(( رجال في ذاكرة الشعب و #الحواشب ))
الفقيدالمناضل/ الأستاذ والشاعر :
محمد أحمد #نجيب ( أبوعبود )
الولادة والنشأة :
ولد الفقيد المناضل الأستاذ/ محمد أحمد
مقصر (نجيب)
عام 1938م ، أبً لخمسة أولاد : ثلاثة ذكور وبنتان ... تربى في كنف أسرة فلاحية بسيطة ، درس القراءة والكتابه في المعلامة لدى حفظة القران الكريم ثم واصل مشوار دراستة التعليمي الأبتدائي في مدينة لحج وحصل على الاعدادية في م/ تعز .. عرف بمستواه الثقافي المتوسط ولديه قريحة فى الشعر وخطابة اﻻرتجالي لأيضاهية شخص اخر والكل يعرف هذا المستوى العالي..
بدء الفقيد مشوار عملة كاتب في جمارك لحج مابين الاعوام 52/ 1954م ثم التحق مهنة التدريس عام 1961م حينما فتحت أول مدرسة لسلطنة الحوشبية بالمسيمير ذات 4 صفوف الابتدائية
# الدور النضالي والسياسي :
للفقيد أدوار نضالية وسياسية بارزة
حيث يعتبر الشخصية الاكثر شعبية أحبتها الجماهير وهتفت بأسمها ....
الفقيد/ نجيب من مؤسسي الجبهة القومية الى جانب رفاقة الشهيد المناضل / علي عنتر
والرئيس الراحل/ عبدالفتاح اسماعيل ، والشخصية المناضلة / الاستاذ/ صالح عباد مقبل ......
وغيرها من الشخصيات البارزة لايسع المجال لذكرها ، وفي عام 1963م أنضم الفقيد لفدائيو الجبهة القومية في م/ المسيمير ، وفي عام
65 م انظم الفقيد الى تنظيم الجبهة القومية وكان مسؤلاً عن المسيمير
عاصمة سلطنة الحواشب انذاك .. خلال الاعوام 66/ 67 م قام بتشكيل الخلايا الفدائية من أوساط النشطاء والشباب والمواطنين ومختلق الفئات حيث كانت كل خلية لاتعرف الاخرى ، نجح الفقيد بلعب دور القائد الفدائي وإشعال الحماس بين صفوف المواطنين المناهظة للسلاطين وأعوانهم ...
في 16/ أغسطس من عام 67 19م
شارك مع القيادات في إسقاط سلطنة الحواشب وتبنى الجانب الاعلامي ، كما شارك في نفس العام الى إسقاط عدد من السلطنات والمشيخات في الجنوب ومنها الضالع ولودر وغير ذلك ،،،،،
في عام1967م عُين الاستاذ المناضل/ صالح عباد مقبل مسؤلاً سياسياً لبلاد الحواشب المسيمير و عُين الفقيد/ نجيب مسؤلاً تنظيمياً
عندما زار المنطقة القائد/ علي عنتر بعد سقوطها كما عُين قائد مثنى عمر الضالعي مسؤلا عسكرياً ......
للفقيد أدوار سياسية فهو يعتبر من مؤسسي الحراك السلمي في مديرية المسيمير ، وشارك في العديد من الاعتصامات التي نظمها
الحراك المناهضة لسلطة الأحتلال .. تقلد الفقيد العديد من المناصب السياسية والأدارية منها : سكرتير مأمور المديرية الشمالية الضالع ، كما عُين الفقيد / نائباً لمأمور مركز الثاني المسيمير .. أنتخب الفقيد/ نجيب عضو مجلس الشعب المحلي في المحافظة عن دائرة المسيمير /كرش في أول تجربة للمجالس المحلية في المحافظات أنذاك ..
# الدور الثقافي والأجتماعي للفقيد :
يعتبر الفقيد المناضل/محمدأحمد نجيب من شعراء بلاد الحواشب( المسيمير ) والجنوب الثوريين ... لة العديد من القصائد العاطفية والثورية أشهر قصائدة الثورية قصيدتة الثوريةالمشهورة بعنوان/ رائعة الشهداء ... التي تقول في مطلعها :
أخي حيي عبود في مضجعه
وحيي شهيداً توارى معة
وسجل لة في سجل النضال
بطولتة الفذة المبدعة .
وردد لمدرم أنشودتاً
تغنى بها الشعب من مدفعه
فعبد النبي لة في النضال سجلاً عظيماً هو صانعه
فكم من عميلاً وكم خائناً
بكأس المنايا هو جرعة
وعباس رمز الكفاح الطويل بكاءالشعب يوماً على مصرعة
ففخراً لعباس يوم الرحيل
الوف الجماهير تستودعة
وقدس مزاراً لعبد القوي وحمدان كاليث ماأشجعة
وقّبِل شهيدين في أرضناء وأدعي الإلة لهم بالسعة
ربيحً وعباس أحبوا الفداء إستشهدوا والبطون جائعة
لقد بذلوا الروح أيضاً والدماء
في حادث لغمً ما أبشعه
ً
فياويل من قد زرعهُ لهم
حتماً سيلقى مننا مصرعه
على درب عبود سار الجميع دون أختزالاً ولا زعزعة
أناروا الطريق ونعم الطريق
طريقاً جموع شعبنا تتبعه ..
قيل أن الرئيس الراحل/ عبد الفتاح إسماعيل كان يحب سماع كلامات رائعة الشهداءمن الفقيد يلقيها علية شخصياً عندما يلتقون في أي لقاء يجمعهما ، كون تلك القصيدة لها أثر في أحياء مواقف وذكريات نضالية جمعت الرئيس الراحل بالفقيد أبان الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني ....
أيضاً للفقيد قصيدة بعنوان مؤتمر لندن قالها :
الفقيد/ الشاعر نجيب عام 1965م وهو مقيد بقيد أسمه الكظم والكظم اكبر قيد عرفه تاريخ مسيمير الحواشب وهي رد على طلب المحتل البريطاني لمدح مؤتمر لندن يقول فيها :
أخي يابن حوشب يابطل فمن حمير أنت أصلي وجنسي.
ﻻتستكين للظالمين مهماحاولوا
فيك خداعي ودسي.
يريدون ياأخي أن القي خطابا ﻻهن
الفقيدالمناضل/ الأستاذ والشاعر :
محمد أحمد #نجيب ( أبوعبود )
الولادة والنشأة :
ولد الفقيد المناضل الأستاذ/ محمد أحمد
مقصر (نجيب)
عام 1938م ، أبً لخمسة أولاد : ثلاثة ذكور وبنتان ... تربى في كنف أسرة فلاحية بسيطة ، درس القراءة والكتابه في المعلامة لدى حفظة القران الكريم ثم واصل مشوار دراستة التعليمي الأبتدائي في مدينة لحج وحصل على الاعدادية في م/ تعز .. عرف بمستواه الثقافي المتوسط ولديه قريحة فى الشعر وخطابة اﻻرتجالي لأيضاهية شخص اخر والكل يعرف هذا المستوى العالي..
بدء الفقيد مشوار عملة كاتب في جمارك لحج مابين الاعوام 52/ 1954م ثم التحق مهنة التدريس عام 1961م حينما فتحت أول مدرسة لسلطنة الحوشبية بالمسيمير ذات 4 صفوف الابتدائية
# الدور النضالي والسياسي :
للفقيد أدوار نضالية وسياسية بارزة
حيث يعتبر الشخصية الاكثر شعبية أحبتها الجماهير وهتفت بأسمها ....
الفقيد/ نجيب من مؤسسي الجبهة القومية الى جانب رفاقة الشهيد المناضل / علي عنتر
والرئيس الراحل/ عبدالفتاح اسماعيل ، والشخصية المناضلة / الاستاذ/ صالح عباد مقبل ......
وغيرها من الشخصيات البارزة لايسع المجال لذكرها ، وفي عام 1963م أنضم الفقيد لفدائيو الجبهة القومية في م/ المسيمير ، وفي عام
65 م انظم الفقيد الى تنظيم الجبهة القومية وكان مسؤلاً عن المسيمير
عاصمة سلطنة الحواشب انذاك .. خلال الاعوام 66/ 67 م قام بتشكيل الخلايا الفدائية من أوساط النشطاء والشباب والمواطنين ومختلق الفئات حيث كانت كل خلية لاتعرف الاخرى ، نجح الفقيد بلعب دور القائد الفدائي وإشعال الحماس بين صفوف المواطنين المناهظة للسلاطين وأعوانهم ...
في 16/ أغسطس من عام 67 19م
شارك مع القيادات في إسقاط سلطنة الحواشب وتبنى الجانب الاعلامي ، كما شارك في نفس العام الى إسقاط عدد من السلطنات والمشيخات في الجنوب ومنها الضالع ولودر وغير ذلك ،،،،،
في عام1967م عُين الاستاذ المناضل/ صالح عباد مقبل مسؤلاً سياسياً لبلاد الحواشب المسيمير و عُين الفقيد/ نجيب مسؤلاً تنظيمياً
عندما زار المنطقة القائد/ علي عنتر بعد سقوطها كما عُين قائد مثنى عمر الضالعي مسؤلا عسكرياً ......
للفقيد أدوار سياسية فهو يعتبر من مؤسسي الحراك السلمي في مديرية المسيمير ، وشارك في العديد من الاعتصامات التي نظمها
الحراك المناهضة لسلطة الأحتلال .. تقلد الفقيد العديد من المناصب السياسية والأدارية منها : سكرتير مأمور المديرية الشمالية الضالع ، كما عُين الفقيد / نائباً لمأمور مركز الثاني المسيمير .. أنتخب الفقيد/ نجيب عضو مجلس الشعب المحلي في المحافظة عن دائرة المسيمير /كرش في أول تجربة للمجالس المحلية في المحافظات أنذاك ..
# الدور الثقافي والأجتماعي للفقيد :
يعتبر الفقيد المناضل/محمدأحمد نجيب من شعراء بلاد الحواشب( المسيمير ) والجنوب الثوريين ... لة العديد من القصائد العاطفية والثورية أشهر قصائدة الثورية قصيدتة الثوريةالمشهورة بعنوان/ رائعة الشهداء ... التي تقول في مطلعها :
أخي حيي عبود في مضجعه
وحيي شهيداً توارى معة
وسجل لة في سجل النضال
بطولتة الفذة المبدعة .
وردد لمدرم أنشودتاً
تغنى بها الشعب من مدفعه
فعبد النبي لة في النضال سجلاً عظيماً هو صانعه
فكم من عميلاً وكم خائناً
بكأس المنايا هو جرعة
وعباس رمز الكفاح الطويل بكاءالشعب يوماً على مصرعة
ففخراً لعباس يوم الرحيل
الوف الجماهير تستودعة
وقدس مزاراً لعبد القوي وحمدان كاليث ماأشجعة
وقّبِل شهيدين في أرضناء وأدعي الإلة لهم بالسعة
ربيحً وعباس أحبوا الفداء إستشهدوا والبطون جائعة
لقد بذلوا الروح أيضاً والدماء
في حادث لغمً ما أبشعه
ً
فياويل من قد زرعهُ لهم
حتماً سيلقى مننا مصرعه
على درب عبود سار الجميع دون أختزالاً ولا زعزعة
أناروا الطريق ونعم الطريق
طريقاً جموع شعبنا تتبعه ..
قيل أن الرئيس الراحل/ عبد الفتاح إسماعيل كان يحب سماع كلامات رائعة الشهداءمن الفقيد يلقيها علية شخصياً عندما يلتقون في أي لقاء يجمعهما ، كون تلك القصيدة لها أثر في أحياء مواقف وذكريات نضالية جمعت الرئيس الراحل بالفقيد أبان الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني ....
