اليمن_تاريخ_وثقافة
11.6K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
قراءة تاريخ ‎#اليمن القديم في مؤلفات المؤرخ الفذ الراحل ‎#محمد_عبدالقادر_بافقيه.
كم يحمل تاريخنا من الأسى والمواساة..
والدلائل على أن الأخطاء كالأمجاد "متوارثة"!
".
من أعﻻم
#مدينة_الشحر
#محمد_عبدالقادر_بافقيه
#أول_وزير_للتربية_بعد_اﻹستقﻻل
#ولد في اديس ابابا بعدها ارسل الى مسقط رأس والديه مدينة الشحر .
نشأ في أسرة علمية وأدبية، ودرس القرآن الكريم، وأتم حفظه وهو طفل،درس في مدرسة مكارم اﻷخﻻق ثم انتقل إلى مدينة (المكلا) في محافظة حضرموت عام 1360هـ/ 1940م، وواصل دراسته فيها .
#في سنة 1366هـ/ 1946م ابتعث إلى السودان للدراسة الثانوية والجامعية، ثم عاد من السودان عام 1372هـ/ 1952م، ثم واصل دراسته العليا حتى حصل على درجة عليا في الآداب من إحدى جامعات لندن، ثم حصل على الدكتوراه في التاريخ من إحدى الجامعات الفرنسية.
#في عام 1372هـ/ 1952م عين مدرسًا، ثم مساعدًا لمدير المدرسة الوسطى في مدينة (غيل باوزير) في حضرموت، ثم مديرًا لهذه المدرسة عام 1374هـ/ 1954م، ثم مديرًا لمدارس منطقة (الصالحية) التابعة لمدينة (غيل باوزير)عام 1376هـ/ 1956م، ثم نائبًا لناظر المعارف في الدولة (القعيطية)، ثم ناظرًا للمعارف، ثم أسندت إليه الدولة (القعيطية) مهمة الحفاظ على الآثار التاريخية، فقام بإنشاء متحف الآثار في مدينة (المكلا) الذي افتُتِح رسميًّا عام 1384هـ/ 1964م،
#بعد خروج الاستعمار البريطاني من جنوب اليمن وإعلان الاستقلال عام 1387هـ/ 1967م تعيّن وزيرًا للتربية والتعليم في أول حكومة بعد الاستقلال، ثم تعيّن سفيرًا في كلٍّ من: لندن والقاهرة وباريس، ومندوبا لليمن في منظمة (اليونسكو) وبعد قيام الوحدة اليمنية عام 1410هـ/ 1990م تعيّن رئيسًا للهيئة العامة للآثار والمتاحف.
من مؤلفاته: 1ـ صاروخ إلى القرن العشرين. كتاب جمع فيه كلَّ مقالاته التي نشرتها الصحف الحضرمية. 2ـ تاريخ اليمن القديم. صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في لبنان عام 1405هـ/ 1985م، وهو أحد مراجعنا في هذه الموسوعة. 3ـ آثار ونقوش العقلة. 4ـ العربية السعيدة. 5ـ المستشرقون وآثار اليمن. 6ـ تاريخ اليمن وتوحيدها في التاريخ. رسالة الدكتوراه باللغة الفرنسية.
#عمل خلال عمله ناظرًا للمعارف على توسيع التعليم؛ بإنشاء عدد من المدارس التي وصلت إلى أكثر من ستين مدرسة، وعمل على ابتعاث عدد كبير من الطلاب للدراسة في مجالات متنوعة في كُلٍّ من: مصر والسودان والكويت وسوريا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وأصدر إحصاءً تربويًّا شهريًّا، وألقى عددًا من المحاضرات والندوات. وفي مجال الصحافة أصدر في يفاعته مجلة حائطية سماها (خفايا الدهر)، كما أصدر أثناء دراسته مجلة حائطية بالاشتراك مع صديقه (فرج باظفاري) .
#شارك عام 1377هـ/ 1957م في تأسيس النادي الثقافي، الذي أغلقته السلطات البريطانية في العام التالي، فعمل على إصدار صحيفة (الرائد) كبديل للنادي، وكتب فيها عددًا من المقالات موقعة باسم (سندباد على الورق)، ودارت مساجلات فكرية متنوعة بينه وبين الدكتور (محمد عبدالقادر بامطرف).
#في مجال الآثار والنقوش فقد بدأ اهتمامه بهذا المجال منذ أن كان ناظرًا للمعارف أثناء زياراته التفقدية للمدارس في محافظتي شبوة وحضرموت، ولما عُرف بعشقه للآثار والنقوش انتدبته الحكومة (القعيطية) للتفاوض مع الدكتور (فان بيك) رئيس البعثة الأمريكية حول ما جمعته البعثة من نماذج أثرية في بلاد حضرموت، كما ألقى عددًا من المحاضرات والندوات حول الآثار والنقوش والتاريخ بوجه عام .
#بعد_الثورة

الشيخ المناضل الشهيد
عبد القوي حاميم #القباطي

الشيخ عبد القوي إبراهيم حاميم (1929م – 1965م) من مواليد عام 1348 هـ بقرية "بيت حاميم"، مديرية خدير – محافظة تعز. عضو مجلس قيادة الثورة في الجمهورية العربية اليمنية، وأحد أبرز من ساهم في التخطيط والتحضير والمشاركة في قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م.

عبدالقوي حاميم

معلومات شخصيةتاريخ الميلاد1929تاريخ الوفاة1965 (35–36 سنة)الحياة العمليةالمهنةموظف مدني 

بدايته

تلقى العلوم الأساسية في صغره على طريق التعليم التقليدي في كُتاب أو (معلامة) قريته، ثم أرسله والده إلى مدينة زبيد لتلقي العلوم الدينية. وقد قضى معظم طفولته كرهينة لدى الإمام يحيى حميد الدين بقلعة القاهرة، حيث كان أحد تلامذة الأستاذ المناضل قاسم غالب (وزير المعارف في وقت لاحق). والده هو الشيخ إبراهيم حاميم، أحد أكبر مشائخ لواء تعز في منتصف القرن العشرين، والذي كان مسؤولاً عن تهريب وتدبير سفر الأحرار الفارين من بطش الإمام إلى عدن، من أمثال الشيخ مطيع بن عبد الله دماج والأستاذ قاسم غالب والشيخ عبد الله بن حسن أبو راس والأستاذ عقيل عثمان والقاضي محمد محمود الزبيري والأستاذ أحمد محمد نعمان والأستاذ زيد الموشكي والأستاذ أحمد الشامي وغيرهم، بحكم سيطرته على الحدود الشرقية للواء تعز. زُج به في السجن خلال منتصف خمسينيات القرن العشرين بسبب آرائه المعارضة لحكم الإمام أحمد حميد الدين، حيث قضى عدد من الأعوام سجين في قلعة القاهرة، قبل أن يتم الإفراج عنه بعد تحكيم والده الشيخ إبراهيم للإمام أحمد. ثم عمل في التجارة، فأنشأ محطة للمشتقات النفطية عند بلده "كرش"، قبل أن يتوسع في تجارة المواد الغذائية التي كان يجلبها من "عدن". وقد ساهم في إنشاء عدد من الشركات المساهمية قبل قيام ثورة 1962م. ففي عام 1960م، ساهم في تأسيس "شركة المحروقات اليمانية" (شركة النفط اليمنية في يومنا هذا)، وشغل منصب أول مدير عام لها. كما ساهم في تأسيس أول شركة طيران وطنية وهي "شركة الخطوط الجوية اليمانية" (الخطوط الجوية اليمنية في يومنا هذا). بالإضافة إلى عدد من المشاريع الأخرى، كشركة كهرباء تعز وغيرها. كما صدر في عام 1961م مرسوم إمامي قضى بأن يقوم الشيخ عبد القوي حاميم والأستاذ أحمد هائل سعيد والأستاذ عبد الله مطهر عبده بتأسيس الغرفة التجارية الصناعية في تعز.

