#نوفمبر_المجيد55
تحية ل #عدن الثورة عدن الوحدة عدن #الإستقلال
صور مميزة جديدة ل #عدن
صور_يمنية 📸📸📸📸📸
🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
https://tttttt.me/taye5
تحية ل #عدن الثورة عدن الوحدة عدن #الإستقلال
صور مميزة جديدة ل #عدن
صور_يمنية 📸📸📸📸📸
🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
https://tttttt.me/taye5
Telegram
اليمن_تاريخ_وثقافة
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
@mao777 للتواصل
#نوفمبر_المجيد55
تحية ل #عدن الثورة عدن الوحدة عدن #الإستقلال
صور مميزة جديدة ل #عدن و #يافع و #لحج وو
صور_يمنية 📸📸📸📸📸
🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
https://tttttt.me/taye5
تحية ل #عدن الثورة عدن الوحدة عدن #الإستقلال
صور مميزة جديدة ل #عدن و #يافع و #لحج وو
صور_يمنية 📸📸📸📸📸
🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
https://tttttt.me/taye5
#نوفمبر_المجيد55
جيفارا ثورة 14 اكتوبر فيصل عبد اللطيف الشعبي رئيس الوزراء (عبد القادر)
عبد العزيز مصعبين
الأول في الجزيرة والخليج واليمن في ادخال السياسة والثورة إلى عدن والجنوب العربي وحركة القومين العرب وتكوين الجبهة القومية في الجنوب العربي والأول ثقافياً عن غيره أوسع وأعمق إدراكاً بشهادة الجميع، الأول في التخطيط لفتح جبهة عدن من خلال اجتماع قيادات الريف ورتب ادخال السلاح بتوجيه وتكليف محمد سعيد مصعبين ومجموعة من الفدائيين واصدقاء الجبهة القومية وبها كان أول قائد عسكري يخطط للعمل الفدائي مع مجموعة من شباب الجبهة القومية وعلى رأسهم نور الدين قاسم وعلي عبد العليم وعبد الفتاح اسماعيل عام 1964م وصاغ أول بيان عسكري وسلمه إلى محمد سعيد مصعبين لتسليمه إلى مكتب الجبهة القومية في تعز إيذاناً بفتح جبهة عدن، انتدب احد الأخوة من حركة القومين العرب بالمركز واسمه عدنان لمساعدة التنظيم في عدن فكشفته المخابرات البريطانية عام 1965م وفتشت سيارته ووجدت بداخلها حقيبة فيها اسماء 44 من فدائي شباب الجبهة القومية (NLF) وتم اعتقالهم ومثل نكسة للتنظيم لن يتعافى منها إلى بعد نزول فيصل عبد اللطيف إلى عدن مع عبد الرب علي (مصطفى) وأعاد للتنظيم في عدن عافيته وحيويته ودوره الفدائي من جديد، هذه الانتكاسة جاءت في اجتماع حكومة عدن عام 1965م ابتداء من زين باهارون ووزراء حكومة عدن ووزراء حكومته واجهزة المخابرات البريطانية اتت في محضر اجتماع وثيقة باللغة الإنجليزية والفدائيون المعتقلون احمد صالح عولقي وجميل خليفة ومحمد صالح عولقي وعلي عبد العليم وحسين الجابري وعمر شيخ وراشد محمد ثابت وعبد الملك اسماعيل وانتهاءً بنور الدين قاسم تلاهم 33 فدائي فما جاء في كتاب علي ناصر محمد ذاكرة وطن والحلقة 55 من جريدة عدن الغد في 17 إبريل العدد 1823 فيصل انضم إلى حركة القومين العرب الأول من اليمن في القاهرة في عام 1955 بواسطة خلية القيادة المركزية جورج حبش ومحسن ابراهيم وهاني الهندي فكان فيصل أول المبعوثين إلى القاهرة من لحج للدراسة الجامعية (جامعة عين شمس – كلية الاقتصاد والتجارة)
في عام 1956م حمل السلاح مع المقاومة الشعبية المصرية في وجه العدوان الثلاثي في يوم 19 يونيو عقد اجتماع في عدن برئاسته وضم عددا من قيادات الجبهة القومية المتواجدين في عدن وعدد من ضباط الجيش والأمن المنتميين للجبهة القومية ورتب مع المقدم أحمد محمد بالعيد من الجيش والرائد محمد مبرقي من الأمن للمجابهة والاصطدام وإبلاغ كتائب الجيش والأمن في الأرياف من قبلهم باشتعال حركة 22 يونيو 1967م التي بدأت من طلاب معسكر عبد القوي (lake line) وامتدت إلى عدن معسكر الشرطة العسكرية فكان فيصل أول من دخل كريتر في يوم 20 يونيو بعد سقوطها في تمام الساعة الخامسة عصراً متنكراً واجتمع بكل القيادات في منزل باهرمز بعدن واشرف على الحركة حتى بعد اسبوعين اعلن انتهاءها.
في يوم 23 يونيو كان سقوط الضالع وكون الحرس الشعبي من شباب الجبهة القومية وتلتها لحج في 13 اغسطس 1967م، استطاع الخروج من الاقامة الجبرية في القاهرة في عام 1966م وحسم الأمور في الجبهة القومية وتذبذب قيادات منها في العمالة للمخابرات المصرية والانضمام لجبهة التحرير فعقد المؤتمر الثالث في شِعب الحنيشي في الضالع الذي خرج بقرارات الإنسحاب من الدمج القصري مع جبهة التحرير وعمل الجبهة القومية وقيادة الثورة منفردة من ذلك الدمج قامت المخابرات المصرية باعتقاله بعد اسقاط مشيخة الحواشب عام 1967م.
شارك في محادثات الاستقلال وتولى وزارة الاقتصاد والتجارة وفي لحج زارنا وطلبت منه العمل فقال ابشر في عام 1968م ، فكون المخابرات العامة من شباب الجبهة القومية من الضالع ولحج وحضرموت فكان اول الأجهزة الأمنية وكنت أنا طباع التقرير اليومي لرئيس الجمهورية قحطان محمد الشعبي في عام 1969م قامت حركة 22 يونيو بانقلاب عسكري أبيض بقيادة علي عبدالله ميسري حيث قام ما سمي باليسار باستثمار هذه الحركة وأخرج سيناريو اليمين الرجعي وهم يساريون، واعتقلوا قحطان وفيصل وكل الجبهة القومية فبدأوا بعدها بشلال الدم وسحل المواطنين وسحقا سحقاً للكهنوت وتأميم المساكن والممتلكات على الرغم من تحذير فيصل لهم وعلي عبد العليم بأن الوقت لم يحن على هذه الشطحات اليسارية وأننا لم نتجاوز الميثاق بعد فاغتالوه في زنزانته رقم 5 بالفتح في الأول من إبريل عام 1970م بحضور ثلاثة وزير الداخلية ومدير جهاز أمن الثورة وعبد الفتاح اسماعيل بإفادة الحراسات التي تواجدت ليلة الاغتيال.
اغتيل جيفارا الثورة فيصل عبد اللطيف الشعبي ليغتال بعده وطن وثورة انتصرت فخراً واعتزازاً برائدها الأول في الجنوب العربي فيصل عبد اللطيف الشعبي.
جيفارا ثورة 14 اكتوبر فيصل عبد اللطيف الشعبي رئيس الوزراء (عبد القادر)
عبد العزيز مصعبين
الأول في الجزيرة والخليج واليمن في ادخال السياسة والثورة إلى عدن والجنوب العربي وحركة القومين العرب وتكوين الجبهة القومية في الجنوب العربي والأول ثقافياً عن غيره أوسع وأعمق إدراكاً بشهادة الجميع، الأول في التخطيط لفتح جبهة عدن من خلال اجتماع قيادات الريف ورتب ادخال السلاح بتوجيه وتكليف محمد سعيد مصعبين ومجموعة من الفدائيين واصدقاء الجبهة القومية وبها كان أول قائد عسكري يخطط للعمل الفدائي مع مجموعة من شباب الجبهة القومية وعلى رأسهم نور الدين قاسم وعلي عبد العليم وعبد الفتاح اسماعيل عام 1964م وصاغ أول بيان عسكري وسلمه إلى محمد سعيد مصعبين لتسليمه إلى مكتب الجبهة القومية في تعز إيذاناً بفتح جبهة عدن، انتدب احد الأخوة من حركة القومين العرب بالمركز واسمه عدنان لمساعدة التنظيم في عدن فكشفته المخابرات البريطانية عام 1965م وفتشت سيارته ووجدت بداخلها حقيبة فيها اسماء 44 من فدائي شباب الجبهة القومية (NLF) وتم اعتقالهم ومثل نكسة للتنظيم لن يتعافى منها إلى بعد نزول فيصل عبد اللطيف إلى عدن مع عبد الرب علي (مصطفى) وأعاد للتنظيم في عدن عافيته وحيويته ودوره الفدائي من جديد، هذه الانتكاسة جاءت في اجتماع حكومة عدن عام 1965م ابتداء من زين باهارون ووزراء حكومة عدن ووزراء حكومته واجهزة المخابرات البريطانية اتت في محضر اجتماع وثيقة باللغة الإنجليزية والفدائيون المعتقلون احمد صالح عولقي وجميل خليفة ومحمد صالح عولقي وعلي عبد العليم وحسين الجابري وعمر شيخ وراشد محمد ثابت وعبد الملك اسماعيل وانتهاءً بنور الدين قاسم تلاهم 33 فدائي فما جاء في كتاب علي ناصر محمد ذاكرة وطن والحلقة 55 من جريدة عدن الغد في 17 إبريل العدد 1823 فيصل انضم إلى حركة القومين العرب الأول من اليمن في القاهرة في عام 1955 بواسطة خلية القيادة المركزية جورج حبش ومحسن ابراهيم وهاني الهندي فكان فيصل أول المبعوثين إلى القاهرة من لحج للدراسة الجامعية (جامعة عين شمس – كلية الاقتصاد والتجارة)
في عام 1956م حمل السلاح مع المقاومة الشعبية المصرية في وجه العدوان الثلاثي في يوم 19 يونيو عقد اجتماع في عدن برئاسته وضم عددا من قيادات الجبهة القومية المتواجدين في عدن وعدد من ضباط الجيش والأمن المنتميين للجبهة القومية ورتب مع المقدم أحمد محمد بالعيد من الجيش والرائد محمد مبرقي من الأمن للمجابهة والاصطدام وإبلاغ كتائب الجيش والأمن في الأرياف من قبلهم باشتعال حركة 22 يونيو 1967م التي بدأت من طلاب معسكر عبد القوي (lake line) وامتدت إلى عدن معسكر الشرطة العسكرية فكان فيصل أول من دخل كريتر في يوم 20 يونيو بعد سقوطها في تمام الساعة الخامسة عصراً متنكراً واجتمع بكل القيادات في منزل باهرمز بعدن واشرف على الحركة حتى بعد اسبوعين اعلن انتهاءها.
