البرهان في تفسير القرآن
10.1K subscribers
25.7K photos
3.54K videos
659 files
7.35K links
للتواصل 👇 :

https://tttttt.me/mashhad1alreza

🦋🦋🦋🦋🦋
رابط القناة على الواتساب 👇

https://whatsapp.com/channel/0029Vamk1jq84OmCFmAbwq01
Download Telegram
🔸️وصايا أهل البيت لشيعتهم باستقبال زُوّار قُبور الأئمة إذا عادوا مِن الزيارة♡

❂ يقول إمامُنا الصادق "صلواتُ الله عليه":
(إذا انصرفَ الرَجلُ مِن إخوانكم مِن زيارتنا أو زيارةِ قُبورنا.. فاسْتقبلوهُ وسَلّموا عَليهِ وهنّئُوهُ بما وهَبَ اللهُ له،
فإنَّ لكم مِثلُ ثوابه، ويغشاكم ثوابٌ مِثلُ ثوابهِ مِن رحمةِ الله،
وأنّهُ ما مِن رجلٍ يَزورنا أو يَزور قُبورَنا إلاّ غشيتْهُ الرحمةُ وغُفرتْ لهُ ذُنوبُه).

[مُستدرك الوسائل: ج١]

طُـوبى لـمَن زارَ الـحُسينَ ومَن نوى
ولَـسـوفَ يـندمُ مَـن غَـدا لـهُ جـافيا
هــذا الـحـسينُ يُـحوِّلُ الـفاني إلـى
أفُــقِ الـخُـلودِ فـلـيس يـبـقى فـانيا
وإذا  ســعـــى دانٍ إلـــيـــهِ فـــإنّــه
يَـرقـى.. ويــرجــعُ كـالـثُّـرَيا عـالـيـا

#لبيك_ياحسين
#ويبقى_الحسين
14👍1🥰1
لأنّ الذي يتناسبُ مع هذه التغيّراتِ الكونيّةِ الهائلةِ ومع هذا المشهدِ المَهول التي مرَّ ذِكرهُ..
الذي يتناسبُ معه هو السؤالُ عن أعظمِ جريمةٍ في الوجود،
وعن أقدسِ دمٍ سُفِكَ على وجهِ الأرضِ وهو دمُ الحسين،
الذي هو دمُ الله.. كما نقرأ في زيارةِ عاشوراء:
(السلامُ عليك يا ثارَ الله) يعني يا دمَ الله، فالثأُرُ هو الدم،

🚩فمِثلما كان حديثُ الملائكةِ في بدايةِ الخِلْقةِ عن أقدسِ دمٍ وهو دمُ الحسين، كما جاء في قولِهِ تعالى:
{وإذ قال ربُّك للملائكةِ إنّي جاعلٌ في الأرضِ خليفةً قالوا أتجعلُ فيها مَن يُفسِدُ فيها ويسفِكُ الدماءَ ونحنُ نُسبِّحُ بحمدِك ونُقدّسُ لك قال إنّي أعلمُ ما لا تعلمون}
فقولُ الملائكة: {أتجعلُ فيها مَن يُفسِدُ فيها ويسفِكُ الدماء} هو حديثٌ عن مقتلِ الحسين، لأنّه لا يُوجدُ فسادٌ أشدُّ وأعظمُ مِن قتلِ الحسين،
والملائكةُ كانوا على علمٍ إجماليٍّ بما يجري على الأرض..
ولذا احتجّت الملائكةُ على اللهِ هنا واعترضت اعتراضاً شديداً لأنّ القضيّةَ مُذهلةٌ ومَهولة، فالملائكةُ تعرفُ قُدسيّةَ هذا الدم الذي سيُسفك..
إنّها دِماءٌ تنتمي إلى محمّدٍ وآلِ محمّد، ودمُ الحسينِ هو العنوانُ لظلامةِ أهلِ البيتِ جميعاً،
ولذا اضطربت الملائكةُ اضطراباً عظيماً وحاروا حيرةً لا مثيلَ لها حتّى اعترضوا على اللهِ اعتراضاً شديداً وقالوا:
{أتجعلُ فيها مَن يُفسِدُ فيها ويسفِكُ الدماءَ ونحنُ نُسبِّحُ بحمدِك ونُقدّسُ لك}
يعني لماذا تجعلُ يارب خليفةً على الأرضِ يكونُ سبباً لسفكِ هذا الدمِ الأقدس؟!
نحنُ نسبِّحُ بحمدك ونقدّسُ اسمك الأعظم،
وبرنامجُ الاستخلافِ هذا سيؤدّي إلى سفكِ دمِ إسمكَ الأعظم! فالملائكةُ على علمٍ إجماليٍّ بالّذي سيجري ولذا اعترضوا،
ورُغم هذا الاعتراض.. فالباري عزّ وجلَّ لم يُعاتبهم لِعِظمِ المُصيبةِ وجلالِ الرزيّة، ولكن بيّن لهم الحقائق،
فاعتذروا قائلين: "سُبحانك لا عِلمَ لنا إلّا ما علَّمتنا"،
ولكنّ ماذا نصنع يا ربّ؟ إنّه الحسينُ الذي حيّر الجميع..

■فكما أنّ الحديثَ في بدايةِ الخِلقةِ كان عن أقدسِ دمٍ في الوجودِ وهو دمُ الحسين..
■فكذلك يأتي الحديثُ في نهايةِ الخِلقةِ عن دمِ الحسينِ أيضاً..
فيُطرَحُ هذا السؤالُ على جميعِ الخلائقِ في ذلك المشهد المَهول: "وإذا الموءُودةُ سُئلت، بأيّ ذنبٍ قُتلت؟!"
السؤالُ إنّما يُطرَحُ على جميعِ الخلائقِ لأنّ قضيّةَ قتلِ الحُسينِ مُرتبطةٌ بكلّ الخلقِ، مُرتبطةٌ بالتكوينِ وليست قضيّةً تشريعيّة..
ولذا نقرأُ في بعضِ زياراتِ سيّدِ الشهداء ونحنُ نُخاطبُ الحسين، نقول:
(وأنّك ثأرُ اللهِ في أرضهِ حتّى يستثيرَ لك مِن جميعِ خلقِهِ) يعني حتّى يأخذَ لك الثأرَ مِن جميعِ خلقِهِ،

🚩لأنّ دمَ الحسينِ إنّما سُفِكَ لأجلِ إقامةِ مشروعِ اللهِ في الأرض وهو البرنامجُ الإلهيُّ للإصلاحِ الذاتيّ لهذا الوجود..
هذا البرنامجُ الذي تتحقّقُ بداياتُهُ في العصرِ المهدوي،
ثمّ يتكاملُ تحقيقُ هذا البرنامجُ بتمامِ معناه في عصرِ الرجعةِ العظيمة، في زمانِ الدولةِ المُحمّديّةِ العُظمى، وهذا هو معنى قولِ رسولِ الله: (حسينٌ مِنّي وأنا مِن حسين)

فمشروعُ اللهِ في الأرضِ إنّما هو ثمرةٌ لسفكِ دمِ الحسين..
ولذا اتّخذ اللهُ أرضَ كربلاءَ حَرَماً آمناً مُباركاً قبل أن يخلقَ الكعبة..
وخصّ أرضَ كربلاء دون سائر بقاع الأرضِ بهذه الخصوصيّة:
وهي أنّه إذا وقعت التغيّراتُ الكونيّةُ وإرهاصاتُ القيامةِ الكبرى، فدُكّتْ الأرضُ دكّاً وسُيّرتْ الجبال..
رُفعتْ أرضُ كربلاء كما هي بتُربتِها نُورانيّةً صافيةً فجُعلت في أفضلِ روضةٍ مِن رياضِ الجنّةِ وأفضلِ مسكنٍ في الجنّة كرامةً مِن اللهِ لدمِ الحسينِ الذي سُفِكَ فيها لأجلِ إصلاحِ الوجود..

#ويبقى_الحسين
#الثقافة_الزهرائية
4😢3👍2
المجالس التي يَحيا فيها أمرُ أهل البيت أمانٌ للشيعةِ مِن مَوت القُلوب.

❂ يقول الإمام الرضا "صلواتُ الله وسلامه عليه":
(مَن تذكّر مُصابنا فبكى أو أبكى، لم تَبكِ عَينُهُ يومَ تبكي العُيون، ومَن جلسَ مَجْلساً يَحيا فيه أمرُنا لم يَمتْ قَلبهُ يَوم تَموتُ فيه القلوب).
(📚 أمالي الصدوق)

❂ ويقول إمامُنا باقر العلوم "صلواتُ الله عليه":
(أيّما مُؤمن دمعتْ عيناهُ لقتل الحسين دمعةً حتّى تسيلُ على خدّه بوّأهُ اللهُ بها غُرَفاً في الجنّة يسكُنها أحقابا).

❂ ويقول إمامنا صادق العترة "صلواتُ الله عليه":
(مَن ذُكرنا عِندهُ ففاضتْ عيناهُ، حرّم اللهُ وجههُ على النار).

