اليمن_تاريخ_وثقافة
11.7K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
#عارف_حمادي

صهاريج جبل البادري بين الأمس واليوم…
هل تعلم يوجد صهروج غير الصهاريج الذي في الطويله وهو صهاريج البادري
الصورة الأولى تُظهر صهاريج جبل البادري في عدن، التُقطت في أواخر خمسينيات القرن الماضي، وكانت شاهداً على عبقرية المعمار العدني القديم واهتمامه بحفظ الماء والتأقلم مع طبيعة الجبال.

أما اليوم، فربما يكون هذا المكان قد اندثر تحت ركام الإهمال، أو بُنيت فوقه منازل عشوائية…
الصورة الحديثة تكشف بوضوح كيف تم هدم هذا المعلم التاريخي، وطمس واحد من أقدم شواهد عدن الحضارية.
للأسف، يُهدم التاريخ في عدن بصمت، دون أي اهتمام بالحفاظ على معالمها وهويتها.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#الحريو
قلبوا به !؟

اخر رمز من رموز البلاد تدمر صخره اسمه الحريو مطل على عدة أماكن يوجد في أعلى #جبل_الشهافي في مديرية #السبره قرية #المخراج
طوله تقريبا 5 متر
شعب ....!؟
هذا رمز من رموز جبل الشهث #زبيد
المفروض مااحد يتعدا عليه
#عمار_السميعي
#علي_باشماخ
في مثل هذا اليوم 20 يوليو من عام 2014م توفاه الله ....
11 عام على وفاة الشخصية العدنية الشاملة ..
رياضي/ معلق رياضي/ مذيع/ صحفي رياضي/ يمتلك مكتبة فنية ورياضية لتاريخ وفن عدن ..
#جعفر_مرشد
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#أروى_عثمان .. إيقونة الحرية

آمنة #النصيري

لم تكن #أروى عبده عثمان
في يوم من الأيام مجرد كاتبة قصة قصيرة، ولا مجرد باحثة في التراث الشعبي، ولا حتى ناشطة مدنية تدافع عن قضايا النساء والأقليات والمهمشين. لقد كانت ولا تزال ظاهرة إنسانية وثقافية متفردة في المشهد اليمني، عصية على التصنيف، مترفعة عن القوالب الجاهزة، متجاوزة لمحدودية الأدوار النمطية التي غالبًا ما تُلقى على عاتق المرأة في مجتمعاتنا المحافظة. أروى هي ابنة الحلم اليمني القديم والباقي بالحرية والعدالة، وهي تجسيد حي لكل ما يمكن أن يعنيه أن تكون إنسانًا صادقًا مع نفسك ومع مجتمعك، حتى في أحلك الظروف وأكثرها تعقيدًا. حضورها في حياتنا الثقافية كان بمثابة شعاع ضوء ينير الدروب القاتمة، وييثبت بأن الكلمة ما زالت قادرة على المقاومة، وأن المرأة اليمنية ما زالت قادرة على أن تخلق لنفسها حضورًا يليق بتاريخها العريق ومكانتها الأصيلة. هي ليست فقط صوتًا، بل هي صدى لأجيال من النساء اليمنيات اللائي حلمن بالتحرر والتعبير عن الذات..

في أروقة الجامعة، كانت أروى أكثر من مجرد طالبة مجتهدة، فقد مثلت رمزًا مختلفًا، نقطة جذب لكل من يبحث عن الفكر الحر والنقاش الجاد. كانت تحضر النقاشات الفكرية والسياسية بشغف كبير، تستمع بانتباه ثم تدلي برأيها الواضح. كانت تقرأ نصوص الفلاسفة والمفكرين العرب والأوروبيين بنهم لا يهدأ، وتستوعبها بعمق يثير الإعجاب، لتستقي منها رؤى جديدة للعالم. المثير للإعجاب حقًا، هو كيف كانت تقف بثقة لا تتزعزع في مواجهة الذكور الذين كانوا يحاولون تقزيم صوت المرأة أو تحجيم حضورها في تلك الأجواء الأكاديمية والاجتماعية التي كانت تهيمن عليها الأصوات الذكورية والجماعات السياسية الملتحفة بعباءة الدين . لم تكن تخشى أن تعبر عن رأيها بصوت عال، حتى لو كانت وحدها في مواجهة الأغلبية الصامتة أو المعارضة. في ذلك الحين، تشكلت لديها ملامح شخصية الفتاة اليمنية الثائرة، الواعية، المتمردة على التقاليد البالية والقيم الاجتماعية ذات الجذور المتخلفة التي كانت تكبل الكثير من الطاقات النسائية. كانت أروى، مع ثلة من زميلاتها ، نموذجًا حيًا لما يمكن أن تكون عليه المرأة اليمنية إذا امتلكت الوعي والمعرفة الحقيقية والإرادة الصلبة. كنا نقضي ساعات طويلة في مكتبة الجامعة، لا نكتفي بقراءة الكتب فحسب، بل نناقشها ونكتب أحلامنا وأوهامنا وحتى مخاوفنا في دفاتر صغيرة، متشاركين رؤانا للمستقبل الذي كنا نحلم به لليمن. حينها كنا ندرك جيدا ونحن بنات الثورة السبتمبرية والجمهورية بأن المعرفة هي السلاح الوحيد الذي لا يستطيع أحد أن ينزعه منا وأننا حين نعرف، نصير كيانات حرة وفاعلة ، حملنا رؤى كانت تتجاوز الشعارات واعتبرناها فلسفة حياة ومبادئ وقيم نؤمن بها ونعيش من أجل تحقيقها.

