#تاريخ_اليمن
تاريخ اليمن خلال القرن الحادي عشر = تاريخ طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى
ثمَّ أَن صفي الْإِسْلَام تجرد تجرد الحسام وعب عبة الْبَحْر اللهام فانفصل عَن #حجر وطلع الْعقبَة وَقد قدم بعض عيونه ليسبرأ حوال الطَّرِيق فَلَمَّا استقروا بِأَعْلَى الْعقبَة شارفوا على إِدْرَاك بعض الطّلبَة فَانْهَزَمَ من أَعْلَاهَا أول مقدمي السُّلْطَان فمهد لمن بعده هَذَا الفعال وصنعوا صَنِيعَة حَذْو النِّعَال بالنعال واستولوا على خزانته وأزواده وذخيرته وأمداده وَهَذَا الْمحل هُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ #ريدة #بامسدوس وَعند ذَلِك طلعت على الصفي طلائع الإنتصار وتواترت إِلَيْهِ قبائل تِلْكَ الأقطار ثمَّ تقدم إِلَى بِلَاد #الهجرين وَلم يبْق بَينه
وَبَين السُّلْطَان غير مَسَافَة يَوْمَيْنِ وَهُوَ يَوْمئِذٍ فِي #هينن فَتَلقاهُ الحضارم ركبانا وَرِجَاله وقاتلوا عَن منصب سلطانهم لَا محَالة فأطلقت عَلَيْهِم الرصاص المذابة وَوجه إِلَيْهِم الردى أَسبَابه فَخر مِنْهُم جماعات للجنوب وَانْهَزَمَ أَكْثَرهم إِلَى الأودية والشعوب وَانْهَزَمَ السُّلْطَان من #هينن إِلَى #شبام وَقد طوى عَنهُ بِسَاط الْأَحْكَام وَحل عَنهُ تَاج الْحل والإبرام وأدبرت عَنهُ ريح النَّصْر وَكَاد أَن يلقى يَوْم بدر فَدخل الصفي #هينن بِمن مَعَه من الرِّجَال والفرسان واستلم الْبيعَة للْإِمَام واغتنم ذخائر السُّلْطَان ثمَّ عطف الصفي على #شبام فَخرج عَنهُ السُّلْطَان إِلَى مَحل يُقَال لَهُ #شنافر وامتثل نصفه الآخر امْتِثَال الْمَأْمُور للْآمِر فَدخل الصفي #شبام وَهِي عين فِي مداين الْإِسْلَام وَاسْتولى بهَا على منَازِل ذَلِك الْبَدْر وَنسي أَصْحَابه مَا قاسوه فِي أَيَّام حجر وَلما سقط فِي يَد السُّلْطَان رَجَعَ إِلَى الطَّاعَة بعد الْعِصْيَان وصلحت الْأَحْوَال وَعَاد الصفي فِي أنعم بَال وَأطيب فال
تاريخ اليمن خلال القرن الحادي عشر = تاريخ طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى
ثمَّ أَن صفي الْإِسْلَام تجرد تجرد الحسام وعب عبة الْبَحْر اللهام فانفصل عَن #حجر وطلع الْعقبَة وَقد قدم بعض عيونه ليسبرأ حوال الطَّرِيق فَلَمَّا استقروا بِأَعْلَى الْعقبَة شارفوا على إِدْرَاك بعض الطّلبَة فَانْهَزَمَ من أَعْلَاهَا أول مقدمي السُّلْطَان فمهد لمن بعده هَذَا الفعال وصنعوا صَنِيعَة حَذْو النِّعَال بالنعال واستولوا على خزانته وأزواده وذخيرته وأمداده وَهَذَا الْمحل هُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ #ريدة #بامسدوس وَعند ذَلِك طلعت على الصفي طلائع الإنتصار وتواترت إِلَيْهِ قبائل تِلْكَ الأقطار ثمَّ تقدم إِلَى بِلَاد #الهجرين وَلم يبْق بَينه