أيضاً للفقيد قصيدة بعنوان مؤتمر لندن قالها :
الفقيد/ الشاعر نجيب عام 1965م وهو مقيد بقيد أسمه الكظم والكظم اكبر قيد عرفه تاريخ مسيمير الحواشب وهي رد على طلب المحتل البريطاني لمدح مؤتمر لندن يقول فيها :
أخي يابن حوشب يابطل فمن حمير أنت أصلي وجنسي.
ﻻتستكين للظالمين مهماحاولوا
فيك خداعي ودسي.
يريدون ياأخي أن القي خطابا ﻻهن
#نجيب_قحطان_الشعبي
#شرق عدن #فيلم هوليوودي
فيلم "شرق عدن" أنتج في أمريكا في 1955م وعرض بنفس العام ، من إخراج ايليا كازان وهو من أهم مخرجي هوليوود في عهدها الذهبي بأربعينيات وخمسينيات ق20 وبطولة جيمس دين وهو شاب أمريكي نال شهرة واسعة كممثل سينمائي قام ببطولة 3 أفلام فقط ثم توفي في 1955م عن 24 عام في حادث سيارة وكان أكثر النجوم حباً لدى المراهقات والشابات وأذكر عندما ذهبت في 59م وأنا طفل مع اشقائي ووالدتنا للالتحاق بوالدي اللاجئ السياسي هناك بمصر كنت اسمع كثيراً من يقول لشاب يتأنق أو يطارد الفتيات "أنت فاكر نفسك جيمس دين؟" .
الفيلم دراما ويحكي قصة وقعت أثناء الحرب العالمية الأولى. وقد أنزلت من النت مقاطع من الفيلم.
فيلم من أفضل ما انتجت #هوليوود
يقترب من أفلام "ذهب مع الريح" و "نضال الأبطال" (واسمه الحقيقي "مدافع نافارون") و "الأب الروحي".
مكتوب على أفيش الفيلم cinema scope لجذب المشاهدين
ومعناها أن الفيلم يعرض على شاشة عريضة (عرضها أكبر من (ضعف) طولها)
وهو تطوير كان حديثا حينها بدلا عن الشاشة شبه المربعة. لكن معظم دور العرض بالدول العربية والنامية ظلت الى بعد هذا الفيلم ب30 و40 سنة
بل ولليوم بشاشات عادية أي شبه مربعة.
معلومة : ( وهي علمية حسب الاخ نجيب 🤔🤔)
صحفيي وكتاب اليمن يسمون التلفزيون "الشاشة الفضية الصغيرة"
وهذا لجهلهم بسبب تسمية شاشة السينما بالشاشة #الفضية
فهي بهذا الاسم لأنه ينثر عليها ذرات من الفضة فعندما ترسل آله العرض الصور الى الشاشة تقع على ذرات الفضة فتضفي على الصور بريقا ووضوحا أما شاشة التلفاز فليس بها ذرات فضة لأن الصور تأتي من داخل التلفاز الى الشاشة.
( وان كلام الاخ نجيب صحيح فذرات الفضة ليس لتحسين الصورة بل لان الفيلم البلاستيكي الذي فيه الصور يعالج يحمض لاضهار وتثبيت الصور عليه باملاح الفضة ولذا يتبقى عليه جزيئات من املاح الفضة واحتمال ان الضوء يثيرها فتنشط لكن لا اضن ان تصل الى شاشة العرض لبعدها في صالات السينما عن عجلة وجهاز السينما)
#شرق عدن #فيلم هوليوودي
فيلم "شرق عدن" أنتج في أمريكا في 1955م وعرض بنفس العام ، من إخراج ايليا كازان وهو من أهم مخرجي هوليوود في عهدها الذهبي بأربعينيات وخمسينيات ق20 وبطولة جيمس دين وهو شاب أمريكي نال شهرة واسعة كممثل سينمائي قام ببطولة 3 أفلام فقط ثم توفي في 1955م عن 24 عام في حادث سيارة وكان أكثر النجوم حباً لدى المراهقات والشابات وأذكر عندما ذهبت في 59م وأنا طفل مع اشقائي ووالدتنا للالتحاق بوالدي اللاجئ السياسي هناك بمصر كنت اسمع كثيراً من يقول لشاب يتأنق أو يطارد الفتيات "أنت فاكر نفسك جيمس دين؟" .
الفيلم دراما ويحكي قصة وقعت أثناء الحرب العالمية الأولى. وقد أنزلت من النت مقاطع من الفيلم.
فيلم من أفضل ما انتجت #هوليوود
يقترب من أفلام "ذهب مع الريح" و "نضال الأبطال" (واسمه الحقيقي "مدافع نافارون") و "الأب الروحي".
مكتوب على أفيش الفيلم cinema scope لجذب المشاهدين
ومعناها أن الفيلم يعرض على شاشة عريضة (عرضها أكبر من (ضعف) طولها)
وهو تطوير كان حديثا حينها بدلا عن الشاشة شبه المربعة. لكن معظم دور العرض بالدول العربية والنامية ظلت الى بعد هذا الفيلم ب30 و40 سنة
بل ولليوم بشاشات عادية أي شبه مربعة.
معلومة : ( وهي علمية حسب الاخ نجيب 🤔🤔)
صحفيي وكتاب اليمن يسمون التلفزيون "الشاشة الفضية الصغيرة"
وهذا لجهلهم بسبب تسمية شاشة السينما بالشاشة #الفضية
فهي بهذا الاسم لأنه ينثر عليها ذرات من الفضة فعندما ترسل آله العرض الصور الى الشاشة تقع على ذرات الفضة فتضفي على الصور بريقا ووضوحا أما شاشة التلفاز فليس بها ذرات فضة لأن الصور تأتي من داخل التلفاز الى الشاشة.
( وان كلام الاخ نجيب صحيح فذرات الفضة ليس لتحسين الصورة بل لان الفيلم البلاستيكي الذي فيه الصور يعالج يحمض لاضهار وتثبيت الصور عليه باملاح الفضة ولذا يتبقى عليه جزيئات من املاح الفضة واحتمال ان الضوء يثيرها فتنشط لكن لا اضن ان تصل الى شاشة العرض لبعدها في صالات السينما عن عجلة وجهاز السينما)
من صفحة
#نجيب_قحطان_الشعبي
ثورة 14 اكتوبر التي انتهت
يونيو69غدر وليس حركة تصحيحية
كعادة المنتصر في بلادنا ، خرج الإعلام بعد تنحّي الرئيس قحطان محمد الشعبي ليزعم بأنها حركة تصحيحية ومعنى الحركة التصحيحة أن هناك أخطاء ارتكبها الطرف القابض بمقاليد الأمر ، وعليه أن يتنحى.
حضارية الرئيس قحطان ونظرته البعيدة جعلته يقبل بمن خرج عليه في المؤتمر الرابع للتنظيم السياسي الجبهة القومية (2 - 8 مارس 1968 أي بعد الاستقلال بثلاثة شهور . صيغ برنامج سمي ببرنامج استكمال مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية ، وماذاك إلا تكتيتك لمتمركسين بالجبهة لا يتعدّ عددهم عدد أصابع اليد الواحدة تمركسوا عقب الاستقلال ليثيروا فقط المشاكل ويخلقوا العثرات أمام السلطة الوطنية ممثلة بالرئيس قحطان ورفيق كفاحه الطويل فيصل عبداللطيف الشعبي فالتآمر كان خارجي من السعودية بجمع بقايا الرابطة المنتهية قبل ثورة التحرير والمرتزقة الكثر بين ابناء العوالق للتمرد المسلح في العوالق وبيحان ودعم صنعاء لفلول جبهة التحرير للتمرد في ردفان وكل تلك التمردات سحقها الرئيس قحطان الشعبي بجيش الجنوب القليل العدد والعدة القوي العزيمة. لكن المشكلة في التآمر الداخلي فالرئيس قحطان لم يكن دمويا ولا طاغية ليقتل رفاقه المتمركسين او يسجنهم وحتى لم يقل لهم غادروا البلاد فكان يأمل في إصلاحهم كونهم جهلة وافكاركهم طفولية وعندما تحرك الجيش (20مارس 68) واعتقل قياداتهم وقف الرئيس وفيصل ضد حركة الجيش واطلقوا المعتقلين بنفس اليوم. وذهب بعضهم لأبين واعلنوا بقيادة سالم ربيع ومقبل بمايو 68 تمرد مسلح لإسقاط الرئيس قحطان وقاموا بنهب الممتلكات العامة والخاصة بأبين فأمر الرئيس الجيش بقمعهم وعند وصول الجيش فروا للشمال دون مقاومة تذكر ثم عفا الرئيس عنهم وسمح بعودتهم ولكن عادوا ليواصلوا التآمر مما دفع اضطر الرئيس للإستقالة بدلا من أن يحسم عسكريا وكان زاهدا حقيقيا في السلطة فمن قبل قدم استقالته 3 مرات خلال عام ونصف من بداية حكمه وأولها كان بمؤتمر زنجبار أي بعد 3 شهور من توليه الرئاسة.
ولن ينجح العدد القليل المتمركس ما لم يضرب بذات اليمين وذات الشمال، وهذا ما حدث فمن يقول بأن القاتل ظالم و المقتول مظلوم في تصفية الثوار لبعضهم لا يعبر إلا عن حالة واحدة وهي قتل فيصل الشعبي بعد 9 أشهر من بداية عهد سالم ربيع وعبدالفتاح اسماعيل بتعذيب جسدي ثم ضربه بالرصاص في زنزانة ملاصقة لزنزانة الرئيس قحطان ومن ثم حبس الرئيس قحطان الشعبي بدون محاكمة ولا تهمة مدى الحياة في حبس رهيب بين 4 جدران حتى اغتيل بحقنة بعد سنة من ترؤس علي ناصر محمد وكان في العام 12 من الحبس.
وما عدا قتل الظالم للمظلوم بقتل قحطان وفيصل فإن الظالم قتل الظالم..ففي يونيو 78 أراد الرئيس سالم ربيع الانفراد بالسلطة فتآمر مع الرئيس الشمالي أحمد الغشمي لاغتيال رفاقه (فوق ألوف قتلهم خلال 9 سنوات من حكمه الفوضوي الدموي) فأكتشفوا المؤمراة واغتالوا الغشمي ودارت بينهم وبين سالمين حرب ليوم واحد انتهت بهزيمته واستسلامه لعلي عنتر وعبدالفتاح وعلي ناصر وحاكموه واعدموه فالظالم قتل ظالم. ثم اعدموا محمد صالح مطيع وهو ممن تآمروا مع سالمين وعبد الفتاح على قتل فيصل وحبس قحطان للأبد. ثم بيناير 86 عمل علي ناصر محمد مجزرة لرفاقه لينفرد بالسلطة راح فيها علي عنتر وصالح ومصلح وعلي شائع وعبدالفتاح وهنا ايضا الظالم قتل ظالم فكلهم يشاركون منذ استقالة الرئيس قحطان 22 يونيو 1969في قيادة سلطة الإجرام والإلحاد والتدمير والقتل.
وهكذا نتثبت من حقيقة واحدة وهي أن الدماء التي سفكت في عدن يجب أن تدخل التاريخ دون زيف ، ولنسمي الغدر غدر ، ولا يمكن للغدر أن يسمّى بحركة تصحيحية.
*منقول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نجيب : آخر زيارة خارجية للرئيس قحطان كانت لكوريا الشمالية بمايو 1969 ، ومن ثمار الزيارة تقديم كوريا معونات كبيرة في المجال الزراعي منها حوالي 200 سيارة حرث زراعي ووصلت سريعاً إلى عدن وجرى بعدن حفل (بيونيو 69 قبيل استقالة الرئيس) لعرض المعونه الكورية واستلامها وحضر الحفل الرئيس قحطان الذي يظهر في الصورة وإلى يمينه رئيس الوزراء فيصل الشعبي.