❂ ويقولُ إمامنا صادق الآل "صلواتُ الله وسلامه عليه" لأحد أصحابه:
(يا مَسْمَع أنتَ مِن أهل العراق، أما تأتي قبر الحسين "صلواتُ الله عليه"؟ قُلتُ: لا أنا رجلٌ مشهورٌ عند أهل البصرة، وعندنا مَن يتّبعُ هوى هذا الخليفة وعدوّنا كثير مِن أهل القبائل مِن النُصّاب وغيرهم، ولستُ آمنُهم أن يرفعوا حالي عند ولد سليمان فيُمثّلون بي، قال لي:
أفما تذكرُ ما صُنِعَ به - أي ما صُنِعَ بالحُسين -؟! قُلتُ: نعم. قال الإمام: فتجزع؟! قُلتُ: إي والله، وأستعبرُ لذلك، حتّى يرى أهلي أثرَ ذلك عليّ، فأمتنعُ مِن الطعام حتّى يستبينَ ذلك في وجهي، قال الإمام "عليه السلام":
رَحِمَ اللهُ دمعتك، أما إنّك مِن الذين يُعدّونَ مِن أهل الجَزَع لنا، والذين يَفرحُون لِفَرحِنا ويحزنون لِحُزننا ويَخافون لِخوفنا ويأمنون إذا أمِنّا، أما إنّك سترى عند مَوتك حُضورَ آبائي لكَ ووصيّتُهم ملَكَ الموتِ بكَ وما يلقونكَ به مِن البشارة أفضل، ولَمَلَكُ الموتِ أرقُّ عليكَ وأشدُّ رحمةً لكَ مِن الأم الشفيقةِ على ولدها، ثم استعبر "صلواتُ الله عليه" واستعبرتُ معه، فقال: الحمدُ لله الذي فضّلنا على خَلْقِهِ بالرحمة وخصّنا أهل البيت بالرحمة، يا مَسْمَع:
إنّ الأرض والسماء لتبكي مُنذ قُتِل أمير المؤمنين "صلواتُ الله وسلامه عليه" رحمةً لنا، وما بكى لنا مِن الملائكة أكثر، وما رقأتْ دموعُ الملائكة منذُ قُتلنا، وما بكى أحدٌ رحمةً لنا ولِمَا لَقينا إلّا رَحِمهُ الله قبل أن تخرجَ الدمعةُ مِن عينه، فإذا سالتْ دُموعهُ على خدّه فلو أنّ قطرةً مِن دُموعه سقطتْ في جهنّم لأطفأتْ حرّها حتّى لا يُوجد لها حرّ، وإنّ المُوجع لنا قَلبهُ ليفرح يَوم يرانا عند مَوته فرحةً لا تَزالُ تِلكَ الفرحة في قلبه حتّى يَرِد علينا الحَوض....).
(📚 كامل الزيارات)

الّلهمّ يا ربّ الحُسين.. بحقّ الحُسين.. إشفِ صدْرَ الحُسين.. بِظُهور الحُجّة "صلواتُ الله وسلامه عليه"..

#يا_ثار_الله
#يالثارات_الحسين
#ويبقى_الحسين
6🙏3
و قد يسأل البعض هُنـا:
كيف تحقّق هذا الاندكاك والفناء مِن أصحاب الحُسين في فناء الحسين "صلواتُ الله عليه"..؟
الجواب:
في هذهِ العبارة مِن الزيارة الجامعة الكبيرة (فمَعَكم مَعَكم لا معَ غيركم).

أصحابُ الحُسين "صلوات الله عليه" هُـم المِصداق الواضح لهذه العبارة.
كانوا معَ الحُسين بقُلوبهم، و بعُقولهم، و بوُجودهم، و بكلّ شيء يتعلّق بهم..

هذهِ العبارة تنطبقُ على أصحاب الحسين تمام الإنطباق..
أمَّا على غيرهم على أمثالنا فإنهّا لا تنطبق إلّا بحدود لقلقة الألفاظ..!

🚩(مَعَكُم مَعَكُم لا مَعَ غَيرِكُم) هذهِ العبارة تحتاجُ إلى أنّ الإنسان إذا أرادَ أن يُدقّق فيها حتّى يرى هل تنطبق عليه أم لا..
فعليه أن يُدقّق في كلّ زاويةٍ مِن زوايا قلبهِ، هل هُـو في كلّ شيءٍ مع أهل البيت؟
ميزةُ أصحاب الحُسين "صلواتُ الله عليه" أنّهم كانوا في أعلى دَرجات التسليم لإمام زمانهم، بل في أعلى دَرجات السالميّة، فقد تجاوزوا مَرتبة التسليم على عظمتها..،
كانوا في درجة عالية مِن السالمية، كانوا سَالمين بعُقولهم، بقُلوبهم، بأبدانهم، بكلّ ما عندهم مِن نزعاتٍ و خلجات نفسية،

لذلك سيّد الشهداء أراهم مَنازلهم في الجنان ليلة العاشر مِن مُحرّم ..
آراهم مَنازلهم في الجنان كما تُخبرنا بذلك الأخبار،
لأنّهم قـد بلغوا درجةَ الشهادة في ليلة العاشر،
الشهادة الحقيقية بلغوها في ذلك الوقت، في الوقت الذي كشف لهم سيّد الشهداء عن منازلهم في الجنان،

︎و ما حصلَ في اليوم الثاني كان مُجرد تطبيق عملي لتلكُم المَنزلة التي بلغـوها، يعني هُم بلغوا المَنزلة قبل المعركة، فكانوا أصحاباً كما قال سيّد الشهداء:
(لا أعرف أصحاباً أفضل من أصحابي أو خيراً من أصحابي).

🚩فهل نَحنُ نحملُ شيئاً مِن هذه الأوصاف التي تميّز بها أصحابُ الحُسين.. في علاقتنا بإمام زماننا (الحُجّة بن الحسن صلواتُ الله عليه)..؟!

"مقتطفات مُستفادة مِن حديث سماحة الشيخ الغزّي"

#يا_ثار_الله
#يالثارات_الحسين
#الثقافة_الزهرائية
#ويبقى_الحسين
11
لنتوقف قليلاً عند هذه الفقرات مِن
#زيارة_أبي_الفضل_العبّاس عليه السلام
(للتفكّر والنظر إليها بعين القلب والوجدان)..

❂ نقرأ في زيارته الشريفة صلوات الله عليه:
(ولعن الله مَن حال بينك وبين ماء الفُرات، أشهدُ أنّك قُتلتَ مظلوماً وأنّ الله مُنجزٌ لكم ما وعدكم، جئتك يا ابن #أمير_المؤمنين وافداً إليكم، وقلبي مُسلّم لكم وتابع، وأنا لكم تابع، ونُصرتي لكم مُعدّة، حتّى يحكم الله وهو خير الحاكمين، فمعكم معكم لا مع عدوكم إنّي بكم وبإيابكم من المؤمنين وبمَن خالفكم وقتلكم مِن الكافرين)

■ قول الزيارة (أشهدُ أنّك قُتلتَ مظلوماً) هل هناك مِن قُتل بظلم كهذا القتل الذي قُتل به #أبو_الفضل_العبّاس؟!
العّباس عليه السلام لم يُبرِز مِن قوّته شيئاً..
وإنّما حاول فقط أن يُحافظ على القربة حتّى قُتل..
ولهذا قُتل العبّاس مظلوماً بجميع المستويات:
● قُتل مظلوماً بالعنوان العقائدي (فهو الطاهر المُطهّر ابن الطاهرين).
● وقُتل مظلوماً بالعنوان العسكري (فهو يُمثّل عسكر #الحسين عليه السلام، ولم يُبرز مِن قوّته شيء!
وإنّما قاتل بشكل محدود بمقدار الحِفاظ على القربة).
● وقُتل مظلوماً بالمستوى الإنساني (قطعوا يمينه، قطعوا شماله، والسهام ترشقه كالمطر مِن كلّ ناحية، وعمود الحديد على رأسه، وقد ضربوه بكلّ آلة في أيديهم واحتوشوه حين رأوه مشغولاً بحفظ القربة ليُوصلها إلى خيام الحسين..
ولهذا جاءت هذه العبارة (أشهدُ أنّك قُتلتَ مظلوماً) مُباشرةً بعد ذكر ماء الفرات.
فماء الفرات هو مأمورية العبّاس!
وهنا تحجّمت قوّته العسكرية بهذه المأمورية..
و #ماء_الفرات هو الذي دافع عنه #العبّاس حتّى لقي ما لقي، وكان الظلم الإنساني حين قتلوه بتلك الطريقة البشعة.

● قول الزيارة (ونُصرتي لكم مُعدّة) يعني نصرتي مُعدّة وأنا في هذا الحال، وهي نُصرة معنوية..
ونُصرتي الجسديّة المادّية مُعدّة حين ترفُّ رايتك #يا_أبا_الفضل، إذا رجعتُ معك يا #أبا_الفضل..

فنحن نقرأ في #دعاء_العهد الشريف:
(فأخرجني مِن قبري مؤتزراً كفني شاهراً سيفي مُجرّداً قناتي مُلبّياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي، الَّلهم أرني الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة واكحل ناظري بنظرة منّي إليه)
فطلعةُ العبّاس أيضاً طلعةٌ رشيدة..

هنيئاً لهذا الذي يرجع في زمان #الحُجّة_بن_الحسن عليه السلام ويطول به العُمر..
فأعمارُ الراجعين تطول إلى زمان أبي الفضل العبّاس صلوات الله عليه.

❂ أيضاً نقرأ في زيارة أبي الفضل العبّاس عليه السلام:
(فجمع الله بيننا وبينك وبين رسوله وأوليائه في منازل المُخبتين، فإنّه أرحم الراحمين)
منازل المُخبتين هذه في #الرجعة؛ لأنّ الحديث عن الآخرة والجنان يأتي في مقطع آخر من الزيارة،
يأتي الحديث عن الجنان في الدعاء الذي يأتي في آخر الزيارة الذي يقول:
(واحشرني معهُ ومع آبائه في الجنان، وعرّف بيني وبينه وبين رسولكَ وأوليائك)
وهذه العبارة مهمّة ودقيقة جدّاً في الزيارة ولا يُلتفتُ إليها..

هذا الّلحن واضح في حديث #أهل_البيت:
أنّه حين يكون الحديث عن يوم القيامة، يأتي الحديث أن نعرفهم في #يوم_القيامة..
يعني نحن نحتاج إلى معرفتهم صلوات الله عليهم في القيامة..
إذا بقينا على معرفة الدنيا فمعرفة الدنيا لا قيمة لها !
معرفة الدنيا تكون سبباً لِمعرفتهم في القيامة،
فمعرفتهم في الآخرة شيء آخر..

الذين سنعرفهم في القيامة ما عرفناهم في الدنيا،
لأنّ معرفتهم في الدنيا ما كانتْ شيئاً..
لذلك نحتاج إلى معرفتهم في الآخرة.
(والنقص قطعاً فينا، وإلّا فهم صلوات الله عليهم نور واحد).

#يا_حسين 💔
#يا_عباس🏴
#ويبقى_الحسين
#الثقافة_الزهرائية
💔133
بعد أن قضى الهاشميون والأنصار..
وقف #العبّاس بين يدي #سيّد_الشهداء مُستأذناً،
فقال له الحسين: يا أخي إذا أنت خرجتَ وقُتلتَ يتفرّق عسكري، ويتبدّد شملي!
تعبير (يتبدّد شملي) يُمكن أن يكون له عِـدّة معــانٍ..
أمّا تعبير (يتفرّق عسكري) فكيف نفهمُه؟
العبّاس "صلوات الله عليه" هو آخر مَن قُتِل مِن #أنصار_الحسين ومن أهل بيته..
فماذا بقي مِن عسكر الحسين عليه السلام غيرُ العبّاس؟!
فكيف يقول سيّد الشهداء للعبّاس عليهما السلام (أخي إذا أنتَ خرجتَ وقُتلتَ يتفرّق عسكري)؟!