وَبَين السُّلْطَان غير مَسَافَة يَوْمَيْنِ وَهُوَ يَوْمئِذٍ فِي #هينن فَتَلقاهُ الحضارم ركبانا وَرِجَاله وقاتلوا عَن منصب سلطانهم لَا محَالة فأطلقت عَلَيْهِم الرصاص المذابة وَوجه إِلَيْهِم الردى أَسبَابه فَخر مِنْهُم جماعات للجنوب وَانْهَزَمَ أَكْثَرهم إِلَى الأودية والشعوب وَانْهَزَمَ السُّلْطَان من #هينن إِلَى #شبام وَقد طوى عَنهُ بِسَاط الْأَحْكَام وَحل عَنهُ تَاج الْحل والإبرام وأدبرت عَنهُ ريح النَّصْر وَكَاد أَن يلقى يَوْم بدر فَدخل الصفي #هينن بِمن مَعَه من الرِّجَال والفرسان واستلم الْبيعَة للْإِمَام واغتنم ذخائر السُّلْطَان ثمَّ عطف الصفي على #شبام فَخرج عَنهُ السُّلْطَان إِلَى مَحل يُقَال لَهُ #شنافر وامتثل نصفه الآخر امْتِثَال الْمَأْمُور للْآمِر فَدخل الصفي #شبام وَهِي عين فِي مداين الْإِسْلَام وَاسْتولى بهَا على منَازِل ذَلِك الْبَدْر وَنسي أَصْحَابه مَا قاسوه فِي أَيَّام حجر وَلما سقط فِي يَد السُّلْطَان رَجَعَ إِلَى الطَّاعَة بعد الْعِصْيَان وصلحت الْأَحْوَال وَعَاد الصفي فِي أنعم بَال وَأطيب فال
#إدام_القوت
وقال الشّيخ عمر بن صالح #بن_هرهرة ، يصف مخرجه من جبل #يافع إلى #حضرموت سنة (١١١٧ ه) : (وكان مرورنا في وادي #المشاجرة ، وهو كثير الأشجار والأنهار ، وحواليه الحصون باليمين واليسار ، وقد اعترضونا وقالوا : لا نمكّن دولة (١) من العبور في وادينا ، فطلبنا عقلاءهم ومشايخهم ، فأرضيناهم وخلعنا عليهم ، فأذنوا لنا بالمرور ، وكان خروجنا إلى #الضّليعة) اه
ووادي المشاجرة هو وادي #يبعث ، فإيّاه يعني الشّيخ عمر بن صالح ، وإليه يشير ، وقد سلكه سيّدي العلّامة الجليل ، الحسن بن عبد الله #الحدّاد ، سنة (١١٤٨ ه) ، ونزل به على محبّيه #آل_بحيث.
الضّليعة (٢)
هي قاعدة #ريدة_الدّيّن ، بينها وبين يبعث الواقع في غربيّها مسيرة يوم ، وكان يقال لها : #ريدة_أرضين ، ثمّ قيل : ريدة الدّيّن ، نسبة إلى سكّانها المتأخّرين (٣).
______
(١) أي : حاكم ، باللهجة المحليّة.
(٢) والضّليعة اليوم مركز إداريّ من مديرّية دوعن أعلى وادي حضرموت ، يشتمل على قرى وضياع كثيرة ؛ منها : بريّرة ، براورة ، ضراك ، ضرّيكة ، الكريف ، سحك ، الثجر ، الوليجة ، #عتود ، حصن باجعيم ، الخليف ، #القويرة ، النجيدين.
(٣) ريدة الدّيّن : منطقة في المرتفعات الواقعة ما بين وادي #دوعن ووادي #عمد ، وهي صحارى جبليّة ، تتخلّلها شروج ومسيلات ماء صغيرة ، تنحدر منها مياه الأمطار إلى الجروب الّتي يزرعونها. ومن قراها : شرج الأبيضين ، الوليجات ، كيدام ، #بامسدوس ، والدّيّن هم حلف يتألف من ثلاثة أصول : كندة ، وحمير ، و #أجاردة.
وفي ريدة الدّيّن كثير من المشايخ آل #العموديّ. قال صاحب «الشامل» عندما بدأ يتكلم عن جغرافيّة وادي دوعن قال : وقد ذكرنا أودية الوادي الأيسر وأودية الأيمن الشّرقيّة ، والشّرقيّة الجنوبيّة ، وبقيت أوديته الغربيّة والغربيّة الجنوبيّة ، وهي الّتي تسيل إلى الواديين العظيمين وادي حموضة ووادي #النّبي. وهما يصبّان في الوادي الأكبر ل (دوعن) من الجهة الغربيّة.