#نجيب_قحطان_الشعبي
ثورة 14 اكتوبر التي انتهت
يونيو69غدر وليس حركة تصحيحية
كعادة المنتصر في بلادنا ، خرج الإعلام بعد تنحّي الرئيس قحطان محمد الشعبي ليزعم بأنها حركة تصحيحية ومعنى الحركة التصحيحة أن هناك أخطاء ارتكبها الطرف القابض بمقاليد الأمر ، وعليه أن يتنحى.
حضارية الرئيس قحطان ونظرته البعيدة جعلته يقبل بمن خرج عليه في المؤتمر الرابع للتنظيم السياسي الجبهة القومية (2 - 8 مارس 1968 أي بعد الاستقلال بثلاثة شهور . صيغ برنامج سمي ببرنامج استكمال مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية ، وماذاك إلا تكتيتك لمتمركسين بالجبهة لا يتعدّ عددهم عدد أصابع اليد الواحدة تمركسوا عقب الاستقلال ليثيروا فقط المشاكل ويخلقوا العثرات أمام السلطة الوطنية ممثلة بالرئيس قحطان ورفيق كفاحه الطويل فيصل عبداللطيف الشعبي فالتآمر كان خارجي من السعودية بجمع بقايا الرابطة المنتهية قبل ثورة التحرير والمرتزقة الكثر بين ابناء العوالق للتمرد المسلح في العوالق وبيحان ودعم صنعاء لفلول جبهة التحرير للتمرد في ردفان وكل تلك التمردات سحقها الرئيس قحطان الشعبي بجيش الجنوب القليل العدد والعدة القوي العزيمة. لكن المشكلة في التآمر الداخلي فالرئيس قحطان لم يكن دمويا ولا طاغية ليقتل رفاقه المتمركسين او يسجنهم وحتى لم يقل لهم غادروا البلاد فكان يأمل في إصلاحهم كونهم جهلة وافكاركهم طفولية وعندما تحرك الجيش (20مارس 68) واعتقل قياداتهم وقف الرئيس وفيصل ضد حركة الجيش واطلقوا المعتقلين بنفس اليوم. وذهب بعضهم لأبين واعلنوا بقيادة سالم ربيع ومقبل بمايو 68 تمرد مسلح لإسقاط الرئيس قحطان وقاموا بنهب الممتلكات العامة والخاصة بأبين فأمر الرئيس الجيش بقمعهم وعند وصول الجيش فروا للشمال دون مقاومة تذكر ثم عفا الرئيس عنهم وسمح بعودتهم ولكن عادوا ليواصلوا التآمر مما دفع اضطر الرئيس للإستقالة بدلا من أن يحسم عسكريا وكان زاهدا حقيقيا في السلطة فمن قبل قدم استقالته 3 مرات خلال عام ونصف من بداية حكمه وأولها كان بمؤتمر زنجبار أي بعد 3 شهور من توليه الرئاسة.
ولن ينجح العدد القليل المتمركس ما لم يضرب بذات اليمين وذات الشمال، وهذا ما حدث فمن يقول بأن القاتل ظالم و المقتول مظلوم في تصفية الثوار لبعضهم لا يعبر إلا عن حالة واحدة وهي قتل فيصل الشعبي بعد 9 أشهر من بداية عهد سالم ربيع وعبدالفتاح اسماعيل بتعذيب جسدي ثم ضربه بالرصاص في زنزانة ملاصقة لزنزانة الرئيس قحطان ومن ثم حبس الرئيس قحطان الشعبي بدون محاكمة ولا تهمة مدى الحياة في حبس رهيب بين 4 جدران حتى اغتيل بحقنة بعد سنة من ترؤس علي ناصر محمد وكان في العام 12 من الحبس.
وما عدا قتل الظالم للمظلوم بقتل قحطان وفيصل فإن الظالم قتل الظالم..ففي يونيو 78 أراد الرئيس سالم ربيع الانفراد بالسلطة فتآمر مع الرئيس الشمالي أحمد الغشمي لاغتيال رفاقه (فوق ألوف قتلهم خلال 9 سنوات من حكمه الفوضوي الدموي) فأكتشفوا المؤمراة واغتالوا الغشمي ودارت بينهم وبين سالمين حرب ليوم واحد انتهت بهزيمته واستسلامه لعلي عنتر وعبدالفتاح وعلي ناصر وحاكموه واعدموه فالظالم قتل ظالم. ثم اعدموا محمد صالح مطيع وهو ممن تآمروا مع سالمين وعبد الفتاح على قتل فيصل وحبس قحطان للأبد. ثم بيناير 86 عمل علي ناصر محمد مجزرة لرفاقه لينفرد بالسلطة راح فيها علي عنتر وصالح ومصلح وعلي شائع وعبدالفتاح وهنا ايضا الظالم قتل ظالم فكلهم يشاركون منذ استقالة الرئيس قحطان 22 يونيو 1969في قيادة سلطة الإجرام والإلحاد والتدمير والقتل.
وهكذا نتثبت من حقيقة واحدة وهي أن الدماء التي سفكت في عدن يجب أن تدخل التاريخ دون زيف ، ولنسمي الغدر غدر ، ولا يمكن للغدر أن يسمّى بحركة تصحيحية.
*منقول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نجيب : آخر زيارة خارجية للرئيس قحطان كانت لكوريا الشمالية بمايو 1969 ، ومن ثمار الزيارة تقديم كوريا معونات كبيرة في المجال الزراعي منها حوالي 200 سيارة حرث زراعي ووصلت سريعاً إلى عدن وجرى بعدن حفل (بيونيو 69 قبيل استقالة الرئيس) لعرض المعونه الكورية واستلامها وحضر الحفل الرئيس قحطان الذي يظهر في الصورة وإلى يمينه رئيس الوزراء فيصل الشعبي.
ثلاثة أيّام في اليمن مع الجنود المصريين
كتب #نجيب_محفوظ
هذه القصّة - التحقيق خلال زيارته لليمن في عداد وفدٍ من الكتّاب المصريّين لتفقّد ومؤازرة القوّات المصريّة التي كانتْ تقاتل القوّات الملكيّة المدعومة من العربيّة السعوديّة لحماية الجمهوريّة اليمنيّة التي قامت في ٢٦ أيلول / سبتمبر ١٩٦٢. نشرتْ في مجموعة قصصيّة بعنوان «تحت المظلّة» (١٩٦٩). الإشارة في القصّة أنّها كتبتْ بين تشرين الأوّل / أكتوبر وكانون الأوّل /ديسمبر ١٩٦٧، مع أنّ الأرجح أنّ الزيارة كانت قبل ذلك.
قصّة «ثلاثة أيّام في اليمن»
1
الأديب
ها هي السّيارة تنطلق والقاهرة تبتعد. تطايرت الهموم وخفقت القلوب في طريق السّويس. وقال في صوتٍ حنون:
- لن نفترق زهاء أسبوعين، كم تمضي أيّام طويلة دون أن يرى أحدنا الآخر...
أحدقت بنا لا نهائيّة الصّحراء من الجانبين فأهدت إلينا هواءً منعشاً رغم حرارة يوليو. وصلنا إلى ميناء الأدبيّة مع المساء. تعلّقت أعيننا بالسّفينة الرّاسية عند الشّاطئ حيناً ثمّ أخذنا سبيلنا بين صفوفٍ من الجند وأكوامٍ من المؤن والذّخيرة. مضى بنا المرشد إلى مركز التّشهيلات. تمّ التّعارف بيننا وبين الضّابط ثمّ جلسنا ننتظر. إنّه ليس بضابطٍ كلا، إنّه دوّامة مكهربة. يحرّك الجنود والموظّفين بأصابعه العشر وبحاجبيه وأنفه وشفتيه ويتكلّم من خلال عشرة تليفونات. وكلّما مرّ بنا بصرُه تفحّصنا باسماً وهزّ رأسه هزّة تدعو للتّساؤل والفضول. آلو... ليتقدّم حملة صناديق الذّخيرة، يا عمّحسنين، أنت مسؤول عن توصيل البطاطس. هات السّاركى، اسمعني يا يسري السّطح الأمامي من الدّور الأوّل للسريّة الثالثة، عليوة راجعت شهادات التّطعيم؟ مرحبا بضيوفنا الأدباء مرحبا... سمعت عبد الوهاب وهو يغنّي قصيدتك يا أستاذ، انتهيتم من التّيفود؟؟... والكوليرا؟... آلو... انتهى التّطعيم؟، أمّا مقالاتك أنت يا أستاذ فهي السّحر الحلال، آلو... أرسل شخصاً لتطعيم الأدباء...
- تمّ تطعيمنا ضدّ الكوليرا والجدري!
- والتّيفود؟
- أكّدوا في البلدية ألّا ضرورة لذلك.
- التّيفود مهم جدّاً... دعوني أتصرّف فأنا منذ الساعة مسؤول عن الحركة الأدبيّة في مصر.
- ولكنّكم تعطون الحقن بطريقة عسكريّة... أعني...
- يا رب السماوات!... أيخاف من الحقن أصحاب «البيداء تعرفني» و«علوّ في الحياة وفي الممات»؟!
استسلمنا. اجتزنا فترةً عصيبةً لم تخلُ من التّأوّهات. ولما انتهى التّطعيم قال:
- انتهينا من الكوليرا والجدري والتّيفود...
ثمّ وهو يتصفّح وجوهنا بطريقةِ غامضة:
- أمّا بقيّة الحمّيات هناك فلم يكشف الطبّ سرّها بعد...
تبادلنا نظرات ارتياب وتوجّس على حين انصرف عنّا في غير مبالاة. وجرى التّهامس بيننا في إشفاق:
- أحقّ ما يقول؟
- يبدو الأمر جدّاً.
- إذن ما معنى هذه الرّحلة؟
- لننفعل بالأحداث.
- أليس من الأسلم أن ننفعل في القاهرة؟
- وهؤلاء الجنود أليسوا بشراً مثلنا؟
- ولكنّهم جنود!
- لعلّه يمازحنا...
وإذا به يلتفت نحونا هاتفاً:
- ستنفعلون أوّلاً وقبل كلّ شيء بالحمّيات المجهولة!
وضحكنا طويلاً ضحكنا وكأنّنا نتسوّل تكذيب الظّنون. ضحكات هي الأصوات المسموعة للقلق المتطاحن في أعماقنا. ولكنّه استقبل هدنة راحة في زحمة العمل فرمقنا بنظرةٍ جادّة حقيقيّة لأوّل مرّة. جادة وودودة. ثم قال بنبرةٍ أخويّة:
- أهلا بكم فرصة طيّبة وسعيدة، وهنيئاً لكم زيارة بلد شقيق ثائر، ستجدون له مذاقاً خاصّاً وجمالاً ذا سحرٍ غير منكور، فاذهبوا بسلام آمنين...
شددنا على يده بامتنان وذهبنا وراء حقائبنا المحمولة إلى السفينة. ودعانا القبطان إلى العشاء. وطيلة الوقت ترامى إلينا غناء الجنود من سطح السّفينة الأمامي، ودار حديثٌ عن ميعاد الإبحار والجوّ، وأعلننا الرّجل الكريم الظّريف بأنّنا سنكون ضيوفه طوال الرّحلة.
وفي أثناء ذلك اختفى من الصّحاف الدّجاج والشّواء والملوخيّة والبطاطس والسّلطة الخضراء والمش والبطيخ. ودعانا إلى قضاء السّهرة في جناحه المطلّ على البحر ثمّ مضى إلى عمله. أطفأنا المصباح واهبين اللّيل أنفسنا. أنعشنا شراب البرتقال ونسمةً معبّقة بجوّ الميناء. وما زالت أغنية تتردّد متهادية إلينا من معسكر الجنود فوق مقدّم السفينة.
