُ ما خَجلوا
يا سامُ قُم لِترى صنعاءَ أغنيةً
بغى على لحنِها التقليدُ والمللُ
كانت تفوحُ بطِيبٍ ثم حوّلها
إلى دُخَانٍ، وأضحى يُضرَبُ المَثلُ
الداءُ من جهةٍ، والفقرُ من جهةٍ
والشَّرُّ مُنفَتحٌ، والخيرُ مُنقَفِلُ
ما للظفائر يا بلقيسُ تأكلها
نارٌ بها هذه من تلك تشتعلُ
عودي كما كنت أُمّاً كي أعودَ أباً
منك البخور ومني البنُّ والعسلُ
يا مَن يُعلمني نحواً وتَوريةً
تعال أخبِرْكَ ماذا يَصنع البَدلُ
لا تَحسبِ الأرضَ عن إنجابِها عَقِرت
مِن كُلِّ صَخرٍ سَيأتي لِلفِدا جَبَلُ
فالغصنُ يُنبتُ غصناً حين نَقطعه
والليلُ يُنجبُ صبحاً حين يَكتملُ
سَتمطر الأرضُ يَوماً رغم شِحّتِها
ومِن بطونِ المآسي يُولَدُ الأملُ
#صنعاء
ماذا عَن القوم؟! لا عادُوا، ولا وَصَلُوا
ولا عَلِمنا بأيِّ الأرضِ قد نَزَلوا
هل أحرَزوا النصر؟ أين الريحُ تُخبرنا
ما عادت الريحُ بالأخبارِ ترتحلُ
زادُوا على تَعَبي خَوفاً ومَسكَنَةً
جادُوا عليّ، ألا يا ليتهم بَخِلوا
يا سامُ أَسألُ نفسي مَحضَ أسئلةٍ
أرجو الجوابَ، ولكن تَبخَلُ الجُملُ
يَموت فيها كلامُ الشعر في لغتي
وفي شفاهِ العذارى تُنحَرُ القُبَلُ
ماذا أقولُ لِصنعا حين تسألني
عنهم، أَلَم تَدرِ صنعا أنهم ثَمِلُوا؟
تبكي وتندب قوماً كلما خرجوا
من مَعبرٍ مظلمٍ في مِثلِهِ دَخلوا
كأنهم وسْط نارِ الحرب موقدُها
في الأرض، ما خُلقوا إلا لِيقتتلوا
يا سامُ قُم لترى صنعاءَ منهكةً
طغى عليها الفتى الملعونُ والعِللُ
تدورُ حولَ مفاهيمٍ مُزيفةٍ
كما تَدورُ على العصّارةِ الإبلُ
يا سامُ قُم لِتَرى صنعاءَ مُوجَعةً
تُبدِي الدموعَ، فَتُبدي صَمتَها الدولُ
بكاؤُها اليومَ يُبكي كُلَّ ذي خلدٍ
وخلفهُ نفخةٌ يَرمِي بها الأزلُ
وأنتَ تَسكن في قبرٍ، وتترك ما
بَنيتَ، والأرضُ جرحٌ ليس يندملُ
يا سامُ قُم لترى صنعاءَ، إِنَّ بها
قوماً يزيدون جوعاً كلما أكلوا
ذئبٌ تَذمَّر مِن ظُلم الحياةِ، ومن
جَورِ القويِّ وفي أنيابهِ حَملُ
لا شأنَ لي بعليٍّ أو معاويةً
ولا بمن رفضوا حكماً ومَن قبِلوا
شيخٌ يُفتّش في التوراةِ ليس له
شغلٌ سوى المدحِ في أمجادِ مَن رحلوا
أتى لِيُشبعَ جُوعِي ثم أشبعني
مَوتاً، وها أنذا في القبر احتفلُ
أتى يُضمّد جرحي ثم وسَّعَهُ
نجاسةٍ بلعابِ الكلب تَغتَسِلُ
تقولُ صنعا بأن الحظَّ يكرهُها
وإن دَنَت مِن سبيلٍ أغلِقت سُبلُ
قالت لنا: ذاك ربي، ذاك أكبرُهُم
جهلاً بهم، ثم تابَت بعدما أفلوا
المشتري بائعٌ، والأرضُ واقفةٌ
قل لي لمن تنشد الأشعارَ يا زُحلُ؟