فمن النّاحية الجنوبيّة : تبتدىء الوديان من جبل الحسو بكسر فسكون. ومن الغربيّة : من الشراقي ، أي من شرقي ريدة الدّيّن .. فإن ما كان إلى الغرب ناحية #حجر يصب إليها ، وما كان شماليّا غربيّا يسيل إلى الشّعبة ، وما كان شرقيّا يسيل إلى دوعن.
وقال الشّيخ عمر بن صالح #بن_هرهرة ، يصف مخرجه من جبل #يافع إلى #حضرموت سنة (١١١٧ ه) : (وكان مرورنا في وادي #المشاجرة ، وهو كثير الأشجار والأنهار ، وحواليه الحصون باليمين واليسار ، وقد اعترضونا وقالوا : لا نمكّن دولة (١) من العبور في وادينا ، فطلبنا عقلاءهم ومشايخهم ، فأرضيناهم وخلعنا عليهم ، فأذنوا لنا بالمرور ، وكان خروجنا إلى #الضّليعة) اه
ووادي المشاجرة هو وادي #يبعث ، فإيّاه يعني الشّيخ عمر بن صالح ، وإليه يشير ، وقد سلكه سيّدي العلّامة الجليل ، الحسن بن عبد الله #الحدّاد ، سنة (١١٤٨ ه) ، ونزل به على محبّيه #آل_بحيث.
الضّليعة (٢)
هي قاعدة #ريدة_الدّيّن ، بينها وبين يبعث الواقع في غربيّها مسيرة يوم ، وكان يقال لها : #ريدة_أرضين ، ثمّ قيل : ريدة الدّيّن ، نسبة إلى سكّانها المتأخّرين (٣).
______
(١) أي : حاكم ، باللهجة المحليّة.
(٢) والضّليعة اليوم مركز إداريّ من مديرّية دوعن أعلى وادي حضرموت ، يشتمل على قرى وضياع كثيرة ؛ منها : بريّرة ، براورة ، ضراك ، ضرّيكة ، الكريف ، سحك ، الثجر ، الوليجة ، #عتود ، حصن باجعيم ، الخليف ، #القويرة ، النجيدين.
(٣) ريدة الدّيّن : منطقة في المرتفعات الواقعة ما بين وادي #دوعن ووادي #عمد ، وهي صحارى جبليّة ، تتخلّلها شروج ومسيلات ماء صغيرة ، تنحدر منها مياه الأمطار إلى الجروب الّتي يزرعونها. ومن قراها : شرج الأبيضين ، الوليجات ، كيدام ، #بامسدوس ، والدّيّن هم حلف يتألف من ثلاثة أصول : كندة ، وحمير ، و #أجاردة.
وفي ريدة الدّيّن كثير من المشايخ آل #العموديّ. قال صاحب «الشامل» عندما بدأ يتكلم عن جغرافيّة وادي دوعن قال : وقد ذكرنا أودية الوادي الأيسر وأودية الأيمن الشّرقيّة ، والشّرقيّة الجنوبيّة ، وبقيت أوديته الغربيّة والغربيّة الجنوبيّة ، وهي الّتي تسيل إلى الواديين العظيمين وادي حموضة ووادي #النّبي. وهما يصبّان في الوادي الأكبر ل (دوعن) من الجهة الغربيّة.
فمن النّاحية الجنوبيّة : تبتدىء الوديان من جبل الحسو بكسر فسكون. ومن الغربيّة : من الشراقي ، أي من شرقي ريدة الدّيّن .. فإن ما كان إلى الغرب ناحية #حجر يصب إليها ، وما كان شماليّا غربيّا يسيل إلى الشّعبة ، وما كان شرقيّا يسيل إلى دوعن.
#إدام_القوت
ومن خطّ الشّيخ محمّد بن عبد الرّحيم بن قاضي ، عن خطّ الفقيه عبد الله بن عليّ بن عبد العليم (١) #بانافع : (أنّ قبائل السّوط من #حمير) اه
وقبائل السّوط كما سبق قبيل ذكر وادي عمد هم : آل باتيس ، وآل سميدع ، وآل بلعبيد ، وهم : آل هميم ، وآل باهيصمي ـ وهو الرّأس ـ وباساع ، وباكرش ، وباحيّان ، وآل باغس ، وآل باسمير ، وآل باوهّاج ، وغيرهم. وقد سبق أنّهم يناهزون ألف رام.
