اليمن_تاريخ_وثقافة
11.6K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
تاريخ وأدب وفن اليمن❇️
telegram.me/taye5
📕📖📕📖📕📖📕📖📕📖📕
#التراث_الأدبي والفكري لليمن (القرن السابع الهجري - الثاني عشر الميلادي)
( 5 )
💠💠💠💠💠💠💠💠💠💠💠💠
( سبحانك سبوح أنت : عما نسبت إليه نواسب الكدر ، المتسبخة بمقارنة الحجر والمدر ، تنزهت ذاتك بذاتك لذاتك عن الإزدواج والامتزاج ، إذ لاصفة تشبه صفاتك ، براءة منك لك بك ، على ألسنة العقول التي أصفيت لصفتك ، إذ عاينت بنور تبصيرك ماجهل الغافلون من كنه عظمتك
سبحانك قدوس أنت :
تقدست بطهارة جناب جبروتك عن التثنية والتثليث ، إذ لا كفؤ لك من أهل ملكك وملكوتك ، تقدساً أفضت العلم به على العلماء بك، من حيث انعقدت أسباب عقولهم بسببك ...)
#أحمد_بن_علوان
💠💠💠💠💠💠💠💠💠💠💠


#التصوف:
( شروطه ـ آدابه ـ أركانه ـ واجباته ) عند #ابن_علوان:
قال شيخنا الأعظم ـ قدس الله سره ـ في #فتوحه
اسلكوا أيها الاخوان على بركة الله سبيل الأخيار ، الماشين بقدم المختار إلى حضائر قدس الجبار .
وتفسير ذلك القدم أربعة أشياء :
ـ المحافظة على ما أمر الله به من الفرائض بفقه ومعرفة .
ـ المحافظة على ما سنَّ رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – باجتهاد وعزيمة
ـ الإخلاص فيما تحافظون عليه .
ـ الافتقار ممَّا تخلصون فيه .
وعليكم بالورع عن ثلاثة أشياء، والزهد في ثلاثة أشياء، والرغبة في ثلاثة أشياء.
* فالورع: عن الحرام والشبهة ، وعن الغضب والحدة ، وعن الطمع والشهوة .
* و #الزهد: فيما أوتيتم بالإيثار والمواساة، ثم في ما فضَّل الله به بعضكم على بعض من الغنى والزيادات ،ثم الزهد في حظوظ أنفسكم من الكبر والرياسات .
* والرغبة: في مجالسة الحكماء ، ثم في مجالسة الكرماء ، ثم في مجالسة أهل السماع ولا تحصلون على ذلك إلا بمجانبة الأضداد، والهرب من مخالطة أهل الفساد، الجهلة برب العباد،الغفلة عن يوم المعاد .
واقتبسوا العلم من العاملين به لا من الحافظين له، لأن النفس لصورة الحال أعشق منها لِصورة المقال .
● واعلموا أن #الفقرـ أي #التصوف ـ ليس بحلق اللحا، ولا بالإقراع والحفا، ولابسوء الخلق والجفا، ولا بأكل الحشيشة المخدرة المطيشة ، ولا بضرب الدفوف والمزامير، ولا برقص كل متواجد مستعير، ولا بالأحكام المخالفة لأحكام الملك الكبير المنافية لسنة نبيه الجليل الخطير، الذي ليس له شبه ولا نظير – صلى الله عليه وآله وسلم – إنما الفقرـ أي التصوف ـ العلم بالطريق، والمتابعة بالعمل على التحقيق، والإيمان والتصديق مع ما يمد الله به من العصمة والتوفيق .
● واعلموا أن للفقراء ـ أي الصوفية ـ إخواناً من الأغنياء ، أوجب الله سبحانه لهم من المحبة بما ثبت بينهم في سبيله من المباذلة والصحبة ، ـ بقوله تعالى ـ في حديثه القدسي ـ:(وجبت محبتي للمتحابين فيَّ ، والمتزاورين فيَّ ، والمتباذلين فيَّ ، والمتجالسين فيَّ) .
