ل إتجه نحو مأرب حيث شقيقه "يآزل"[185] وورد نص لقيل اسمه رب شمس "قول بكل ذي ريدت" (قيل بكيل ذي ريدة ويقصد بها مديرية ريدة حالياً) قدم تمثالين من الذهب للإله إلمقه لإنه مكنه من نصرة سيده إيلي شرح يحضب وأذل أعداءه وأجبرهم على تقديم الرهائن وفروض الطاعة [186] وانتهت ثورة "شمَّر الحِميَّري" وقاد جيش إيلي شرح يحضب بنفسه للاستيلاء على #حضرموت [187]
تجمع الحِميَّريين من جديد بقيادة "كربئيل ذو ريدان" ويذكر اليونانيين في نفس الفترة أن حميرياً يدعى "كربئيل" كان مسيطراً على ساحل أفريقيا حتى تنزانيا ولا يُعرف كيف ومتى حدث ذلك إلا أنه دلالة على الهزائم التي لحقت بهم لم تؤثر عليهم كثيراً [188][189] توجه إيلي شرح يحضب مع أخاه "يآزل" نحو العرش وهي موقع في رداع وتراجعت قوات الحميريين إلى إب حيث موطن الحميريين وتحصن كربئيل في حصن يقال له "ظلمان" لا يعرف عنه شوي حاليا ولكن توجد منطقة في شمال إب تدعى "ظلمة" قرب وادي #سحول و #إب هي أرض الحميريين وموطنهم [190] طلب إيل شرح من كربئيل الاستسلام إلا أنه رفض فأقتحم الحصن ونهب مافيه وانتهت المعركة باستسلامه ولم يُقتل [191] لا أنه فوجئ بهجوم من قبيلة كندة بقيادة "إمرؤ القيس بن عوف" وذكر أن إلهه إلمقه وفقه في التصدي للهجوم وأسر سيد كندة وقدم تعهداً بعدم التمرد على الإله إلمقه وفيه دلالة على طبيعة الحكم الكهنوتية لمملكة سبأ فالخروج على الملك هو خروج على الآلهة وكان سيد كندة شاباً يافعاً[192] وموضع قبيلة كندة حينها كان في موضع يقال له القشم في مأرب [193]
حاكم مصر الروماني
انتصارات إيلي شرح يحضب لم ترض الرومان وقرر أغسطس قيصر تيسير قوة بقيادة حاكم مصر الروماني أيليوس غالوس للاستيلاء على "العربية السعيدة" وإخضاعها ولاشك أنهم أتصلوا بالأكسوميين في الضفة المقابلة للمساعدة ويُعتقد أنهم حاولوا الاستفادة من الشقاق الحِميَّري وكانوا على علم ودراية به[194] ولكن رغبة #الرومان باحتلال جنوب شبه الجزيرة العربية تعود إلى أيام الإسكندر المقدوني ولكنه توفي قبل تحقيق مسعاه فحاول أغسطس قيصر استكمال رؤيته [195] ورد نص لإيلي شرح يحضب ولا شك أنه عاصر الحملة الرومانية بدلالة ورود اسمه في كتابات سترابو مرافق أيليوس غالوس والذي حاول تبرير إخفاق الحملة بشتى الطرق والأساليب وهناك اتفاق بين باحثي العصر الحديث على لجوءه للكذب والتبرير وإيجاد الأعذار لصديقه #غالوس وإلقاء اللائمة على دليلهم النبطي " #صالح " لإن سترابو كان مؤمنا بالتفوق والسمو الثقافي والعرقي للرومان على سواهم من الناس[196][197] ولم تكتشف كتابة بخط المسند عن هذه الحملة ويأمل الباحثون باكتشافها يوماً ما ولكن ورد نص لإيل شرح يشير لقوة غريبة معادية "تجرأت على آلهة سبأ" وشكر إيل شرح الآلهة وأمر شعب سبأ بشكرها على نجاتهم منها وتصديه لها [198] وضع اليمن كان مضطربا فيحتمل أن الجيش الروماني عاد بفعل العطش فعلا ولكن الماء الناتج