اليمن_تاريخ_وثقافة
11.6K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
‏وامشِ على ضوء الصّباح، فإن خبا
‏فامش على ضوء الهلال السّاري
‏عش في الخلاء تعش خليّاً هانئاً
‏ كالطّير حرّاً، كالغدير الجاري!


#إيليا_أبو_ماضي
‏كيف جاء الصّباح؟!
‏من أيّ منحى؟
‏هل درى أين بات، أو كيف أضحى؟!
‏ربّما قال: هل أنا جئت حقّاً؟!
‏ولماذا؟!
‏وكيف سمّيت صبحا؟!


#عبدالله_البردوني
‏مَنْ أيقظَ الوردَ من نومهِ؟
‏الندى؟
‏أم يدي؟
‏وهي تقطفُ من غصنِ الوجدِ، نرجسةً
‏لتحيةِ هذا الصباحِ


#عدنان_الصائغ
أنّ الشئ الأصعب في تكوين ثورة
هو الأمانة مع النفس،
والرغبة في التحرر من متابعة القطيع.

#روبرت_كيوساكي
اعلم أني لست وحيدك و لكنك أنت وحيدي.

#يسري_فودة
انقطاع الأخبار دليل خير.

#مثل_إيطالي 🇮🇹
#عبدالله_البردوني 1999
ننشر له هنا احدى قصائده

لماذا لي الجوع والقصف لك؟
يناشدني الجوع أن أســــألك

وأغرس حقلي فتجنيه أنت،
وتسكر من عروقي منجلك

لماذا؟ وفي قبضتيك الكنوز،
تمد إلى لقمتي أنمـــــــــلك

تقتات جوعي وتدعى النزيه،
وهل أصبح اللص يوماً ملك؟

لماذا تســـــود على شقوتي؟
أجب عن سؤالي وإن أخجلك

ولو لم تجب فسكوت الجواب
ضجيجٌ... يردد ما أنــــذلك!

لماذا تدوس حشاي الجريح،
وفيه الحنـــــــان الذي دللك

ودمعي، ودمعي سقاك الرحيق
أتذكر «يا نــــذل» كم أثملك؟!

فما كان أجهلني بالمصير
وأنت لك الويل ما أجهلك!

غداً سوف تعرفني من أنا
ويسلبك النبل من نبلك

ففي أضلعي.. في دمي غضبة
إذا عصفت أطفات مـــشعلك

غداً سوف تلعنك الذكريات
ويلعن ماضيك مستقبلك

ويرتد آخرك المستكين
بآثامه يــــزدري أولك

ويستفسر الإثم: أين الأثيم؟
وكيف انتهى؟ أي درب سلك؟

غداً لاتقل تبت: لا تعتذر
تحسر وكفن هنا مأملك

ولا: "لاتقل" أين مني غدٌ؟
فلا لم تسمر يداك الــــفلك

غداً لم أصفق لركب الظلام
سأهتف: يا فجر: ما أجملك!

عتاب ووعيد
البردوني
@taye5 🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪

#عبدالله_البردوني 👆👆👆👆

شاعر ثوري عنيف في ثورته، جريء في مواجهته، يمثل الخصائص التي امتاز بها شعراليمن المعاصر ،، والمحافظ في الوقت نفسه على كيان القصيدة العربية كما أبدعتها عبقرية السلف، وكانت تجربته الإبداعية أكبر من كل الصيغ والأشكال ... 
ولد عام 1348هـ 1929 م في قرية البردون (اليمن) 
أصيب بالعمى في السادسة من عمره بسبب الجدري ، درس في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م. 
ثم عُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها ... وعمل مسؤولاً عن البرامج في الإذاعة اليمنية. 
أدخل السجن في عهد الإمام أحمد حميد الدين وصور ذلك في قصائده فكانوا أربعة في واحد حسب تعبيره ، العمى والقيد والجرح ,, 
شاعر اليمن وشاعر .. منتم الى كوكبة من الشعراء الذين مثلت رؤاهم الجمالية حبل خلاص لا لشعوبهم فقط بل لأمتهم أيضا‚ عاش حياته مناضلا ضد الرجعية والدكتاتورية وكافة اشكال القهر ببصيرة الثوري الذي يريد وطنه والعالم كما ينبغي ان يكونا‚ وبدأب المثقف الجذري الذي ربط مصيره الشخصي بمستقبل الوطن‚ فأحب وطنه بطريقته الخاصة‚ رافضا أن يعلمه أحد كيف يحب‚ لم يكن يرى الوجوه فلا يعرف إذا غضب منه الغاضبون‚ لذلك كانوا يتميزون في حضرته غيظا وهو يرشقهم بعباراته الساخرة‚ لسان حاله يقول: كيف لأحد أن يفهم حبا من نوع خاص حب من لم ير لمن لا يرى .. 
هو شاعر حديث سرعان ما تخلص من أصوات الآخرين وصفا صوته عذبا‚ شعره فيه تجديد وتجاوز للتقليد في لغته وبنيته وموضوعاته حتى قيل‚ هناك شعر تقليدي وشعر حديث وهناك شعر البردوني‚ أحب الناس وخص بحبه أهل اليمن‚ وهو صاحب نظرة صوفية في حبهم ومعاشرتهم إذ يحرص على لقائهم بشوشا طاويا ما في قلبه من ألم ومعاناة ويذهب الى عزلته ذاهلا مذعورا قلقا من كل شيء . 
تناسى الشاعر نفسه وهمومه وحمل هموم الناس دخل البردوني بفكره المستقل الى الساحة السياسية اليمنية‚ وهو المسجون في بداياته بسبب شعره والمُبعد عن منصب مدير إذاعة صنعاء‚ والمجاهر بآرائه عارفا ما ستسبب له من متاعب ...في عام 1982 أصدرت الأمم المتحدة عملة فضية عليها صورته كمعاق تجاوز العجز‚ ترك البردوني دراسات كثيرة‚ وأعمالا لم تنشر بعد أهمها السيرة الذاتية..‚ 
له عشرة دواوين شعرية، وست دراسات. . صدرت دراسته الأولى عام 1972م "رحلة في الشعر قديمه وحديثه" . 
أما دواوينه فهي على التوالي: 
من أرض بلقيس 1961 - 
في طريق الفجر 1967 - 
مدينة الغد 1970 
لعيني أم بلقيس 1973 
السفر إلى الأيام الخضر 1974 
وجوه دخانية في مرايا الليل
#عبدالله_البردوني
شاعر يصهر المفاهيم والاشياء ويعيد تشكيلها