هذه العبارة لسيّد الشهداء صلوات الله عليه تُريد أن تقول:
أنّ العبّاس هو بمفرده يُمثّل جيشاً..
هو عسكرُ #الحسين عليهما السلام وهو جيش الحسين!
فعليٌ صلوات الله عليه أعــدّ للمشروع العاشورائي عسْكراً كاملاً..
أعــدّ له قوّة عسكرية كاملة..
ولهذا قال له #الإمام_الحسين هذه العبارة:
إذا أنتَ خرجتَ وقُتلتَ يتفرّق عسكري!

🏴حين أذِن الحسين عليه السلام للعبّاس بالخروج قال له:
إذا كان ولا بُد.. فاطلب لهؤلاء الصِبية ماءً.. وخرج العبّاس يُنفّذ هذه المأموريّة، ويطلب الماء لأطفال الحسين عليه السلام..
فهذه كانت مأموريّة أبي الفضل.
ولهذا لم يقاتل #أبو_الفضل_العبّاس عليه السلام كما يُريد..
فكما تصف كُتب السيّر والمقاتل: كان همّ العبّاس بعد أن ملأ القِربة بالماء أن يُوصل القِربة إلى #خيام_الحسين..
لكنّ الّلوحة الحُسينية كان مرسوماً فيها أن يبقى #أطفال_الحسين عُطاشى.. هكذا أراد الحُسين!

فإنّ اللوحة العاشورائية لن تكتمل إلّا بهذا المشهد:
قِربة يُراقُ ماؤها،
وشِفاه عبّاسية ذابلة مِن العطش،
ويميناً قُطعتْ قريباً مِن المشرعة،
وشمالٌ قُطعتْ في مكان آخر بين النخيل،
والراية هناك وقعتْ،
والعمود على رأسه..
وحكاية العبّاس طويلة طويلة💔💔

السؤال الذي يُطرح هُنا:
هل إعدادُ عليّ عليه السلام لناصر عملاق ينصرُ حُسيناً، هكذا تكون نُصرته بهذه الصورة الموجزة (أن يخرج إلى النهر، ويملأ القِربة، ولا يُقاتل، وتُقطع يمينه وشِماله، وتراق القِربة)؟!

علماً أنّه لو لم يكن مشغولاً بالقِربة لَما استطاعوا أن يقطعوا يمينه وشِماله..
ولكنّه كان مشغولاً بالقِربة صلوات الله عليه..

العبّاس كما تصفه كُتب المقاتل صار جسده كالقُنفذ مِن كثرة السهام.. والسبب:
لأنّه ما كان يتّقي السهام، بل يتلقّى السهام بجسده الشريف حِفاظاً على القربة أداءً للمأمورية التي أمره بها إمام زمانه، وتسليماً لأمر القائـد أمر الإمام المعصوم..
وإلّا ما قيمة القِربة، وما قيمة هذا الماء القليل؟ ماذا يُمكن أن يصنع هذا المقدار القليل مِن الماء لأطفال الحسين؟!
أطفال الحسين عليه السلام لابُدّ أن يعطشوا وتلتهب أكباد بُنيّاته مِن الظمأ💔..

فهذا جزء مِن الّلوحة الحسينية التي رسمها سيّد الشهداء لمشروع عاشوراء،
حتّى تصل الهداية إلينا نحن الذين نُسمّى أنفسنا بالحُسينيّين، وحتّى تشتعل الجذوة الحسينية المُتّقدة في أفئدتنا وأكبادنا..

العبّاس عليه السلام حين خرج إلى المشرعة لم يُقاتل إلّا بحدود الحِفاظ على القربة فقط..
يعني قاتل بنسبة قليلة جدّاً مِن قوّته وقُدرته وطاقته التي أعدّها سيّد الأوصياء عليه السلام.. فأين النُصـرة إذن؟!

هذه الّلوحة البطولية التي رسمها قمر الهاشميين صلوات الله عليه هي صورة مِن صور الوفاء، والمواساة.. ولكنّها ليستْ هي النصرة التي أرادها عليّ وأعدّ لها وهيّأ لها..
النُصرة التي أعدّها سيّد الأوصياء للمشروع الحسيني العملاق تظهر وتتحقق في (الرجعة) حين يرجع العبّاس صلوات الله عليه مع الحسين.. فالمشروع الحُسيني لم يكتمل لحدّ الآن..
لازالتْ حلقاتهُ تترا..
وتتمة هذه الحلقات تظهر في (مقطع #الرجعة).

نحن نقرأ في دعاء يوم #ميلاد_الحسين "عليه السلام" في اليوم الثالث من #شهر_شعبان، هذه العبارات التي تتحدّث عن سيّد الشهداء عليه السلام، يقول فيها:
(قتيلُ العَبْرة، وسيّد الأُسرة، الممدود بالنُصرة يوم الكرّة..)
الذي مَـدّ الحسين بالنصرة يوم الكرّة هو #عليّ عليه السلام..
هو الذي مدّ الحسين بهذا الناصر العملاق الذي يُمثّل عسكر الحسين عليه السلام..
هُنا مِن هذه العبارات يفوح عَبَق العبّاس عليه السلام.

# مقتطفات من حديث الشيخ الغزّي في برنامج [الكتاب الناطق]
#عاشوراء
#ويبقى_الحسين
11💔3
● عن صَفوان الجَمّال عن إمامنا #صادق_الآل "صلواتُ الله وسلامه عليه".. يقول هو يُسلّم على عليّ الأكبر "صلواتُ الله عليه":
(السلام عليكَ يا وليَّ الله و ابنَ وليِّه، السلامُ عليكَ يا حبيبَ الله وابنَ حبيبه، السلامُ عليكَ يا خليل الله وابنَ خليله)

لو دقّقنا النظرَ.. لوجدنا أنّنا نُخاطِبُ عليّ الأكبر "صلوات الله عليه" بِنَفس المَراتب التي نُخاطِب بها أباهُ ريحانةُ هذا الوجود #سيّد_الشهداء "صلواتُ الله وسلامهُ عليهما"
• (السلام عليكَ يا وليَّ الله و ابنَ وليِّه) الحُسين وليُ الله وعليٌ الأكبر وليُ الله.
• (السلام عليكَ يا حبيبَ الله وابنَ حبيبه) الحُسين حبيبُ الله وعليٌ الأكبر حبيب الله،
• (السلام عليكَ يا خليل الله وابنَ خليله) الحُسين خليل الله وعليٌ الأكبر خليل الله،

و لذلك فإنّ عِصمة #علي_الأكبر كعِصمة عمّه #العبّاس وعِصمة #العقيلة_زينب و عِصمة السيّدة #فاطمة_المعصومة "صلواتُ الله وسلامه عليهم أجمعين"..
عِصمتهم أعلى شَأناً مِن عِصمة الأنبياء، و لكنّها دُون عِصمة المَعصومين الأربعة عشر..
(يعني عصمتهم عصمة برزخية تقعُ ما بين عصمة المعصومين الأربعة عشر و بين عِصمة الأنبياء).

❂ أيضاً مِن العبارات الواردة في زيارة عليّ الأكبر، أنّنا نُخاطب عليّ الأكبر "صلوات الله عليه" فنقـول:

(السلامُ عليكَ أيّها الصدّيق الطيّب الطاهر، و الزَكيُّ الحبيبُ المُقرَّب، و ابن ريحانةِ #رسول_الله..)
إلى أن تستمر الزيارة مع هـذهِ الأوصاف الكاشفة بشكلٍ واضحٍ و جلّي عن المَرتبة العالية لعِصمَته "صلوات الله عليه".. إلى أن تقـول:
(كما مَنَّ عليكَ مِن قَبْل وَ جعلكَ مِن أهل البيت الذين أذهبَ اللهُ عنهمُ الرجسَ و طهَّرهُم تطهيراً)

هذهِ الآية "آية التطهير": {إنّما يُريدُ اللهُ ليذهِب عنكم الرجسَ أهل البيت و يُطهّركُم تطهيرا} هذهِ الآية هي في أهل البيت "صلوات الله عليهم"..

و الزيارة الشريفة لعليّ الأكبر تُخاطبُ عليّاً الأكبر بنفس مضمون آية التطهير، فتقول:
(كما مَنَّ عليكَ مِن قَبْل وَ جعلكَ مِن أهل البيت الذين أذهبَ اللهُ عنهمُ الرجسَ و طهَّرهُم تطهيراً)
• (كما مَنَّ عليكَ) يعني مِن قبل الشهادة، مَنَّ الله عليكَ بهذا المَقام الرفيع الأقدس الشريف أن جعلكَ مِن أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا..
هذهِ الزيارة ربّما نحنُ نَقرؤُها مراراً، و لكن لا نتدبّر في مَعانيها العَميقة..
و هذا هو حالُنا دائماً حينما نقرأ زيارات أهل بيت العصمة و أدعيتهم، فنحنُ نقرؤُها مِن دون تدبّر و تفكّر في مَعانيها وفي دلالتها!
مع أنّ الأدعية والزيارات هي كنوز وجواهر ودُرر مِن المعارف والأسرار..
و لكنّنا نجهل قيمتها ولا ننتفعُ مِن هذهِ الكنوز و الجواهر المُنقطعة النظير، و هذا مِن سُوء توفيقنا.
فسيّد الأوصياء صلوات الله عليه يقول:
(ألا لاخير في قراءة ليس فيها تدبّر، ألا لا خيرَ في علم ليس فيه تفهّم)..

