#زمن_العزة
#خلافة_الوليد ............... #العصر_الذهبي5
💞 (( مسلمة بن عبد الملك _ 2 )) 🌿
* كان مسلمة بن عبد الملك في إحدى غزواته على رأس جيش للمسلمين يحاصرون قلعة عظيمة للروم .. ، و لكن القلعة استعصت على المسلمين .. ، و كان جنود الروم يقذفون جيش المسلمين من أعلاها ، فازداد التعب و الجهد على جنود المسلمين .. ، و بدا الكثير منهم يشعرون بالإحباط و باستحالة فتح تلك القلعة الحصينة ..
.. ، و في إحدى الليالي قام جندي مسلم متخفيا ، فخرج من المعسكر وحده و اقترب من أسوار القلعة .. ، و أخذ يبحث عن أي نفق أو ثغرة تسمح بالدخول إلى داخل القلعة ..
.. ، فلم يجد .. !!
.. ، فقرر أن يقوم بعملية فدائية .. لعلها تنجح ..
.. تحرك حتى وصل باب القلعة ، و أخذ ينقب فيه و ينقب طوال الليل ، و هو يعلم جيدا أنها ستكون نهايته لو شعر به أحد من داخل القلعة ..
.. ، و لكنه بذل نفسه لله رجاء أن ينصرهم ..
.. ، و استطاع في النهاية أن يحدث نقبا صغيرا في الباب
.. ، و لم يشعر به أحد من جند الرومان .. ، فقد كانوا على ثقة كاملة من أن المسلمين يستحيل أن يفتحوا تلك القلعة المنيعة ، فكانوا ينامون و هم مطمئنون تماما .. ، و ربما أهملوا الحراسة الليلية ...
.. ، و بعد أن أنهى ( صاحب النقب ) مهمته رجع إلى معسكر المسلمين ، و بات بينهم دون أن يخبر أحدا منهم بما فعل ... !!
............. ................ .................
.. ، و في الصباح الباكر ...
تأهب المسلمون للقتال كعادتهم ..
.. ، و قبل بدء القتال تسلل ( صاحب النقب ) من بينهم و هو ملثم .. ، و توجه مباشرة نحو باب القلعة ، و دخل من النقب الذي أحدثه .. ، و تمكن من فتح الباب ..
.. ، فتدافع المسلمون و اقتحموا القلعة .. ، و ما هي إلا لحظات حتى سمع جند الرومان أصوات تكبيرات المسلمين على أسوار قلعتهم و داخل ساحتها .. ، فحاولوا أن يدافعوا عن أنفسهم ما استطاعوا .. ، و لكن عنصر المفاجأة جعل كفة المعركة ترجح في صالح المسلمين ..
.. ، و تحقق لهم النصر ببركة إخلاص ( صاحب النقب ) .. !!
.. ، و بعد المعركة جمع أمير الجيش / مسلمة بن عبدالملك جنوده ، و نادى فيهم بأعلى صوته :
(( من هذا البطل الذي أحدث النقب في باب القلعة ..؟!!
.. ، فليخرج لنكافئه .. ، فقد تحقق النصر بسببه ))
.. ، فلم يخرج أحد .... !!
.. ، فقد كان ( صاحب النقب ) يريد أن يجعلها ( لله ) ، و خشي أن تتغير نيته بسبب الشهرة و التكريم و المكافآت ..
.. ، و كان الخليفة / الوليد بن عبد الملك يجزل العطاء للقادة و الجنود المتميزين ..
.. ، فعاد مسلمة للنداء مرة أخرى :
( من أحدث النقب فليخرج )
.. ، فلم يخرج له أحد ... !!!
.. ، و في اليوم التالي وقف مسلمة في جنده ، وأعاد نفس النداء .. ، فلم يخرج له صاحب النقب .. !!
.. ، فتعجب مسلمة بن عبد الملك من هذا الموقف الغريب .. !!
.. ، و في اليوم الثالث ..
وقف مسلمة في جنده مرة أخرى .. ، و نادى قائلا :
(( أقسمت على من أحدث النقب أن يأتيني في أي وقت شاء من ليل أو نهار ))
.. ، و ساعتها شعر صاحب النقب بالحرج .. ، فأمير الجيش قد أقسم عليه ، و عليه أن يبر قسمه ..
.. ، لذلك اضطر صاحب النقب أن يذهب إلى
مسلمة بن عبد الملك في خيمته ..
.. ، و لكنه ذهب إليه في ظلمة الليل ، و كان ملثما .. !!
.. ، فلما دخل عليه و هو جالس في خيمته سأله مسلمة مباشرة : (( أنت صاحب النقب ... ؟!!! ))
.. ، فرد عليه قائلا :
(( إن صاحب النقب يريد أن يبر قسم أميره ، و لكن لديه ثلاثة شروط حتى يلبي الطلب ))
.. ، فسأله مسلمة متعجبا : (( و ما هي .. ؟! ))
.. ، فقال له :
(( ألا تسأله عن اسمه .. ، و ألا تأمر له بعطاء ..
.. ، و ألا تخبر الخليفة بأمره ))
.. ، فقال له مسلمة : (( له ما طلب ))
.. ، فقال : (( أنا صاحب النقب ))
.. ، ثم عاد أدراجه مسرعا .. ، واختفى بين خيام الجيش ..!!
.. ، و هنا استصغر مسلمة بن عبد الملك ما قدمه من بذل و جهاد و تضحيات طيلة خمسين عاما أمام تجرد و إخلاص ذلك الجندي الصغير (( صاحب النقب )) .. ، فدمعت عيناه و تلا قول الله تعالى :
(( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ))
.. ، و كان ( مسلمة ) بعد ذلك يقول في دعائه :
(( اللهم احشرني مع صاحب النقب ))
.. ، ذلك الجندي المجهول لم يذكر التاريخ اسمه ، و لم يعرفه المسلمون .. ، و لكن يكفيه أن الله يعلمه ..
.......... ........... ............... ..........
.... إخواني ..
اجعلوا بينكم وبين الله خبيئة من عمل صالح ينفعكم يوم القيامة ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
💞 إن لم يكن لله فعلك خالصا
فكل بنـاء قد بنيت خـراب 💞
......... تابعونا .....
#خلافة_الوليد ............... #العصر_الذهبي5
💞 (( مسلمة بن عبد الملك _ 2 )) 🌿
* كان مسلمة بن عبد الملك في إحدى غزواته على رأس جيش للمسلمين يحاصرون قلعة عظيمة للروم .. ، و لكن القلعة استعصت على المسلمين .. ، و كان جنود الروم يقذفون جيش المسلمين من أعلاها ، فازداد التعب و الجهد على جنود المسلمين .. ، و بدا الكثير منهم يشعرون بالإحباط و باستحالة فتح تلك القلعة الحصينة ..
.. ، و في إحدى الليالي قام جندي مسلم متخفيا ، فخرج من المعسكر وحده و اقترب من أسوار القلعة .. ، و أخذ يبحث عن أي نفق أو ثغرة تسمح بالدخول إلى داخل القلعة ..
.. ، فلم يجد .. !!
.. ، فقرر أن يقوم بعملية فدائية .. لعلها تنجح ..
.. تحرك حتى وصل باب القلعة ، و أخذ ينقب فيه و ينقب طوال الليل ، و هو يعلم جيدا أنها ستكون نهايته لو شعر به أحد من داخل القلعة ..
.. ، و لكنه بذل نفسه لله رجاء أن ينصرهم ..
.. ، و استطاع في النهاية أن يحدث نقبا صغيرا في الباب
.. ، و لم يشعر به أحد من جند الرومان .. ، فقد كانوا على ثقة كاملة من أن المسلمين يستحيل أن يفتحوا تلك القلعة المنيعة ، فكانوا ينامون و هم مطمئنون تماما .. ، و ربما أهملوا الحراسة الليلية ...
.. ، و بعد أن أنهى ( صاحب النقب ) مهمته رجع إلى معسكر المسلمين ، و بات بينهم دون أن يخبر أحدا منهم بما فعل ... !!
............. ................ .................
.. ، و في الصباح الباكر ...
تأهب المسلمون للقتال كعادتهم ..
.. ، و قبل بدء القتال تسلل ( صاحب النقب ) من بينهم و هو ملثم .. ، و توجه مباشرة نحو باب القلعة ، و دخل من النقب الذي أحدثه .. ، و تمكن من فتح الباب ..
.. ، فتدافع المسلمون و اقتحموا القلعة .. ، و ما هي إلا لحظات حتى سمع جند الرومان أصوات تكبيرات المسلمين على أسوار قلعتهم و داخل ساحتها .. ، فحاولوا أن يدافعوا عن أنفسهم ما استطاعوا .. ، و لكن عنصر المفاجأة جعل كفة المعركة ترجح في صالح المسلمين ..
.. ، و تحقق لهم النصر ببركة إخلاص ( صاحب النقب ) .. !!
.. ، و بعد المعركة جمع أمير الجيش / مسلمة بن عبدالملك جنوده ، و نادى فيهم بأعلى صوته :
(( من هذا البطل الذي أحدث النقب في باب القلعة ..؟!!
.. ، فليخرج لنكافئه .. ، فقد تحقق النصر بسببه ))
.. ، فلم يخرج أحد .... !!
.. ، فقد كان ( صاحب النقب ) يريد أن يجعلها ( لله ) ، و خشي أن تتغير نيته بسبب الشهرة و التكريم و المكافآت ..
.. ، و كان الخليفة / الوليد بن عبد الملك يجزل العطاء للقادة و الجنود المتميزين ..
.. ، فعاد مسلمة للنداء مرة أخرى :
( من أحدث النقب فليخرج )
.. ، فلم يخرج له أحد ... !!!
.. ، و في اليوم التالي وقف مسلمة في جنده ، وأعاد نفس النداء .. ، فلم يخرج له صاحب النقب .. !!
.. ، فتعجب مسلمة بن عبد الملك من هذا الموقف الغريب .. !!
.. ، و في اليوم الثالث ..
وقف مسلمة في جنده مرة أخرى .. ، و نادى قائلا :
(( أقسمت على من أحدث النقب أن يأتيني في أي وقت شاء من ليل أو نهار ))
.. ، و ساعتها شعر صاحب النقب بالحرج .. ، فأمير الجيش قد أقسم عليه ، و عليه أن يبر قسمه ..
.. ، لذلك اضطر صاحب النقب أن يذهب إلى
مسلمة بن عبد الملك في خيمته ..
.. ، و لكنه ذهب إليه في ظلمة الليل ، و كان ملثما .. !!
.. ، فلما دخل عليه و هو جالس في خيمته سأله مسلمة مباشرة : (( أنت صاحب النقب ... ؟!!! ))
.. ، فرد عليه قائلا :
(( إن صاحب النقب يريد أن يبر قسم أميره ، و لكن لديه ثلاثة شروط حتى يلبي الطلب ))
.. ، فسأله مسلمة متعجبا : (( و ما هي .. ؟! ))
.. ، فقال له :
(( ألا تسأله عن اسمه .. ، و ألا تأمر له بعطاء ..
.. ، و ألا تخبر الخليفة بأمره ))
.. ، فقال له مسلمة : (( له ما طلب ))
.. ، فقال : (( أنا صاحب النقب ))
.. ، ثم عاد أدراجه مسرعا .. ، واختفى بين خيام الجيش ..!!
.. ، و هنا استصغر مسلمة بن عبد الملك ما قدمه من بذل و جهاد و تضحيات طيلة خمسين عاما أمام تجرد و إخلاص ذلك الجندي الصغير (( صاحب النقب )) .. ، فدمعت عيناه و تلا قول الله تعالى :
(( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ))
.. ، و كان ( مسلمة ) بعد ذلك يقول في دعائه :
(( اللهم احشرني مع صاحب النقب ))
.. ، ذلك الجندي المجهول لم يذكر التاريخ اسمه ، و لم يعرفه المسلمون .. ، و لكن يكفيه أن الله يعلمه ..
.......... ........... ............... ..........
.... إخواني ..
اجعلوا بينكم وبين الله خبيئة من عمل صالح ينفعكم يوم القيامة ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
💞 إن لم يكن لله فعلك خالصا
فكل بنـاء قد بنيت خـراب 💞
......... تابعونا .....
#زمن_العزة
#خلافة_الوليد ....... #العصر_الذهبي6
🌿 (( قتيبة بن مسلم _ 1 )) ⚡
* أبوه هو ( مسلم بن عمرو ) ، و كان من أصحاب مصعب بن الزبير والي العراق أيام أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير ، فكان مع مصعب في جيشه أثناء حربه ضد عبد الملك بن مروان سنة 72 هجرية ..
.. ، و لذلك نشأ ابنه الفتى الصغير / قتيبة في أجواء الحروب في العراق ، فاحترف الفروسية منذ صغر سنه و كان محبا لها ، كما كان ماهرا في فنون القتال المختلفة ، و أبدى شجاعة فائقة و موهبة قيادية فذة لفتت إليه الأنظار ...
........... ............. ............. ..........
.. ، و في خلافة عبد الملك بن مروان ...
.. لاحظ القائد العظيم المهلب بن أبي صفرة واليه على إقليم خراسان مهارات الفتى المتألق / قتيبة بن مسلم ، فقد كان المهلب خبيرا في معرفة الأبطال و معادن الرجال ، فتفرس في قتيبة أنه سيكون من أعظم أبطال الإسلام ، و لذلك أوصى به والى العراق / الحجاج بن يوسف الثقفي ..
.. ، و كان الحجاج يحب الأبطال والشجعان ، و يحرص على تنمية مهاراتهم والاستفادة منهم حتى و إن كانوا شبابا صغارا .. ، فانتدب الحجاج بن يوسف قتيبة بن مسلم لبعض المهام العسكرية ليختبره بها ، و ليعلم مدى صحة ترشيح المهلب له .. ، فأبلى قتيبة بلاء حسنا حتى وثق فيه الحجاج بن يوسف و ولاه على مدينة ( الري ) في فارس ..
............ ............. .............. ............
.. ، و في خلافة / الوليد بن عبد الملك ..
اختار الحجاج بن يوسف هذا الشاب الهمام قتيبة بن مسلم لمهمة أكبر و أخطر .. ، فقد ولاه على إقليم خراسان الاستراتيجي كله .. ، و كما تعلمون .. إقليم خراسان واسع جدا و مترامي الأطراف ، و كان مسرحا مفتوحا للفتن و القلاقل و الحركات الانفصالية و الانقلابات العسكرية دائما .. ، كما أنه إقليم حدودي يقع عند نهاية الجناح الشرقي للدولة الإسلامية و يفصل بينها و بين الدول و الممالك الأخرى المجاورة ، و لذلك فهو يحتاج إلى حاكم من طراز خاص جدا ..
.. ، و في 86 هجرية تولى قتيبة مهام منصبه الجديد كحاكم لإقليم خراسان و هو لا يزال شابا في الثلاثينات من عمره ، و منذ ذلك الحين لمع نجم قتيبة بن مسلم ، و أصبح حديث العالم الإسلامي كله .. ، فلم يكن يشغل قتيبة إلا الجهاد في سبيل الله .. ، و كان يطمح إلى فتح بلاد ما وراء النهر لينشر التوحيد على أراض لم يشرق فيها نور الإسلام من قبل .. ، فظل يجاهد و يفتح البلاد في آسيا الوسطى حتى وصل إلى الصين .. !!
.. ، و كان قتيبة بن مسلم يسير في فتوحاته على نفس الخطة التي سار عليها آل المهلب ، و هي خطة
( الضربات السريعة ) القوية و المتلاحقة على الأعداء ، بحيث لا يترك لهم وقتا للتجمع أو التخطيط لرد هجوم المسلمين .. !!
.. ، ففتح طخاريستان ( وهي جزء من أفغانستان حاليا ) .. ، و بعدها تمكن من فتح ( إقليم بخارى ) و ما حوله من المدن و الحصون ، ثم فتح إقليم ( سجستان ) ، و إقليم ( خواريزم )
.. ، و استمر في الزحف في قلب آسيا حتى تمكن من فتح مدينة ( سمرقند ) و ضمها إلى الإسلام .. ، و كانت له فيها قصة عجيبة عجيبة سنذكرها لاحقا إن شاء الله ..!!
.. ، ثم توغل في أرض مملكة الصين حتى فتح مدينة
( كاشغر ) و جعلها قاعدة إسلامية ، فكانت هذه هي آخر مدينة وصل إليها الفتح الإسلامي في المشرق ... !!!
.............. تابعونا ..........
🎀 بسام محرم 🎀
#خلافة_الوليد ....... #العصر_الذهبي6
🌿 (( قتيبة بن مسلم _ 1 )) ⚡
* أبوه هو ( مسلم بن عمرو ) ، و كان من أصحاب مصعب بن الزبير والي العراق أيام أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير ، فكان مع مصعب في جيشه أثناء حربه ضد عبد الملك بن مروان سنة 72 هجرية ..
.. ، و لذلك نشأ ابنه الفتى الصغير / قتيبة في أجواء الحروب في العراق ، فاحترف الفروسية منذ صغر سنه و كان محبا لها ، كما كان ماهرا في فنون القتال المختلفة ، و أبدى شجاعة فائقة و موهبة قيادية فذة لفتت إليه الأنظار ...
........... ............. ............. ..........
.. ، و في خلافة عبد الملك بن مروان ...
.. لاحظ القائد العظيم المهلب بن أبي صفرة واليه على إقليم خراسان مهارات الفتى المتألق / قتيبة بن مسلم ، فقد كان المهلب خبيرا في معرفة الأبطال و معادن الرجال ، فتفرس في قتيبة أنه سيكون من أعظم أبطال الإسلام ، و لذلك أوصى به والى العراق / الحجاج بن يوسف الثقفي ..
.. ، و كان الحجاج يحب الأبطال والشجعان ، و يحرص على تنمية مهاراتهم والاستفادة منهم حتى و إن كانوا شبابا صغارا .. ، فانتدب الحجاج بن يوسف قتيبة بن مسلم لبعض المهام العسكرية ليختبره بها ، و ليعلم مدى صحة ترشيح المهلب له .. ، فأبلى قتيبة بلاء حسنا حتى وثق فيه الحجاج بن يوسف و ولاه على مدينة ( الري ) في فارس ..
............ ............. .............. ............
.. ، و في خلافة / الوليد بن عبد الملك ..
اختار الحجاج بن يوسف هذا الشاب الهمام قتيبة بن مسلم لمهمة أكبر و أخطر .. ، فقد ولاه على إقليم خراسان الاستراتيجي كله .. ، و كما تعلمون .. إقليم خراسان واسع جدا و مترامي الأطراف ، و كان مسرحا مفتوحا للفتن و القلاقل و الحركات الانفصالية و الانقلابات العسكرية دائما .. ، كما أنه إقليم حدودي يقع عند نهاية الجناح الشرقي للدولة الإسلامية و يفصل بينها و بين الدول و الممالك الأخرى المجاورة ، و لذلك فهو يحتاج إلى حاكم من طراز خاص جدا ..
.. ، و في 86 هجرية تولى قتيبة مهام منصبه الجديد كحاكم لإقليم خراسان و هو لا يزال شابا في الثلاثينات من عمره ، و منذ ذلك الحين لمع نجم قتيبة بن مسلم ، و أصبح حديث العالم الإسلامي كله .. ، فلم يكن يشغل قتيبة إلا الجهاد في سبيل الله .. ، و كان يطمح إلى فتح بلاد ما وراء النهر لينشر التوحيد على أراض لم يشرق فيها نور الإسلام من قبل .. ، فظل يجاهد و يفتح البلاد في آسيا الوسطى حتى وصل إلى الصين .. !!
.. ، و كان قتيبة بن مسلم يسير في فتوحاته على نفس الخطة التي سار عليها آل المهلب ، و هي خطة
( الضربات السريعة ) القوية و المتلاحقة على الأعداء ، بحيث لا يترك لهم وقتا للتجمع أو التخطيط لرد هجوم المسلمين .. !!
.. ، ففتح طخاريستان ( وهي جزء من أفغانستان حاليا ) .. ، و بعدها تمكن من فتح ( إقليم بخارى ) و ما حوله من المدن و الحصون ، ثم فتح إقليم ( سجستان ) ، و إقليم ( خواريزم )
.. ، و استمر في الزحف في قلب آسيا حتى تمكن من فتح مدينة ( سمرقند ) و ضمها إلى الإسلام .. ، و كانت له فيها قصة عجيبة عجيبة سنذكرها لاحقا إن شاء الله ..!!
.. ، ثم توغل في أرض مملكة الصين حتى فتح مدينة
( كاشغر ) و جعلها قاعدة إسلامية ، فكانت هذه هي آخر مدينة وصل إليها الفتح الإسلامي في المشرق ... !!!
.............. تابعونا ..........
🎀 بسام محرم 🎀
#زمن_العزة
#خلافة_الوليد .... #العصر_الذهبي7
💞 (( قتيبة بن مسلم _ 2 )) 🌿
.. ، و الآن أحكي لكن قصة قتيبة بن مسلم في فتح مدينة سمرقند ..
* تقع مدينة ( سمرقند ) فى آسيا الوسطى فى بلاد ما وراء النهر .. ، و كانت مدينة رائعة الجمال ، حتى وصفها
ابن بطوطة بقوله :
(( إنها من أكبر المدن و أحسنها و أتمها جمالا .. ، مبنية على شاطىء واد يعرف بوادى القصارين ، و كانت تضم قصورا عظيمة .. ))
.. ، و وصفها بعض الرحالة العرب ب :
(( الياقوتة الراقدة على نهر زرافشان ))
.. ، و قد كان أول فتح إسلامي لها على يد
سعيد بن عثمان بن عفان ، و قد فتحها صلحا عام 55 هجرية
.. ، ثم نقضوا عهدهم مستغلين انشغال المسلمين بالفتنة الكبرى .. ، ففتحها سالم بن زياد عام 61 هـ بعد مقاومة عنيفة .. ، ثم نقضوا العهد مع المسلمين مرة أخرى و تمردوا عليهم ... !!
... ، فلما نجح قتيبة بن مسلم في فتح بخارى و خواريزم و عاد بعدها إلى خراسان نصحه بعض أمرائه أن يخرج مرة أخرى ليفاجئ أهل سمرقند المتمردة لأنهم لما عرفوا بعودة قتيبة إلى بلاده اطمأنوا أنه لن يغزوهم في هذا العام ، و بالتالي سيكون ( عنصر المفاجأة ) في صالح المسلمين ..
.. ، فأعجب قتيبة بهذه الفكرة و سارع في التنفيذ ، فبعث أخاه عبد الرحمن بن مسلم بين يديه في عشرين ألفا ليسبقه إلى سمرقند ، ثم لحقه قتيبة في بقية الجيش ..
.. ، فلما وصلت تلك الأخبار إلى سمرقند أخرج حاكمها جيشا ليعترض طريق جيش قتيبة .. ، فدار قتال بين الفريقين انتصر فيه المسلمون و قتلوا معظم فرسان سمرقند و غنموا أموالهم ..
.. ، ثم وصل قتيبة بجيشه إلى حصون سمرقند و حاصرها ، و نصب المجانيق حولها ، ثم أخذ يضرب أسوارها العالية حتى تمكن من إحداث ثغرة في أحد تلك الأسوار ..
.. ، فانطلق المسلمون من خلال تلك الثغرة إلى داخل الحصن ، و دار تراشق بالسهام بين الفريقين حتى شعر حاكم المدينة بأنه لا مفر من طلب الصلح ..
.. ، فأرسل إلى قتيبة يقول له :
(( ارجع عنا يومك هذا ، و نحن نصالحك غدا ))
.. ، فرجع عنهم قتيبة .. ، فصالحوه من الغد على ألفي ألف و مائة ألف يحملونها إليه في كل عام .. ، و على أن يعطوه في هذه السنة ثلاثين ألف رأس من الرقيق ليس فيهم صغير ولا شيخ و لا عيب .. ، و على أن يسمحوا لقتيبة ببناء مسجد في سمرقند فيوضع له فيه منبر ليخطب عليه ..
.. ، فأجابوه إلى ذلك كله ..
.. ، فدخل قتيبة و معه أربعة آلاف من الأبطال ، و بني المسجد و وضع فيه المنبر .. ، فصلى قتيبة في المسجد و خطب في الناس ..
.. ، ثم أتي بالأصنام التي لهم فألقيت بين يديه بعضها فوق بعض حتى صارت كالقصر العظيم ، فأمر بتحريقها ..
.. ، فقال المجوس :
(( إن فيها أصناما قديمة من أحرقها هلك ))
.. ، فجاء حاكم المدينة فزعا ، و نهى قتيبة عن حرق هذه الأصنام ، و قال له : (( إني لك ناصح ))
.. ، فقال له قتيبة : (( أنا سأحرقها بيدي ))
.. ، ثم أخذ شعلة من نار و أشعل في أصنامهم و هو يكبر الله عز وجل .. ، فلما أحرقت تماما وجد من بقايا ما كان فيها خمسين ألف مثقال من ذهب ...!!!!!
.. ، و كان من جملة ما أصاب قتيبة في السبي جارية من ولد يزدجرد ( كسرى الفرس الأخير ) ، فأهداها إلى
الحجاج بن يوسف .. ، فأهداها الحجاح إلى الخليفة /
الوليد بن عبد الملك ، فولدت له يزيد بن الوليد .. !!
