#المؤرخ_الهمداني
آل الجـبلي - هـمدان :
الجبلي: بفتح الجيم والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى الجبل وهي كثيرة في كل إقليم، بعضهم ينتسبون إلى جبال همدان
📚الانساب - السمعاني ت 562 هـ
الجبلي : بفتح الجيم والباء الموحدة وفي آخرها اللام - هذه النسبة إلى عدة من الأمكنة وإلى الرجال فأما الأمكنة فمنها جبال همذان لأنها من بلد الجبل ينسب إليها علي بن عبد الله بن جهضم الجبلي الهمذاني
📚 اللباب في تهذيب الأنساب - ابن الأثير الجزري ت 630 هـ
الجبلي : إلى جبال همدان وجبل هراة وجبل الفضة وجبلة مدينة قرب حمص وجبلة الحجاز وجد وبطن من كندة وبضم البا وتشديدها إلى جبل بلد بين بغداد وواسط قلت وبالكسر والسكون إلى جبلة مدينة باليمن انتهى.
📚 لب اللباب في تحرير الأنساب - السيوطي ت 911 هـ
ومن حاشد هـمدان :
(جـبلة) بـن الفـضل بـن أَشـوع بـن أَيفـع بـن مـرثد بـن مـالك بـن زيـد بـن مـالك بـن كَـثير بـن عـمرو بـن مـالك، وهو خـيوانَ.
📚نسب معد واليمن الكبير - ابن الكلبي ت 204 هـ
.
#خيوان #جبلة #حاشد #همدان #الجبلي
آل الجـبلي - هـمدان :
الجبلي: بفتح الجيم والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى الجبل وهي كثيرة في كل إقليم، بعضهم ينتسبون إلى جبال همدان
📚الانساب - السمعاني ت 562 هـ
الجبلي : بفتح الجيم والباء الموحدة وفي آخرها اللام - هذه النسبة إلى عدة من الأمكنة وإلى الرجال فأما الأمكنة فمنها جبال همذان لأنها من بلد الجبل ينسب إليها علي بن عبد الله بن جهضم الجبلي الهمذاني
📚 اللباب في تهذيب الأنساب - ابن الأثير الجزري ت 630 هـ
الجبلي : إلى جبال همدان وجبل هراة وجبل الفضة وجبلة مدينة قرب حمص وجبلة الحجاز وجد وبطن من كندة وبضم البا وتشديدها إلى جبل بلد بين بغداد وواسط قلت وبالكسر والسكون إلى جبلة مدينة باليمن انتهى.
📚 لب اللباب في تحرير الأنساب - السيوطي ت 911 هـ
ومن حاشد هـمدان :
(جـبلة) بـن الفـضل بـن أَشـوع بـن أَيفـع بـن مـرثد بـن مـالك بـن زيـد بـن مـالك بـن كَـثير بـن عـمرو بـن مـالك، وهو خـيوانَ.
📚نسب معد واليمن الكبير - ابن الكلبي ت 204 هـ
.
#خيوان #جبلة #حاشد #همدان #الجبلي
حالة المنطقة عشية الاحتلال البريطاني ل #عدن
كيف تعاملت القوى الاستعمارية مع المدينة كالمال السائب!
أحمد صالح #الجبلي
في ندوة عقدت في مطلع تسعينيات القرن العشرين في نادي "الوحدة" بالشيخ عثمان، ذكر الدكتور أبوبكر السقاف – ومن هنا أوجه له التحية القلبية الصادقة مع تمنياتي له بالصحة الدائمة – أن لفيفًا من اليمنيين في عدن ذهب -إبان الاستعمار البريطاني- إلى صاحب "الأيام" محمد علي باشراحيل، رحمه الله، قصد الاستئناس برأيه بشأن الكيفية التي يمكن بها طرد الاستعمار البريطاني من البلاد. وبدلًا من الرد المباشر على استفسارهم، ذهب يشرح لهم الظروف المحيطة بالبلاد آنذاك عند الاحتلال، والكيفية التي احتل بها الاستعمار البريطاني عدن، ثغر اليمن، عين اليمن، جبل طارق اليمن، التي أصبحت بعد الاحتلال –كما يذهب بعضهم– الماسة المتلألئة في التاج البريطاني.