آجركَ الله سيّدي يا أبا السجّاد..
و أنتَ تَرى شبيهَ جَدّك المُصطفى خَلْقاً و خُلُقاً و منطِقا مُقطّعاً بالسيوف إرباً إرباً...💔

يقول إمامنا صادقُ العِترة الأطهر "صلواتُ الله عليه" في زيارة عليّ الأكبر، و هو يصِفُ لنا حال سيّد الشُهداء عند مقتل عليّ الأكبر.. يقول:
(بأبي أنتَ و أُمّي مِن مذبوحٍ و مَقتولٍ مِن غير جُرم، بأبي أنتَ و أُمّي دمُكَ المُرتقى بهِ إلى حبيب الله، بأبي أنتَ و أُمّي مِن مُقدَّم بين يدي أبيكَ يحتسبُك و يبكي عليك، مُحترقا عليكَ قلبهُ ، يرفعُ دمكَ بكفّه إلى أعنان السماء لا ترجعُ منهُ قطرة ، و لا تسكنُ عليك مِن أبيكَ زفرة...💔)

#يا_علي_الأكبر 🥀
#يالثارات_الحسين
#ويبقى_الحسين
14💔3
من زار الحسين في عَاشوراء وباتَ عِنْدهُ،
كانَ كمَن استُشْهِدَ بينَ يديهِ

✺ يقولُ جابِرُ الجُعفي:
دخلتُ على مولانا #جعفر_بن_محمّد "عليهما السَّلام" في #يوم_عاشوراء، فقــال لي:
(هؤلاءِ زُوَّارُ اللهِ، وحقٌّ على المَزُورِ أن يُكرِم الزائر)

✺ ويقولُ عليهِ السلام":
(مَن باتَ عِنْدَ #قبر_الحسين "عليهِ السَّلام" #ليلة_عاشوراء لقَى الله #يوم_القِيامة مُلطَّخاً بدمهِ كأنَّما قُتِلَ معهُ في عرْصته)

✺ ويقولُ #الإمام_الصادق "عليهِ السلام":
(مَنَ زارَ قَبْرَ الحسين "عليهِ السَّلام" ليومِ عَاشوراء وباتَ عِنْدهُ، كانَ كمَن استُشْهِدَ بينَ يديهِ)

✺ ويقولُ عليهِ السلام":
(مَنْ زارَ #الحسين يَومَ #عاشوراء وجبتْ لهُ الجنّة)
[كامل الزيارات]

#ويبقى_الحسين
#الإمام_الحسين
7💔4
إمامُنا السجاد: أصبحنا مَطرودِين، مُشرَّدين،
مَذُودِين، وشاسِعين عن الأمصار

✺ يقولُ #الإمام_السجاد في خطابهِ لأهْل المدينةِ بعْد مقْتلِ أبيهِ #الإمام_الحسين "عليهما السلام":
(أيُّها القَوم: إنَّ الله ولهُ الحَمْد، ابتلانا بمَصائِبَ جليلة ، وثُلْمةٍ في الإسْلامِ عظيمة،
قُتِلَ أبو عبد الله #الحسين "عليهِ السلام"، وسُبَي نِساؤُه وصِبيتهُ ، ودَاروا برأسِهِ في البُلدان مِن فَوقِ عامل السنان ، وهَذهِ الرزيَّة الَّتي لا مِثْلها رزيَّة.
أيُّها الناس:
فأيُّ رِجالاتٍ مِنْكم يُسَرُّون بعْد قتْله ؟! أم أيُّ فُؤادٍ لا يَحْزنُ مِن أجْله؟!
أم أيَّــةُ عَـين مِنْكم تحْبس دَمْعها وتضنُّ-أي تبْخلُ- عَن انْهمالِها ؟!
فلقد بكتْ السبعُ الشداد لقتْلهِ، وبكتْ البِحار بأمواجها، والسماواتُ بأركانها، والأرْضُ بأرجائها، والأشجارُ بأغصانها، والحِيتانُ ولُجَجُ البِحار، والمَلائكةِ المُقرّبون وأهْلُ السماواتِ أجمعون .
أيُّها النـاس:
أيُّ قلْبٍ لا ينْصدِعُ لقتْلهِ ؟! أم أيُّ فُؤادٍ لا يَحنّ إليه ؟! أم أيُّ سَمْعٍ يسْمعُ هَذهِ الثلمة التي ثلمتْ في الإسلام ولا يُصمّ ؟!
أيُّها الناس:
أصبحنا مَطرودِين، مُشرَّدين، مَذُودِين- أي مُبْعَدين-، وشاسِعين عن الأمصـــار،
كأنَّا أولادُ تُرْكٍ وكابل، مِن غير جُرْم اجترمناهُ، ولا مَكروهٍ ارتكبناهُ، ولا ثُلْمةٍ في الإسْلام ثلمْناها، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين، إنْ هذا إلاَّ اختلاق.

والله، لو أنَّ #النّبيَّ "صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ" تقدَّم إليهم في قتالنا، كما تَقدَّم إليهم في الوِصاية بنا، لما زادوا على ما فعلوا بنا،
فإنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعون، مِن مُصيبةٍ ما أعظمها، وأوجَعَها، وأفْجَعها، وأكظَّها وأفْظَعها، وأمرَّها وأفْدحها، فعِنْد اللهِ نحتسبُ فيما أصابنا، وأبلغ بنا، فإنَّه عزيزٌ ذو انتقام).
[بحار الأنوار-ج٤٥]

#عليّ_بن_الحسين
#عاشوراء
#ويبقى_الحسين
8💔5😢2🕊1
لا يستكثِرُ ما مَنَحَهُ اللهُ تعالى للحسينِ ولزيارتِهِ مِن الفضلِ إلّا أعداءُ أهلِ البيتِ ومَن أُشرِبَ حُبَّهُم

❂ يقولُ إمامُنا الصادقُ "صلواتُ اللهِ عليه":
(كان الحسينُ بن عليٍّ ذات يومٍ في حِجرِ النبيِّ يُلاعِبُهُ ويُضاحِكُه، فقالت عائشة:
يا رسولَ الله، ما أشدَّ إعجابكَ بهذا الصبي، فقال لها:
ويلكِ، وكيف لا أُحبُّهُ ولا أُعجَبُ به وهو ثَمَرةُ فؤادي وقُرّةُ عيني؟!
أما إنّ أمّتي ستقتُلُهُ.. فمَن زارهُ بعد وفاتِهِ كتبَ اللهُ له حَجّةً مِن حِجَجي،
قالت عائشة: يا رسولَ اللهِ حَجّةً مِن حِجَجك؟! قال: نعم حَجّتين مِن حِجَجي، قالت: يا رسولَ اللهِ حِجّتين من حِجَجِك؟! قال: نعم وأربعة..
فلم تزل تُزايدُهُ ويزيدُ ويُضعّفُ حتّى بلغ تسعينَ حَجّةً من حِجَجِ رسولِ اللهِ بأعمارِها -يعني مع عُمرتِها-)
[كامل الزيارات]

توضيحات؛
لاحظوا قولَ رسولِ اللهِ في فضلِ ثوابِ زيارةِ الحسين: (كتبَ اللهُ له حَجّةً مِن حِجَجي)
رسولُ اللهِ لم يقل هنا كتَبَ اللهُ للزائرِ حجّةً مقبولة، ولم يقُلْ كتَبَ اللهُ له حجّةً مع رسولِ الله،
وإنّما قال: (كتبَ اللهُ له حَجّةً مِن حِجَجي!) وهو ثوابٌ عظيمٌ جدّاً لا نستطيعُ أن نتصوّرَهُ أبداً..!

فالنبيُّ يتحدّثُ عن حِجّةٍ مِن حِجَجِهِ هو "صلّى اللهُ عليه وآله" وليس عن حجِّنا نحنُ،
فهل يُمكنُ أن نتصوّرَ حجَّ رسولِ اللهِ وثوابَ حجِّ رسولِ الله؟!

الفردُ مِنّا لا يستطيعُ أن يتصوّرَ حالةَ الآخرِ وهو يبكي على الحسين؛ إذ لا يعلمُ ما هو الإخلاصُ أو الحالةُ النفسيّةُ الّتي يعيشُها الباكي على الحسين،
فكيف نستطيعُ أن نتصوّرَ عملاً عباديّاً لرسولِ اللهِ "صلّى اللهُ عليه وآله"؟!

والنبيُّ في حديثِهِ مع عائشة جعل يرفَعُ الثوابَ إلى أن وصل إلى عشرينَ حِجّةٍ مِن حِجَجِه "صلّى اللهُ عليه وآله"!
نحنُ حَجّة واحدة مِن حِجَجِ رسولِ اللهِ نعجزُ عن إدراكِ عظمتِها وأجرِها.. فكيف لنا إذاً أن نعرفَ عظمةَ زيارةِ الحسين "صلواتُ اللهِ عليه"؟!
ولذا ورد في الرواياتِ عن إمامِنا الباقرِ "صلواتُ اللهِ عليه" يقول:
(لو يعلمُ الناسُ ما في زيارةِ الحسينِ مِن الفضلِ لَماتوا شوقاً وتقطّعت أنفُسُهم عليه حسرات).

وفي روايةٍ أُخرى، عن إمامِنا الصادقِ "صلواتُ اللهِ عليه" جاء فيها:
(ولو يعلموا -أي زوّار الحسين- ما في زيارتِهِ مِن الخيرِ ويعلم ذلك الناسُ لاقتتلوا على زيارتِهِ بالسيوفِ، ولَباعوا أموالَهم في إتيانِهِ -أي باعوا جميع ما يملكون-).
[كامل الزيارات]

هذه المضامينُ التي وردت هنا لم تحصل في الواقع الذي نعيشُهُ.. فنحنُ ما رأينا أحداً أوصلَهُ شوقُهُ للحسينِ إلى الموت،
وما رأينا اقتتالاً بالسيوفِ على زيارةِ الحسين، لأنّ الناسَ لا يعرفونَ ما في زيارةِ الحسينِ مِن الخير، ولا يعرفونَ حقيقةَ فضلِها،
والحديثُ هنا عن الموالين لأهلِ البيتِ..
فماذا نقولُ إذاً عن أعداءِ أهلِ البيتِ؟!
هل يستوعبون شيئاً مِن فضلِ زيارةِ الحسين؟!
قطعاً لا..

ولكنّ الفارقَ بين الموالينَ وبين أعداءِ أهلِ البيتِ أنَّ أولياءَ أهلِ البيتِ وإن لم يُدركوا حقيقةَ فضلِ زيارةِ الحسينِ إلّا أنّهم لا يُنكرونَ هذا الفضلَ العظيم ولا يستكثرونَهُ على سيّدِ الشهداء،
وإنّما يُسلِّمونَ بهذه الرواياتِ ويعتقدونَ بها.

أمّا أعداءُ أهلِ البيتِ فالحسدُ والبُغضُ والحِقدُ يجعلُهُم يستكثرونَ هذا الثوابَ على سيّدِ الشُهداء، ويدفعُهُم للتشكيكِ فيه أو إنكارِهِ، وموقفُ عائشةَ هنا إلّا مِثالٌ على ذلك،

مع مُلاحظة أنَّ هناك في واقعِنا الشيعي (ومِن رجالِ الدين) مَن يستكثِرُ هذا الثوابَ العظيمَ أيضاً على سيّدِ الشهداء، فيعمَدُ إلى التشكيكِ فيه!