وهم الذين بسطوا للفقراء أكنافهم، وجعلوهم شركاء فيما رزقهم الله، وأضافهم أولئك الذين يتحمل الفقراء ما ثقل من سيئاتهم ويزكون ما خمل من حسناتهم ، ويعمرون ما خرب من أوقاتهم، فطوبى للأغنياء إذا كانت هذه صفتهم مع الفقراء، وطوبى للفقراء إذا كانت هذه صفتهم مع الأغنياء .
هؤلاء آثروهم بأموالهم، وهؤلاء نصروهم بدعائهم. ما أشبههم بأهل الصفة والأنصار – رضي الله عنهم – وجعلنا وأياكم منهم .
● واعلموا أن قصر التصوف بُني من جوهرين: أحدهما (كمال التقوى) والآخر (حسن السخاء . )
فكمال التقوى أساسه، وحسن السخاء رأسه .
* واستقر الفقرـ أي التصوف ـ الخاص، فقر أهل المعرفة والإخلاص، على عشرة أركان:
• علم ما لابد للسالك من العمل به من أصول الشريعة .
• علم ما لا كمال للسالك إلا به من آداب الحقيقة .
• معرفة النفس لأنه بمعرفتها ينحلها عملها ، فلا تـنـتحل من المناصب ما ليس لها .
• الورع عن الحرام ومخالطة الآثام .
• القناعة بالمقسوم من الملبوس والمطعوم .
• الزهد واليأس ممَّا في أيدي الناس .
• الصبر على جميع الأذى الصادر من جميع الورى .
• العدل في ملازمة الإخوان، والإراحة عليهم إذا وجدت بحسب الإمكان .
• النية في السياحة ، لطلب الفائدة لا لطلب الراحة .
● التواضع لله ، لا لثناءٍ ولا لعلة .
* وواجباته خمس وبها يكمل الإيمان :
• الفتوة والإيثار في الإعلان والإسرار .
• محاسن الأخلاق مع الخلق والخلاَّق .
• الرضا بالقضاء في المنع والعطاء .
• مؤاخاة النصحاء ومجالسة العلماء .
• مراقبة الرب وملاحظته بعين القلب .
فهذه درجات السالكين ومعارج الناسكين إلى الأفق المبين، الذي منه الوصول إلى مقامات المقربين، ومجاورة الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا .
وليعرض الفقير ـ أي #الصوفي ـ نفسه المشتاقة إلى مرافقة هذه الرفاقة،على كل ركن من هذه الأركان المذكورة فيرتقيه، وعلى كل أثر من هذه الآثار فيصطفيه، فإن وجدها له موافقة، وعلى كل نكتة من هذه النكت مصادقة، وإلى رتب الفضل والإحسان مسابقة، فليعلم أنها فيما تد
َّعيه صادقة. وإن لم يجدها له موافقة، ولا على كل نكتة من هذه النكت مصادقة، ولا لخصالها الذميمة مفارقة، فليعلم أنها منافقة وفي كل ما تدَّعيه غير صادقة ».

صفات #الصوفية عند #ابن_علوان:
يذكر شيخنا الأعظم أوصاف ا #الصوفية في متفرقات من كتبه بأوصاف عظيمة وصفات فخيمة، اسمعه وهو يتكلم عنهم قائلاً:
« إخوان بنسب الله، وأرحام برحمة الله، وأحباب بمحبة الله، أعوان على أمر الله، جمعتهم الحاجة إِلى الله، وأفزعتهم الرهبة من الله، ودعتهم الرغبة فيما عند الله، فاحتلقوا على مائدة ذكر الله، يتساءلون عن الله، ويتذاكرون نعم الله، ويتواصون بحق الله، وبالصبر على حكم الله.لا يلغون ولا يلهون، ولا يزهون ولا يسهون، ولا يتفاخرون بالأنساب ولا يتكاثرون بالأحساب، ولا يتنابزون بالألقاب، ولا يجهرون من حضر، ولا يغتابون من غاب.