.. ، و قال قتيبة بن مسلم لأهل سمرقند :
(( إني لا أريد منكم أكثر مما صالحتكم عليه ، و لكن لا بد من جند يقيمون عندكم من جهتنا ))
.. ، ثم أرسل عددا من جنود المسلمين ليقيموا في سمرقند ، و عين عليها حاكما مسلما لإدارة شؤون البلاد ، و حتى لا يحاول أهلها أن يتمردوا بعد ذلك ..
.. ، فاضطر حاكمها الوثني المخلوع أن يخرج منها صاغرا ، فتلا قتيبة بن مسلم قول الله عز وجل :
(( و أنه أهلك عادا الأولى و ثمود فما أبقى ))
......... ............. .............. ...........
.. ، و للحديث عن ( سمرقند ) بقية ...... فتابعونا ......
🎀 بسام محرم 🎀
#خلافة_الوليد .... #العصر_الذهبي7
💞 (( قتيبة بن مسلم _ 2 )) 🌿
.. ، و الآن أحكي لكن قصة قتيبة بن مسلم في فتح مدينة سمرقند ..
* تقع مدينة ( سمرقند ) فى آسيا الوسطى فى بلاد ما وراء النهر .. ، و كانت مدينة رائعة الجمال ، حتى وصفها
ابن بطوطة بقوله :
(( إنها من أكبر المدن و أحسنها و أتمها جمالا .. ، مبنية على شاطىء واد يعرف بوادى القصارين ، و كانت تضم قصورا عظيمة .. ))
.. ، و وصفها بعض الرحالة العرب ب :
(( الياقوتة الراقدة على نهر زرافشان ))
.. ، و قد كان أول فتح إسلامي لها على يد
سعيد بن عثمان بن عفان ، و قد فتحها صلحا عام 55 هجرية
.. ، ثم نقضوا عهدهم مستغلين انشغال المسلمين بالفتنة الكبرى .. ، ففتحها سالم بن زياد عام 61 هـ بعد مقاومة عنيفة .. ، ثم نقضوا العهد مع المسلمين مرة أخرى و تمردوا عليهم ... !!
... ، فلما نجح قتيبة بن مسلم في فتح بخارى و خواريزم و عاد بعدها إلى خراسان نصحه بعض أمرائه أن يخرج مرة أخرى ليفاجئ أهل سمرقند المتمردة لأنهم لما عرفوا بعودة قتيبة إلى بلاده اطمأنوا أنه لن يغزوهم في هذا العام ، و بالتالي سيكون ( عنصر المفاجأة ) في صالح المسلمين ..
.. ، فأعجب قتيبة بهذه الفكرة و سارع في التنفيذ ، فبعث أخاه عبد الرحمن بن مسلم بين يديه في عشرين ألفا ليسبقه إلى سمرقند ، ثم لحقه قتيبة في بقية الجيش ..
.. ، فلما وصلت تلك الأخبار إلى سمرقند أخرج حاكمها جيشا ليعترض طريق جيش قتيبة .. ، فدار قتال بين الفريقين انتصر فيه المسلمون و قتلوا معظم فرسان سمرقند و غنموا أموالهم ..
.. ، ثم وصل قتيبة بجيشه إلى حصون سمرقند و حاصرها ، و نصب المجانيق حولها ، ثم أخذ يضرب أسوارها العالية حتى تمكن من إحداث ثغرة في أحد تلك الأسوار ..
.. ، فانطلق المسلمون من خلال تلك الثغرة إلى داخل الحصن ، و دار تراشق بالسهام بين الفريقين حتى شعر حاكم المدينة بأنه لا مفر من طلب الصلح ..
.. ، فأرسل إلى قتيبة يقول له :
(( ارجع عنا يومك هذا ، و نحن نصالحك غدا ))
.. ، فرجع عنهم قتيبة .. ، فصالحوه من الغد على ألفي ألف و مائة ألف يحملونها إليه في كل عام .. ، و على أن يعطوه في هذه السنة ثلاثين ألف رأس من الرقيق ليس فيهم صغير ولا شيخ و لا عيب .. ، و على أن يسمحوا لقتيبة ببناء مسجد في سمرقند فيوضع له فيه منبر ليخطب عليه ..
.. ، فأجابوه إلى ذلك كله ..
.. ، فدخل قتيبة و معه أربعة آلاف من الأبطال ، و بني المسجد و وضع فيه المنبر .. ، فصلى قتيبة في المسجد و خطب في الناس ..
.. ، ثم أتي بالأصنام التي لهم فألقيت بين يديه بعضها فوق بعض حتى صارت كالقصر العظيم ، فأمر بتحريقها ..
.. ، فقال المجوس :
(( إن فيها أصناما قديمة من أحرقها هلك ))
.. ، فجاء حاكم المدينة فزعا ، و نهى قتيبة عن حرق هذه الأصنام ، و قال له : (( إني لك ناصح ))
.. ، فقال له قتيبة : (( أنا سأحرقها بيدي ))
.. ، ثم أخذ شعلة من نار و أشعل في أصنامهم و هو يكبر الله عز وجل .. ، فلما أحرقت تماما وجد من بقايا ما كان فيها خمسين ألف مثقال من ذهب ...!!!!!
.. ، و كان من جملة ما أصاب قتيبة في السبي جارية من ولد يزدجرد ( كسرى الفرس الأخير ) ، فأهداها إلى
الحجاج بن يوسف .. ، فأهداها الحجاح إلى الخليفة /
الوليد بن عبد الملك ، فولدت له يزيد بن الوليد .. !!
.. ، و قال قتيبة بن مسلم لأهل سمرقند :
(( إني لا أريد منكم أكثر مما صالحتكم عليه ، و لكن لا بد من جند يقيمون عندكم من جهتنا ))
.. ، ثم أرسل عددا من جنود المسلمين ليقيموا في سمرقند ، و عين عليها حاكما مسلما لإدارة شؤون البلاد ، و حتى لا يحاول أهلها أن يتمردوا بعد ذلك ..
.. ، فاضطر حاكمها الوثني المخلوع أن يخرج منها صاغرا ، فتلا قتيبة بن مسلم قول الله عز وجل :
(( و أنه أهلك عادا الأولى و ثمود فما أبقى ))
......... ............. .............. ...........
.. ، و للحديث عن ( سمرقند ) بقية ...... فتابعونا ......
🎀 بسام محرم 🎀
#زمن_العزة
#خلافة_الوليد ................ #العصر_الذهبي8
💞 (( قتيبة بن مسلم _ 3 )) ⚡
.. ، و ظل قتيبة بن مسلم حاكما على إقليم خراسان 13 عاما .. ، و في أثناء تلك الفترة أراد الوليد بن عبد الملك أن يجعل الخلافة من بعده في أبنائه ، و أن يخلع أخاه سليمان من ولاية العهد .. ، و شجعه الحجاج بن يوسف على ذلك لأن سليمان كان يبغض سياسات الحجاج الظالمة ، و يعترض على تصرفاته كثيرا ..
.. ، أما قتيبة بن مسلم فقد كان هو الآخر يرى كرأي الحجاج ، يرى أن تكون الخلافة في أبناء الوليد ، و أن يتم خلع سليمان عن ولاية العهد ..
.. ، فأدى هذا الموقف السياسي لقتيبة بن مسلم إلى أن اكتسب عداوة سليمان بن عبد الملك له ...
.. ، و لكن .. لم يتمكن الوليد من خلع سليمان ..
.. ، و تولى سليمان الخلافة من بعده ، فقرر عزل كل الأمراء و الولاة الذين عينهم الحجاج بن يوسف الثقفي و الموالين له
.. ، و من ضمنهم قتيبة بن مسلم بطبيعة الحال .. !!
.. ، و يروى أن قتيبة بن مسلم بدأ يظهر اعتراضه على سليمان ، و أخذ يجمع الناس حوله حتى خشي سليمان من أن يقوم قتيبة بن مسلم بحركة إنفصالية في بلاد المشرق ، فقام أحد جند سليمان بن عبد الملك بقتله ..!!
.. ، و لم يكن قتيبة وقتها قد تجاوز الخمسين من عمره ..
.. ، و كانت هذه هي النهاية الحزينة لبطل عظيم من أبطال الإسلام ....!!!!
.. ، و لا عجب ...
فعندما يدخل ( الكرسي ) في الحسابات تنقلب الأحوال رأسا على عقب .. ، فحسبنا الله ونعم الوكيل ..
................ ............... .................
.. أما عن ( سمر قند ) ...
.. ، فقد بقيت بعد مقتل قتيبة بن مسلم تحت حكم الإسلام ، حيث يدفع أهلها الجزية المقررة لحاكمهم المسلم مع إصرارهم على وثنيتهم ....
.. ، و استمر هذا الحال حتى تولى الخلافة سيدنا /
عمر بن عبد العزيز بعد وفاة سليمان بن عبد الملك ..
.. ، ثم حدث أمر عجيب عجيب ..
.. ، فقد اكتشف كهنة سمرقند أن قتيبة بن مسلم عندما جاء لفتح سمرقند بغتة و دون سابق إنذار ، فإنه بذلك قد خالف أحكام الإسلام التي تلزم أمراء الجيوش الإسلامية بأن يخيروا أهل المدن التي يريدون فتحها بين ثلاثة أمور :
( الدخول في الإسلام ، أو دفع الجزية ، أو القتال ) ، و أن يمهلوهم ثلاثة أيام للتفكير في الأمر قبل بدء القتال ..
.. ، و لكن قتيبة بن مسلم لم يفعل ذلك لأنه .. كما عرفنا .. كان يعتمد في فتوحاته على عنصر المفاجأة و الضربات السريعة ..
.. ، كما أنه كان يعرف عن طبيعة أهل سمرقند المتمردة أنهم لن يقبلوا الدخول في الإسلام ، و سيختاروا القتال ...
.. ، فلما علم أهل سمرقند بأن هذا الأمر مخالف للإسلام كتب كهنتها رسالة إلى سلطان المسلمين في ذلك الوقت ( و هو عمر بن عبد العزيز عليه رحمة الله ) .. ، و أرسلوا هذه الرسالة مع أحد أهل سمرقند ، و هو الذي سيحكي لنا تفاصيل هذه القصة بنفسه .. ، و لكن في الحلقة القادمة إن شاء الله ...
...... فتابعونا .......
🎀 بسام محرم 🎀
#خلافة_الوليد ................ #العصر_الذهبي8
💞 (( قتيبة بن مسلم _ 3 )) ⚡
.. ، و ظل قتيبة بن مسلم حاكما على إقليم خراسان 13 عاما .. ، و في أثناء تلك الفترة أراد الوليد بن عبد الملك أن يجعل الخلافة من بعده في أبنائه ، و أن يخلع أخاه سليمان من ولاية العهد .. ، و شجعه الحجاج بن يوسف على ذلك لأن سليمان كان يبغض سياسات الحجاج الظالمة ، و يعترض على تصرفاته كثيرا ..
.. ، أما قتيبة بن مسلم فقد كان هو الآخر يرى كرأي الحجاج ، يرى أن تكون الخلافة في أبناء الوليد ، و أن يتم خلع سليمان عن ولاية العهد ..
.. ، فأدى هذا الموقف السياسي لقتيبة بن مسلم إلى أن اكتسب عداوة سليمان بن عبد الملك له ...
.. ، و لكن .. لم يتمكن الوليد من خلع سليمان ..
.. ، و تولى سليمان الخلافة من بعده ، فقرر عزل كل الأمراء و الولاة الذين عينهم الحجاج بن يوسف الثقفي و الموالين له
.. ، و من ضمنهم قتيبة بن مسلم بطبيعة الحال .. !!
.. ، و يروى أن قتيبة بن مسلم بدأ يظهر اعتراضه على سليمان ، و أخذ يجمع الناس حوله حتى خشي سليمان من أن يقوم قتيبة بن مسلم بحركة إنفصالية في بلاد المشرق ، فقام أحد جند سليمان بن عبد الملك بقتله ..!!
.. ، و لم يكن قتيبة وقتها قد تجاوز الخمسين من عمره ..
.. ، و كانت هذه هي النهاية الحزينة لبطل عظيم من أبطال الإسلام ....!!!!
.. ، و لا عجب ...
فعندما يدخل ( الكرسي ) في الحسابات تنقلب الأحوال رأسا على عقب .. ، فحسبنا الله ونعم الوكيل ..
................ ............... .................
.. أما عن ( سمر قند ) ...
.. ، فقد بقيت بعد مقتل قتيبة بن مسلم تحت حكم الإسلام ، حيث يدفع أهلها الجزية المقررة لحاكمهم المسلم مع إصرارهم على وثنيتهم ....
.. ، و استمر هذا الحال حتى تولى الخلافة سيدنا /
عمر بن عبد العزيز بعد وفاة سليمان بن عبد الملك ..
.. ، ثم حدث أمر عجيب عجيب ..
.. ، فقد اكتشف كهنة سمرقند أن قتيبة بن مسلم عندما جاء لفتح سمرقند بغتة و دون سابق إنذار ، فإنه بذلك قد خالف أحكام الإسلام التي تلزم أمراء الجيوش الإسلامية بأن يخيروا أهل المدن التي يريدون فتحها بين ثلاثة أمور :
( الدخول في الإسلام ، أو دفع الجزية ، أو القتال ) ، و أن يمهلوهم ثلاثة أيام للتفكير في الأمر قبل بدء القتال ..
.. ، و لكن قتيبة بن مسلم لم يفعل ذلك لأنه .. كما عرفنا .. كان يعتمد في فتوحاته على عنصر المفاجأة و الضربات السريعة ..
.. ، كما أنه كان يعرف عن طبيعة أهل سمرقند المتمردة أنهم لن يقبلوا الدخول في الإسلام ، و سيختاروا القتال ...
.. ، فلما علم أهل سمرقند بأن هذا الأمر مخالف للإسلام كتب كهنتها رسالة إلى سلطان المسلمين في ذلك الوقت ( و هو عمر بن عبد العزيز عليه رحمة الله ) .. ، و أرسلوا هذه الرسالة مع أحد أهل سمرقند ، و هو الذي سيحكي لنا تفاصيل هذه القصة بنفسه .. ، و لكن في الحلقة القادمة إن شاء الله ...
...... فتابعونا .......
🎀 بسام محرم 🎀
#زمن_العزة
#خلافة_الوليد ..................... #العصر_الذهبي9
🌿 (( قتيبة بن مسلم 4 )) 💞
.. ، أرسل كهنة سمرقند شكواهم إلى أمير المؤمنين /
عمر بن عبد العزيز بعد سنين من فتحها لما سمعوا عن عدله و تقواه ، في محاولة منهم لعلها تنجح ...
.. ، و يحكي لنا هذا الرسول الذي أرسله أهل سمرقند بالشكوى إلى دمشق تفاصيل القصة بنفسه ، فيقول :
(( أخذت أتنقّل من بلد إلى بلد أشهراً حتى وصلت إلى دمشق دار الخلافة ، فلما وصلت أخذت أتنقل في أحيائها وأُحدث نفسي بأن أسأل عن دار السلطان ، فأخذت على نفسي إن نطقت باسم السلطان أن أؤخذ أخذا .. ، فلما رأيت أعظم بناء في المدينة دخلت إليه .. ، و إذا أناس يدخلون و يخرجون و يركعون و يسجدون .. ، وإذا بحلقات في هذا البناء
.. ، فقلت لأحدهم : ( أهذه دار الوالي ..؟!! )
قال : ( لا .. بل هذا هو المسجد ) ، ثم سألني : ( صليت ..؟ )
قلت : ( ما صليت ) .. ، فقال لي : ( ما دينك .. ؟ )
فقلت : ( على دين أهل سمرقند ) .. ، فجعل يحدثني عن الإسلام حتى اعتنقته و شهدت بالشهادتين ..
.. ، ثم قلت له :
( أنا رجل غريب أريد السلطان .. دلني عليه يرحمك الله )
فقال : ( أتعني أمير المؤمنين ..؟ ) .. ، فقلت : ( نعم )
قال : ( اسلك ذلك الطريق حتى تصل إلى تلك الدار ) ..
.. ، و أشار إلى دار من طين ...!!
فقلت له مستنكرا : ( أتهزأ بي .. ؟!! )
قال : ( لا .. و لكن اسلك هذا الطريق ، فتلك دار أمير المؤمنين إن كنت تريده )
.. ، فذهبت .. و اقتربت .. و إذا برجل يأخذ طينا و يسد به ثلمة في الدار ، وامرأة تناوله الطين ..!!
.. ، فرجعت إلى الذي دلني ، و قلت :
( أسألك عن دار أمير المؤمنين و تدلني على طيان .. ؟!! )
.. ، فقال لي : ( هو ذاك أمير المؤمنين )
.. ، فذهبت مرة أخرى .. فطرقت الباب .. ، فخرج لي هذا الرجل ( صاحب الطين ) .. ، فسلم علي و رحب بي ، وغسل يديه ، و قال لي : ( ماذا تريد ..؟ )
.. ، فقلت له : ( هذه رسالة من كهنة سمرقند )
.. ، فقرأها .. ثم قلبها ، فكتب على ظهرها :
( من عبد الله عمر بن عبد العزيز إلى عامله في سمرقند أن انصب قاضياً ينظر فيما ذكروا ) .. ، ثم ختمها و ناولنيها ..!!
.. ، فانطلقت .. ، فلولا أني خشيت أن يكذبني أهل سمرقند لألقيتها في الطريق ، فماذا تفعل هذه الورقة و هذه الكلمات في إخراج هذا الجيش العرمرم .. ؟!!
.. ، و عدت بفضل الله مسلما ..
.. ، و في طرقي إلى سمرقند كنت كلما دخلت بلدا صليت بمسجده و أكرمني أهله .. ، فلما وصلت إلى سمرقند و قرأ الكهنة الرسالة أظلمت عليهم الأرض و ضاقت عليهم بما رحبت ، فقد ظنوا أنها لن تغير شيئا .. ، و لكنهم ذهبوا بها إلى والي عمر بن عبد العزيز على سمرقند .. ، فأخذ الرسالة و قرأها ، ثم أمر بتكليف القاضي / جمَيع بن حاضر الباجي لينظر في شكواهم ... !!
.. ، ثم اجتمعوا و اجتمعنا في يوم و عقد مجلس القضاء .. ، فسألنا القاضي عن دعوانا .. ، فقلنا :
( اجتاحنا قتيبة بن مسلم ، و لم يدعنا إلى الإسلام ، و لم يمهلنا لننظر في أمرنا )
.. ، فوجه القاضي سؤاله إلى خليفة قتيبة بن مسلم .. ، و قد مات قتيبة رحمه الله .. سأله قائلا : ( و أنت ما تقول .. ؟ )
.. ، فقال له :
( لقد كانت أرضهم خصبة و واسعة ، فخشي قتيبة بن مسلم إن أذنهم و أمهلهم أن يتحصنوا عليه )
.. ، فقال له القاضي في غضب و استنكار :
( لقد خرجنا مجاهدين في سبيل الله ، و ما خرجنا فاتحين للأرض أشرا و بطرا .. )
.. ، ثم قضى القاضي بإخراج جيش المسلمين بالكامل من سمرقند على أن يخيرهم قائد الجيش بعد ذلك وفقاً للمبادئ الإسلامية ، و يمهلهم ثلاثة أيام لينظروا في أمرهم .. !!
.. ، فظن أهل سمرقند أن تلك الكلمات من القاضي لن تفعل فعلها ( يعني : ظنوها مجرد حبر على ورق لتسكين الناس و لن تطبق على أرض الواقع )
.. ، فما غربت شمس ذلك اليوم و رجل من الجيش الإسلامي في أرض سمرقند .. خرج الجيش كله أمام ذهول أهل سمرقند ... !!!!!!
.. ، ثم دعوا أهل سمرقند إلى الإسلام أو الجزية أو القتال ))
.. ، فلما رأى أهل سمرقند ما لا مثيل له في تاريخ البشرية من عدالة تنفذها الدولة على جيشها و على قائدها قالوا :
(( إن هذه أمة حكمها رحمة و نعمة ))
.. ، فخرجوا إلى قائد الجيش الإسلامي يطلبون منه أن يعود بالجيش إلى بلادهم ليحكمهم بالإسلام ..!!
.. ، و دخل أغلب أهل سمرقند في دين الله بسبب ذلك العدل الذي لم يروا مثله من قبل ... !!
........ تابعونا .........
🎀 بسام محرم 🎀
#خلافة_الوليد ..................... #العصر_الذهبي9
🌿 (( قتيبة بن مسلم 4 )) 💞
.. ، أرسل كهنة سمرقند شكواهم إلى أمير المؤمنين /
عمر بن عبد العزيز بعد سنين من فتحها لما سمعوا عن عدله و تقواه ، في محاولة منهم لعلها تنجح ...
.. ، و يحكي لنا هذا الرسول الذي أرسله أهل سمرقند بالشكوى إلى دمشق تفاصيل القصة بنفسه ، فيقول :
(( أخذت أتنقّل من بلد إلى بلد أشهراً حتى وصلت إلى دمشق دار الخلافة ، فلما وصلت أخذت أتنقل في أحيائها وأُحدث نفسي بأن أسأل عن دار السلطان ، فأخذت على نفسي إن نطقت باسم السلطان أن أؤخذ أخذا .. ، فلما رأيت أعظم بناء في المدينة دخلت إليه .. ، و إذا أناس يدخلون و يخرجون و يركعون و يسجدون .. ، وإذا بحلقات في هذا البناء
.. ، فقلت لأحدهم : ( أهذه دار الوالي ..؟!! )
قال : ( لا .. بل هذا هو المسجد ) ، ثم سألني : ( صليت ..؟ )
قلت : ( ما صليت ) .. ، فقال لي : ( ما دينك .. ؟ )
فقلت : ( على دين أهل سمرقند ) .. ، فجعل يحدثني عن الإسلام حتى اعتنقته و شهدت بالشهادتين ..
.. ، ثم قلت له :
( أنا رجل غريب أريد السلطان .. دلني عليه يرحمك الله )
فقال : ( أتعني أمير المؤمنين ..؟ ) .. ، فقلت : ( نعم )
قال : ( اسلك ذلك الطريق حتى تصل إلى تلك الدار ) ..
.. ، و أشار إلى دار من طين ...!!
فقلت له مستنكرا : ( أتهزأ بي .. ؟!! )
قال : ( لا .. و لكن اسلك هذا الطريق ، فتلك دار أمير المؤمنين إن كنت تريده )
.. ، فذهبت .. و اقتربت .. و إذا برجل يأخذ طينا و يسد به ثلمة في الدار ، وامرأة تناوله الطين ..!!
.. ، فرجعت إلى الذي دلني ، و قلت :
( أسألك عن دار أمير المؤمنين و تدلني على طيان .. ؟!! )
.. ، فقال لي : ( هو ذاك أمير المؤمنين )
.. ، فذهبت مرة أخرى .. فطرقت الباب .. ، فخرج لي هذا الرجل ( صاحب الطين ) .. ، فسلم علي و رحب بي ، وغسل يديه ، و قال لي : ( ماذا تريد ..؟ )
.. ، فقلت له : ( هذه رسالة من كهنة سمرقند )
.. ، فقرأها .. ثم قلبها ، فكتب على ظهرها :
( من عبد الله عمر بن عبد العزيز إلى عامله في سمرقند أن انصب قاضياً ينظر فيما ذكروا ) .. ، ثم ختمها و ناولنيها ..!!
.. ، فانطلقت .. ، فلولا أني خشيت أن يكذبني أهل سمرقند لألقيتها في الطريق ، فماذا تفعل هذه الورقة و هذه الكلمات في إخراج هذا الجيش العرمرم .. ؟!!
.. ، و عدت بفضل الله مسلما ..
.. ، و في طرقي إلى سمرقند كنت كلما دخلت بلدا صليت بمسجده و أكرمني أهله .. ، فلما وصلت إلى سمرقند و قرأ الكهنة الرسالة أظلمت عليهم الأرض و ضاقت عليهم بما رحبت ، فقد ظنوا أنها لن تغير شيئا .. ، و لكنهم ذهبوا بها إلى والي عمر بن عبد العزيز على سمرقند .. ، فأخذ الرسالة و قرأها ، ثم أمر بتكليف القاضي / جمَيع بن حاضر الباجي لينظر في شكواهم ... !!
.. ، ثم اجتمعوا و اجتمعنا في يوم و عقد مجلس القضاء .. ، فسألنا القاضي عن دعوانا .. ، فقلنا :
( اجتاحنا قتيبة بن مسلم ، و لم يدعنا إلى الإسلام ، و لم يمهلنا لننظر في أمرنا )
.. ، فوجه القاضي سؤاله إلى خليفة قتيبة بن مسلم .. ، و قد مات قتيبة رحمه الله .. سأله قائلا : ( و أنت ما تقول .. ؟ )
.. ، فقال له :
( لقد كانت أرضهم خصبة و واسعة ، فخشي قتيبة بن مسلم إن أذنهم و أمهلهم أن يتحصنوا عليه )
.. ، فقال له القاضي في غضب و استنكار :
( لقد خرجنا مجاهدين في سبيل الله ، و ما خرجنا فاتحين للأرض أشرا و بطرا .. )
.. ، ثم قضى القاضي بإخراج جيش المسلمين بالكامل من سمرقند على أن يخيرهم قائد الجيش بعد ذلك وفقاً للمبادئ الإسلامية ، و يمهلهم ثلاثة أيام لينظروا في أمرهم .. !!