في يوم 23 يونيو كان سقوط الضالع وكون الحرس الشعبي من شباب الجبهة القومية وتلتها لحج في 13 اغسطس 1967م، استطاع الخروج من الاقامة الجبرية في القاهرة في عام 1966م وحسم الأمور في الجبهة القومية وتذبذب قيادات منها في العمالة للمخابرات المصرية والانضمام لجبهة التحرير فعقد المؤتمر الثالث في شِعب الحنيشي في الضالع الذي خرج بقرارات الإنسحاب من الدمج القصري مع جبهة التحرير وعمل الجبهة القومية وقيادة الثورة منفردة من ذلك الدمج قامت المخابرات المصرية باعتقاله بعد اسقاط مشيخة الحواشب عام 1967م.
شارك في محادثات الاستقلال وتولى وزارة الاقتصاد والتجارة وفي لحج زارنا وطلبت منه العمل فقال ابشر في عام 1968م ، فكون المخابرات العامة من شباب الجبهة القومية من الضالع ولحج وحضرموت فكان اول الأجهزة الأمنية وكنت أنا طباع التقرير اليومي لرئيس الجمهورية قحطان محمد الشعبي في عام 1969م قامت حركة 22 يونيو بانقلاب عسكري أبيض بقيادة علي عبدالله ميسري حيث قام ما سمي باليسار باستثمار هذه الحركة وأخرج سيناريو اليمين الرجعي وهم يساريون، واعتقلوا قحطان وفيصل وكل الجبهة القومية فبدأوا بعدها بشلال الدم وسحل المواطنين وسحقا سحقاً للكهنوت وتأميم المساكن والممتلكات على الرغم من تحذير فيصل لهم وعلي عبد العليم بأن الوقت لم يحن على هذه الشطحات اليسارية وأننا لم نتجاوز الميثاق بعد فاغتالوه في زنزانته رقم 5 بالفتح في الأول من إبريل عام 1970م بحضور ثلاثة وزير الداخلية ومدير جهاز أمن الثورة وعبد الفتاح اسماعيل بإفادة الحراسات التي تواجدت ليلة الاغتيال.
اغتيل جيفارا الثورة فيصل عبد اللطيف الشعبي ليغتال بعده وطن وثورة انتصرت فخراً واعتزازاً برائدها الأول في الجنوب العربي فيصل عبد اللطيف الشعبي.
#نوفمبر_المجيد55
الشعر في رحاب ثورة 14 أكتوبر
أسهم أدباء وشعراء اليمن بالوقوف في خنادق النضال والثورة ضد الطغيان والاستعمار البغيض وذلك من خلال إبداعاتهم وقصائدهم الوطنية المتأججة بالمشاعر الوطنية.
حيث نجد هناك العديد من شعراء اليمن الذين كتبوا العديد من القصائد الشعرية التي بشرّت بالثورة وتحقيق الاستقلال ومقارعة الاستعمار والطغيان والعدوان..
ففي ذاكرة الشعر اليمني العديد من القصائد الوطنية التي كان لها حضورها الفاعل في الساحة الوطنية ولها تأثيرها البالغ في التحريض ضد الطغيان والاستعمار والتعبير عن إرادة الشعب الحرة والصلبة في تحقيق الكرامة والحرية والاستقلال.
إننا نجد أن الشعر اليمني له حضوره الفاعل في مسيرة الكفاح والنضال الوطني ومواجهة الاستعمار الإنجليزي البغيض وذلك من قبل وبعد انطلاق ثورة 14 أكتوبر المجيدة وحتى تحقيق الاستقلال في 30 نوفمبر المجيدة.
حيث كان صوت الشعر الهادر ينطلق كالحمم والقذائف الخارقة ويرعد بأصدق وأروع القصائد الوطنية التي خلدها التاريخ والتي تسجل لمرحلة عظيمة من مراحل النضال الوطني ضد الوجود الأجنبي وهناك العديد من القصائد العظيمة العابقة بروح النضال والثورة والكفاح التي عبرت أصدق تعبير عن المشاعر النبيلة التي كانت تنبض بحب الوطن والنضال من أجله.
لقد كان للشعراء حضورهم واسهامهم الفاعل في مسيرة النضال الوطني والتبشير بالثورة والاستقلال والدعوة إلى مواجهة قوى الطغيان والاحتلال، ومنهم الشعراء: محمد محمود الزبيري، عبدالله البردوني، محمد سعيد جرادة، عبدالله هادي سبيت وعبده عثمان ، وعبدالرحيم سلام القرشي وادريس حنبلة وغيرهم من الشعراء، الذين كانت قصائدهم قذائف وبراكين موجهة نحو صدور الطغيان والاحتلال البغيض، ودعوة للثورة ضد الاحتلال الانجليزي وكان لها أثرها وصداها الكبير في مسيرة النضال والتحرير والاستقلال .
في مدينة عدن حيث كانت هي حاضنة الأحرار
اليمنيين، يطلق أبو الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري قصيدته الشهيرة ” صحية البعث” والتي فيها صرخة تحدي وانذار للطغاة والاستعمار بالنهاية التي ستقذف بهم إلى الهاوية.. ومن هذه القصيدة الأبيات التالية:
سجل مكانك في التاريخ يا قــلـمُ
فهاهـنا تــبـعـث الأجـيـال و الأمــــــمُ
هنا القلوب الأبيـّات التي اتـّحدتْ
هنا الحنان هنا القربى هنا الرحِــم ُ
هنا الشريعة من مشكاتها لمعتْ
هــنا العــدالـة و الأخـلاق والــشـيـــم ُ
هنا العروبة في أبطالها وثبــتْ
هــنا الإباء هنا العـليا هنـا الشــمــمُ
هنا الكواكب كانت في مقابرها
واليــــوم تـشــرق للدنيــــا وتبـتســـمُ
هنا الصوارم في الأغماد ثائرة
هنا الضـياغم في الغــابات تصـطـدمُ
هنا البراكين هبت من مضاجعها
تطـغى و تكتســح الطــاغي وتلـتهــم ُ
لسَنا الأ ُلى أيقظوها من مراقدها
الله أيـقظـهــا و السـخــط و الألـــــمُ
شعب تفلت من أغــلال قاهـــره ِ
حـراً فأجـفـل عنـه الظـُلـْمَ و الظـُلـَـمُ
نبا عن السجن ثم ارتد يهدمــه
كي لا تكـبـــل فـيـه بـعـــده قــــــدمُ
إن القيود التي كانت على قدمي
صارت سهاما من السجــان تـنتقـــمُ
إن الأنـيــن الـذي كنــا نــردده
ســرا ًغــدا صيحة ً تصغي لهـا الأممُ
و الحـق يبدأ ُ في آهــاتِ مُكـتئبٍ
و ينتـهـي بزئـيــر ٍ مــــلـــؤهُ النـــقـــمُ
“ شباب الفدا”
وفي قصيدته “شباب الفدا” ينطلق الشاعر عبدالله البردوني ليدعو الشباب في جنوب الوطن للتصدي للمستعمر البغيض ومواجهته، حيث يقول:
أفِقْ وانطلقْ كالشعاعِ النّدي
وفجّرْ من الليلِ فجرَ الغدِ
وثِبْ يا ابنَ أمي وثوبَ القضا
على كلّ طاغٍ ومستعبدِ
وحطّمْ ألوهيَّة الظّالمينَ
وسيطّرة الغاصب المفسدِ
وقلْ للمضلّينَ باسمِ الهدى :
تواروْا فقدْ آنَ أنْ نهتدي
وهيهاتَ هيهات يبقى الشبابُ
جريح الإبا أو حبيسَ اليدِ
سيحيا الشبابُ ويُحيي الحمى
ويُفني عداة الغدِ الأسعدِ
ويبني بكفْيهِ عهداً جديداً
سنيّاً ومستقبلاً عسجدي
وعصراً من النورِ عدلَ اللَواء
طهور المنى أنِف المقصدِ
فسر يا ابن أمي إلى غايةٍ
سماوَّيةِ العهدِ والمعهد
شرارة ردفان
أما الشاعر عبده عثمان فقد كانت قصائدة الأولى هي المبشرة بشرارة الثورة والحرية والتي انطلقت شرارتها من جبال ردفان الأبية:
كانت الساعة لا أدري
ولكن..