عدن، عندما احتلها البريطانيون في التاسع عشر من يناير/ كانون الثاني 1839، كانت تتقلب بأوجاعها المبرحة، التي برَت جسدها وأضنت حالها زهاء ثلاثة قرون من الزمان قبل الاحتلال البريطاني.
ولكن قارن حالها قبل حوالي أربعة قرون عندما كانت من أثرى مدن الدنيا! نعم! فعندما زارها "بيرو دي كوفلهام" في القرن الخامس عشر الميلادي، كانت "مدينة عظيمة، وبها تجار من جميع الاجناس" (أباظة: 35)، "وأن فيها حركة كبيرة جدًّا، وكانت من أكثر بلدان العالم تجارة، وبها أكثر التجار ثراءً (السابق: 29). وفي إشارة ذات دلالة واضحة للكثافة السكانية للمدينة، يصف مصدر برتغالي حركة قوافل الماء التي تورده إلى عدن حيث قدر عدد الجمال العاملة ما بين 1500 إلى 2000 جمل يوميًّا، تصب الماء في صهريج تحت "باب عدن". وكان تموين الماء لمدينة عدن، في مطلع القرن السادس عشر الميلادي، مؤسسة متطورة عبر شبكة من القنوات والخزانات من المورد إلى المنهل (محيرز: 132).
وعلى الصعيد العسكري، استطاعت عدن الصمود بوجه أول غزو أوروبي في العصور الحديثة، حينما أحبطت المحاولات البرتغالية لاحتلالها في القرن السادس عشر. وبإمكان القارئ العودة إلى كتاب "صيرة" لمؤلفه الفقيد عبدالله محيرز رحمه الله، ليرى كيف كانت عدن عزيزة المنال على الأجنبي، وكيف صمدت في وجه الغزاة.
مع انهيار الدولة الطاهرية، بدأ العد العكسي لانهيار عدن، على الرغم من المحاولات التي قام بها بعض من تولى أمرها، لإنعاش حالتها الاقتصادية. ذلك أن أمر عدن وحالها، كما تعظنا التجارب التاريخية الملموسة، مرهون بالحالة العامة السياسية والاقتصادية للبلاد، التي تقود بدورها إلى تأمين مكانتها وأهميتها كموقع استراتيجي حيوي مهم على الطريق البحري، الذي يربط الشرق بالغرب. فمع التدهور العام الذي كانت تشهده البلاد، مع الاضطراب والتبعثر السياسيين اللذين كانا يضربان البلاد من أدناها إلى أقصاها، كان يستحيل الجمع بين الحالين: أن تتفرد عدن بالازدهار، من جهة، وضمور وتدهور بقية المناطق المحيطة بها، من جهة أخرى. وهكذا كان! فما أن طل القرن التاسع عشر إلا والمدينة قد باتت تصارع البقاء متغذية على "لحم بطنها"، تشهد على بؤس حالها خرائب وأطلال القصور الباقية؛ فلم يبقَ من تلك الحمامات الجميلة التي رآها "لاروك" الفرنسي، شيئًا، واختفت قناة الماء التي كانت تمون المدينة بالمياه، وتهدم السور والجدار على خليج صيرة، واختفت "دار السعادة"، وانقلبت المدينة إلى قرية لا يزيد دخل مينائها عن 8000 ريال. وبات عدد الجمال الناقلة للماء إلى "باب عدن" حوالي عُشر عددها الذي كان قبل حوالي القرون الثلاثة المنصرمة (بلاي فير: 20). أما عن واقع المنطقة السياسي، فإن الاطلاع على العرض الذي تقدم به السلطان أحمد عبدالكريم العبدلي للبريطانيين لإقامة حلف معهم لدليل له مغزاه الواضح والكاشف عن مدى هوان وبؤس الحالة السياسية للمنطقة. (انظر: القاسمي: 55)(1).