.. ، فظن أهل سمرقند أن تلك الكلمات من القاضي لن تفعل فعلها ( يعني : ظنوها مجرد حبر على ورق لتسكين الناس و لن تطبق على أرض الواقع )
.. ، فما غربت شمس ذلك اليوم و رجل من الجيش الإسلامي في أرض سمرقند .. خرج الجيش كله أمام ذهول أهل سمرقند ... !!!!!!
.. ، ثم دعوا أهل سمرقند إلى الإسلام أو الجزية أو القتال ))
.. ، فلما رأى أهل سمرقند ما لا مثيل له في تاريخ البشرية من عدالة تنفذها الدولة على جيشها و على قائدها قالوا :
(( إن هذه أمة حكمها رحمة و نعمة ))
.. ، فخرجوا إلى قائد الجيش الإسلامي يطلبون منه أن يعود بالجيش إلى بلادهم ليحكمهم بالإسلام ..!!
.. ، و دخل أغلب أهل سمرقند في دين الله بسبب ذلك العدل الذي لم يروا مثله من قبل ... !!
........ تابعونا .........
🎀 بسام محرم 🎀
#زمن_العزة
#خلافة_الوليد ......... #العصر_الذهبي10
💞 (( محمد بن القاسم الثقفي 1 )) 🌿
إنه نجم آخر من نجوم الفتوحات الإسلامية في العصر الذهبي ..
.. ولد سنة 72 هجرية في الطائف .. ، فهو ( ثقفي ) مثل الحجاج بن يوسف .. ، و تقارب أسمائهما يدلنا على صلة القرابة بينهما ..
.. ، فبطلنا المغوار / محمد بن القاسم هو ( ابن عم )
الحجاج بن يوسف الثقفي ..
.. ، و لما تولى الحجاج بن يوسف الإمارة العامة على بلاد العراق و فارس في عهد عبد الملك بن مروان اختار عمه ( القاسم ) ليكون واليا على البصرة ..
.. ، فترك ( القاسم ) بلده الطائف ، و أخذ معه أسرته و ابنه ( محمد ) ، و ارتحلوا إلى البصرة ..
.. ، و هناك نشأ ( محمد بن القاسم ) منذ نعومة أظفاره بين القادة و الأمراء بسبب منصب والده الرفيع ..
.. ، كما تدرب على الجندية و مهارات القتال حتى أصبح من القادة العسكريين البارزين لدى الحجاج بن يوسف رغم أن عمره لم يتجاوز وقتها ال 17 عاما ... !!
......... .......... ........... ............
.. ، و في سنة 88 حدثت مأساة هزت مشاعر المسلمين .. ، فقد اعتدى قراصنة من بلاد السند ( في باكستان حاليا ) على
18 سفينة من السفن التجارية الإسلامية ، و استولوا عليها بكل ما فيها من البضائع و البحارة ، و النساء المسلمات .. !!
.. ، فحاول الحجاج بن يوسف أن يسترد البحارة و النساء المسلمات بالطرق السلمية ، فأرسل رسالة إلى ( داهر ) ملك بلاد السند يطلب منه الإفراج عن المعتقلين و المعتقلات ، و لكن داهر المجرم رفض .. ، فثار الحجاج و غضب غضبا شديدا ، و أمر بإرسال حملة عسكرية لتحرير السجناء ..
.. ، و لكن مع الأسف فشلت هذه الحملة في مواجهة جيش داهر القوي .. ، و استشهد قائد الحملة ، و عاد الجيش المسلم منهزما .. !!
.. ، فأرسل الحجاج حملة عسكرية ثانية فورا لتأديب داهر و جنوده ..
.. ، و مع الأسف .. فشلت هي الأخرى .. ، و استشهد قائد الجيش المسلم ، و عاد الجيش الثاني جريحا منهزما أيضا ..!!
.. ، فكيف سيتصرف الحجاج بن يوسف في تلك المصيبة .. ؟!!
......... تابعونا ..........
🎀 بسام محرم 🎀
#خلافة_الوليد ......... #العصر_الذهبي10
💞 (( محمد بن القاسم الثقفي 1 )) 🌿
إنه نجم آخر من نجوم الفتوحات الإسلامية في العصر الذهبي ..
.. ولد سنة 72 هجرية في الطائف .. ، فهو ( ثقفي ) مثل الحجاج بن يوسف .. ، و تقارب أسمائهما يدلنا على صلة القرابة بينهما ..
.. ، فبطلنا المغوار / محمد بن القاسم هو ( ابن عم )
الحجاج بن يوسف الثقفي ..
.. ، و لما تولى الحجاج بن يوسف الإمارة العامة على بلاد العراق و فارس في عهد عبد الملك بن مروان اختار عمه ( القاسم ) ليكون واليا على البصرة ..
.. ، فترك ( القاسم ) بلده الطائف ، و أخذ معه أسرته و ابنه ( محمد ) ، و ارتحلوا إلى البصرة ..
.. ، و هناك نشأ ( محمد بن القاسم ) منذ نعومة أظفاره بين القادة و الأمراء بسبب منصب والده الرفيع ..
.. ، كما تدرب على الجندية و مهارات القتال حتى أصبح من القادة العسكريين البارزين لدى الحجاج بن يوسف رغم أن عمره لم يتجاوز وقتها ال 17 عاما ... !!
......... .......... ........... ............
.. ، و في سنة 88 حدثت مأساة هزت مشاعر المسلمين .. ، فقد اعتدى قراصنة من بلاد السند ( في باكستان حاليا ) على
18 سفينة من السفن التجارية الإسلامية ، و استولوا عليها بكل ما فيها من البضائع و البحارة ، و النساء المسلمات .. !!
.. ، فحاول الحجاج بن يوسف أن يسترد البحارة و النساء المسلمات بالطرق السلمية ، فأرسل رسالة إلى ( داهر ) ملك بلاد السند يطلب منه الإفراج عن المعتقلين و المعتقلات ، و لكن داهر المجرم رفض .. ، فثار الحجاج و غضب غضبا شديدا ، و أمر بإرسال حملة عسكرية لتحرير السجناء ..
.. ، و لكن مع الأسف فشلت هذه الحملة في مواجهة جيش داهر القوي .. ، و استشهد قائد الحملة ، و عاد الجيش المسلم منهزما .. !!
.. ، فأرسل الحجاج حملة عسكرية ثانية فورا لتأديب داهر و جنوده ..
.. ، و مع الأسف .. فشلت هي الأخرى .. ، و استشهد قائد الجيش المسلم ، و عاد الجيش الثاني جريحا منهزما أيضا ..!!
.. ، فكيف سيتصرف الحجاج بن يوسف في تلك المصيبة .. ؟!!
......... تابعونا ..........
🎀 بسام محرم 🎀
#زمن_العزة
#خلافة_الوليد ............... #العصر_الذهبي11
💞 (( محمد بن القاسم الثقفي 2 )) 🌿
* بعد أن فشلت حملتان عسكريتان متتاليتان في تحرير المسلمين المعتقلين و المعتقلات في سجون داهر الخبيث ملك بلاد السند أصبحت الحاجة ملحة إلى إرسال جيش كبير لفتح بلاد السند ( باكستان ) .. ، و اختار الحجاج بن يوسف الثقفي لتلك المهمة الصعبة بطل الإسلام الناشئ /
محمد بن القاسم .. !!
.. ، كان ( محمد ) في ( سن المراهقة ) .. كما نسميها ..
، و لكن ثقة الحجاج بن يوسف في كفاءته و قدراته كانت كبيرة جدا ..
.. ، و لا تتعجب ..
فقد قام الإسلام منذ بدايته في حياة النبي صلى الله عليه وسلم على أكتاف هؤلاء الشباب الصغار الذين أسلموا و هم في ( سن المراهقة ) من صحابة رسول الله ، فبذلوا حياتهم و تحملوا العذاب و الصعاب من أجل نصرة هذا الدين ..
من أمثال سيدنا / سعد بن أبي وقاص ، و سيدنا / علي بن أبي طالب ، و سيدنا / مصعب بن عمير ، و سيدنا / الأرقم بن أبي الأرقم .. ، و غيرهم كثير ... !!!
......... ......... ............ ...........
.. تحرك ( أصغر فاتح في الإسلام ) من العراق بجيشه المكون من 12 ألف مقاتل مسلم .. ، فقطع بهم المسافات الطويلة عبر الأراضي الفارسية ، و اجتاز المخاطر حتى وصل إلى بلاد السند .. ، فكان كلما مر على مدينة من مدن السند فتحها ثم أكمل المسير في طريقه إلى ( الديبل ) عاصمة بلاد السند الحصينة ( و هي مدينة كراتشي حاليا ) ..
.. ، فلما عرف ملك السند / داهر بتحركات محمد بن القاسم في بلاده جهز جيشا كبيرا ليقابله به على أبواب العاصمة ( الديبل ) ..
.. ، و في سنة 93 هجرية وقعت ( معركة الديبل ) الخالدة ..
و استمات جند ( داهر ) في الدفاع عن عاصمتهم الحصينة .. ، و لكن محمد بن القاسم و من معه من المسلمين كانوا يقاتلون قتال ( الأسود ) التي لا تخشى الموت ، حتى انتصروا عليهم في النهاية .. ، و قتلوا ملك السند / داهر في ميدان المعركة فلم تنفعه جنوده و لا كنوزه ..
.. ظن داهر اللعين أنه يستطيع أن يقف في وجه الإسلام ، فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر .. !!
.. ، و كانت صدمة مروعة لوزراء داهر و قادته .. ، فلم يتصوروا أن يهزمهم هذا الفتى الصغير ( على أرضهم ) بهذه السرعة ..!!
.. ، و في داخل القصر الملكي خيم الغم و الحزن و البكاء على أفراد أسرة داهر عندما عرفوا بمقتله في المعركة ، و تلك الهزيمة المروعة .. ، فأقسمت ( ابنة داهر ) أن تنتقم من
محمد بن القاسم آجلا أو عاجلا ... !!
.. ، و دخل الجيش الإسلامي ( الديبل ) عاصمة السند
.. ، و هدم محمد بن القاسم كل ما فيها من الأصنام و المعابد الوثنية و البوذية .. ، ثم بنى فيها مسجدا و أقام شعائر الإسلام ، و ترك جزء من جيشه لتأمين المدينة و إدارتها ، ثم انطلق بباقي الجيش ليستكمل فتح بلاد السند ..
.. ، و انبهر الهندوس بشجاعة هذا الفاتح الصغير الذي لم يتجاوز العشرين من عمره ، و أعجبوا بشخصيته و بأخلاقه الكريمة معهم ، فكان ذلك سببا في إسلام عدد كبير منهم ، ثم انضموا إلى جيش المسلمين ليعينوا محمد بن القاسم على استكمال الفتوحات ، فانضم إليه منهم ما يقرب من 4000 مقاتل ، فكانت إضافة قوية للجيش الإسلامي بسبب خبرة هؤلاء المسلمين الجدد بطبيعة بلادهم و أحوالها ، و معرفتهم للغة الهندية ..
.. ، و وصل محمد بن القاسم بجيشه إلى مدينة البيرون
( حيدر آباد حاليا ) فصالحه أهلها ..
.. ، ثم أخذت مدن السند تتساقط في يده مدينة تلو الأخرى .. إما صلحا أو بعد قتال .. حيث عبر النهر إلى إقليم ( ملتان ) ، فخاض فيه قتالا عنيفا حتى فتحه ، و غنم منه غنائم ذهبية عظيمة ..
.. ، و استمر بعد ذلك في الفتح في جهة الشمال حتى وصل إلى حدود ( كشمير ) ، فكان آخر حدود فتوحاته عندها ، و ذلك لأن الخليفة / الوليد بن عبد الملك توفي في تلك السنة ( 96 هجرية ) ، و تولى الخلافة من بعده أخوه / سليمان ، فأرسل إلى محمد بن القاسم يأمره بإيقاف حركة الفتوحات في بلاد الهند ، و العودة .. فورا .. إلى العراق ...
...... لماذا .... ؟!!!!!
... سنفهم لاحقا .....
............... ............. ............. ............
.. ، و كان محمد بن القاسم كلما افتتح مدينة هدم أصنامها و معابدها و بنى فيها مسجدا ، و أسكن فيها المسلمين .. ، حتى غير خريطة البلاد تماما ، و صبغها بصبغة الإسلام في أقل من ثلاث سنوات .. !!!!
.. ، و أحب أهل بلاد السند محمد بن القاسم حبا عظيما ، فهو الذي خلصهم من هذا الحاكم الظالم ( داهر ) الذي كان يعاملهم معاملة العبيد ، و نور لهم الطريق إلى الإسلام فدخلوا في دين الله أفواجا ..
.. ، و بذلك كان محمد بن القاسم الثقفي هو مؤسس أول دولة إسلامية في الأراضي الهندية ...
......... و تابعونا في الحلقة القادمة .........
لنعرف السر من وراء هذا الاستدعاء العاجل لبطل الإسلام / محمد بن القاسم من قبل الخليفة ال
#خلافة_الوليد ............... #العصر_الذهبي11
💞 (( محمد بن القاسم الثقفي 2 )) 🌿
* بعد أن فشلت حملتان عسكريتان متتاليتان في تحرير المسلمين المعتقلين و المعتقلات في سجون داهر الخبيث ملك بلاد السند أصبحت الحاجة ملحة إلى إرسال جيش كبير لفتح بلاد السند ( باكستان ) .. ، و اختار الحجاج بن يوسف الثقفي لتلك المهمة الصعبة بطل الإسلام الناشئ /
محمد بن القاسم .. !!
.. ، كان ( محمد ) في ( سن المراهقة ) .. كما نسميها ..
، و لكن ثقة الحجاج بن يوسف في كفاءته و قدراته كانت كبيرة جدا ..
.. ، و لا تتعجب ..
فقد قام الإسلام منذ بدايته في حياة النبي صلى الله عليه وسلم على أكتاف هؤلاء الشباب الصغار الذين أسلموا و هم في ( سن المراهقة ) من صحابة رسول الله ، فبذلوا حياتهم و تحملوا العذاب و الصعاب من أجل نصرة هذا الدين ..
من أمثال سيدنا / سعد بن أبي وقاص ، و سيدنا / علي بن أبي طالب ، و سيدنا / مصعب بن عمير ، و سيدنا / الأرقم بن أبي الأرقم .. ، و غيرهم كثير ... !!!
......... ......... ............ ...........
.. تحرك ( أصغر فاتح في الإسلام ) من العراق بجيشه المكون من 12 ألف مقاتل مسلم .. ، فقطع بهم المسافات الطويلة عبر الأراضي الفارسية ، و اجتاز المخاطر حتى وصل إلى بلاد السند .. ، فكان كلما مر على مدينة من مدن السند فتحها ثم أكمل المسير في طريقه إلى ( الديبل ) عاصمة بلاد السند الحصينة ( و هي مدينة كراتشي حاليا ) ..
.. ، فلما عرف ملك السند / داهر بتحركات محمد بن القاسم في بلاده جهز جيشا كبيرا ليقابله به على أبواب العاصمة ( الديبل ) ..
.. ، و في سنة 93 هجرية وقعت ( معركة الديبل ) الخالدة ..
و استمات جند ( داهر ) في الدفاع عن عاصمتهم الحصينة .. ، و لكن محمد بن القاسم و من معه من المسلمين كانوا يقاتلون قتال ( الأسود ) التي لا تخشى الموت ، حتى انتصروا عليهم في النهاية .. ، و قتلوا ملك السند / داهر في ميدان المعركة فلم تنفعه جنوده و لا كنوزه ..
.. ظن داهر اللعين أنه يستطيع أن يقف في وجه الإسلام ، فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر .. !!
.. ، و كانت صدمة مروعة لوزراء داهر و قادته .. ، فلم يتصوروا أن يهزمهم هذا الفتى الصغير ( على أرضهم ) بهذه السرعة ..!!
.. ، و في داخل القصر الملكي خيم الغم و الحزن و البكاء على أفراد أسرة داهر عندما عرفوا بمقتله في المعركة ، و تلك الهزيمة المروعة .. ، فأقسمت ( ابنة داهر ) أن تنتقم من
محمد بن القاسم آجلا أو عاجلا ... !!
.. ، و دخل الجيش الإسلامي ( الديبل ) عاصمة السند
.. ، و هدم محمد بن القاسم كل ما فيها من الأصنام و المعابد الوثنية و البوذية .. ، ثم بنى فيها مسجدا و أقام شعائر الإسلام ، و ترك جزء من جيشه لتأمين المدينة و إدارتها ، ثم انطلق بباقي الجيش ليستكمل فتح بلاد السند ..
.. ، و انبهر الهندوس بشجاعة هذا الفاتح الصغير الذي لم يتجاوز العشرين من عمره ، و أعجبوا بشخصيته و بأخلاقه الكريمة معهم ، فكان ذلك سببا في إسلام عدد كبير منهم ، ثم انضموا إلى جيش المسلمين ليعينوا محمد بن القاسم على استكمال الفتوحات ، فانضم إليه منهم ما يقرب من 4000 مقاتل ، فكانت إضافة قوية للجيش الإسلامي بسبب خبرة هؤلاء المسلمين الجدد بطبيعة بلادهم و أحوالها ، و معرفتهم للغة الهندية ..
.. ، و وصل محمد بن القاسم بجيشه إلى مدينة البيرون
( حيدر آباد حاليا ) فصالحه أهلها ..
.. ، ثم أخذت مدن السند تتساقط في يده مدينة تلو الأخرى .. إما صلحا أو بعد قتال .. حيث عبر النهر إلى إقليم ( ملتان ) ، فخاض فيه قتالا عنيفا حتى فتحه ، و غنم منه غنائم ذهبية عظيمة ..
.. ، و استمر بعد ذلك في الفتح في جهة الشمال حتى وصل إلى حدود ( كشمير ) ، فكان آخر حدود فتوحاته عندها ، و ذلك لأن الخليفة / الوليد بن عبد الملك توفي في تلك السنة ( 96 هجرية ) ، و تولى الخلافة من بعده أخوه / سليمان ، فأرسل إلى محمد بن القاسم يأمره بإيقاف حركة الفتوحات في بلاد الهند ، و العودة .. فورا .. إلى العراق ...
...... لماذا .... ؟!!!!!
... سنفهم لاحقا .....
............... ............. ............. ............
.. ، و كان محمد بن القاسم كلما افتتح مدينة هدم أصنامها و معابدها و بنى فيها مسجدا ، و أسكن فيها المسلمين .. ، حتى غير خريطة البلاد تماما ، و صبغها بصبغة الإسلام في أقل من ثلاث سنوات .. !!!!
.. ، و أحب أهل بلاد السند محمد بن القاسم حبا عظيما ، فهو الذي خلصهم من هذا الحاكم الظالم ( داهر ) الذي كان يعاملهم معاملة العبيد ، و نور لهم الطريق إلى الإسلام فدخلوا في دين الله أفواجا ..
.. ، و بذلك كان محمد بن القاسم الثقفي هو مؤسس أول دولة إسلامية في الأراضي الهندية ...
......... و تابعونا في الحلقة القادمة .........
لنعرف السر من وراء هذا الاستدعاء العاجل لبطل الإسلام / محمد بن القاسم من قبل الخليفة ال
#زمن_العزة
#خلافة_الوليد ....... #العصر_الذهبي12
⚡ (( محمد بن القاسم الثقفي 3 )) 💞
* أرسلت ابنة داهر .. ( ملك السند ) الهالك .. رسالة إلى خليفة المسلمين الجديد سليمان بن عبد الملك تشتكي فيها .. زورا و بهتانا .. من المعاملة الوحشية التي عامل بها محمد بن القاسم أبناء القصر الملكي عندما افتتح عاصمتهم ( الديبل ) .. ، بل و افترت عليه فزعمت أنه قد اغتصبها ..!!
.. ، و كما عرفنا أن سليمان بن عبد الملك كان يبغض
الحجاج بن يوسف الثقفي لظلمه و جوره ، حتى أنه بدأ فترة خلافته بعزل معظم الولاة و القادة العسكريين الذين كان لهم ولاء للحجاج بن يوسف .. ، فلك أن تتصور كيف كان أثر تلك الشكوى التي رفعتها إليه ابنة داهر الخبيثة ... !!!
.. لقد أساء سليمان الظن بمحمد بن القاسم ، فهو ابن عم الحجاج و من قادته المقربين ، فكانت تلك الشكوى الكيدية هي السبب من وراء استدعائه العاجل للبطل الشاب من بلاد السند ليمثل أمام والي العراق الجديد حتى يتم التحقيق معه في ( حادثة الإفك ) التي افترتها عليه اللئيمة بنت اللئيم .. !!
............. ............. ...............
.. ، و على الرغم من هذا النجاح الرائع و السريع الذي حققه فتى الإسلام الجسور / محمد بن القاسم الثقفي في فتوحات بلاد السند ، إلا إنه اضطر أن يوقف الفتوحات عند حدود كشمير ، ليرحل فورا من بلاد السند استجابة لتعليمات
ولي الأمر الجديد .. !!!
.. ، فقام محمد بن القاسم في أهل السند يودعهم و يخبرهم بأنه مضطر لأن يتركهم الآن .. ، فأجهش الجميع بالبكاء و أخذوا يرجونه أن يبقى معهم ، فقد تعلقت به قلوبهم ..
.. ، فأخبرهم بأنه لا يستطيع ذلك ، و أن الواجب يحتم عليه أن يرضخ للتعليمات ..
.. ، فكان يوم الرحيل يوما باكيا حزينا على أهل بلاد السند جميعا .. ، و خرجوا بالآلاف يودعون هذا البطل النبيل الذي أخرجهم الله به من ظلمات الوثنية إلى نور الإسلام ..
.. خرجوا يبكون .. رجالا و نساء و أطفالا .. ، فلم يتخيلوا للحظة أن يكون الفراق بهذه السرعة .. ، لقد ذاقوا في كنف
محمد بن القاسم طعم العدل و الرحمة ، و الحرية و الكرامة .. ، و ها هو يفارقهم بعد أقل من ثلاث سنوات ..!!
.. ، و بعد هذا الوداع الحار في بلاد السند عاد البطل الشاب إلى العراق ، فاستقبله والي العراق الجديد ( بالسلاسل ) .. ، حيث تم تقييده ، و زج به في السجن حتى يتم النظر في قضيته المفبركة .. !!!
.. ، و حتى تكون القضية ( مسبوكة ) فلا يستطيع محمد بن القاسم الخروج منها أرسلت ابنة داهر ( شهود زور ) ليشهدوا على حادثة الاغتصاب المكذوبة .. !!
.. ، و في عام 96 هجرية ..
حوكم البطل .. و ثبتت عليه التهمة .. ، فألقاه والي العراق في السجن و أمر بجلده .. ، فتحول الجلد إلى تعذيب حتى الموت ... ، فاستشهد الشاب الشريف العفيف تحت سياط التعذيب في سجون العراق ... !!!
.. مات ( شهيد الإفك ) و لم يتجاوز عمره 24 عاما .. !!
مات دون أن يلقى ما يستحقه من التكريم بين المسلمين .. !!
.. ، و بعد أن مات .. ظهرت براءته .. ، و عرف الجميع عفته و طهارته .. ، و لكن مع الأسف .. بعد فوات الأوان ... !!
........... ........... .............
.. كان سليمان بن عبد الملك حاكما عادلا رحيما ، و لكن كراهيته للحجاج بن يوسف أعمته ، فجعلته يسيئ المعاملة مع بطلي الإسلام / محمد بن القاسم الثقفي ، و قتيبة بن مسلم ، حتى كانت نهايتهما بهذه الصورة المأساوية التي رأيتموها .. !!
.. ، فإن كان ذلك الذي حدث من زلات ( أو أخطاء )
سليمان بن عبد الملك .. ، و إن كان هذان البطلان الشريفان قد ظلما في الدنيا .. ، فلا يزال هناك ( يوم آخر ) سترد فيه المظالم و يكرم فيه الأكارم ..
(( .. ، و ما ربك بظلام للعبيد ))
....... تابعونا ........
🎀 بسام محرم 🎀
#خلافة_الوليد ....... #العصر_الذهبي12
⚡ (( محمد بن القاسم الثقفي 3 )) 💞
* أرسلت ابنة داهر .. ( ملك السند ) الهالك .. رسالة إلى خليفة المسلمين الجديد سليمان بن عبد الملك تشتكي فيها .. زورا و بهتانا .. من المعاملة الوحشية التي عامل بها محمد بن القاسم أبناء القصر الملكي عندما افتتح عاصمتهم ( الديبل ) .. ، بل و افترت عليه فزعمت أنه قد اغتصبها ..!!
.. ، و كما عرفنا أن سليمان بن عبد الملك كان يبغض
الحجاج بن يوسف الثقفي لظلمه و جوره ، حتى أنه بدأ فترة خلافته بعزل معظم الولاة و القادة العسكريين الذين كان لهم ولاء للحجاج بن يوسف .. ، فلك أن تتصور كيف كان أثر تلك الشكوى التي رفعتها إليه ابنة داهر الخبيثة ... !!!
.. لقد أساء سليمان الظن بمحمد بن القاسم ، فهو ابن عم الحجاج و من قادته المقربين ، فكانت تلك الشكوى الكيدية هي السبب من وراء استدعائه العاجل للبطل الشاب من بلاد السند ليمثل أمام والي العراق الجديد حتى يتم التحقيق معه في ( حادثة الإفك ) التي افترتها عليه اللئيمة بنت اللئيم .. !!
............. ............. ...............