من بعيد شدني صوت المآذن
ذهل الصمت تداعت في جدار الليل ظلمة
وتمطى في دمائي حب شعب
وأطلت عشرات الأحرف الحمراء.. أسراب القوافي
مد بحر لا يحدُّ
قاعه قلب ووجد
صب فيه من زوايا الأمس حقد
أبدا لو تستريح
لم أسلها.. لم أقل من اي غاب قد أتيت
اي أنفاس حملت
ما على ردفان بحري
إن إخواني وأهلي
أذرع تحتضن النور وأرواح تصلي
الشعر في رحاب ثورة 14 أكتوبر
أسهم أدباء وشعراء اليمن بالوقوف في خنادق النضال والثورة ضد الطغيان والاستعمار البغيض وذلك من خلال إبداعاتهم وقصائدهم الوطنية المتأججة بالمشاعر الوطنية.
حيث نجد هناك العديد من شعراء اليمن الذين كتبوا العديد من القصائد الشعرية التي بشرّت بالثورة وتحقيق الاستقلال ومقارعة الاستعمار والطغيان والعدوان..
ففي ذاكرة الشعر اليمني العديد من القصائد الوطنية التي كان لها حضورها الفاعل في الساحة الوطنية ولها تأثيرها البالغ في التحريض ضد الطغيان والاستعمار والتعبير عن إرادة الشعب الحرة والصلبة في تحقيق الكرامة والحرية والاستقلال.
إننا نجد أن الشعر اليمني له حضوره الفاعل في مسيرة الكفاح والنضال الوطني ومواجهة الاستعمار الإنجليزي البغيض وذلك من قبل وبعد انطلاق ثورة 14 أكتوبر المجيدة وحتى تحقيق الاستقلال في 30 نوفمبر المجيدة.
حيث كان صوت الشعر الهادر ينطلق كالحمم والقذائف الخارقة ويرعد بأصدق وأروع القصائد الوطنية التي خلدها التاريخ والتي تسجل لمرحلة عظيمة من مراحل النضال الوطني ضد الوجود الأجنبي وهناك العديد من القصائد العظيمة العابقة بروح النضال والثورة والكفاح التي عبرت أصدق تعبير عن المشاعر النبيلة التي كانت تنبض بحب الوطن والنضال من أجله.
لقد كان للشعراء حضورهم واسهامهم الفاعل في مسيرة النضال الوطني والتبشير بالثورة والاستقلال والدعوة إلى مواجهة قوى الطغيان والاحتلال، ومنهم الشعراء: محمد محمود الزبيري، عبدالله البردوني، محمد سعيد جرادة، عبدالله هادي سبيت وعبده عثمان ، وعبدالرحيم سلام القرشي وادريس حنبلة وغيرهم من الشعراء، الذين كانت قصائدهم قذائف وبراكين موجهة نحو صدور الطغيان والاحتلال البغيض، ودعوة للثورة ضد الاحتلال الانجليزي وكان لها أثرها وصداها الكبير في مسيرة النضال والتحرير والاستقلال .
في مدينة عدن حيث كانت هي حاضنة الأحرار
اليمنيين، يطلق أبو الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري قصيدته الشهيرة ” صحية البعث” والتي فيها صرخة تحدي وانذار للطغاة والاستعمار بالنهاية التي ستقذف بهم إلى الهاوية.. ومن هذه القصيدة الأبيات التالية:
سجل مكانك في التاريخ يا قــلـمُ
فهاهـنا تــبـعـث الأجـيـال و الأمــــــمُ
هنا القلوب الأبيـّات التي اتـّحدتْ
هنا الحنان هنا القربى هنا الرحِــم ُ
هنا الشريعة من مشكاتها لمعتْ
هــنا العــدالـة و الأخـلاق والــشـيـــم ُ
هنا العروبة في أبطالها وثبــتْ
هــنا الإباء هنا العـليا هنـا الشــمــمُ
هنا الكواكب كانت في مقابرها
واليــــوم تـشــرق للدنيــــا وتبـتســـمُ
هنا الصوارم في الأغماد ثائرة
هنا الضـياغم في الغــابات تصـطـدمُ
هنا البراكين هبت من مضاجعها
تطـغى و تكتســح الطــاغي وتلـتهــم ُ
لسَنا الأ ُلى أيقظوها من مراقدها
الله أيـقظـهــا و السـخــط و الألـــــمُ
شعب تفلت من أغــلال قاهـــره ِ
حـراً فأجـفـل عنـه الظـُلـْمَ و الظـُلـَـمُ
نبا عن السجن ثم ارتد يهدمــه
كي لا تكـبـــل فـيـه بـعـــده قــــــدمُ
إن القيود التي كانت على قدمي
صارت سهاما من السجــان تـنتقـــمُ
إن الأنـيــن الـذي كنــا نــردده
ســرا ًغــدا صيحة ً تصغي لهـا الأممُ
و الحـق يبدأ ُ في آهــاتِ مُكـتئبٍ
و ينتـهـي بزئـيــر ٍ مــــلـــؤهُ النـــقـــمُ
“ شباب الفدا”
وفي قصيدته “شباب الفدا” ينطلق الشاعر عبدالله البردوني ليدعو الشباب في جنوب الوطن للتصدي للمستعمر البغيض ومواجهته، حيث يقول:
أفِقْ وانطلقْ كالشعاعِ النّدي
وفجّرْ من الليلِ فجرَ الغدِ
وثِبْ يا ابنَ أمي وثوبَ القضا
على كلّ طاغٍ ومستعبدِ
وحطّمْ ألوهيَّة الظّالمينَ
وسيطّرة الغاصب المفسدِ
وقلْ للمضلّينَ باسمِ الهدى :
تواروْا فقدْ آنَ أنْ نهتدي
وهيهاتَ هيهات يبقى الشبابُ
جريح الإبا أو حبيسَ اليدِ
سيحيا الشبابُ ويُحيي الحمى
ويُفني عداة الغدِ الأسعدِ
ويبني بكفْيهِ عهداً جديداً
سنيّاً ومستقبلاً عسجدي
وعصراً من النورِ عدلَ اللَواء
طهور المنى أنِف المقصدِ
فسر يا ابن أمي إلى غايةٍ
سماوَّيةِ العهدِ والمعهد
شرارة ردفان
أما الشاعر عبده عثمان فقد كانت قصائدة الأولى هي المبشرة بشرارة الثورة والحرية والتي انطلقت شرارتها من جبال ردفان الأبية:
كانت الساعة لا أدري
ولكن..
من بعيد شدني صوت المآذن
ذهل الصمت تداعت في جدار الليل ظلمة
وتمطى في دمائي حب شعب
وأطلت عشرات الأحرف الحمراء.. أسراب القوافي
مد بحر لا يحدُّ
قاعه قلب ووجد
صب فيه من زوايا الأمس حقد
أبدا لو تستريح
لم أسلها.. لم أقل من اي غاب قد أتيت
اي أنفاس حملت
ما على ردفان بحري
إن إخواني وأهلي
أذرع تحتضن النور وأرواح تصلي
#نوفمبر_المجيد
#شبوة والاستعمار البريطاني في ذاكرة الشعر الشعبي(2)
( بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني المجيد)
-------
#علي_صالح_الخلاقي:
لم يكن استيلاء بريطانيا على عدن عام 1829م هو غاية ما تبغيه بريطانيا من منطقة جنوبي الجزيرة العربية، وإنما كان هذا الاستيلاء بمثابة نقطة للتوسع وبداية للانطلاق لتأكيد النفوذ البريطاني في منطقة جنوبي الجزيرة العربية وفي البحر الأحمر وعلى الساحل الإفريقي الشرقي، وكذلك لإبعاد أي ظل لقوى أخرى في الخليج العربي. وقد اتخذت بريطانيا من السُّبُل ما حقق لها سيطرتها بالتدريج على كل هذه الأنحاء سواء بالتهديد أم بالترغيب( ).
لقد ركزت بريطانيا على عدن في البدء لأهميتها الاستراتيجية والاقتصادية، ثم لتأمين محيطها المجاور لضمان مسلك آمن لطُرق الإمداد منها وإليها. وظلت بقية المناطق الجنوبية النائية البعيدة عن عدن بعيداً عن الاهتمام المباشر للسلطات البريطانية واكتفت بعلاقات الصداقة والولاء مع الحكام المحليين، بما في ذلك في مناطق شبوة الذين ربطتهم مثل تلك العلاقة غير المباشرة.