العمل الثوري

في عام 1958م، أختير عضواً في الخلية الرئيسية للأحرار في تعز. ومن أهم إسهاماته للتحضير للثورة، تولي مسؤولية تهريب وإدخال الأسلحة والذخائر عبر الحدود، والتي كانت مصر ترسلها لدعم الثوار في اليمن عبر مدينة عدن بالتنسيق مع المناضلين محمد قائد سيف ومحمد مهيوب ثابت وعلي محمد سعيد وعبد الرحيم عبد الله. وكان الشيخ عبد القوي يحتفظ بتلك الأسلحة في قريته، ثم يقوم بمهمة إرسالها إلى مختلف مجاميع الأحرار داخل اليمن على أظهر الحمير والإبل. كما انه سخر منزله في مدينة تعز لتخزين كمية من سلاح الثورة، ليتم توزيعها عند قيام الثورة على أعضاء تنظيم الأحرار. وفي مطلع أغسطس من عام 1962م، أجمع الثوار على اختيار الشيخ عبد القوي حاميم للسفر إلى القاهرة لشرح أسباب تأجيل تفجير الثورة المتفق عليه مسبقاً مع القاهرة. فسافر إلى الاتحاد السوفيتي وتشيكوسلوفاكيا للتمويه أولاً، بحكم منصبه كمدير لشركة المحروقات في حينها، ثم مر بالقاهرة حيث التقى بشكل سري مع رئيس مجلس الأمة المصري محمد أنور السادات لشرح موقف الثوار.

• من مقولاته: «إن قوة الرجال لا تقاس بمدى قدرتهم على التخريب، ذلك عمل يستطيع أن يقوم به حتى قطاع الطرق وإنما بمدى ثباتهم على المبادئ وتمسكهم بوجه الحق واستماتتهم في الدفاع عنه»

أهم المناصب التي تولاها

• مدير شركة المحروقات اليمانية (قبل قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر)

• قائد الحدود الجنوبية ومسؤولاً عن الراهدة والشريجة (1962م)

• عضو مجلس قيادة الثورة (1962م)

• وزير الشؤون البلدية والقروية (1962م)

• عضو مجلس الرئاسة (1963م)

• عضو المكتب السياسي – وهي هيئة قيادية تتولى توجيه العمل السياسي وجهاز تشريعي أعلى في البلاد، وتكونت من تسعة أعضاء برئاسة رئيس الجمهورية المشير عبد الله السلال وعضوية كل من اللواء حسن العمري، القاضي عبدالرحمن الأرياني، القاضي محمد محمود الزبيري، الشيخ محمد علي عثمان، الأستاذ محمد أحمد نعمان، الشيخ عبد القوي حاميم، القاضي عبد السلام صبره، الأستاذ محمد مطهر (1964م)

• نائب رئيس الوزراء لشؤون الأشغال والمواصلات والجنوب اليمني المحتل (1964م)

• وزير الدولة في مجلس التنسيق المشترك بين الجمهورية العربية اليمنية والجمهورية العربية المتحدة (1964)

• وزير الخارجية (1965م) 

• مستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية (1965م)

وفاته
#بعد_الثورة
اليمن 1974: انقلاب عسكري والإطاحة بالرئيس القاضي عبد الرحمن الارياني


بداية ومن حرب 1962، ونهاية 1967، ترتب على قرار سحب القوات المصرية من اليمن الذي اتخذ في مؤتمر قمة الخرطوم (29 اب/ أغسطس -1 ايلول/ سبتمبر) عام 1967 ترتب عليه ضرورة تعزيز تماسك الجمهوريين والتخلص من الخلافات للمحافظة على النظام الجمهوري؛ لذلك قام الرئيس عبد الله السلال بإجراء العديد من الاتصالات لتوحيد الصفوف وتشكيل حكومة جديدة ومجلس استشاري والعمل على تقوية الجيش وحل الاحاد الشعبي الثوري، واقامة منظمة جماهيرية تحل محلة في 12 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1967, وقد شُكّلت لجنة مكونة من عشرة اشخاص من العائدين من مصر والحكومة اليمنية لغرض التباحث لتشكيل مجلس جمهوري برئاسة السلال ﺇلاّ أنّ اللجنة لم تتوصل إلى اتفاق وقرر الرئيس السلال السفر إلى العراق ومن ثم التوجه إلى الاتحاد السوفيتي في وقت كانت البلاد بمرحلة حرجة وفراغ في السلطة، لذلك ونتيجة لما تمر به البلاد أصبح الانقلاب على انقلاب عبد الله السلال امراً حتمياً وضرورياً للمحافظة على النظام الجمهوري من وجهة نظر الانقلابيين الجدد, فضلاً عن أن هناك من يرى أن السلال كان يتوقع قيام حركة انقلابية ضده وخاصة بعد وصول القاضي عبد الرحمن الارياني ومن معه من مصر لذلك قرّر أن تتم الحركة وهو غائب عن البلاد فلم يكن لديه أي استعداد للمقاومة والدخول في مشاكل جديدة، ويعزز هذا الاعتقاد ما قالهُ السلال عند مغادرته لمودعيه اثناء خروجه من اليمن (إن رئاسة الجمهورية ليست أهم من الحفاظ على الجمهورية).

  في النهاية تم الانقلاب وأُذيع بيان الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر، من بيت الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر وتقرر بموجبه تشكيل المجلس الجمهوري لقيادة البلاد مع بيان تشكيل الحكومة وتنحية السلال وتحميله تبعات أحداث 3 تشرين الأول/ نوفمبر ضد القوات المصرية؛ وذلك لكسب مصر إلى جانبهم ومد يد السلام إلى اليمنيين العاملين مع اسرة حميد الدين. وترأَّس القاضي عبد الرحمن الارياني المجلس الجمهوري تحت مبداً (الحكم الجماعي) وتألف المجلس من أربعة اعضاء هم (عبد الرحمن الارياني، والفريق حسن العمري، وأحمد محمد النعمان، ومحمد علي عثمان) على أن تكون الرئاسة دورية بين الأربعة, وترأَّس أول دورة القاضي عبد الرحمن الارياني, ﺇذ تم تشكيل حكومة برئاسة محسن العيني سيطر عليها العناصر الاصلاحية المعتدلة والقبلية.

    لقد واجه الرئيس القاضي عبد الرحمن الارياني في بداية عهده تحدياً داخلياً تمثل بحصار الملكيين للعاصمة صنعاء للمدة ما بين (28 تشرين الثاني/ نوفمبر 1967- 2 شباط/ فبراير 1968) مستغلين انسحاب القوات المصرية مما أدى إلى تغيير في مواقفهم تجاه الجمهوريين ورفضهم الحوار ﺇذ ركزوا حول مشارف العاصمة صنعاء وحاصروها بنحو 60 الف مقاتل في مقابل 10 الاف هم حامية القوات الجمهورية للعاصمة صنعاء وسيطروا على المرتفعات المحيطة بالمدينة وقطعوا طريق صنعاء – تعز وصنعاء –الجديدة، وهاجموا العاصمة وسُمّيت خطتهم (خطة الجنادل) وقطعوا كل الطرق المؤدية الى صنعاء وعزلوا الوحدات العسكرية ومخازن الاسلحة وبدأت القوات الملكية تتقدم نحو العاصمة من أربعة محاور.