ويأتي آخر الكتاب ما يشير إلى أنّ آل بلعبيد من #قضاعة ، وهو موافق لما جاء عن بانافع ؛ لأنّ قضاعة من حمير ، وهي تمتدّ من رؤوس وادي #جردان إلى رؤوس وادي #رخية.
ومن خطّ الشّيخ أحمد بن محمّد مؤذّن #باجمال ، عن كتاب «الفرج بعد الشّدّة في أنساب فروع كندة» لعوض بن أحمد الجرو : (أنّ ريدة الحرميّة للأحروم من #الصّدف ، ومن آل لحروم : آل مروان وآل أبي سهل وبنو يمامة ب #نجران ، والصّدف الّذين بريدة الدّيّن من ولده) اه
فيتحصّل أنّ سكّان #الرّيدة ـ وهي من السّوط ـ أخلاط من حمير ومن الصّدف وغيرهم.
ومن أخبارهم الأخيرة : أنّ آل #باصليب الضّاربين بالحيلة من وادي عمد كان لهم ثأر عند آل #بامسدوس ، فلم يقدروا عليه لمناعة أرضهم ، حتّى صاروا ضحكة بين السّماسرة يؤذونهم بالكلام.
والعار مضّاض وليس بخائف
من حتفه من خاف ممّا قيلا (٢)
فلم يكن منهم إلّا أن انتخبوا سبعة من رجالهم ، فركبوا متن اللّيل حتّى وصلوا إلى
______
(١) وفي نسخة : (عبد الرحيم).
(٢) البيت من الكامل ، وهو للمتنبّي في «العكبريّ» (٣ / ٢٤٢). مضّاض : مؤلم. الحتف : الهلاك. والمعنى : العار محرق موجع ، ومن خاف العار .. لم يخف من الهلاك ، وفي المثل : (من أنف من الدنيّة .. لم يحجم عن المنيّة).
ومن خطّ الشّيخ محمّد بن عبد الرّحيم بن قاضي ، عن خطّ الفقيه عبد الله بن عليّ بن عبد العليم (١) #بانافع : (أنّ قبائل السّوط من #حمير) اه
وقبائل السّوط كما سبق قبيل ذكر وادي عمد هم : آل باتيس ، وآل سميدع ، وآل بلعبيد ، وهم : آل هميم ، وآل باهيصمي ـ وهو الرّأس ـ وباساع ، وباكرش ، وباحيّان ، وآل باغس ، وآل باسمير ، وآل باوهّاج ، وغيرهم. وقد سبق أنّهم يناهزون ألف رام.
ويأتي آخر الكتاب ما يشير إلى أنّ آل بلعبيد من #قضاعة ، وهو موافق لما جاء عن بانافع ؛ لأنّ قضاعة من حمير ، وهي تمتدّ من رؤوس وادي #جردان إلى رؤوس وادي #رخية.
ومن خطّ الشّيخ أحمد بن محمّد مؤذّن #باجمال ، عن كتاب «الفرج بعد الشّدّة في أنساب فروع كندة» لعوض بن أحمد الجرو : (أنّ ريدة الحرميّة للأحروم من #الصّدف ، ومن آل لحروم : آل مروان وآل أبي سهل وبنو يمامة ب #نجران ، والصّدف الّذين بريدة الدّيّن من ولده) اه
فيتحصّل أنّ سكّان #الرّيدة ـ وهي من السّوط ـ أخلاط من حمير ومن الصّدف وغيرهم.
ومن أخبارهم الأخيرة : أنّ آل #باصليب الضّاربين بالحيلة من وادي عمد كان لهم ثأر عند آل #بامسدوس ، فلم يقدروا عليه لمناعة أرضهم ، حتّى صاروا ضحكة بين السّماسرة يؤذونهم بالكلام.
والعار مضّاض وليس بخائف
من حتفه من خاف ممّا قيلا (٢)
فلم يكن منهم إلّا أن انتخبوا سبعة من رجالهم ، فركبوا متن اللّيل حتّى وصلوا إلى
______
(١) وفي نسخة : (عبد الرحيم).
(٢) البيت من الكامل ، وهو للمتنبّي في «العكبريّ» (٣ / ٢٤٢). مضّاض : مؤلم. الحتف : الهلاك. والمعنى : العار محرق موجع ، ومن خاف العار .. لم يخف من الهلاك ، وفي المثل : (من أنف من الدنيّة .. لم يحجم عن المنيّة).