وفي نهاية عام 1855م قام المقيم السياسي البريطاني "كوجلان" برحلة بحرية حول خليج عدن على ظهر الباخرة "سيراميس" وقام بزيارة سلطان العوالق السفلى منصر بن أبوبكر مهدي وعقد معه أول معاهدة اقتصرت على منع تجارة الرقيق، وتعهد بموجبها السلطان بالامتناع عن استيراد الرقيق من افريقيا، وكانت هذه المعاهدة ذات الصبغة الإنسانية بمثابة مسمار جحا الذي خوَّل لبريطانيا بعد ذلك أن تمد أصابعها لتحتوي منطقة العوالق السفلى إلى برنامج المعاهدات الخاصة بالحماية( ). وبما أن سلطة السلطان حينها كانت محدودة على قبيلته فأنه لم يستطع أن يمنع نهب أفراد قبيلته للسفن التي تتحطَّم على سواحله، إلى أن تعهد بموجب اتفاق في سنة 1871م مع الإقامة بأن يبذل جهده في سبيل منع هذه الاعتداءات في المستقبل ويعيد إلى عدن بحارة السفن الغارقة الذين قد يلجأون إليه( ).
ومع وصول العثمانيين إلى اليمن عام 1872م، واقتراب خطرهم من مناطق نفوذ بريطانيا في الجنوب، أدركت بريطانيا أن هذا التدخل تهديد مباشر لطبيعة العلاقة التي تربطها بقبائل المنطقة، ولوقف هذا التهديد غيرت بريطانيا من سياستها تجاه المناطق، من التهدئة وعلاقات الولاء والصداقة إلى فرض سياسة الحماية، وسارعت إلى عقد معاهدات حماية مع السلطنات والإمارات والمشيخات للحيلولة دون انتشار النفوذ والسيادة العثمانية على مناطق جنوب الجزيرة العربية، وهو ما رحب به غالبية الحكام المحليين بسبب خشيتهم من السيطرة العثمانية، وطمعهم بالأسلحة والأموال التي تقدمها لهم السلطات البريطانية ولضمان حمايتهم من أي مخاطر أو تمرد.
وعلى مستوى شبوة فقد عقدت عام 1888م معاهدة حماية مع سلطان العوالق السفلى ابوبكر بن عبدالله. كما عُقدت في ذلك العام اتفاقيات مماثلة مع مشيخة حورة السفلى ومشيخة عرقة وسلطنة بير على (الواحدي) وسلطان بلحاف (الواحدي). وفي عام 1903م مع شيخ مشيخة العوالق العليا محسن بن فريد بن رويس العولقي ومع شريف بيحان أحمد بن محسن الهبيلي. وفي عام 1904م مع سلطان العوالق العليا صالح بن عبدالله بن عوض العولقي( ). وبموجب هذه الاتفاقيات استطاعت بريطانيا أن تسيطر على المنطقة وتمارس الوصاية على الحكام المحليين وخصصت لهم رواتب شهرية وسنوية وهدايا موسمية، وتركت لهم إدارة شئونهم الداخلية والمحافظة على استقلالهم إلى حد ما، عملاً برغبتهم وبمصلحة بريطانيا التي تتدخل حينما ترى ضرورة لذلك.
ومن الملاحظ أن معاهدات الحماية التي فرضتها بريطانيا على حكام المشيخات والسلطنات المحلية تكاد تكون نسخة طبق الأصل لبنود محددة، أهمها تعهد السلاطين والأمراء في مقابل تمتعهم بالحماية البريطانية بعدم الاتصال أو الاتفاق أو التعاقد مع أي قوى أو دول أجنبية إلا بعد موافقة الحكومة البريطانية، وعدم التنازل أو بيع أو رهن أو تأجير أية أراضي من أراضيهم لأية دولة أجنبية فيما عدا الحكومة البريطانية بطبيعة الحال( ).
وبموجب هذه الاتفاقيات أصبحت أراضي المحميات مسرحاً للنشاط الاستعماري، وللتنقيب عن الثروات ونهب الآثار والمخطوطات. وكانت شبوة الغنية بآثارها الحميرية من أهم المناطق التي اتجهت إليها أنظار الطامعين بآثارها النفيسة وبمباركة وترحيب ومساعدة من الحكام المحليين الذين لم يكن يهمهم سوى استلام الأموال دون شعور أو إدراك بخطورة ما يقدمون عليه..فعلى سبيل تمكن الكونت لندبرج أو كما سَمَّى نفسه (عمر السويدي)، الذي وصل عدن عام 1895م بتسهيل من السلطات البريطانية، من التنقل في عدد من مناطق الجنوب أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وأوجد له عملاء في مناطق شبوة، كما في غيرها من مناطق البلاد ممن ساعدوه في التنقل أو الوصول إلى هدفه عبر شبكة عملائه.
#شبوة والاستعمار البريطاني في ذاكرة الشعر الشعبي(2)
( بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني المجيد)
-------
#علي_صالح_الخلاقي:
لم يكن استيلاء بريطانيا على عدن عام 1829م هو غاية ما تبغيه بريطانيا من منطقة جنوبي الجزيرة العربية، وإنما كان هذا الاستيلاء بمثابة نقطة للتوسع وبداية للانطلاق لتأكيد النفوذ البريطاني في منطقة جنوبي الجزيرة العربية وفي البحر الأحمر وعلى الساحل الإفريقي الشرقي، وكذلك لإبعاد أي ظل لقوى أخرى في الخليج العربي. وقد اتخذت بريطانيا من السُّبُل ما حقق لها سيطرتها بالتدريج على كل هذه الأنحاء سواء بالتهديد أم بالترغيب( ).
لقد ركزت بريطانيا على عدن في البدء لأهميتها الاستراتيجية والاقتصادية، ثم لتأمين محيطها المجاور لضمان مسلك آمن لطُرق الإمداد منها وإليها. وظلت بقية المناطق الجنوبية النائية البعيدة عن عدن بعيداً عن الاهتمام المباشر للسلطات البريطانية واكتفت بعلاقات الصداقة والولاء مع الحكام المحليين، بما في ذلك في مناطق شبوة الذين ربطتهم مثل تلك العلاقة غير المباشرة.
وفي نهاية عام 1855م قام المقيم السياسي البريطاني "كوجلان" برحلة بحرية حول خليج عدن على ظهر الباخرة "سيراميس" وقام بزيارة سلطان العوالق السفلى منصر بن أبوبكر مهدي وعقد معه أول معاهدة اقتصرت على منع تجارة الرقيق، وتعهد بموجبها السلطان بالامتناع عن استيراد الرقيق من افريقيا، وكانت هذه المعاهدة ذات الصبغة الإنسانية بمثابة مسمار جحا الذي خوَّل لبريطانيا بعد ذلك أن تمد أصابعها لتحتوي منطقة العوالق السفلى إلى برنامج المعاهدات الخاصة بالحماية( ). وبما أن سلطة السلطان حينها كانت محدودة على قبيلته فأنه لم يستطع أن يمنع نهب أفراد قبيلته للسفن التي تتحطَّم على سواحله، إلى أن تعهد بموجب اتفاق في سنة 1871م مع الإقامة بأن يبذل جهده في سبيل منع هذه الاعتداءات في المستقبل ويعيد إلى عدن بحارة السفن الغارقة الذين قد يلجأون إليه( ).
ومع وصول العثمانيين إلى اليمن عام 1872م، واقتراب خطرهم من مناطق نفوذ بريطانيا في الجنوب، أدركت بريطانيا أن هذا التدخل تهديد مباشر لطبيعة العلاقة التي تربطها بقبائل المنطقة، ولوقف هذا التهديد غيرت بريطانيا من سياستها تجاه المناطق، من التهدئة وعلاقات الولاء والصداقة إلى فرض سياسة الحماية، وسارعت إلى عقد معاهدات حماية مع السلطنات والإمارات والمشيخات للحيلولة دون انتشار النفوذ والسيادة العثمانية على مناطق جنوب الجزيرة العربية، وهو ما رحب به غالبية الحكام المحليين بسبب خشيتهم من السيطرة العثمانية، وطمعهم بالأسلحة والأموال التي تقدمها لهم السلطات البريطانية ولضمان حمايتهم من أي مخاطر أو تمرد.
وعلى مستوى شبوة فقد عقدت عام 1888م معاهدة حماية مع سلطان العوالق السفلى ابوبكر بن عبدالله. كما عُقدت في ذلك العام اتفاقيات مماثلة مع مشيخة حورة السفلى ومشيخة عرقة وسلطنة بير على (الواحدي) وسلطان بلحاف (الواحدي). وفي عام 1903م مع شيخ مشيخة العوالق العليا محسن بن فريد بن رويس العولقي ومع شريف بيحان أحمد بن محسن الهبيلي. وفي عام 1904م مع سلطان العوالق العليا صالح بن عبدالله بن عوض العولقي( ). وبموجب هذه الاتفاقيات استطاعت بريطانيا أن تسيطر على المنطقة وتمارس الوصاية على الحكام المحليين وخصصت لهم رواتب شهرية وسنوية وهدايا موسمية، وتركت لهم إدارة شئونهم الداخلية والمحافظة على استقلالهم إلى حد ما، عملاً برغبتهم وبمصلحة بريطانيا التي تتدخل حينما ترى ضرورة لذلك.