ثمة مصادفة موحشة! فإذا كانت اليمن قد تعودت على انهيار ممالك ودول، ونهوض أخرى على
أنقاضها في دورات من الصراع النازف، ما أدى إلى استنـزاف قدرات بشرية ومادية فادحة، فإن انهيار دولة الطاهريين قد ترافق –وهنا المصادفة– مع الاكتشافات الجغرافية الأوروبية، وبالذات اكتشاف "رأس الرجاء الصالح" عام 1485، ونجم عن ذلك تحول طريق التجارة العالمية التقليدية إلى الطريق البحري المباشر بالدوران حول "رأس الرجاء الصالح"، الأمر الذي أفقد العرب سيطرتهم التقليدية على زمام الطريق التجاري العالمي القديم، ومن ثَمّ حرمانهم من مصدر مهم من مصادر ثروتهم؛ مما أسهم بفعالية حاسمة في انهيار أحد الأعمدة الرئيسية في ازدهار اقتصاديات المنطقة. وإذا استثنينا فترة حكم الإمام المتوكل على الله إسماعيل الذي تمكن من فرض سلطانه على زعامات الكيانات السياسية - الاجتماعية المتناثرة، فإنه يمكن القول بأن اليمن قد شهدت سيادة ظاهرة الكيانات الاجتماعية - السياسية المحلية المستقلة المنتشرة كالدمامل المتقيحة على طول وعرض جسد البلاد السياسي.
كيف تعاملت القوى الاستعمارية مع المدينة كالمال السائب!
أحمد صالح #الجبلي
في ندوة عقدت في مطلع تسعينيات القرن العشرين في نادي "الوحدة" بالشيخ عثمان، ذكر الدكتور أبوبكر السقاف – ومن هنا أوجه له التحية القلبية الصادقة مع تمنياتي له بالصحة الدائمة – أن لفيفًا من اليمنيين في عدن ذهب -إبان الاستعمار البريطاني- إلى صاحب "الأيام" محمد علي باشراحيل، رحمه الله، قصد الاستئناس برأيه بشأن الكيفية التي يمكن بها طرد الاستعمار البريطاني من البلاد. وبدلًا من الرد المباشر على استفسارهم، ذهب يشرح لهم الظروف المحيطة بالبلاد آنذاك عند الاحتلال، والكيفية التي احتل بها الاستعمار البريطاني عدن، ثغر اليمن، عين اليمن، جبل طارق اليمن، التي أصبحت بعد الاحتلال –كما يذهب بعضهم– الماسة المتلألئة في التاج البريطاني.
عدن، عندما احتلها البريطانيون في التاسع عشر من يناير/ كانون الثاني 1839، كانت تتقلب بأوجاعها المبرحة، التي برَت جسدها وأضنت حالها زهاء ثلاثة قرون من الزمان قبل الاحتلال البريطاني.
ولكن قارن حالها قبل حوالي أربعة قرون عندما كانت من أثرى مدن الدنيا! نعم! فعندما زارها "بيرو دي كوفلهام" في القرن الخامس عشر الميلادي، كانت "مدينة عظيمة، وبها تجار من جميع الاجناس" (أباظة: 35)، "وأن فيها حركة كبيرة جدًّا، وكانت من أكثر بلدان العالم تجارة، وبها أكثر التجار ثراءً (السابق: 29). وفي إشارة ذات دلالة واضحة للكثافة السكانية للمدينة، يصف مصدر برتغالي حركة قوافل الماء التي تورده إلى عدن حيث قدر عدد الجمال العاملة ما بين 1500 إلى 2000 جمل يوميًّا، تصب الماء في صهريج تحت "باب عدن". وكان تموين الماء لمدينة عدن، في مطلع القرن السادس عشر الميلادي، مؤسسة متطورة عبر شبكة من القنوات والخزانات من المورد إلى المنهل (محيرز: 132).
وعلى الصعيد العسكري، استطاعت عدن الصمود بوجه أول غزو أوروبي في العصور الحديثة، حينما أحبطت المحاولات البرتغالية لاحتلالها في القرن السادس عشر. وبإمكان القارئ العودة إلى كتاب "صيرة" لمؤلفه الفقيد عبدالله محيرز رحمه الله، ليرى كيف كانت عدن عزيزة المنال على الأجنبي، وكيف صمدت في وجه الغزاة.