.. ، و على الرغم من هذا النجاح الرائع و السريع الذي حققه فتى الإسلام الجسور / محمد بن القاسم الثقفي في فتوحات بلاد السند ، إلا إنه اضطر أن يوقف الفتوحات عند حدود كشمير ، ليرحل فورا من بلاد السند استجابة لتعليمات
ولي الأمر الجديد .. !!!
.. ، فقام محمد بن القاسم في أهل السند يودعهم و يخبرهم بأنه مضطر لأن يتركهم الآن .. ، فأجهش الجميع بالبكاء و أخذوا يرجونه أن يبقى معهم ، فقد تعلقت به قلوبهم ..
.. ، فأخبرهم بأنه لا يستطيع ذلك ، و أن الواجب يحتم عليه أن يرضخ للتعليمات ..
.. ، فكان يوم الرحيل يوما باكيا حزينا على أهل بلاد السند جميعا .. ، و خرجوا بالآلاف يودعون هذا البطل النبيل الذي أخرجهم الله به من ظلمات الوثنية إلى نور الإسلام ..
.. خرجوا يبكون .. رجالا و نساء و أطفالا .. ، فلم يتخيلوا للحظة أن يكون الفراق بهذه السرعة .. ، لقد ذاقوا في كنف
محمد بن القاسم طعم العدل و الرحمة ، و الحرية و الكرامة .. ، و ها هو يفارقهم بعد أقل من ثلاث سنوات ..!!
.. ، و بعد هذا الوداع الحار في بلاد السند عاد البطل الشاب إلى العراق ، فاستقبله والي العراق الجديد ( بالسلاسل ) .. ، حيث تم تقييده ، و زج به في السجن حتى يتم النظر في قضيته المفبركة .. !!!
.. ، و حتى تكون القضية ( مسبوكة ) فلا يستطيع محمد بن القاسم الخروج منها أرسلت ابنة داهر ( شهود زور ) ليشهدوا على حادثة الاغتصاب المكذوبة .. !!
.. ، و في عام 96 هجرية ..
حوكم البطل .. و ثبتت عليه التهمة .. ، فألقاه والي العراق في السجن و أمر بجلده .. ، فتحول الجلد إلى تعذيب حتى الموت ... ، فاستشهد الشاب الشريف العفيف تحت سياط التعذيب في سجون العراق ... !!!
.. مات ( شهيد الإفك ) و لم يتجاوز عمره 24 عاما .. !!
مات دون أن يلقى ما يستحقه من التكريم بين المسلمين .. !!
.. ، و بعد أن مات .. ظهرت براءته .. ، و عرف الجميع عفته و طهارته .. ، و لكن مع الأسف .. بعد فوات الأوان ... !!
........... ........... .............
.. كان سليمان بن عبد الملك حاكما عادلا رحيما ، و لكن كراهيته للحجاج بن يوسف أعمته ، فجعلته يسيئ المعاملة مع بطلي الإسلام / محمد بن القاسم الثقفي ، و قتيبة بن مسلم ، حتى كانت نهايتهما بهذه الصورة المأساوية التي رأيتموها .. !!
.. ، فإن كان ذلك الذي حدث من زلات ( أو أخطاء )
سليمان بن عبد الملك .. ، و إن كان هذان البطلان الشريفان قد ظلما في الدنيا .. ، فلا يزال هناك ( يوم آخر ) سترد فيه المظالم و يكرم فيه الأكارم ..
(( .. ، و ما ربك بظلام للعبيد ))
....... تابعونا ........
🎀 بسام محرم 🎀
#زمن_العزة
#خلافة_الوليد ........... #العصر_الذهبي13
📌 (( مات الحجاج .. مات الحجاج .. )) ⚡
* كان الحجاج بن يوسف الثقفي شديد الولاء لبني أمية ، حتى قال لعبد الملك بن مروان :
(( إن يدي يدك ، و سوطي سوطك ))
.. ، و لذلك ولاه عبد الملك على العراق .. أصعب إمارة ..
.. ، و بالفعل .. ظل الحجاج بن يوسف يسعى على توطيد ملك ( بني أمية ) و تثبيت أركان دولتهم طيلة ثلاثين عاما كاملة هي فترة خلافة عبد الملك بن مروان ، ثم خلافة ابنه الوليد بن عبد الملك من بعده .. !!
.. ، و نجح ( الحجاج بن يوسف ) نجاحا منقطع النظير في تحقيق مهمته التي كلف بها ، فكان سببا في وحدة الأمة تحت لواء واحد بعد أن قضى على الانشقاقات و الانقلابات العسكرية و الحركات الانفصالية كلها .. !!
.. ، كما كان الحجاج بن يوسف سببا رئيسا في عودة الفتوحات الإسلامية على أوسع نطاق خلال ذلك
( العصر الذهبي ) للخلافة الأموية .. ، حتى أصبحت رقعة الدولة الإسلامية في آخر حياته تمتد من المحيط الأطلسي غربا و حتى حدود الصين شرقا ، كما نجح أبطال مسلمين في اجتياح الأراضي الأوربية شمالا ففتحوا بلاد الأندلس ( أسبانيا و البرتغال حاليا ) .. كما سنري قريبا ..
.. ، و لكن مع الأسف الشديد .. لقد حقق الحجاج بن يوسف نجاحه فوق جثث و أشلاء هؤلاء الذين قتلهم ظلما ، و على أنقاض بيوت الأبرياء .. ، فقد كان غشوما عجولا في القتل و سفك الدماء .. ، حتى وصفه الإمام الذهبي قائلا :
(( كان الحجاج بن يوسف جبارا ظلوما خبيثا سفاكا للدماء .. ، فهو من ذنوب عبد الملك بن مروان ))
.. ، و لكن الإمام الذهبي مع ذلك أنصفه و ذكر محاسنه فقال :
(( و كان الحجاج ذا شجاعة و إقدام ، و مكر و دهاء .. ، و فصاحة و بلاغة .. ، و تعظيم للقرآن .. ، فنحن لا نحبه بل نبغضه في الله ، فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان .. ، و له حسنات مغمورة في بحر ذنوبه .. ، و أمره إلى الله ))
.. أيضا .. قام الإمام الحافظ / ابن كثير بوزنه بميزان العدل الدقيق حين تكلم عنه .. فقال :
(( كان في الحجاج شهامة عظيمة .. ، و لكنه كان جبارا عنيدا .. ، مقداما على سفك الدماء بأدنى شبهة ..
.. ، و كان يجتنب المحرمات ، و لا يشرب المسكر ، و لا يقع في الزنا .. ، كما كان يكثر من تلاوة القرآن ..
.. ، و كان الشيعة يبغضونه و يسبونه ، و يلفقون عنه بشاعات و شناعات مكذوبة من شدة بغضهم له .. ، فلما تولى أمر العراق كان على أهلها نقمة بما سلف من ذنوبهم إذ خرجوا قبله على الأئمة ، و خذلوهم و عصوهم و خالفوهم ..
فنحن لا نكفر الحجاج .. ، و لا نمدحه ولا نحبه ، بل نبغضه في الله بسبب ظلمه و سفكه للدماء .. ، و أمره إلى الله الذي يعلم السرائر و خفيات الصدور و الضمائر ))
.. ، و من الأعاجيب أن خطب الحجاج و مواعظه كانت تؤثر في قلوب كبار التابعين و العلماء و تهز مشاعرهم .. !!
.. ، حتى قال عنه الإمام الشعبي متأثرا بإحدى مواعظه :
(( لقد سمعت الحجاج بن يوسف يتكلم بكلام ما سبقه أحد .. سمعته يقول : إن الله تعالى كتب على الدنيا الفناء ، و على الآخرة البقاء .. ، فلا فناء لما كتب عليه البقاء .. ، و لا بقاء لما كتب عليه الفناء .. ، فلا يغرنكم شاهد الدنيا عن غائب الآخرة .. ، و اقهروا طول الأمل بقصر الأجل ))
.. ، و هذا الإمام العابد الزاهد / الحسن البصري يقول عن مواعظ الحجاج :
(( لقد قذفتني كلمة سمعتها من الحجاج .. ، سمعته يقول :
إن امرأ ذهبت ساعة من عمره في غير ما خلق له لحري أن تطول عليها حسرته يوم القيامة ))
............ ............ ..............
.. ، و من أبشع ما سود صحائف الحجاج بن يوسف هو قتله للعالم الإمام الجليل / سعيد بن جبير رحمة الله عليه
الذي كان من كبار علماء التابعين في الفقه و الحديث و التفسير ..
.. ، حيث أعدمه في سنة 95 هجرية .. كما ذكرنا ..
.. ، و هي نفس السنة التي مات فيها الحجاج .. !!
.. ، فقد دعا سيدنا / سعيدبن جبير عليه بالموت قبل أن ينفذ عليه حكم الإعدام .. دعا قائلا :
(( اللهم لا تحل له دمي ، و لا تمهله من بعدي ))
.. ، و بالفعل ...
أصيب الحجاج بن يوسف بعدها بالهلع و الأرق و الندم أياما .. ، فكان لا يستطيع أن ينام بالليل مما كان يراه من الأحلام المفزعة .. ، فقد كان يستيقظ في الليل مذعورا
و هو يصرخ و يقول :
(( ما لي و لك يا سعيد بن جبير .. ما لي و لك يا سعيد بن جبير ... ))
.. ، فقد كان كلما حاول أن ينام رآه في منامه و هو يمسك بمجامع ثيابه ، و يقول له : (( يا عدو الله .. فيم قتلتني .. ؟ ))
.. ، ثم مرض الحجاج ... و اشتد مرضه ..
.. ، حتى استبشر الناس بدنو أجله ، و أخذوا يقولون :
(( مات الحجاج .. مات الحجاج .. ))
.. ، فلما علم بذلك تحامل على نفسه ، و خرج ليخطب في الناس خطبته الأخيرة .. ، فقال :
(( .. يقول الناس : مات الحجاج .. مات الحجاج ..
.. ، و هل يرجو الحجاج الخير إلا بعد الموت .. ؟!!
.. ، و الله ما
#خلافة_الوليد ........... #العصر_الذهبي13
📌 (( مات الحجاج .. مات الحجاج .. )) ⚡
* كان الحجاج بن يوسف الثقفي شديد الولاء لبني أمية ، حتى قال لعبد الملك بن مروان :
(( إن يدي يدك ، و سوطي سوطك ))
.. ، و لذلك ولاه عبد الملك على العراق .. أصعب إمارة ..
.. ، و بالفعل .. ظل الحجاج بن يوسف يسعى على توطيد ملك ( بني أمية ) و تثبيت أركان دولتهم طيلة ثلاثين عاما كاملة هي فترة خلافة عبد الملك بن مروان ، ثم خلافة ابنه الوليد بن عبد الملك من بعده .. !!
.. ، و نجح ( الحجاج بن يوسف ) نجاحا منقطع النظير في تحقيق مهمته التي كلف بها ، فكان سببا في وحدة الأمة تحت لواء واحد بعد أن قضى على الانشقاقات و الانقلابات العسكرية و الحركات الانفصالية كلها .. !!
.. ، كما كان الحجاج بن يوسف سببا رئيسا في عودة الفتوحات الإسلامية على أوسع نطاق خلال ذلك
( العصر الذهبي ) للخلافة الأموية .. ، حتى أصبحت رقعة الدولة الإسلامية في آخر حياته تمتد من المحيط الأطلسي غربا و حتى حدود الصين شرقا ، كما نجح أبطال مسلمين في اجتياح الأراضي الأوربية شمالا ففتحوا بلاد الأندلس ( أسبانيا و البرتغال حاليا ) .. كما سنري قريبا ..
.. ، و لكن مع الأسف الشديد .. لقد حقق الحجاج بن يوسف نجاحه فوق جثث و أشلاء هؤلاء الذين قتلهم ظلما ، و على أنقاض بيوت الأبرياء .. ، فقد كان غشوما عجولا في القتل و سفك الدماء .. ، حتى وصفه الإمام الذهبي قائلا :
(( كان الحجاج بن يوسف جبارا ظلوما خبيثا سفاكا للدماء .. ، فهو من ذنوب عبد الملك بن مروان ))
.. ، و لكن الإمام الذهبي مع ذلك أنصفه و ذكر محاسنه فقال :
(( و كان الحجاج ذا شجاعة و إقدام ، و مكر و دهاء .. ، و فصاحة و بلاغة .. ، و تعظيم للقرآن .. ، فنحن لا نحبه بل نبغضه في الله ، فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان .. ، و له حسنات مغمورة في بحر ذنوبه .. ، و أمره إلى الله ))
.. أيضا .. قام الإمام الحافظ / ابن كثير بوزنه بميزان العدل الدقيق حين تكلم عنه .. فقال :
(( كان في الحجاج شهامة عظيمة .. ، و لكنه كان جبارا عنيدا .. ، مقداما على سفك الدماء بأدنى شبهة ..
.. ، و كان يجتنب المحرمات ، و لا يشرب المسكر ، و لا يقع في الزنا .. ، كما كان يكثر من تلاوة القرآن ..
.. ، و كان الشيعة يبغضونه و يسبونه ، و يلفقون عنه بشاعات و شناعات مكذوبة من شدة بغضهم له .. ، فلما تولى أمر العراق كان على أهلها نقمة بما سلف من ذنوبهم إذ خرجوا قبله على الأئمة ، و خذلوهم و عصوهم و خالفوهم ..
فنحن لا نكفر الحجاج .. ، و لا نمدحه ولا نحبه ، بل نبغضه في الله بسبب ظلمه و سفكه للدماء .. ، و أمره إلى الله الذي يعلم السرائر و خفيات الصدور و الضمائر ))
.. ، و من الأعاجيب أن خطب الحجاج و مواعظه كانت تؤثر في قلوب كبار التابعين و العلماء و تهز مشاعرهم .. !!
.. ، حتى قال عنه الإمام الشعبي متأثرا بإحدى مواعظه :
(( لقد سمعت الحجاج بن يوسف يتكلم بكلام ما سبقه أحد .. سمعته يقول : إن الله تعالى كتب على الدنيا الفناء ، و على الآخرة البقاء .. ، فلا فناء لما كتب عليه البقاء .. ، و لا بقاء لما كتب عليه الفناء .. ، فلا يغرنكم شاهد الدنيا عن غائب الآخرة .. ، و اقهروا طول الأمل بقصر الأجل ))
.. ، و هذا الإمام العابد الزاهد / الحسن البصري يقول عن مواعظ الحجاج :
(( لقد قذفتني كلمة سمعتها من الحجاج .. ، سمعته يقول :
إن امرأ ذهبت ساعة من عمره في غير ما خلق له لحري أن تطول عليها حسرته يوم القيامة ))
............ ............ ..............
.. ، و من أبشع ما سود صحائف الحجاج بن يوسف هو قتله للعالم الإمام الجليل / سعيد بن جبير رحمة الله عليه
الذي كان من كبار علماء التابعين في الفقه و الحديث و التفسير ..
.. ، حيث أعدمه في سنة 95 هجرية .. كما ذكرنا ..
.. ، و هي نفس السنة التي مات فيها الحجاج .. !!
.. ، فقد دعا سيدنا / سعيدبن جبير عليه بالموت قبل أن ينفذ عليه حكم الإعدام .. دعا قائلا :
(( اللهم لا تحل له دمي ، و لا تمهله من بعدي ))
.. ، و بالفعل ...
أصيب الحجاج بن يوسف بعدها بالهلع و الأرق و الندم أياما .. ، فكان لا يستطيع أن ينام بالليل مما كان يراه من الأحلام المفزعة .. ، فقد كان يستيقظ في الليل مذعورا
و هو يصرخ و يقول :
(( ما لي و لك يا سعيد بن جبير .. ما لي و لك يا سعيد بن جبير ... ))
.. ، فقد كان كلما حاول أن ينام رآه في منامه و هو يمسك بمجامع ثيابه ، و يقول له : (( يا عدو الله .. فيم قتلتني .. ؟ ))
.. ، ثم مرض الحجاج ... و اشتد مرضه ..
.. ، حتى استبشر الناس بدنو أجله ، و أخذوا يقولون :
(( مات الحجاج .. مات الحجاج .. ))
.. ، فلما علم بذلك تحامل على نفسه ، و خرج ليخطب في الناس خطبته الأخيرة .. ، فقال :
(( .. يقول الناس : مات الحجاج .. مات الحجاج ..
.. ، و هل يرجو الحجاج الخير إلا بعد الموت .. ؟!!
.. ، و الله ما
#زمن_العزة
#خلافة_الوليد ...... #العصر_الذهبي14
✨ (( موسى بن نصير 1 )) 💞
* إنه النجم اللامع الذي سطع اسمه في سماء الفتوحات الإسلامية في العصر الذهبي للدولة الأموية ..
.. ، فهو فاتح بلاد المغرب و الأندلس ..
* يعتبر موسى بن نصير .. رحمه الله .. من التابعين ، و كان ورعا تقيا عاقلا ، كما تميز بالشجاعة و الإقدام ، فلم يكن يهزم له جيش قط .. !!
* تعلم من أبيه الفروسية و الشجاعة ، فقد كان
أبوه من الثمرات المباركة التي أنتجتها فتوحات البطل /
خالد بن الوليد في بلاد العراق .. ، فعندما فتح سيدنا / خالد مدينة عين التمر وجد فيها كنيسة .. ، و بداخل هذه الكنيسة وجد أربعين غلاما نصرانيا ، فضمهم إلى السبي ..
.. ، و كان من بينهم ثلاثة غلمان ..
غلام اسمه ( سيرين ) .. ، و الثاني اسمه ( إسحاق ) ..
.. ، و الثالث هو ( نصير ) ..
.. ، فأسلم الغلام الأول ( سيرين ) و أنجب لنا التابعي الجليل / محمد بن سيرين ..
.. ، و أسلم الثاني ( إسحاق ) فأنجب لنا عالم السير و الغزوات الشهير / محمد بن إسحاق
.. ، و أسلم ( نصير ) ، فأنجب الفاتح العظيم /
( موسى بن نصير )
.. ، و لعل في ذلك أبلغ الرد على من يزعم أن الفتوحات الإسلامية كانت تنتهك الحرمات و تقتل الأبرياء و تقهر الناس للدخول في الإسلام ، فقد بقيت كنيسة ( عين التمر ) و لم تهدم .. ، و احتضنت الأسر المسلمة هؤلاء الغلمان النصارى فتربوا في بيوتهم و بين ابنائهم ، و لاقوا منهم أحسن معاملة حتى شبوا محبين للإسلام و المسلمين ..
.. ، و عاش ( نصير ) في الشام ، و كان مقربا لسيدنا /
معاوية بن أبي سفيان ، فقد كان قائد الحرس الخاص به ..
.. ، و أنجب ابنه ( موسى ) في فلسطين سنة 19 هجرية أثناء فترة خلافة / عمر بن الخطاب ، و كان ذلك بعد تحرير المسجد الأقصى .. ، فتربى ( موسى ) تربية عسكرية منذ نعومة أظفاره ، و رأى في أبيه القدوة الحسنة في الشجاعة و حب الجهاد في سبيل الله ..
................ ................ ..................
.. ، و في فترة خلافة سيدنا / معاوية ..
شارك ( موسى بن نصير ) في حملات الأسطول البحري الإسلامي ، فخرج في الفتح الثاني لجزيرة قبرص ، و جعله سيدنا / معاوية واليا عليها ..
.. ، كما شارك أيضا في فتح جزيرة رودس ...
.. ، و في خلافة مروان بن الحكم ..
خرج موسى بن نصير في الجيش الذي كان يقوده صديقه الحميم / عبد العزيز بن مروان .. هذا الجيش الذي كان يستهدف انتزاع ( مصر ) من أيدي سيدنا / عبد الله بن الزبير و ضمها إلى الدولة الأموية .. ، فلما نجحت المهمة عين
مروان بن الحكم ابنه ( عبد العزيز ) واليا على مصر ، و جعل
( موسى بن نصير ) وزيرا له ..
.. ، و في خلافة عبد الملك بن مروان ..
تم اختيار موسى بن نصير ليكون واليا على البصرة تحت إمرة الحجاج بن يوسف الثقفي ..
.. ، أما في خلافة الوليد بن عبد الملك ..
فقد اختاره الوليد ليكون واليا على شمال أفريقيا بعد أن قام بعزل ( حسان بن النعمان ) ..
.. ، فكان الشغل الشاغل لموسى بن نصير هو تثبيت دعائم الإسلام في بلاد المغرب ، فقد توالت ثورات البربر و حملاتهم العسكرية المناهضة للحكم الإسلامي في شمال أفريقيا بعد أن ارتد عدد كبير منهم عن الإسلام و نقضوا عهودهم مع المسلمين و تحالفوا مع القوات البيزنطية ...
........ تابعونا ........
🎀 بسام محرم 🎀
#خلافة_الوليد ...... #العصر_الذهبي14
✨ (( موسى بن نصير 1 )) 💞
* إنه النجم اللامع الذي سطع اسمه في سماء الفتوحات الإسلامية في العصر الذهبي للدولة الأموية ..
.. ، فهو فاتح بلاد المغرب و الأندلس ..
* يعتبر موسى بن نصير .. رحمه الله .. من التابعين ، و كان ورعا تقيا عاقلا ، كما تميز بالشجاعة و الإقدام ، فلم يكن يهزم له جيش قط .. !!
* تعلم من أبيه الفروسية و الشجاعة ، فقد كان
أبوه من الثمرات المباركة التي أنتجتها فتوحات البطل /
خالد بن الوليد في بلاد العراق .. ، فعندما فتح سيدنا / خالد مدينة عين التمر وجد فيها كنيسة .. ، و بداخل هذه الكنيسة وجد أربعين غلاما نصرانيا ، فضمهم إلى السبي ..
.. ، و كان من بينهم ثلاثة غلمان ..
غلام اسمه ( سيرين ) .. ، و الثاني اسمه ( إسحاق ) ..
.. ، و الثالث هو ( نصير ) ..
.. ، فأسلم الغلام الأول ( سيرين ) و أنجب لنا التابعي الجليل / محمد بن سيرين ..
.. ، و أسلم الثاني ( إسحاق ) فأنجب لنا عالم السير و الغزوات الشهير / محمد بن إسحاق
.. ، و أسلم ( نصير ) ، فأنجب الفاتح العظيم /
( موسى بن نصير )
.. ، و لعل في ذلك أبلغ الرد على من يزعم أن الفتوحات الإسلامية كانت تنتهك الحرمات و تقتل الأبرياء و تقهر الناس للدخول في الإسلام ، فقد بقيت كنيسة ( عين التمر ) و لم تهدم .. ، و احتضنت الأسر المسلمة هؤلاء الغلمان النصارى فتربوا في بيوتهم و بين ابنائهم ، و لاقوا منهم أحسن معاملة حتى شبوا محبين للإسلام و المسلمين ..
.. ، و عاش ( نصير ) في الشام ، و كان مقربا لسيدنا /
معاوية بن أبي سفيان ، فقد كان قائد الحرس الخاص به ..
.. ، و أنجب ابنه ( موسى ) في فلسطين سنة 19 هجرية أثناء فترة خلافة / عمر بن الخطاب ، و كان ذلك بعد تحرير المسجد الأقصى .. ، فتربى ( موسى ) تربية عسكرية منذ نعومة أظفاره ، و رأى في أبيه القدوة الحسنة في الشجاعة و حب الجهاد في سبيل الله ..
................ ................ ..................
.. ، و في فترة خلافة سيدنا / معاوية ..
شارك ( موسى بن نصير ) في حملات الأسطول البحري الإسلامي ، فخرج في الفتح الثاني لجزيرة قبرص ، و جعله سيدنا / معاوية واليا عليها ..
.. ، كما شارك أيضا في فتح جزيرة رودس ...
.. ، و في خلافة مروان بن الحكم ..
خرج موسى بن نصير في الجيش الذي كان يقوده صديقه الحميم / عبد العزيز بن مروان .. هذا الجيش الذي كان يستهدف انتزاع ( مصر ) من أيدي سيدنا / عبد الله بن الزبير و ضمها إلى الدولة الأموية .. ، فلما نجحت المهمة عين
مروان بن الحكم ابنه ( عبد العزيز ) واليا على مصر ، و جعل
( موسى بن نصير ) وزيرا له ..
.. ، و في خلافة عبد الملك بن مروان ..
تم اختيار موسى بن نصير ليكون واليا على البصرة تحت إمرة الحجاج بن يوسف الثقفي ..
.. ، أما في خلافة الوليد بن عبد الملك ..
فقد اختاره الوليد ليكون واليا على شمال أفريقيا بعد أن قام بعزل ( حسان بن النعمان ) ..
.. ، فكان الشغل الشاغل لموسى بن نصير هو تثبيت دعائم الإسلام في بلاد المغرب ، فقد توالت ثورات البربر و حملاتهم العسكرية المناهضة للحكم الإسلامي في شمال أفريقيا بعد أن ارتد عدد كبير منهم عن الإسلام و نقضوا عهودهم مع المسلمين و تحالفوا مع القوات البيزنطية ...
........ تابعونا ........
🎀 بسام محرم 🎀
#زمن_العزة
#خلافة_الوليد ..... #العصر_الذهبي15
✨ (( موسى بن نصير 2 )) 🌿
* يمكنك أن تتخيل مدى صعوبة المهمة التى أوكلها خليفة المسلمين / الوليد بن عبد الملك إلى البطل / موسى بن نصير حينما اختاره ليكون واليا على شمال أفريقيا عندما تعرف أن فتح هذه البلاد ( بلاد المغرب ) قد استغرق ما يقرب من 66 عاما كاملة ، فقد كانت شراسة البربر في القتال و ارتدادهم عن الإسلام و انقلابهم المتكرر على المسلمين مرات و مرات يحول بين الفتح الكامل المستقر لبلاد المغرب .. !!