- ترى فيم يفكّرون حول بنادقهم؟
- الحرب... إنّها الحرب...
- أقْدم حرفةٍ في الوجود.
- لكنّها تنشب هذه المرّة في سبيل التحرير والحرّية.
- إنّها الحرب، وهي ككل حدث خطير تدفعنا إلى مواجهة لغز الوجود، وجهاً لوجه...
- وتذوّقنا حيناً النسمة الملاطفة. استسلمنا بكلّ قوانا للحظةٍ طيّبة خالية من الكدر، ثم تفرّق الحديث واختلف كأنّما يدور بين أجيال. وأوشك أن يستقلّكل اثنين بفكرة ما.
كتب #نجيب_محفوظ
هذه القصّة - التحقيق خلال زيارته لليمن في عداد وفدٍ من الكتّاب المصريّين لتفقّد ومؤازرة القوّات المصريّة التي كانتْ تقاتل القوّات الملكيّة المدعومة من العربيّة السعوديّة لحماية الجمهوريّة اليمنيّة التي قامت في ٢٦ أيلول / سبتمبر ١٩٦٢. نشرتْ في مجموعة قصصيّة بعنوان «تحت المظلّة» (١٩٦٩). الإشارة في القصّة أنّها كتبتْ بين تشرين الأوّل / أكتوبر وكانون الأوّل /ديسمبر ١٩٦٧، مع أنّ الأرجح أنّ الزيارة كانت قبل ذلك.
قصّة «ثلاثة أيّام في اليمن»
1
الأديب
ها هي السّيارة تنطلق والقاهرة تبتعد. تطايرت الهموم وخفقت القلوب في طريق السّويس. وقال في صوتٍ حنون:
- لن نفترق زهاء أسبوعين، كم تمضي أيّام طويلة دون أن يرى أحدنا الآخر...
أحدقت بنا لا نهائيّة الصّحراء من الجانبين فأهدت إلينا هواءً منعشاً رغم حرارة يوليو. وصلنا إلى ميناء الأدبيّة مع المساء. تعلّقت أعيننا بالسّفينة الرّاسية عند الشّاطئ حيناً ثمّ أخذنا سبيلنا بين صفوفٍ من الجند وأكوامٍ من المؤن والذّخيرة. مضى بنا المرشد إلى مركز التّشهيلات. تمّ التّعارف بيننا وبين الضّابط ثمّ جلسنا ننتظر. إنّه ليس بضابطٍ كلا، إنّه دوّامة مكهربة. يحرّك الجنود والموظّفين بأصابعه العشر وبحاجبيه وأنفه وشفتيه ويتكلّم من خلال عشرة تليفونات. وكلّما مرّ بنا بصرُه تفحّصنا باسماً وهزّ رأسه هزّة تدعو للتّساؤل والفضول. آلو... ليتقدّم حملة صناديق الذّخيرة، يا عمّحسنين، أنت مسؤول عن توصيل البطاطس. هات السّاركى، اسمعني يا يسري السّطح الأمامي من الدّور الأوّل للسريّة الثالثة، عليوة راجعت شهادات التّطعيم؟ مرحبا بضيوفنا الأدباء مرحبا... سمعت عبد الوهاب وهو يغنّي قصيدتك يا أستاذ، انتهيتم من التّيفود؟؟... والكوليرا؟... آلو... انتهى التّطعيم؟، أمّا مقالاتك أنت يا أستاذ فهي السّحر الحلال، آلو... أرسل شخصاً لتطعيم الأدباء...
- تمّ تطعيمنا ضدّ الكوليرا والجدري!
- والتّيفود؟
- أكّدوا في البلدية ألّا ضرورة لذلك.
- التّيفود مهم جدّاً... دعوني أتصرّف فأنا منذ الساعة مسؤول عن الحركة الأدبيّة في مصر.
- ولكنّكم تعطون الحقن بطريقة عسكريّة... أعني...
- يا رب السماوات!... أيخاف من الحقن أصحاب «البيداء تعرفني» و«علوّ في الحياة وفي الممات»؟!
استسلمنا. اجتزنا فترةً عصيبةً لم تخلُ من التّأوّهات. ولما انتهى التّطعيم قال:
- انتهينا من الكوليرا والجدري والتّيفود...
ثمّ وهو يتصفّح وجوهنا بطريقةِ غامضة:
- أمّا بقيّة الحمّيات هناك فلم يكشف الطبّ سرّها بعد...
تبادلنا نظرات ارتياب وتوجّس على حين انصرف عنّا في غير مبالاة. وجرى التّهامس بيننا في إشفاق:
- أحقّ ما يقول؟
- يبدو الأمر جدّاً.
- إذن ما معنى هذه الرّحلة؟
- لننفعل بالأحداث.
- أليس من الأسلم أن ننفعل في القاهرة؟
- وهؤلاء الجنود أليسوا بشراً مثلنا؟
- ولكنّهم جنود!
- لعلّه يمازحنا...
وإذا به يلتفت نحونا هاتفاً:
- ستنفعلون أوّلاً وقبل كلّ شيء بالحمّيات المجهولة!
وضحكنا طويلاً ضحكنا وكأنّنا نتسوّل تكذيب الظّنون. ضحكات هي الأصوات المسموعة للقلق المتطاحن في أعماقنا. ولكنّه استقبل هدنة راحة في زحمة العمل فرمقنا بنظرةٍ جادّة حقيقيّة لأوّل مرّة. جادة وودودة. ثم قال بنبرةٍ أخويّة:
- أهلا بكم فرصة طيّبة وسعيدة، وهنيئاً لكم زيارة بلد شقيق ثائر، ستجدون له مذاقاً خاصّاً وجمالاً ذا سحرٍ غير منكور، فاذهبوا بسلام آمنين...
شددنا على يده بامتنان وذهبنا وراء حقائبنا المحمولة إلى السفينة. ودعانا القبطان إلى العشاء. وطيلة الوقت ترامى إلينا غناء الجنود من سطح السّفينة الأمامي، ودار حديثٌ عن ميعاد الإبحار والجوّ، وأعلننا الرّجل الكريم الظّريف بأنّنا سنكون ضيوفه طوال الرّحلة.
وفي أثناء ذلك اختفى من الصّحاف الدّجاج والشّواء والملوخيّة والبطاطس والسّلطة الخضراء والمش والبطيخ. ودعانا إلى قضاء السّهرة في جناحه المطلّ على البحر ثمّ مضى إلى عمله. أطفأنا المصباح واهبين اللّيل أنفسنا. أنعشنا شراب البرتقال ونسمةً معبّقة بجوّ الميناء. وما زالت أغنية تتردّد متهادية إلينا من معسكر الجنود فوق مقدّم السفينة.
- ترى فيم يفكّرون حول بنادقهم؟
- الحرب... إنّها الحرب...
- أقْدم حرفةٍ في الوجود.
- لكنّها تنشب هذه المرّة في سبيل التحرير والحرّية.
- إنّها الحرب، وهي ككل حدث خطير تدفعنا إلى مواجهة لغز الوجود، وجهاً لوجه...
- وتذوّقنا حيناً النسمة الملاطفة. استسلمنا بكلّ قوانا للحظةٍ طيّبة خالية من الكدر، ثم تفرّق الحديث واختلف كأنّما يدور بين أجيال. وأوشك أن يستقلّكل اثنين بفكرة ما.
2⃣
#الصراع_على_جنوب_اليمن
ترجمة
أ #نجيب_باوزير
ولا يعرف الكثير عن أنشطة هذه الهيئات والمنظمات، ولكن على ما يبدو فإنه في أواخر الخمسينيات توصلت الطبقة الحاكمة في المحميات إلى اقتناع من الناحية السياسية حول ضرورة الاستعداد للدخول في الاتحاد.
ارتأى السلاطين أن يضمنوا حماية وجودهم من خلال الدوران في فلك السياسة البريطانية التي تفتقت عن مشروع الاتحاد الفيدرالي، وذلك بعد أن أحسوا بالخطر من مداهمات اليمن الشمالي المدعومة بالتخريب الناصري. ونتيجة لذلك أصبحت شخصيات مثل شريف بيحان حسين الحبيلي، والشيخ ناصر بن فريد زعيم العوالق العليا، والسلطان صالح سلطان العواذل، والسلطان أحمد بن عبدالله الفضلي وزراء بارزين في الاتحاد. وعلى النقيض من مطالبة الأحزاب العدنية بالاستقلال، تلك المطالبة المعتدلة والمتصاعدة في الوقت نفسه، كان الشريف حسين يطلب من بريطانيا: »كلمة شرف… أنكم لن تتركونا لكي نشنق مثل أولئك النفر المساكين الذين أعدموا في مصر بسبب تعاونهم معكم في حرب السويس«. وأكثر من ذلك طالب شريف بيحان بريطانيا “حامية العقيدة” أن تحترم تعهداتها لبيحان التي اتُفق عليها في المعاهدة بين الطرفين. ومن هنا يمكن القول إن الهيئات السياسية التابعة للنخب المسيطرة في عدن والمحميات قد أفرزها الشعور بعدم الأمان الذي كانت تعيشه تلك النخب وأنها كانت إحدى المحاولات السياسية العديدة الملتبسة التي بذلتها لحماية وضعها.
وخلافًا للهيئات النخبوية، حاولت المعارضة أن تثبت وجودها من خلال انخراطها في هيئات أكثر تنظيمًا، وذات خط سياسي أكثر وضوحًا. وكما ذكرنا سابقًا، فإن موجة المعارضة في المحميات كان وراءها في كثير من الأحيان أفراد متذمرون ينتمون إلى الفئة الحاكمة نفسها. فحتى منذ أواسط الخمسينيات كان سلطان لحج علي عبدالكريم يصرح بأنه “قومي عروبي”، وأن “عهد الاستعمار” قد ولى، وقد وافق على أن يمدد معاهدة الاستشارة بين لحج والإنجليز ولكن مع عقد النية على تهيئة إمارته للاستقلال. وقد أشار فعلًا تريفاسكس إلى أنه كانت هناك “عناصر صديقة” في الطبقة الحاكمة كانت تحركها دوافع تجمع بين الرغبة في الإصلاح الاقتصادي والنزعة الوطنية. لقد تعاون هؤلاء مع الإنجليز من أجل الحصول على الخبرة الفنية والتعجيل بتطور اليمن الجنوبي، ولكنهم إنما فعلوا ذلك وهم يعتقدون أن رد بريطانيا على هذا التعاون هو أن تتعامل بصورة متحضرة، أو بالتحديد أن تتخلى عن حكم المنطقة. وعلاوة على ذلك، فإنه على الرغم من المشاكل الحدودية السابقة بين لحج واليمن الشمالي، فإن علاقة السلطان علي مع حاكم اليمن الشمالي (الإمام أحمد) كانت علاقة طيبة جدًّا، وقد أعلن الأول أن اليمن الشمالي سوف تكون “عاملًا مساعدًا” على استقلال اليمن الجنوبي. وفي عام 1955م التقى السلطان علي بعبدالناصر، وبعد هذا اللقاء مباشرة أخذ يثير الضجيج حول ضرورة التعليم المجاني الإلزامي وإنشاء سد في وادي تبن بلحج، وهي مطالبات رأى تريفاسكس أنها صدى لخطط عبدالناصر التطويرية.