يمثِّل الشاعر اليمني عبدالله البردوني ظاهرة استثنائية في الشعر العربي الحديث، وعلامة فارقة في الشعر اليمني المعاصر، بخصائصه الأسلوبية المميَّزة وشخصيته الفنية التي زاوجت بين الأصالة والمعاصرة بشكل خلَّاق ينفض رماد الماضي وهو يحمل شعلته دائمة المعاصرة وفي إطار ذلك احتفظ بالشكل العمودي للقصيدة رغم أن الوفاء للأصالة لا يستلزم ذلك بالضرورة.

نجح عبدالله البردوني إلى حد بعيد في التعبير عن المضامين الجديدة للحياة، وإن ظل الشكل التقليدي يحد من ذلك ويؤكد أن في الإمكان أبدع مما كان. هذا ما أكده الناقد صادق القاضي في كتابه “مرايا شعرية متقابلة.. نص عبدالله البردوني”.

واتخذ الناقد شعر البردوني نموذجا للتقابل باعتبار التقابل أهم وأبرز الخصائص الأسلوبية لديه، وأكثر مقومات بنيته الشعرية كثافة وتنوعا وامتدادا، وأهم روافدها الفنية إثارة وجمالا ومفارقة. ‏حيث إنها بقدر ما تؤكد على ذلك بقدر ما تعتبره نموذجا للشعر الحديث بما يمتاز به عن الشعر القديم أو يتشابه معه من حيث الشكل والمضمون التقابلي، واختلاف أو تماثل الخصائص الأسلوبية لهما على محوري الاختيار والتوزيع.

الكلاسيكية والمعاصرة

أكد القاضي في كتابه، الصادر عن مؤسسة أروقة للنشر والدراسات والترجمة، أنه فضلا عن الشكل العروضي تتوافر المظاهر التقليدية في أعمال البردوني من جوانب عدة وبخاصة في ديوانيه الأولين من حيث الأغراض والألفاظ والتراكيب والأساليب. الأشياء التي يطول الحديث عنها في هذا المقام.

وقال “تتجلى في ديوان الشاعر أهم الخصائص الأدبية لأطوار الشعر العربي الحديث في مراحله المتعاقبة (الكلاسيكية والرومانتيكية والواقعية)، وفي مقابل السمات التقليدية تتجلى ملامح التجديد على امتداد ديوانه الشعري من خلال الوحدة العضوية للقصيدة ومن خلال الألفاظ والتراكيب والأساليب البارعة في خصوصياتها الفنية والمضامين المواكبة للحياة والمفعمة بقضايا الإنسان وتطلعاته”.

شعر بنكهة الحياة اليمنية المحببة

وأكد أن لغة الشاعر، في الأغلب، تتميَّز بالسهولة والشفافية وكثافة التعبير، فهي من السهل الممتنع، ومعجمه الشعري بقطوفه الدانية نابع من صميم الحياة العصرية، ويخلو تقريبا من الإغراب، وله بعده الاجتماعي في مقام الحضور الثري للبيئة اليمنية بشيوع أسماء المناطق والأعلام والأحداث والعادات والتقاليد والأمثال والألفاظ والعبارات الشعبية والاقتباسات من الأدب الشعبي.

كل ذلك جعل شعره عابقا بنكهة الحياة اليمنية المحببة، وقريبا من الوجدان الشعبي للإنسان اليمني. واللغة هي الشاعر، وقد جسّدت لغته شعوره بالمعاناة، ونزعته التشاؤمية والسخرية والرفض والتهكم والنقد اللاذع، وإحساسه بالغربة عن الواقع وانتماءه إلى المفروض واستشراف المستقبل، ورؤيته حول طبيعة المرحلة بكل جوانبها وانعكاساتها لديه، وتحفل لغته بتراكيبها الجديدة في بنائها القائم على كسر العلاقات التقليدية بين الألفاظ، وتحطيم القرائن المنطقية للدلالة، لتشكيل الدلالة غير العادية، والمفاجآت السياقية والمفارقة الشعرية.

ولفت إلى أن النزعة الدرامية تعتبر من أهم السمات والأدوات الأسلوبية التي شكَّل من خلالها البردوني رؤيته الفنية في جل أعماله الشعرية، وفي إطار ذلك اهتم بالحوار لتوصيف العلاقات الجدلية بين أطراف الوضع القائم، وتقمص كثيرا من شخصياته، ونجح بشكل يثير الإعجاب في استكناه أعماقها، والتغلغل في مشاعرها وأفكارها، وتصويرها من الداخل.

وأوضح القاضي أن “التقابل اللغوي ظاهرة نسبية سياقية، وأن ازدواجيته اللغوية والسيكولوجية، مرتبطة بالغريزة اللغوية المنعكسة عن الازدواجية الفيسيولوجية للمخ البشري، وهذا يربطها بالحاجات الإنسانية المُلحَّة إلى هذه الظاهرة، بوظيفتها المهمة والحاسمة في حياة الإنسان، فمن خلالها يتعرف الإنسان على ملامح العالم الخارجي، ويصوغه صياغة عملية يمكن التعامل معه بها، بما يقدمه التقابل من تحديدات وموجهات وقياسات وتوصيف وترتيب وفرز للأشياء والأفكار والمفاهيم والأوضاع والتفاصيل. بحيث يمكن القول بأن من المتعذر -دون هذه التقابلات- أن يتعرف الإنسان على ما حوله، ومن ثمَّ يتصرف بنوع من الحكمة، و”يبدو أن وجود أعداد كبيرة من الألفاظ المتخالفة والمتباينة في مفردات اللغات الطبيعية مرتبط بالنزعة البشرية العامة لاستقطاب الخبرة والرأي”.