* بدأت عمليات فتح المغرب مبكرا في عهد الخليفة الراشد / عمر بن الخطاب عندما فتحت برقة و طرابلس على يد الصحابي الجليل / عمرو بن العاص ، ثم لم يأذن عمر للمسلمين بالتوغل أكثر بعد هذه النقطة خشية أن يتفرق المسلمون في مساحات واسعة من البلاد المفتوحة فتضعف قوتهم ، كما أن عمر كان يرى خطورة كبيرة في محاولة فتح تلك البلاد لأنها مجهولة و ليس للمسلمين عهد بها من قبل ..
.. ، و في عهد ذي النورين / عثمان بن عفان سار المسلمون أبعد من برقة و فتحوا كامل ولاية إفريقية الرومية
( تونس حاليا ) على يد الصحابي الجليل البطل /
عبد الله بن سعد بن أبي السرح بعدما خاض بجيش العبادلة معركة ( سبيطلة ) ..
.. ، ثم توقفت حركة الفتوحات بعد مقتل سيدنا / عثمان لانشغال المسلمين في إخماد و تهدئة الفتن التي قامت بعد ذلك و طيلة عهد سيدنا / علي بن أبي طالب ..
.. ، و لم ترجع حركة الفتوح والجهاد ضد ما تبقى من مراكز القوى البيزنطية في شمال أفريقيا إلا بعد قيام الدولة الأُموية حيث خاض البطل / عقبة بن نافع سلسلة من المعارك السريعة ضد التحالف البربري البيزنطي ، فانتصر عليهم في كل تلك المعارك حتى وصل إلى آخر الأرض ( عند ساحل المحيط الأطلسي ) .. ، و لكن مع الأسف الشديد سقط عقبة بن نافع بجيشه بعدها في فخ المجرم الخائن / كسيلة زعيم البربر و استشهد معظم جيش المسلمين .. كما رأينا ..
.. ، فحمل البطل / زهير بن قيس راية الجهاد في شمال أفريقيا من بعد عقبة ، و ذلك في خلافة عبد الملك بن مروان
.. ، ثم استكمل حسان بن النعمان تلك الجهود المباركة ..
إلى أن عزله الوليد بن عبد الملك ، و اختار بدلا منها بطلنا المغوار / موسى بن نصير ..
.. ، و لذلك كله كان موسى بن نصير في حاجة إلى إستراتيجية جديدة في التعامل مع البربر حتى ينجح في تحويل بلاد المغرب بالكامل إلى بلاد إسلامية مستقرة الأوضاع .. ، فماذا سيفعل ... ؟!!!!
.......... تابعونا .........
🎀 بسام محرم 🎀
#خلافة_الوليد ..... #العصر_الذهبي15
✨ (( موسى بن نصير 2 )) 🌿
* يمكنك أن تتخيل مدى صعوبة المهمة التى أوكلها خليفة المسلمين / الوليد بن عبد الملك إلى البطل / موسى بن نصير حينما اختاره ليكون واليا على شمال أفريقيا عندما تعرف أن فتح هذه البلاد ( بلاد المغرب ) قد استغرق ما يقرب من 66 عاما كاملة ، فقد كانت شراسة البربر في القتال و ارتدادهم عن الإسلام و انقلابهم المتكرر على المسلمين مرات و مرات يحول بين الفتح الكامل المستقر لبلاد المغرب .. !!
* بدأت عمليات فتح المغرب مبكرا في عهد الخليفة الراشد / عمر بن الخطاب عندما فتحت برقة و طرابلس على يد الصحابي الجليل / عمرو بن العاص ، ثم لم يأذن عمر للمسلمين بالتوغل أكثر بعد هذه النقطة خشية أن يتفرق المسلمون في مساحات واسعة من البلاد المفتوحة فتضعف قوتهم ، كما أن عمر كان يرى خطورة كبيرة في محاولة فتح تلك البلاد لأنها مجهولة و ليس للمسلمين عهد بها من قبل ..
.. ، و في عهد ذي النورين / عثمان بن عفان سار المسلمون أبعد من برقة و فتحوا كامل ولاية إفريقية الرومية
( تونس حاليا ) على يد الصحابي الجليل البطل /
عبد الله بن سعد بن أبي السرح بعدما خاض بجيش العبادلة معركة ( سبيطلة ) ..
.. ، ثم توقفت حركة الفتوحات بعد مقتل سيدنا / عثمان لانشغال المسلمين في إخماد و تهدئة الفتن التي قامت بعد ذلك و طيلة عهد سيدنا / علي بن أبي طالب ..
.. ، و لم ترجع حركة الفتوح والجهاد ضد ما تبقى من مراكز القوى البيزنطية في شمال أفريقيا إلا بعد قيام الدولة الأُموية حيث خاض البطل / عقبة بن نافع سلسلة من المعارك السريعة ضد التحالف البربري البيزنطي ، فانتصر عليهم في كل تلك المعارك حتى وصل إلى آخر الأرض ( عند ساحل المحيط الأطلسي ) .. ، و لكن مع الأسف الشديد سقط عقبة بن نافع بجيشه بعدها في فخ المجرم الخائن / كسيلة زعيم البربر و استشهد معظم جيش المسلمين .. كما رأينا ..
.. ، فحمل البطل / زهير بن قيس راية الجهاد في شمال أفريقيا من بعد عقبة ، و ذلك في خلافة عبد الملك بن مروان
.. ، ثم استكمل حسان بن النعمان تلك الجهود المباركة ..
إلى أن عزله الوليد بن عبد الملك ، و اختار بدلا منها بطلنا المغوار / موسى بن نصير ..
.. ، و لذلك كله كان موسى بن نصير في حاجة إلى إستراتيجية جديدة في التعامل مع البربر حتى ينجح في تحويل بلاد المغرب بالكامل إلى بلاد إسلامية مستقرة الأوضاع .. ، فماذا سيفعل ... ؟!!!!
.......... تابعونا .........
🎀 بسام محرم 🎀
#زمن_العزة
#خلافة_الوليد ............. #العصر_الذهبي16
💞 (( موسى بن نصير _ 3 )) ✨
* أخذ موسى بن نصير يدرس أسباب تلك الأوضاع الغير مستقرة للإسلام في بلاد المغرب ، فوجد أن هناك سببين أساسيين :
.. السبب الأول : أن الفتوحات في شمال أفريقيا منذ أيام
عقبة بن نافع كانت تسير بوتيرة سريعة جدا ، فقد كان سيدنا عقبة بن نافع يتوغل بسرعة كبيرة لأنه كان يهدف إلى إيصال الإسلام إلى ( آخر الأرض ) قبل أن يموت ..
.. ، و بالفعل .. نجح عقبة بن نافع في تحقيق أمنيته
، و وصل إلى سواحل المحيط الأطلسي فخاض بفرسه في مياه المحيط و هو يقول مقولته الشهيرة : ( لو أني أعلم أن أرضا من وراء هذا البحر لخضته في سبيل الله .. )
.. لقد تمكن عقبة بن نافع من التوغل و فتح تلك المساحات الشاسعة من بلاد المغرب في ( سبعة اشهر ) فقط .. !!!
.. ، و لكن .. مع الأسف .. كان توغله السريع دون ان يحمي ظهره .. ، فوقع في الفخ أثناء عودته .. كما راينا ..
.. ، فلما علم سيدنا / موسى بن نصير بهذا الخطأ الذي وقع فيه عقبة بن نافع أثناء فتوحاته قال :
(( رحم الله عقبة بن نافع .. ، كيف يتمادى في الفتوحات بغير أن يحمي ظهره .. ؟!! ))
.. ، و لذلك قرر موسى بن نصير ألا يقع في نفس ذلك الخطأ مرة أخرى ، و أن يتريث في فتح بلاد المغرب ...
.. ، و فعلا .. كان كلما فتح مدينة استقر فيها فترة ، و أمن ظهره قبل أن يتحرك لفتح ما بعدها .. ، حتى فتح موسى بن نصير ( في سبع سنوات ) نفس الرقعة التي فتحها
عقبة بن نافع ( في سبعة أشهر ) ... !!
.. ، كما رأى موسى بن نصير أن السبب الثاني الذي أدى إلى ارتداد قبائل البربر و انقلابهم على المسلمين عدة مرات هو أن البربر لم يتذوقوا ( حلاوة الإيمان ) .. ، فالإيمان إذا خالطت بشاشته قلوب المسلمين يستحيل أن يرتدوا عن الإسلام ، حتى و إن نشروا بالمناشير و قطعت أجسامهم قطعا قطعا ..
.. ، و معنى ذلك أن البربر لم يدخل الإيمان في قلوبهم بعد ، حتى و إن أسلموا في الظاهر لأسباب سياسية ..
.. ، و لذلك قرر موسى بن نصير بعد أن انتصر على قبائل البربر و أخضعهم أن يهتم ( بالتربية ) .. تربية البربر على الإسلام و العقيدة الصحيحة ..
.. ، فكان يحرص على بناء المساجد في بلاد المغرب و نشر الدعاة و القراء في كل مكان فيها ، و بذل في ذلك جهدا مضنيا و وقتا كبيرا ، فكان يربيهم على تعظيم الإسلام و بذل النفس من أجل نصرة الدين و حب الجهاد في سبيل الله .. ، فآتت جهوده ثمارها ، و حسن إسلام البربر ، و اطمأن موسى بن نصير لولائهم ، فقربهم منه و ضمهم إلى جيشه ، فزاد ذلك من حجم الثقة المتبادلة بين البربر و بين موسى بن نصير رحمه الله ، و أحبوه حبا كبيرا من قلوبهم ، و وقروه و أطاعوه ..
.. ، و مما زاد من مكانته عندهم أنه اختار طارق بن زياد ليكون قائدا لجيشه .. ، و طارق بن زياد ليس من المسلمين العرب .. إنه من البربر .. ، و لكن موسى بن نصير رأى فيه كفاءة حربية عالية و صفات قيادية فريدة ، بالإضافة إلى ورعه و تقواه و حبه للجهاد في سبيل الله .. ، لذلك قدمه موسى على غيره من العرب لأن الإسلام لا يعرف العنصرية و الطائفية ، فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
.. ، و لا تظن أن طارق بن زياد كان أسود اللون ، فالبربر لم يكونوا كذلك .. بل على العكس تماما .. كانوا أصحاب بشرة بيضاء و عيون زرقاء .. يشبهون الأوربيين في زماننا .. و لكنهم مع ذلك كانوا أشداء في القتال و يتسمون بالشجاعة و الإقدام ، و لذلك أضافوا بانضمامهم للجيش الإسلامي قوة كبيرة له ....
........... تابعونا ...........
🎀 بسام محرم 🎀
#خلافة_الوليد ............. #العصر_الذهبي16
💞 (( موسى بن نصير _ 3 )) ✨
* أخذ موسى بن نصير يدرس أسباب تلك الأوضاع الغير مستقرة للإسلام في بلاد المغرب ، فوجد أن هناك سببين أساسيين :
.. السبب الأول : أن الفتوحات في شمال أفريقيا منذ أيام
عقبة بن نافع كانت تسير بوتيرة سريعة جدا ، فقد كان سيدنا عقبة بن نافع يتوغل بسرعة كبيرة لأنه كان يهدف إلى إيصال الإسلام إلى ( آخر الأرض ) قبل أن يموت ..
.. ، و بالفعل .. نجح عقبة بن نافع في تحقيق أمنيته
، و وصل إلى سواحل المحيط الأطلسي فخاض بفرسه في مياه المحيط و هو يقول مقولته الشهيرة : ( لو أني أعلم أن أرضا من وراء هذا البحر لخضته في سبيل الله .. )
.. لقد تمكن عقبة بن نافع من التوغل و فتح تلك المساحات الشاسعة من بلاد المغرب في ( سبعة اشهر ) فقط .. !!!
.. ، و لكن .. مع الأسف .. كان توغله السريع دون ان يحمي ظهره .. ، فوقع في الفخ أثناء عودته .. كما راينا ..
.. ، فلما علم سيدنا / موسى بن نصير بهذا الخطأ الذي وقع فيه عقبة بن نافع أثناء فتوحاته قال :
(( رحم الله عقبة بن نافع .. ، كيف يتمادى في الفتوحات بغير أن يحمي ظهره .. ؟!! ))
.. ، و لذلك قرر موسى بن نصير ألا يقع في نفس ذلك الخطأ مرة أخرى ، و أن يتريث في فتح بلاد المغرب ...
.. ، و فعلا .. كان كلما فتح مدينة استقر فيها فترة ، و أمن ظهره قبل أن يتحرك لفتح ما بعدها .. ، حتى فتح موسى بن نصير ( في سبع سنوات ) نفس الرقعة التي فتحها
عقبة بن نافع ( في سبعة أشهر ) ... !!
.. ، كما رأى موسى بن نصير أن السبب الثاني الذي أدى إلى ارتداد قبائل البربر و انقلابهم على المسلمين عدة مرات هو أن البربر لم يتذوقوا ( حلاوة الإيمان ) .. ، فالإيمان إذا خالطت بشاشته قلوب المسلمين يستحيل أن يرتدوا عن الإسلام ، حتى و إن نشروا بالمناشير و قطعت أجسامهم قطعا قطعا ..
.. ، و معنى ذلك أن البربر لم يدخل الإيمان في قلوبهم بعد ، حتى و إن أسلموا في الظاهر لأسباب سياسية ..
.. ، و لذلك قرر موسى بن نصير بعد أن انتصر على قبائل البربر و أخضعهم أن يهتم ( بالتربية ) .. تربية البربر على الإسلام و العقيدة الصحيحة ..
.. ، فكان يحرص على بناء المساجد في بلاد المغرب و نشر الدعاة و القراء في كل مكان فيها ، و بذل في ذلك جهدا مضنيا و وقتا كبيرا ، فكان يربيهم على تعظيم الإسلام و بذل النفس من أجل نصرة الدين و حب الجهاد في سبيل الله .. ، فآتت جهوده ثمارها ، و حسن إسلام البربر ، و اطمأن موسى بن نصير لولائهم ، فقربهم منه و ضمهم إلى جيشه ، فزاد ذلك من حجم الثقة المتبادلة بين البربر و بين موسى بن نصير رحمه الله ، و أحبوه حبا كبيرا من قلوبهم ، و وقروه و أطاعوه ..
.. ، و مما زاد من مكانته عندهم أنه اختار طارق بن زياد ليكون قائدا لجيشه .. ، و طارق بن زياد ليس من المسلمين العرب .. إنه من البربر .. ، و لكن موسى بن نصير رأى فيه كفاءة حربية عالية و صفات قيادية فريدة ، بالإضافة إلى ورعه و تقواه و حبه للجهاد في سبيل الله .. ، لذلك قدمه موسى على غيره من العرب لأن الإسلام لا يعرف العنصرية و الطائفية ، فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
.. ، و لا تظن أن طارق بن زياد كان أسود اللون ، فالبربر لم يكونوا كذلك .. بل على العكس تماما .. كانوا أصحاب بشرة بيضاء و عيون زرقاء .. يشبهون الأوربيين في زماننا .. و لكنهم مع ذلك كانوا أشداء في القتال و يتسمون بالشجاعة و الإقدام ، و لذلك أضافوا بانضمامهم للجيش الإسلامي قوة كبيرة له ....
........... تابعونا ...........
🎀 بسام محرم 🎀
#زمن_العزة
#خلافة_الوليد ................... #العصر_الذهبي18
✨ (( موسى بن نصير _ 4 )) 🌿
* تغيرت أحوال قبائل البربر من حياة ( الهمجية ) البدائية التى كانوا يعيشونها قبل الإسلام فلا يعرفون فيها أخلاقا ولا نظاما ولا احتراما للعهود و المواثيق ، و تحولوا إلى الحياة الطيبة المفعمة بالإيمان بالله الواحد ، و بأخلاق الإسلام الرفيعة و آدابه الراقية ... !!
.. ، و بعد أن كانوا يقاتلون بضراوة شديدة فيقتلون من أجل
( اللا شيئ ) أصبحوا يقاتلون لتكون ( كلمة الله هي العليا ) ، و ليفوزوا بمنازل ( الشهداء ) في الفردوس الأعلى .. !!
.. ، و هذا التحول الهائل الذي فعله الإسلام في البربر ، فعله من قبل في ( الصحابة ) الكرام ، فنهض بهم من الحضيض حتى جعلهم سادة العالم في أقل من عشر سنوات ... !!!
.. لقد حقق الإسلام في ( البربر ) في سنوات معدودات ما عجزت الإمبراطورية الرومانية بكل أموالها و إمكاناتها الضخمة أن تحققه فيهم خلال ( القرون ) التي احتلتهم فيها .. !!
.. ، و هذا النهوض الحضاري المذهل الذي تحقق في الجنس البشري بالإسلام هو من أقوى الأدلة على أنه دين الله
( دين الحق ) ، و أن الفتوحات الإسلامية لم تكن احتلالا غاشما يستهدف استنزاف الشعوب و سلب مواردهم و خيرات بلادهم .. ، فالبربر لم تكن عندهم ( موارد و لا أموال ) ، و لا أي شيئ من هذا الذي يجعلهم مطمعا للغزاة ، و لكن مطامع الفاتحين المسلمين كانت متوجهة إلى ( قلوب ) البربر ..
كانوا يطمعون في إسلامهم لأن ذلك عندهم
( خير من حمر النعم ) ... !!!
.. ، و قد تحقق هذا التحول في شخصية ( البربر ) بسبب همة و إصرار البطل ( موسى بن نصير ) و صبره على تربيتهم ..!!!
.. ذلك الشيخ الكبير الذي تجاوز السبعين من عمره ، و مع ذلك لم يترك الجهاد في سبيل الله طيلة أربعين عاما كاملة منذ كان شابا .. بل و لا يزال يطمع في المزيد ، و يحلم ب
........ (( فتح الأندلس )) .......
............. .............. ............... ......
* التخطيط و التجهيزات قبل العبور *
.. مهمة فتح الأندلس ليست سهلة بالمرة و تحتاج إلى تجهيز من نوع خاص ، لذلك كان هم موسى بن نصير الأول هو
( تأمين العبور ) ..
.. ، فقام أولا ببناء عدة مواني حربية على السواحل المغربية و اهتم بإنشاء السفن ، رغم أن هذا العمل تطلب وقتا طويلا و عملا مضنيا و لكن موسى بن نصير و من معه من المسلمين صبروا و صابروا ، و اجتهدوا ليل نهار حتى تم هذا لمشروع العملاق بنجاح في حوالي عامين ..
.. ، ثم أرسل موسى بن نصير عدة حملات عسكرية إلى
جزر البليار التي تقع أمام الساحل الشرقي للأندلس في البحر المتوسط ، فتمكن من فتحها ، و فرض سيطرته عليها حتى لا تأتيه الضربات من قبلها أثناء عبور مضيق جبل طارق ..
.. ، و جهز موسى بن نصير جيشه ليفتح ميناءي ( طنجة ) و ( سبتة ) بسبب موقعهما الحساس جدا على ساحل بلاد المغرب ، فهما يطلان مباشرة على مضيق جبل طارق ..
.. ، فتمكن من فتح طنجة ، و اختار قائده الوفي /
طارق بن زياد ليكون واليا عليها ..
.. ، و بقي ميناء ( سبتة ) حجر عثرة أمام موسى بن نصير ، فقد كان يحكمه حاكم نصراني اسمه ( يليان ) ، فخشي موسى أن يضرب يليان سفن المسلمين أثناء العبور .. !!
.. ، و على الجانب الآخر ..
كان يليان يشعر بالخطر الشديد على نفسه و هو يتابع تحركات موسى بن نصير الواسعة من حوله ، و يرى سيطرته على كل بلاد المغرب ..
.. ، فأحس يليان بأن الدور سيأتي عليه لا محالة .. ، فقرر أن يتصالح مع المسلمين .. خاصة و أن يليان بينه و بين حاكم الأندلس الحالي ( لذريق ) عداوة كبيرة لأسباب لا يهم شرحها ، فوجدها يليان فرصة أن ينتقم منه بمساعدته للمسلمين .. !!!
.. أرسل يليان إلى طارق بن زياد .. بصفته حاكم ( طنجة ) القريبة منه .. ليعرض عليه أن يسلم لهم ( ميناء سبتة ) ، و أن يقدم لهم كل ما يحتاجون إليه من المساعدات للعبور إلى الأندلس ، في مقابل أن يتركوا له بعض ممتلكاته الخاصة و أراضيه التي تخصه في الأندلس ( و كان لذريق قد سلبها منه ) .. !!
.. طبعا .. هذا العرض رائع جدا و مغري .. ، فبعث به طارق إلى موسى بن نصير ، فسر به سرورا عظيما و وافق عليه بلا تردد ..
.. ، ثم أرسل موسى بن نصير إلى خليفة المسلمين /
الوليد بن عبد الملك ليستأذنه في فتح الأندلس ..
... ، فكيف كان رد الخليفة ... ؟!!!
........ تابعونا ........
🎀 بسام محرم 🎀
#خلافة_الوليد ................... #العصر_الذهبي18
✨ (( موسى بن نصير _ 4 )) 🌿
* تغيرت أحوال قبائل البربر من حياة ( الهمجية ) البدائية التى كانوا يعيشونها قبل الإسلام فلا يعرفون فيها أخلاقا ولا نظاما ولا احتراما للعهود و المواثيق ، و تحولوا إلى الحياة الطيبة المفعمة بالإيمان بالله الواحد ، و بأخلاق الإسلام الرفيعة و آدابه الراقية ... !!
.. ، و بعد أن كانوا يقاتلون بضراوة شديدة فيقتلون من أجل
( اللا شيئ ) أصبحوا يقاتلون لتكون ( كلمة الله هي العليا ) ، و ليفوزوا بمنازل ( الشهداء ) في الفردوس الأعلى .. !!
.. ، و هذا التحول الهائل الذي فعله الإسلام في البربر ، فعله من قبل في ( الصحابة ) الكرام ، فنهض بهم من الحضيض حتى جعلهم سادة العالم في أقل من عشر سنوات ... !!!
.. لقد حقق الإسلام في ( البربر ) في سنوات معدودات ما عجزت الإمبراطورية الرومانية بكل أموالها و إمكاناتها الضخمة أن تحققه فيهم خلال ( القرون ) التي احتلتهم فيها .. !!
.. ، و هذا النهوض الحضاري المذهل الذي تحقق في الجنس البشري بالإسلام هو من أقوى الأدلة على أنه دين الله
( دين الحق ) ، و أن الفتوحات الإسلامية لم تكن احتلالا غاشما يستهدف استنزاف الشعوب و سلب مواردهم و خيرات بلادهم .. ، فالبربر لم تكن عندهم ( موارد و لا أموال ) ، و لا أي شيئ من هذا الذي يجعلهم مطمعا للغزاة ، و لكن مطامع الفاتحين المسلمين كانت متوجهة إلى ( قلوب ) البربر ..
كانوا يطمعون في إسلامهم لأن ذلك عندهم
( خير من حمر النعم ) ... !!!
.. ، و قد تحقق هذا التحول في شخصية ( البربر ) بسبب همة و إصرار البطل ( موسى بن نصير ) و صبره على تربيتهم ..!!!
.. ذلك الشيخ الكبير الذي تجاوز السبعين من عمره ، و مع ذلك لم يترك الجهاد في سبيل الله طيلة أربعين عاما كاملة منذ كان شابا .. بل و لا يزال يطمع في المزيد ، و يحلم ب
........ (( فتح الأندلس )) .......
............. .............. ............... ......
* التخطيط و التجهيزات قبل العبور *
.. مهمة فتح الأندلس ليست سهلة بالمرة و تحتاج إلى تجهيز من نوع خاص ، لذلك كان هم موسى بن نصير الأول هو
( تأمين العبور ) ..
.. ، فقام أولا ببناء عدة مواني حربية على السواحل المغربية و اهتم بإنشاء السفن ، رغم أن هذا العمل تطلب وقتا طويلا و عملا مضنيا و لكن موسى بن نصير و من معه من المسلمين صبروا و صابروا ، و اجتهدوا ليل نهار حتى تم هذا لمشروع العملاق بنجاح في حوالي عامين ..
.. ، ثم أرسل موسى بن نصير عدة حملات عسكرية إلى
جزر البليار التي تقع أمام الساحل الشرقي للأندلس في البحر المتوسط ، فتمكن من فتحها ، و فرض سيطرته عليها حتى لا تأتيه الضربات من قبلها أثناء عبور مضيق جبل طارق ..
.. ، و جهز موسى بن نصير جيشه ليفتح ميناءي ( طنجة ) و ( سبتة ) بسبب موقعهما الحساس جدا على ساحل بلاد المغرب ، فهما يطلان مباشرة على مضيق جبل طارق ..
.. ، فتمكن من فتح طنجة ، و اختار قائده الوفي /
طارق بن زياد ليكون واليا عليها ..
.. ، و بقي ميناء ( سبتة ) حجر عثرة أمام موسى بن نصير ، فقد كان يحكمه حاكم نصراني اسمه ( يليان ) ، فخشي موسى أن يضرب يليان سفن المسلمين أثناء العبور .. !!
.. ، و على الجانب الآخر ..