قدم السلطان علي مطالباته في وقت كانت المحميات فيه تشهد توسعًا اقتصاديًا. فقد كان في إمارته (لحج) جمعية تعاونية ناجحة لإنتاج القطن، ممولة من مجلس أبين. وقد سبق أن أشرنا إلى أن محمد بن العيدروس أعلن انتفاضته بعد أن رفضت السلطات البريطانية طلبه بأن يحصل السكان المحليون على نسبة كبيرة من الأرباح وعلى تمثيل أكبر في مجلس أبين. ونخلص من هذا إلى أنه لم يكن الفقر ولا الحرمان الاجتماعي هو الذي دفع علي عبدالكريم ومحمد بن العيدروس إلى رفع راية المعارضة، كما أنه لم تكن تحركهما المصالح التقليدية للطبقة الحاكمة التي لو وجدت لكان الأجدر أن تجعلهما يتعاونان مع الشريف حسين. فما كانا يريدانه هو أن يتحكما -أو أن يكون لهما نصيب أكبر- في الاقتصاد اليمني الجنوبي الآخذ في التطور وفي نمط الحكم الجديد. وكانت هذه هي نفس المصالح التقليدية لملاك الأراضي، وكبار المسؤولين، والمشتغلين بالتعليم، وبعض الفئات الأخرى المنتمية إلى الطبقة الناشئة حديثًا في اليمن الجنوبي وهي طبقة متوسطة في معظمها وعالية في جزء منها. وهؤلاء كانوا يسيّرون فعلًا المشاريع التطويرية في البلاد وكانوا هم العنصر الأكثر رقيًا والميسورين ماديًا بين السكان. وقد أشار بعض الكتاب، من بينهم هالبرن و م. بيرجر، إلى أن الطبقة المتوسطة الجديدة في الشرق الأوسط أصبحت مشاركة بقوة في النشاط الاقتصادي لبلدانها، وأظهرت رغبتها الصادقة في استلام الحكم في تلك البلدان. فقد كان لدى هذه الطبقة معرفة واهتمام بشؤون البلاد، وكان كثير من المنتمين إليها ذوي مستوى تعليمي عال إلى حد ما ومعرفة لصيقة بالمشاكل الكامنة في المجتمع، ويمكن القول على وجه العموم إن الناس الذين كانوا يمثلون الطبقة المتوسطة الناشئة قد تكوّن لديهم شعور وطني وإحساس بالمسؤولية نحو المجتمع الذي يعيشون فيه.
#الصراع_على_جنوب_اليمن
ترجمة
أ #نجيب_باوزير
ولا يعرف الكثير عن أنشطة هذه الهيئات والمنظمات، ولكن على ما يبدو فإنه في أواخر الخمسينيات توصلت الطبقة الحاكمة في المحميات إلى اقتناع من الناحية السياسية حول ضرورة الاستعداد للدخول في الاتحاد.
ارتأى السلاطين أن يضمنوا حماية وجودهم من خلال الدوران في فلك السياسة البريطانية التي تفتقت عن مشروع الاتحاد الفيدرالي، وذلك بعد أن أحسوا بالخطر من مداهمات اليمن الشمالي المدعومة بالتخريب الناصري. ونتيجة لذلك أصبحت شخصيات مثل شريف بيحان حسين الحبيلي، والشيخ ناصر بن فريد زعيم العوالق العليا، والسلطان صالح سلطان العواذل، والسلطان أحمد بن عبدالله الفضلي وزراء بارزين في الاتحاد. وعلى النقيض من مطالبة الأحزاب العدنية بالاستقلال، تلك المطالبة المعتدلة والمتصاعدة في الوقت نفسه، كان الشريف حسين يطلب من بريطانيا: »كلمة شرف… أنكم لن تتركونا لكي نشنق مثل أولئك النفر المساكين الذين أعدموا في مصر بسبب تعاونهم معكم في حرب السويس«. وأكثر من ذلك طالب شريف بيحان بريطانيا “حامية العقيدة” أن تحترم تعهداتها لبيحان التي اتُفق عليها في المعاهدة بين الطرفين. ومن هنا يمكن القول إن الهيئات السياسية التابعة للنخب المسيطرة في عدن والمحميات قد أفرزها الشعور بعدم الأمان الذي كانت تعيشه تلك النخب وأنها كانت إحدى المحاولات السياسية العديدة الملتبسة التي بذلتها لحماية وضعها.
وخلافًا للهيئات النخبوية، حاولت المعارضة أن تثبت وجودها من خلال انخراطها في هيئات أكثر تنظيمًا، وذات خط سياسي أكثر وضوحًا. وكما ذكرنا سابقًا، فإن موجة المعارضة في المحميات كان وراءها في كثير من الأحيان أفراد متذمرون ينتمون إلى الفئة الحاكمة نفسها. فحتى منذ أواسط الخمسينيات كان سلطان لحج علي عبدالكريم يصرح بأنه “قومي عروبي”، وأن “عهد الاستعمار” قد ولى، وقد وافق على أن يمدد معاهدة الاستشارة بين لحج والإنجليز ولكن مع عقد النية على تهيئة إمارته للاستقلال. وقد أشار فعلًا تريفاسكس إلى أنه كانت هناك “عناصر صديقة” في الطبقة الحاكمة كانت تحركها دوافع تجمع بين الرغبة في الإصلاح الاقتصادي والنزعة الوطنية. لقد تعاون هؤلاء مع الإنجليز من أجل الحصول على الخبرة الفنية والتعجيل بتطور اليمن الجنوبي، ولكنهم إنما فعلوا ذلك وهم يعتقدون أن رد بريطانيا على هذا التعاون هو أن تتعامل بصورة متحضرة، أو بالتحديد أن تتخلى عن حكم المنطقة. وعلاوة على ذلك، فإنه على الرغم من المشاكل الحدودية السابقة بين لحج واليمن الشمالي، فإن علاقة السلطان علي مع حاكم اليمن الشمالي (الإمام أحمد) كانت علاقة طيبة جدًّا، وقد أعلن الأول أن اليمن الشمالي سوف تكون “عاملًا مساعدًا” على استقلال اليمن الجنوبي. وفي عام 1955م التقى السلطان علي بعبدالناصر، وبعد هذا اللقاء مباشرة أخذ يثير الضجيج حول ضرورة التعليم المجاني الإلزامي وإنشاء سد في وادي تبن بلحج، وهي مطالبات رأى تريفاسكس أنها صدى لخطط عبدالناصر التطويرية.
قدم السلطان علي مطالباته في وقت كانت المحميات فيه تشهد توسعًا اقتصاديًا. فقد كان في إمارته (لحج) جمعية تعاونية ناجحة لإنتاج القطن، ممولة من مجلس أبين. وقد سبق أن أشرنا إلى أن محمد بن العيدروس أعلن انتفاضته بعد أن رفضت السلطات البريطانية طلبه بأن يحصل السكان المحليون على نسبة كبيرة من الأرباح وعلى تمثيل أكبر في مجلس أبين. ونخلص من هذا إلى أنه لم يكن الفقر ولا الحرمان الاجتماعي هو الذي دفع علي عبدالكريم ومحمد بن العيدروس إلى رفع راية المعارضة، كما أنه لم تكن تحركهما المصالح التقليدية للطبقة الحاكمة التي لو وجدت لكان الأجدر أن تجعلهما يتعاونان مع الشريف حسين. فما كانا يريدانه هو أن يتحكما -أو أن يكون لهما نصيب أكبر- في الاقتصاد اليمني الجنوبي الآخذ في التطور وفي نمط الحكم الجديد. وكانت هذه هي نفس المصالح التقليدية لملاك الأراضي، وكبار المسؤولين، والمشتغلين بالتعليم، وبعض الفئات الأخرى المنتمية إلى الطبقة الناشئة حديثًا في اليمن الجنوبي وهي طبقة متوسطة في معظمها وعالية في جزء منها. وهؤلاء كانوا يسيّرون فعلًا المشاريع التطويرية في البلاد وكانوا هم العنصر الأكثر رقيًا والميسورين ماديًا بين السكان. وقد أشار بعض الكتاب، من بينهم هالبرن و م. بيرجر، إلى أن الطبقة المتوسطة الجديدة في الشرق الأوسط أصبحت مشاركة بقوة في النشاط الاقتصادي لبلدانها، وأظهرت رغبتها الصادقة في استلام الحكم في تلك البلدان. فقد كان لدى هذه الطبقة معرفة واهتمام بشؤون البلاد، وكان كثير من المنتمين إليها ذوي مستوى تعليمي عال إلى حد ما ومعرفة لصيقة بالمشاكل الكامنة في المجتمع، ويمكن القول على وجه العموم إن الناس الذين كانوا يمثلون الطبقة المتوسطة الناشئة قد تكوّن لديهم شعور وطني وإحساس بالمسؤولية نحو المجتمع الذي يعيشون فيه.
3⃣
#الصراع_على_جنوب_اليمن
ترجمة
أ #نجيب_باوزير
وكان هذا يشير إلى اتجاه سياسي جديد في اليمن الجنوبي. فإن كلا النخبتين العدنيتين اللتين كانتا تعملان من خلال الجمعية العدنية ورابطة الجنوب العربي حاولتا أن تتواءما مع النظام القائم بأن تخوضا الانتخابات، ولكنهما لم تفلحا في إقناع عمال عدن بأن يفعلوا الشيء نفسه. ولا بدَّ أن رابطة الجنوب العربي قد حاولت إقناع الجبهة الوطنية الموحدة بأن تشارك في الانتخابات بصفتها هيئة واحدة، ولكن زعماء الاتحاد (لاحقًا زعماء المؤتمر العمالي) داخل الجبهة هم الذين حرضوا الرأي العام على المقاطعة ونجحوا في ذلك. ويبدو أن هؤلاء كانوا هم الذين تولوا صياغة أهداف الجبهة وخططوا لنشاطاتها. وفي عام 1956م كانت الجبهة بتركيبتها التي سيطر عليها العمال هي التي هيجت عمال عدن حتى يشاركوا في الإضرابات التي سبقت الإشارة إليها.
نستنتج مما تقدم أن الرابطة، التي نشأت في المحميات، قد فشلت في توطيد مركزها في عدن وفي السيطرة على قيادة الحركة الوطنية في اليمن الجنوبي. ويمكن شرح هذا الفشل على مستويين. المستوى الأول يتعلق بنمو الحركة السياسية الوطنية، إذ يبدو أن شعارات الرابطة الوطنية التي تعاطفت بشدة معها الطبقات المتوسطة في المحميات كانت غير متوائمة إلى الحد الكافي مع أفكار العمال في عدن، التي كانت أكثر راديكالية بكثير. وقد عدَّ العمال مشاركة الرابطة في انتخابات العام 1955م تراجعًا خطيرًا للرابطة عن جبهة المقاومة الموحدة باتجاه السلطة الأجنبية. وفي عام 1960م كتب الأمين العام للمؤتمر العمالي قائلًا إن: »الرابطة خذلت أنصارها… خاصةً وأنه كان لها ماض وطني«. وقد قاطعت الرابطة الانتخابات فعلًا في عام 1959م ولكن هذا لم يمحُ وصمة تخاذلها السابق وتراجعها عن الصف الوطني المتشدد.
ولم تكن زيارة الجفري للرياض في المملكة العربية السعودية في عام 1959م وحصوله على مائتي ألف ريال »من أجل التمرد (الذي قاده ابن العيدروس) في الجنوب« إلا ليُحدث أثرًا معاكسًا؛ لأن المؤتمر العمالي كان يعد المملكة من أعوان الإمبريالية. وذهب المؤتمر العمالي إلى أبعد من ذلك، إذ اتهم علي عبدالكريم بأنه طموح أكثر من اللازم ويريد أن يكون »ملكًا على الجنوب«، كما اتهم الجفري بأنه يملك امتيازًا بتروليًا في لحج منحته إياه شركة (شل) الأوروبية. وعلى الرغم من أن الاتهامين كانا غير واقعيين، فإنهما أحدثا تأثيرًا غير هين في عدن.