✸ وهُنا ملاحظةٌ لابُدّ مِن الإشارةِ إليها وهي:
أنّكَ حين ترى في أجوائنا الشيعيّةِ مَن يستعظِمُ هذا الثوابَ الكبيرَ لزوّارِ الحُسين، فيشُكّكُ في مِثلِ هذه الروايات..
فاعرف أنَّ جذْرَ تشكيكِهِ هذا يعودُ إلى التأثُّرِ بأعداءِ أهلِ البيتِ،
وبعبارةٍ أُخرى:
جذرُ تشكيكِهِ هذا يعودُ إلى نسبةِ الطِينةِ السجّينيّةِ "السقيفيّة" في تكوينِهِ،
فحين تكونُ نسبةُ هذه الطِينةِ في تكوينِهِ أعلى مِن الطِينيّةِ العِلّينيّة النظيفةِ.. فإنَّ آثارَ الطِينةِ السقيفيّةِ السجّينيّةِ تظهرُ في أقوالِهِ وأفعالِهِ (مِن حيثُ يشعر أو لا يشعر.. فما في الجَنانِ يظهرُ على فَلَتاتِ الّلسان).
فيستعظِمُ رواياتِ الفضائلِ والمقاماتِ العاليةِ لأهلِ البيتِ ويستكثِرُها عليهم، فيُشكِّكُ فيها كما استعظمتها عائشةُ هنا.. فلنتأمّل!

#ويبقى_الحسين
#الثقافة_الزهرائية
6💔3
الإمام السجاد يصف شيئاً من جزعه على أبيه الحسين: وجْدي شقَّ لهاتي، ومَرارتهُ بينَ حَناجري وحلْقي..

✺ يقولُ إمامُنـا #زين_العابدين و #سيد_الساجدين في خِطابهِ الإحتجاجي على #أهل_الكوفة:
(..رَحِمَ اللهُ امرأً قبِلَ نصيحتي ، وحَفِظَ وصيّتي في اللهِ وفي رسولهِ،
وفي أهْل بيته، فإنَّ لنا في رَسولِ اللهِ أسوةٌ حَسَنة.

فقالوا بأجمعهم:
نحنُ كُلُّنا يا بنَ رسولِ اللهِ سامعونَ مُطِيعُون، حافِظُونَ لِدِمائكَ غَيرُ زاهدينَ فيك، ولا رَاغبينَ عنك،
فمُرْنا بأمْركَ رَحِمَكَ الله، فإنَّا حرْبٌ لحْربك، وسِلْمٌ لِسلْمك، لنأخذنَّ ترتكَ وتِرَتنا عمَّن ظلمكَ وظلمنا.

فقـــالَ #علي_بن_الحسين "عليهِ السلام":
هيهاتَ هيهات!! أيُّها الغَدَرةُ المَكَرة، حِيل بينكم وبينَ شَهواتِ أنْفُسِكم، أتريدونَ أن تأتوا إليَّ كما أتيتم إلى آبائي مِن قبْل..؟!

كلَّا وربّ الراقصاتِ إلى مِنى، فإنَّ الجُرْحَ لمَّا يندمل!!
قَتِلَ أبي بالأمْس، وأهْلُ بيتهِ معهُ، ولم يُنسَ ثكْلُ #رسول_الله "صلَّى اللهُ عليهِ وآله"، وثكْل أبي وبني أبي،
و وجْدي شقَّ لهاتي (أي فمي)، ومَرارتهُ بينَ حَناجري وحلْقي، وغُصَصَهُ تجري في فراشِ صَدْري، ومسألتي أن لا تكونوا لنا ولا علينا..

ثُمَّ قــال "عليهِ السَّلام":
لا غرو إنْ قُتِلَ #الحسين فشَيخهُ
قد كــانَ خيراً مِن حُسينٍ وأكْرما
فلا تفـــرحوا يا أهْلَ كوفانَ بالـذي
أصابَ حُســـيناً كانَ ذلكَ أعظما
قتيلٌ بشـــطّ النَّهْرِ نفْسي فِـداؤُهُ
جَزاءُ الَّـــذي أرداهُ نـَــارُ جَهنَّــما
[الإحتجاج-ج٢]

#الإمام_السجاد "عليه السَّلام"
#ويبقى_الحسين
💔12
❖ في صبيحة اليوم الحادي عشر مِن المُحرّم كانتْ نِيّةُ جيش بني أميّة أن يَطؤا جَسَد الحسين "صلواتُ الله عليه" للمرّة الثالثة ولا يُبْقوا لهُ أثراً أبداً..!!
يعني كانتْ نيّتهم أن يرضّوا ويدوسوا جَسَد الحُسين بحوافر خيولهم حتّى يَضمحلّ و يتلاشى كلّياً و لا يبقى لهُ أيّ أثر..!!
مصداق مِن مصاديق كلمة السيّدة زينب "صلواتُ الله عليها": (و ليجتهدّن أئمةُ الكُفْر وأشياع الضلالة في مَحوهِ و تطميسهِ)
فهُنا تدخّلت فضّة، و جاءت #قصّة_الأسد..

💠 هذهِ القضيّة مهمّة جدّاً أن تُثــار، و لكن لابُدّ أن تُثار بكامل تفاصيلها؛
︎حتّى يعرفَ الناس ما الذي حدا بالأسد أن يصنعَ ما يصنع،
︎و حتّى يعرفَ الناس أيُّ جريمة عُظمى حدثتْ في يوم عاشوراء ؟
︎وما الذي فعلوه بجسد إمامنا الحسين ريحانة رسول الله "صلواتُ الله عليه"..؟!
︎و ماذا كانوا يُريدون أن يفعلوا أيضاً..؟!

فالقضيّة مُهمّة أن تُثار و أن تُعرَض..
و لكن ليس بالشكل الذي يُلْحِق نَقْصاً بالمَشروع الحُسيني، و لا يُلحِقُ نَقْصاً بإحياء أمْره الشريف،
لأنّ هذه القضيّة تُحدّثنا عن الحالة الّتي كان عليها الجسد الشريف...

#يالثارات_الحسين
#الثقافة_الزهرائية
#ويبقى_الحسين
4🙏1
*فو اللهِ لا تمحو ذِكْرنا ولا تُميتُ وحينا*


تقولُ مولاتُنا عقيلةُ العقائلِ زينبُ الكبرى "صلواتُ اللهِ عليها" في خُطبتِها في مجلسِ طاغيةِ زمانِها يزيد "عليه الّلعـنَةُ وسوءُ العذاب" تقول:

ألا فالعَجَبُ كُلُّ العَجَبِ لِقتْلِ حِزْبِ اللهِ النُجَباءِ بِحزْبِ الشيطانِ الطُلَقاء، فهذه الأيدي تنطِفُ مِن دِمائنا، والأفواهُ تَتَحلّبُ مِن لُحُومِنا، وتلك الجُثَثُ الطواهِرُ الزواكي تنتابُها العواسِلُ وتعفِّرُها أُمّهاتُ الفراعل،
ولئن اتّخذتَنا مَغنْماً لتَجِدُنا وشيكاً مَغْرَما، حين لا تَجِدُ إلّا ما قدّمتْ يداك‌َ وما ربُّكَ بظلّامٍ للعبيد، فإلى اللهِ المُشتكى وعليه المُعوّلُ..
فكد كيدكَ واسعَ سعيكَ وناصِب جهدك، فو اللهِ لا تمحو ذِكْرنا، ولا تُميتُ وحينا، ولا تُدرِكُ أَمَدَنا، ولا ترحضُ عنك عارُها.. وهل رأيكَ إلّا فَنَد، وأيّامُكَ إلّا عَدَد، وجَمْعُكَ إلّا بَدَد، يومَ يُنادي المُنادي ألا لعنةُ اللهِ على الظالمين..

سلامٌ على المَظلومةِ الغَريبة..
سلامٌ على المَحزونةِ الكئيبة..
سلامٌ على مَن داهَمَتْها الدُنيا بالمشاهدِ الرهيبة، ولم تَشبَه مُصيبَتَها مُصيبة..!
سلامٌ على مَن عاينت أشلاءَ الضحايا مُجَزَّرينَ على صعيدِ المنايا،
ورَأتْ مَصارِعَ الشُهداءِ مِن عشيرَتِها وإخوتِها وبني عُمومَتِها.. قد فَرَّقَ السيفُ بين الرُؤوسِ مِنهم والأبدان،
وحَرارَةُ الشمسِ قد غيّرَتْ مِنهُمُ الألوان..! وبينَهُم ريحانةُ المُصطفى، سيّدُ شبابِ أهلِ الجنّةِ صريعاً على الرمضاء.. فأجهَشَت بِالبُكاءِ ونادت بهذا الدعاء:
(إلهي تَقَبّل مِنّا هذا القُربان)❣️

#عقيلة_بني_هاشم
#زينب_الكبرى💔
#ويبقى_الحسين
💔121
✨️نصراني يُوبِّخُ يزيد ويُوبِّخُ هذه الأُمّةَ ويُلقّنُهُم درساً لِما صنعُوهُ بالحسين وبعِترةِ نبيّهِم! 