هم يَكذبون عليها كلما نَطَقوا:
نحن العروبةُ يا صنعا.. ونَحن أُولُو
سنَقتل الظلمَ غدراً لا مقارعةً
وحين تؤمِنُ صَنعا تَكفُرُ الحِيلُ
وحين تَسمعُ ما قالوه يُخجلها
سَماعُهُ، والذي قالُوهُ ما خَجلوا
يا سامُ قُم لِترى صنعاءَ أغنيةً
بغى على لحنِها التقليدُ والمللُ
كانت تفوحُ بطِيبٍ ثم حوّلها
إلى دُخَانٍ، وأضحى يُضرَبُ المَثلُ
الداءُ من جهةٍ، والفقرُ من جهةٍ
والشَّرُّ مُنفَتحٌ، والخيرُ مُنقَفِلُ
ما للظفائر يا بلقيسُ تأكلها
نارٌ بها هذه من تلك تشتعلُ
عودي كما كنت أُمّاً كي أعودَ أباً
منك البخور ومني البنُّ والعسلُ
يا مَن يُعلمني نحواً وتَوريةً
تعال أخبِرْكَ ماذا يَصنع البَدلُ
لا تَحسبِ الأرضَ عن إنجابِها عَقِرت
مِن كُلِّ صَخرٍ سَيأتي لِلفِدا جَبَلُ
فالغصنُ يُنبتُ غصناً حين نَقطعه
والليلُ يُنجبُ صبحاً حين يَكتملُ
سَتمطر الأرضُ يَوماً رغم شِحّتِها
ومِن بطونِ المآسي يُولَدُ الأملُ
#الثقافة_الشعبية #البردوني
التسع البوادر او" #الكذب_المعسبل "
هل كان لها خلفية قصصية او أحداثية ؟؟
" بدعنا القول بالكذب المعسبل
وأما الصدق ماعادله بقيه ..
وزنا القملي والثور الأشعب
وزاد القملي رجح شوية."
(هذا هو مطلع الأبيات الشعبية الشهيرة المعروفة بالبوادر )
...........
جميلة هى تلك العبارات التى تزرع الأمل في النفس البشرية المرهقة وأجمل منها تلك الكلمات الممزوجة بالطرافة وهى تحول المستحيل الى ممكن.
وما اقل نظرات آدابنا القديمة الى الغد لأن كل جيل يرى ضياعه في زمنه ويمجد الماضي ، لكن الماضي فائت والآتي غائب وليس للمرء إلا يومه .
والى مثل هذا جاء القرآن مؤكدا باكثر من موضع تغير الحال وتقلب الزمن " فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا " " وتلك الأيام نداولها بين الناس " و " إذا جاء نصر الله والفتح " نزلت قبل الفتح لتحقق ما سوف يقع. وتبرهن ايضا على تغيير الحال وتقلب الزمن عشرات الأمثال والحكايات " بعد اليوم غدوه " " الزمن مدخل مدخل " " يوم لك ويوم عليك "
قال البشاري في وصيتة قبل موته " قد ترون المتسلطين عليكم أقوى لكن الأيام تضعفهم وتقويكم فاتخذوا من تناقصهم زيادة لكم واجعلوا من أخطائهم أسلحة الى اسلحتكم فاخطاء الأقوياء أقوى أسلحة الضعفاء "
لذلك تعددت النصوص الشعبية الآملة بالغد ْ، وتعددت طرائق التعبير في إمكان المستحيل ومجئ الأهنا بعد الأسوأ،
ومن ذلك قصيدة التسع البوادر التي تصور إمكانية المستحيل في النَفس الشعبي.