ومن الملاحظ أن معاهدات الحماية التي فرضتها بريطانيا على حكام المشيخات والسلطنات المحلية تكاد تكون نسخة طبق الأصل لبنود محددة، أهمها تعهد السلاطين والأمراء في مقابل تمتعهم بالحماية البريطانية بعدم الاتصال أو الاتفاق أو التعاقد مع أي قوى أو دول أجنبية إلا بعد موافقة الحكومة البريطانية، وعدم التنازل أو بيع أو رهن أو تأجير أية أراضي من أراضيهم لأية دولة أجنبية فيما عدا الحكومة البريطانية بطبيعة الحال( ).
وبموجب هذه الاتفاقيات أصبحت أراضي المحميات مسرحاً للنشاط الاستعماري، وللتنقيب عن الثروات ونهب الآثار والمخطوطات. وكانت شبوة الغنية بآثارها الحميرية من أهم المناطق التي اتجهت إليها أنظار الطامعين بآثارها النفيسة وبمباركة وترحيب ومساعدة من الحكام المحليين الذين لم يكن يهمهم سوى استلام الأموال دون شعور أو إدراك بخطورة ما يقدمون عليه..فعلى سبيل تمكن الكونت لندبرج أو كما سَمَّى نفسه (عمر السويدي)، الذي وصل عدن عام 1895م بتسهيل من السلطات البريطانية، من التنقل في عدد من مناطق الجنوب أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وأوجد له عملاء في مناطق شبوة، كما في غيرها من مناطق البلاد ممن ساعدوه في التنقل أو الوصول إلى هدفه عبر شبكة عملائه.
#نوفمبر_المجيد
شبوة والاستعمار البريطاني في ذاكرة الشعر الشعبي(3)
( بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني المجيد)
-------
#علي_صالح_الخلاقي:
ومن زوامل الترحيب الكونت دي لندبرج هذا الزامل عند وصوله سلطنة الواحدي:
ألفين حيا بالغريب الواصل
جاء من بلاده لا بلاد الواحدي
جاني ونا بين الحيود المهكبه
بين الصقور العادي وأهل الحدي
وهذا الزامل للشاعر أبو جميع الذياب عوض بن هادي سيِّير البعثة (أي المتعهد بخفارتها) يقول:
يا لَمْرْ سلطان القبايل
والكنت ذي جا من بحوره
خليتني بين المراحل
كيف الخبر كيف المشوره
واحْنَا قفا السلطان محسن
في البحر والاَّ في بروره
يا كسوتي من شغل جرمل
بَنْشِرْ بها في أشعاب حوره
سد المشايخ والقابيل
يا سيف مسنونه فدوره
ويذكر لندبرج زوامل أخرى للسلطان نفسه يقول مرحباً بالكُونت:
حيا بكم يا كُنْت دولة غالبه
على النصارى كلها واللاندي
أحْنَا قريش الفرع من زام النبي
ما قط حد قد صاد مني ما قدى
وكما يشرح لندبرج عبارة الشطر الأخير على لسان السلطان، بأن معناها: أن أحداً "لم يكن لينتزع مني حقاً له عندي" . وقد اهتم لندبرج بجمع الزوامل وأورد منها قدراً وفيراً في ثنايا مقالاته في نشرته(Arabica) وفي ثنايا كتابه الكبير عن اللهجات الجنوبية( ).
ومن الزوامل التي وجهها الشعراء إلى لندبرغ، هذه الزوامل للشاعر أحمد علي العولقي، يقول فيها:
يا الكنت يا صادق وعودك والخبر
شعنا جلسنا في عدن بيت النوال
بَطْلَعْ قُدَاكُمْ يوم نَا دَوِّرْ لكم
وألفي سلامي عد ما الكيال كال
من ذي حلاله في بلاد العولقي
نِصَاب لَعْلى حيث حلّوا بني هلال
جارت علينا في عدن من دَيْنِنَا
كم با تدَيَّنْ يا نمر ما لك مثال
تسليم والتشريف هذا خطنا
من عولقي يملأ بيوتك والحِلاَل
وألفي صلاتي تبلغك يا المصطفى
ما يرخي المجرى وما السيال سال
ورغم ذلك الترحيب بالكونت لنبرج الذي جاء بصفته المدنية دون أن يصطحب قوات عسكرية لاعتماده على المرافقين والعملاء المحليين، فأن القبائل لم تتقبل مرور القوات البريطانية عبر مناطقها، بما في ذلك المجاورة لشبوة، فعندما توجهت قوات عسكرية بريطانية على رأسها (المستر بري) في 30يونيو 1904م قاصدة أرض العوالق اعترضهم العواذل وأهل حاتم وقتلوا هنديا وجرحوا آخر واجبروا القوة على العودة إلى عدن مكسورة، وبعد ذلك الحادث قرر الوالي طرد أبناء قبيلة العواذل الموجودين في عدن، وجمع نحو ألف رجل منهم في معسكرات اعتقال في التواهي تمهيداً لترحيلهم إلى أرضهم، ولم ترهبهم التهديدات فتغنى شاعرهم( ):
ما با تلملم شي علينا
كُلَّن بلاده با تكنَّهْ
والكور ما هُوْ شِيْ مَهَوِّنْ
كَمْ مِنْ قبيلي قامِعِنَّهْ
ومعنى ذلك أن الأرض لن تضيق بنا فكل الأراضي تسعنا وتحمينا، وجبل الكور ما هو مقصر، فكم له من قبيلي قامع رأسه.
وقد ازداد اهتمام الاستعمار البريطاني بمنطقة شبوة عامة وبيحان خاصة، لا سيما بعد عام 1930م، حينما ظهرت مطامع الإمام يحيى بعد أن أرسل علي ناصر القردعي ومعه عدة جنود إلى شبوة لاحتلالها، إلاَّ أن الضابط الإنجليزي "هملتون" وأشراف بيحان مع قوة جوية أجبرته على الخروج من شبوة منهزماً، وقال يصور هزيمته وكيف كان يحارب على الجِمَال والانجليز بالطائرات( ):
وفي شبوه طعمت الحلو مُرَّا
ومن عاده غبي قد خير يدري
وطيارات كم حمرا وصَفْرَا
عليها أشرار كم من هيم عفري
حمول الميل ما سرنا بقصرى
قُهرتْ اَهْوَين من غُبني وقهري
ومن زوامل مساجلات تعود إلى الأربعينات من القرن الماضي، حوالي 1945م، تتعرض لقضايا قبلية بين العوالق والنسيين والموقف من بريطانيا. قال الشاعر ناصر أحمد بن لزنم، يقول:
يا ناصر الجوذر بغيت اتنَشَّدَكْ
من نوم عيني ما يحُوْف اسبالها
مَلاَّ عجوز الويل تبذل عَذْرَوَهْ
أوّت هديه من عدن لا أهدى لها
ويقصد بالعجوز بريطانيا. وقد رد عليه الشاعر ناصر الجوذر النسي بقوله:
إنْ كانها زنوه عسى الله يفرعك
لا قول لك مرحب ولا حيَّا لها
يا ناصر ابن أحمد وخُوتك كلهم
روس العلاوي ما لبا منزالها
ومن شعراء شبوة المعروفين الشاعر محمد أحمد بن لزنم( ) وله زوامل متبادلة مع الشاعر جازع مسعود البحيث الفطحاني من قبيلة "عله" في عام 1948م تتحدث حول قدوم الانجليز إلى منطقة دثينة، بدأ الشاعر محمد أحمد لزنم معاتباً جازع لصلته بالقوات الاستعمارية،وكأنه خرج عن دين نبيه محمد، كما في قوله:
يا محمد تقول ويش بجازع
سار يكتب صحيح امْسَوادي
كان يتبع نبيه محمد
وِشْ يبا له عِيَال الهنادي
لا شك أن الشاعر بن لزنم أبدى هنا تخوفه من اقتراب خطر قدوم الانجليز من مسقط رأسه العوالق بقواتهم التي تتكون في غالبيتها من الهنود (عيال الهنادي).
ويرد جازع الفطحاني متباهيا بالتحاقه ضمن قوات السلطة البريطانية التي يصفها بقوته(زجاه ونون عينه)، يقول:
يا محمد رَعُونا كتبنا
وِشْ لبا له بلاد امشوادي
الحكومه رَعُوها زجانا
نُون عيني وحَبَّةْ فؤادي
شبوة والاستعمار البريطاني في ذاكرة الشعر الشعبي(3)
( بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني المجيد)
-------
#علي_صالح_الخلاقي:
ومن زوامل الترحيب الكونت دي لندبرج هذا الزامل عند وصوله سلطنة الواحدي:
ألفين حيا بالغريب الواصل
جاء من بلاده لا بلاد الواحدي
جاني ونا بين الحيود المهكبه
بين الصقور العادي وأهل الحدي
وهذا الزامل للشاعر أبو جميع الذياب عوض بن هادي سيِّير البعثة (أي المتعهد بخفارتها) يقول:
يا لَمْرْ سلطان القبايل
والكنت ذي جا من بحوره
خليتني بين المراحل
كيف الخبر كيف المشوره
واحْنَا قفا السلطان محسن
في البحر والاَّ في بروره
يا كسوتي من شغل جرمل
بَنْشِرْ بها في أشعاب حوره
سد المشايخ والقابيل
يا سيف مسنونه فدوره
ويذكر لندبرج زوامل أخرى للسلطان نفسه يقول مرحباً بالكُونت:
حيا بكم يا كُنْت دولة غالبه
على النصارى كلها واللاندي
أحْنَا قريش الفرع من زام النبي
ما قط حد قد صاد مني ما قدى
وكما يشرح لندبرج عبارة الشطر الأخير على لسان السلطان، بأن معناها: أن أحداً "لم يكن لينتزع مني حقاً له عندي" . وقد اهتم لندبرج بجمع الزوامل وأورد منها قدراً وفيراً في ثنايا مقالاته في نشرته(Arabica) وفي ثنايا كتابه الكبير عن اللهجات الجنوبية( ).