❂ يقولُ إمامُنا السجّاد "عليه السلام":
(لمّا أُتِي برأسِ الحسين إلى يزيد كان يتّخذُ مجالسَ الشراب ويأتي برأسِ الحسين ويضعُهُ بين يديه ويشربُ عليه -يعني ينصِبُ مائدةَ الخمر فوق الرأس الشريف - فحضر في مجلسِهِ ذات يومٍ رسولُ ملِكِ الروم وكان مِن أشراف الروم وعظمائهِم، فقال ليزيد: يا مَلِك العرب، هذا رأسُ مَن؟
فقال يزيد: ما لك ولهذا الرأس؟
فقال: إنّي إذا رجعتُ إلى مَلِكِنا يسألُني عن كُلِّ شيءٍ رأيتُهُ..فأحببتُ أن أُخبِرَهُ بقِصّةِ هذا الرأس وصاحبِهِ حتّى يُشارِكك في الفَرَحِ والسُرور،
فقال يزيد: هذا رأسُ الحسين بن عليّ بن أبي طالب،
قال الرومي: ومَن أُمُّهُ؟ فقال: فاطمةُ بنتُ رسولِ الله، 
فقال النصراني: أُفٍّ لك ولدينِك..لي دينٌ أحسنُ مِن دينِك؛ إنّ أبي مِن حوافدِ داود "عليه السلام" -أي أحفادِ داود - وبيني وبينهُ آباءٌ كثيرةٌ والنصارى يُعظّموني ويأخذون مِن تُرابِ قدمي تبرُّكاً بأبي مِن حوافدِ داود،
وأنتم تقتلون ابنَ بنتِ رسولِ اللهِ وما بينَهُ وبين نبيّكُم إلّا أُمُّ واحدة! فأيُّ دينٍ دِينُكم؟!
ثمّ قال ليزيد:
هل سمعتَ حديثَ كنيسةِ الحافر؟
قال يزيد: قُل حتّى أسمع،
فقال الرومي: بين عُمان والصين بحرٌ مسيرتهُ سنة..ليس فيه عمران إلّا بلدةٌ واحدةٌ في وسطِ الماء طُولُها ثمانون فرسخاً في ثمانين، ما على وجهِ الأرضِ بلدةٌ أكبرُ مِنها، ومِنها يُحمَلُ الكافورُ والياقوت، أشجارُهم العُود والعنبر وهي في أيدي النصارى، لا مُلْكَ لأحدٍ مِن المُلوكِ فيها سِواهم، وفي تلك البلدةِ كنائسُ كثيرةٌ أعظمُها كنيسة "الحافر" في مِحرابِها حُقّةُ ذهبٍ معُلّقةٌ فيها حافر..يقولون إنّ هذا حافرُ حِمارٍ كان يركبُهُ عيسى، وقد زيّنوا حولَ الحُقّةِ بالذهبِ والديباج، يقصِدُها في كُلِّ عامٍ عالَمٌ مِن النصارى ويطوفون حولَها ويُقبّلُونها ويرفعون حوائجَهم إلى اللهِ تعالى،
هذا شأنُهم ودأبُهم بحافرِ حِمارٍ يزعمون أنّه حافرُ حمارٍ كان يركبُهُ عيسى نبيُّهم..وأنتم تقتلون ابنَ بنتِ نبيّكم!!
فلا بارك اللهُ تعالى فيكم ولا في دينِكم!
فقال يزيد:
اقتلوا هذا النصرانيّ لئلا يفضحني في بلادِهِ..فلمّا أحسَّ النصرانيُّ بذلك قال له: تُريدُ أن تقتُلَني؟ قال: نعم،
فقال النصراني: اعلم أنّي رأيتُ البارحةَ نبيَّكم في المنام يقولُ لي: يا نصراني، أنت مِن أهلِ الجنّة..فتعجّبتُ مِن كلامِهِ، وأنا أشهدُ أن لا إلهَ إلّا اللهُ وأن محمّداً رسولُ الله، ثمّ وثب إلى رأسِ الحسين فضمّهُ إلى صدرِهِ وجعل يُقبِّلُهُ ويبكي حتّى قُتِل)
[البحار: ج٤٥]

❂ أيضاً ورد في كُتبِ السِيَر:
(أنّه كان في مجلس يزيد هذا حِبرٌ مِن أحبارِ اليهود، فقال ليزيد: يا أميرَ المؤمنين، مَن هذا الغُلام؟
قال يزيد: عليُّ بنُ الحسين. قال: فمَن الحسين؟ قال:ابنُ عليّ بن أبي طالب.
قال: فمَن أُمّهُ؟ قال يزيد: فاطمةُ بنت محمّد،
فقال له الحِبر: ياسُبحان الله! فهذا ابنُ بنتِ نبيّكم قتلتموهُ في هذه السُرعة!
بئسما خلفتموهُ في ذُرّيّتِهِ، فو اللهِ لو ترك نبيُّنا موسي بن عمران فينا سِبطاً لظننتُ أنّا كُنّا نعبدُهُ مِن دون ربّنا، وأنتم فارقتُم نبيّكم بالأمس فوثبتم على ابنِهِ وقتلتموه!
سوأةٌ لكم مِن أُمّة،
فأمر يزيد به فوُجئ بحلقِهِ ثلاثاً، فقام الحِبر وهو يقول: إن شئتم فاقتلوني وإن شئتم فذروني، إنّي أجِدُ في التوراة: مَن قتل ذُريّةَ نبيٍّ لا يزالُ ملعوناً أبداً ما بقي، فإذا مات أصلاهُ اللهُ نار جهنّم)
[مقتل الحسين]

✦ قولِهِ: (فوُجئ بحلقِهِ ثلاثاً) أي داسوه في حلقِهِ ثلاث مرّاتٍ ليخنقوه، لأنّه بهذا الحلْق أطلق صرخةً فضح بها يزيد وبني أُميّة وأسلافَهم مِن هذه الأُمّةِ مِن رموز السقيفةِ المشؤومة الّذين انقلبوا على أعقابِهم وقتلوا عترةَ نبيّهم،
ولذا أمر يزيد بقتلِهِ كما صنع مع رسولِ ملكِ الروم حين أطلق صرخةَ الاستنكار في وجهِ يزيد وعاب عليه وعلى هذه الأُمّةِ ما صنعوه بابن بنتِ نبيّهم!

وهذا هو ديدنُ الطُغاة وديدنُ أعداءِ أهلِ البيت في كُلِّ زمان؛
يخافون أن تُكشَفَ الحقائق الّتي لطالما أخفوها عن الناس كي يضعوا أنفُسَهم في مواضِعِ أهلِ البيت ويُبعِدوا الناسَ عن أهلِ البيت،
وحين تُكشَفُ هذه الحقائقُ للناس ويعجزون عن مُواجهتِها يعمدون إلى مَن كشفها فيقتلوه خوفاً مِن الفضيحةِ وإبقاءً على برنامج التضليل الإبليسي للناس!

هذه الوقائع نحنُ نتلمّسُها في واقعِنا الشِيعي فضلاً عن الواقعِ المُعادي لأهلِ البيتِ في زمانِنا،
فالذين ينشرون ثقافةَ أهلِ البيتِ الأصيلةِ ويكشفون مواطنَ التحريفِ في دينِ أهلِ البيتِ هؤلاء مُحاربون،
مِنهم مَن تتِمّ تصفيتُهُ الجسديّة ومِنهم مَن يُقتل في سُمعتِهِ وهذا القتلُ أشدّ،
لأن الّذي يُقتلُ بالسيف يُقتل مرّةً واحدة،
أمّا الّذي يُقتل في سُمعتِهِ فإنّه يُقتلُ في كلّ لحظة!

#ويبقى_الحسين
#الثقافة_الزهرائية
13
السيدة زينب "عليها السَّلام" مثالٌ للنُصرةِ الحُسينيّة بعد شهادةِ سيّد الشُهداء "صلوات اللهِ وَسلامهُ عَليه"❣️

✍️ فكما أنَّ العباس "صلوات الله عليه" مثالٌ للنُصْرةِ الحُسينيّة في أعلى مراتبها في حياةِ سيّد الشُهداء "عَليهِ السَّلام" وَ في يومِ الطُّفوف..
حيثُ جاء في مقتل الحُسين "صلوات الله عليه" للسيّد عبد الرزّاق المُقرّم الأبيات المعروفة للعبّاس "عَليهِ السّلام" :
يا نَفْسُ مِنْ بَعدِ الحُسين هُوني
وَ بَعـــــــــــدَهُ لا كُنتِ أو تكوني
هذا الحُســـــــــينُ واردُ المَنون
وَ تشربينَ بــــــــــــــاردَ المَعينِ
تا اللهِ ما هـــــــــذا فِعالُ ديني
👆🏼 فهذهِ لقطةٌ ظهرتْ في صِياغةٍ لَفظيّةٍ شِعريّةٍ تُنبئُ عنْ وجدان أبي الفضل "عَليهِ السّلام" لا نستطيعُ أن نُسبُرَ أغوارها ، فالعبّاسُ هو الّذي يعرفُ ماذا قال ، وَ إنّما هي إشارةٌ خاطفة!
وَ هناكَ لقطةٌ أخرى ؛ وَ تلكَ الّلقطةُ تتفاعلُ مع واقعٍ خارجيٍّ يُحيطُ بالعبّاس "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" حينَ قطعوا يمينهُ قال :
وَ اللهِ إنْ قَطعتُمُ يمـــيني
إنّي أُحامي أبداً عن دِيني
وَ عن إمامٍ صـادق اليقين
نجلِ النبيّ الطَّاهرِ الأمينِ
فَفي الصُورتين مشروعُ الحُسين "عَليهِ السّلام" واضحٌ جدّاً ، فالحديثُ العبّاسيُّ إنْ كانَ وجدانيّاً أو كان الحديثُ العبّاسيُّ إعلانيّاً فيما بينَ القوم واضح أنّ المضمون هو هو ؛
نُصرةُ المشروعِ الحُسينيّ واضحةٌ في كُلّ المُستويات..

■أمّا المِثال الثّاني الَّذي هو للنُصرةِ الحُسينيّة بعد شهادةِ سيّد الشُهداء "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" هُو: نُصرةُ السيّدة زينب الكُبرى "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليها" ؛ حيثُ جاء في خُطبةِ العقيلةِ في الشَّام وَ هي تُخاطبُ يزيد ، تقول:
« فكِدْ كَيْدكَ واسْعَ سَعْيَكَ وَ ناصِبْ جُهْدَكَ ، فو اللهِ لا تَمحْو ذِكرَنا ، وَ لا تُميتُ وَحيَنا....»
👆🏼 فهو بيانٌ صريحٌ وٕ واضح عنْ أنَّ المشروعَ الحُسيني مُتواصِلٌ بالنُصرةِ الصادقةِ وَ بالأولياء المُخلصين ، وَ علَى رأسِ القائمةِ زينب "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليها"..

