#زمن_العزة
#خلافة_الوليد ............... #العصر_الذهبي5
💞 (( مسلمة بن عبد الملك _ 2 )) 🌿
* كان مسلمة بن عبد الملك في إحدى غزواته على رأس جيش للمسلمين يحاصرون قلعة عظيمة للروم .. ، و لكن القلعة استعصت على المسلمين .. ، و كان جنود الروم يقذفون جيش المسلمين من أعلاها ، فازداد التعب و الجهد على جنود المسلمين .. ، و بدا الكثير منهم يشعرون بالإحباط و باستحالة فتح تلك القلعة الحصينة ..
.. ، و في إحدى الليالي قام جندي مسلم متخفيا ، فخرج من المعسكر وحده و اقترب من أسوار القلعة .. ، و أخذ يبحث عن أي نفق أو ثغرة تسمح بالدخول إلى داخل القلعة ..
.. ، فلم يجد .. !!
.. ، فقرر أن يقوم بعملية فدائية .. لعلها تنجح ..
.. تحرك حتى وصل باب القلعة ، و أخذ ينقب فيه و ينقب طوال الليل ، و هو يعلم جيدا أنها ستكون نهايته لو شعر به أحد من داخل القلعة ..
.. ، و لكنه بذل نفسه لله رجاء أن ينصرهم ..
.. ، و استطاع في النهاية أن يحدث نقبا صغيرا في الباب
.. ، و لم يشعر به أحد من جند الرومان .. ، فقد كانوا على ثقة كاملة من أن المسلمين يستحيل أن يفتحوا تلك القلعة المنيعة ، فكانوا ينامون و هم مطمئنون تماما .. ، و ربما أهملوا الحراسة الليلية ...
.. ، و بعد أن أنهى ( صاحب النقب ) مهمته رجع إلى معسكر المسلمين ، و بات بينهم دون أن يخبر أحدا منهم بما فعل ... !!
............. ................ .................
.. ، و في الصباح الباكر ...
تأهب المسلمون للقتال كعادتهم ..
.. ، و قبل بدء القتال تسلل ( صاحب النقب ) من بينهم و هو ملثم .. ، و توجه مباشرة نحو باب القلعة ، و دخل من النقب الذي أحدثه .. ، و تمكن من فتح الباب ..
.. ، فتدافع المسلمون و اقتحموا القلعة .. ، و ما هي إلا لحظات حتى سمع جند الرومان أصوات تكبيرات المسلمين على أسوار قلعتهم و داخل ساحتها .. ، فحاولوا أن يدافعوا عن أنفسهم ما استطاعوا .. ، و لكن عنصر المفاجأة جعل كفة المعركة ترجح في صالح المسلمين ..
.. ، و تحقق لهم النصر ببركة إخلاص ( صاحب النقب ) .. !!
.. ، و بعد المعركة جمع أمير الجيش / مسلمة بن عبدالملك جنوده ، و نادى فيهم بأعلى صوته :
(( من هذا البطل الذي أحدث النقب في باب القلعة ..؟!!
.. ، فليخرج لنكافئه .. ، فقد تحقق النصر بسببه ))
.. ، فلم يخرج أحد .... !!
.. ، فقد كان ( صاحب النقب ) يريد أن يجعلها ( لله ) ، و خشي أن تتغير نيته بسبب الشهرة و التكريم و المكافآت ..
.. ، و كان الخليفة / الوليد بن عبد الملك يجزل العطاء للقادة و الجنود المتميزين ..
.. ، فعاد مسلمة للنداء مرة أخرى :
( من أحدث النقب فليخرج )
.. ، فلم يخرج له أحد ... !!!
.. ، و في اليوم التالي وقف مسلمة في جنده ، وأعاد نفس النداء .. ، فلم يخرج له صاحب النقب .. !!
.. ، فتعجب مسلمة بن عبد الملك من هذا الموقف الغريب .. !!
.. ، و في اليوم الثالث ..
وقف مسلمة في جنده مرة أخرى .. ، و نادى قائلا :
(( أقسمت على من أحدث النقب أن يأتيني في أي وقت شاء من ليل أو نهار ))
.. ، و ساعتها شعر صاحب النقب بالحرج .. ، فأمير الجيش قد أقسم عليه ، و عليه أن يبر قسمه ..