   نتيجة لهذا التهديد عمل الرئيس القاضي عبد الرحمن الارياني والنظام الذي يسيطر عليه التيار المحافظ المتحالف مع القبائل على تأسيس فرق المقاومة الشعبية المكونة من حركة القوميين العرب (فرع اليمن الشمالية) والبعثيين والجمهوريين المستقلين، وانضم إلى هذه الفرق ممثلون من مختلف الشرائح الاجتماعية (العمال، الحرفيين، التجارة، الصغار، الطلاب، وصغار الموظفين في اجهزة ومؤسسات الدولة). وشكل الرئيس القاضي عبد الرحمن الارياني حكومة شبه عسكرية لمواجهة خطر حصار العاصمة بعد استقالة حكومة محسن العيني في 18 كانون الأول/ ديسمبر 1967، برئاسة الفريق حسن العمري والذي شكل حكومته في 23 كانون الأول/ ديسمبر من عام 1967, إذ تولى فيها ثلاثة ضباط شغلوا وزارة الدفاع والداخلية والمواصلات وهي حكومة تعبئة لتكون قادرة على مواجهة الاعباء الضرورية وادارة البلاد كما جاء في بيان المجلس الجمهوري، وبعد انتهاء حصار صنعاء بالفشل تم الغاء فرق المقاومة الشعبية ودمج ما تبقى من عناصرها بالقوات المسلحة والامن العام.

   جاء هذا القرار على الرغم من الدور الفعال الذي قامت به هذه المنظومة في الدفاع عن العاصمة صنعاء ﺇلاّ أنّ تخوف القوى القبلية – الاقطاعية على مصالحها، بأنّ هذه المنظومة  تسعى لإدخال ادبيات شيوعية للبلاد من الخارج، إذ تم تشكيل حكومة ذات توجهات سياسية محافظة بعد اصبح للنفوذ القبلي واسعاً بعد القضاء على فرق المقاومة الشعبية فقد تم تكليف الاقتصادي عبد الله كرشمي في الأول من أيلول/ سبتمبر عام 1969 بتشكيلها والتي انتهجت سياسة اقتصادية رأسمالية ذات منهج غربي منهية بذلك وبشكل نهائي الاشتراكية الناصرية التي كانت مسيطرة على النظام الجمهوري، لكن في المقابل ﺇنّ هناك من يرى
#بعد_الثورة

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا قحطان محمد الشعبي رئيس جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أصدر بموجب السلطة المخولة لي من قبل القيادة العامة للجبهة القومية بوصفها السلطة التشريعية في الجمهورية المرسوم التالي:
أعين التالية أسمائهم وزراء في حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية :-
سيف الضالعي وزيراً للخارجية
علي سالم البيض وزيراً للدفاع
محمد علي هيثم وزيراً للداخلية ووزيراً للصحة بالوكالة
محمد عبدالله عفيف وزيراً للمالية
عبدالفتاح إسماعيل وزيراً للثقافة والارشاد وشؤون الوحدة
فيصل عبداللطيف الشعبي وزيراً للاقتصاد والتجارة والتخطيط
عادل محمود خليفه وزيراً للعدل والأوقاف
فيصل عثمان بن شملان وزيراً للأشغال والمواصلات
محمد عبدالقادر بافقيه وزيراً للتربية والتعليم
عبدالملك إسماعيل وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية
سعيد عمر العكبري وزيراً للإدارة المحلية ووزيراً للزراعة والإصلاح الزراعة بالوكالة.

الرئيس /قحطان محمد الشعبي
شعبان ١٣٨٧ه
٣٠نوفمبر ١٩٦٧م
#بعد_الثورة

قحطان الشعبي.. الزعيم الجنوبي الوحيد الذي سلم السلطة دون دماء

خط الزعيم والمناضل قحطان محمد الشعبي أول رئيس لجمهورية اليمن الجنوبي عقب الاستقلال من بريطانيا عام 1967م، قصة نضال يمنية عروبية متفردة، ضد الاستعمار، حيث لم تثنيه السجون ولا المنافي عن التمسك بالقضية التحررية حتى فارق الحياة في سجون الرفاق.
وهنا جزء يسير عن مسيرة حياة قحطان وكفاحه والتي فيها الكثير مما يستحق التأمل والبحث عن ما بين السطور والعناوين لنكتشف عظمة نضال ابناء الجنوب ضد الاستعمار والمشاريع التفتيتية.


- المولد والنشأة والتكوين :

الرئيس الأسبق قحطان محمد الشعبي (1923م- 1981م)،أول رئيس للشطر الجنوبي لليمن عقب ثورة 14 أكتوبر في الفترة من 1967م إلى 1969م جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
ولد في وادي شعب، بمنطقة طور الباحة في الصبيحة ولم يرَ أباه الذي توفي والده قبل أشهر من ولادته.



كفله بالرعاية قريبه الشيخ عبد اللطيف عبد القوي الشعبي شيخ "وادي شعب" وهو والد الشهيد المناضل فيصل عبداللطيف الشعبي .



نقله الشيخ عبد اللطيف الشعبي إلى عدن للدراسة في "مدرسة جبل حديد".
في أوائل الاربعينات توجه قحطان في بعثة دراسية إلى السودان، ليتخرج مهندساً زراعياً من جامعة جوردون، ليكون أول مهندس زراعي في الجزيرة العربية .
بعد تخرجه عاد إلى عدن ومارس العمل في مجاله كمهندس زراعي، ولتفوقه منحه البريطانيون درجة وظيفية رفيعة لم يكن حينها يحملها من أبناء الجنوب سوى 3 فقط قحطان اصغرهم سناً.


النشاط السياسي

في مطلع الخمسينات من القرن العشرين اصبح قحطان الشعبي واحداً من مؤسسي "رابطة أبناء الجنوب" ومع ازدياد نشاطه السياسي حاولت القوات البريطانية في عام 1958م اعتقاله ومن ثم غادر إلى تعـز ليتجه للقاهرة طالباً اللجوء السياسي.
عندما أسس المناضل فيصل عبد اللطيف الشعبي فرع حركة القوميين العرب في اليمن عام 1956م بينما كان طالباً بالمرحلة الثانوية في مصر، انضم قحطان وآخرون إلى الحركة بشكل سري.. وفي عام 1960م استقال قحطان وزملاؤه من الرابطة وبينهم سيف الضالعي، علي أحمد السلامي, طه مقبل, سالم زين محمد, علي محمد الشعبي, أحمد عبده جبلي, وعبد الكريم سروري وغيرهم، وأوضح بيان استقالتهم الأسباب التي كان من أهمها ان الرابطة انحرفت عن المبادئ والأهداف القومية وذلك لإحيائها الدعوة الانفصالية القديمة التي كانت تهدف لإقامة دولة مستقلة بعدن والإمارات ليست يمنية الهوية.

تأليف الكتب :

في أكتوبر 1959 وضع قحطان وفيصل كتيباً باسم حركة القوميين العرب بعنوان "اتحاد الإمارات المزيف مؤامرة على الوحدة العربية" يعتبر أهم وثيقة سياسية وطنية خلال مرحلة الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن, وفي هذا الكتيب ظهرت أول دعوة لانتهاج الكفاح المسلح وسيلة لتحرير الجنوب.
في مايو 1962م صدر لقحطان كتابه الشهير "الاستعمار البريطاني ومعركتنا العربية في جنوب اليمن" (وهو أهم مرجع للباحثين عن حقيقة أوضاع جنوب اليمن في زمن الاحتلال البريطاني) وكرر فيه دعوتة القديمة لاقامة الجبهة القومية على مستوى جنوب اليمن وشمالة لتعمل على إقامة نظام جمهوري في الشمال اليمني ومن ثم الانطلاق لتحرير الجنوب اليمني من الاستعمار البريطاني وهذا الكتاب نشر قبل 26 سبتمبر 1962م بنحو أربعة أشهر .