مع انهيار الدولة الطاهرية، بدأ العد العكسي لانهيار عدن، على الرغم من المحاولات التي قام بها بعض من تولى أمرها، لإنعاش حالتها الاقتصادية. ذلك أن أمر عدن وحالها، كما تعظنا التجارب التاريخية الملموسة، مرهون بالحالة العامة السياسية والاقتصادية للبلاد، التي تقود بدورها إلى تأمين مكانتها وأهميتها كموقع استراتيجي حيوي مهم على الطريق البحري، الذي يربط الشرق بالغرب. فمع التدهور العام الذي كانت تشهده البلاد، مع الاضطراب والتبعثر السياسيين اللذين كانا يضربان البلاد من أدناها إلى أقصاها، كان يستحيل الجمع بين الحالين: أن تتفرد عدن بالازدهار، من جهة، وضمور وتدهور بقية المناطق المحيطة بها، من جهة أخرى. وهكذا كان! فما أن طل القرن التاسع عشر إلا والمدينة قد باتت تصارع البقاء متغذية على "لحم بطنها"، تشهد على بؤس حالها خرائب وأطلال القصور الباقية؛ فلم يبقَ من تلك الحمامات الجميلة التي رآها "لاروك" الفرنسي، شيئًا، واختفت قناة الماء التي كانت تمون المدينة بالمياه، وتهدم السور والجدار على خليج صيرة، واختفت "دار السعادة"، وانقلبت المدينة إلى قرية لا يزيد دخل مينائها عن 8000 ريال. وبات عدد الجمال الناقلة للماء إلى "باب عدن" حوالي عُشر عددها الذي كان قبل حوالي القرون الثلاثة المنصرمة (بلاي فير: 20). أما عن واقع المنطقة السياسي، فإن الاطلاع على العرض الذي تقدم به السلطان أحمد عبدالكريم العبدلي للبريطانيين لإقامة حلف معهم لدليل له مغزاه الواضح والكاشف عن مدى هوان وبؤس الحالة السياسية للمنطقة. (انظر: القاسمي: 55)(1).
ثمة مصادفة موحشة! فإذا كانت اليمن قد تعودت على انهيار ممالك ودول، ونهوض أخرى على
أنقاضها في دورات من الصراع النازف، ما أدى إلى استنـزاف قدرات بشرية ومادية فادحة، فإن انهيار دولة الطاهريين قد ترافق –وهنا المصادفة– مع الاكتشافات الجغرافية الأوروبية، وبالذات اكتشاف "رأس الرجاء الصالح" عام 1485، ونجم عن ذلك تحول طريق التجارة العالمية التقليدية إلى الطريق البحري المباشر بالدوران حول "رأس الرجاء الصالح"، الأمر الذي أفقد العرب سيطرتهم التقليدية على زمام الطريق التجاري العالمي القديم، ومن ثَمّ حرمانهم من مصدر مهم من مصادر ثروتهم؛ مما أسهم بفعالية حاسمة في انهيار أحد الأعمدة الرئيسية في ازدهار اقتصاديات المنطقة. وإذا استثنينا فترة حكم الإمام المتوكل على الله إسماعيل الذي تمكن من فرض سلطانه على زعامات الكيانات السياسية - الاجتماعية المتناثرة، فإنه يمكن القول بأن اليمن قد شهدت سيادة ظاهرة الكيانات الاجتماعية - السياسية المحلية المستقلة المنتشرة كالدمامل المتقيحة على طول وعرض جسد البلاد السياسي.
التراتب الاجتماعي في #حضرموت
من الأسطورة إلى حالات الوعي المجزأ
أحمد صالح #الجبلي
نظرًا لبعض التباين في بعض من المسارات التاريخية الاجتماعية السياسية التي شهدتها المناطق اليمنية، ترانا لا نقف على تراتب اجتماعي موحّد لكلّ اليمن، وإنّما على لوحات مناطقية من التراتب الاجتماعي، فيها المشترك بين كل المناطق، وفيها المختلف الذي يتباين بدوره من منطقة إلى أخرى.