حين انتقلت أروى إلى الحياة العملية، لم تترك مبادئها خلفها، بل حملت معها ذات المبدأ الذي آمنت به في مقاعد الدراسة: أن تكون منحازة دومًا للبسطاء والمظلومين. لقد رفضت بشكل قاطع أن تكون مجرد موظفة تؤدي مهامها بشكل بيروقراطي روتيني، واختارت بوعي وإصرار أن تصطف إلى جانب المهمشين والمنسيين، أولئك الذين لا صوت لهم في مجتمع يميل غالبًا إلى إغفالهم وتجاهل قضاياهم. أو إقصاءهم كلية ، لقد رأت في دورها العام مسؤولية أخلاقية تتجاوز الوظيفة؛ كانت مهمة إنسانية، تمثلتها في كل نتاجها الأدبي والبحثي منذ ذلك الوقت .

في مقالاتها الجريئة التي كانت تنشر في الصحف والمجلات، وفي ندواتها المضيئة التي كانت تعقد في مختلف المحافل، تحدثت أروى بلسان فصيح عن الطبقات المحرومة، عن الفقراء الذين يعيشون في قاع المدينة يكافحون من أجل البقاء، وعن النساء اللواتي لا يجدن متنفسًا لحياتهن المكبلة بالقيود الاجتماعية والاقتصادية. لم تكن تخشى أن تنتقد علنًا السياسات الحكومية التي تكرّس الظلم الاجتماعي أو الجماعات المتشددة التي تستغل الدين لإذلال الناس والسيطرة عليهم باسم الفضيلة. فقد كانت ولاتزال ترى في القمع، أيًّا كان مصدره أو شكله، جريمة كبرى في حق الإنسان وكرامته وحقه في الوجود الكريم. لذلك لم تتردد لحظة واحدة في الدفاع عن حقوق المرأة اليمنية بكل ما أوتيت من قوة وإصرار وشجاعة لا نظير لها. سجلت لعقود بلا كلل أفكارا وطروحات تشرح مواقفها من كل القضايا الجوهرية والإشكالات التي يعايشها المجتمع , كما هاجمت المنظومة الحاكمة البائسة وكافة تمظهرات القبح والفشل والتراجع الحياتي للأفراد ، وشاركت بفاعلية لا مثيل لها في حملات مدنية ومظاهرات سلمية ضد تغييب النساء وإقصائهن من الفضاء العام وصنع القرار، مؤكدة على ضرورة مشاركتهن الكاملة في بناء المجتمع.
ولم تكترث أبدًا للصدامات أو التهديدات التي طالتها أحيانًا من فئات رجعية ومتشددة لم تستسغ صوتها الحر ورؤاها التحررية التي كانت تعتبرها خطرًا على المقولات البالية التي كرسوها ومضوا يرهبون بها الأصوات المثقفة ، وفي كل أزماتها وخلافاتها احتفظت أروى بابتسامتها المعهودة وعينيها الثابتتين المليئتين بالإيمان والتفاؤل والثقة بأنها وكل النساء صانعات الحياة وحارساتها. ولن يمنحن شيئًا لم يكافحن من أجله ، لذلك ترجمت قناعاتها هذه على أرض الواقع. وكثير من مجايليها قد شهدوا مواقف عديدة لها ترسخ كل ماتؤمن به من قيم ، حتى وإن بدت صادمًة للبعض، لكنها تدافع عن الحقيقة كما تراها، دون خوف أو تردد أو حسابات شخصية وهو ماأكسبها التقدير والاحترام الكبيرين اللذين حظيت بهما ، حيث تمسكت بتقصي القضايا العادلة وملاحقة الظلم والتجبر والفساد والزيف في كتابات خاطبت فيها بلغة ساخرة كل شرائح وفئات المجتمع اليمني وقوبلت نتيجة لذلك بهجمات وحملات تشويه شرسة في الصحافة الصفراء ووسائل الإعلام الموجهة، لكنها ظلت واقفة شامخة، تكتب وتعمل كما لو أن لا شيء يمكن أن يهزمها، إيمانًا منها بأن صوت الحق لا يمكن أن يُخمد أبدًا، وأن المعركة من أجل العدالة تستحق كل تضحية.