🔎 وقفةٌ عند كلمةِ العقيلة الَّتي ينقُلها إلينا إمامنا السجّاد مِنْ حديثٍ طويل في [كامل الزيارات] تقول العقيلةُ وَ هي تُحدّثُ إمامنا السجّاد🔻:
( فَوَ اللَّهِ إِنَّ ذَلِكَ لَعَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ "صلّى الله عَليهِ وَ آله" إِلَى جَدِّكَ وَ أَبِيكَ وَ عَمِّكَ ، وَ لَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ أُنَاسٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ لَا تَعْرِفُهُمْ فَرَاعِنَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، وَ هُمْ مَعْرُوفُونَ فِي أَهْلِ السَّمَاوَاتِ أَنَّهُمْ يَجْمَعُونَ هَذِهِ الْأَعْضَاءَ الْمُتَفَرِّقَةَ فَيُوَارُونَهَا وَ هَذِهِ الْجُسُومَ الْمُضَرَّجَةَ ، وَ يَنْصِبُونَ لِهَذَا الطَّفِّ عَلَماً لِقَبْرِ أَبِيكَ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ ، لَا يَدْرُسُ أَثَرُهُ ، وَ لَا يَعْفُو رَسْمُهُ عَلَى كُرُورِ اللَّيَالِي وَ الْأَيَّامِ ، وَ لَيَجْتَهِدَنَّ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَ أَشْيَاعُ الضَّلَالَةِ فِي مَحْوِهِ وَ تَطْمِيسِهِ ، فَلَا يَزْدَادُ أَثَرُهُ إِلَّا ظُهُوراً وَ أَمْرُهُ إِلَّا عُلُوّاً... )
👆🏼 هذهِ الكلمات صدرتْ منْ العقيلة "صلواتُ اللهِ عليها" حينما بدأ الركبُ الزينبيُّ السجّاديُّ الحزين يُغادِرُ كربلاء..
فَهذان مثالانِ تتهاوى كُلُّ صُوَرِ الإخلاصِ وَ الخِدمةِ وَ النُّصرة الحُسينيّة في أعلى مَراتبهما عند ذِكْرهما..

سَلامٌ عَليكِ يا سَيّدَةَ الطُّفوفِ وَ اليدَ الأمينةَ الحارسةَ للمشروعِ الحُسينيّ ، ورحْمَة الله وبَرَكَاتُه..

#ويبقى_الحسين
#صدّيقة_بني_هاشم
#المشروع_الحســيني
11
✨️شَعيرةُ الإطعام والإنفاق في أيّام الحُسين في كلمات الله تعالى والعِترة الطاهرة.

(جعل اللهُ "شعيرة الإطعام" جنباً إلى جنب مع "شعيرة البكاء" على سيّد الشُهداء..).

🔸️مِن حديث مُناجاة نبي الله موسى "على نبيّنا وآله وعليه السلام" مع الله ..
وقد قال: ..يا رب لم فضلت أمة محمد (صلى الله عليه و آله) على سائر الأمم؟
فقال الله تعالى: فضلتهم لعشر خصال، قال موسى: وما تلك الخصال التي يعملونها حتى آمر بني إسرائيل يعملونها؟
قال الله تعالى: الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد، والجمعة، والجماعة، والقرآن، والعلم، والعاشوراء.
قــال موسى عليه السلام:
يا ربّ .. وما العَاشوراء؟ قـال اللهُ عزّ وجل: البُكاء والتباكي على سِبْط محمد "صلَّى اللهُ عليهِ وآله"، والمرثيّةُ والعَزاء على مُصيبة ولْد المصطفى.
يا مُوسى ما مِن عبْد مِن عَبيدي في ذَلكَ الزمان بكى أو تباكى وتَعزَّى على ولْد المصطفى "صلَّى اللهُ عليهِ وآله" إلّا وكانتْ لهُ الجنّةُ ثابتاً فيها.

وما مِن عبدٍ أنفقَ مِن مالهُ في مَحبَّة ابن بنتِ نبيّه طَعاماً وغَيرَ ذلكَ دِرْهماً إلَّا وباركتُ لهُ في دارِ الدنيا الدرهم بسبعين دِرهماً، وكانَ مُعَافاً في الجنّة، وغُفرتْ لهُ ذنوبه.

وعزّتي وجلالي.. ما مِن رَجلٍ أو امرأةٍ سَالَ دمْع عينيهِ في يوم عاشوراءَ وغيرهِ قطرةً واحدة إلَّا وكُتب له أجر مئة شهيد.
(📚 مستدرك الوسائل: ج١٠ ص٣١٩)

🔸️وعن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث له طويل، قال: قلت:
فما لمن صلى عنده - يعني الحسين (عليه السلام) -، قال: (من صلى عنده ركعتين لم يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه،
فقلت: فما لمن إغتسل من ماء الفرات ثم أتاه،
قال:إذا إغتسل من ماء الفرات وهو يريده تساقطت عنه خطاياه كيوم ولدته أمه،
قلت: فما لمن جهز إليه ولم يخرج لعلة،
قال: يعطيه الله بكل درهم أنفقه من الحسنات مثل جبل أحد، ويخلف عليه أضعاف ما أنفق، ويصرف عنه من البلاء مما قد نزل، فيدفع ويحفظ في ماله).

🔸️وعن ابن سنان، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك ان أباك كان يقول:
في الحج يحسب له بكل درهم أنفقه ألف درهم فما لمن ينفق في المسير إلى أبيك الحسين (عليه السلام)، فقال:
يا بن سنان يحسب له بالدرهم الف والف حتى عد عشرة ويرفع له من الدرجات مثلها، ورضا الله خير له، ودعاء محمد (صلى الله عليه وآله) ودعاء أمير المؤمنين والأئمة خير له.

(📚 كامل الزيارات: الباب ٤٦ - ثواب ما للرجل في نفقته إلى زيارة الحسين عليه السلام ص٢٤٧)

#الشعائر_الحسينيّة
#الثقافة_الزهرائية
#ويبقى_الحسين
9😢2
✨️وَسْم " أي علامة " مِن نُور عرْش الله في وُجوه #زوار_الحسين عليه السَّلام يُعرفون به يوم القيامة✨️

رواية جداً جميلة ( هنيئاً لزوار #سيد_الشهداء )

❃ يقولُ #رسول_الله "صلَّى اللهُ عليهِ وآله"، في حديث طويل أنَّ جبرئيل "عليهِ السَّلام"
قـــالَ لهُ بعْد ذكْر بعْض ما جرى على #الحسين "عليهِ السَّلام" في الطَّف، وأنَّهُ يُدفَن ويُجعَل لهُ رَسْم، قـــــال:

(وتحفّه ملائكةٌ مِن كلّ سماء، مائةُ ألف ملك في كلّ يومٍ وليلة،
ويُصلّون عليه، ويُسبّحون الله عنْده، ويستغفرون الله لــزوّاره،
ويكتبون أسماءَ مَن يأتيه زائراً مِن أمّتك مُتقرّباً إلى الله تعالى وإليكَ بذلك، وأسماءَ آبائهم وعشائرهم وبُلدانهم،

ويُوسَمون في وجوههم بميسمِ نُور عرْش الله - أي يطبعون في وجوه الزّوار علامة وأثر مِن نُور العَرش مكتوبٌ فيها-: هذا زائرُ قبْر خير الشّهداء وابنُ خير الأنبياء،

فإذا كانَ #يوم_القيامة سطعَ في وجوههم مِن أثرِ ذلكَ المَيسم نُورٌ تغشى مِنهُ الأبصار يدلُّ عليهم ويُعرَفون به،
وكأنّي بكَ يا مُحمَّد بيني وبين ميكائيل وعليّ "عليهِ السَّلام" أمامنا، ومعنا مِن ملائكة اللهِ ما لا يُحصى عدده، ونحنُ نلتقط مِن ذلكَ الميسم في وجْهه مِن بين الخلائق،
حتَّى يُنجيهم اللهُ مِن هول ذلكَ اليوم وشدائده،

وذلكَ حكْم الله وعطاؤه لمَن زارَ قبرك يا مُحمّد، أو قبْر أخيكَ، أو قبْر سبطيك، لا يريدُ به غيرَ اللهِ جلَّ وعزّ).

[📔 #كامل_الزيارات]

قلّدناكم الزّيـارة والدّعـاء يا زُوّار الحُســين ..
#ويبقى_الحسين
#زيارة_الحسين
13
ضمان من الإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه لزوّار قبر إمامنا الحسين صلوات الله وسلامه عليه:
بأن لا تتلف أجسادهم بعد الموت..

وَمضةٌ مَعرفيّة

❥ يُحدّثنا أحد أصحاب الإمام الصادق "عليه السلام" وهو معاوية بن وهب، يقول:
(إستأذنتُ على أبي عبد الله "عليه السلام"، فقيل لي: ادخلْ، فدخلت.. فوجدته في مُصلّاه في بيته، فجلستُ حتّى قضى صلاته، فسمعته يُناجي ربّه وهو يقول:
(الّلهم يا من خصَّنا بالكرامة ووعدنا بالشفاعة وخصّنا بالوصيّة وأعطانا علْم ما مضى وعلم ما بقي، وجعل أفئدة مِن الناس تهوى إلينا:
إغفرْ لي ولإخواني وزوّار قبر أبي الحسين، الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم رغبةً في برّنا، ورجاءً لِما عندكَ في صِلتنا، وسروراً أدخلوه على نبيّك، وإجابةً منهم لأمرنا وغيظاً أدخلوه على عدوّنا، أرادوا بذلك رضاك..
فكافهم عنّا بالرضوان واكلأهم بالّليل والنهار واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خَلّفوا بأحسن الخلف، واصحبهم واكفهم شرّ كلّ جبار عنيد و كلّ ضعيف مِن خلقكَ وشديد،
وشرّ شياطين الإنس والجن، و أعطهم أفضل ما أمّلوا منك في غُربتهم عن أوطانهم، وما آثرونا به على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم.
الّلهم إنّ أعداءنا عابوا عليهم بخروجهم فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا، خلافاً منهم على مَن خالفنا،
فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس،
وارحم تلك الخدود التي تتقلّب على حضرة أبي عبد الله الحسين
وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا
وارحم تلك القلوب التي جزعتْ و احترقت لنا،
وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا.
الّلهم إنّي أستودعك تلك الأبدان وتلك الأنفس حتّى توفيهم على الحوض يوم العطش الأكبر.