ومن الزوامل التي وجهها الشعراء إلى لندبرغ، هذه الزوامل للشاعر أحمد علي العولقي، يقول فيها:
يا الكنت يا صادق وعودك والخبر
شعنا جلسنا في عدن بيت النوال
بَطْلَعْ قُدَاكُمْ يوم نَا دَوِّرْ لكم
وألفي سلامي عد ما الكيال كال
من ذي حلاله في بلاد العولقي
نِصَاب لَعْلى حيث حلّوا بني هلال
جارت علينا في عدن من دَيْنِنَا
كم با تدَيَّنْ يا نمر ما لك مثال
تسليم والتشريف هذا خطنا
من عولقي يملأ بيوتك والحِلاَل
وألفي صلاتي تبلغك يا المصطفى
ما يرخي المجرى وما السيال سال
ورغم ذلك الترحيب بالكونت لنبرج الذي جاء بصفته المدنية دون أن يصطحب قوات عسكرية لاعتماده على المرافقين والعملاء المحليين، فأن القبائل لم تتقبل مرور القوات البريطانية عبر مناطقها، بما في ذلك المجاورة لشبوة، فعندما توجهت قوات عسكرية بريطانية على رأسها (المستر بري) في 30يونيو 1904م قاصدة أرض العوالق اعترضهم العواذل وأهل حاتم وقتلوا هنديا وجرحوا آخر واجبروا القوة على العودة إلى عدن مكسورة، وبعد ذلك الحادث قرر الوالي طرد أبناء قبيلة العواذل الموجودين في عدن، وجمع نحو ألف رجل منهم في معسكرات اعتقال في التواهي تمهيداً لترحيلهم إلى أرضهم، ولم ترهبهم التهديدات فتغنى شاعرهم( ):
ما با تلملم شي علينا
كُلَّن بلاده با تكنَّهْ
والكور ما هُوْ شِيْ مَهَوِّنْ
كَمْ مِنْ قبيلي قامِعِنَّهْ
ومعنى ذلك أن الأرض لن تضيق بنا فكل الأراضي تسعنا وتحمينا، وجبل الكور ما هو مقصر، فكم له من قبيلي قامع رأسه.
وقد ازداد اهتمام الاستعمار البريطاني بمنطقة شبوة عامة وبيحان خاصة، لا سيما بعد عام 1930م، حينما ظهرت مطامع الإمام يحيى بعد أن أرسل علي ناصر القردعي ومعه عدة جنود إلى شبوة لاحتلالها، إلاَّ أن الضابط الإنجليزي "هملتون" وأشراف بيحان مع قوة جوية أجبرته على الخروج من شبوة منهزماً، وقال يصور هزيمته وكيف كان يحارب على الجِمَال والانجليز بالطائرات( ):
وفي شبوه طعمت الحلو مُرَّا
ومن عاده غبي قد خير يدري
وطيارات كم حمرا وصَفْرَا
عليها أشرار كم من هيم عفري
حمول الميل ما سرنا بقصرى
قُهرتْ اَهْوَين من غُبني وقهري
ومن زوامل مساجلات تعود إلى الأربعينات من القرن الماضي، حوالي 1945م، تتعرض لقضايا قبلية بين العوالق والنسيين والموقف من بريطانيا. قال الشاعر ناصر أحمد بن لزنم، يقول:
يا ناصر الجوذر بغيت اتنَشَّدَكْ
من نوم عيني ما يحُوْف اسبالها
مَلاَّ عجوز الويل تبذل عَذْرَوَهْ
أوّت هديه من عدن لا أهدى لها
ويقصد بالعجوز بريطانيا. وقد رد عليه الشاعر ناصر الجوذر النسي بقوله:
إنْ كانها زنوه عسى الله يفرعك
لا قول لك مرحب ولا حيَّا لها
يا ناصر ابن أحمد وخُوتك كلهم
روس العلاوي ما لبا منزالها
ومن شعراء شبوة المعروفين الشاعر محمد أحمد بن لزنم( ) وله زوامل متبادلة مع الشاعر جازع مسعود البحيث الفطحاني من قبيلة "عله" في عام 1948م تتحدث حول قدوم الانجليز إلى منطقة دثينة، بدأ الشاعر محمد أحمد لزنم معاتباً جازع لصلته بالقوات الاستعمارية،وكأنه خرج عن دين نبيه محمد، كما في قوله:
يا محمد تقول ويش بجازع
سار يكتب صحيح امْسَوادي
كان يتبع نبيه محمد
وِشْ يبا له عِيَال الهنادي
لا شك أن الشاعر بن لزنم أبدى هنا تخوفه من اقتراب خطر قدوم الانجليز من مسقط رأسه العوالق بقواتهم التي تتكون في غالبيتها من الهنود (عيال الهنادي).
ويرد جازع الفطحاني متباهيا بالتحاقه ضمن قوات السلطة البريطانية التي يصفها بقوته(زجاه ونون عينه)، يقول:
يا محمد رَعُونا كتبنا
وِشْ لبا له بلاد امشوادي
الحكومه رَعُوها زجانا
نُون عيني وحَبَّةْ فؤادي
#نوفمبر_المجيد
#شبوة والاستعمار البريطاني في ذاكرة الشعر الشعبي(4)
( بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني المجيد)
-------
#علي_صالح_الخلاقي:
وما يجدر الإشارة إليه أن القبائل التي دخلت القوات البريطانية مناطقهم دون اعتراض أو مقاومة تذكر، قد نالتها سهام الشعراء الذين عبروا عن عدم رضاهم إزاء تلك المواقف السلبية. فعند دخول بريطانيا منطقة العوالق وخليفة انتقد الشاعر أحمد بن محمد بن سعد الباراسي قبائل معن وهم الفرع الأكبر في العوالق العليا لسماحهم لبريطانيا باحتلال بلدهم، يقول( ):
غُبني غَبَيْن أحمد على المعني وناموسه
وَرَى المعني يبيع العز والناموس
يبيعونه على سيجر وماكنتوش بالبيسه
زمان القبيله لا اتقالب المخموس( )
بغينا لِحْضُر البرعه لِدُق طاره وقمبوسه
مَعَدْ حَدْ با يوافي برعة القمبوس
ورغم أن بعض الشعراء تناولوا في زواملهم دخول بريطانيا إلى مناطقتهم دون مقاومة فقد كانوا لا يقرون بتعاطفهم مع الاستعمار البريطاني وكل منهم يلقي اللوم على الآخر ويظهر شكوكه فيه، كما في بعض الأشعار. ومن ذلك على سبيل المثال زامل للشاعر سالم بن منصور المرزقي يقول مخاطباً سالم الفطحاني:
يا سالم العاقل بَصَرْته في عدن
سواد بن مصمع وهو قال صورين
والعيلماني دي مع سالم عبد
دي شل عهد الله على دي ينكرين
فرد عليه الشاعر سالم صالح الفطحاني يقول:
يا المرزقي يا دي كلامك ترجمي
يا دي رضيتوا بالمواتر يعبرين
مَصْوَرْ على عهده ولا شي غيره
واعْطَيْت بَكْلِيْ يوم هِنْ يتعَصْوَرين
ويقصد بـ"المواتر" السيارات العسكرية التي سمحوا بمرورها، ويؤكد أنه عمل ما بوسع (بَكْلَه) حينما كانت الطائرات الحربية تحوم (يتعصورين). ويعقب الشاعر أمْذيب بن صالح بن فريد مخيراً إياه بين اتباع المستعمر أو المقاومة:
حيَّا الله الليله مَلاها كُلَّهَا
ما يبرق البارق ويرعد كل حين
إنْ كان با تسجد على دِيْن الكَفَرْ
وإنْ كان با تسلم فنحنُ مسلمين
ويرد الشاعر محسن علي الفطحاني مذكراً أمذيب بأنهم كانوا يأتون في مخارجهم القبيلة مرتين في العام، أما الآن فأمامهم بريطانيا (أبوشنب) يقول:
يا أمذيب بن صالح زمان القبوله
كُنتوا تجونا في السَّنه من مَخْرَجين
واليوم كَدَّينا عليكم بُو شنب
درَّج حجر والموخرات تدرجين
وهذا الشاعر علي محسن السليماني، أحد مشايخ العوالق وكانت له صولات وجولات في مقاومة بريطانيا ببندقيته نوع (بلجيك)، انتقد تردد الشيخ الصريمة في المقاومة ضد الانجليز حينما توجه إليه بهذا الزامل:
قال السليماني على محسن
حارب بريطاني ببلجيكه
يوم الصريمه ما رفع رأسه
ظنه يبا دفعه من أمريكه
ويقول الشاعر باسردة مرحبا بالواحدي الذي مر في حورة ورضوم قبل وصوله إليهم ويصف بريطانيا بالشوحطة التي تبتلع الأقوياء ورمز لهم بالجُبَّر، وهي ثيران الحرثة القوية، يقول:
بالخير رحّب يوم جاك الواحدي
قد مر في حوره وميَّح في رضوم
ماليوم جاتك شوحطه ما تنزقر
ما تقطع الجُبَّر تعبرَّها صموم
فرد عليه الشاعر علي بن ناصر عوض بن قمر يقول:
أنا حلالي في بلاد الحميري
ماشي قيامه فوق راسي با تقوم
حتى ولا حد قال شي والاَّ حسب
لا جدّنا صلَّى ولا احنا با نصوم
ويقصد بقوله لا جدنا صلى ولا احنا با نصوم أنهم أبا عن جد لا يخضعون لأحد بالقوة بما في ذلك بريطانيا. وحين امتدت سياسة بريطانيا إلى العوالق العليا، عبر الشعر الشعبي عن موقف العوالق الرافض للاحتلال البريطاني ، فهذا الشيخ امذيب بن صالح يقول:
حيا بقاف اللام يا مولى السلام
وانا سقى لي كور منفوخ الضباب
ما كلّم الاّ كُلْ من صلَّى وصام