كما أن الرابطة فشلت أيضًا على المستوى الاجتماعي. لقد أبانت معارضة المؤتمر العمالي للرابطة عن نفور الطبقات الدنيا والمتوسطة العدنية من التعاون مع العناصر القادمة من المحميات حتى لو كان هؤلاء ينتمون إلى نفس الطبقات الاجتماعية. وعلاوة على ذلك، فإن المؤتمر العمالي الذي كان يجسد البروليتاريا المنتمية إلى المدينة وجد من الصعب عليه أن يندمج مع هيئة تنتمي إلى المحميات وتضم في صفوفها سلاطين ومسؤولين حكوميين. وكان المؤتمر العمالي يرى أن علي عبدالكريم وابن العيدروس، بالإضافة إلى فرع الرابطة في عدن، كانوا في الأساس يتقبلون النظام القائم، وأن كل همهم هو أن يزيدوا من مستوى تمثيلهم داخله، وأن يحصلوا على نصيب أكبر من خيراته. وعلى العكس من ذلك كان أعضاء المؤتمر العمالي نتاج التفاوت الاجتماعي الذي كان آخذًا في الازدياد وعلاقات العمل المتوترة في عدن؛ فلم يكونوا مهتمين أو حريصين على التعاون مع النظام القائم، أو على المشاركة في السلطة. كان هؤلاء يشعرون أنهم في قطيعة تامة مع السلطة الحاكمة، ويسعون إلى إسقاطها، ولعل هذا الموقف يفسر الاتهامات التي كانت موجهة ضد علي عبدالكريم.
وعليه فإنه في أوائل الستينيات، برز المؤتمر العمالي العدني بوصفه أقوى الهيئات السياسية في اليمن الجنوبي، خاصةً بعد أن تم إخماد الانتفاضات الموعز بها من الرابطة في عام 1960م ونفي زعمائها. وهذا الوصول للمؤتمر العمالي إلى أن تكون له الغلبة كان يشير أيضًا إلى أن العمل السياسي في عدن قد انطبع بالطابع الراديكالي. وقد كانت أنشطة المؤتمر منذ انطلاقها ذات أهداف سياسية وأهداف اجتماعية مهنية. وقد توصلت لجنة تقصي الحقائق حول إضرابات عام 1956م إلى أنها كانت نتيجة لتضافر عاملين هما: المشاكل الاجتماعية، والسياسة المتبعة من قبل الحكومة في موضوع الهجرة، اللذان أديا إلى نشوء “مظلمة شديدة” سرّعت بحدوث الإضرابات. وفي أبريل من عام 1958م انفجرت إضرابات أخرى على خلفية مشابهة، وفي مايو أعلنت السلطات حالة الطوارئ. وفي أكتوبر من نفس العام، على أثر حدوث اضطرابات، نفي مائتان وأربعون عاملًا إلى اليمن. وفي تلك الأثناء اعتقل الأمين العام للمؤتمر العمالي، ومنعت من الصدور الصحيفة الصادرة عنه التي تحمل اسم (العمل). وفي أوائل عام 1959م نظم المؤتمر العمالي إضرابات أخرى احتجاجًا على الانتخابات الوشيكة في عدن. ونتيجة لهذه الإضرابات أصيب الميناء بالشلل لمدة 48 يومًا، ومصافي البترول لمدة 34 يومًا.
#الصراع_على_جنوب_اليمن
ترجمة
أ #نجيب_باوزير
وكان هذا يشير إلى اتجاه سياسي جديد في اليمن الجنوبي. فإن كلا النخبتين العدنيتين اللتين كانتا تعملان من خلال الجمعية العدنية ورابطة الجنوب العربي حاولتا أن تتواءما مع النظام القائم بأن تخوضا الانتخابات، ولكنهما لم تفلحا في إقناع عمال عدن بأن يفعلوا الشيء نفسه. ولا بدَّ أن رابطة الجنوب العربي قد حاولت إقناع الجبهة الوطنية الموحدة بأن تشارك في الانتخابات بصفتها هيئة واحدة، ولكن زعماء الاتحاد (لاحقًا زعماء المؤتمر العمالي) داخل الجبهة هم الذين حرضوا الرأي العام على المقاطعة ونجحوا في ذلك. ويبدو أن هؤلاء كانوا هم الذين تولوا صياغة أهداف الجبهة وخططوا لنشاطاتها. وفي عام 1956م كانت الجبهة بتركيبتها التي سيطر عليها العمال هي التي هيجت عمال عدن حتى يشاركوا في الإضرابات التي سبقت الإشارة إليها.
نستنتج مما تقدم أن الرابطة، التي نشأت في المحميات، قد فشلت في توطيد مركزها في عدن وفي السيطرة على قيادة الحركة الوطنية في اليمن الجنوبي. ويمكن شرح هذا الفشل على مستويين. المستوى الأول يتعلق بنمو الحركة السياسية الوطنية، إذ يبدو أن شعارات الرابطة الوطنية التي تعاطفت بشدة معها الطبقات المتوسطة في المحميات كانت غير متوائمة إلى الحد الكافي مع أفكار العمال في عدن، التي كانت أكثر راديكالية بكثير. وقد عدَّ العمال مشاركة الرابطة في انتخابات العام 1955م تراجعًا خطيرًا للرابطة عن جبهة المقاومة الموحدة باتجاه السلطة الأجنبية. وفي عام 1960م كتب الأمين العام للمؤتمر العمالي قائلًا إن: »الرابطة خذلت أنصارها… خاصةً وأنه كان لها ماض وطني«. وقد قاطعت الرابطة الانتخابات فعلًا في عام 1959م ولكن هذا لم يمحُ وصمة تخاذلها السابق وتراجعها عن الصف الوطني المتشدد.
ولم تكن زيارة الجفري للرياض في المملكة العربية السعودية في عام 1959م وحصوله على مائتي ألف ريال »من أجل التمرد (الذي قاده ابن العيدروس) في الجنوب« إلا ليُحدث أثرًا معاكسًا؛ لأن المؤتمر العمالي كان يعد المملكة من أعوان الإمبريالية. وذهب المؤتمر العمالي إلى أبعد من ذلك، إذ اتهم علي عبدالكريم بأنه طموح أكثر من اللازم ويريد أن يكون »ملكًا على الجنوب«، كما اتهم الجفري بأنه يملك امتيازًا بتروليًا في لحج منحته إياه شركة (شل) الأوروبية. وعلى الرغم من أن الاتهامين كانا غير واقعيين، فإنهما أحدثا تأثيرًا غير هين في عدن.
كما أن الرابطة فشلت أيضًا على المستوى الاجتماعي. لقد أبانت معارضة المؤتمر العمالي للرابطة عن نفور الطبقات الدنيا والمتوسطة العدنية من التعاون مع العناصر القادمة من المحميات حتى لو كان هؤلاء ينتمون إلى نفس الطبقات الاجتماعية. وعلاوة على ذلك، فإن المؤتمر العمالي الذي كان يجسد البروليتاريا المنتمية إلى المدينة وجد من الصعب عليه أن يندمج مع هيئة تنتمي إلى المحميات وتضم في صفوفها سلاطين ومسؤولين حكوميين. وكان المؤتمر العمالي يرى أن علي عبدالكريم وابن العيدروس، بالإضافة إلى فرع الرابطة في عدن، كانوا في الأساس يتقبلون النظام القائم، وأن كل همهم هو أن يزيدوا من مستوى تمثيلهم داخله، وأن يحصلوا على نصيب أكبر من خيراته. وعلى العكس من ذلك كان أعضاء المؤتمر العمالي نتاج التفاوت الاجتماعي الذي كان آخذًا في الازدياد وعلاقات العمل المتوترة في عدن؛ فلم يكونوا مهتمين أو حريصين على التعاون مع النظام القائم، أو على المشاركة في السلطة. كان هؤلاء يشعرون أنهم في قطيعة تامة مع السلطة الحاكمة، ويسعون إلى إسقاطها، ولعل هذا الموقف يفسر الاتهامات التي كانت موجهة ضد علي عبدالكريم.
وعليه فإنه في أوائل الستينيات، برز المؤتمر العمالي العدني بوصفه أقوى الهيئات السياسية في اليمن الجنوبي، خاصةً بعد أن تم إخماد الانتفاضات الموعز بها من الرابطة في عام 1960م ونفي زعمائها. وهذا الوصول للمؤتمر العمالي إلى أن تكون له الغلبة كان يشير أيضًا إلى أن العمل السياسي في عدن قد انطبع بالطابع الراديكالي. وقد كانت أنشطة المؤتمر منذ انطلاقها ذات أهداف سياسية وأهداف اجتماعية مهنية. وقد توصلت لجنة تقصي الحقائق حول إضرابات عام 1956م إلى أنها كانت نتيجة لتضافر عاملين هما: المشاكل الاجتماعية، والسياسة المتبعة من قبل الحكومة في موضوع الهجرة، اللذان أديا إلى نشوء “مظلمة شديدة” سرّعت بحدوث الإضرابات. وفي أبريل من عام 1958م انفجرت إضرابات أخرى على خلفية مشابهة، وفي مايو أعلنت السلطات حالة الطوارئ. وفي أكتوبر من نفس العام، على أثر حدوث اضطرابات، نفي مائتان وأربعون عاملًا إلى اليمن. وفي تلك الأثناء اعتقل الأمين العام للمؤتمر العمالي، ومنعت من الصدور الصحيفة الصادرة عنه التي تحمل اسم (العمل). وفي أوائل عام 1959م نظم المؤتمر العمالي إضرابات أخرى احتجاجًا على الانتخابات الوشيكة في عدن. ونتيجة لهذه الإضرابات أصيب الميناء بالشلل لمدة 48 يومًا، ومصافي البترول لمدة 34 يومًا.
4⃣
#الصراع_على_جنوب_اليمن
ترجمة
أ #نجيب_باوزير
ومما عزز أكثر فأكثر من الصبغة والتوجه (الوطني) للمؤتمر العمالي أنه في الستينيات كان خمسون في المائة من أعضائه البالغ عددهم اثنين وعشرين ألفًا ينحدرون من أصول يمنية. وبعد إقرار قانون أغسطس لعام 1960م الخاص بحظر الإضرابات، اتهم المؤتمر العمالي الإنجليز بالسعي إلى »تدمير الشخصية العربية لعدن وتحويلها إلى مدينة للأجانب… حيث إن الأجانب يجنون خيرات عدن بينما العربي… يفتقر إلى من يشفق عليه في وطنه«. وقد طالب المؤتمر العمالي بحرمان الأجانب من حق المواطنة في عدن.
وقد أعرب الأصنج والمؤتمر العمالي عن استعدادهم للتفاوض، ولكن رؤيتهم حول الوضع المستقبلي لعدن كانت متعنتة جدًّا. فقد كان من بين مطالب الأصنج: إلغاء مجلس عدن التشريعي، حل الاتحاد الفيدرالي، إشراكه هو ورفاقه في عضوية أي حكومة مؤقتة يمكن أن تشكل، وانسحاب بريطانيا من المنطقة. كان الأصنج ينظر إلى الاتحاد الفيدرالي القائم آنذاك بوصفه: »أكذوبة زائفة، وأن الذين يتحكمون فيه هم مجموعة من المستبدين الإقطاعيين المكروهين من الشعب الذين لا يفكرون إلا في مصالحهم، والذين يستندون بصورة كاملة إلى تأييد الإنجليز… «، وكان يعد الأحزاب السياسية الموجودة آنذاك في عدن أحزابًا خاضعة للاستعمار، سلبية وغير قادرة أو غير راغبة في الوقوف صفًا واحدًا ضد الأجانب. قاطع المؤتمر العمالي المفاوضات المتعلقة بالبت في موضوع انضمام عدن إلى الاتحاد الفيدرالي؛ وأصر قادته على موقفهم الذي يرى أن هذا الاتحاد في حقيقة الأمر تم فرضه ضد إرادة شعب المنطقة. وفي أبريل عام 1961م زار وزير المستعمرات البريطاني، مكلاود، عدن وعقد مباحثات مع أحزاب النخبة العدنية، فقام المؤتمر العمالي بتنظيم مظاهرات حاشدة ضد هؤلاء. وعلى أثر ذلك اعتقل الأصنج لمدة قصيرة.