- تأسيس الجبهة القومية :

عقب 26 سبتمبر 1962م انتقل قحطان من القاهرة إلى صنعاء, وبضغط من قادة حركة القوميين العرب باليمن عُين مستشاراً للرئيس عبد الله السلال لشؤون الجنوب المحتل, ثم بضغط من أبناء الجنوب المتواجدين بالشمال لدعم النظام الجمهوري الوليد عُين قحطان رئيساً لمصلحة الجنوب بصنعاء (أو ما كان يعرف بمكتب الجنوب بصنعاء) حتى تكون له سلطات تنفيذية فيما يتصل بقضايا أبناء الجنوب.
وفي فبراير 1963م ترأس اجتماعاً لعدد كبير من أبناء الجنوب الأحرار المتواجدين في الشمال، واعقب ذلك بيان بقيام جبهة لتحرير جنوب اليمن المحتل وهي التي أصبح اسمها لاحقاً الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل والتي أصبح قحطان أميناً عاماً لها وظل في هذا الموقع حتى تحقق الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م وظل فيه وهو رئيس لدولة الاستقلال (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) وحتى استقالته في 22 يونيو 1969.



وقام أثناء حرب التحرير بتمثيل الجبهة القومية في كثير من المؤتمرات والزيارات لدول عربية وغير عربية من المؤيدة لحركات التحرر الوطني، وكانت الجبهة قد تشكلت من عدد من المنظمات السرية في الجنوب أهمها فرع حركة القوميين العرب بقيادة فيصل عبد اللطيف الشعبي .

أول بيانات الجبهة القومية :

في 13 أكتوبر 1963هاجمت قوات لحكومة الإتحاد الفدرالي للجنوب مجموعة من مشيخة القطيبي بردفان (عادت من الشمال بعد مشاركتها في القتال بالصف الجمهوري) وجاء هذا الهجوم كرد فعل في اليوم التالي لمحاولة بعض من آل لبوزة (وينتمون للقطيبي) اغتيال الشيخ محمود حسن علي لخرم نائب أمير الضالع في مشيخة القطيبي, وقتل في
#بعد_الثورة

المفاوضات أعطت بريطانيا فرصة المساومة والمناورة من أجل الانسحاب السهل والمريح لقواتها العسكرية

قراءة في محاضر مفاوضات الاستقلال بين الجبهة القومية والحكومة البريطانية

استبعدت حكومة بريطانيا جبهة التحرير من المفاوضات نكاية بجمال عبدالناصر

حرصت بريطانيا على بقاء التجزئة بين الشطرين عندما سارعت للاعتراف بالدولة الجديدة في جنوب الوطن بالمحافل الدولية

لا شك أن مفاوضات الجبهة القومية مع سلطات الاستعمار البريطاني هي صورة من صور الكفاح المسلح والنضال الوطني ضد الاحتلال الذي ظل جاثماً على جنوب اليمن لمدة قرن ونيف، وقد تخلل تلك المفاوضات سلبيات وإيجابيات إلا أن أهم ما فيها هو إنهاء الوصاية البريطانية التي حاولت حكومة لندن التمسك بها من خلال مفاوضات الاستقلال مع الجبهة القومية إلا أن الوقت لم يسعفهم، فكان الـ30 من نوفمبر 1967م يوم الجلاء النهائي لقوات المستعمر البغيض والذي انتهى وإلى غير رجعة لتدخل بعده اليمن مرحلة جديدة

إسكندر المريسي

حاولنا قراءة محاضر اجتماعات الجبهة القومية مع حكومة بريطانيا قبل الاستقلال وهي قراءة مرتبطة بتاريخ اليمن شماله وجنوبه، والهدف من قراءة تلك المحاضر استنباط الدروس والعبر والاستفادة منها.
وقبل الحديث عن قراءة محاضر الاجتماعات بين وفد الجبهة القومية والحكومة البريطانية الخاصة بالمفاوضات الثنائية التي جرت قبل الثلاثين من نوفمبر 1967م لا بد من التنويه بأن أي قراءة موضوعية لأحداث التاريخ الوطني توجب توخي الدقة والعقلانية السياسية والتجرد من العاطفة، لأن التاريخ جملة حقائق لا تقبل التجزئة أو التفكيك كون ذلك التاريخ سجل للشعوب.
على اعتبار أن وقائعه ليست دوائر مغلقة تخضع للنشوة العاطفية، بدليل أن تاريخ اليمن قديمه وجديده ماضيه وحاضره جزء لا يتجزأ من التاريخ العربي المعاصر لأن اليمن أرض المهد لعروبة الانتشار الأول قبل الفتح الإسلامي وبعده، وإن كنا لا نختلف في ظاهر المعنى والدلالة حول أن 30 نوفمبر من عام 1967م هو ذكرى الاستقلال الوطني وخروج اليمن من جحيم الاستعمار البريطاني، لكن عندما نقرأ الظروف السياسية المحيطة بتلك الذكرى التاريخية وفقاً لحقائق التاريخ بعيداً عن المجازفة وإصدار الأحكام العاطفية فإننا سنجد عند قراءة تلك المحاضر أن 30 نوفمبر بقدر ما كان ذكرى تاريخية للاستقلال الوطني فإنه شكل في مدخلاته ومخرجاته إحدى أهم عقد الصراع الاقليمي والدولي في اليمن.
ولمَّا كان التاريخ الوطني لليمن شماله وجنوبه مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالتاريخ القومي للأمة العربية بانتصاراتها وهزائمها فإن أحد أهم الأسباب التي أدت إلى نكسة 5 يونيو 1967م تمثلت في الضغط على جمال عبدالناصر لسحب القوات المصرية من شمال الوطن والتي جاءت بناءً على طلب مسبق من أعضاء مجلس قيادة ثورة 26 سبتمبر دعماً للثورة اليمنية.
حيث أدى تذمر القوى الامبريالية من دعم ثورة 23 يوليو إلى نكسة 1967م وما نتج عنها من تطورات كانت معظم وقائعها سلبية بالتأكيد خاصة أن النكسة مثلت طعنة غادرة للنضال القومي لثورة 23 يوليو وكانت بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الزعيم جمال عبدالناصر إلى تعز ودعا فيها بريطانيا إلى أن تحمل عصاها وترحل عن جنوب الوطن.
كانت تلك الدعوة وسط الدعم والمؤازرة القوية من قبل مصر لثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين بدليل أنه بعد مضي خمسة أشهر من نكسة حزيران 1967م ثم الإطاحة في 5 نوفمبر من نفس العام بنظام المشير السلال حليف جمال عبدالناصر وجرى تغيير النظام الأول الذي قام بثورة 26 سبتمبر 1962م واستبداله بحركة 5 نوفمبر 1967م التي اعترفت في اليوم الثاني 6 نوفمبر بالجبهة القومية الممثل الشرعي والوحيد للمحافظات الجنوبية.
كان ذلك بعد انتصار ثورة 14 اكتوبر 1963م بأربع سنوات وفي 7 نوفمبر 1967م -بعد يوم من اعتراف صنعاء بالجبهة القومية في عدن- قام سيف الضالعي عضو القيادة العامة للجبهة القومية بإبلاغ وزير الخارجية البريطاني عن طريق المندوب السامي في عدن أن الجبهة القومية الممثل الوحيد للشعب تتولى السلطة الفعلية في الجنوب وفد عهدت إليه بمهمة التفاوض مع بريطانيا ونقل السلطة السياسية إليها وتم الاتفاق على أن تجرى المفاوضات في العاصمة السويسرية جنيف.
وكان الإعلان السابق قد تضمن إشراك جبهة التحرير مع الجبهة القومية في المفاوضات، غير أن بريطانيا طلبت من الجبهة القومية استبعاد جبهة التحرير وأنها هي الممثل الشرعي والوحيد للسلطة في الجنوب.
وقد استمرت جلسات المفاوضات بين الجبهة القومية والحكومة البريطانية ثمانية أيام متواصلة بدأت من 21 وحتى 28 نوفمبر 1967م، وفي 29 من نفس الشهر توصل الطرفان إلى اتفاق ترتب عليه إعلان قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية المستقلة بتاريخ 30 نوفمبر 1967م.
#بعد_الثورة

عبدالفتاح إسماعيل

الرئيس الفدائي


(28/ 7/ 1939 - 13/1/1986م)

عبدالفتاح إسماعيل، قائد فدائي برز أثناء الكفاح المسلح لتحرير جنوب الوطن أثناء قيادته للعمل الفدائي في عدن، ومثقف امتلك عمقًا ثقافيًّا وفكريًّا، وأثناء توليه السلطة في الجنوب، برز كزعيم سياسي مرموق.