يُقَرِّبون القصاة، ويستغفرون للعصاة، ويُلَيِّنون القساة، ويُذَكِّرون النساة.
أوصافهم طاهرة وأنوارهم ظاهرة، وألسنتهم ذاكرة، وقلوبهم حاضرة، وأعينهم بالدموع ماطرة، يميتون الدنيا ويحيون الآخرة.
إذا سمعوا وعوا، وإذا افترقوا رعوا، وإذا أمروا سعوا، وإذا فُتنوا دعوا.
أولئك رجال الله، وجلساء الله. أحاط بهم سرادق هيبة الله، وحفّت بهم ملائكة الله، واكتنفتهم لطائف الله، وأمطرتهم سحائب الله بربيع نعمة الله، فنفعهم الله، وانتفع بهم خلق الله.
أولئك لا يشقى بهم جليسهم، ولا تطمخ بهم نفوسهم، ولا يخجل بهم رئيسهم، دارت عليهم بحب الله كؤوسهم، وتجلَّت لهم بمعرفة الله عروسهم، وأينعت بثمار الرؤية غروسهم، وسطعت في عالم الملكوت شموسهم، وتعطل من الدينار والدرهم كيسهم.
فهم الفقراء الأغنياء، وهم الأولياء الأصفياء، وهم الميتون الأحياء، لا يتعلقون بالأشياء، ولا تتعلق بهم الأِشياء، أرواحهم في الآخرة، وأجسامهم في الدنيا، وجليسهم المولى على البساط الأعلى، وبذلك يفتخر المفتخر،(في مقعد صدق عند مليك مقتدر)».
ثم يزيد في وصفهم منطلقاً من قوله تعالى ـ فيهم ـ: [لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا].
فقال ـ قدس الله سره ـ:« أولئك قوم حبسهم حسن التوكل عن قبيح التأكل.
ومنعهم عز التعفف عن ذل التكفف، واشتغلوا بالفرض خوف العرض .(لا يستطيعون ضرباً في الأرض) .أتقياء أخفياء (يحسبهم الجاهل أغنياء) .(تعرفهم بسيماهم) لا بزيهم ودعواهم .لا يستجدون لحافا (لا يسألون الناس إلحافا) : أولوا أطمار رثة ومعيشة غثة، ومحاسن منبثة، ومساوٍ مجتثة ،الحرام نارهم، والحلال عارهم،والمعرفة أسرارهم، والمحبة إضمارهم ،والشوق أطيارهم، والتفكر أبصارهم ،والفتوة آثارهم، وحسن التوكل شعارهم، وعن الله أخبارهم، وإلى الله أسفارهم، وعلى الله قرارهم، وبالله انتصارهم، وفي الله إقبالهم وإدبارهم .
وعن الله إيرادهم وإصدارهم [أولئك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون] » .
ثم قال رضي الله عنه: « أتدرون ما صفة الذين معه ليتفكر في وصفهم من سمعه ؟
[رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله] .
[رجال يحبون أن يتطهروا] عن مباشرة الآثام ، وإدخال الضرر على الأنام، بالألسنة والسيوف والأقلام .
[رجال يحبون أن يتطهروا] للصلوات في الليالي والأيام .
[لا تلهيهم تجارة] عرض ، ولا فلاحة أرض ، ولا مسألة قرض عن المحافظة على الفرض عند أوان الفرض .
[رجال صدقوا ما عاهدوا] مذ آمنوا ما كفروا ، ومذ أقبلوا ما أدبروا ، ومذ وردوا ما صدروا، ومذ صدقوا ما كذبوا، ومذ زهدوا ما رغبوا، ومذ جدوا ما لعبوا [رجال مؤمنون ونساء مؤمنات] يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ، ويجتهدون في الحسنات ويتشرفون عن السيئات ، يخالفون الشهوات ، ويتطوعون بالصدقات . فهم له قانتون، وإلى وجهه الكريم ملتفتون، وعلى بساط التوكل عليه مخبتون.