وبالتزامن مع استنكار المؤتمر العمالي للوضع القائم جاء اقتراحه بتشكيل حزب سياسي جديد تناط به مهمة قيادة وتوحيد القوى الوطنية في المرحلة القادمة من الكفاح. وهناك عدة أسباب دفعت إلى تقديم هذا الاقتراح؛ منها الدروس التي استفادها قادة المؤتمر العمالي من تطورات الأوضاع المشابهة في الكونغو، والجزائر، ونفوذ المؤتمر العمالي في أوساط الجماهير العدنية، والدعم المعنوي الذي كان يحظى به نشاطه من الاتحاد السوفيتي ومصر. وهكذا تأسس في فبراير من عام 1962م حزب الشعب الاشتراكي، وفي حقيقة الأمر فإن هذا الحزب كان عبارة عن بلورة للمكتب القومي الذي أنشأه المؤتمر العمالي في عام 1960م، والذي كان يرأسه محسن العيني، اليمني الشمالي ذو الاتجاه البعثي. وقد انتخب الأصنج رئيسًا لحزب الشعب الاشتراكي، وانتخب محسن العيني أمينًا عامًا له. أخذ هذا الحزب ينادي بنفس المبادئ المعهودة: الاستقلال للجنوب اليمني، والانسحاب البريطاني من كامل أراضي شبه الجزيرة العربية، والوحدة مع شمال اليمن، والتخلص من السلاطين، والإنجليز، والأحزاب السياسية العدنية، وحزب الرابطة والكف عن عدّهم ممثلين للشعب؛ وكان الأصنج يضع عقيدة البعث المتمثلة في (وحدة – حرية – اشتراكية) على رأس شعارات حزب الشعب الاشتراكي. وما لبث الحزب أن فتح فروعًا له في عدد من الدول العربية وفي لندن وطور علاقاته في هذه المواقع، وأيضًا في الدول الآسيوية والأفريقية، ثم بدأ يفكر في رفع مسألة الجنوب اليمني إلى منظمة الأمم المتحدة.
وعليه فإن السنوات الأولى من عقد الستينيات شهدت حضورًا طاغيًا للمؤتمر العمالي وذراعه السياسية حزب الشعب الاشتراكي أكثر من باقي الهيئات السياسية في الجنوب اليمني. وهناك عاملان ساهما في نيل حزب الشعب الاشتراكي تلك المكانة المتقدمة، أولهما تأييد أنصار المؤتمر العمالي الذين أبرزوه هم أصلًا إلى الوجود. وفي مقابل ذلك أيد الحزب الطبقات الدنيا في نزاعاتها الخاصة بالعمل، ودعم فكرة العروبة وشكّل تنظيمًا فعالًا يقوم على قيادة ذات خلفية ثقافية مناسبة، وعلى جماهير غير ماهرة ولكنها تخضع لهرمية مُحكمة. والعامل الثاني هو أن المؤتمر العمالي كان قادرًا على أن يؤدي أدواره التي رسمها هو لنفسه بطريقة ثورية ومنسجمة مع مبادئه، وهو شيء لم يكن معهودًا في ذلك الوقت لدى باقي الأحزاب السياسية العدنية.
وإذا أردنا أن نلخص ما تطرقنا إليه في هذا الفصل، يمكن القول إنه قد نشأت حالة ثورية في اليمن الجنوبي نتيجة للصراعات السوسيو اقتصادية والقومية والسلطوية. وتمخضت هذه الحالة بدورها عن أوضاع معينة عُدّت أنها نقاط انطلاق أو أحجار أساس للثورة. وكان لينين قد تحدث عن الإمكانيات الثورية الكامنة في المقاومة للطبقة العليا من قبل الطبقة الدنيا وجزء من الطبقة الوسطى. وعدّ فرانز فانون أن الصراع بين السيطرة الأجنبية والتطلعات القومية للاستقلال هو سبب رئيسي من أسباب الثورة. كما أن الأسس المنطقية الاستعمارية لها أيضًا دور تخريبي. وأكد A.
#الصراع_على_جنوب_اليمن
ترجمة
أ #نجيب_باوزير
ومما عزز أكثر فأكثر من الصبغة والتوجه (الوطني) للمؤتمر العمالي أنه في الستينيات كان خمسون في المائة من أعضائه البالغ عددهم اثنين وعشرين ألفًا ينحدرون من أصول يمنية. وبعد إقرار قانون أغسطس لعام 1960م الخاص بحظر الإضرابات، اتهم المؤتمر العمالي الإنجليز بالسعي إلى »تدمير الشخصية العربية لعدن وتحويلها إلى مدينة للأجانب… حيث إن الأجانب يجنون خيرات عدن بينما العربي… يفتقر إلى من يشفق عليه في وطنه«. وقد طالب المؤتمر العمالي بحرمان الأجانب من حق المواطنة في عدن.
وقد أعرب الأصنج والمؤتمر العمالي عن استعدادهم للتفاوض، ولكن رؤيتهم حول الوضع المستقبلي لعدن كانت متعنتة جدًّا. فقد كان من بين مطالب الأصنج: إلغاء مجلس عدن التشريعي، حل الاتحاد الفيدرالي، إشراكه هو ورفاقه في عضوية أي حكومة مؤقتة يمكن أن تشكل، وانسحاب بريطانيا من المنطقة. كان الأصنج ينظر إلى الاتحاد الفيدرالي القائم آنذاك بوصفه: »أكذوبة زائفة، وأن الذين يتحكمون فيه هم مجموعة من المستبدين الإقطاعيين المكروهين من الشعب الذين لا يفكرون إلا في مصالحهم، والذين يستندون بصورة كاملة إلى تأييد الإنجليز… «، وكان يعد الأحزاب السياسية الموجودة آنذاك في عدن أحزابًا خاضعة للاستعمار، سلبية وغير قادرة أو غير راغبة في الوقوف صفًا واحدًا ضد الأجانب. قاطع المؤتمر العمالي المفاوضات المتعلقة بالبت في موضوع انضمام عدن إلى الاتحاد الفيدرالي؛ وأصر قادته على موقفهم الذي يرى أن هذا الاتحاد في حقيقة الأمر تم فرضه ضد إرادة شعب المنطقة. وفي أبريل عام 1961م زار وزير المستعمرات البريطاني، مكلاود، عدن وعقد مباحثات مع أحزاب النخبة العدنية، فقام المؤتمر العمالي بتنظيم مظاهرات حاشدة ضد هؤلاء. وعلى أثر ذلك اعتقل الأصنج لمدة قصيرة.
وبالتزامن مع استنكار المؤتمر العمالي للوضع القائم جاء اقتراحه بتشكيل حزب سياسي جديد تناط به مهمة قيادة وتوحيد القوى الوطنية في المرحلة القادمة من الكفاح. وهناك عدة أسباب دفعت إلى تقديم هذا الاقتراح؛ منها الدروس التي استفادها قادة المؤتمر العمالي من تطورات الأوضاع المشابهة في الكونغو، والجزائر، ونفوذ المؤتمر العمالي في أوساط الجماهير العدنية، والدعم المعنوي الذي كان يحظى به نشاطه من الاتحاد السوفيتي ومصر. وهكذا تأسس في فبراير من عام 1962م حزب الشعب الاشتراكي، وفي حقيقة الأمر فإن هذا الحزب كان عبارة عن بلورة للمكتب القومي الذي أنشأه المؤتمر العمالي في عام 1960م، والذي كان يرأسه محسن العيني، اليمني الشمالي ذو الاتجاه البعثي. وقد انتخب الأصنج رئيسًا لحزب الشعب الاشتراكي، وانتخب محسن العيني أمينًا عامًا له. أخذ هذا الحزب ينادي بنفس المبادئ المعهودة: الاستقلال للجنوب اليمني، والانسحاب البريطاني من كامل أراضي شبه الجزيرة العربية، والوحدة مع شمال اليمن، والتخلص من السلاطين، والإنجليز، والأحزاب السياسية العدنية، وحزب الرابطة والكف عن عدّهم ممثلين للشعب؛ وكان الأصنج يضع عقيدة البعث المتمثلة في (وحدة – حرية – اشتراكية) على رأس شعارات حزب الشعب الاشتراكي. وما لبث الحزب أن فتح فروعًا له في عدد من الدول العربية وفي لندن وطور علاقاته في هذه المواقع، وأيضًا في الدول الآسيوية والأفريقية، ثم بدأ يفكر في رفع مسألة الجنوب اليمني إلى منظمة الأمم المتحدة.
وعليه فإن السنوات الأولى من عقد الستينيات شهدت حضورًا طاغيًا للمؤتمر العمالي وذراعه السياسية حزب الشعب الاشتراكي أكثر من باقي الهيئات السياسية في الجنوب اليمني. وهناك عاملان ساهما في نيل حزب الشعب الاشتراكي تلك المكانة المتقدمة، أولهما تأييد أنصار المؤتمر العمالي الذين أبرزوه هم أصلًا إلى الوجود. وفي مقابل ذلك أيد الحزب الطبقات الدنيا في نزاعاتها الخاصة بالعمل، ودعم فكرة العروبة وشكّل تنظيمًا فعالًا يقوم على قيادة ذات خلفية ثقافية مناسبة، وعلى جماهير غير ماهرة ولكنها تخضع لهرمية مُحكمة. والعامل الثاني هو أن المؤتمر العمالي كان قادرًا على أن يؤدي أدواره التي رسمها هو لنفسه بطريقة ثورية ومنسجمة مع مبادئه، وهو شيء لم يكن معهودًا في ذلك الوقت لدى باقي الأحزاب السياسية العدنية.
وإذا أردنا أن نلخص ما تطرقنا إليه في هذا الفصل، يمكن القول إنه قد نشأت حالة ثورية في اليمن الجنوبي نتيجة للصراعات السوسيو اقتصادية والقومية والسلطوية. وتمخضت هذه الحالة بدورها عن أوضاع معينة عُدّت أنها نقاط انطلاق أو أحجار أساس للثورة. وكان لينين قد تحدث عن الإمكانيات الثورية الكامنة في المقاومة للطبقة العليا من قبل الطبقة الدنيا وجزء من الطبقة الوسطى. وعدّ فرانز فانون أن الصراع بين السيطرة الأجنبية والتطلعات القومية للاستقلال هو سبب رئيسي من أسباب الثورة. كما أن الأسس المنطقية الاستعمارية لها أيضًا دور تخريبي. وأكد A.
هل تعلم أن كاتب القصيدة الغنائية الشهيرة "لي في ربى حاجر غزيل أغيد ساجي الرنا" هو من أبناء #تهامة؟
إنه الشاعر والأديب التهامي أحمد بن محمد بن علي أبو العباس شهاب الدين بن فليتة الحكمي، المعروف بـ"ابن فليتة".
عاش في القرن الثامن الهجري تقريبًا.
ينحدر ابن فليتة من قبيلة الحكم التهامية العريقة، وولد في #تهامة، ضمن نواحي #زبيد، في عهد الملك المجاهد علي بن داود الرسولي.
وكان كاتب الإنشاء في الدولة الرسولية، وقد ترك أثراً أدبياً بالغًا في تاريخ الشعر المغنى في الجزيرة العربية.
يُعد ابن فليتة من أبرز من ساهموا في شهرة الشعر الحميني، أحد أهم ألوان الشعر الغنائي في الجزيرة العربية.
وقد قال عنه المؤرخ عيسى بن لطف الله: "كان ابن فليتة أول من أدخل الموشح المعروف بالحميني إلى اليمن، وساهم أيضًا في انتشار الموشح الأندلسي."