وُلد عبدالفتاح إسماعيل في 11 جمادى الآخرة 1358هـ/ الثامن والعشرين من شهر يوليو 1939م، في قرية صغيرة اسمها "الأشعاب" الواقعة في ناحية حيفان – قضاء القبيطة محافظة تعز من أسرة فقيرة. ارتبطت نشأته بحياة ريف الشمال التي كانت تشبه حياة القرون الوسطى. تلقى تعليمه الأولي القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم في معلامة كتاب والده الفقيه إسماعيل. ترك قريته صبيًّا إلى عدن ليواصل دراسته تحت رعاية أخيه الأكبر محمد، حيث أنهى دراسته الابتدائية والمتوسطة بالمدرسة الأهلية بالتواهي، وفي عدن بدأ حياته العملية وهو في سن الثامنة عشرة تقريبًا؛ ففي صفر 1375هـ/ أكتوبر 1955م التحق بمركز تدريب العمال في مصافي الزيت البريطانية B.P بعدن الصغرى، حيث تفتّق وعيه النقابي؛ إذ أصبح من نشطاء الحركة النقابية العمالية في ظل تأسيس النقابات التي تطالب بحقوق العمال المهدورة، ولقد أدّى نشاطه النقابي إلى فصله عام 1379هـ/ 1960م.

أثناء فترة النهوض القومي التحرري عام 1378هـ/ 1959م، وجد طريقه إلى حركة القوميين العرب. في وقتها، كان تنظيمها السري تتسع حلقاته في الساحة اليمنية، وخاصة في عدن، وسرعان ما أصبح من العناصر القيادية في الحركة، وشارك في توسيع ونشر تنظيمها، وقيادة المراتب التنظيمية العليا.

في أواخر عام 1379هـ/ 1960م عمل مدرّسًا في مدرسة الحسوة لفترة قصيرة، ثم التحق ليعمل مع أخيه المهندس والمقاول عبدالجليل إسماعيل نظرًا لما كان يهيئ له عمله مع أخيه من الوقت وحرية التحرك لمزاولة نشاطه السياسي والتنظيمي.

قاد عبدالفتاح الحوار بين التنظيم السياسي للجبهة القومية، واتحاد الشعب الديمقراطي، وحزب الطليعة الشعبية توّج بالتوقيع على اتفاقية 5 فبراير 1975م/ 23 محرم 1395هـ، وأدّت إلى توحيد الفصائل الثلاث في مؤتمر توحيدي عقد في شوال 1396هـ/ أكتوبر 1976م، وخرج المؤتمر بدمج الفصائل الثلاث في تنظيم واحد هو التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية كحزب للسلطة، وانتخب عبدالفتاح إسماعيل أمينًا عامًّا له.


بعد قيام الثورة السبتمبرية 1962م/ ربيع الآخر 1382هـ، التي أحدثت تحولات جذرية في مسار الأوضاع على الساحة اليمنية؛ إذ صار الشمال قاعدة للقوى الوطنية في الجنوب، فقد احتضنت في صنعاء اجتماعات أبناء الجنوب الذين توصلوا إلى تشكيل جبهة لتحرير الجنوب التي ضمّت حركة القوميين العرب وعددًا من الفصائل الوطنية الأخرى وصفًا واسعًا من المقاتلين المستقلين الذين تطوعوا في الحرس الوطني للدفاع عن الثورة السبتمبرية، وفي ربيع الأول 1383هـ/ أغسطس 1963م، أعلن عن قيام الجبهة القومية لتحرير الجنوب؛ الأمر الذي أدّى إلى امتداد الثورة إلى الجنوب على إثر انطلاقة الكفاح المسلح من جبال ردفان في 14 أكتوبر بقيادة المناضل غالب بن راجح لبوزة، وأعلنت الجبهة ذلك اليوم أنه انطلاقة لثورة 14 أكتوبر على طريق حرب التحرير الشعبية حتى نهاية الاستعمار عن أرض الجنوب، وكان صمود ثوار ردفان عاملًا أساسيًّا في امتداد الكفاح المسلح إلى المناطق الأخرى. 

كما بدأ الإعداد لخوض الكفاح المسلح في عدن، وفي بداية عام 1384هـ/ 1964م، تلقى عبدالفتاح إسماعيل دورة تدريبية على السلاح في إحدى مناطق لحج تمهيدًا لتفرغه للعمل الفدائي، في حين انضوت الأطر التنظيمية السرية لحركة القوميين العرب في إطار الجبهة القومية، وظلت أساليب العمل السري الحديدي التي انتهجتها الحركة سائدة، وبعد تمكن قيادة عدن من تدريب أعداد من أعضائها التي كانت تنقل إلى تعز، وتتلقى التدريب العسكري على يد ضباط الجهاز المصري، ومن ثم يعودون إلى أماكن عملهم بعد إنهاء تدريبهم العسكري، وفي الوقت نفسه، عملت قيادة عدن على تسريب الأسلحة وتخزينها، وما إن قررت قيادة الجبهة فتح جبهة عدن، حينها اختفى عبدالفتاح عن الظهور، فتولى قيادة العمل الفدائي، وبدأت العمليات العسكرية ضد مراكز القوات البريطانية ومصالحها ومصالح عملائها. 

تمكن عبدالفتاح مع رفاقه من الإعداد بدقة فائقة للعمل العسكري في عدن، وأصبح اسمه الحركي "عمر"، هذا ما ساعده في عملية الإعداد، وكذلك إمكانات أخيه المقاول للتنقل والسكن، واستغل أماكن وجود مواد البناء لتخزين السلاح، حتى تم الحصول على أماكن أخرى، بل وجعل من المساجد أماكن للقاء الفدائيين للتشاور، وتوزيع العمل، وإصدار التعليمات، وسرعان ما اتسع العمل الفدائي، وتحول إلى حرب شوارع بين الفدائيين، والقوات البريطانية، وحين تمكنت الاستخبارات البريطانية بواسطة العملاء المحليين كشف جوانب من العمل الفدائي، وتعرض عدد منهم إلى الاعتقال، اتخذ عبدالفتاح مع قيادة العمل الفدائي خططًا منها تأسيس جهاز استخباري تابع للجبهة، وجهاز
#بعد_الثورة
البيض هو المسؤول عن قتل سالمين بشهادة علي ناصر

كشف رئيس مجلس قوى الثورة الجنوبية اليمن عبدالقوي رشاد عن جانب من جرائم ‏الرفاق في الحزب الاشتراكي اليمني ودورهم في تصفية خيرة رجال الجنوب في الفترة ‏السابقة، مؤكداً أن علي سالم البيض كان وراء إعدام الرئيس الأسبق سالم ربيع علي.. ‏