عن سد مأرب وفير وقد ذكر سترابو أنهم حاصروا مأرب ستة أيام فالوصول للماء كان متاحاً مما يضعف التبرير الذي وضعه سترابو [199] وقد ذكر سترابو أن عشرة آلاف عربي تصدو ل #الرومان في اليمن وهو عدد ضخم وذكر أن الرومان قتلوهم جميعاً وهي مبالغة وكذب واضح[200] فإن قتلوا هذا العدد الضخم لبقيوا في اليمن ولا مبرر لإنسحابهم [201] توفي إيلي شرح يحضب بعد مرض أصابه بدلالة ورود نصوص عديدة من أنصاره تتضرع الآلهة بحفظه وشفائه وتوفي إيل شرح في العام 20 ق.م أو بعده بقليل أي بعد عدة سنوات من حملة أيليوس غالوس والتي كانت بالعام 25 ق.م [202] وقد أشار القرآن إلى قدرات الجيش السبئي في سورة النمل عندما طلبت ملكة سبأ المشورة من "الملأ" حول الرد المناسب لرسالة الملك سليمان إليهم فردوا عليها قائلين وفقاً للقرآن :﴿قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ﴾ [27:33] وإن لم يُعثر لهذه الملكة ولا لسليمان أثر. ولكن حظ إيلي شرح يحضب وافر في كتابات أهل الأخبار فقد كانوا يعرفونه بل جعلوه والداً لبلقيس إذ زعموا أن اسمها "بلقيس بنت إيلي شرح" ولا شك أنهم قصدوا بذلك إيلي شرح يحضب [203][204] فجعلوه معاصراً لسليمان وهو لايصح بكل حال ف #سليمان إن وجد له أثر، عاش في القرن العاشر قبل الميلاد أي أيام فترة الكهنة على سبأ وليس القرن الأول ق.م[205]
كان عهد همدان مليئا بالاضطرابات وترك أثرا بالغ السوء على اليمن إذ تصحرت الكثير من الأراضي الزراعية نتاج نزاعات وحروب القبائل حتى أن زعيمهم أصيب بالقلق والأرق أو "مقيظ" بلغة السبئيين واضطر الكثير من المزارعين إلى الرحيل وترك أعمالهم نتاج الاضطراب وقسوة ملاك الأراضي عليهم [206] كلفت هذه الحروب والمعارك للإنفراد بالملك البلاد ثمناً باهظاً، أهلكت الأرواح وأجدبت الأراضي لإنشغال القبائل بالقتال عن الزراعة والإنتاج وأثرت على نفسيات الناس ونغصت عليهم معيشتهم بدلالة كثرة النصوص التي تسأل الآلهة أن تمن عليه
تجمع الحِميَّريين من جديد بقيادة "كربئيل ذو ريدان" ويذكر اليونانيين في نفس الفترة أن حميرياً يدعى "كربئيل" كان مسيطراً على ساحل أفريقيا حتى تنزانيا ولا يُعرف كيف ومتى حدث ذلك إلا أنه دلالة على الهزائم التي لحقت بهم لم تؤثر عليهم كثيراً [188][189] توجه إيلي شرح يحضب مع أخاه "يآزل" نحو العرش وهي موقع في رداع وتراجعت قوات الحميريين إلى إب حيث موطن الحميريين وتحصن كربئيل في حصن يقال له "ظلمان" لا يعرف عنه شوي حاليا ولكن توجد منطقة في شمال إب تدعى "ظلمة" قرب وادي #سحول و #إب هي أرض الحميريين وموطنهم [190] طلب إيل شرح من كربئيل الاستسلام إلا أنه رفض فأقتحم الحصن ونهب مافيه وانتهت المعركة باستسلامه ولم يُقتل [191] لا أنه فوجئ بهجوم من قبيلة كندة بقيادة "إمرؤ القيس بن عوف" وذكر أن إلهه إلمقه وفقه في التصدي للهجوم وأسر سيد كندة وقدم تعهداً بعدم التمرد على الإله إلمقه وفيه دلالة على طبيعة الحكم الكهنوتية لمملكة سبأ فالخروج على الملك هو خروج على الآلهة وكان سيد كندة شاباً يافعاً[192] وموضع قبيلة كندة حينها كان في موضع يقال له القشم في مأرب [193]