وقد أنشد ابن فليتة رائعته الخالدة:
لي في ربى حاجر غزيل أغيد
ساجي الرنا
جيده على قده يقدني قد
إذا انثنى
يا مسلمين شاء أموت أنا وأخمد
من الضنى
شاء أموت ولا يعلم بقصتي أحد
إلا أنا
أصبحت في أسر الذي ملكني
خاضع ذليل
لا هو رضى بالبيع ولا عتقني
كيف السبيل؟
ومن عشق يصبر على التجني
صبرا جميل
عواقب الصبر الجميل تُحمد
فيها المنى
أما أنا ما أجفاك ولا أميلك
وأهواك هواك
أخشى جفاك إن طال عليّ أهلك
قلل جفاك
لفت وقال لي: شاء تموت موت،
لك أماني معك
ويلاه، كان الموت علي أجرد
أما هنّى!
ما بعد هذا القول شيء يلق لي
إلا السكوت
قد ضاع رشدي في الهوى وعقلي
أخشى يفوت
بالله قل: إن شئت تموت، فمُت لي
قولي أموت
ضحك وقال: يا يائس عليك،
يا محمد، بموت أنا!
ملامح شعره ولهجته: يتجلى في شعر ابن فليتة تأثير اللهجة التهامية الواضح.
ينسب إليه ديوان شعري جميل في الشعر الحكمي الفصيح (نسبة لقبيلته الحكم التهامية)، ويعد من أوائل أقسام الشعر الغنائي بتهامة، إلى جانب ألوان أخرى كـ"الدلع" و"الطارق" وإن كانت أقل شهرة من الشعر الحميني والحكمي.
مؤلفاته:
سوق الفواكه ونزهة المتفاكه (ديوان شعر).
نزهة الأعيان.
جلاء القلوب من الأحزان (ديوان شعر آخر).
رشد اللبيب إلى معاشرة الحبيب (في غير الشعر).
وفاته:
اختلفت المصادر في تحديد سنة وفاته، إلا أن الراجح أنه توفي عام 1331م.
#نجيب_جبريل
https://www.facebook.com/share/v/19SiXt9Xky/
إنه الشاعر والأديب التهامي أحمد بن محمد بن علي أبو العباس شهاب الدين بن فليتة الحكمي، المعروف بـ"ابن فليتة".
عاش في القرن الثامن الهجري تقريبًا.
ينحدر ابن فليتة من قبيلة الحكم التهامية العريقة، وولد في #تهامة، ضمن نواحي #زبيد، في عهد الملك المجاهد علي بن داود الرسولي.
وكان كاتب الإنشاء في الدولة الرسولية، وقد ترك أثراً أدبياً بالغًا في تاريخ الشعر المغنى في الجزيرة العربية.
يُعد ابن فليتة من أبرز من ساهموا في شهرة الشعر الحميني، أحد أهم ألوان الشعر الغنائي في الجزيرة العربية.
وقد قال عنه المؤرخ عيسى بن لطف الله: "كان ابن فليتة أول من أدخل الموشح المعروف بالحميني إلى اليمن، وساهم أيضًا في انتشار الموشح الأندلسي."
وقد أنشد ابن فليتة رائعته الخالدة:
لي في ربى حاجر غزيل أغيد
ساجي الرنا
جيده على قده يقدني قد
إذا انثنى
يا مسلمين شاء أموت أنا وأخمد
من الضنى
شاء أموت ولا يعلم بقصتي أحد
إلا أنا
أصبحت في أسر الذي ملكني
خاضع ذليل
لا هو رضى بالبيع ولا عتقني
كيف السبيل؟
ومن عشق يصبر على التجني
صبرا جميل
عواقب الصبر الجميل تُحمد
فيها المنى
أما أنا ما أجفاك ولا أميلك
وأهواك هواك
أخشى جفاك إن طال عليّ أهلك
قلل جفاك
لفت وقال لي: شاء تموت موت،
لك أماني معك
ويلاه، كان الموت علي أجرد
أما هنّى!
ما بعد هذا القول شيء يلق لي
إلا السكوت
قد ضاع رشدي في الهوى وعقلي
أخشى يفوت
بالله قل: إن شئت تموت، فمُت لي
قولي أموت
ضحك وقال: يا يائس عليك،
يا محمد، بموت أنا!
ملامح شعره ولهجته: يتجلى في شعر ابن فليتة تأثير اللهجة التهامية الواضح.
ينسب إليه ديوان شعري جميل في الشعر الحكمي الفصيح (نسبة لقبيلته الحكم التهامية)، ويعد من أوائل أقسام الشعر الغنائي بتهامة، إلى جانب ألوان أخرى كـ"الدلع" و"الطارق" وإن كانت أقل شهرة من الشعر الحميني والحكمي.
مؤلفاته:
سوق الفواكه ونزهة المتفاكه (ديوان شعر).
نزهة الأعيان.
جلاء القلوب من الأحزان (ديوان شعر آخر).
رشد اللبيب إلى معاشرة الحبيب (في غير الشعر).
وفاته:
اختلفت المصادر في تحديد سنة وفاته، إلا أن الراجح أنه توفي عام 1331م.
#نجيب_جبريل
https://www.facebook.com/share/v/19SiXt9Xky/
Facebook
Log in or sign up to view
See posts, photos and more on Facebook.
#السلوك #الجندي
وَكَانَ ابوه رجلا
صَالحا سليم الصَّدْر وَنَشَأ ابْنه هَذَا على طَرِيقه كثيرا لعزله متمسكا بِالْعبَادَة ثمَّ كَانَ يخرج الى #الْحَج فَيَأْتِي حَاج #الْعرَاق وعلماؤه ووعاظه فيتضلع من علومهم ومعارفهم
ثمَّ مَتى عَاد #الْيمن اعتزل النَّاس وَأظْهر الْوَعْظ والتحذير من صُحْبَة #الْمُلُوك وحواشيهم وَكَانَ فصيحا صبيحا اخضر اللَّوْن مليح الْخَدين طَوِيل الْقَامَة حسن الصَّوْت بَين عَيْنَيْهِ سَجْدَة طيب النقمَة حُلْو الايراد غزير #المحفوظات قَائِما بالوعظ وَالتَّفْسِير وَطَرِيق #الصُّوفِيَّة وَرُبمَا تكلم بِشَيْء من الْأُمُور الَّتِي هِيَ مُسْتَقْبلَة فَيكون كَمَا ذكر فَصَارَ ذَلِك من أقوى الْعدَد لوصوله الى مقْصده فِي استماله قُلُوب الْعَالم فَأول مَا ظهر امْرَهْ بالقرى الَّتِي هِيَ سفل وَادي #زبيد أَولهَا #العنبرة والقضيب و #الأهواب والمقتفى و واسط وَمَا قاربها من الْأَمَاكِن وَصَارَ لَهُ ذكر فِي الصّلاح وَالْعِبَادَة و #المكاشفة والوعظ وَصَارَ يفتقد اهل هَذِه الْأَمَاكِن بالوعظ وَلَا يقبل مِنْهُم هَدِيَّة وَلَا صَدَقَة وَكَانَ رَقِيق الْقلب قريب الدمعة غزيرها وَكَانَ مُبْتَدأ ظُهُوره سنة احدى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
على الْحَال الْمُتَقَدّم من الْعِبَادَة والزهادة والوعظ وتنفير الْعَالم عَن الْمُلُوك و #العسكر ثمَّ مَتى دنى الْحَج خرج حَاجا على #نجيب وَثَبت لَهُ بذلك عِنْد #الْحرَّة ام فاتك مكانة فاطلقت لَهُ من سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ خراج ارضه واراضي من يلوذ بِهِ من قريب وصحيب فَلم يمض لَهُم مُدَّة حَتَّى صَارُوا أهل #خُيُول صاهلة وَ #عدد_للحرب باهرة وفراسة ظَاهِرَة فَكَانُوا فِي ركُوب الْخَيل على مَا قَالَ عمَارَة كَمَا قَالَ الشَّاعِر وَهُوَ المتنبي ... فَكَأَنَّمَا نتجت قيَاما تَحْتهم ... وكأنما ولدُوا على صهواتها ...
ثمَّ انه حَالف قوما من أهل #الْجبَال وَصعد اليهم بِمن اجْتمع مَعَه من اهل تهَامَة وَجمع نَحوا من #اربعين الْفَا وَقصد بهم #الكدري فَلَقِيَهُ يَوْمئِذٍ صَاحبهَا الْقَائِد اسحاق فَهَزَمَهُمْ وَقتل جمعا من اصحابه سنة ثَمَانِي وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة ثمَّ انه
وَكَانَ ابوه رجلا
صَالحا سليم الصَّدْر وَنَشَأ ابْنه هَذَا على طَرِيقه كثيرا لعزله متمسكا بِالْعبَادَة ثمَّ كَانَ يخرج الى #الْحَج فَيَأْتِي حَاج #الْعرَاق وعلماؤه ووعاظه فيتضلع من علومهم ومعارفهم
ثمَّ مَتى عَاد #الْيمن اعتزل النَّاس وَأظْهر الْوَعْظ والتحذير من صُحْبَة #الْمُلُوك وحواشيهم وَكَانَ فصيحا صبيحا اخضر اللَّوْن مليح الْخَدين طَوِيل الْقَامَة حسن الصَّوْت بَين عَيْنَيْهِ سَجْدَة طيب النقمَة حُلْو الايراد غزير #المحفوظات قَائِما بالوعظ وَالتَّفْسِير وَطَرِيق #الصُّوفِيَّة وَرُبمَا تكلم بِشَيْء من الْأُمُور الَّتِي هِيَ مُسْتَقْبلَة فَيكون كَمَا ذكر فَصَارَ ذَلِك من أقوى الْعدَد لوصوله الى مقْصده فِي استماله قُلُوب الْعَالم فَأول مَا ظهر امْرَهْ بالقرى الَّتِي هِيَ سفل وَادي #زبيد أَولهَا #العنبرة والقضيب و #الأهواب والمقتفى و واسط وَمَا قاربها من الْأَمَاكِن وَصَارَ لَهُ ذكر فِي الصّلاح وَالْعِبَادَة و #المكاشفة والوعظ وَصَارَ يفتقد اهل هَذِه الْأَمَاكِن بالوعظ وَلَا يقبل مِنْهُم هَدِيَّة وَلَا صَدَقَة وَكَانَ رَقِيق الْقلب قريب الدمعة غزيرها وَكَانَ مُبْتَدأ ظُهُوره سنة احدى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
على الْحَال الْمُتَقَدّم من الْعِبَادَة والزهادة والوعظ وتنفير الْعَالم عَن الْمُلُوك و #العسكر ثمَّ مَتى دنى الْحَج خرج حَاجا على #نجيب وَثَبت لَهُ بذلك عِنْد #الْحرَّة ام فاتك مكانة فاطلقت لَهُ من سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ خراج ارضه واراضي من يلوذ بِهِ من قريب وصحيب فَلم يمض لَهُم مُدَّة حَتَّى صَارُوا أهل #خُيُول صاهلة وَ #عدد_للحرب باهرة وفراسة ظَاهِرَة فَكَانُوا فِي ركُوب الْخَيل على مَا قَالَ عمَارَة كَمَا قَالَ الشَّاعِر وَهُوَ المتنبي ... فَكَأَنَّمَا نتجت قيَاما تَحْتهم ... وكأنما ولدُوا على صهواتها ...
ثمَّ انه حَالف قوما من أهل #الْجبَال وَصعد اليهم بِمن اجْتمع مَعَه من اهل تهَامَة وَجمع نَحوا من #اربعين الْفَا وَقصد بهم #الكدري فَلَقِيَهُ يَوْمئِذٍ صَاحبهَا الْقَائِد اسحاق فَهَزَمَهُمْ وَقتل جمعا من اصحابه سنة ثَمَانِي وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة ثمَّ انه