#إدام_القوت
#بامسدوس مرّتين ، في كلتيهما يصلونهم نارا حامية ، فيتراجعون بعد أن قتل منهم في الهجمتين أكثر من العشرين بدون أن تراق من آل بامسدوس محجمة من الدّم (١).
فما زالوا بحامية ـ قارة صغيرة هناك (٢) ـ حتّى أرضوهم بما شاؤوا من الدّراهم ، فسلّموها لهم ، فانكشفت بطاح آل #بامسدوس حينئذ لمدافع العسكر #القعيطيّ ، فطلبوا مساعدة ماليّة من محمّد بن عمر #باعقيل ؛ لشراء الذّخيرة حتّى يتمكّنوا من مواصلة الحرب ، وكان مثريا .. إلّا أنّه لئيم ، فلم يعطهم قليلا ولا كثيرا ، فتوسّط السّيّد عمر بن طاهر بن عمر #الحدّاد والشّيخ محمّد بن بو بكر #باسودان ، وذمّوا إليهم باعقيل ، وزيّنوا لهم تسليمه ، ومحالفة القعيطيّ إزاء ما يرضيهم من النّقود ، ففعلوا ، وعندها وصلوا بباعقيل مصفودا في القيود إلى #مصنعة_عوره.
قال السيّد حسين بن حامد المحضار :
سلام منّي عالمناصب والدّول
خصّ المقدّم والمسمّى باعقيل
يومه مطرّد من جبل لمّا جبل
ما قايس أنّا با نردّه بالصّميل (٣)
فأجابه أحد #الدّيّن بما لا أذكره .. ثمّ قال السّيّد حسين :
حيّا بكم يالّي قضيتوا شغبكم
بالسّيف والقوّه وصرّات الخزين (٤)
ما الدّيّني شلّ الحموله مثقله
كنّه طرحها بعد ذلك يا هوين (٥)
فأجابه أحمد بن عبيد بن مسلّم بن ماضي بقوله :
لو لا قروشك لي معك قدّمتها
جيشك رجع مكسور يا سيّد حسين
______
(١) المحجمة : القارورة الّتي يحتجم بها.
(٢) حامية : قرية صغيرة ، هي اليوم من أعمال محافظة شبوة في وادي ميفعة ، وتقع بقربها بلدة رضوم.
(٣) الصّميل : العصا في لغة أهل حضرموت ، ويقال لها عند العرب : هراوة.
(٤) شغبكم : شغلكم (عامية). الخزين : بإمالة الزاي ـ أي : نطقها بين الفتح والكسر ـ والمقصود بصرات الخزين : الصّرر ـ جمع صرّة ـ وهي ما يوكأ من الدراهم ـ فصيحة ـ والخزين بمعنى الخزائن في الفصحى ـ جمع خزانة.
أي : قضيتم شغلكم بالسيف والمال.
(٥) يا هوين : كلمة بمعنى : أهون بك ، تقال في لهجة حضرموت العامية ، وأصلها في الفصحى : يا هويناه ، الأمر المطلوب بسهولة ويسر. ـ
#بامسدوس مرّتين ، في كلتيهما يصلونهم نارا حامية ، فيتراجعون بعد أن قتل منهم في الهجمتين أكثر من العشرين بدون أن تراق من آل بامسدوس محجمة من الدّم (١).
فما زالوا بحامية ـ قارة صغيرة هناك (٢) ـ حتّى أرضوهم بما شاؤوا من الدّراهم ، فسلّموها لهم ، فانكشفت بطاح آل #بامسدوس حينئذ لمدافع العسكر #القعيطيّ ، فطلبوا مساعدة ماليّة من محمّد بن عمر #باعقيل ؛ لشراء الذّخيرة حتّى يتمكّنوا من مواصلة الحرب ، وكان مثريا .. إلّا أنّه لئيم ، فلم يعطهم قليلا ولا كثيرا ، فتوسّط السّيّد عمر بن طاهر بن عمر #الحدّاد والشّيخ محمّد بن بو بكر #باسودان ، وذمّوا إليهم باعقيل ، وزيّنوا لهم تسليمه ، ومحالفة القعيطيّ إزاء ما يرضيهم من النّقود ، ففعلوا ، وعندها وصلوا بباعقيل مصفودا في القيود إلى #مصنعة_عوره.