كان يليان يشعر بالخطر الشديد على نفسه و هو يتابع تحركات موسى بن نصير الواسعة من حوله ، و يرى سيطرته على كل بلاد المغرب ..
.. ، فأحس يليان بأن الدور سيأتي عليه لا محالة .. ، فقرر أن يتصالح مع المسلمين .. خاصة و أن يليان بينه و بين حاكم الأندلس الحالي ( لذريق ) عداوة كبيرة لأسباب لا يهم شرحها ، فوجدها يليان فرصة أن ينتقم منه بمساعدته للمسلمين .. !!!
.. أرسل يليان إلى طارق بن زياد .. بصفته حاكم ( طنجة ) القريبة منه .. ليعرض عليه أن يسلم لهم ( ميناء سبتة ) ، و أن يقدم لهم كل ما يحتاجون إليه من المساعدات للعبور إلى الأندلس ، في مقابل أن يتركوا له بعض ممتلكاته الخاصة و أراضيه التي تخصه في الأندلس ( و كان لذريق قد سلبها منه ) .. !!
.. طبعا .. هذا العرض رائع جدا و مغري .. ، فبعث به طارق إلى موسى بن نصير ، فسر به سرورا عظيما و وافق عليه بلا تردد ..
.. ، ثم أرسل موسى بن نصير إلى خليفة المسلمين /
الوليد بن عبد الملك ليستأذنه في فتح الأندلس ..
... ، فكيف كان رد الخليفة ... ؟!!!
........ تابعونا ........
🎀 بسام محرم 🎀
#زمن_العزة
#خلافة_الوليد ............... #فتح_الأندلس1
📌 (( نحن لا نبكي على اللبن المسكوب )) ⚡
.. وصلت رسالة موسى بن نصير إلى خليفة المسلمين /
الوليد بن عبد الملك .. تلك التي يستاذنه فيها بالعبور لفتح الأندلس .. ، فلما قرأها الخليفة شعر بالقلق الشديد ، فقد كان يخشى على المسلمين من خوض البحر .. !!
.. ، فأرسل إلى موسى بن نصير يقول له :
(( خضها بالسرايا حتى تختبر شأنها ، و لا تغرر بالمسلمين في بحر شديد الأهوال ))
يقصد : ( لا تتحرك بكل الجيش ، و لكن ابدأ أولا بإرسال بعض السرايا الصغيرة للاستكشاف حتى لا يهلك المسلمون جميعا )
.. ، فلما أحس موسى بقلق الوليد أرسل إليه يطمئنه بأن العبور سيكون في مضيق صغير .. ، فقال له :
(( إنه ليس ببحر ، و إنما هو خليج يرى الناظر ما وراءه ))
.. ، فأذن له الوليد أن يتحرك و لكن بحذر شديد حرصا على أرواح المسلمين ..
.. ، فأرسل موسى بن نصير سرية استكشافية صغيرة من 500 مسلم فقط .. و ذلك في عام 91 هجرية .. و كانت السرية بقيادة / طريف بن مالك ، و هو أحد فرسان الأمازيغ الشجعان .. ( يطلق على البربر أيضا اسم الأمازيغ )
.. ، فركب طريف و رجاله السفن و عبروا المضيق حتى نزلوا في جزيرة قريبة جدا من جنوب الأندلس ( أطلق عليها بعد ذلك اسم جزيرة طريف )
.. ، و قام طريف و من معه بجمع معلومات هامة عن جنوب الأندلس ، و عن طبيعة الأرض فيها .. ، ثم عادوا إلى بلاد المغرب .. ، فقام موسى بن نصير بدراسة تحليلية لتلك المعلومات ، ثم عزم على تجهيز الجيش الذي سينطلق عبر مضيق جبل طارق لفتح الأندلس .. ، و قرر أن يكون قوام هذا الجيش 7000 مقاتل فقط ، و أن يجعل البطل الوفي التقي / طارق بن زياد أميرا على هذا الجيش .. !!
............. ............. ................
.. ، و قد يتساءل البعض ..
.. ، و لماذا ندرس ( تاريخ الأندلس ) الآن ، و فيه من الآلام و الأحزان ما الله بها عليم ... ؟!!!
.. ، ألا يكفينا ما نحن فيه من الذل و الهوان .. ؟!!
.. ، أم أننا سنحكي لنبكي على ( اللبن المسكوب ) .. ؟!!
.. ، و أقول لهؤلاء .. لا والله أبدا .. ليس بكاء على اللبن المسكوب ، فنحن نؤمن بأن الأمور تجري بمقادير ، و أن الله غالب على أمره .. ، و لكن دراسة التاريخ عموما فيها من العبر و العظات ما يوفر على ( العقلاء ) الخوض في الكثير من التجارب الفاشلة .. ، كما تعينهم على قراءة واعية للأحداث المعاصرة ، و للمستقبل أيضا ..
.. ، و ذلك لأن التاريخ يعيد نفسه عشرات ، بل مئات المرات فسنن الله سبحانه ثابتة .. لا تتغير و لا تتبدل ، و لا تحابي أحدا على حساب أحد ..
.. ، فكما أن الماء يغلي عند درجة 100 مئوية ، و سيظل يغلي عند تلك الدرجة إلى يوم القيامة ..
.. ، و كما أن النار تحرق الشجر و البشر ، و ستظل تحرق إلى يوم القيامة ..
.. ، فكذلك ( النصر و التمكين ) له أسباب و سنن ثابتة لن تتغير إلى يوم القيامة .. ، و ( الهزيمة و الذل و الهوان ) لها أيضا أسباب و سنن ثابتة لن تتغير إلى يوم القيامة ..
.. ، فكيف لا ندرس ( تاريخ الأندلس ) الضخم الذي يشغل ما يزيد عن 800 عام من عمر التاريخ الإسلامي .. ؟!!
.. ، و كيف لا ندرس ( تاريخ الأندلس ) و هو نموذج كامل التفاصيل و الملامح لتلك ( السنن الإلهية ) الحكيمة التي بها يتحقق النصر أو تقع الهزيمة .. ؟!!
.. ، فنحن نقرأ فيه عن دول قامت و نهضت لنعرف كيف نهضت .. ؟!!
.. ، و عن أخرى سقطت و ضاعت حتى نفهم كيف سقطت ..؟!!
.. ، فأنت تجد في تاريخ الأندلس الحاكم المجاهد الشجاع ، كما تجد فيه عن الحاكم الجبان الخائن لدينه و وطنه ، الموالي لأعدائه على حساب شعبه .. !!
.. ، و تقرأ عن الملك الورع التقي ، و عن الآخر الفاسق المنحرف .. !!!
.. ، و لولا أهمية ( القصص ) في تربية الجيل و صناعة الوعي لما وجدنا ( ثلث القرآن ) عبارة عن ( قصص ) ، و لما قال الله سبحانه : (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ))
(( فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ))
....... تابعونا .......
🎀 بسام محرم 🎀
#خلافة_الوليد ............... #فتح_الأندلس1
📌 (( نحن لا نبكي على اللبن المسكوب )) ⚡
.. وصلت رسالة موسى بن نصير إلى خليفة المسلمين /
الوليد بن عبد الملك .. تلك التي يستاذنه فيها بالعبور لفتح الأندلس .. ، فلما قرأها الخليفة شعر بالقلق الشديد ، فقد كان يخشى على المسلمين من خوض البحر .. !!
.. ، فأرسل إلى موسى بن نصير يقول له :
(( خضها بالسرايا حتى تختبر شأنها ، و لا تغرر بالمسلمين في بحر شديد الأهوال ))
يقصد : ( لا تتحرك بكل الجيش ، و لكن ابدأ أولا بإرسال بعض السرايا الصغيرة للاستكشاف حتى لا يهلك المسلمون جميعا )
.. ، فلما أحس موسى بقلق الوليد أرسل إليه يطمئنه بأن العبور سيكون في مضيق صغير .. ، فقال له :
(( إنه ليس ببحر ، و إنما هو خليج يرى الناظر ما وراءه ))
.. ، فأذن له الوليد أن يتحرك و لكن بحذر شديد حرصا على أرواح المسلمين ..
.. ، فأرسل موسى بن نصير سرية استكشافية صغيرة من 500 مسلم فقط .. و ذلك في عام 91 هجرية .. و كانت السرية بقيادة / طريف بن مالك ، و هو أحد فرسان الأمازيغ الشجعان .. ( يطلق على البربر أيضا اسم الأمازيغ )
.. ، فركب طريف و رجاله السفن و عبروا المضيق حتى نزلوا في جزيرة قريبة جدا من جنوب الأندلس ( أطلق عليها بعد ذلك اسم جزيرة طريف )
.. ، و قام طريف و من معه بجمع معلومات هامة عن جنوب الأندلس ، و عن طبيعة الأرض فيها .. ، ثم عادوا إلى بلاد المغرب .. ، فقام موسى بن نصير بدراسة تحليلية لتلك المعلومات ، ثم عزم على تجهيز الجيش الذي سينطلق عبر مضيق جبل طارق لفتح الأندلس .. ، و قرر أن يكون قوام هذا الجيش 7000 مقاتل فقط ، و أن يجعل البطل الوفي التقي / طارق بن زياد أميرا على هذا الجيش .. !!
............. ............. ................
.. ، و قد يتساءل البعض ..
.. ، و لماذا ندرس ( تاريخ الأندلس ) الآن ، و فيه من الآلام و الأحزان ما الله بها عليم ... ؟!!!
.. ، ألا يكفينا ما نحن فيه من الذل و الهوان .. ؟!!
.. ، أم أننا سنحكي لنبكي على ( اللبن المسكوب ) .. ؟!!
.. ، و أقول لهؤلاء .. لا والله أبدا .. ليس بكاء على اللبن المسكوب ، فنحن نؤمن بأن الأمور تجري بمقادير ، و أن الله غالب على أمره .. ، و لكن دراسة التاريخ عموما فيها من العبر و العظات ما يوفر على ( العقلاء ) الخوض في الكثير من التجارب الفاشلة .. ، كما تعينهم على قراءة واعية للأحداث المعاصرة ، و للمستقبل أيضا ..
.. ، و ذلك لأن التاريخ يعيد نفسه عشرات ، بل مئات المرات فسنن الله سبحانه ثابتة .. لا تتغير و لا تتبدل ، و لا تحابي أحدا على حساب أحد ..
.. ، فكما أن الماء يغلي عند درجة 100 مئوية ، و سيظل يغلي عند تلك الدرجة إلى يوم القيامة ..
.. ، و كما أن النار تحرق الشجر و البشر ، و ستظل تحرق إلى يوم القيامة ..
.. ، فكذلك ( النصر و التمكين ) له أسباب و سنن ثابتة لن تتغير إلى يوم القيامة .. ، و ( الهزيمة و الذل و الهوان ) لها أيضا أسباب و سنن ثابتة لن تتغير إلى يوم القيامة ..
.. ، فكيف لا ندرس ( تاريخ الأندلس ) الضخم الذي يشغل ما يزيد عن 800 عام من عمر التاريخ الإسلامي .. ؟!!
.. ، و كيف لا ندرس ( تاريخ الأندلس ) و هو نموذج كامل التفاصيل و الملامح لتلك ( السنن الإلهية ) الحكيمة التي بها يتحقق النصر أو تقع الهزيمة .. ؟!!
.. ، فنحن نقرأ فيه عن دول قامت و نهضت لنعرف كيف نهضت .. ؟!!
.. ، و عن أخرى سقطت و ضاعت حتى نفهم كيف سقطت ..؟!!
.. ، فأنت تجد في تاريخ الأندلس الحاكم المجاهد الشجاع ، كما تجد فيه عن الحاكم الجبان الخائن لدينه و وطنه ، الموالي لأعدائه على حساب شعبه .. !!
.. ، و تقرأ عن الملك الورع التقي ، و عن الآخر الفاسق المنحرف .. !!!
.. ، و لولا أهمية ( القصص ) في تربية الجيل و صناعة الوعي لما وجدنا ( ثلث القرآن ) عبارة عن ( قصص ) ، و لما قال الله سبحانه : (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ))
(( فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ))
....... تابعونا .......
🎀 بسام محرم 🎀
#زمن_العزة
#خلافة_الوليد ......... #فتح_الأندلس2
✨ (( فانداليسيا )) 💞
* الأندلس هي شبه الجزيرة الأيبيرية التي تضم حاليا دولتي أسبانيا و البرتغال ، كانت خاضعة للإمبراطورية الرومانية فترة من الزمن ، حتى استطاعت قبائل ( الفاندال ) الهمجية الآتية من الشمال الأوربي أن تجتاحها و أن تستولي عليها من الرومان ، و عاثوا فيها فسادا .. ، و منذ ذلك الوقت سميت ( فانداليسيا ) نسبة إلى قبائل الفاندال .. ، ثم تغير اسمها مع الوقت حتى أصبحت تسمى ( الأندلس ) .. !!
.. ، ثم تعرضت ( فانداليسيا ) بعد ذلك لهجمات قبائل ( القوط ) النصرانية ، فهزموا ( الفاندال ) و طردوهم منها ، و أقاموا لأنفسهم دولة قوية مستقلة فيها .. ، و كان ذلك في عام 624 ميلادية .. أي في نفس الوقت الذي بعث فيه
رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
.. ، و عندما كان موسى بن نصير يخطط لفتح الأندلس كان يحكمها ملك القوط الخبيث ( رودريك ) ، و الذي كان المسلمون ينطقون اسمه ( لذريق )
.......... ........... ........... ..............
.. استدعى موسى بن نصير قائده طارق بن زياد و أخبره بأنه قد أخذ الإذن بفتح الأندلس ، و أنه قد اختاره هو ليكون أميرا على جيش المسلمين .. ، فلمعت عينا طارق بن زياد و لم تسعه الفرحة ، فلم يكن يتصور أن ينال هذا الشرف الرفيع من بين أقرانه من قادة المسلمين ( العرب ) .. !!
.. ، و بعد أن أتم طارق بن زياد تجهيز الجيش جاءت ساعة الصفر ، و أمره موسى بن نصير بالتحرك و العبور على نفس السفن التي استعملها قبله طريف بن مالك في حملته الاستكشافية .. ، و كان ذلك في شعبان من ينة 92 هجرية ..
.. ، و بعد أن ودعهم و أوصاهم .. أكب موسى بن نصير على الدعاء و التضرع بين يدي الله أن يحفظ المسلمين و أن ينصرهم في تلك المهمة الخطيرة .. ، و أخذ يبكي و يظهر فقره و انكساره لربه ، و يلح في الدعاء ... !!!!
.. ، و في هذا الوقت كان طارق بن زياد يبحر نحو ( المجهول ) ، فبلاد الأندلس كانت طبيعتها و جغرافيتها مجهولة تماما بالنسبة له و للمسلمين جميعا ..
.. ، أضف إلى ذلك أن الملك المتغطرس / لذريق يحكم مملكة واسعة عظيمة مترامية الأطراف ، و عنده من الأموال و الجنود و الإمكانات مالا يعد و لا يحصى ..
.. ، و حتى تستوعب حجم و قوة ( مملكة لذريق ) يكفيك أن تعرف أن الإمبراطورية الرومانية ( بجلالة قدرها ) قد عجزت أن تتصدى لجيوش القوط و لم تستطع أن تسترد البلاد التي اغتصبوها منها .. !!!!
.......... ............ .............. ............
.. ، و بعد الإبحار عبر المضيق ..
رست سفن المسلمين على السواحل الأندلسية عند الجبل الذي سمي بعد الفتح بجبل طارق .. ، و تحرك طارق بن زياد بجيشه نحو منطقة في جنوب الأندلس تسمى
( الجزيرة الخضراء ) .. ، فتفاجأت قوات قواط التي كانت تحمي تلك المنطقة بجيش المسلمين الذي خرج لهم من البحر .. !!
.. ، فعرض عليهم طارق بن زياد الإسلام أو الجزية أو القتال .. و لم تكن تلك القوات كبيرة العدد .. ، و لكنهم أصروا على القتال ، و أرسل قائدهم يستغيث بالملك لذريق الذي كان ساعتها في قصره في ( طليطلة ) عاصمة الأندلس وقتها .. ، و كتب هذا القائد في استغاثته قائلا :
(( لقد نزل علينا قوم لا ندري أهم من أهل الأرض أم من أهل السماء ... ؟!!! .. ، و قد لقيتهم فلتنهض إلينا بنفسك .. ))
.. ، فأرسل لذريق إلى الجزيرة الخضراء جيشا بقيادة أخيه ليدعم القوات المرابطة فيها ..
.. ، و دار قتال عنيف بين الفريقين ......
.. انتهى بهزيمة جيش القوط و فراره من أمام جيش المسلمين .. ، و توالت رسائل الاستغاثة إلى قصر لذريق من هؤلاء الجنود الذين فروا .. ، فجن جنونه و بدأ يشعر بالخطر يقترب منه .. ، فقرر أن يجهز جيشا ضخما لتأديب جيش طارق بن زياد ، و أن يخرج بنفسه على رأس هذا الجيش ..
.. ، فلما وصلت أخبار تلك الاستعدادات الكبيرة إلى
طارق بن زياد أرسل إلى موسى بن نصير يطلب منه المدد العاجل ، فلم يكن مع طارق إلا 7000 مقاتل فقط ، و معظمهم من الرجالة فقد كان عدد الفرسان معه قليلا جدا ... !!!
............ تابعونا ...........
🎀 بسام محرم 🎀
#خلافة_الوليد ......... #فتح_الأندلس2
✨ (( فانداليسيا )) 💞
* الأندلس هي شبه الجزيرة الأيبيرية التي تضم حاليا دولتي أسبانيا و البرتغال ، كانت خاضعة للإمبراطورية الرومانية فترة من الزمن ، حتى استطاعت قبائل ( الفاندال ) الهمجية الآتية من الشمال الأوربي أن تجتاحها و أن تستولي عليها من الرومان ، و عاثوا فيها فسادا .. ، و منذ ذلك الوقت سميت ( فانداليسيا ) نسبة إلى قبائل الفاندال .. ، ثم تغير اسمها مع الوقت حتى أصبحت تسمى ( الأندلس ) .. !!
.. ، ثم تعرضت ( فانداليسيا ) بعد ذلك لهجمات قبائل ( القوط ) النصرانية ، فهزموا ( الفاندال ) و طردوهم منها ، و أقاموا لأنفسهم دولة قوية مستقلة فيها .. ، و كان ذلك في عام 624 ميلادية .. أي في نفس الوقت الذي بعث فيه
رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
.. ، و عندما كان موسى بن نصير يخطط لفتح الأندلس كان يحكمها ملك القوط الخبيث ( رودريك ) ، و الذي كان المسلمون ينطقون اسمه ( لذريق )
.......... ........... ........... ..............
.. استدعى موسى بن نصير قائده طارق بن زياد و أخبره بأنه قد أخذ الإذن بفتح الأندلس ، و أنه قد اختاره هو ليكون أميرا على جيش المسلمين .. ، فلمعت عينا طارق بن زياد و لم تسعه الفرحة ، فلم يكن يتصور أن ينال هذا الشرف الرفيع من بين أقرانه من قادة المسلمين ( العرب ) .. !!
.. ، و بعد أن أتم طارق بن زياد تجهيز الجيش جاءت ساعة الصفر ، و أمره موسى بن نصير بالتحرك و العبور على نفس السفن التي استعملها قبله طريف بن مالك في حملته الاستكشافية .. ، و كان ذلك في شعبان من ينة 92 هجرية ..
.. ، و بعد أن ودعهم و أوصاهم .. أكب موسى بن نصير على الدعاء و التضرع بين يدي الله أن يحفظ المسلمين و أن ينصرهم في تلك المهمة الخطيرة .. ، و أخذ يبكي و يظهر فقره و انكساره لربه ، و يلح في الدعاء ... !!!!
.. ، و في هذا الوقت كان طارق بن زياد يبحر نحو ( المجهول ) ، فبلاد الأندلس كانت طبيعتها و جغرافيتها مجهولة تماما بالنسبة له و للمسلمين جميعا ..
.. ، أضف إلى ذلك أن الملك المتغطرس / لذريق يحكم مملكة واسعة عظيمة مترامية الأطراف ، و عنده من الأموال و الجنود و الإمكانات مالا يعد و لا يحصى ..
.. ، و حتى تستوعب حجم و قوة ( مملكة لذريق ) يكفيك أن تعرف أن الإمبراطورية الرومانية ( بجلالة قدرها ) قد عجزت أن تتصدى لجيوش القوط و لم تستطع أن تسترد البلاد التي اغتصبوها منها .. !!!!
.......... ............ .............. ............
.. ، و بعد الإبحار عبر المضيق ..
رست سفن المسلمين على السواحل الأندلسية عند الجبل الذي سمي بعد الفتح بجبل طارق .. ، و تحرك طارق بن زياد بجيشه نحو منطقة في جنوب الأندلس تسمى
( الجزيرة الخضراء ) .. ، فتفاجأت قوات قواط التي كانت تحمي تلك المنطقة بجيش المسلمين الذي خرج لهم من البحر .. !!
.. ، فعرض عليهم طارق بن زياد الإسلام أو الجزية أو القتال .. و لم تكن تلك القوات كبيرة العدد .. ، و لكنهم أصروا على القتال ، و أرسل قائدهم يستغيث بالملك لذريق الذي كان ساعتها في قصره في ( طليطلة ) عاصمة الأندلس وقتها .. ، و كتب هذا القائد في استغاثته قائلا :
(( لقد نزل علينا قوم لا ندري أهم من أهل الأرض أم من أهل السماء ... ؟!!! .. ، و قد لقيتهم فلتنهض إلينا بنفسك .. ))
.. ، فأرسل لذريق إلى الجزيرة الخضراء جيشا بقيادة أخيه ليدعم القوات المرابطة فيها ..
.. ، و دار قتال عنيف بين الفريقين ......
.. انتهى بهزيمة جيش القوط و فراره من أمام جيش المسلمين .. ، و توالت رسائل الاستغاثة إلى قصر لذريق من هؤلاء الجنود الذين فروا .. ، فجن جنونه و بدأ يشعر بالخطر يقترب منه .. ، فقرر أن يجهز جيشا ضخما لتأديب جيش طارق بن زياد ، و أن يخرج بنفسه على رأس هذا الجيش ..
.. ، فلما وصلت أخبار تلك الاستعدادات الكبيرة إلى
طارق بن زياد أرسل إلى موسى بن نصير يطلب منه المدد العاجل ، فلم يكن مع طارق إلا 7000 مقاتل فقط ، و معظمهم من الرجالة فقد كان عدد الفرسان معه قليلا جدا ... !!!
............ تابعونا ...........
🎀 بسام محرم 🎀
#زمن_العزة
#خلافة_الوليد ........ #فتح_الأندلس3
📌 (( الفتوحات الإسلامية ... لماذا .. ؟!! )) ⚡
* و لماذا الحروب ، و الدموية ، و الغزو .. ؟!!
.. ، و لماذا لم ينتشر الإسلام بالحب و السلام .. ؟!!
.. لنجيب عن مثل هذه الأسئلة .. أو قل ( الشبهات ) .. التي يلقي بها أعداء الإسلام على مسامع شبابنا من وقت لآخر يجب علينا أولا أن نستوعب حقيقة الأوضاع السائدة قديما حينما كانت كل الشعوب مقهورة بحكم طواغيت العالم الذين كانوا يهيمنون ( بقوتهم ) على كل مقدرات تلك الشعوب و يمنعون عنهم كافة الحريات الإنسانية حتى حرية الاعتقاد ، فلم يكن مسموحا لأبناء تلك الشعوب المقهورة أن يعتنقوا ديانة تختلف عن ديانة ملوكهم ( و عصر الاضطهاد الأعظم و ما وقع فيه من مذابح و اعتقالات للأقباط في مصر على أيدي حكامهم من الرومان خير شاهد على ذلك ) ..
.. ، فلا تتصور أن يأتي المسلمون ليستأذنوا هؤلاء الطواغيت لينشروا الإسلام في بلادهم بالطرق السلمية ، فيقولون لهم :
( تفضلوا .. على الرحب و السعة ) .. ، فهذا لم يكن يحدث نهائيا .. ، و بالتالي .. فليس أمام المسلمين إلا أحد خيارين :
* الخيار الأول : أن يبقوا في مدينتهم المنورة ينشرون الإسلام بالحب و السلام ( في أضيق نطاق ) حتى يأتي عليهم ( الدور ) فيتم استئصالهم آجلا أو عاجلا على أيدي هؤلاء الطواغيت الذين لا يتكلمون إلا بلغة واحدة فقط و هي
( لغة السلاح ) .. ، و بذلك ينقرض الإسلام تماما ... !!
.. ، و هذا طبعا ( غير مقبول ) لأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء ، و دينه هو الدين الخاتم و يجب أن يصل إلى الجميع في كل أقطار الأرض ..
.. ، كما أن تلك الشعوب المغلوبة على أمرها كانت تعتنق أديانا ( باطلة ) تودي بها إلى الجحيم الأبدي في الآخرة ، و ترك هؤلاء في ظلمات الكفر ( غير مقبول ) أيضا ، كما أنه يتنافى مع عقيدة المسلم الذي يؤمن بأنه ليس هناك إلا دين واحد فقط هو دين الحق ، و كل ما سواه باطل .. باطل .. باطل ..
(( إن الدين عند الله الإسلام ))
(( و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه
و هو في الآخرة من الخاسرين ))
.. ، و تلك هي ( النقطة المركزية ) الفارقة بين رؤية المسلم لقضية الأديان ، و بين رؤية غيره من الذين لا يرون أية غضاضة في أن يعتنق الإنسان أي دين يحبه طالما أنه إنسان محترم ذو خلق يخدم البشرية بعلمه و عمله ..