وأضاف أنه إذا كانت هذه الدراسة تناولت شاعرا حديثا بكل ما يعنيه ذلك من مظاهر لغوية وأدبية متطورة عن الشعر الكلاسيكي فإن رواسب الكلاسيكية المتمثلة في الشكل العمودي لقصائد الشاعر ظلت تقيد -وإن بدرجات محدودة- قدرات الشاعر وإمكاناته البيانية، وتحصر كثيرا من دلالاته في حدود البيت الواحد وإن كانت قدرات الشاعر الخلّاقة ورؤيته الحداثية الفذة جعلته يتجاوز كثيرا من السلبيات المصاحبة كالعادة للشكل العمودي للقصيدة.

صياغة شعرية

قال القاضي إن دراسته حاولت الدنو من منطق الدراسات النصية والأسلو
لأنَّ (#أبا_لهـبٍ) لَمْ يمُـــتْ
وكُلُّ الذي ماتَ ضوءُ اللَّهبْ

فقامَ الدُّخانُ مكانَ الضِّيـاءِ
لهُ ألفُ رأسٍ وألفَا ذَنَــــــبْ

#عبدالله_البردوني..!
من قصيدة: #أغنية_من_خشب..!
ديوان: #السفر_إلى_الأيام_الخضر..!
‏في مثل هذا اليوم من عام 1999م توفي شاعر ‎#اليمن الكبير ‎#عبدالله_البردوني رحمة الله عليه.
لَعَلَّ قَـــلْبَ الضُّــحَىٰ يَنْوِي مُفَاجَـــــأَةً
هُنَا الضُّحَىٰ وَالدُّجَىٰ: حَبْلَانِ مِنْ مَسَدِ

مَـــا لِلبِـــــــدَايَةِ بَـــــدءٌ كَي تَلُوحُ لَهَــا
نِهَـــــــايَةٌ ذَاتُ بَــــــدءٍ غَـــيْرِ مُنْعَقِـــدِ

أَلِي غَــــدٌ؟ مَرَّ بِي عُشْـــرُونَ أَلْفَ غَــدِ
مِنْ أَجْلِ يَأْتِي الَّذِي تَدعُوهُ أَنْتَ: غَـدِي

أُكَابِـــــدُ اليَومَ مَـا عَــــانَاهُ أَمْــسِ أَبِي
أَخْـــشَىٰ يُــلَاقِي الَّذِي لَاقَيْتُـــهُ وَلَدِي

#عبدالله_البردوني..!
يَا رِفَاقِي! إِنْ أَحزَنَتْ أُغْنِيَاتِي
فَالمَآسِي: حَــيَاتُكُمْ، وَحَــيَاتِي

إِنْ هَمَتْ أَحـرُفِي دَمـاً؛ فَلِأَنِّي
يَمَــــنِّيُّ المِـدَادِ، قَلْبِي دَوَاتِي

#عبدالله_البردوني..!
الذكرى الثانية والعشرين لوفاة واجهة اليمن الشعرية ٣٠ أغسطس ١٩٩٩م، ومعه في الصورة واجهة اليمن النضالية الرئيس: #إبراهيم_الحمدي رحمة الله تغشى روحيهما إلى يوم يبعثون..!
يوم العلم

ماذا يقول الشعر؟ كيف يرنّمُ؟
هتف الجمال: فكيف يشدو الملهمُ
ماذا يغنّي الشعر؟ كيف يهيم في
هذا الجمال؟ وأين أين يهوّمُ؟
في كلّ متّجه ربيع راقص
و بكلّ جو ألف فجر يبسمُ
يا سكرة ابن الشعر هذا يومه
نغم يبعثره السنى ويلملمُ
يوم تلاقيه المدارس والمنى
سكرى كما لاقى الحبيبة مغرمُ
يوم يكاد الصمت يهدر بالغنا
فيه ويرتجل النشيد الأبكمُ
يوم يرنّحه الهنا وله ... غد
أهنا وأحفل بالجمال وأنغمُ
***
يا وثبة اليمن السعيد تيقّظت
شبّابة وسمت كما يتوسّمُ
ماذا يرى اليمن الحبيب تحقّقت
أسمى مناه وجلّ ما يتوهّمُ
فتحت تباشير الصباح جفونه
فانشقّ مرقده وهبّ النومُ
وأفاق والإصرار ملء عيونه
غضبان يكسر قيده ويدمدمُ
ومضى على ومض الحياة شبابه
يقظان يسبح في الشعاع ويحلمُ
***
وأطلّ يوم العلم يرفل في السنى
و كأنّه بفم الحياة ... ترنّمُ
يوم تلقّنه المدارس نشأها
درسا يعلّمه الحياة ويلهمُ
ويردّد التاريخ ذكراه وفي:
شفتيه منه تساؤل وتبسّمُ
يومٌ أُغَنِّيْهِ ويسكر جوّه
نغمي فيسكر من حلاوته الفمُ
***
وقف الشباب إلى الشباب وكلّهم
ثقة وفخر بالبطولة مفعمُ
في مهرجان العلم رفّ شبابه
كالزهر يهمس بالشذى ويتمتمُ
وتألّق المتعلّمون ... كأنّهم
فيه الأشعّة والسما والأنجمُ
***
يا فتية اليمن الأشمّ وحلمه
ثمر النبوغ أمامكم فتقدّموا
وتقحّموا خطر الطريق إلى العلا
فخطورة الشبّان أن يتقحّموا
وابنوا بكفّ العلم علياكم فما
تبنيه كفّ العلم لا يتهدّمُ
وتساءلوا من نحن؟ ما تاريخنا؟
و تعلّموا منه الطموح وعلّموا
***
هذي البلاد وأنتم من قلبها
فلذ وأنتم ساعداها أنتمُ
فثبوا كما تثب الحياة قويّة
إنّ الشباب توثّب وتقدّمُ
لا يهتدي بالعلم إلاّ نيّر
بهج البصيرة بالعلوم متيّمُ
وفتى يحسّ الشعب فيه لأنّه
من جسمه في كلّ جارحة دمُ
يشقى ليسعد أمّه أو عالما
عطر الرسالة حرقة وتألّمُ
فتفهّموا ما خلف كلّ تستّر
إنّ الحقيقة دربه وتفهّمُ
قد يلبس اللّصّ العفافَ ويكتسي
ثوب النبيّ منافق أو مجرمُ
مَيْتٌ يُكَفّن بالطلاء ضميرهَ
و يفوح رغم طلائه ما يكتمُ
***
ما أعجب الإنسان هذا ملؤه
خير وهذا الشرّ فيه مجسّمُ!
لا يستوي الإنسان هذا قلبه
حجر وهذا شمعةٌ تتضرّمُ
هذا فلان في حشاهُ بلبل
يشدو وهذا فيه يزأر ضيغمُ
ما أغرب الدنيا على أحضانها
عرس يغنّيها ويبكي مأتمُ!
بيت يموت الفأر خلف جداره
جوعا وبيت بالموائد متخمُ
ويد منعّمة تنوء ... بمالها
و يظلّ يلثمها ويعطي المعدمُ
***
فمتى يرى الإنسان دنيا غضّة
سمحا فلا ظلم ولا متظلّمُ؟
يا إخوتي نشء المدارس يومكم
بكر البلاد فكرّموه تُكَرّموا
وتفهّموا سفر الحياة فكلّها
سفر ودرس والزمان معلمُ
ماذا أقول لكم وتحت عيونكم
ما يُعقِلُ الوعيَ الكريمَ ويُفهِمُ؟