قال السيّد حسين بن حامد المحضار :
سلام منّي عالمناصب والدّول
خصّ المقدّم والمسمّى باعقيل
يومه مطرّد من جبل لمّا جبل
ما قايس أنّا با نردّه بالصّميل (٣)
فأجابه أحد #الدّيّن بما لا أذكره .. ثمّ قال السّيّد حسين :
حيّا بكم يالّي قضيتوا شغبكم
بالسّيف والقوّه وصرّات الخزين (٤)
ما الدّيّني شلّ الحموله مثقله
كنّه طرحها بعد ذلك يا هوين (٥)
فأجابه أحمد بن عبيد بن مسلّم بن ماضي بقوله :
لو لا قروشك لي معك قدّمتها
جيشك رجع مكسور يا سيّد حسين
______
(١) المحجمة : القارورة الّتي يحتجم بها.
(٢) حامية : قرية صغيرة ، هي اليوم من أعمال محافظة شبوة في وادي ميفعة ، وتقع بقربها بلدة رضوم.
(٣) الصّميل : العصا في لغة أهل حضرموت ، ويقال لها عند العرب : هراوة.
(٤) شغبكم : شغلكم (عامية). الخزين : بإمالة الزاي ـ أي : نطقها بين الفتح والكسر ـ والمقصود بصرات الخزين : الصّرر ـ جمع صرّة ـ وهي ما يوكأ من الدراهم ـ فصيحة ـ والخزين بمعنى الخزائن في الفصحى ـ جمع خزانة.
أي : قضيتم شغلكم بالسيف والمال.
(٥) يا هوين : كلمة بمعنى : أهون بك ، تقال في لهجة حضرموت العامية ، وأصلها في الفصحى : يا هويناه ، الأمر المطلوب بسهولة ويسر. ـ
ولّا الوعول المربعيّه شفتها
عيال يافع في المقابر من ثنين
أمّا الحلف .. فقد تمّ بين الدّيّن و #القعيطيّ بواسطة الدّراهم والسّيّد حسين ، وسلّمت لهم الدّيّن رهائن الرّضاء ، وما زالت رهائنهم تحت المراقبة في مصنعة عوره حتّى جاء نحو ستّة نفر من آل #بامسدوس ذات يوم في حدود سنة (١٣٥٨ ه) فأخذوا رهائنهم ، وهربوا ضحوة النّهار ، ولم تحبق في ذلك ضأنة (١).
وأمّا #باعقيل .. فبقي مقيّدا بسجن #المكلّا ، وظفروا بولد له بعد ذلك أوان البلوغ ، فزجّوه معه في السّجن ، وآلوا أن لا يطلقوه إلّا بغرامة الحرب المقدّرة بمئتي ألف ربيّة ، حتّى وردت المكلّا في سنة (١٣٤٦ ه) #فتوسّطت في إطلاقه بخمسين ألف ربيّة فقط ، فتمّ ذلك في قصص طويلة مستوفاة في «الأصل».
وكنت اجتمعت بالسّيّد حسين بن حامد بعد إلقائه القبض على باعقيل ، فأنشدني كثيرا من المساجلات الّتي دارت بينه وبين الدّيّن ، ولمّا أنشدني الزّامل الأوّل (٢) .. انتقدته ، وقلت له : لا يليق زجّ باعقيل في السّجن والقيد ، بعد أن خصصته بالسّلام ، ولو أنّك استثنيته .. لكان لك بعض العذر ، أمّا الآن .. فلا.
فسقط في يده (٣) ، وما أحسّ بها إلّا تلك السّاعة ، وكان يهاب الملام ويعرف مقادير الكلام ، وكانت شهامته تقتضي إطلاقه ، ولكنّ ولده أبا بكر لم يكن ليساعده على ذلك ، لأنّ العداوة إنّما تأصّلت بين باعقيل وبينه.
ومن #الضّليعة إلى دوعن يوم واحد ، تنزل الطّرق من أعلى جبل #السّوط (٤) الشّاهق إلى أكثر بلاد #دوعن ؛ كالخريبة والقويرة وبضه و #قيدون. فمنه إلى كلّ واحدة منها
______
(١) تحبق : تضرط. الضأنة : الشاة. وهو مثل يضرب للأمر الّذي لا يكون له تغيير ، ولا يدرك به ثأر.
(٢) الزّامل : الشّعر الّذي يقال في مناسبات عند القبائل الحضرميّة ، ويرتجز به.