أسارع إلى القول بأنّ ما أعرضه هنا من مقاربات للتراتب الاجتماعي في حضرموت، لا يمكن عدّه إلّا من نماذج منهجية للتفكير حيال المكونات الاجتماعية في اليمن، وحضرموت عيّنة للبنية الاجتماعية في هذا الصدد.
لقد تطرّق لهذا الشأن العديدُ من المهتمّين، رأيت من الأفضل أن أوزّعهم على مجموعتين: مجموعة السابقين، والأخرى المحدثين.
أولًا- تراتب السابقين: نموذجًا للسابقين، أعرض هنا –وهو بالتأكيد لا يفي بالغرض– المقاربة الخرافية التالية: ثمّة بعض الروايات المتداولة في المجتمع الحضرمي بشأن التراتب الاجتماعي، منها –كما ينقلها بامؤمن– تلك الأسطورة الحضرمية التي تروي كيفية تشكّل المجتمع الحضرمي، فتقول: نظم في قديم الزمان سباق بين الأجداد الذين كانوا آنذاك متساوين، ووضع في نهاية السباق كتاب (رمز العلم)، وسيف (رمز القوة)، ومسحاة (رمز الضعف). فاستلم الأول الكتاب فكان جد العلماء من السادة والمشايخ (فئة التعالي)، واستلم الثاني السيف فكان جد القبائل حملة السلاح (فئة التسلّط). أما الجدّ الثالث فقد فاجأه البول أثناء السباق فجلس ليبول ووصل آخر المتسابقين فاستلم المسحاة إذ لم يجد غيرها، فكان جد الضعفاء والمساكين (فئة التمسكن)، ولقب بـ"البخسوس" (والبخسوس اسم لحشرة زراعية غير ضارة، وهي الخنفساء). وقد ضرب به المثل في المسكنة والتذلل والمسالمة، فقيل في المثل: "تبخسس تسلم". وفي العهد السلاطيني ظهر في المجتمع العبيد الأفارقة الذين جلبهم السلاطين والأمراء وبعض الأثرياء لحمايتهم وخدمتهم.
من جهته، ينسب سرجنت إلى بعضهم تقسيمهم الطبقات في حضرموت إلى ثلاث طبقات، هي: الملوك، العسكر، العلماء. وقد وقع الملك والعلم في أيدي العلويين، بينما الجانب العسكري في أيدي القبائل "العرب"، على اعتبار أنّ بقية طبقات وفئات المجتمع لا يعدّون من الشعب، لأنّ دمهم "فرث"، "لا يسلّف ولا يقضي".
ثانيًا- تراتب المحدثين: ينظر الباحثون المعاصرون إلى التراتب الاجتماعي نظرة مختلفة؛ فنجد الصبان يشير إلى أنّه في حضرموت، ترتبط العادات والتقاليد بدرجات السُّلّم الاجتماعي، فما يسمح لطبقة لا يسمح لأخرى. ويبدأ التراتب الطبقي من الأعلى بطبقة "السادة"، السلاطين، القبائل، المشائخ (مشائخ العلم)، القرار (القروان)، المساكين (الحويك)، الحاشية، وأخيرًا الضعفاء.
من جانبه، يأتي بامطرف بترتيب مختلف عن الصبان، فيقول إنّ صورة المجتمع الحضرمي، على عهد المعلم عبدالحق (هو شاعر شعبي عاش في القرن الثالث عشر الهجري)، أنه مجتمع مجزأ –كما هي حالته اليوم– إلى طبقات، كل واحدة منها تحاول جهدها استغلال الأخرى والاستعلاء عليها. والناس في ذلك المجتمع، كما هي حالتهم اليوم، مقسّمون إلى سادة ومشائخ وقبائل وحضر، كل قطاع منهم يتحرك أفقيًّا في سلّم اجتماعي بدائي، وإن اتفقوا في بعض مظاهر الحياة العامة وسبل كسب العيش.