.. ، فهؤلاء غاية أمانيهم ( الدنيا ) و التمتع بها ، و مقياس الناجح عندهم هو الفوز بها ..
.. ، أما المسلم فغاية أمانيه ( الجنة ) ، و مقياس النجاح عنده في قول الله تعالى :
(( فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز
، و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ))
* أما الخيار الثاني أمام المسلمين : فهو أن يجاهدوا في سبيل الله لرفع غطاء الظلم و القمع الذي تعاني منه الشعوب فيعيدوا إليهم حرياتهم المسلوبة ، و يكون لهم حق تقرير المصير ، فيختاروا بأنفسهم دون قهر او إكراه هل يريدون الإسلام أم لا ..؟!
.. ، و كان هذا هو الهدف من وراء الفتوحات الإسلامية ، فالمسلمون الفاتحون لم يقوموا بالمذابح ، و لم ينتهكوا الحرمات ، و لم يستبيحوا قتل العزل و النساء و الأطفال و الرهبان و المستضعفين ..
.. ، لم يقاتل المسلمون إلا من أصر على قتالهم و منعهم من نشر دعوتهم .. دعوة الحق .. دعوة النور ..
.. ، ثم أقام المسلمون حضارة عظيمة شهد لها العالم في كل البلاد التي فتحوها ..
.. (( و شهد شاهد من أهلها .. )) ..
.. ، فهذا المؤرخ الغربي الغير مسلم ( جوزوف كيب ) ينصف الفتح الإسلامي للأندلس فيقول في كتابه
( مدنية المسلمين في أسبانيا ) :
(( .. إذا أمعننا النظر في تاريخ أسبانيا نجد عصر العرب و الإسلام كان نورا بين ظلامين ، و سعادة بين شقائين ..
.. ، و قد مضت حتى الآن خمسة قرون و نصف و لا نزال نمني أنفسنا بما أدركناه من السعادة على أيدي العرب ، و من أجل ذلك وجب على كل من عنده علم بالتاريخ أن يرد باطل هؤلاء المفترين الذين لا ينصفون العرب ، و أن يلقموهم أحجارا و يلطموهم بالحقائق التاريخية لطمات تأتي على شبهاتهم من جذورها .. ))
... ، و لا تغتروا بتلك الحريات الكلامية و الإعلامية التي يبيحها الغرب في زماننا ، و التي فتن بها الكثيرون فظنوا أن الإسلام يمكنه أن يصل إلى ( العزة و التمكين ) من خلال تلك الحرية الكلامية المزعومة عندهم ، فالغرب لم يسمح للمسلمين بذلك إلا لأنهم أقليات مستضعفة عندهم ، و لكنهم إذا شعروا بأية قوة تدب في جسد الإسلام الواهن و تهدد مصالحهم و سياساتهم فسيكون تعاملهم مع المسلمين مختلفا تماما ..
.. ، و انظر إلى ما حدث و يحدث في البلاد الإسلامية من القمع و المذابح تحت شعار ( الحرب ضد الإرهاب ) .. !!
.. ، و ما يحدث الآن في ( فرنسا ) ليس منا ببعيد ..
.. ، و النماذج كثيرة لا تعد و لا تحصى ..
.. و لا حول و لا قوة إلا با
#خلافة_الوليد ........ #فتح_الأندلس3
📌 (( الفتوحات الإسلامية ... لماذا .. ؟!! )) ⚡
* و لماذا الحروب ، و الدموية ، و الغزو .. ؟!!
.. ، و لماذا لم ينتشر الإسلام بالحب و السلام .. ؟!!
.. لنجيب عن مثل هذه الأسئلة .. أو قل ( الشبهات ) .. التي يلقي بها أعداء الإسلام على مسامع شبابنا من وقت لآخر يجب علينا أولا أن نستوعب حقيقة الأوضاع السائدة قديما حينما كانت كل الشعوب مقهورة بحكم طواغيت العالم الذين كانوا يهيمنون ( بقوتهم ) على كل مقدرات تلك الشعوب و يمنعون عنهم كافة الحريات الإنسانية حتى حرية الاعتقاد ، فلم يكن مسموحا لأبناء تلك الشعوب المقهورة أن يعتنقوا ديانة تختلف عن ديانة ملوكهم ( و عصر الاضطهاد الأعظم و ما وقع فيه من مذابح و اعتقالات للأقباط في مصر على أيدي حكامهم من الرومان خير شاهد على ذلك ) ..
.. ، فلا تتصور أن يأتي المسلمون ليستأذنوا هؤلاء الطواغيت لينشروا الإسلام في بلادهم بالطرق السلمية ، فيقولون لهم :
( تفضلوا .. على الرحب و السعة ) .. ، فهذا لم يكن يحدث نهائيا .. ، و بالتالي .. فليس أمام المسلمين إلا أحد خيارين :
* الخيار الأول : أن يبقوا في مدينتهم المنورة ينشرون الإسلام بالحب و السلام ( في أضيق نطاق ) حتى يأتي عليهم ( الدور ) فيتم استئصالهم آجلا أو عاجلا على أيدي هؤلاء الطواغيت الذين لا يتكلمون إلا بلغة واحدة فقط و هي
( لغة السلاح ) .. ، و بذلك ينقرض الإسلام تماما ... !!
.. ، و هذا طبعا ( غير مقبول ) لأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء ، و دينه هو الدين الخاتم و يجب أن يصل إلى الجميع في كل أقطار الأرض ..
.. ، كما أن تلك الشعوب المغلوبة على أمرها كانت تعتنق أديانا ( باطلة ) تودي بها إلى الجحيم الأبدي في الآخرة ، و ترك هؤلاء في ظلمات الكفر ( غير مقبول ) أيضا ، كما أنه يتنافى مع عقيدة المسلم الذي يؤمن بأنه ليس هناك إلا دين واحد فقط هو دين الحق ، و كل ما سواه باطل .. باطل .. باطل ..
(( إن الدين عند الله الإسلام ))
(( و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه
و هو في الآخرة من الخاسرين ))
.. ، و تلك هي ( النقطة المركزية ) الفارقة بين رؤية المسلم لقضية الأديان ، و بين رؤية غيره من الذين لا يرون أية غضاضة في أن يعتنق الإنسان أي دين يحبه طالما أنه إنسان محترم ذو خلق يخدم البشرية بعلمه و عمله ..
.. ، فهؤلاء غاية أمانيهم ( الدنيا ) و التمتع بها ، و مقياس الناجح عندهم هو الفوز بها ..
.. ، أما المسلم فغاية أمانيه ( الجنة ) ، و مقياس النجاح عنده في قول الله تعالى :
(( فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز
، و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ))
* أما الخيار الثاني أمام المسلمين : فهو أن يجاهدوا في سبيل الله لرفع غطاء الظلم و القمع الذي تعاني منه الشعوب فيعيدوا إليهم حرياتهم المسلوبة ، و يكون لهم حق تقرير المصير ، فيختاروا بأنفسهم دون قهر او إكراه هل يريدون الإسلام أم لا ..؟!
.. ، و كان هذا هو الهدف من وراء الفتوحات الإسلامية ، فالمسلمون الفاتحون لم يقوموا بالمذابح ، و لم ينتهكوا الحرمات ، و لم يستبيحوا قتل العزل و النساء و الأطفال و الرهبان و المستضعفين ..
.. ، لم يقاتل المسلمون إلا من أصر على قتالهم و منعهم من نشر دعوتهم .. دعوة الحق .. دعوة النور ..
.. ، ثم أقام المسلمون حضارة عظيمة شهد لها العالم في كل البلاد التي فتحوها ..
.. (( و شهد شاهد من أهلها .. )) ..
.. ، فهذا المؤرخ الغربي الغير مسلم ( جوزوف كيب ) ينصف الفتح الإسلامي للأندلس فيقول في كتابه
( مدنية المسلمين في أسبانيا ) :
(( .. إذا أمعننا النظر في تاريخ أسبانيا نجد عصر العرب و الإسلام كان نورا بين ظلامين ، و سعادة بين شقائين ..
.. ، و قد مضت حتى الآن خمسة قرون و نصف و لا نزال نمني أنفسنا بما أدركناه من السعادة على أيدي العرب ، و من أجل ذلك وجب على كل من عنده علم بالتاريخ أن يرد باطل هؤلاء المفترين الذين لا ينصفون العرب ، و أن يلقموهم أحجارا و يلطموهم بالحقائق التاريخية لطمات تأتي على شبهاتهم من جذورها .. ))
... ، و لا تغتروا بتلك الحريات الكلامية و الإعلامية التي يبيحها الغرب في زماننا ، و التي فتن بها الكثيرون فظنوا أن الإسلام يمكنه أن يصل إلى ( العزة و التمكين ) من خلال تلك الحرية الكلامية المزعومة عندهم ، فالغرب لم يسمح للمسلمين بذلك إلا لأنهم أقليات مستضعفة عندهم ، و لكنهم إذا شعروا بأية قوة تدب في جسد الإسلام الواهن و تهدد مصالحهم و سياساتهم فسيكون تعاملهم مع المسلمين مختلفا تماما ..
.. ، و انظر إلى ما حدث و يحدث في البلاد الإسلامية من القمع و المذابح تحت شعار ( الحرب ضد الإرهاب ) .. !!
.. ، و ما يحدث الآن في ( فرنسا ) ليس منا ببعيد ..
.. ، و النماذج كثيرة لا تعد و لا تحصى ..
.. و لا حول و لا قوة إلا با
#زمن_العزة
#خلافة_الوليد ..... #فتح_الأندلس4
📌 (( معركة وادي لكة )) ✨
* وادي لكة أو ( وادي برباط ) هو ذلك الوادي الذي اختاره طارق بن زياد في جنوب الأندلس ليكون أرضا لمعركته مع لذريق جنوده .. ، و كان في الوادي جبل شاهق أراد طارق أن يحمي به ظهر و ميمنة جيشه حتى لا يتم تطويقه .. ، و فيه بحيرة جعلها طارق تأمينا لميسرته ..
.. ، ثم صف صفوفه و تجهز للقتال ، و كلف طريف بن مالك أن يكون قائدا على فرقة تحمي مؤخرة الجيش ..
.. ، و جاء لذريق ملك القوط بجيشه الجرار إلى أرض المعركة .. و كان في أبهى زينته .. يلبس تاجه الذهبي و ثيابه المرصعة بالجواهر و يجلس على عرشه المحلى بالذهب محمولا فوق عربة تجرها البغال ، و كأنه قد أتى لحضور حفل زفاف ابنة أخيه ... !!!
.. ، و أحضر لذريق معه أعدادا كبيرة من الحبال الغليظة على ظهور البغال .. ، فقد كان يتصور أنها ستكون نزهة صيد قصيرة في البرية يقتنص فيها شراذم المسلمين الذين تجرأوا على غزو بلاده ، ثم يقيدهم بتلك الحبال ليعود بهم عبيدا في مملكته ... !!!
.. لذريق المجرم كان يعيش في هذا النعيم بينما كان شعبه يعيش في فقر مدقع و في ذل بسبب الضرائب الباهظة التي كان لذريق يكسر بها ظهورهم .. !!
................. ............... ..............
(( رمضان .. شهر الفتوحات و الانتصارات ))
.. ، ففي 28 من رمضان سنة 92 هجرية بدأت واحدة من أعظم و أشرس المعارك في التاريخ الإسلامي ..
(( معركة وادي برباط )) أو (( وادي لكة )) .. ، فهي لا تقل أهمية عن معركتي (( القادسية و اليرموك )) .. ، و لكن ..
مع الأسف .. لا يعرف معظم شبابنا عنها أي شيئ .. !!!
.. المعركة لم تكن متكافئة بالمرة ..
فالمسلمون 12 ألفا فقط .. و معظمهم رجالة .. ، بينما جاء لذريق بمائة ألف مقاتل .. !!
.. و لكن ..
(( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله
، و الله مع الصابرين ))
.. ، فقد كانت جل معارك الفتوحات الإسلامية بأعداد من المسلمين أقل بكثير بكثير من أعداد أعدائهم .. ، و ذلك حتى تتجلى ( الحقيقة ) أمام أعين الجميع ..
.. حقيقة أن الإسلام هو ( دين الله ) .. فهو منصور منصور .. حتى و إن فقد المسلمون التفوق العددي و الإمكانات ..
.. انهمرت جموع القوط على أرض الوادي كالسيل الهادر ، فصمد المسلمون لهم ، و قاتلوا قتال الأبطال .. ، و أخذوا يضربون أعناق القوط حتى امتلأت أرض الوادي بأنهار من الدماء ..
.. ، و بعد قتال طويل متواصل انتهى اليوم الأول دون أن ينتصر فريق على الآخر .. ، فتأهب المسلمون ليوم جديد من القتال الدامي ..
.. ، و لكنه مر كسابقه دون أن تتحقق فيه نتيجة فاصلة .. !!
.. ، ثم كان اليوم الثالث كذلك .. !!
.. ، حتى أنهك المسلمون و كثرت جراحاتهم ، و استشهد منهم الكثير .. !!
.. ، و عند الغروب .. استطلع المسلمون الهلال .. و ثبتت الرؤية .. و جاء عيد الفطر المبارك .. ، و لكنهم في هذا العام لم يصلوا صلاة العيد مع أهلهم و أولادهم كالعادة ، و لم يتمكنوا من احتضان و تقبيل أطفالهم و تهنئة زوجاتهم .. لم يلبسوا الجديد .. إنما كان عيدهم في ثياب الحرب الملطخة بالدماء ، فقد كان عيدا دمويا عصيبا .. !!!
.. ، و انتهى القتال في عيد الفطر دون أن يتقدم المسلمون خطوة للأمام .. حتى بات القوط يتوقعون أن إبادة جيش طارق بن زياد ستكون خلال ساعات النهار المقبل ... !!!
.. ، و صبر المسلمون على القتال لليوم الخامس على التوالي .. ، ثم انتهى اليوم السادس .. ، فالسابع ..
.. ، و أصابهم الإعياء الشديد و الغم ، فلم تظهر بارقة أمل حتى تلك اللحظة .. فظنوا أنه ( الفناء ) ، فجنود القوط أعدادهم هائلة و يلبسون الحديد السابغ من أعلاهم إلى أسفلهم ، و فوق كل ذلك مدججون بأسلحة كثيفة لا قبل للمسلمين بها ... !!
............. .............. ..............
(( اليوم الثامن ))
.. ، و في اليوم الثامن حدثت المعجزة .. !!
.. فقد تمكن أحد جنود المسلمين من أن يقتل ملك القوط لذريق الخبيث .. ، فانهارت معنويات القوط و اضطربت صفوفهم و أصابهم الهلع .. ، فاستغل المسلمون الفرصة و انقضوا عليهم كالأسود الضارية ، فاستطاعوا أن يقتلوا منهم أعدادا كبيرة .. حتى اضطر الباقون منهم إلى الفرار من أرض المعركة كالجرذان المذعورة ... !!
.. ، و بعد أن استشهد ( ربع جيش المسلمين ) جاء نصر الله و الفتح .. ، و غنم المسلمون غنائم عظيمة ، و نفعتهم خيول القوط التي سقطت في أيديهم ، فأصبح المسلمون جميعا فرسانا .. ، فانطلق بهم البطل المغوار / طارق بن زياد مباشرة نحو الشمال .. في طريقه إلى (( طليطلة )) عاصمة الأندلس ..
.. ، و خاض طارق في طريقه سلسلة من المعارك مع جند القوط ، و لكنها كانت معارك سريعة لأن القوط كانت قلوبهم ممتلئة خوفا من المسلمين بعد ما حدث في
(( معركة وادي لكة )) ، و لذلك كانت مقاومة القوط ضعيفة
#خلافة_الوليد ..... #فتح_الأندلس4
📌 (( معركة وادي لكة )) ✨
* وادي لكة أو ( وادي برباط ) هو ذلك الوادي الذي اختاره طارق بن زياد في جنوب الأندلس ليكون أرضا لمعركته مع لذريق جنوده .. ، و كان في الوادي جبل شاهق أراد طارق أن يحمي به ظهر و ميمنة جيشه حتى لا يتم تطويقه .. ، و فيه بحيرة جعلها طارق تأمينا لميسرته ..
.. ، ثم صف صفوفه و تجهز للقتال ، و كلف طريف بن مالك أن يكون قائدا على فرقة تحمي مؤخرة الجيش ..
.. ، و جاء لذريق ملك القوط بجيشه الجرار إلى أرض المعركة .. و كان في أبهى زينته .. يلبس تاجه الذهبي و ثيابه المرصعة بالجواهر و يجلس على عرشه المحلى بالذهب محمولا فوق عربة تجرها البغال ، و كأنه قد أتى لحضور حفل زفاف ابنة أخيه ... !!!
.. ، و أحضر لذريق معه أعدادا كبيرة من الحبال الغليظة على ظهور البغال .. ، فقد كان يتصور أنها ستكون نزهة صيد قصيرة في البرية يقتنص فيها شراذم المسلمين الذين تجرأوا على غزو بلاده ، ثم يقيدهم بتلك الحبال ليعود بهم عبيدا في مملكته ... !!!
.. لذريق المجرم كان يعيش في هذا النعيم بينما كان شعبه يعيش في فقر مدقع و في ذل بسبب الضرائب الباهظة التي كان لذريق يكسر بها ظهورهم .. !!
................. ............... ..............
(( رمضان .. شهر الفتوحات و الانتصارات ))
.. ، ففي 28 من رمضان سنة 92 هجرية بدأت واحدة من أعظم و أشرس المعارك في التاريخ الإسلامي ..
(( معركة وادي برباط )) أو (( وادي لكة )) .. ، فهي لا تقل أهمية عن معركتي (( القادسية و اليرموك )) .. ، و لكن ..
مع الأسف .. لا يعرف معظم شبابنا عنها أي شيئ .. !!!
.. المعركة لم تكن متكافئة بالمرة ..
فالمسلمون 12 ألفا فقط .. و معظمهم رجالة .. ، بينما جاء لذريق بمائة ألف مقاتل .. !!
.. و لكن ..
(( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله
، و الله مع الصابرين ))
.. ، فقد كانت جل معارك الفتوحات الإسلامية بأعداد من المسلمين أقل بكثير بكثير من أعداد أعدائهم .. ، و ذلك حتى تتجلى ( الحقيقة ) أمام أعين الجميع ..
.. حقيقة أن الإسلام هو ( دين الله ) .. فهو منصور منصور .. حتى و إن فقد المسلمون التفوق العددي و الإمكانات ..
.. انهمرت جموع القوط على أرض الوادي كالسيل الهادر ، فصمد المسلمون لهم ، و قاتلوا قتال الأبطال .. ، و أخذوا يضربون أعناق القوط حتى امتلأت أرض الوادي بأنهار من الدماء ..
.. ، و بعد قتال طويل متواصل انتهى اليوم الأول دون أن ينتصر فريق على الآخر .. ، فتأهب المسلمون ليوم جديد من القتال الدامي ..
.. ، و لكنه مر كسابقه دون أن تتحقق فيه نتيجة فاصلة .. !!
.. ، ثم كان اليوم الثالث كذلك .. !!
.. ، حتى أنهك المسلمون و كثرت جراحاتهم ، و استشهد منهم الكثير .. !!
.. ، و عند الغروب .. استطلع المسلمون الهلال .. و ثبتت الرؤية .. و جاء عيد الفطر المبارك .. ، و لكنهم في هذا العام لم يصلوا صلاة العيد مع أهلهم و أولادهم كالعادة ، و لم يتمكنوا من احتضان و تقبيل أطفالهم و تهنئة زوجاتهم .. لم يلبسوا الجديد .. إنما كان عيدهم في ثياب الحرب الملطخة بالدماء ، فقد كان عيدا دمويا عصيبا .. !!!
.. ، و انتهى القتال في عيد الفطر دون أن يتقدم المسلمون خطوة للأمام .. حتى بات القوط يتوقعون أن إبادة جيش طارق بن زياد ستكون خلال ساعات النهار المقبل ... !!!
.. ، و صبر المسلمون على القتال لليوم الخامس على التوالي .. ، ثم انتهى اليوم السادس .. ، فالسابع ..
.. ، و أصابهم الإعياء الشديد و الغم ، فلم تظهر بارقة أمل حتى تلك اللحظة .. فظنوا أنه ( الفناء ) ، فجنود القوط أعدادهم هائلة و يلبسون الحديد السابغ من أعلاهم إلى أسفلهم ، و فوق كل ذلك مدججون بأسلحة كثيفة لا قبل للمسلمين بها ... !!
............. .............. ..............
(( اليوم الثامن ))
.. ، و في اليوم الثامن حدثت المعجزة .. !!
.. فقد تمكن أحد جنود المسلمين من أن يقتل ملك القوط لذريق الخبيث .. ، فانهارت معنويات القوط و اضطربت صفوفهم و أصابهم الهلع .. ، فاستغل المسلمون الفرصة و انقضوا عليهم كالأسود الضارية ، فاستطاعوا أن يقتلوا منهم أعدادا كبيرة .. حتى اضطر الباقون منهم إلى الفرار من أرض المعركة كالجرذان المذعورة ... !!
.. ، و بعد أن استشهد ( ربع جيش المسلمين ) جاء نصر الله و الفتح .. ، و غنم المسلمون غنائم عظيمة ، و نفعتهم خيول القوط التي سقطت في أيديهم ، فأصبح المسلمون جميعا فرسانا .. ، فانطلق بهم البطل المغوار / طارق بن زياد مباشرة نحو الشمال .. في طريقه إلى (( طليطلة )) عاصمة الأندلس ..
.. ، و خاض طارق في طريقه سلسلة من المعارك مع جند القوط ، و لكنها كانت معارك سريعة لأن القوط كانت قلوبهم ممتلئة خوفا من المسلمين بعد ما حدث في
(( معركة وادي لكة )) ، و لذلك كانت مقاومة القوط ضعيفة
#زمن_العزة
#خلافة_الوليد ............... #فتح_الأندلس5
💦 (( حرق السفن )) 🔥
* و لكنك لم تحك لنا عن قصة حرق طارق بن زياد للسفن التي عبر بها المسلمون إلى الأندلس حتى يقطع عليهم خط الرجعة ، فيضطرهم للاستماتة في القتال .. حينما قال لهم مقولته الشهيرة :
(( العدو من أمامكم ، و البحر من خلفكم ، فليس لكم نجاة إلا بالسيوف )) .. ، فهذه هي القصة الأشهر ، بل الوحيدة التي نحفظها عن فتح الأندلس .. ، فلماذا لم تذكرها ... ؟!!!!
............. .............
** لم أذكرها لأنها ( قصة باطلة ) لا أصل لها ..
.. ، فقد فبركتها المصادر التاريخية ( الأوربية ) و أكدت على صحتها حتى يظهروا جنود المسلمين للعالم في صورة ( الجبناء ) الذين لا يمكنهم أن يقاتلوا ببسالة إلا إذا يئسوا من الفرار .. ، و هذا طبعا عكس الحقيقة تماما ، فالمسلمون مع طارق بن زياد كانوا أبطالا لا يخافون الموت ، بل يطلبونه في سبيل الله لينالوا شرف نشر الإسلام في ربوع الأرض ..
.. ، فقد تكون فكرة ( حرق السفن ) ، و ما يشبهها من الأفكار القاهرة للجنود مناسبة لغير المسلمين الذين يقاتلون من أجل الدنيا .. كما رأينا قادة الفرس و الروم يربطون جنودهم بالسلاسل في القادسية و اليرموك و نهاوند و غيرها من المعارك حتى يجبروهم على القتال باستماتة و يمنعوهم من الفرار .. و لكن أجدادنا المسلمين الأوائل لم يكونوا في حاجة إلى مثل تلك الأفكار الحمقاء ، فقد كانوا يتمنون الشهادة و يقاتلون من أجل منازل الفردوس العالية ..
.. ، و لم يستطع مؤرخو الغرب أن يفسروا كيف استطاع 12 ألف مسلم .. و معظمهم رجالة ( مشاة بلا خيول ) .. أن ينتصروا على جيش القوط الذي يبلغ عشرة أضعاف عدد المسلمين .. ، و في عقر دارهم ... ؟!!!!!!!
.. لقد كان شيئا مذهلا بكل المقاييس ...!!
.. ، فليس غريبا على هؤلاء الغربيين ألا يستوعبوا ما حدث ، فهم يحسبون الأمور بالحسابات المادية فقط ، و لا يريدون أن يفهموا معنى ( وعد الله ) الذي وعد عباده المؤمنين بالنصر و التمكين ، فقال (( إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم )) .. حتى و إن كانوا فئة قليلة ..
.. ، و قد عبر شكيب أرسلان عن هذا الذهول الذي أصاب الغرب من أحداث فتح الأندلس قائلا :
(( لو أن جيشا كان قوامه ثلاثمائة ألف مقاتل لما استطاع أن يحيط بالأندلس ، و لا أن يثخن فيها و يصنع ما صنعه موسى بن نصير و طارق بن زياد .. !! ))
.. ، أضف إلى ذلك ..
أن قائدا محنكا مثل طارق بن زياد لا يمكن أن يصدر منه مثل هذا الفعل الأحمق ، لأنه بذلك يلقي بالمسلمين في التهلكة ( و هذا لا يجوز شرعا ، و لا يتصور أن يسكت عليه علماء المسلمين في ذلك الزمان دون أن يستنكروه )
.. ، فالله سبحانه قد سمح في كتابه لجيش المسلمين أن ينسحب من القتال عند الضرورة .. إن كان متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة ..