حَيْشا علَيِّه ما ادخُله دِيْن الكلاب
وقال الشاعر ناصر أحمد بن لزنم( ):
قال القبيلي بادع ابتال السَّلَب
وين العوالق دي يسنُّون الحِرَاب
لي منعكم زرّوا ميوح العولقه
لا تتبعونه كل من خالف وعاب
وفي منتصف الخمسينات وبعد دخول بريطانيا إلى الصعيد – العوالق قام مجموعة من الطواسل والمرازيق بضرب مواقع عسكرية. فقال أمذيب بن صالح بن فريد الزامل التالي يؤلب فيه القبائل ضد من قاموا بضرب الصعيد. فقال محرضاً:
قال الفريدي بن رويس العولقي
كيف الخبر يا القبوله يا هل علي
الحد واحد والمخوه واحده
واليوم جانا المرزقي والطوسلي
وقد رد عليه الشاعر أحمد محمد بن سعد الباراسي الذي شارك في ذلك اللقاء مؤكداً أن أهل فريد بن ناصر هم من جاء ببريطانيا ومعسكراتها وأن الحكومة ملزمة بالرد والدفاع عن نفسها، معتبراً القضية سياسية وليست قبلية وكان لرد الباراسي تاثير قوي ضد اتخاذ قرار قبلي، يقول:
يا اليسلمي لا هُوْ زمان القبوله
شَعْنَا لِجِرّ الماء ولا شي له دلي
وان هي حكومه جابها مولى عدن
خلَّه يمر الحبل لمَّا يمتلي
وأثناء دخول بريطانيا إلى مناطق العوالق وخليفة، عبر الشاعر صالح با هارون عن عدم رضاه لقبول الإدارة الاستعمارية (المحكمة)، يقول:
الله يحيي كل من حيا بنا
ياهل البنادق ذي تثنّون الفعال
#شبوة والاستعمار البريطاني في ذاكرة الشعر الشعبي(4)
( بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني المجيد)
-------
#علي_صالح_الخلاقي:
وما يجدر الإشارة إليه أن القبائل التي دخلت القوات البريطانية مناطقهم دون اعتراض أو مقاومة تذكر، قد نالتها سهام الشعراء الذين عبروا عن عدم رضاهم إزاء تلك المواقف السلبية. فعند دخول بريطانيا منطقة العوالق وخليفة انتقد الشاعر أحمد بن محمد بن سعد الباراسي قبائل معن وهم الفرع الأكبر في العوالق العليا لسماحهم لبريطانيا باحتلال بلدهم، يقول( ):
غُبني غَبَيْن أحمد على المعني وناموسه
وَرَى المعني يبيع العز والناموس
يبيعونه على سيجر وماكنتوش بالبيسه
زمان القبيله لا اتقالب المخموس( )
بغينا لِحْضُر البرعه لِدُق طاره وقمبوسه
مَعَدْ حَدْ با يوافي برعة القمبوس
ورغم أن بعض الشعراء تناولوا في زواملهم دخول بريطانيا إلى مناطقتهم دون مقاومة فقد كانوا لا يقرون بتعاطفهم مع الاستعمار البريطاني وكل منهم يلقي اللوم على الآخر ويظهر شكوكه فيه، كما في بعض الأشعار. ومن ذلك على سبيل المثال زامل للشاعر سالم بن منصور المرزقي يقول مخاطباً سالم الفطحاني:
يا سالم العاقل بَصَرْته في عدن
سواد بن مصمع وهو قال صورين
والعيلماني دي مع سالم عبد
دي شل عهد الله على دي ينكرين
فرد عليه الشاعر سالم صالح الفطحاني يقول:
يا المرزقي يا دي كلامك ترجمي
يا دي رضيتوا بالمواتر يعبرين
مَصْوَرْ على عهده ولا شي غيره
واعْطَيْت بَكْلِيْ يوم هِنْ يتعَصْوَرين
ويقصد بـ"المواتر" السيارات العسكرية التي سمحوا بمرورها، ويؤكد أنه عمل ما بوسع (بَكْلَه) حينما كانت الطائرات الحربية تحوم (يتعصورين). ويعقب الشاعر أمْذيب بن صالح بن فريد مخيراً إياه بين اتباع المستعمر أو المقاومة:
حيَّا الله الليله مَلاها كُلَّهَا
ما يبرق البارق ويرعد كل حين
إنْ كان با تسجد على دِيْن الكَفَرْ
وإنْ كان با تسلم فنحنُ مسلمين
ويرد الشاعر محسن علي الفطحاني مذكراً أمذيب بأنهم كانوا يأتون في مخارجهم القبيلة مرتين في العام، أما الآن فأمامهم بريطانيا (أبوشنب) يقول:
يا أمذيب بن صالح زمان القبوله
كُنتوا تجونا في السَّنه من مَخْرَجين
واليوم كَدَّينا عليكم بُو شنب
درَّج حجر والموخرات تدرجين
وهذا الشاعر علي محسن السليماني، أحد مشايخ العوالق وكانت له صولات وجولات في مقاومة بريطانيا ببندقيته نوع (بلجيك)، انتقد تردد الشيخ الصريمة في المقاومة ضد الانجليز حينما توجه إليه بهذا الزامل:
قال السليماني على محسن
حارب بريطاني ببلجيكه
يوم الصريمه ما رفع رأسه
ظنه يبا دفعه من أمريكه
ويقول الشاعر باسردة مرحبا بالواحدي الذي مر في حورة ورضوم قبل وصوله إليهم ويصف بريطانيا بالشوحطة التي تبتلع الأقوياء ورمز لهم بالجُبَّر، وهي ثيران الحرثة القوية، يقول:
بالخير رحّب يوم جاك الواحدي
قد مر في حوره وميَّح في رضوم
ماليوم جاتك شوحطه ما تنزقر
ما تقطع الجُبَّر تعبرَّها صموم
فرد عليه الشاعر علي بن ناصر عوض بن قمر يقول:
أنا حلالي في بلاد الحميري
ماشي قيامه فوق راسي با تقوم
حتى ولا حد قال شي والاَّ حسب
لا جدّنا صلَّى ولا احنا با نصوم
ويقصد بقوله لا جدنا صلى ولا احنا با نصوم أنهم أبا عن جد لا يخضعون لأحد بالقوة بما في ذلك بريطانيا. وحين امتدت سياسة بريطانيا إلى العوالق العليا، عبر الشعر الشعبي عن موقف العوالق الرافض للاحتلال البريطاني ، فهذا الشيخ امذيب بن صالح يقول:
حيا بقاف اللام يا مولى السلام
وانا سقى لي كور منفوخ الضباب
ما كلّم الاّ كُلْ من صلَّى وصام
حَيْشا علَيِّه ما ادخُله دِيْن الكلاب
وقال الشاعر ناصر أحمد بن لزنم( ):
قال القبيلي بادع ابتال السَّلَب
وين العوالق دي يسنُّون الحِرَاب
لي منعكم زرّوا ميوح العولقه
لا تتبعونه كل من خالف وعاب
وفي منتصف الخمسينات وبعد دخول بريطانيا إلى الصعيد – العوالق قام مجموعة من الطواسل والمرازيق بضرب مواقع عسكرية. فقال أمذيب بن صالح بن فريد الزامل التالي يؤلب فيه القبائل ضد من قاموا بضرب الصعيد. فقال محرضاً:
قال الفريدي بن رويس العولقي
كيف الخبر يا القبوله يا هل علي
الحد واحد والمخوه واحده
واليوم جانا المرزقي والطوسلي
وقد رد عليه الشاعر أحمد محمد بن سعد الباراسي الذي شارك في ذلك اللقاء مؤكداً أن أهل فريد بن ناصر هم من جاء ببريطانيا ومعسكراتها وأن الحكومة ملزمة بالرد والدفاع عن نفسها، معتبراً القضية سياسية وليست قبلية وكان لرد الباراسي تاثير قوي ضد اتخاذ قرار قبلي، يقول:
يا اليسلمي لا هُوْ زمان القبوله
شَعْنَا لِجِرّ الماء ولا شي له دلي
وان هي حكومه جابها مولى عدن
خلَّه يمر الحبل لمَّا يمتلي
وأثناء دخول بريطانيا إلى مناطق العوالق وخليفة، عبر الشاعر صالح با هارون عن عدم رضاه لقبول الإدارة الاستعمارية (المحكمة)، يقول:
الله يحيي كل من حيا بنا
ياهل البنادق ذي تثنّون الفعال
#نوفمبر_المجيد
#شبوة والاستعمار البريطاني في ذاكرة الشعر الشعبي(5)
( بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني المجيد)
-------
#علي_صالح_الخلاقي:
صدى الانتفاضات والمقاومة الشعبية في الشعر الشعبي:
-----------
عززت السلطات الاستعمارية وجودها في المحميات بأن عممت نظام "الاستشارة" بدلاً من نظام "الحماية" في السلطنات والمشيخات وازداد تدخلها في شئون المناطق. وبالمقابل توسع نطاق الرفض الشعبي للوجود الاستعماري حتى تحول إلى انتفاضات مسلحة أقضت مضاجع المستعمر ومثلت أرضيّة خصبة للشعراء الشعبيين استقوا منها موضوعاتهم وعبروا عن مواقفهم، بل وأسهموا في بث روح الحماس وشحذ همم المواطنين وإشعال جذوة النضال والمقاومة الشعبية في مختلف مناطق شبوة ضد الاستعمار، ويمكننا من خلال أشعارهم تتبّع جميع مراحل النضال والمقاومة حيث أرخوا لمقاومة ربيز وبيحان ومصعبين والعوالق وغيرها وخلَّدوا مآثر أبطالها.