#عبدالله_البردوني
قصيدة "أحزان وإصرار" للشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني رحمه الله.

شوطُنا فوقَ احتمالِ الإحتمالْ
فوق صبرِ الصَّبرِ … لكنْ لا انخذالْ
نغتلي … نبكي … على من سقطوا
إنَّما نمضي لإتمام المَجالْ
دمُنا يَهمي على أوتارنا
ونُغنِّي للأماني بانفعالْ
مُرةٌ أحزانُنا … لكِنَّها
ـ يا عذابَ الصَّبر ـ أحزانُ الرِّجالْ
نَبلعً الأحجار … نُدمَى إنَّما
نعزِف الأشواق … نشدو للجَمالْ
ندفن الأحباب … نأسى إنَّما
نتحدَّى … نحتذي وجهَ المُحالْ
***
مذّ بدأنا الشَّوطَ .. جَوْهَرنا الحَصى
بالدمِ الغالي وفرْدَسْنا الرِّمالْ
وإلى أين …؟ عرفنا المُبتدا
والمسافات ـ كما ندري ـ طِوالْ
وكنيسان انطلقنا في الذُّرى
نسفحُ الطِّيب يميناً وشمالْ
نبتني لليمن المنشودِ مِنْ
سُهْدِنا جسراً وندعوه: تعالْ
***
وانزرعْنا تحت أمطار الفَنَاء
شجراً مِلءَ المَدى … أعيا الزَّوالْ
شجراً يَحضِنُ أعماق الثَّرى
ويُعير الريح أطراف الظّلالْ
واتَّقدنا في حشا الأرض هوىً
وتحوَّلنا حقولاً … وتلالْ
مشمشاً .. بُنَّاً .. وروداً .. وندىً
وربيعاً … ومَصِيفَاً وغِلالْ
نحن هذي الأرض .. فيها نلتظي
وهيّ فينا عنفوانٌ واقتتالْ
من روابي لحمِنا هذي الرُّبى
من رُبى أعظُمِنا هذي الجبالْ
***
ليس ذا بدءَ التَّلاقي بالرَّدى
قد عشقناهُ وأضنانا وِصالْ
وانتقى من دمنا عِمَّتَهُ
واتخذنا وجهه الناري نِعالْ
نعرفُ الموتَ الذي يعرفُنا
مَسَّنا قتلاً … ودُسْناهُ قِتَالْ
وتَقَحَّمْنا الدَّواهي صُوراً
أكَلَتْ مِنَّا … أكَلناها نِضالْ
موتُ بعض الشَّعب يُحيي كلَّهُ
إنَّ بعض النَّقص روحُ الاكتمالْ
***
ها هنا بعضُ النُّجومِ انطفأتْ
كي تزيد الأنْجُمُ الأُخرى اشتعالْ
تفقدُ الأشجارُ من أغصانِها
ثمّ تزداد اخضراراً واخضلالْ
***
إنَّما … يا موت .. هل تدري متى
ترتخي فوق سريرٍ من مَلالْ؟
في حنايانا سؤالٌ … ما له
من مجيبٍ … وهو يَغلي في اتصالْ
ولماذا ينطفي أحبابُنا
قبل أن يستنفدَ الزَّيتَ الذُّبالْ؟
ثُمَّ ننسى الحُزنَ بالحزنِ ومَنْ
يا ضياعَ الرَّدِّ ـ يُنسينا السُّؤالْ ..؟

#احزان_واصرار
#البردوني23
#عبدالله_البردوني
أحزان وإصرار ..