ثم يقدّم، لوحة عامة عن العلاقات بين هذه الفئات الاجتماعية، فيقول إنّه إذا ازدهى العلويّ باتصال نسبه إلى البيت النبوي، تباهى الشيخ بأجداده وعلومهم وكراماتهم، وافتخر القبيلي بأعمال أجداده البطولية، وانكمش القروي والمسكين والضعيف وكأن لم يكن لهم ما يجوز أن يتباهوا به في مجتمعهم، مع أنّهم يمثّلون الطبقة العاملة والفلاحية في المجتمع التي يعتمد عليها اقتصاد البلاد وخدماته الأساسية الأخرى. والعلوي المحافظ لا يرتاد الأسواق إلّا الأضرحة والمقابر بعد الفراغ من معالجة الأضابير والكتب. ويستنكف القبيلي من الجلوس (بين الكِفَف) على حدّ تعبيرهم؛ أي أن يكون جليس حانوت بين كفتي ميزان.
من الواجب الإشارة هنا إلى أنّ الحديث عن الحالة المعيشية كانت أقرب إلى الضيق والشِّدّة منها إلى السَّعة والميسرة. فالمجتمع الحضرمي فقير، وذلك هو حاله اليوم، يعيش معظم أهله على مكاسب الهجرة والتي كانت قد بلغت أوجها على عهد المعلم عبدالحق؛ فالذين ينعمون بخيرات المهاجر يستوردون حاجاتهم الاستهلاكية من الخارج مباشرة إذا كانوا من كبار الماليين؛ وإذا كانوا من صغار الماليين، أخذوا حاجات ديارهم من أرباب الحوانيت المحلية الصغيرة.
من الأسطورة إلى حالات الوعي المجزأ
أحمد صالح #الجبلي
نظرًا لبعض التباين في بعض من المسارات التاريخية الاجتماعية السياسية التي شهدتها المناطق اليمنية، ترانا لا نقف على تراتب اجتماعي موحّد لكلّ اليمن، وإنّما على لوحات مناطقية من التراتب الاجتماعي، فيها المشترك بين كل المناطق، وفيها المختلف الذي يتباين بدوره من منطقة إلى أخرى.
أسارع إلى القول بأنّ ما أعرضه هنا من مقاربات للتراتب الاجتماعي في حضرموت، لا يمكن عدّه إلّا من نماذج منهجية للتفكير حيال المكونات الاجتماعية في اليمن، وحضرموت عيّنة للبنية الاجتماعية في هذا الصدد.
لقد تطرّق لهذا الشأن العديدُ من المهتمّين، رأيت من الأفضل أن أوزّعهم على مجموعتين: مجموعة السابقين، والأخرى المحدثين.
أولًا- تراتب السابقين: نموذجًا للسابقين، أعرض هنا –وهو بالتأكيد لا يفي بالغرض– المقاربة الخرافية التالية: ثمّة بعض الروايات المتداولة في المجتمع الحضرمي بشأن التراتب الاجتماعي، منها –كما ينقلها بامؤمن– تلك الأسطورة الحضرمية التي تروي كيفية تشكّل المجتمع الحضرمي، فتقول: نظم في قديم الزمان سباق بين الأجداد الذين كانوا آنذاك متساوين، ووضع في نهاية السباق كتاب (رمز العلم)، وسيف (رمز القوة)، ومسحاة (رمز الضعف). فاستلم الأول الكتاب فكان جد العلماء من السادة والمشايخ (فئة التعالي)، واستلم الثاني السيف فكان جد القبائل حملة السلاح (فئة التسلّط). أما الجدّ الثالث فقد فاجأه البول أثناء السباق فجلس ليبول ووصل آخر المتسابقين فاستلم المسحاة إذ لم يجد غيرها، فكان جد الضعفاء والمساكين (فئة التمسكن)، ولقب بـ"البخسوس" (والبخسوس اسم لحشرة زراعية غير ضارة، وهي الخنفساء). وقد ضرب به المثل في المسكنة والتذلل والمسالمة، فقيل في المثل: "تبخسس تسلم". وفي العهد السلاطيني ظهر في المجتمع العبيد الأفارقة الذين جلبهم السلاطين والأمراء وبعض الأثرياء لحمايتهم وخدمتهم.