.. ، لذلك اضطر صاحب النقب أن يذهب إلى
مسلمة بن عبد الملك في خيمته ..
.. ، و لكنه ذهب إليه في ظلمة الليل ، و كان ملثما .. !!
.. ، فلما دخل عليه و هو جالس في خيمته سأله مسلمة مباشرة : (( أنت صاحب النقب ... ؟!!! ))
.. ، فرد عليه قائلا :
(( إن صاحب النقب يريد أن يبر قسم أميره ، و لكن لديه ثلاثة شروط حتى يلبي الطلب ))
.. ، فسأله مسلمة متعجبا : (( و ما هي .. ؟! ))
.. ، فقال له :
(( ألا تسأله عن اسمه .. ، و ألا تأمر له بعطاء ..
.. ، و ألا تخبر الخليفة بأمره ))
.. ، فقال له مسلمة : (( له ما طلب ))
.. ، فقال : (( أنا صاحب النقب ))
.. ، ثم عاد أدراجه مسرعا .. ، واختفى بين خيام الجيش ..!!
.. ، و هنا استصغر مسلمة بن عبد الملك ما قدمه من بذل و جهاد و تضحيات طيلة خمسين عاما أمام تجرد و إخلاص ذلك الجندي الصغير (( صاحب النقب )) .. ، فدمعت عيناه و تلا قول الله تعالى :
(( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ))
.. ، و كان ( مسلمة ) بعد ذلك يقول في دعائه :
(( اللهم احشرني مع صاحب النقب ))
.. ، ذلك الجندي المجهول لم يذكر التاريخ اسمه ، و لم يعرفه المسلمون .. ، و لكن يكفيه أن الله يعلمه ..
.......... ........... ............... ..........
.... إخواني ..
اجعلوا بينكم وبين الله خبيئة من عمل صالح ينفعكم يوم القيامة ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
💞 إن لم يكن لله فعلك خالصا
فكل بنـاء قد بنيت خـراب 💞
......... تابعونا .....
#خلافة_الوليد ............... #العصر_الذهبي5
💞 (( مسلمة بن عبد الملك _ 2 )) 🌿
* كان مسلمة بن عبد الملك في إحدى غزواته على رأس جيش للمسلمين يحاصرون قلعة عظيمة للروم .. ، و لكن القلعة استعصت على المسلمين .. ، و كان جنود الروم يقذفون جيش المسلمين من أعلاها ، فازداد التعب و الجهد على جنود المسلمين .. ، و بدا الكثير منهم يشعرون بالإحباط و باستحالة فتح تلك القلعة الحصينة ..
.. ، و في إحدى الليالي قام جندي مسلم متخفيا ، فخرج من المعسكر وحده و اقترب من أسوار القلعة .. ، و أخذ يبحث عن أي نفق أو ثغرة تسمح بالدخول إلى داخل القلعة ..
.. ، فلم يجد .. !!
.. ، فقرر أن يقوم بعملية فدائية .. لعلها تنجح ..
.. تحرك حتى وصل باب القلعة ، و أخذ ينقب فيه و ينقب طوال الليل ، و هو يعلم جيدا أنها ستكون نهايته لو شعر به أحد من داخل القلعة ..
.. ، و لكنه بذل نفسه لله رجاء أن ينصرهم ..
.. ، و استطاع في النهاية أن يحدث نقبا صغيرا في الباب
.. ، و لم يشعر به أحد من جند الرومان .. ، فقد كانوا على ثقة كاملة من أن المسلمين يستحيل أن يفتحوا تلك القلعة المنيعة ، فكانوا ينامون و هم مطمئنون تماما .. ، و ربما أهملوا الحراسة الليلية ...
.. ، و بعد أن أنهى ( صاحب النقب ) مهمته رجع إلى معسكر المسلمين ، و بات بينهم دون أن يخبر أحدا منهم بما فعل ... !!
............. ................ .................
.. ، و في الصباح الباكر ...
تأهب المسلمون للقتال كعادتهم ..