حاكم مصر الروماني
انتصارات إيلي شرح يحضب لم ترض الرومان وقرر أغسطس قيصر تيسير قوة بقيادة حاكم مصر الروماني أيليوس غالوس للاستيلاء على "العربية السعيدة" وإخضاعها ولاشك أنهم أتصلوا بالأكسوميين في الضفة المقابلة للمساعدة ويُعتقد أنهم حاولوا الاستفادة من الشقاق الحِميَّري وكانوا على علم ودراية به[194] ولكن رغبة #الرومان باحتلال جنوب شبه الجزيرة العربية تعود إلى أيام الإسكندر المقدوني ولكنه توفي قبل تحقيق مسعاه فحاول أغسطس قيصر استكمال رؤيته [195] ورد نص لإيلي شرح يحضب ولا شك أنه عاصر الحملة الرومانية بدلالة ورود اسمه في كتابات سترابو مرافق أيليوس غالوس والذي حاول تبرير إخفاق الحملة بشتى الطرق والأساليب وهناك اتفاق بين باحثي العصر الحديث على لجوءه للكذب والتبرير وإيجاد الأعذار لصديقه #غالوس وإلقاء اللائمة على دليلهم النبطي " #صالح " لإن سترابو كان مؤمنا بالتفوق والسمو الثقافي والعرقي للرومان على سواهم من الناس[196][197] ولم تكتشف كتابة بخط المسند عن هذه الحملة ويأمل الباحثون باكتشافها يوماً ما ولكن ورد نص لإيل شرح يشير لقوة غريبة معادية "تجرأت على آلهة سبأ" وشكر إيل شرح الآلهة وأمر شعب سبأ بشكرها على نجاتهم منها وتصديه لها [198] وضع اليمن كان مضطربا فيحتمل أن الجيش الروماني عاد بفعل العطش فعلا ولكن الماء الناتج عن سد مأرب وفير وقد ذكر سترابو أنهم حاصروا مأرب ستة أيام فالوصول للماء كان متاحاً مما يضعف التبرير الذي وضعه سترابو [199] وقد ذكر سترابو أن عشرة آلاف عربي تصدو ل #الرومان في اليمن وهو عدد ضخم وذكر أن الرومان قتلوهم جميعاً وهي مبالغة وكذب واضح[200] فإن قتلوا هذا العدد الضخم لبقيوا في اليمن ولا مبرر لإنسحابهم [201] توفي إيلي شرح يحضب بعد مرض أصابه بدلالة ورود نصوص عديدة من أنصاره تتضرع الآلهة بحفظه وشفائه وتوفي إيل شرح في العام 20 ق.م أو بعده بقليل أي بعد عدة سنوات من حملة أيليوس غالوس والتي كانت بالعام 25 ق.م [202] وقد أشار القرآن إلى قدرات الجيش السبئي في سورة النمل عندما طلبت ملكة سبأ المشورة من "الملأ" حول الرد المناسب لرسالة الملك سليمان إليهم فردوا عليها قائلين وفقاً للقرآن :﴿قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ﴾ [27:33] وإن لم يُعثر لهذه الملكة ولا لسليمان أثر. ولكن حظ إيلي شرح يحضب وافر في كتابات أهل الأخبار فقد كانوا يعرفونه بل جعلوه والداً لبلقيس إذ زعموا أن اسمها "بلقيس بنت إيلي شرح" ولا شك أنهم قصدوا بذلك إيلي شرح يحضب [203][204] فجعلوه معاصراً لسليمان وهو لايصح بكل حال ف #سليمان إن وجد له أثر، عاش في القرن العاشر قبل الميلاد أي أيام فترة الكهنة على سبأ وليس القرن الأول ق.م[205]