وقال رشاد على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي:  "علينا أن لاننسى أن مشروع الوحدة قد ‏خطط له الرئيسان الحمدي وسالمين رحمهما الله عام 1974، وكانا بصدد البدء بتنفيذ أولى ‏الخطوات العملية لترجمته على الواقع لولا مشيئة الله، فقد تمت تصفية الحمدي والمسئول ‏الأول عن ذلك صالح ومن معه من المجرمين ، وتمت تصفية سالمين وجل المسئولية تقع على ‏عاتق البيض".. ‏
وأضاف أنه "بحسب رواية الرئيس علي ناصر محمد الأمين العام الأسبق للحزب الإشتراكي ، ‏فإن قرار إعدام الرئيس سالم ربيع علي اتخذه المكتب السياسي برئاسة عبدالفتاح إسماعيل بناء ‏على اقتراح تقدم به علي سالم البيض، والذي اعترض بقوة على قرار المكتب السياسي القاضي ‏بأن يتم نفي الرئيس سالمين ورفاقه إلى اثيوبيا كحل بديل للإعدام، حيث أصر البيض وقتها ‏على تصفية الرئيس سالمين لكي لا يتسنى له العودة مرة أخرى من أثيوبيا بعد نفيه ، وأضاف ‏علي ناصر أنه وبعد قيام الوحدة المباركة طالبنا القيادة السياسية ممثلة بالأخ علي عبدالله صالح ‏رئيس مجلس الرئاسة برد الاعتبار للرئيس سالمين ومعرفة أين دُفنت جثته ونبش قبره وتشييع ‏جثمانه في موكب جنائزي شعبي يليق بمقامه ومكانته التاريخية كبطل وطني قاوم الاستعمار ‏البريطاني ، ولكن نائب الرئيس حينها علي سالم البيض وقف موقفاً سلبياً إزاء ذلك المقترح، إذ ‏رفض بقوة رد الإعتبار للرئيس سالمين".. ‏
وقال: لمن لايعرف الرئيس سالمين فليتمعن في شهادة أركان حرب حمايته الخاصة / محمد ‏سعيد عبدالله والذي قال بأن "القيادة السياسية في الحزب الإشتراكي كانت تبحث عن أي سبب ‏لإزاحة الرئيس سالمين عن السلطة، ولذا فقد أعدموه بحجة تحمله مسئولية إغتيال الرئيس ‏الغشمي وماسببه ذلك من إحراج للدولة آنذاك ، وهم بذلك العمل قد قتلوا رئيس من أنظف ‏الرؤساء، فهو الرئيس العربي الوحيد الذي مات ولم يجدوا له رصيد في أي بنك عدا راتبه ‏الشهري ، فقد عاش عفيفاً نظيف اليد ومات مديوناً لصاحب بقالة ب 600 شلن كان قد ‏اقترضها منه ليوزعها على الفقراء في إحدى جولاته الشعبية". ‏
وحول جرائم الاشتراكي قال رشاد: "قولوا لي كم قتل في زمن الوحدة وكم القتل في زمن ‏الاشتراكي لقد بدأ الاشتراكي اثناء حكمه بالتخلص والقضاء على الشرفاء والأخيار من أبناء ‏الجنوب ، وبكل دماء باردة .. لقد كانوا يقتلون القتيل ثم يتباكون عليه بذرف دموع التماسيح ‌‎.. ‎ولا جريمة لهؤلاء الا لمجرد تعطش قادة الجبهة القومية للدماء".. ‏
وأضاف: ولعلكم تلاحظون ان من بين هؤلاء القادة من تم قتله وتصفيته وذاق كاس المنية ‏بنفس الأسلوب الذي كان يوما يذيقه لمعارضيه ‌‎.. ‎فهذه سنة الله في خلقه .. سبحانه عز وجل .. ‏يمهل للظالم .. ثم يأخذه اخذ عزيز مقتدر .. فيالله كم أرملت من النساء وكم يتّم أطفال وكم ‏انخلعت قلوب الوالدين والأهل والاخوان حزنا وكمدا على أحبائهم الذين تم سفك دمائهم ‏وازهقت أرواحهم بنار قادة الحزب البغيض الذي اتى على الاخضر واليابس وسمع الانين من ‏كل بيت وكل قرية وكل مدينة .. فانا لله وانا اليه لراجعون‎ .. ‎ولكن فان الجزاء من جنس العمل ‏وكما تدين تدان". ‏
وقال: ان الناظر لحال هؤلاء البقية من القادة ليعجب اشد العجب من عدم استحيائهم من ‏ماضيهم الأسود الملطخ بدماء الابرياء فخير لهم ان يذهبوا الى اعماق الصمت وليخسأ ‏تاريخهم.. بل وان عليهم العودة الى ربهم تائبين مستغفرين مما جنته افعالهم ومسته أيديهم ‏وسياستهم السيئة‎
#بعد_الثورة


من مذكرات جارالله عمر

أحداث ١٣ يناير ١٩٨٦ المأساويّة


تعود جذور أزمة كانون الثاني / يناير ١٩٨٦ إلى الأحداث والصّراعات السّابقة التي كانت تخلّف ضحايا ويتولّد عنها منتصرون ومهزومون ولا تعالج في الانشقاقات والصراعات بعودة ديموقراطية لذلك ترتّبت عليها مخالفات نفسيّة واجتماعيّة وحزبيّة كبيرة.

نموّ الاستقطاب

عندما خرج عبد الفتاح إسماعيل من السّلطة انقسمت المجموعة الحاكمة بين قطبين رئيسيَن: الأمين العامّ ورئيس مجلس الرئاسة علي ناصر محمّد من ناحية، ونائبه علي أحمد ناصر عنتر من ناحية أخرى. ويعود الخلاف برأيي إلى نقطتين رئيستين. الأولى: كيفيّة إدارة الصلاحيّات والسلطة، بالإضافة إلى حالةٍ من انعدام الثّقة بين الطّرفين. وفي مجرى النّزاع نُحّي علي عنتر بصفته وزيراً للدّفاع لكنّه ظلّ مؤثّراً في الجيش والأمن. والنّقطة الثّانية: تمثّلت في الاختلاف الإيديولوجيّ حيث تكوّن تيّارٌ يساريّ داخل الحزب يعارض سياسة الانفتاح الداخليّة والخارجيّة التي كان يمارسها الرئيس علي ناصر محمّد على اعتبار أنّ هذه السياسة قد أدّتْ إلى فتْح المجال أمام عودة البرجوازيّة وأثّرت في الطّهارة الثوريّة لمناضلي الحزب.

إلى جانب هذين السّببين أسبابٌ فرعيّةٌ، منها خوف كلّ طرفٍ من الآخر، ومن أنّ تَوسّع نفوذ الواحد سوف يكون بالضّرورة على حساب الآخر. ويُضاف إلى هذا ضغط المتطلّبات الحياتيّة على النّاس وعدم تحقيق الطّموحات والإصلاحات الاشتراكيّة واليساريّة الموعودة. ولعب الحصار الخارجيّ دوره، إلى جانب التّبايُن في السياسة تجاه الشمال، هل تكون سياسةً تثويريّة أم سياسةَ تصالُحٍ أم تهادن؟ وهل يتعيّن على الحزب الاشتراكيّ اليمنيّ أن يقف إلى جانب فرع الحزب في الشمال والجبهة أم لا؟

تطوّرت الأزمة تدريجيّاً وأخذ كلّ طرفٍ يعمل على توسيع نفوذه في الحزب والجيش ويسعى إلى تقليص نفوذ الطرف الآخر. في البدء كانت الأزمة محصورةً في عدد ضيّق من الافراد، ثمّ أخذت تخرج إلى العلن وانتشرتْ في الصحافة الخارجيّة. هنا اتّسع نطاق التدخّل من الخارج سواءٌ من البلاد العربية أو من الكتلة السّوفياتيّة أو الأحزاب الشيوعيّة. وبعض المتدخّلين كان يحاول حلّ الأزمة فيما بعضه الآخر ينحاز إلى هذا الطرف أو ذاك. بسبب غياب تقاليد ديمقراطيّة داخل الحزب لحلّ الخلافات بوسائل سلميّة، وغياب التعدّدية الحزبيّة بدأ كلّ طرفٍ يفكّر بكسب ولاء الجيش والقوّات المسلّحة، وانتقل الصراع إلى داخل الجيش والأمن. طبعاً نحن في المكتب السياسيّ لحزب الوحدة الشعبيّة (حوشي)، تَوزّع معظمنا في المراحل الأولى على الطّرفين ولكنّني وقفْت على حياد مع بعض الإخوان في المرحلة الأولى. لم نساند أيّ طرفٍ وكنّا نحاول حلّ الأزمة سلميّاً. ومن بين الحياديّين جارالله عمر، الأمين العامّ لـ«حوشي»، ويحيى الشامي وأحمد علي السلامي، عضوان في المكتب السّياسي. أمّا بقيّة الإخوة فقد توزّعوا بين الكتلتين المتنازعتيْن. وكان في قيادة الجنوب شخصٌ محايدٌ كنّا ننسّق معه هو صالح مصلح قاسم وزير الدّفاع الذي كان مصرّاً على الحياد حفاظاً على وحدة الجيش. لكنّ الهجوم تواصل علينا من الطّرفين فجميع الأطراف غير راضين عن موقفنا إذ يصفوننا بالمتردّدين والجبناء إلخ.