والتى سميت أيضا ب"الكذب المعسبل " نسبة الى البيت الأول في هذه الأبيات الذى أضافه الشاعر عبدالله هاشم الكبسي واصبح مطلعا للقصيدة :
بدعت القول بالكذب المعسبل * لأن الصدق ما عاد له بقيه
ثم جاءت بقية الأبيات وان تعددت صيغها وظل قائلها مجهولا وبحسب المكان والزمان وتحور اللهجة الشعبية نوردها هنا كما أوردها البردوني :
ألا يا داحس الصعبي تحكّر--
كما جلده مراسب للرعيه
ضمدنا القملي والثور الأشعب--
وزاد القملي رجّح شويه
تلمنا في قذال الديك مندب--
وخلينا مفاسح للرعيه
وشدّينا على القمله بمرسب--
وتطلع في النقيل ساع المطيه
زرعنا الموز في ليله وقتب--
وزلّجناه للوالي هديه
*
وودّكنا من الفرخة مية رطل--
وقدّدنا كلاها والشويه
وغدّينا من البيضة مية راس
وبقّينا ثلثها للعشية
حلبنا من ضروع التيس دبية--
وخلينا لأولاده وقيّة
وأدخلنا الجمل من عين الأبره--
وفوقهسبعة أقداح ماربيه
عمرنا فوق قرن الثور مفرج
وديوانين ألآ يَــا فنطسية
**
ومعنى الأبيات ألا ياسالخ الصعبي ( صغير الحمار )
صون جلده لأنه سيتحول إلى حبال تشد به الرعية جمالها وهو تلميح للمستحيل لأن الحمير لا تصلح للسلخ ولا جلدها يصلح للدبغ
أما البيت الثاني يشير فيه إلى مستحيل آخر حيث يصبح القملي أعلى قامة من الثور الأشعب ( أعلى الثيران قامة)
وفي البيت الثالث يجعل قذال الديك (رأس الديك ) مزرعة واسعه (مندب يساوي عشر لبن) وفوق ذلك يترك فيه طريقا للمزارعين
أما البيت الرابع فيتصور القمله مثل الناقه توضع عليها البضائع
ويتصور في البيت الخامس أن الموز ينضج في ليلة وضحاها كما أن البيت يشير إلى الزمن التي ممكن أنه قيلت فيه الأبيات (ربما في العصر العثماني حيث كان يرسل فيه الهدايا الى الوالي)
وباقي الأبيات تواصل الحلم الشعبي فيستخرج من الفرخة أكثر من مائة رطل من الودك ( الدهن الحيواني ) وتصبح البيضة كافية لغداء اكثر من مائة رجل ويبقى منها ثلثها للعشاء ويصبح التيس كالعنزة يحلب ويولد
وفي البيت الثامن إشارة إلى المستحيل الذي ذكر مثلا في الأية الكريمة (والذين كفروا لن يدخلوا الجنه حتى يلج الجمل في سم الخياط) غير أنه يضيف إلى الجمل حموله سبعة أقداح من الملح الماربي
وفي البيت الثامن تشابه مع الخرافة التي تقول أن الأرض بنيت على قرن ثور وفيه يدل التهكم حيث يختم بقوله "ألا يا فنطسية" وفيه إشارة الى الألاعيب الفوضوية الفارغة والخرافة المستحيلة
كما ان لكل فعل باعث ولكل قول عوامل نفسية واجتماعية فربما كان وراء قول هذه الابيات قصة منسية حدثت في سنة قحط او عام جراد او في فترة وباء ، فلهذه الابيات خلفية اجتماعية ونفسية بدليل سعة انتشارها والاضافة اليها فكلما روى المتتبع لهذه الابيات بيتا روى متتبع من منطقة اخرى ابياتا مماثلة .
وبذلك تكون أغلب الموروثات الشعبية انعكاس لحالة الحياة في المجتمع التي تنشأ فيه ، وكالعادة دائما تركز على معاناة اليوم وادكار الأمس والأمل بالمستقبل وهكذا تنشأ الأمثال الشعبية والزوامل ، والشعر
أحد هذه الموروثات الشعبية .
المصدر : كتاب "الثقافة الشعبية" للبردوني
التسع البوادر او" #الكذب_المعسبل "
هل كان لها خلفية قصصية او أحداثية ؟؟
" بدعنا القول بالكذب المعسبل
وأما الصدق ماعادله بقيه ..
وزنا القملي والثور الأشعب
وزاد القملي رجح شوية."
(هذا هو مطلع الأبيات الشعبية الشهيرة المعروفة بالبوادر )
...........
جميلة هى تلك العبارات التى تزرع الأمل في النفس البشرية المرهقة وأجمل منها تلك الكلمات الممزوجة بالطرافة وهى تحول المستحيل الى ممكن.
وما اقل نظرات آدابنا القديمة الى الغد لأن كل جيل يرى ضياعه في زمنه ويمجد الماضي ، لكن الماضي فائت والآتي غائب وليس للمرء إلا يومه .
والى مثل هذا جاء القرآن مؤكدا باكثر من موضع تغير الحال وتقلب الزمن " فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا " " وتلك الأيام نداولها بين الناس " و " إذا جاء نصر الله والفتح " نزلت قبل الفتح لتحقق ما سوف يقع. وتبرهن ايضا على تغيير الحال وتقلب الزمن عشرات الأمثال والحكايات " بعد اليوم غدوه " " الزمن مدخل مدخل " " يوم لك ويوم عليك "
قال البشاري في وصيتة قبل موته " قد ترون المتسلطين عليكم أقوى لكن الأيام تضعفهم وتقويكم فاتخذوا من تناقصهم زيادة لكم واجعلوا من أخطائهم أسلحة الى اسلحتكم فاخطاء الأقوياء أقوى أسلحة الضعفاء "
لذلك تعددت النصوص الشعبية الآملة بالغد ْ، وتعددت طرائق التعبير في إمكان المستحيل ومجئ الأهنا بعد الأسوأ،
ومن ذلك قصيدة التسع البوادر التي تصور إمكانية المستحيل في النَفس الشعبي.