شوطُنا فوقَ احتمالِ الاحتمالْ
فوقَ صبرِ الصبرِ.. لكن لا انخذالْ

نغتلي.. نبكي.. على من سقطوا
إنما نمضي لإتمام المَجالْ

دمُنا يهمي على أوتارنا
ونغنّي للأماني بانفعالْ

مُرةٌ أحزانُنا.. لكنها-
يا عذاب الصبرِ - أحزانُ الرجالْ

نبلعُ الأحجار.. ندمى إنما
نعزفُ الأشواق.. نشدو للجمالْ

ندفنُ الأحبابَ.. نأسى إنما
نتحدّى.. نحتذي وجهَ المحالْ
* * *
مذْ بدأنا الشوطَ.. جوهرنا الحصَى
بالدمِ الغالي وفردسنا الرمالْ

وإلى أينَ...؟ عزفنا المبتدى
والمسافاتُ - كما ندري - طوالْ

وكنيسانَ انطلقنا في الذرُّى
نسفحُ الطيبَ يميناً وشمالْ

نبتني لليمن المنشود من
سُهُدنا جسراً وندعوهُ: تعالْ
* * *
وانزرعنا تحتَ أمطار الفناءْ
شجراً ملء المدى.. أعيْا الزوالْ

شجراً يحضنُ أعماقَ الثرى
ويُعير الريحَ أطرافَ الظِّلالْ

واتقدنا في حشى الأرضِ هوىً
وتحوّلنا حقولاً.. وتلالْ

مشمشاً.. بُناً.. وروداً.. وندىً
وربيعاً.. ومصيفاً وغلال

نحن هذي الأرض.. فيها نلتظي
وهيَ فينا عنفوانٌ واقتتال

من روابي لحمنا هذي الربا
من ربا أعظمنا هذي الجبالْ
* * *
ليس ذا بدء التلاقي بالردى
قد عشقناه وأضنانا وصِالْ

وانتقى منْ دمنا عمَّتَهُ
واتخذنا وجهَهُ الناريْ نِعالْ

نعرفُ الموتَ الذي يعرفُنا
مَسّنا قَتْلاَ.. ودسناهُ قتالْ

وتقحمنا الدوّاهي صورَاً
أكلتْ منّا.. أكلناها نضالْ

موتُ بعضِ الشّعب يُحيي كلّهُ
إنّ بعض النقص روح الاكتمالْ
* * *
هاهنا بعضُ النجومِ انطفأتْ
كي تزيدَ الأنجمُ الأخرى اشتعالْ

تفقدُ الأشجار منْ أغصانها
ثمّ تزدادُ اخضراراً واخضلالْ

إنما.. ياموتُ.. هل تدري متى
ترتخي فوقَ سريرٍ من مَلالْ؟

في حنايانا سؤالٌ.. مالهُ
من مجيب.. وهو يغلي في اتصالْ

ولماذا ينطفي أحبابُنا
قبلَ أن يستنفذَ الزيتَ الذبالْ؟

ثمّ ننسى الحزنَ بالحزن ومَنْ
ياضياع الردّ - ينسينا السؤالْ..؟

مايو1973م

#عبدالله_البردوني
#ذكرى_رحيل_البردوني
ليالي الجائعين

هذي البيوت الجاثمات إزائي
ليل من الحرمان و الإدجاء

من للبيوت الهادمات كأنّها
فوق الحياة مقابر الأحياء

تغفو على حلم الرغيف و لم
تجد إلاّ خيالا منه في الإغفاء

و تضمّ أشباح الجياع كأنّها
سجن يضمّ جوانح السّجناء

و تغيب في الصمت الكئيب كأنّها
كهف وراء الكون و الأضواء

خلف الطبيعة و الحياة كأنّها
شيء وراء طبائع الأشياء

ترنو إلى الأمل المولّي مثلما
يرنو الغريق إلى المغيث النائي

و تلملم الأحلام من صدر الدّجا
سردا كأشباح الدجا السوداء

***

هذي البيوت النائمات على الطوى
نوم العليل على انتفاض الداء

نامت و نام اللّيل فوق سكونها
و تغلّفت بالصمت و الظلماء

و غفت بأحضان السكون و فوقها
جثث الدجا منثورة الأشلاء

و تلملمت تحت الظلام كأنّها
شيخ ينوء بأثقل الأعباء

أصغى إليها اللّيل لم يسمع بها
إلاّ أنين الجوع في الأحشاء

و بكا البنين الجائعين مردّدا
في الأمّهات و مسمع الآباء

ودجت ليالي الجائعين و تحتها
مهج الجياع قتيلة الأهواء

****

يا ليل ، من جيران كوخي ؟ من هم
مرعى الشقا و فريسة الأرزاء

الجائعون الصابرون على الطوى
صبر الربا للريح و الأنواء

الآكلون قلوبهم حقدا على
ترف القصور و ثروة البخلاء

الصامتون و في معاني صمتهم
دنيا من الضجّات و الضوضاء

و يلي على جيران كوخي إنّهم
ألعوبة الإفلاس و الإعياء

ويلي لهم من بؤس محياهم و يا
و يلي من الإشفاق بالبؤساء

أنوح للمستضعفين و إنّني
أشقى من الأيتام و الضعفاء

و أحسّهم في سدّ روحي في دمي
في نبض أعصابي و في أعضائي

فكأنّ جيراني جراح تحتسي
ريّ الأسى من أدمعي و دمائي

ناموا على البلوى و أغفي عنهمو
عطف القريب ورحمة الرحماء

ما كان أشقاهم و أشقاني بهم
و أحسّني بشقائهم و شقائي

#عبدالله_البردوني
البردوني كظاهرة بردّونية لن تتكرر بسهولة..

#منصور_الأصبحي

لا يمكن إيجاز الحديث عن نبي الشعر فيلسوف الشعراء أسطورة الصورة خيالا وشعرية وموسقة وأنطالوجيا الشاعر البردوني من منحته القصيدة ومنحها حرية التأثير والمغايرة كإحدى المخلوقات في النص المعجز والمتزاوج بين كل الصنوف الشعر بما فيه المنثور والذي أوحى به عروضيا عموديا لتتلقاه مدارس جل الشعر حسب أنموذجياتها وتقنياتها ومراياها وكل تنوعاتها وتصوراتها ورؤاها وبكل وجهاتها وبتوجهاتها وهنا لا يمكن تجاوز البردوني كأستاذ لا شريك له في عالمه الشعري.
الأستاذ القدير الفيلسوف #عبدالله_البردوني شاعر رسام إنساني وأدبي كماهر بامتيازية وضعت لكل زوايا الحياة خارطة للطريق الغد كمحددات للفكرة والخلاص باعتباره الإنسان والضمير والبسيط الساخر والحكيم وكذلك السياسي الباحث والناقد والمتجدد والعاشق الأرض الأنثى القصيدة الوطن والاستراتيجي النفسي المعتّق ببراعة كصاحب معرفة بكل أنواع الفنوان كتجارب إنسانية حية أو ميّتة كأركيولوجيا تفهّمها مبكراً وبعمق مختلف.
بالتالي هو حكيم اليمانية ولسانها الناطق بفصحى بإيقاعية كتلازمة الأرض والإنسان كأنموذج نوعي لمثقف غير تقليدي مطلقاً فقد انتصر لقناعاته الثقافية بوعي أممي حضاري متقدم كمترجم لُغوي بلاغي حاذق مجتمعي مُقْنِعٓ وبأسلوبيته ارتقى لكل مصاف المجد وبشعبيته استقى كل منابع الثقافية والفنون اليمنية وبمشاعيته كذلك للفنون العالمية الإنسانية كجزء من فلسفة تاريخ تنبذ استاتيكية انتقالها فحاكاها وبتقنيته الخاصة ونظرته الشاملة "اللاّ شمولية".