أحياء بالطاعة وعن المعصية ميتون غشيت عقولهم أرواح المعرفة بحقائق الصفات، كما غشيت أجسامهم أرواح الحياة في بطون الأمهات .فتحركت عقولهم بتلك الأرواح الشريفة إلى محاسن الأخلاق، كما تحركت أجسامهم بتلك الأرواح اللطيفة إلى طلب الأرزاق .فاكتسبوا من كل علم أنفعه، وحفظوا من كل قول أحسنه، واختاروا من كل عمل أزكاه ، وتدينوا من كل دين أتقاه .وسلكوا من كل سبيل أهداه، ولبسوا من كل خلق أعلاه .اقتفوا آثار المؤتلفة قلوبهم من ذلك السلف ، وفارقوا المختلفة قلوبهم، من هذا الخلف .
فتفردوا وهم مع الإخوان، وسافروا وهم في الأوطان. ناهضين إلى لقاء الرحمن، على مدارج السنة ومعارج القرآن، لا يلهيهم شأن عن شأن ، ولا يقطعهم أوان عن أوان، ولا ينقلهم زمان عن زمان، ولا يزحزحهم مكان عن مكان، لاستغراقهم بمشاهدة مُكِّون الأكوان، ومُدِّبر الأزمان، ومُلوِّن الألوان، ومُعيِّن الأعيان .
فلو شاهدتم أيها الإخوان إدبارهم عما إليه أقبلتم، وإعراضهم عما إليه أسرعتم، وإقبالهم على ما عنه أعرضتم، وإسراعهم إلى ما عنه أدبرتم.
لتحققتم أنكم كالأنعا
تاريخ وأدب وفن اليمن❇️
telegram.me/taye5
📕📖📕📖📕📖📕📖📕📖📕
#التراث_الأدبي والفكري لليمن (القرن السابع الهجري - الثاني عشر الميلادي)- #أحمد بن علوان نموذجاً-
( 6 )
💠💠💠💠💠💠💠💠💠💠💠💠
( سبحانك جواد أنت: جدت على كل ما لم يكن في الكون وحملت خواصهم على جليل عرفانك بالعون ، فاصبح بينهم وبين كل شيء بون ، وتم جودك على من أوجدت بإظهارهم بالنظر إلى عجيب ما أظهرت ثم تناهى جودك عليهم فأطلعت بصائرهم على ما أخفيت وأسررت ..
سبحانك ماجدٌ أنت : تمجدت عن مساماة العقول الهائمة الى بلوغ معرفتك.المشتاقة إلى إدراك صفو صفتك ، فعادت عنك بالشهادة المحضة لك لاعليك ، وعطفت بالخضوع الدائم لك والتضرع لديك)
#أحمد_بن_علوان
💠💠💠💠💠💠💠💠💠💠💠

حقيقة التوحيد عند #ابن_علوان :
قال ـ قدس الله سره ـ في فتوحه مانصه:
« وليس حقيقة التوحيد أن لا شريك له في الملك إذ هو كذلك، من قبل أن يأمرك بذلك.
ولكن حقيقة التوحيد أن لا شريك له في القلب ، ولا ثانٍ له في المحبة ، إذ هو أغنى الشركاء عن الشرك في كل حال » .

حقيقة الإخلاص عند #ابن_علوان:
قال ـ قدس الله سره ـ في فتوحه مانصه:ـ
« وترى قوماً يدَّعون الإخلاص منذ أربعين سنة وأكثر من ذلك ، وما شهد لهم شاهد الحكمة ، ولا جاد على قلوبهم غيث الرحمة .
وذلك من حيث ظنوا أن الإخلاص كثرة الصلاة والصيام ، والحج والصدقة ، وذكر اللسان وخرط المسابح وهيهات .