وكان من الواضح أنّ مَوازين القوى متأرجحة. هناك محافظات تؤيّد علي ناصر ومحافظات أخرى تؤيّد علي عنتر. فعدن في معظمها إلى جانب علي ناصر محمّد وكذلك محافظة أبين. والعديد من قادة الفصائل الحزبيّة السّابقة التي توحّدت مع الحزب الاشتراكيّ اليمنيّ يقفون إلى جانب علي ناصر محمّد. وكانت محافظة شبوة إلى جانب علي ناصر في معظمها. وحضرموت مقسّمة بين الطّرفين حسب انقسام القيادات. فعلي سالم البيض مع علي عنتر وهو صاحب النّفوذ الأوّل في المحافظة لكنّ حيدر أبو بكر العطّاس، وهو أيضاً من حضرموت، قبل أن يعيّن رئيساً للوزراء، كان موقفُه مثل موقف صالح مصلح وموقفنا نحن، موقفاً غير منحاز، لأنّه كان يدرك حجم المخاطر في المراحل الأولى من الصّراع. وكان إلى جانب علي عنتر من حضرموت صالح منصّر السييلي وكان معه قادة حضرميّون. وكان أنصار عبد الفتّاح إسماعيل يراقبون الصّراع بارتياحٍ في البداية، إلى أنْ تغيّر الموقف. اشتغل علي عنتر داخل الجيش، وله نفوذٌ سابق فيه فانحاز معظم قادة الجيش إلى جانبه، خصوصاً سلاح الطّيَران والدّروع. العام ١٩٨٥ اعتمدت جماعة علي عنتر تكتيكاً جديداً هو الاتصال بعبد الفتّاح إسماعيل في المنفى وبأنصاره في الدّاخل. زار علي عنتر عبدَ الفتّاح إثر زيارة له إلى موسكو وطلب منه العودة إلى عدن. ولدى عودة علي عنتر إلى عدن طرح موضوع زيارته علي عبد الفتّاح على المكتب السياسيّ واللجنة المركزيّة مقترِحاً عودة عبد الفتّاح. الأغلبيّة أيّدتْ عودة عبد الفتّاح بمن فيهم نحن الذين كنّا محايدين، لاعتقادنا بأنّ عودته تؤدّي إلى خَلق توازنٍ في البلاد، وهو لديه رغبة في العودة من المنفى.
#بعد_الثورة

أحمد الغشمي: (11 أكتوبر (تشرين الأول) 1977– 24 يونيو (حزيران) 1978)

وفي الساعة 8 و55 دقيقة صباحاً دوى انفجار كبير لحظة فتح الحقيبة التي حملها "تفاريش"، وقُتل الرئيس والرسول


(يضع الكثيرون إبراهيم الحمدي في مقام بعيد عن النقد، وهو أمر لا يمكن ولا يجوز القبول به تجاه أي حاكم، مهما كانت مهاراته وإنجازاته، وعندما تناولت حركة/ انقلاب 13 يونيو (حزيران) 1974 في حلقات خمس على موقع "اندبندنت عربية"، كنت أسجل "خواطر" ومعلومات سمعتها مباشرة، أو من مصادر تحققت من صدقها، وكانت قريبة من الواقعة).

لما كان الحمدي "اجتث" كل الشخصيات العسكرية القادرة على قيادة البلد مكتفيا بأحمد الغشمي، وعمد إلى استبعاد الشخصيات القبلية من المشهد، فقد كان من الطبيعي غياب أي معارضة جادة من الشخصيات العسكرية أو المدنية التي ظلت في الصدارة، وكانت ثقة الحمدي مطلقة بنائبه (أحمد الغشمي)، ولم يكن يرى فيه أي خطر أو تطلع نحو الرئاسة، فقد أسهم معه بإخلاص في التخلص من كل منافسيه العسكريين خلال العام الأول من حركة/ انقلاب 13 يونيو 1974، كما أن شخصيته لم تكن تعطي أي إيحاء بمهارات قيادية، وكانت هذه هي الفجوة التي استغلها (الغشمي) للبدء ببطء للإعداد للتخلص من رئيسه والقفز إلى قمة الحكم، وتمكن من السيطرة السريعة على كل مفاصل الجيش، والتخلص من القيادات العسكرية التي كان يمكن أن تسبب له إزعاجاً، ولكنه احتفظ بكامل الجهاز المدني لأنهم جميعاً من الشخصيات التي ما كان أحدها يجرؤ على التعبير، وربما التفكير عن طموحات أكثر من الاحتفاظ بوظيفته وحياته.

في صباح 11 أكتوبر 1977 لم يكن أحد يتوقع حدوث ما يمنع زيارة الحمدي إلى عدن في اليوم التالي، ومر اليوم عاديا - عند العامة - لم يميزه إلا بدء إذاعة صنعاء بتلاوة القرآن بصورة مستمرة دون الإعلان عن السبب، وفي عدن - التي كانت تنتظره في اليوم التالي - انتبهت أجهزة الرصد إلى ذلك، مما أعطى انطباعاً بوفاة شخصية مهمة فأبلغت بعض القياديين، وأخبرني أحدهم أن الرئيس الراحل (سالم ربيع علي) طلب الاتصال بالحمدي لمعرفة الأمر، لكن "التحويلة" أبلغته بأنه غير موجود، فطلب التحدث مع عبدالعزيز عبدالغني (رئيس الوزراء) فاعتذروا له بصعوبة الوصول إليه، قرر سالمين بعدها - على مضض - الاتصال بأحمد الغشمي (نائب الحمدي ورئيس هيئة الأركان العامة) الذي رد فورا، وبرر الأمر بأن (مصيبة كبيرة قد وقعت؛ قتلوا إبراهيم في الدائري) – يقصد أحد المنازل التي تقع على الخط الدائري في صنعاء - وأنهم في صنعاء يلاحقون القتلة.

في المساء نصب المقدم أحمد الغشمي نفسه رئيساً لمجلس القيادة 1977، وكان واضحا أنه جهز العدة كاملة للسيطرة على المعسكرات ومقار الدولة، فلم تحدث مقاومة تذكر سوى بعض المحاولات الفاشلة للاقتراب منه، واستكانت صنعاء، ورغم الحزن والقلق فإن شيئاً جاداً ما كان يهدد طموح الغشمي ويعكر سعادته.

كان المقدم عبدالله عبدالعالم قائداً لقوات المظلات مقرباً من إبراهيم الحمدي وسانده في إجراءات التخلص من القيادات العسكرية المنافسة بعد 13 يونيو 1974، وكان اغتيال الحمدي واختفاء عدد من العسكريين مفاجئاً له، ولم يعلم به إلا متأخراً، ونظرا لقربه الشديد وولائه للحمدي فقد شعر بخوف أن يلقى نفس المصير، ولقد ذكرت في مقال سابق أنه جاء لزيارة النعمان في منزله بصنعاء ليبث له مخاوفه، وقلت إن النعمان طمأنه بعد مكالمة مع (الرئيس) أحمد الغشمي بأنه ليس معنياً ولا مطلوباً، وأن عليه العودة إلى معسكره والهدوء، لكن عبدالعالم ظل يعيش أياماً من الخوف حاول خلالها عدد من كبار رجال تعز طمأنته، لكنهم لم يفلحوا، وازدادت شكوكه تجاه نوايا الغشمي.