بردونيات :
من هذه الأرض هذي الأغنيات ومن
رياضها هذه الأنغام تنتشر
من هذه الأرض حيث الضوء يلثمها
وحيث تعتنق الأنسام والشجر
من ذلك الشدو ؟ من شاديه ؟ إنهما
من أرض بلقيس هذا اللحن والوتر

يا رفيقي هات أذنيك وخذ أشهى رنيني
من شفاه الفجر أسقيك وخمر الياسمين
من معين الفن أرويك ولم ينضب معيني
لك أنّاتي اللحن ولي وحدي أنيني
ولك التغريد من فني ولي جوع حنيني

أنت فجر معطّر وربيع
وأنا البلبل الكئيب المبلبل
أنت في كل نابض من عروقي
وتر عاشق ولحن مرتّل
كلما استنطقت معانيك شعري
أرعد القلب بالنشيد وجلجل

يا طائر الإلهام ما أسماك عن
لهو الورى وعن الحطام الفاني
تحيا كما تهوى الحياة مغرداً
مترفعاً عن شهوة الأبدان
لم تستكن للصمت لم تذعن له
بل أنت فوق الصمت والإذعان

لمن الجموع تموج موج الأبحر
وتضج بين مهلل ومكبر
لمن الهتاف يشق أجواز الفضا
ويهز أعطاف النهار المسفر
ولمن تجاوبت المدافع وانبرت
صيحاتها كضجيج يوم المحشر
لمن الطبول تثرثر الخفقان في
ترنيمها المتهدّج المتكسر

بلقيس يا أم الحضارة أشرقي
من شرفة الأمس البعيد وكبّري
واستعرضي زمر الأشعة واسبحي
فيها بناظرك الكحيل الأحور
مولاتي الحسنا أطلّي وانظري
من زهوة الأجيال مالم تنظري
وتغطرسي ملء الفتون وعنوني
فمك الجميل ببسمة المستفسر
هانحن نبني فوق هامة مأرب
وطناً ونبني ألف صرح مرمري
ونُشيد في وطن العروبة وحدة
فوق الثريا خلف أفق المشتري

جريح الإبا صامت لا يعي
وفي صمته ضجة الأضلع
وفي صدره ندم جائع
يلوك الحنايا ولم يشبِع
تهدده صيحة الذكريات
كما هدد الشيخ صوت النعي
ويقذفه شبح مفزع
إلى شبح موحش مفزع
ويصغي ويصغي فلم يستمع
سوى هاتف الإثم في المسمع
ولم يستمع غير صوت الضمير
يناديه من سرّه الموجع
فيشكو إلى من ؟ وما حوله
سوى الليل أو وحشة المخدع
فألقى بجثته في الفراش
كسير القوى ذابل المدمع
ترى هل ينام وطيف الفجور
ورائحة الإثم في المضجع ؟
وفي قلبه ندم يستقي
دماه وفي حزنه يرتعي
وفي مقلتيه دموع وفي
حشاه نحيب بلا أدمع
فماذا يلاقي وماذا يحس
وقد دفن الحب في البلقع

إن كنت خدّاعاً فإن الورى
ما بين مخدوع وخدّاعي
ما بين غلاب ومستسلم
ما بين محروم وإقطاعي
أواه كم أشقى وأسعى إلى
قبري وويح السعي والساعي

هذي البيوت النائمات على الطوى
نوم العليل على انتفاض الداء
نامت ونام الليل فوق سكونها
وتغلفت بالصمت والظلماء
وغفت بأحضان السكون وفوقها
جثث الدجا منثورة الظلماء
وغفت بأحضان السكون وفوقها
جثث الدجا منثورة الأشلاء
وتلملمت تحت الظلام كأنها
شيخ ينوء بأثقل الأعباء
أصغى إليها الليل لم يسمع بها
إلا أنين الجوع في الأحشاء
وبُكا البنين الجائعين مردداً
في الأمهات ومسمع الأباء
ودجت ليالي الجائعين وتحتها
مهج الجياع قتيلة الأهواء

وحدي مع الشعر هزتني عواطفه
فرقّصت عطفه النشوان رناتي
وشفّ لي خافي الدنيا وألهمني
سجر الجمال وأسرار الجلالات
وهبتُ للشعر إحساسي وعاطفتي
وذكريات ترانيمي وأنّاتي

لا تسل كيف ابتدينا
لا ولا كيف انتهينا
لا تسل كيف تنائينا
ولا كيف التقينا
هل شربنا خمرة الحب
وهل نحن ارتوينا ؟
آه لا خمر ولا حب
متى كان وأين ؟

هذه البقعة كم تعرفنا
كم سقيناها ترانيماً عذاباً
وزرعناها وداعاً ولقاء
وفرشناها حواراً وعتاباً
#صادق_الحيجنه
لم اجد ما يوصف المشهد اصدق من قصيدة الشاعر المبدع عبدالله البردوني ( زحف العروبة ) وكأنه كتبها لنا اليوم رحمة الله عليه