فما زال يدعو وهو ساجد بهذا الدعاء، فلمّا انصرف قُلت:
جعلتُ فداك لو أنّ هذا الذي سمعتُ منك كان لمَن لا يعرف الله عزّ وجل لظننتُ أنّ النار لا تطعم منه شيئاً أبداً،
والله لقد تمنيتُ أنّي كنتُ زرته ولم أحج،
فقال لي: ما أقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته؟
ثمّ قال: يا معاوية لِمَ تدعُ ذلك؟
قلتُ: جعلتُ فداك، لم أر أن الأمر يبلغ هذا كله!
فقال: يا معاوية، مَن يدعو لزوّاره في السماء أكثر مّمن يدعو لهم في الأرض).
(📚 الكافي الشريف ج٤ ص٥٨٣)
(📚 كامل الزيارات ص٢٢٩)

الإمام "صلوات الله وسلامه عليه" يتحدّث هنا في الرواية عن زوار قبر الحسين
(يعني زوار الحسين مِن القُرب وليس من البُعد)..
وهي رواية جميلة جدّاً تشتمل على إشارات ودلالات عميقة..
مِن هذه الإشارات الدقيقة عبارة الإمام عليه السلام:
(وإجابة منهم لأمرنا)
︎أي أن الزيارة واجبة بأمر المعصومين عليهم السلام.
︎وأنّ الإمام صادق العترة "صلوات الله وسلامه عليه" هنا يُعطي ضماناً لزوّار قبر الحسين بأنّ أجسادهم لا تتلف بعد الموت..
● قد يتسائل البعض:
وأين موضع هذا الضمان في كلمات الدعاء الشريف لإمامنا الصادق "عليه السلام"..؟!
الجواب:
الضمان الجعفري في هذه العبارة، حين قال "صلوات الله عليه":
︎(الّلهم إنّي أستودعك تلك الأبدان وتلك الأنفس حتّى توفيهم على الحوض يوم العطش الأكبر).

لاحظوا إمامنا صادق الآل"عليه السلام" لم يقلْ (أستودعك تلك الأنفس) فقط..
بل قال (أستودعك تلك الأبدان وتلك الأنفس).
يعني أنّ أبدان زوّار قبر الحسين وأرواحهم هي وديعة وأمانة من الإمام المعصوم عند الله تعالى..
فهذا تأمينٌ شاملٌ من أهل البيت "صلوات الله عليهم" لزوّار قبر الحسين..

#الثقافة_الزهرائية
#ويبقى_الحسين
9
نـداء مِن السماء إلى زوار الحسين
إذا قضوا مناسك الزيارة وغادروا #كربلاء
لو سمعتم يا زُوّار ما يقولهُ هذا النّداء لأقمتم عُمركم عندْ قبْر #الحسين "عليه السلام"..

مـا هو هـذا النّــداء..؟!

يقولُ #الإمام_الصادق "عليهِ السَّلام":
( إذا انقلبتَ مِن عنْد #قبر_الحسين «عليـهِ السّلام»، ناداكَ مُنادٍ لو سمعتَ مقالتهُ لأقمتَ عُمرك عند قبر الحسين «عليـهِ السّلام»،
وهو يقول:
"طوبى لكَ أيُّها العبْد، قد غنمْتَ وسلِمْت، وقد غُفِرَ لكَ ما سلف؛ فاستأنفْ العمل“ .

فإنْ ماتَ في عامهِ، أو في ليلتهِ، أو يومهِ، لم يلِ قبْض رُوحهِ إلَّا اللّه.
وتُقبِل الملائكة مَعهُ، ويستغفرونَ له، ويُصلّون عليه حتّى يوافي منزله،

وتقول الملائكة:
يا ربّ، هذا عبدكَ وقد وافى قبْر ابنِ نبيّك "صلَّى اللّهُ عليـهِ وآلهِ وسلّم"، وقد وافى منزلَهُ، فأينَ نذهب؟
فيأتيهم النداء مِن السماء:
يا ملائكتي .. قِفُوا ببابِ عبْدي، فسبّحوا وقدّسوا، واكتبوا ذلكَ في حسناتهِ إلى يوم يتوفى.

قــــال: فلا يزالونَ ببابهِ إلى يوم يتوفّى، يُسبّحون اللّه ويقدّسونه، ويكتبونَ ذلكَ في حسناته،
فإذا توفّي .. شهِدوا كفنهُ وغُسْلهُ والصلاة عليه، ويقولون:
ربّنا وكّلتنا ببابِ عبدك وقد توفي، فأينَ نذهب؟
فيناديهم: يا ملائكتي، قِفُوا بقبْر عبْدي، فسبّحوا وقدّسوا، واكْتبوا ذلكَ في حسناته إلى #يوم_القيامة)

و عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة، قال:
قال أبو عبد الله (الصادق عليه السّلام):
يا حسين من خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين بن علي (عليهما السلام)
إن كان ماشيا كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحى عنه سيئة،
حتى إذا صار في الحائر كتبه الله من المفلحين المنجحين،
حتى إذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين،
حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال:
ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقرؤك السلام ويقول لك:
استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى.

📔كامل الزيارات ص ٢٥٢,

#لبيك_ياحسين
#ويبقى_الحسين
4💔4
لأنّ الذي يتناسبُ مع هذه التغيّراتِ الكونيّةِ الهائلةِ ومع هذا المشهدِ المَهول التي مرَّ ذِكرهُ..
الذي يتناسبُ معه هو السؤالُ عن أعظمِ جريمةٍ في الوجود،
وعن أقدسِ دمٍ سُفِكَ على وجهِ الأرضِ وهو دمُ الحسين،
الذي هو دمُ الله.. كما نقرأ في زيارةِ عاشوراء:
(السلامُ عليك يا ثارَ الله) يعني يا دمَ الله، فالثأُرُ هو الدم،

🚩فمِثلما كان حديثُ الملائكةِ في بدايةِ الخِلْقةِ عن أقدسِ دمٍ وهو دمُ الحسين، كما جاء في قولِهِ تعالى:
{وإذ قال ربُّك للملائكةِ إنّي جاعلٌ في الأرضِ خليفةً قالوا أتجعلُ فيها مَن يُفسِدُ فيها ويسفِكُ الدماءَ ونحنُ نُسبِّحُ بحمدِك ونُقدّسُ لك قال إنّي أعلمُ ما لا تعلمون}
فقولُ الملائكة: {أتجعلُ فيها مَن يُفسِدُ فيها ويسفِكُ الدماء} هو حديثٌ عن مقتلِ الحسين، لأنّه لا يُوجدُ فسادٌ أشدُّ وأعظمُ مِن قتلِ الحسين،
والملائكةُ كانوا على علمٍ إجماليٍّ بما يجري على الأرض..
ولذا احتجّت الملائكةُ على اللهِ هنا واعترضت اعتراضاً شديداً لأنّ القضيّةَ مُذهلةٌ ومَهولة، فالملائكةُ تعرفُ قُدسيّةَ هذا الدم الذي سيُسفك..
إنّها دِماءٌ تنتمي إلى محمّدٍ وآلِ محمّد، ودمُ الحسينِ هو العنوانُ لظلامةِ أهلِ البيتِ جميعاً،
ولذا اضطربت الملائكةُ اضطراباً عظيماً وحاروا حيرةً لا مثيلَ لها حتّى اعترضوا على اللهِ اعتراضاً شديداً وقالوا:
{أتجعلُ فيها مَن يُفسِدُ فيها ويسفِكُ الدماءَ ونحنُ نُسبِّحُ بحمدِك ونُقدّسُ لك}
يعني لماذا تجعلُ يارب خليفةً على الأرضِ يكونُ سبباً لسفكِ هذا الدمِ الأقدس؟!
نحنُ نسبِّحُ بحمدك ونقدّسُ اسمك الأعظم،
وبرنامجُ الاستخلافِ هذا سيؤدّي إلى سفكِ دمِ إسمكَ الأعظم! فالملائكةُ على علمٍ إجماليٍّ بالّذي سيجري ولذا اعترضوا،
ورُغم هذا الاعتراض.. فالباري عزّ وجلَّ لم يُعاتبهم لِعِظمِ المُصيبةِ وجلالِ الرزيّة، ولكن بيّن لهم الحقائق،
فاعتذروا قائلين: "سُبحانك لا عِلمَ لنا إلّا ما علَّمتنا"،
ولكنّ ماذا نصنع يا ربّ؟ إنّه الحسينُ الذي حيّر الجميع..

■فكما أنّ الحديثَ في بدايةِ الخِلقةِ كان عن أقدسِ دمٍ في الوجودِ وهو دمُ الحسين..
■فكذلك يأتي الحديثُ في نهايةِ الخِلقةِ عن دمِ الحسينِ أيضاً..
فيُطرَحُ هذا السؤالُ على جميعِ الخلائقِ في ذلك المشهد المَهول: "وإذا الموءُودةُ سُئلت، بأيّ ذنبٍ قُتلت؟!"
السؤالُ إنّما يُطرَحُ على جميعِ الخلائقِ لأنّ قضيّةَ قتلِ الحُسينِ مُرتبطةٌ بكلّ الخلقِ، مُرتبطةٌ بالتكوينِ وليست قضيّةً تشريعيّة..
ولذا نقرأُ في بعضِ زياراتِ سيّدِ الشهداء ونحنُ نُخاطبُ الحسين، نقول:
(وأنّك ثأرُ اللهِ في أرضهِ حتّى يستثيرَ لك مِن جميعِ خلقِهِ) يعني حتّى يأخذَ لك الثأرَ مِن جميعِ خلقِهِ،

︎لأنّ دمَ الحسينِ إنّما سُفِكَ لأجلِ إقامةِ مشروعِ اللهِ في الأرض وهو البرنامجُ الإلهيُّ للإصلاحِ الذاتيّ لهذا الوجود..
هذا البرنامجُ الذي تتحقّقُ بداياتُهُ في العصرِ المهدوي،
ثمّ يتكاملُ تحقيقُ هذا البرنامجُ بتمامِ معناه في عصرِ الرجعةِ العظيمة، في زمانِ الدولةِ المُحمّديّةِ العُظمى، وهذا هو معنى قولِ رسولِ الله: (حسينٌ مِنّي وأنا مِن حسين)

فمشروعُ اللهِ في الأرضِ إنّما هو ثمرةٌ لسفكِ دمِ الحسين..
ولذا اتّخذ اللهُ أرضَ كربلاءَ حَرَماً آمناً مُباركاً قبل أن يخلقَ الكعبة..
وخصّ أرضَ كربلاء دون سائر بقاع الأرضِ بهذه الخصوصيّة:
وهي أنّه إذا وقعت التغيّراتُ الكونيّةُ وإرهاصاتُ القيامةِ الكبرى، فدُكّتْ الأرضُ دكّاً وسُيّرتْ الجبال..
رُفعتْ أرضُ كربلاء كما هي بتُربتِها نُورانيّةً صافيةً فجُعلت في أفضلِ روضةٍ مِن رياضِ الجنّةِ وأفضلِ مسكنٍ في الجنّة كرامةً مِن اللهِ لدمِ الحسينِ الذي سُفِكَ فيها لأجلِ إصلاحِ الوجود..

#ويبقى_الحسين
#الثقافة_الزهرائية