(٣) سقط في يده : ندم ، وهو من الأفعال الّتي تلازم صيغة المبنيّ للمجهول ما دامت لازمة.
(٤) السّوط هذا يسمّى : سوط لبارقة ـ الأبارقة ، وهم قبيلة من الدّيّن ، ومن قراهم : الثّجر ـ بكسر ففتح ـ فيها : الباقارح ـ بكسر الرّاء ـ الدّييمة ـ بكسر ففتح الياء فسكون الأخرى ـ لباصرّة. وغيرها. وتأتي في طريق هذه العقبة مع النّزول عدّة قرى أخرى ، لا نطيل بذكرها ، ومن سكّانها : الباعبدون ، البانعمة ، الباوقّاش ، الباسلطان ، الباعطا ، آل وتّار ، الباعضيدة. ينظر «الشّامل» (٩٧ ـ ٩٨).
304
عيال يافع في المقابر من ثنين
أمّا الحلف .. فقد تمّ بين الدّيّن و #القعيطيّ بواسطة الدّراهم والسّيّد حسين ، وسلّمت لهم الدّيّن رهائن الرّضاء ، وما زالت رهائنهم تحت المراقبة في مصنعة عوره حتّى جاء نحو ستّة نفر من آل #بامسدوس ذات يوم في حدود سنة (١٣٥٨ ه) فأخذوا رهائنهم ، وهربوا ضحوة النّهار ، ولم تحبق في ذلك ضأنة (١).
وأمّا #باعقيل .. فبقي مقيّدا بسجن #المكلّا ، وظفروا بولد له بعد ذلك أوان البلوغ ، فزجّوه معه في السّجن ، وآلوا أن لا يطلقوه إلّا بغرامة الحرب المقدّرة بمئتي ألف ربيّة ، حتّى وردت المكلّا في سنة (١٣٤٦ ه) #فتوسّطت في إطلاقه بخمسين ألف ربيّة فقط ، فتمّ ذلك في قصص طويلة مستوفاة في «الأصل».
وكنت اجتمعت بالسّيّد حسين بن حامد بعد إلقائه القبض على باعقيل ، فأنشدني كثيرا من المساجلات الّتي دارت بينه وبين الدّيّن ، ولمّا أنشدني الزّامل الأوّل (٢) .. انتقدته ، وقلت له : لا يليق زجّ باعقيل في السّجن والقيد ، بعد أن خصصته بالسّلام ، ولو أنّك استثنيته .. لكان لك بعض العذر ، أمّا الآن .. فلا.
فسقط في يده (٣) ، وما أحسّ بها إلّا تلك السّاعة ، وكان يهاب الملام ويعرف مقادير الكلام ، وكانت شهامته تقتضي إطلاقه ، ولكنّ ولده أبا بكر لم يكن ليساعده على ذلك ، لأنّ العداوة إنّما تأصّلت بين باعقيل وبينه.
ومن #الضّليعة إلى دوعن يوم واحد ، تنزل الطّرق من أعلى جبل #السّوط (٤) الشّاهق إلى أكثر بلاد #دوعن ؛ كالخريبة والقويرة وبضه و #قيدون. فمنه إلى كلّ واحدة منها
______
(١) تحبق : تضرط. الضأنة : الشاة. وهو مثل يضرب للأمر الّذي لا يكون له تغيير ، ولا يدرك به ثأر.
(٢) الزّامل : الشّعر الّذي يقال في مناسبات عند القبائل الحضرميّة ، ويرتجز به.
(٣) سقط في يده : ندم ، وهو من الأفعال الّتي تلازم صيغة المبنيّ للمجهول ما دامت لازمة.
(٤) السّوط هذا يسمّى : سوط لبارقة ـ الأبارقة ، وهم قبيلة من الدّيّن ، ومن قراهم : الثّجر ـ بكسر ففتح ـ فيها : الباقارح ـ بكسر الرّاء ـ الدّييمة ـ بكسر ففتح الياء فسكون الأخرى ـ لباصرّة. وغيرها. وتأتي في طريق هذه العقبة مع النّزول عدّة قرى أخرى ، لا نطيل بذكرها ، ومن سكّانها : الباعبدون ، البانعمة ، الباوقّاش ، الباسلطان ، الباعطا ، آل وتّار ، الباعضيدة. ينظر «الشّامل» (٩٧ ـ ٩٨).
304