كان عهد همدان مليئا بالاضطرابات وترك أثرا بالغ السوء على اليمن إذ تصحرت الكثير من الأراضي الزراعية نتاج نزاعات وحروب القبائل حتى أن زعيمهم أصيب بالقلق والأرق أو "مقيظ" بلغة السبئيين واضطر الكثير من المزارعين إلى الرحيل وترك أعمالهم نتاج الاضطراب وقسوة ملاك الأراضي عليهم [206] كلفت هذه الحروب والمعارك للإنفراد بالملك البلاد ثمناً باهظاً، أهلكت الأرواح وأجدبت الأراضي لإنشغال القبائل بالقتال عن الزراعة والإنتاج وأثرت على نفسيات الناس ونغصت عليهم معيشتهم بدلالة كثرة النصوص التي تسأل الآلهة أن تمن عليه
ة خاصة لحمايتها منه [330]
لم يكن إيصال المياه إلى الجبال والزراعة عليها أمراً سهلا مما اضطر السبئيين إلى تمهيدها على شكل مدرجات ولا زالت ظاهرة إلى اليوم في اليمن[331] وقد ذكر اليونان ذلك وكيف أن جبال #اليمن تبدو كسلالم وهو ليس نتاج الطبيعة بل لإن اليمنيين القدماء أرادوها كذلك لتسهل عليهم الزراعة في المرتفعات [332] وللأسف قليل من هذه المدرجات أو "جروبن" (مفردها جربت أو جربة والجمع في اللغة الصيهدية يكون بإضافة الواو فيقال جروب لجمع جربة) بقي مزروعا إذ أن غالبها تصحر نتيجة الإهمال عبر السنين [333] وقام السبئيون مثل غيرهم من اليمنيين الآخرين ببناء الصهاريج لحفظ المياه وتزويدها بمجاري تحت الأرض تصل لعدة كيلومترات لإيصال المياه للسكن والمزارع ولا زالت #الصهاريج تستخدم في أرياف اليمن وبنفس الطريقة القديمة [334] كان في كل مقاطعة أو "هِجّر" مجلس مكون من "ثمينتن" (ثمانية) أعضاء لمناقشة القضايا الزراعية من ضرائب يدفعها المزارعون للحكومة إلى تقديم طلبات بحصص وقروض من خزانة الدولة وغالبا ماتكون في المعبد لإمداد المزارعين أو ملاك الأراضي بصورة أدق [335] وفرضت عقوبات على المزارعين الذين يتركون الأرياف ليعيشوا في المدن وهو مايؤكد قول سترابو بشأن صرامة القوانين الاجتماعية. فكثير من المزارعين كان يترك الأرض ويذهب إلى المدينة خلال أيام القحط أو الاضطرابات وتسميهم نصوص المسند بلفظة "مهجرت" (مهجرة) [336] وردت عدة نصوص عن معاملات زراعية في نصوص المسند وقد يؤجر المعبد أرضاً يملكها لمزارعين للاستفادة منها على أن يسدد المزارعين الأجرة سنوياً أو حسب العقد المتفق عليه مع الآلهة [337] ولا تمض أي معاملة زراعية إلا بعد أن يحصل المتعاملون على قرار رسمي برضا الآلهة عن العقد [338]
التجاره
تصف نصوص خط المسند التاجر بلفظة "مكر" [339] والتجار أدنى طبقة حسب السلم الاجتماعي اليمني القديم من الملوك والأقيال رغم أن هولاء الأقيال والملوك كانوا تجاراً كذلك ولم يفهم الباحثون ماإذا كان هناك طبقات بين التجار في المجتمع القديم. كانوا يتاجرون بما تنتجه الأرض من بخور ولبان ومر وكانوا محتكرين لتجارتها في العالم القديم وكانت سبباً أغسطس قيصر لغزو العربية #السعيدة بعد عقده "صداقة" حسب مفاهيم الرومان مع الأنباط [340] وهذا ماقاله سترابو، أن الإمبراطور