الـيوم ألـقى فـي “دمـشق” بـني أبي
وأبــث أهـلـي فــي الـكـنانة مــا بــي

وأبـــث أجــدادي بـنـي غـسـان فــي
ربـــوات “جـلّـق” مـحـنتي وعـذابـي

وأهــيـم والأنــسـام تـنـشـر ذكــرهـم
حــولـي فـتـنـضح بـالـعـطور ثـيـابي

وأهــز فــي تــرب “الـمـعرة” شـاعـراً
مـثـلـي: تــوحـد خـطـبـه ومـصـابـي

وأعــود أســأل “جـلّـقاً” عــن عـهدها
“بـــأمــيــةٍ” وبــفــتـحـهـا الـــغـــلابِ

صـورٌ مـن الـماضي تـهامس خاطري
كــتــهـامـسِ الــعــشـاق بـــالأهــدابِ

دعــنـي أغـــرد فـالـعـروبة روضـتـي
ورحـــاب مـوطـنـها الـكـبير رحـابـي

“فدمشق” بستاني “ومصر” جداولي
وشـعـاب “مـكة” مـسرحي وشـعابي

وســمـاء “لـبـنـانٍ” سـمـاي ومــوردي
“بــردى” ودجـلـة والـفـرات شـرابـي

وديــــار عــمــانٍ” ديــــاري.. أهــلـهـا
أهـلـي وأصـحـاب الـعـراق صـحـابي

بـل إخـوتي ودم “الـرشيد” يفور في
أعـصـابـهم ويــضـج فـــي أعـصـابي

شـعـب الـعـراق وإن أطــال سـكـوتهُ
فــســكــوتـه الإنـــــــذار لـــلإرهـــابِ

ســل عـنـه ســل عـبـدالإله وفـيـصلاً
يــبـلـغـك صـرعـهـمـا أتــــم جــــوابِ

لــن يـخـفض الـهامات لـلطاغي ولـم
يــخـضـع رؤوس الــقــوم لــلأذنــابِ

وطـــن الـعـروبـة مـوطـنـي أعــيـاده
عـيـدي، وشـكـوى إخـوتـي أوصـابي

فـاترك جـناحي حيث يهوى تحتضن
جــــو الــعـروبـة جـيـئـتي وذهــابـي

يــا ابـن الـعروبة شـد فـي كـفي يـداً
نــنــفـض غــبــار الــــذل والأتــعــابِ

فـهـنا هـنـا الـيـمن الـخـصيب مـقـابرٌ
ودمٌ مـــبـــاحٌ واحــتــشــاد ذئـــــابِ

ذكــره بـالـماضي عـسـى يـبني عـلى
أضـــوائــه مـــجــداً أعـــــز جــنــابِ

ذكـــــره بــالـتـاريـخ واذكـــــر أنـــــه
شـعـب الـحـضارة مـشرق الأحـسابِ

صــنــع الــحـضـارة والـعـوالـم نـــومٌ
والــدهـر طــفـل فـــي مـهـود تــرابِ

ومـشى عـلى قممم الدهور إلى العلا
وبـنى الـصروح عـلى ربـى الأحـقابِ

وهـدى الـسبيل إلـى الحضارة والدنا
فــي الـتـيه لــم يـحلم بـلمح شـهابِ

فـمـتى يـفيق عـلى الـشروق ويـومه
يــبـدو ويـخـفـى كـالـشعاع الـخـابي

يــا شـعـب مــزق كــل طـاغٍ وانـتزع
عــــن ســارقـيـك مــهـابـة الأربــــابِ

وأحــذر رجــالاً كـالوحوش كـسوتهم
خـلـعـاً مـــن “الأجـــواخ” والألــقـابِ

خـنـقوا الـبـلاد وجـورهـم وعـتـوهم
كــل الـصـواب وفـصـل كــل خـطابِ

لـــم يـحـسـبوا لـلـشعب لـكـن عـنـده
لـلـعـابـثـيـن بـــــه أشـــــد حـــســابِ

صـمت الشعوب على الطغاة وعنفهم
صـمت الـصواعق فـي بطون سحابِ

فـاحـذر رجــالاً كـالوحوش هـمومهم
ســلـب الـحـمى والـفـخر بـالأسـلابِ

شـهـدوا تـقـدمك الـسـريع فـأسرعوا
يـتـراجـعـون بــــه عــلــى الأعــقـابِ

لــم يـحـسنوا صـدقاً ولا كـذباً سـوى
حــيـل الـغـبـي وخــدعـة الـمـتـغابي

قــــل لــلإمــام: وإن تـحـفـز سـيـفـه
أعـــوانــك الأخـــيــار شــــر ذئــــابِ

يــومـون عــنـدك بـالـسجود وعـنـدنا
يـــومـــون بــالأظــفــار والأنـــيـــابِ

هــم فــي كـراسـيهم قـيـاصرةٌ وهـم
عــنــد الأمــيــر عــجـائـز الـمـحـرابِ

يـتـمـلـقون ويـبـلـغـون إلــــى الــعـلا
بــخـداعـهـم وبــأخــبـث الأســـبــابِ

مـــن كـــل مـعـسـول الـنـفـاق كــأنـه
حـسـناً تـتـاجر فــي الـهـوى وتـرابـي

وغـداً سـيحرقون فـي وهـج الـسنى
وكــأنـهـم كــانــوا خــــداع ســــرابِ

وتـفيق “صنعاء” الجديد على الهدى
والــوحـدة الـكـبـرى عــلـى الأبــوابِ

للشاعر / عبدالله البردوني

من قصيدة: زحف العروبة
ديوان: في طريق الفجر

#بردونيات #البردوني #عبدالله_البردوني
#عبده_عايش
عبدالرحمن طيب بعكر .. بردوني تهامة
عبده عايش abdu aish

في أوائل يونيو عام 1995م تشرفت بلقاء الأديب والشاعر والمؤرخ التهامي الراحل عبدالرحمن طيب بعكر، في منزله بمدينة حيس جنوب محافظة #الحديدة ، حيث قطعت نحو 340 كيلومترا وهي المسافة بين العاصمة #صنعاء ومديرية حيس، رغبة في إجراء حوار يلقي ضوءا على شخصية معرفية شاملة قل أن تجد لها نظيرا في الساحة اليمنية الثقافية.