والتى سميت أيضا ب"الكذب المعسبل " نسبة الى البيت الأول في هذه الأبيات الذى أضافه الشاعر عبدالله هاشم الكبسي واصبح مطلعا للقصيدة :
بدعت القول بالكذب المعسبل * لأن الصدق ما عاد له بقيه
ثم جاءت بقية الأبيات وان تعددت صيغها وظل قائلها مجهولا وبحسب المكان والزمان وتحور اللهجة الشعبية نوردها هنا كما أوردها البردوني :
ألا يا داحس الصعبي تحكّر--
كما جلده مراسب للرعيه
ضمدنا القملي والثور الأشعب--
وزاد القملي رجّح شويه
تلمنا في قذال الديك مندب--
وخلينا مفاسح للرعيه
وشدّينا على القمله بمرسب--
وتطلع في النقيل ساع المطيه
زرعنا الموز في ليله وقتب--
وزلّجناه للوالي هديه
*
وودّكنا من الفرخة مية رطل--
وقدّدنا كلاها والشويه
وغدّينا من البيضة مية راس
وبقّينا ثلثها للعشية
حلبنا من ضروع التيس دبية--
وخلينا لأولاده وقيّة
وأدخلنا الجمل من عين الأبره--
وفوقهسبعة أقداح ماربيه
عمرنا فوق قرن الثور مفرج
وديوانين ألآ يَــا فنطسية
**
ومعنى الأبيات ألا ياسالخ الصعبي ( صغير الحمار )
صون جلده لأنه سيتحول إلى حبال تشد به الرعية جمالها وهو تلميح للمستحيل لأن الحمير لا تصلح للسلخ ولا جلدها يصلح للدبغ
أما البيت الثاني يشير فيه إلى مستحيل آخر حيث يصبح القملي أعلى قامة من الثور الأشعب ( أعلى الثيران قامة)
وفي البيت الثالث يجعل قذال الديك (رأس الديك ) مزرعة واسعه (مندب يساوي عشر لبن) وفوق ذلك يترك فيه طريقا للمزارعين
أما البيت الرابع فيتصور القمله مثل الناقه توضع عليها البضائع
ويتصور في البيت الخامس أن الموز ينضج في ليلة وضحاها كما أن البيت يشير إلى الزمن التي ممكن أنه قيلت فيه الأبيات (ربما في العصر العثماني حيث كان يرسل فيه الهدايا الى الوالي)
وباقي الأبيات تواصل الحلم الشعبي فيستخرج من الفرخة أكثر من مائة رطل من الودك ( الدهن الحيواني ) وتصبح البيضة كافية لغداء اكثر من مائة رجل ويبقى منها ثلثها للعشاء ويصبح التيس كالعنزة يحلب ويولد
وفي البيت الثامن إشارة إلى المستحيل الذي ذكر مثلا في الأية الكريمة (والذين كفروا لن يدخلوا الجنه حتى يلج الجمل في سم الخياط) غير أنه يضيف إلى الجمل حموله سبعة أقداح من الملح الماربي
وفي البيت الثامن تشابه مع الخرافة التي تقول أن الأرض بنيت على قرن ثور وفيه يدل التهكم حيث يختم بقوله "ألا يا فنطسية" وفيه إشارة الى الألاعيب الفوضوية الفارغة والخرافة المستحيلة
كما ان لكل فعل باعث ولكل قول عوامل نفسية واجتماعية فربما كان وراء قول هذه الابيات قصة منسية حدثت في سنة قحط او عام جراد او في فترة وباء ، فلهذه الابيات خلفية اجتماعية ونفسية بدليل سعة انتشارها والاضافة اليها فكلما روى المتتبع لهذه الابيات بيتا روى متتبع من منطقة اخرى ابياتا مماثلة .
وبذلك تكون أغلب الموروثات الشعبية انعكاس لحالة الحياة في المجتمع التي تنشأ فيه ، وكالعادة دائما تركز على معاناة اليوم وادكار الأمس والأمل بالمستقبل وهكذا تنشأ الأمثال الشعبية والزوامل ، والشعر
أحد هذه الموروثات الشعبية .
المصدر : كتاب "الثقافة الشعبية" للبردوني