أراد السبئيين أن يصبحوا أصدقاءاً لروما وهي ليست صداقة بالمعنى المعروف بل المقصود منها تبعية وخضوع لشروط الرومان والمتاجرة بالبضائع العربية الجنوبية بأرخص الأسعار [177] لم يتم حلم #الرومان وفنى غالب جيش أيليوس #غالوس ووضع الرومان باللائمة على العطش وقلة المياه رغم وفرة المياه الناتجة من السدود وعلى دليلهم النبطي. وللباحثين في العصر الحديث عدة اعتراضات سترابو، فسترابوا جغرافي ولكنه سياسي كذلك [196] ويأمل الباحثون اكتشاف كتابات بخط المسند تشير إلى هذه الحملة للوقوف على سبب إخفاقها فالنصوص المكتشفة تمثل جزء اً بسيطا من تاريخ البلاد وعُثر على أغلبه من سياح لا بعثات إسكتشافية منظمة[341] لمعرفة الجانب الآخر من الحكاية خاصة أن الرومان غيروا أسلوبهم في التعامل مع "العربية السعيدة" عقب هذه الحملة وبدأوا بدعم #مملكة_أكسوم على الضفة المقابلة لليمن بعد حملة رومانية أخرى أخفقت كذلك بقيادة ابن سيبتيموس سيفيروس [342] رغم أنه نجح في ضم في العربية الصخرية (أقصى الشمال الغربي) دومة الجندل تحديدا [343]
كان السبئيون وكل اليمنيين القدماء يتاجرون بما تنتجه أرضهم ويشترونه من #الهند وكانت لهم سيطرة على سواحل #أفريقيا كونها أحد مصادر اللبان والبخور كذلك وقد ذكر اليونان أن سيطرتهم كانت تمتد حتى #تنزانيا [188] وردت في العهد القديم عدة نصوص تلمح إلى قوافل السبئيين وتجارتهم منها أنهم سيأتون بالذهب معظمين لمسيح اليهود المنتظر [344] وهذه النصوص توافق الوارد عنهم في كتب الرومان واليونانيين ماشأنه أنهم تجار بخور وطيب وذهب وأحجار كريمة [345] وعن تواجد سبئي في #تيماء وعن سياراتهم (قوافلهم) [346] وهذه النصوص عن تواجد سبئي في شمال غرب الجزيرة العربية تؤيدها نصوص آشورية ولكنها
لم يكن إيصال المياه إلى الجبال والزراعة عليها أمراً سهلا مما اضطر السبئيين إلى تمهيدها على شكل مدرجات ولا زالت ظاهرة إلى اليوم في اليمن[331] وقد ذكر اليونان ذلك وكيف أن جبال #اليمن تبدو كسلالم وهو ليس نتاج الطبيعة بل لإن اليمنيين القدماء أرادوها كذلك لتسهل عليهم الزراعة في المرتفعات [332] وللأسف قليل من هذه المدرجات أو "جروبن" (مفردها جربت أو جربة والجمع في اللغة الصيهدية يكون بإضافة الواو فيقال جروب لجمع جربة) بقي مزروعا إذ أن غالبها تصحر نتيجة الإهمال عبر السنين [333] وقام السبئيون مثل غيرهم من اليمنيين الآخرين ببناء الصهاريج لحفظ المياه وتزويدها بمجاري تحت الأرض تصل لعدة كيلومترات لإيصال المياه للسكن والمزارع ولا زالت #الصهاريج تستخدم في أرياف اليمن وبنفس الطريقة القديمة [334] كان في كل مقاطعة أو "هِجّر" مجلس مكون من "ثمينتن" (ثمانية) أعضاء لمناقشة القضايا الزراعية من ضرائب يدفعها المزارعون للحكومة إلى تقديم طلبات بحصص وقروض من خزانة الدولة وغالبا ماتكون في المعبد لإمداد المزارعين أو ملاك الأراضي بصورة أدق [335] وفرضت عقوبات على المزارعين