وصلت يومها لمنزل بعكر في حيس، وانتظرته في غرفة الاستقبال المعروف ب "الديوان" في صنعاء ويسمى فب تهامة "المبرز" ، وبعد أدائه صلاة العصر خرج الأستاذ بعكر بزيه التهامي التقليدي الأبيض اللون المكون من مئزر وقميص وشال يعتمره فوق رأسه، مرحبا بي ترحيبا غير عادي بطريقة وكأنه يعرفني منذ زمن بعيد.

وكان الراحل بعكر بلباسه الأبيض يعكس حقيقة تهامة وطيبة أهلها ، برز الأديب التهامي حينها مبتسما ناثرا الاستبشار في أرجاء المكان، متواضعا وهو القامة السامقة في الشعر والأدب والمعرفة، أجلسني بجواره على مقعده البسيط وعلى يساره تبدو جرة الماء الفخارية التي كانت وسيلة تبريد ماء الشرب، ثم تناول بعضا من أوراق القات قبل أن نلج في إجراء الحوار الصحفي.

رغم أن بعكر كان فاقدا بصره إلا أنه كان صاحب بصيرة وعلم وثقافة تقارب رائي اليمن الكبير الشاعر #عبدالله_البردوني الذي لا يقارن بمثله شعرا إلا شعراء المعلقات في العصر الجاهلي.

والطيب بعكر يماثل البردوني في الحالة من فقدان البصر، ومن الملكة التي حباه الله إياها في التعلم والحفظ والفهم والعطاء الفكري والجرأة في الصدع بالآراء القوية والمخالفة، ورغم اختلافهما فكريا إلا أن التشابه بينهما في حالة التهميش من الدولة والسلطة الحاكمة التي عاناها البردوني لمواقفه السياسية والتي جسدها شعرا ونثرا.

امتد حواري مع بعكر لأكثر من ساعتين وكنت أقرأ السؤال عليه فيرد مباشرة وبطريقة موجزة ومكثفة وكنت أكتب وراءه في "دفتر صغير" إجاباته (للأسف لم يكن معي ٱلة تسجيل حينها، ولم تكن أجهزة الموبايل الذكية قد وجدت، ولا حتى الإنترنت قد سمعنا به ).

تحدث بعكر وقتها عن ارتباطه فكرا وشعرا بأبي الأحرار اليمنيين الشهيد #محمد_محمود_الزبيري ، ولذلك ألف عن الزبيري كتابا باعتباره حادي الثورة ركز فيه على قصة اغترابه في #باكستان وحالة العوز التي عاناها في حين كان الإمام يعرض عليه وزارة المعارف.

وكشف بعكر أنه التقى بالزبيري مرتين فقط الأولى في مدينته حيس أثناء زيارته لها ، مشيرا إلى أن والده القاضي محمود الزبيري كان أول حاكم يقدم إلى حيس بعد جلاء #الأتراك من اليمن ، والمرة الثانية التقى فيها الشهيد الزبيري كانت في صنعاء أمام منزل المشير #عبدالله_السلال أول رئيس للجمهورية بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م.

كان أول مقال نثري كتبه عبدالرحمن بعكر بعد وقت طويل وهو يغترف بظمأ من منال المعرفة ، نشره في صحيفة "النصر" الصادرة في تعز عام 1961م قبل الثورة بينما زاول كتابة الشعر في عام 1966م.
وأشار بعكر بإمتنان كبير إلى تأثير الأستاذ #أحمد_قاسم_دهمش في توجيهه في الجانب الفكري والأدبي لكنه واصل تثقيف نفسه من شعب المعرفة وكان اهتمامه الأكبر ينصب على الأدب والشعر والتاريخ وعلوم اللغة العربية.

بعكر المنطلق من #مرجعية_إسلامية كمثقف وشاعر يمني عانى التهميش والتغييب معا، كان منفتحا في نهل المعرفة من كافة مشاربها ، وفي حديثه معي حينها أكد أنه يقرأ لكل الشعراء والأدباء على اختلاف مشاربهم وألوانهم بدءا من إمرؤ القيس وانتهاء بلغط وهذيان أدونيس، وفقا لتعبيره.

وتحدث بعكر عن ما سماه حالة الإنسداد في وجه الإبداع والإنتاج الإسلامي حينها، وعزا ذلك لسيطرة من سماهم المستغربين والمستشرقين من أبناء الأمة على القنوات الإعلامية والتربوية، وضرب مثالا على ذلك ما تعرض له الأديب والروائي اليمني الكبير #علي_أحمد_باكثير إثر نشر روايته الهامة #الثائر_الأحمر والتي استعرض باكثير أسباب الإختناق الذي عاناه في مسرحيته "حبل الغسيل ".

شعرا ينتمي بعكر إلى مدرسة الجودة ما استطاع إلى ذلك سبيلا بحسب قوله، وبرغم أنه يكتب القصيدة العمودية إلا لم يقل الشعر الحر ولكنه قال إنه يتقبله، مؤكدا أنه ليس المهم عنده الشكل وإنما المضمون.

تفاصيل الحوار نشرته بصحيفة #المستقلة الأسبوعية في 12 يونيو 1995م التي كانت تصدر من #لندن وتوقفت بعدها بسنوات لتصبح قناة لمالكها ورئيس تحريرها التونسي محمد الهاشمي الحامدي ، وكانت من الصحف الأسبوعية التي كان لها صيت في اليمن والدول العربية خاصة وأنها كانت تكتظ بكتاب يناقشون قضايا وأفكار مثيرة للجدل وحوارات سياسية وكتابات تحظى بمتابعة واسعة.

#عبدالرحمن_طيب_بعكر
من مواليد عام 1944م وتوفي يوم الخميس 18 يناير 2007م في مدينته #حيس بمحافظة الحديدة .

#عبده_عايش