من جهته، ينسب سرجنت إلى بعضهم تقسيمهم الطبقات في حضرموت إلى ثلاث طبقات، هي: الملوك، العسكر، العلماء. وقد وقع الملك والعلم في أيدي العلويين، بينما الجانب العسكري في أيدي القبائل "العرب"، على اعتبار أنّ بقية طبقات وفئات المجتمع لا يعدّون من الشعب، لأنّ دمهم "فرث"، "لا يسلّف ولا يقضي".
ثانيًا- تراتب المحدثين: ينظر الباحثون المعاصرون إلى التراتب الاجتماعي نظرة مختلفة؛ فنجد الصبان يشير إلى أنّه في حضرموت، ترتبط العادات والتقاليد بدرجات السُّلّم الاجتماعي، فما يسمح لطبقة لا يسمح لأخرى. ويبدأ التراتب الطبقي من الأعلى بطبقة "السادة"، السلاطين، القبائل، المشائخ (مشائخ العلم)، القرار (القروان)، المساكين (الحويك)، الحاشية، وأخيرًا الضعفاء.
من جانبه، يأتي بامطرف بترتيب مختلف عن الصبان، فيقول إنّ صورة المجتمع الحضرمي، على عهد المعلم عبدالحق (هو شاعر شعبي عاش في القرن الثالث عشر الهجري)، أنه مجتمع مجزأ –كما هي حالته اليوم– إلى طبقات، كل واحدة منها تحاول جهدها استغلال الأخرى والاستعلاء عليها. والناس في ذلك المجتمع، كما هي حالتهم اليوم، مقسّمون إلى سادة ومشائخ وقبائل وحضر، كل قطاع منهم يتحرك أفقيًّا في سلّم اجتماعي بدائي، وإن اتفقوا في بعض مظاهر الحياة العامة وسبل كسب العيش.
المجتمع الحضرمي فقير، وذلك هو حاله اليوم، يعيش معظم أهله على مكاسب الهجرة والتي كانت قد بلغت أوجها على عهد المعلم عبدالحق؛ فالذين ينعمون بخيرات المهاجر يستوردون حاجاتهم الاستهلاكية من الخارج مباشرة إذا كانوا من كبار الماليين؛ وإذا كانوا من صغار الماليين أخذوا حاجات ديارهم من أرباب الحوانيت المحلية الصغيرة.
ثم يقدّم، لوحة عامة عن العلاقات بين هذه الفئات الاجتماعية، فيقول إنّه إذا ازدهى العلويّ باتصال نسبه إلى البيت النبوي، تباهى الشيخ بأجداده وعلومهم وكراماتهم، وافتخر القبيلي بأعمال أجداده البطولية، وانكمش القروي والمسكين والضعيف وكأن لم يكن لهم ما يجوز أن يتباهوا به في مجتمعهم، مع أنّهم يمثّلون الطبقة العاملة والفلاحية في المجتمع التي يعتمد عليها اقتصاد البلاد وخدماته الأساسية الأخرى. والعلوي المحافظ لا يرتاد الأسواق إلّا الأضرحة والمقابر بعد الفراغ من معالجة الأضابير والكتب. ويستنكف القبيلي من الجلوس (بين الكِفَف) على حدّ تعبيرهم؛ أي أن يكون جليس حانوت بين كفتي ميزان.
من الواجب الإشارة هنا إلى أنّ الحديث عن الحالة المعيشية كانت أقرب إلى الضيق والشِّدّة منها إلى السَّعة والميسرة. فالمجتمع الحضرمي فقير، وذلك هو حاله اليوم، يعيش معظم أهله على مكاسب الهجرة والتي كانت قد بلغت أوجها على عهد المعلم عبدالحق؛ فالذين ينعمون بخيرات المهاجر يستوردون حاجاتهم الاستهلاكية من الخارج مباشرة إذا كانوا من كبار الماليين؛ وإذا كانوا من صغار الماليين، أخذوا حاجات ديارهم من أرباب الحوانيت المحلية الصغيرة.