الذين يتركون الأرياف ليعيشوا في المدن وهو مايؤكد قول سترابو بشأن صرامة القوانين الاجتماعية. فكثير من المزارعين كان يترك الأرض ويذهب إلى المدينة خلال أيام القحط أو الاضطرابات وتسميهم نصوص المسند بلفظة "مهجرت" (مهجرة) [336] وردت عدة نصوص عن معاملات زراعية في نصوص المسند وقد يؤجر المعبد أرضاً يملكها لمزارعين للاستفادة منها على أن يسدد المزارعين الأجرة سنوياً أو حسب العقد المتفق عليه مع الآلهة [337] ولا تمض أي معاملة زراعية إلا بعد أن يحصل المتعاملون على قرار رسمي برضا الآلهة عن العقد [338]
التجاره
تصف نصوص خط المسند التاجر بلفظة "مكر" [339] والتجار أدنى طبقة حسب السلم الاجتماعي اليمني القديم من الملوك والأقيال رغم أن هولاء الأقيال والملوك كانوا تجاراً كذلك ولم يفهم الباحثون ماإذا كان هناك طبقات بين التجار في المجتمع القديم. كانوا يتاجرون بما تنتجه الأرض من بخور ولبان ومر وكانوا محتكرين لتجارتها في العالم القديم وكانت سبباً أغسطس قيصر لغزو العربية #السعيدة بعد عقده "صداقة" حسب مفاهيم الرومان مع الأنباط [340] وهذا ماقاله سترابو، أن الإمبراطور أراد السبئيين أن يصبحوا أصدقاءاً لروما وهي ليست صداقة بالمعنى المعروف بل المقصود منها تبعية وخضوع لشروط الرومان والمتاجرة بالبضائع العربية الجنوبية بأرخص الأسعار [177] لم يتم حلم #الرومان وفنى غالب جيش أيليوس #غالوس ووضع الرومان باللائمة على العطش وقلة المياه رغم وفرة المياه الناتجة من السدود وعلى دليلهم النبطي. وللباحثين في العصر الحديث عدة اعتراضات سترابو، فسترابوا جغرافي ولكنه سياسي كذلك [196] ويأمل الباحثون اكتشاف كتابات بخط المسند تشير إلى هذه الحملة للوقوف على سبب إخفاقها فالنصوص المكتشفة تمثل جزء اً بسيطا من تاريخ البلاد وعُثر على أغلبه من سياح لا بعثات إسكتشافية منظمة[341] لمعرفة الجانب الآخر من الحكاية خاصة أن الرومان غيروا أسلوبهم في التعامل مع "العربية السعيدة" عقب هذه الحملة وبدأوا بدعم #مملكة_أكسوم على الضفة المقابلة لليمن بعد حملة رومانية أخرى أخفقت كذلك بقيادة ابن سيبتيموس سيفيروس [342] رغم أنه نجح في ضم في العربية الصخرية (أقصى الشمال الغربي) دومة الجندل تحديدا [343]
كان السبئيون وكل اليمنيين القدماء يتاجرون بما تنتجه أرضهم ويشترونه من #الهند وكانت لهم سيطرة على سواحل #أفريقيا كونها أحد مصادر اللبان والبخور كذلك وقد ذكر اليونان أن سيطرتهم كانت تمتد حتى #تنزانيا [188] وردت في العهد القديم عدة نصوص تلمح إلى قوافل السبئيين وتجارتهم منها أنهم سيأتون بالذهب معظمين لمسيح اليهود المنتظر [344] وهذه النصوص توافق الوارد عنهم في كتب الرومان واليونانيين ماشأنه أنهم تجار بخور وطيب وذهب وأحجار كريمة [345] وعن تواجد سبئي في #تيماء وعن سياراتهم (قوافلهم) [346] وهذه النصوص عن تواجد سبئي في شمال غرب الجزيرة العربية تؤيدها نصوص آشورية ولكنها