إنما الإخلاص: تجريد القلب وتفريده، وتصحيح الحب وتجديده، ومراقبة الرب وتوحيده، وتفريق المال وتبديده، وتهذيب العزم وتسديده، وتصعيد الحنين وترديده، بصفة الواله العميد، والصبِّ الشهيد الذي تعلقت عين فؤاده بمشهوده وتشبثت أنامل قلبه بموجوده. فاستمسك بالعروة الوثقى، وانتقل بهمته إلى الطور الأعلى ، واستغنى عن كل أحد بالمولى (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) .
آخذاً بحجزة المصطفى – صلى الله عليه وآله وسلم – داخلاً في صف من صدق ووفا، وتطهر من درن الشك وصفا ، وانقطع أثر حب الدنيا من قلبه وعفا.
فمنحه الله – عز وجل – المعرفة والحكمة، ومنحه الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – حسن الخُلق والسنة، ومنحه الصحابة – رضي الله عنهم – نور التصديق والعفة فعاش في الدنيا بأنفاسهم، لما شرب من رحيق كأسهم، ينتظر الانتقال وقد شدَّ ركائبه للترحال، وأعرض عن النفس والأهل والمال ذلك سيد الرجال وأبو الأشبال، وبدر الكمال »

حقيقة الفرائض والنوافل عند #ابن_علوان:
قال ـ قدس الله سره ـ في فتوحه مانصه:
« فالفرائض أن تطيعه ولا تعصيه .والنوافل أن تسعى في كل ما يرضيه .
فإذا أحرزت ذلك ظاهراً وباطناً ، واستصحبته ظاعناً وقاطناً ، صار القلب مسكناً والحبيب ساكناً .
فطهِّر الظاهر من الحركات المذمومة ، وطهِّر الباطن من الخطرات المشؤومة. فالحبيب الواحد لا يصلح له إلا قلب واحد ، وبعيد أن يسع مولاه وفي ضميره شيء سواه
#ابن_علوان (مجتهدٌ ومجددٌ):

كان شيخنا الأعظم ـ قدس الله سره ـ مجتهداً ومجدداً سواء في العلوم الشرعية أو في علوم #التصوف .
* في التفسير: لم يكن مقلداً للمفسرين في تفسيرهم لآيات القرآن الكريم؛ لأنه فاقهم بعلوم اللغة بما فيها من بلاغة ومعانِ وألفاظ ومبانٍ . فعلى سبيل المثال تفسيره لقوله تعالى: [فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ… ] وقوله تعالى:[ وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا] وقوله ـ أيضاً ـ [يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ]
قال ـ قدس الله سره ـ
أما قوله تعالى: [فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ] فإنه أراد من هذه الأمة المحمدية.[ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ]، والسهو على وجهين:
ـ سهو في الصلاة كما يعرض فيها من الوساوس والخواطر، وهو ما يحتمله عفو الله تعالى لقوله: [لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا]. وليس في وسع النفس الإنسانية دفعاً لكل خاطر.
ـ وسهو عن الصلاة وهو إيثار ما لنفسك من الحظوظ الدنيوية على ما لله، والتشاغل به إلى آخر الوقت والتباسه بوقت آخر، فهؤلاء هم المرادون بالآية.[الذين هم يراءون] أي يقصدون بالصلاة الحياء من الناس، والتعرض لحسن ثنائهم عليهم، وإقبالهم بوجوههم إليهم، أو ليأمنوهم على أموالهم ونفوسهم، فيحصلون بذلك على ما يريدون، والله أعلم بما يوعون [فبشرهم بعذاب أليم].
والماعون هو كل ما عَدِمه أخوك أو جارك ووجدته، فاحتاج إلى عاريته أو مواساة منه، فإن حَرمته ذلك فقد منعت الماعون.
وأما قوله تعالى : [وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا].
فإن طائراً هاهنا من التطُّير، وهو أن يصيبك شر أو بلاء، فتتطير بشيء تسمعه أو تراه، فتضيف ذلك الشر إليه وتحمله عليه.
وهذا مما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : “لا ط