في 6 فبراير(شباط) 1978 قرر (الرئيس) الغشمي إنشاء مجلس الشعب التأسيسي من 99 عضواً، وعين على رأسه القاضي عبدالكريم العرشي، وكان الهدف الحقيقي هو إلغاء مجلس القيادة وتسمية نفسه رئيساً للجمهورية وقائداً عاماً للقوات المسلحة، وبطبيعة الأمور صار له ما يريد.

 في 22 أبريل(نيسان) 1978 أقر مجلس الشعب التأسيسي تعديل شكل رئاسة الدولة، وإلغاء مجلس القيادة وترشيح المقدم أحمد الغشمي رئيسا للجمهورية، وهو ما تم إقراره في جلسة اليوم التالي 23 أبريل(نيسان)، ولكن فترته كانت قصيرة وغير مستقرة وعكرتها حادثتان: الأولى وقعت في تعز، وهي الأهم في تاريخها، والثانية: اغتياله في 24 يونيو 1978.

ارتفع منسوب الخوف عند عبدالله عبد العالم، وفشلت كل مساعي تهدئة مخاوفه، فقرر الهروب إلى منطقة الحجرية في محافظة تعز مع عدد من الضباط الموالين المتهمين بانتماءاتهم اليسارية، كان قائد تعز - حينها -  (الرائد) علي عبدالله صالح المقرب من أحمد الغشمي، وبقي عبدالله عبدالعالم في قريته مع عدد من الضباط والجنود ما اعتبره الغشمي تمرداً.
في تلك الحقبة تزايدت أعداد الطامحين في العرش من الأقيال الجدد من غير أسر الملك العريقة وكثرت التحالفات والتجاذبات
والتناقضات ف (تفرقت أيدي سبأ ) كما قيل .
واستغل الأحباش هذا الوضع فقدموا بحملات عسكرية لاحتلال اليمن، وتحالفوا مع بعض أطراف النزاع بالداخل فسيطروا على المناطق الغربية والسواحل والطرق التجارية البحرية عن طريق باب المندب هذه الحملات بدأت منذ منتصف القرن الثالث الميلادي..واستمرت الحروب معهم أي : الأحباش عدة قرون ..أي ما يقارب 240 عاما
من بداية الغزو الحبشي حتى سقوط العرش الملكي في مأرب ،وبالتالي سقوط معظم اليمن في أيدي مملكة [ أكسوم ] .

#نعود للتمثالين
فقد تم صنعهما من البرونز وهو خليط من النحاس والزنك والقصدير والرصاص وكانا ظاهرين للعيان عاريين من الملابس تماما ،وحتى العضو الذكري كان ظاهرا في التمثالين الأصليين ..
وموضوع إبراز أعضاء الذكورة في تماثيل الملوك يحتاج بحثا مفصلا
سنتناوله مستقبلا - إن شاء الله ..
وكذلك موضوع إطالة شعر الملك وظفره بما يشبه شعر النساء اليوم فهو موضوع آخر لابد أن نتناوله في بحث مستقل ....
وعلى ذكر الشعر الطويل والظفيرة ..أتذكر بعض الأغاني التي سمعتها من عجايز بمنطقة الكميم تشير صراحة لاستخراج التماثيل :

قد الإمام أحمد لقي لقية
لقي بنية باربعين درية
مما يعني أن عمال السخرة من أبناء المنطقة شاهدوا رأس التمثال المظفور عند استخراجه وظنوه رأس امرأة .

يضيف الأستاذ محرم :
بطلب من المؤرخ / القاضي اسماعيل الأكوع عند زيارته لأعمال الترميم للتمثالين بألمانيا، طلب منهم تغطية ( العضو الذكري ) للنسخة الجديدة بورقه العنب، وكنت حاضرا حينها ،
والكلام هنا لازال للأستاذ/ أحمد محرم.
وفي صدر كل منهما نقش بالمسند مكون من سطرين ..
يواصل حديثه : سبق الحديث عهما في البحث السابق (1)
حتى تلك اللحظة لم نكن نعلم شيئا عن النقش في صدر الملك (ثاران يهنعم ) وظل هذا النقش غير معروف حتى ما بعد افتتاح المتحف الوطني بصنعاء .

#قصة اكتشاف النقوش المدونة على صدريهما :
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
يقول الأستاذ محرم :
كنت مديرا للمتحف الوطني ب [دار الشكر] وكنت أيضا أسكن في غرفة في أعلى الدار جوار المفرج، وكان شغفي التأمل والدراسه للقطع الاثريه، بالرغم من عدم تخصصي منهجيا بالآثار .... وفي أحد الأيام وأنا أتأمل واتفقد هذه القطع لوحدي -بعد الظهر- لا حظت وجود نقش في صدر تمثال الملك (ثارا. يهنعم ) لا يظهر إلا بصعوبة بالغة نظرا للصدأ الذي كساه..
عندها أخطرت الخبير الأثري (باولو كوستا paulo costa)ونظفنا النقش سويا وتم تصويره و إرسال الصور للبروفسور(جاربيني) وبدوره قام بنشره وتوثيقه ..

#ترميم التمثالين في ألمانيا :
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بعد عرض الألمان على الحكومة اليمنية فكرة الترميم،وتقديم الضمانات اللازمة ؛ تم النقاش حول موضوع الترميم خارج حدود اليمن ،وبعد أن اطمأنت الحكومة للضمانات المقدمة والتأمين من قبل الألمان .

#بعد كل ماسبق وافقت حكومة صنعاء على سفر التمثالين ، وكلفت الملازم /أحمد علي محرم والذي كان منتدبا من الداخلية بمرافقته ،ثم عرض الموضوع بعد ذلك على مجلس الشورى، فوافق بعد أخذ الضمانات اللازمة من الحكومة .. وأقرت الحكومة -أيضا- الموافقة على مرافقة الملازم/ محرم للتمثال، وتدريبه هناك على إدارة المتاحف، وتعلم اللغة اليمنية القديمة،وكذا دراسة الآثار الإسلامية .
غادر التمثالان مطار صنعاء يرافقهما مدير المعهد الألماني الروماني للآثار في( ماينز) وضابط الأمن المذكور
وعند وصول الطائرة حضرت وكالات الأنباء والتلفزة الألمانية المحليه لحضور فتح الصناديق ،والتصوير للقطع قبل الترميم، وكان للحدث تغطية إعلامية كبيرة ...
يكتب الأستاذ / محرم :
وبعد دراستي للغة الألمانية لمدة أربعة أشهر عدت للتدريب، وشاركت مع الخبراء الألمان في تنظيف بعض القطع المجزأة للتماثيل، ومن ثم تنقلت بجامعات أخرى لاستكمال دراستي ..
كانت الخطوة الأولى:
هي تنظيف القطع البرونزية المجزأة والمكسرة وإزالة الصدأ الأخضر ( الكروشن ) .
تلاها القيام بعمل نسخ جديدة [ طبق الأصل ] لكل قطعة، لاستحالة ثني أو سمكرة أي قطعة أصلية.. لأنها ستتعرض للإنكسار - بالتأكيد - ومن ثم التلف... لذا كان يتم التعديل بالقطع المنسوخة( طبق الأصل) سواء النسخ المصنوعة من المعدن أو البلاستيك الذي يسهل طيه وتمديده كما يريد الخبراء.
خطوات إعادة بناء هيكل التماثيل : :
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بعد نسخ كل القطع تشكلت لجنة علمية من علماء :
أنثروبولجيين وأطباء وأثريين وفيزيائين وعلماء معادن