في القصة القصيرة، وجدت أروى عبده عثمان 0 الساردة ) صوتًا آخر وأداة فنية قوية للتعبير عن قناعاتها الإنسانية والجمالية العميقة. لم تكن القصة مجرد فن بالنسبة لها، بل كانت وسيلة قوية لالتقاط نبض الحياة، ورصد التحولات الاجتماعية الدقيقة، وتسليط الضوء على أولئك الذين يعيشون في الظل، أو على هامش الحياة، بعيدًا عن الأضواء. كتبت نصوصًا سردية تنبني على حساسية فنية عالية، وعلى رؤية اجتماعية نقدية عميقة مسكونة بتلمس الوجع والتعبير عن الحقائق المؤلمة. شخصياتها دائمًا من الهامش: نساء مسحوقات يقاومن قسوة الحياة بأجسادهن وأرواحهن، أطفال مشردون يحملون أحلامًا أكبر من أجسادهم النحيلة وواقعهم المرير، عمال بسطاء يكافحون من أجل لقمة العيش الكريمة في ظروف صعبة، مهاجرون مكلومون يحملون في قلوبهم خيبة الغربة ومرارة الابتعاد عن الوطن ، في قصصها استطاعت أروى أن تضع يدها على سيرة الوجع اليمني وتراجيديا الحياة في البلد المعذب الفقير وقدرية أهله الحزينة .

في سردياتها تقدم أروى بورتريهًات نفسيًة واجتماعيًة جلية لعذابات النساء ومعاناتهن وهن يواجهن وحدتهن القاسية في محاولة التشبث بكرامتهن، في عالم يبدو وكأنه يتآمر على سحقهن وتقييد حرياتهن ، بالإضافة إلى نماذج النساء المكافحات في سبيل إنقاذ مايمكن إنقاذه من أحلام توشك على التلاشي في أوساط تعج بالبؤس وبالرثاثة وبالأزمنة المأزومة ، وفي حكاياها لم تظهر أروى الذكور منتصرين أو جلادين بل إنهم أيضا صور لحيوات مهزومة ، هم أفراد سحقتهم قسوة الظروف وفقدوا المقدرة على الفعل والتغيير ، يحملون الكثير من مشاعر الخيبة واليأس والسخط يقتاتون على انتظارات طويلة لغد لايأتي أبدا

لكن الوجه الأعمق والأكثر فرادة وتميزًا في تجربة أروى عبده عثمان هو عشقها الكبير لتراث اليمن الشعبي، وإيمانها المطلق بأهمية الحفاظ عليه كركيزة أساسية للهوية الوطنية والإنسانية. لقد كرست سنوات طويلة من حياتها في البحث الميداني الدؤوب والتوثيق المنهجي، وجابت القرى والمدن النائية في أنحاء اليمن، حاملةً في قلبها همّ الحفاظ على ذاكرة الناس وهويتهم الجمالية من الاندثار في وجه التغيرات السريعة.

ترى أروى أن تراثنا ليس مجرد ماضٍ ساكن نكتفي بتعليقه على الجدران، أو موضوع للتسلية والتزيين ، بل هو هوية حية تتجدد كلما أحسسنا بأهميته وتفاعلنا معه بوعي. لذلك، وبجهود ذاتية خالصة، قامت بـافتتاح «متحف الموروث الشعبي». لم تنتظر تمويلاً من جهة رسمية، ولم تعتمد على دعم خارجي، بل صنعت المتحف بإرادتها الصلبة، وكأنها تصنع بيتًا لذاكرة اليمن التي رأت أنها تتعرض للتجاهل والنسيان بفعل الإهمال والتحديات التي يواجهها البلد. في ذلك المتحف الصغير، جمعت أروى مئات القطع التراثية: أزياء تقليدية متنوعة من مختلف المناطق، أدوات حرفية عتيقة تحكي قصص أيادٍ ماهرة، حُلي فضية وأوانٍ قديمة تعكس ذوقًا فنيًا رفيعًا، صور ومخطوطات نادرة توثق لحظات من تاريخ اليمن. كل قطعة منها لا تُعرض كتحفة جامدة، بل تحكي قصة عن جماليات اليمنيين وإبداعاتهم المتجذرة في التاريخ، وعن أسلوب حياتهم الذي تشكل عبر القرون.
في هذا المجال، تميزت أروى بـجرأة موضوعاتها وغزارة ما أنجزته. لم تكتفِ بتسجيل الظواهر سطحياً كما يفعل كثيرون، بل اقتربت من وجدان الناس، استمعت إلى أصوات المهمشين والمسنين والنساء اللواتي كنّ يختزنَّ كنوز الحكايات في صدورهن، وكأنهن مكتبات حية. جمعت الحكايات الشعبية اليمنية بتنوعاتها ولهجاتها الفريدة، وكان لها اهتمام خاص بما روته النساء، لأن هذا الحيز بقي، عبر الأجيال، الأكثر صدقاً والأكثر قدرة على التعبير عن الألم والأمل والتمرد في آن واحد، بعيدًا عن التدوين الرسمي.