.. ، و بناء على كل ما سبق ..
نستطيع أن نقول بملء الفم أن قصة حرق طارق بن زياد للسفن .. باطلة .. باطلة .. باطلة ..
حتى و إن اشتهرت في كتب التاريخ ، و زج بها في المناهج الدراسية لأبنائنا .. و لا حول و لا قوة إلا بالله .. !!
....... تابعونا ......
🎀 بسام محرم 🎀
✨ المرجع : كتاب ( قصة الأندلس ) للدكتور راغب السرجاني
#خلافة_الوليد ............... #فتح_الأندلس5
💦 (( حرق السفن )) 🔥
* و لكنك لم تحك لنا عن قصة حرق طارق بن زياد للسفن التي عبر بها المسلمون إلى الأندلس حتى يقطع عليهم خط الرجعة ، فيضطرهم للاستماتة في القتال .. حينما قال لهم مقولته الشهيرة :
(( العدو من أمامكم ، و البحر من خلفكم ، فليس لكم نجاة إلا بالسيوف )) .. ، فهذه هي القصة الأشهر ، بل الوحيدة التي نحفظها عن فتح الأندلس .. ، فلماذا لم تذكرها ... ؟!!!!
............. .............
** لم أذكرها لأنها ( قصة باطلة ) لا أصل لها ..
.. ، فقد فبركتها المصادر التاريخية ( الأوربية ) و أكدت على صحتها حتى يظهروا جنود المسلمين للعالم في صورة ( الجبناء ) الذين لا يمكنهم أن يقاتلوا ببسالة إلا إذا يئسوا من الفرار .. ، و هذا طبعا عكس الحقيقة تماما ، فالمسلمون مع طارق بن زياد كانوا أبطالا لا يخافون الموت ، بل يطلبونه في سبيل الله لينالوا شرف نشر الإسلام في ربوع الأرض ..
.. ، فقد تكون فكرة ( حرق السفن ) ، و ما يشبهها من الأفكار القاهرة للجنود مناسبة لغير المسلمين الذين يقاتلون من أجل الدنيا .. كما رأينا قادة الفرس و الروم يربطون جنودهم بالسلاسل في القادسية و اليرموك و نهاوند و غيرها من المعارك حتى يجبروهم على القتال باستماتة و يمنعوهم من الفرار .. و لكن أجدادنا المسلمين الأوائل لم يكونوا في حاجة إلى مثل تلك الأفكار الحمقاء ، فقد كانوا يتمنون الشهادة و يقاتلون من أجل منازل الفردوس العالية ..
.. ، و لم يستطع مؤرخو الغرب أن يفسروا كيف استطاع 12 ألف مسلم .. و معظمهم رجالة ( مشاة بلا خيول ) .. أن ينتصروا على جيش القوط الذي يبلغ عشرة أضعاف عدد المسلمين .. ، و في عقر دارهم ... ؟!!!!!!!
.. لقد كان شيئا مذهلا بكل المقاييس ...!!
.. ، فليس غريبا على هؤلاء الغربيين ألا يستوعبوا ما حدث ، فهم يحسبون الأمور بالحسابات المادية فقط ، و لا يريدون أن يفهموا معنى ( وعد الله ) الذي وعد عباده المؤمنين بالنصر و التمكين ، فقال (( إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم )) .. حتى و إن كانوا فئة قليلة ..
.. ، و قد عبر شكيب أرسلان عن هذا الذهول الذي أصاب الغرب من أحداث فتح الأندلس قائلا :
(( لو أن جيشا كان قوامه ثلاثمائة ألف مقاتل لما استطاع أن يحيط بالأندلس ، و لا أن يثخن فيها و يصنع ما صنعه موسى بن نصير و طارق بن زياد .. !! ))
.. ، أضف إلى ذلك ..
أن قائدا محنكا مثل طارق بن زياد لا يمكن أن يصدر منه مثل هذا الفعل الأحمق ، لأنه بذلك يلقي بالمسلمين في التهلكة ( و هذا لا يجوز شرعا ، و لا يتصور أن يسكت عليه علماء المسلمين في ذلك الزمان دون أن يستنكروه )
.. ، فالله سبحانه قد سمح في كتابه لجيش المسلمين أن ينسحب من القتال عند الضرورة .. إن كان متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة ..
.. ، و بناء على كل ما سبق ..
نستطيع أن نقول بملء الفم أن قصة حرق طارق بن زياد للسفن .. باطلة .. باطلة .. باطلة ..
حتى و إن اشتهرت في كتب التاريخ ، و زج بها في المناهج الدراسية لأبنائنا .. و لا حول و لا قوة إلا بالله .. !!
....... تابعونا ......
🎀 بسام محرم 🎀
✨ المرجع : كتاب ( قصة الأندلس ) للدكتور راغب السرجاني
#زمن_العزة
#خلافة_الوليد ....................... #فتح_الأندلس6
✨ (( العبور الثاني )) 🍂
* و تزامن وصول الأخبار السارة إلى قصر الخليفة بدمشق ..
.. ، فهذا رسول يأتي إلى أمير المؤمنين / الوليد بن عبد الملك ببشريات انتصار البطل الشاب / محمد بن القاسم الثقفي على ( داهر ) ملك السند و نجاحه المدهش في فتح بلاد السند و البنجال ..!!
.. ، و ذاك رسول آخر يحمل إليه رسالة النصر من بلاد المشرق و فيها أخبار الفتوحات التي حققها البطل / قتيبة بن مسلم في آسيا الصغرى ..
.. ، ثم تأتيه رسالة موسى بن نصير التي يبشره فيها بفتح الأندلس ، و يطلب منه المدد العاجل ..
.. ، فنهض أمير المؤمنين من على عرشه ، و خر ساجدا شكرا لله على ما تفضل به عليه إذ مكنه من إيصال نور الإسلام إلى ربوع الأرض ، و جعله سببا في دخول الآلاف المؤلفة من الناس في دين الله ..
.. ، و ما إن انتشر خبر فتح الأندلس في البلاد الإسلامية حتى توافدت على الشام أعداد كبيرة من المسلمين من العراق ، و من اليمن ، .. و غيرها من البلدان كلهم يريدون المشاركة مع موسى بن نصير في استكمال الفتوحات في بلاد الأندلس ..
............ ............. .............. ........
.. ، و وصل هذا المدد إلى القيروان ..
.. ، فاستقبلهم موسى بن نصير و جهز بهم جيشا قوامه 18 ألفا .. ، ثم انطلق بهم هذا الشيخ الكبير البطل .. الذي تجاوز الخامسة و السبعين من عمره .. ليعبروا مضيق جبل طارق .. ، فكان ذلك ( العبور الثاني ) بعد عام كامل من عبور طارق بن زياد و انتصاره في ( معركة وادي لكة ) ..
.. ، و كانت خطة موسى بن نصير أن يتحرك في بلاد الأندلس على خط سير غير هذا الذي سار عليه طارق بن زياد حتى يتمكن من فتح المدن التي لم يفتحها طارق ..
.. ، فتحرك موسى بن نصير في اتجاه الشمال و لكن من الطريق الغربي للأندلس ..
.. ، و تفاجأ أهل الأندلس بهذا الجيش الثاني الذي يخرج لهم من البحر .. ، فلم يتمالكوا أنفسهم من الهلع ، و أخذوا يفرون من أمام المسلمين و يتحصنون داخل حصونهم ..
.. ، و وصل موسى بن نصير بجيشه إلى ( إشبيلية ) و حاصرها حصارا شديدا ، فاستعصت عليه .. ، و طال أمد الحصار لعدة أشهر .. ، و لكن مع الصبر و حسن التوكل على الله تمكن من فتحها في شعبان سنة 94 هجرية ، و ترك أحد قادته واليا عليها ..
.. ، ثم انطلق موسى نحو مدن الأندلس الواقعة على الطريق الشمالي الغربي المودي إلى طليطلة ، و ذلك لأن طارق بن زياد .. كما عرفنا .. كان قد تسرع ليفتح العاصمة ( طليطلة ) دون أن يفتح تلك المدن التي كانت في ظهره ، و كانت بطبيعة الحال تشكل خطرا حقيقيا على جيشه ..
.. ، فنجح موسى بن نصير من فتح تلك المدن التي تركها طارق .. ، و في نفس الوقت أرسل ابنه ( عبد العزيز ) بجزء من الجيش ليفتح ( مدن البرتغال ) ..
.. ، فانطلق بطل الإسلام / عبد العزيز بن موسى بن نصير إلى ( لشبونة ) ففتحها .. ، ثم توغل في جهة الغرب حتى نجح في فتح مدن البرتغال بالكامل .. !!
........... ........... ............ ............
.. ، و في ذلك الوقت كان طارق بن زياد في العاصمة ( طليطلة ) ينتظر وصول موسى بن نصير ..
.. ، و طليطلة تقع في قلب بلاد الأندلس على مسافة حوالي 90 كيلو مترا من الجنوب الغربي لمدريد العاصمة الحالية لإسبانيا ..
.. ، و بعد عام كامل من الجهاد المتواصل وصل موسى بن نصير إلى طليطلة ، فاستقبله طارق بن زياد بحفاوة بالغة و لكن موسى عاتبه و عنفه على تهوره ..
.. و بذلك اتحد الجيشان ..
.. ، و تحركا سويا نحو الشمال .. إلى ( برشلونة ) .. ففتحاها ..
.. ، ثم فتحا مدينة ( سرقسطة ) .. ، و أخذت مدن الأندلس الشمالية تتساقط في أيدي المسلمين مدينة تلو الأخرى .. !!
.. ، ثم تحرك موسى بن نصير في الاتجاه الشمالي الشرقي حتى وصل إلى جبال البرانس ( و هي الحدود الطبيعية التي تفصل بين إسبانيا و فرنسا ) .. ، و هناك قام موسى بن نصير بعمل عسكري رائع يعد من مفاخره ، فقد قرر أن يغزو
( جنوب فرنسا ) رغم صعوبة الأمر .. ، فجهز سرية من جيشه و أمرهم بأن يجتازوا المخاطر و يعبروا سلسلة جبال البرانس ليرفعوا ليرفعوا راية الإسلام لأول مرة على أرض فرنسا .. !!
.. ، و بالفعل ..
نجحت تلك السرية أن تقتحم جبال البرانس حتى وصلت إلى مدينة ( أربونة ) الواقعة في جنوب غرب فرنسا على ساحل البحر المتوسط .. ، ففتحوها ..
.. ، و بذلك استطاع موسى بن نصير أن يضع نواة لمقاطعة إسلامية في جنوب غرب فرنسا ستكبر و تتسع رقعها مع الوقت .. كما سنرى إن شاء الله تعالى ...
.. ، ثم انطلق موسى بن نصير نحو الشمال الغربي ..
.. ، فيفتح كل مدينة مر عليها حتى وصل إلى منطقة الصخرة
( صخرة بلاي ) ، و هي على خليج ( بسكاي ) عند التقائه بالمحيط الأطلسي .. ، و تلك المنطقة في أقصى الشمال الغربي للأندلس هي التي توقفت عندها الفتوحات .. !!
.. ، و بذلك استطاع موسى بن نصير أن يفرض سيطرته على بلاد الأندلس بالكامل في
#خلافة_الوليد ....................... #فتح_الأندلس6
✨ (( العبور الثاني )) 🍂
* و تزامن وصول الأخبار السارة إلى قصر الخليفة بدمشق ..
.. ، فهذا رسول يأتي إلى أمير المؤمنين / الوليد بن عبد الملك ببشريات انتصار البطل الشاب / محمد بن القاسم الثقفي على ( داهر ) ملك السند و نجاحه المدهش في فتح بلاد السند و البنجال ..!!
.. ، و ذاك رسول آخر يحمل إليه رسالة النصر من بلاد المشرق و فيها أخبار الفتوحات التي حققها البطل / قتيبة بن مسلم في آسيا الصغرى ..
.. ، ثم تأتيه رسالة موسى بن نصير التي يبشره فيها بفتح الأندلس ، و يطلب منه المدد العاجل ..
.. ، فنهض أمير المؤمنين من على عرشه ، و خر ساجدا شكرا لله على ما تفضل به عليه إذ مكنه من إيصال نور الإسلام إلى ربوع الأرض ، و جعله سببا في دخول الآلاف المؤلفة من الناس في دين الله ..
.. ، و ما إن انتشر خبر فتح الأندلس في البلاد الإسلامية حتى توافدت على الشام أعداد كبيرة من المسلمين من العراق ، و من اليمن ، .. و غيرها من البلدان كلهم يريدون المشاركة مع موسى بن نصير في استكمال الفتوحات في بلاد الأندلس ..
............ ............. .............. ........
.. ، و وصل هذا المدد إلى القيروان ..
.. ، فاستقبلهم موسى بن نصير و جهز بهم جيشا قوامه 18 ألفا .. ، ثم انطلق بهم هذا الشيخ الكبير البطل .. الذي تجاوز الخامسة و السبعين من عمره .. ليعبروا مضيق جبل طارق .. ، فكان ذلك ( العبور الثاني ) بعد عام كامل من عبور طارق بن زياد و انتصاره في ( معركة وادي لكة ) ..
.. ، و كانت خطة موسى بن نصير أن يتحرك في بلاد الأندلس على خط سير غير هذا الذي سار عليه طارق بن زياد حتى يتمكن من فتح المدن التي لم يفتحها طارق ..
.. ، فتحرك موسى بن نصير في اتجاه الشمال و لكن من الطريق الغربي للأندلس ..
.. ، و تفاجأ أهل الأندلس بهذا الجيش الثاني الذي يخرج لهم من البحر .. ، فلم يتمالكوا أنفسهم من الهلع ، و أخذوا يفرون من أمام المسلمين و يتحصنون داخل حصونهم ..
.. ، و وصل موسى بن نصير بجيشه إلى ( إشبيلية ) و حاصرها حصارا شديدا ، فاستعصت عليه .. ، و طال أمد الحصار لعدة أشهر .. ، و لكن مع الصبر و حسن التوكل على الله تمكن من فتحها في شعبان سنة 94 هجرية ، و ترك أحد قادته واليا عليها ..
.. ، ثم انطلق موسى نحو مدن الأندلس الواقعة على الطريق الشمالي الغربي المودي إلى طليطلة ، و ذلك لأن طارق بن زياد .. كما عرفنا .. كان قد تسرع ليفتح العاصمة ( طليطلة ) دون أن يفتح تلك المدن التي كانت في ظهره ، و كانت بطبيعة الحال تشكل خطرا حقيقيا على جيشه ..
.. ، فنجح موسى بن نصير من فتح تلك المدن التي تركها طارق .. ، و في نفس الوقت أرسل ابنه ( عبد العزيز ) بجزء من الجيش ليفتح ( مدن البرتغال ) ..
.. ، فانطلق بطل الإسلام / عبد العزيز بن موسى بن نصير إلى ( لشبونة ) ففتحها .. ، ثم توغل في جهة الغرب حتى نجح في فتح مدن البرتغال بالكامل .. !!
........... ........... ............ ............
.. ، و في ذلك الوقت كان طارق بن زياد في العاصمة ( طليطلة ) ينتظر وصول موسى بن نصير ..
.. ، و طليطلة تقع في قلب بلاد الأندلس على مسافة حوالي 90 كيلو مترا من الجنوب الغربي لمدريد العاصمة الحالية لإسبانيا ..
.. ، و بعد عام كامل من الجهاد المتواصل وصل موسى بن نصير إلى طليطلة ، فاستقبله طارق بن زياد بحفاوة بالغة و لكن موسى عاتبه و عنفه على تهوره ..
.. و بذلك اتحد الجيشان ..
.. ، و تحركا سويا نحو الشمال .. إلى ( برشلونة ) .. ففتحاها ..
.. ، ثم فتحا مدينة ( سرقسطة ) .. ، و أخذت مدن الأندلس الشمالية تتساقط في أيدي المسلمين مدينة تلو الأخرى .. !!
.. ، ثم تحرك موسى بن نصير في الاتجاه الشمالي الشرقي حتى وصل إلى جبال البرانس ( و هي الحدود الطبيعية التي تفصل بين إسبانيا و فرنسا ) .. ، و هناك قام موسى بن نصير بعمل عسكري رائع يعد من مفاخره ، فقد قرر أن يغزو
( جنوب فرنسا ) رغم صعوبة الأمر .. ، فجهز سرية من جيشه و أمرهم بأن يجتازوا المخاطر و يعبروا سلسلة جبال البرانس ليرفعوا ليرفعوا راية الإسلام لأول مرة على أرض فرنسا .. !!
.. ، و بالفعل ..
نجحت تلك السرية أن تقتحم جبال البرانس حتى وصلت إلى مدينة ( أربونة ) الواقعة في جنوب غرب فرنسا على ساحل البحر المتوسط .. ، ففتحوها ..
.. ، و بذلك استطاع موسى بن نصير أن يضع نواة لمقاطعة إسلامية في جنوب غرب فرنسا ستكبر و تتسع رقعها مع الوقت .. كما سنرى إن شاء الله تعالى ...
.. ، ثم انطلق موسى بن نصير نحو الشمال الغربي ..
.. ، فيفتح كل مدينة مر عليها حتى وصل إلى منطقة الصخرة
( صخرة بلاي ) ، و هي على خليج ( بسكاي ) عند التقائه بالمحيط الأطلسي .. ، و تلك المنطقة في أقصى الشمال الغربي للأندلس هي التي توقفت عندها الفتوحات .. !!
.. ، و بذلك استطاع موسى بن نصير أن يفرض سيطرته على بلاد الأندلس بالكامل في
#زمن_العزة
#خلافة_الوليد ........ #فتح_الأندلس7
📌 (( أوامر عليا ... )) 👑
* كان البطل .. الشيخ السبعيني / موسى بن نصير يطمح إلى استكمال الفتوحات على الأراضي الأوربية بعد أن وفقه الله تعالى في فتح الأندلس .. كان يريد أن يفتح إيطاليا .. ثم يوغسلافيا .. ثم رومانيا .. ثم بلغاريا .. حتى يصل إلى القسطنطينية في تركيا فينال الشرف بفتحها من جهتها الغربية ، لأن كل المحاولات التي قام بها المسلمون لفتح القسطنطينية من جهة الشرق .. منذ خلافة سيدنا / معاوية و حتى وقتهم هذا .. قد باءت بالفشل .. !!
.. ، فالشيخ البطل يريد أن يموت على أرض الجهاد ليلقى ربه بغبار المعارك .. ، و لكن ( الأوامر العليا ) جاءته من قبل
أمير المؤمنين / الوليد بن عبد الملك بوقف الفتوحات عند هذا الحد ، و بالعودة فورا إلى دمشق ... !!!
... لماذا ..... ؟!!!!!!!!!
.. لأن الوليد بن عبد الملك كان شديد القلق على الجيش الإسلامي بعد توغله الشديد في بلاد الأندلس ووصوله إلى ( فرنسا ) .. ، فقد كان يخشى أن تحتشد قوى النصارى فيلتفوا حول المسلمين و يقطعوا عنهم خطوط الإمدادات العسكرية ، فيتمكنوا بذلك من إبادتهم بالكامل ...
.. ، و حزن موسى بن نصير حزنا شديدا على ( حلم حياته ) الذي لم يكتمل ، و لكنه اضطر هو و طارق بن زياد أن يستجيبا للأوامر العليا ، و أن يعودا فورا إلى دمشق ... !!
.. ، و قبل أن يخرج موسى من بلاد الأندلس ترك لأهلها
( هدية ثمينة ) .. ترك لهم ابنه .. البطل المجاهد التقي /
( عبد العزيز بن موسى ) ليكون واليا على الأندلس من بعده
.. ، و كان ( عبد العزيز بن موسى ) مثل أبيه ..
كان رجلا ورعا ذا دين .. ، و خلق حسن ، و سيرة عطرة ..
كان صواما قواما .. شجاعا عاشقا للجهاد في سبيل الله ..
.. و لا نزكيه و أباه على الله تعالى ..
تولى عبد العزيز أمر الأندلس فضبتها و سدد أمورها ، و أصلح معيشة أهلها ، و حمى ثغورها ..
.. ، و كان يخرج بنفسه للجهاد و استكمال الفتوحات ..
.. ، و لكنه لم يعش بعد توليه أمر الأندلس أكثر من عامين حيث قتل في ( إشبيلية ) .. رحمة الله عليه ...
.............. .............. ...............
عاد ( موسى بن نصير ) إلى دمشق مهموما حزينا ، و كان يدعو ربه فيقول :
(( اللهم إن كنت تريد لي الحياة فأعدني إلى
أرض الجهاد و أمتني على الشهادة ..
.. ، و إن كنت تريد لي غير ذلك فأمتني
في مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم ))
.. ، فاستجاب الله دعاءه ..
.. فقد خرج بعدها لأداء مناسك الحج .. ، ثم زار المدينة المنورة ففاضت روحه فيها ، و دفن في البقيع بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ، بعد أن قضي أربعين سنة من حياته في جهاد متواصل ليوصل ( دين الحق ) إلى أجيالنا ( البائسة ) التى أضاع أبناءها الصلاة و اتبعوا الشهوات و نسوا تضحيات هؤلاء العظماء في تاريخنا المجبد ... !!!!
💞 أولئك آبائي .. فجئني بمثلهم 💞
........ تابعونا .........
🎀 بسام محرم 🎀
✨ المرجع : ( قصة الأندلس ) للدكتور راغب السرجاني ✨
#خلافة_الوليد ........ #فتح_الأندلس7
📌 (( أوامر عليا ... )) 👑
* كان البطل .. الشيخ السبعيني / موسى بن نصير يطمح إلى استكمال الفتوحات على الأراضي الأوربية بعد أن وفقه الله تعالى في فتح الأندلس .. كان يريد أن يفتح إيطاليا .. ثم يوغسلافيا .. ثم رومانيا .. ثم بلغاريا .. حتى يصل إلى القسطنطينية في تركيا فينال الشرف بفتحها من جهتها الغربية ، لأن كل المحاولات التي قام بها المسلمون لفتح القسطنطينية من جهة الشرق .. منذ خلافة سيدنا / معاوية و حتى وقتهم هذا .. قد باءت بالفشل .. !!
.. ، فالشيخ البطل يريد أن يموت على أرض الجهاد ليلقى ربه بغبار المعارك .. ، و لكن ( الأوامر العليا ) جاءته من قبل
أمير المؤمنين / الوليد بن عبد الملك بوقف الفتوحات عند هذا الحد ، و بالعودة فورا إلى دمشق ... !!!
... لماذا ..... ؟!!!!!!!!!
.. لأن الوليد بن عبد الملك كان شديد القلق على الجيش الإسلامي بعد توغله الشديد في بلاد الأندلس ووصوله إلى ( فرنسا ) .. ، فقد كان يخشى أن تحتشد قوى النصارى فيلتفوا حول المسلمين و يقطعوا عنهم خطوط الإمدادات العسكرية ، فيتمكنوا بذلك من إبادتهم بالكامل ...
.. ، و حزن موسى بن نصير حزنا شديدا على ( حلم حياته ) الذي لم يكتمل ، و لكنه اضطر هو و طارق بن زياد أن يستجيبا للأوامر العليا ، و أن يعودا فورا إلى دمشق ... !!
.. ، و قبل أن يخرج موسى من بلاد الأندلس ترك لأهلها
( هدية ثمينة ) .. ترك لهم ابنه .. البطل المجاهد التقي /
( عبد العزيز بن موسى ) ليكون واليا على الأندلس من بعده
.. ، و كان ( عبد العزيز بن موسى ) مثل أبيه ..
كان رجلا ورعا ذا دين .. ، و خلق حسن ، و سيرة عطرة ..
كان صواما قواما .. شجاعا عاشقا للجهاد في سبيل الله ..
.. و لا نزكيه و أباه على الله تعالى ..
تولى عبد العزيز أمر الأندلس فضبتها و سدد أمورها ، و أصلح معيشة أهلها ، و حمى ثغورها ..
.. ، و كان يخرج بنفسه للجهاد و استكمال الفتوحات ..
.. ، و لكنه لم يعش بعد توليه أمر الأندلس أكثر من عامين حيث قتل في ( إشبيلية ) .. رحمة الله عليه ...
.............. .............. ...............
عاد ( موسى بن نصير ) إلى دمشق مهموما حزينا ، و كان يدعو ربه فيقول :
(( اللهم إن كنت تريد لي الحياة فأعدني إلى
أرض الجهاد و أمتني على الشهادة ..
.. ، و إن كنت تريد لي غير ذلك فأمتني
في مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم ))
.. ، فاستجاب الله دعاءه ..
.. فقد خرج بعدها لأداء مناسك الحج .. ، ثم زار المدينة المنورة ففاضت روحه فيها ، و دفن في البقيع بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ، بعد أن قضي أربعين سنة من حياته في جهاد متواصل ليوصل ( دين الحق ) إلى أجيالنا ( البائسة ) التى أضاع أبناءها الصلاة و اتبعوا الشهوات و نسوا تضحيات هؤلاء العظماء في تاريخنا المجبد ... !!!!
💞 أولئك آبائي .. فجئني بمثلهم 💞
........ تابعونا .........
🎀 بسام محرم 🎀
✨ المرجع : ( قصة الأندلس ) للدكتور راغب السرجاني ✨