.. ، و قبل بدء القتال تسلل ( صاحب النقب ) من بينهم و هو ملثم .. ، و توجه مباشرة نحو باب القلعة ، و دخل من النقب الذي أحدثه .. ، و تمكن من فتح الباب ..
.. ، فتدافع المسلمون و اقتحموا القلعة .. ، و ما هي إلا لحظات حتى سمع جند الرومان أصوات تكبيرات المسلمين على أسوار قلعتهم و داخل ساحتها .. ، فحاولوا أن يدافعوا عن أنفسهم ما استطاعوا .. ، و لكن عنصر المفاجأة جعل كفة المعركة ترجح في صالح المسلمين ..
.. ، و تحقق لهم النصر ببركة إخلاص ( صاحب النقب ) .. !!
.. ، و بعد المعركة جمع أمير الجيش / مسلمة بن عبدالملك جنوده ، و نادى فيهم بأعلى صوته :
(( من هذا البطل الذي أحدث النقب في باب القلعة ..؟!!
.. ، فليخرج لنكافئه .. ، فقد تحقق النصر بسببه ))
.. ، فلم يخرج أحد .... !!
.. ، فقد كان ( صاحب النقب ) يريد أن يجعلها ( لله ) ، و خشي أن تتغير نيته بسبب الشهرة و التكريم و المكافآت ..
.. ، و كان الخليفة / الوليد بن عبد الملك يجزل العطاء للقادة و الجنود المتميزين ..
.. ، فعاد مسلمة للنداء مرة أخرى :
( من أحدث النقب فليخرج )
.. ، فلم يخرج له أحد ... !!!
.. ، و في اليوم التالي وقف مسلمة في جنده ، وأعاد نفس النداء .. ، فلم يخرج له صاحب النقب .. !!
.. ، فتعجب مسلمة بن عبد الملك من هذا الموقف الغريب .. !!
.. ، و في اليوم الثالث ..
وقف مسلمة في جنده مرة أخرى .. ، و نادى قائلا :
(( أقسمت على من أحدث النقب أن يأتيني في أي وقت شاء من ليل أو نهار ))
.. ، و ساعتها شعر صاحب النقب بالحرج .. ، فأمير الجيش قد أقسم عليه ، و عليه أن يبر قسمه ..
.. ، لذلك اضطر صاحب النقب أن يذهب إلى
مسلمة بن عبد الملك في خيمته ..
.. ، و لكنه ذهب إليه في ظلمة الليل ، و كان ملثما .. !!
.. ، فلما دخل عليه و هو جالس في خيمته سأله مسلمة مباشرة : (( أنت صاحب النقب ... ؟!!! ))
.. ، فرد عليه قائلا :
(( إن صاحب النقب يريد أن يبر قسم أميره ، و لكن لديه ثلاثة شروط حتى يلبي الطلب ))
.. ، فسأله مسلمة متعجبا : (( و ما هي .. ؟! ))
.. ، فقال له :
(( ألا تسأله عن اسمه .. ، و ألا تأمر له بعطاء ..
.. ، و ألا تخبر الخليفة بأمره ))
.. ، فقال له مسلمة : (( له ما طلب ))
.. ، فقال : (( أنا صاحب النقب ))
.. ، ثم عاد أدراجه مسرعا .. ، واختفى بين خيام الجيش ..!!
.. ، و هنا استصغر مسلمة بن عبد الملك ما قدمه من بذل و جهاد و تضحيات طيلة خمسين عاما أمام تجرد و إخلاص ذلك الجندي الصغير (( صاحب النقب )) .. ، فدمعت عيناه و تلا قول الله تعالى :
(( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ))
.. ، و كان ( مسلمة ) بعد ذلك يقول في دعائه :
(( اللهم احشرني مع صاحب النقب ))
.. ، ذلك الجندي المجهول لم يذكر التاريخ اسمه ، و لم يعرفه المسلمون .. ، و لكن يكفيه أن الله يعلمه ..
.......... ........... ............... ..........
.... إخواني ..
اجعلوا بينكم وبين الله خبيئة من عمل صالح ينفعكم يوم القيامة ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
💞 إن لم يكن لله فعلك خالصا
فكل بنـاء قد بنيت خـراب 💞
......... تابعونا .....