فبعد أن تمكنت بريطانيا من بسط نفوذها واستبدلت النظام القبلي بنظام الحماية الاستعمارية ساد التململ وعدم الرضا من نظام الحماية، وشعر زعماء العشائر أن سلطة الحكم قد انتزعت منهم وتضاءل في نظرهم ما كانوا يحصلون عليه من عطايا مادية ضئيلة من المستعمر، هي من خيرات بلدهم، مقارنة بما أُخذ منهم وهو جوهر موروثهم وحريتهم، وكان ذلك من عوامل ظهور المقاومة الشعبية، وهذا ما عبر عنه الشاعر أحمد بن علي بن منصر الحارثي في زامل يقول:
سلام مني للحضارة كلها
سادة ودولة والقبائل ذي بشَق
زام القبائل كان يشرح خاطري
واليوم خلوا الزام لوَّل يندحق
وزام القبائل المقصود به النظام القبلي الموروث الذي كانت تسير بموجبه البلاد قبل فرض نظام الحماية الاستعماري، والشاعر هنا يتوجع ويتحسر على ذهاب ذلك الزام أو النظام.
مقاومة بيحان
تعتبر من المقاومة الشعبية المبكرة ضد الوجود الاستعماري مطلع ثلاثينات القرن العشرين، وارتفعت وتيرتها بعد وصول الضابط السياسي البريطاني هملتون عام 1935م وسعي الانجليز لبناء مدرج للطائرات في بيحان (مجراد)، واتبع البريطانيون أن سياسة "فرق تسد" وشراء الذمم من خلال تقديم الأموال والسلاح التي تصب في مصلحة مد النفوذ البريطاني، ثم اغتيال معارضيهم من كبار زعماء بيحان العشائريين، أمثال: أحمد سيف وعلوي أحمد المصعبي وعبدالقادر أحمد سيف، ثم لجأت بريطانيا إلى استخدام القوة العسكرية والطائرات الحربية. فعندما قاد البجاحي المقاومة الشعبية لرفض المشروع البريطاني الإجباري الذي يلزم الفلاحين بزراعة أرضهم قطناً تحقيقاً لرغبة المستعمر، وجهت القوات البريطانية حملة عسكرية ضد مطرح حدجة في بيحان الموسطة واستمرت المعركة ثلاثة أيام، ورغم الخسائر التي تكبدها البجاحي لعدم تكافؤ القوة إلا أنه نجح في الغاء مشروع زراعة القطن الإجباري.
وفي سنة 1935م رفض الشيخ علوي أحمد المصعبي تنصيب حاكم بيحان الهبيلي تحت الحماية البريطانية وعدم الامتثال لأوامر والي عدن الإنجليزي ورفضه طرد الشيخ أحمد ناصر القردعي الذي كان حينها خارج عن طاعة الإمام يحيى، ولم يرضخ للتهديدات البريطانية، وتم بالفعل قصف (عيلان) في وسط بيحان من قبل سلاح الجو البريطاني.روقد تردد صدى تلك الانتفاضة المباركة في ذاكرة الشعر الشعبي( )، حيث خلد الشعراء البطولات والتضحيات الجسيمة المبذولة في التصدي لقوات الاحتلال ونفوذه في بيحان. وقد أشاد الشاعر عبدالله الكدادي( ) بالموقف الصلب للشيخ علوي أحمد المصعبي الذي قُتل فيما بعد على يد الضابط السياسي الإنجليزي المستر ديفي، يقول باكدادة:
وجَا بيحان طاهش كل خَبْتَا
وشيخ المصعبين أهل المَرَاتين
وكم قد طالبوا دولة هَمَلْتَا
وبعد الشيخ علوي له حياتين
ولا فاع النمر قال البَلا ابْتَا
ترُوح الأرض في سته وستين
وبعد ما نفذت حكومة الاحتلال البريطانية تهديدها وقصفت حي عيلان والأحياء المجاورة بواسطة له بالطيران سجّل الشاعر سعيد علي سليمان صور الحادثة الإجرامية وعبر عن ضعف الحيلة لعدم تكافؤ القوة لمواجهة الطائرات (أبو سكروب)، ومما قاله:
وبعد جابوا لنا طيَّار بُو سَكْرُوب
ذي لا شَمَر تِصْوِر آذانك سكاريبه
سَانا الصميمه ولا بيداتنا تَسْبُوب
ظَلاَّ يزَقِّل علينا من مشاهيبه
ودُور عيلان في وسط البلد منصوب
سبعين حبَّه رَمَتْ فِيْهِ ولا شي به
تستاهلون السلامه يا نمر مَنْسُوب
يا الذيب ذي للدِّخُل تِقْرُب معاصيبه
وبغرض اخضاع بيحان لنفوذها عملت السلطات البريطانية- كما أسلفنا- على التخلص من المعارضين من الزعامات القبلية الهامة ليخلو لها الجو، ومنهم أحمد سيف الذي قُتل غدراً في مؤامرة دبرها المستر هملتون ونفذها شخص يدعى سنان، يقول الكدادي في رثائه:
قال اخُو جعبل الباب النَّسم راح ضَنْجُوج
والنّقي عاب والمتعيب أصبح تَرَنجَه
مِنْ قفا الصالحي ذي داخل البيت مَفْدُوج
ابن سيف الذي صيته مَلا كل فجَّه
#شبوة والاستعمار البريطاني في ذاكرة الشعر الشعبي(5)
( بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني المجيد)
-------
#علي_صالح_الخلاقي:
صدى الانتفاضات والمقاومة الشعبية في الشعر الشعبي:
-----------
عززت السلطات الاستعمارية وجودها في المحميات بأن عممت نظام "الاستشارة" بدلاً من نظام "الحماية" في السلطنات والمشيخات وازداد تدخلها في شئون المناطق. وبالمقابل توسع نطاق الرفض الشعبي للوجود الاستعماري حتى تحول إلى انتفاضات مسلحة أقضت مضاجع المستعمر ومثلت أرضيّة خصبة للشعراء الشعبيين استقوا منها موضوعاتهم وعبروا عن مواقفهم، بل وأسهموا في بث روح الحماس وشحذ همم المواطنين وإشعال جذوة النضال والمقاومة الشعبية في مختلف مناطق شبوة ضد الاستعمار، ويمكننا من خلال أشعارهم تتبّع جميع مراحل النضال والمقاومة حيث أرخوا لمقاومة ربيز وبيحان ومصعبين والعوالق وغيرها وخلَّدوا مآثر أبطالها.
فبعد أن تمكنت بريطانيا من بسط نفوذها واستبدلت النظام القبلي بنظام الحماية الاستعمارية ساد التململ وعدم الرضا من نظام الحماية، وشعر زعماء العشائر أن سلطة الحكم قد انتزعت منهم وتضاءل في نظرهم ما كانوا يحصلون عليه من عطايا مادية ضئيلة من المستعمر، هي من خيرات بلدهم، مقارنة بما أُخذ منهم وهو جوهر موروثهم وحريتهم، وكان ذلك من عوامل ظهور المقاومة الشعبية، وهذا ما عبر عنه الشاعر أحمد بن علي بن منصر الحارثي في زامل يقول:
سلام مني للحضارة كلها
سادة ودولة والقبائل ذي بشَق
زام القبائل كان يشرح خاطري
واليوم خلوا الزام لوَّل يندحق
وزام القبائل المقصود به النظام القبلي الموروث الذي كانت تسير بموجبه البلاد قبل فرض نظام الحماية الاستعماري، والشاعر هنا يتوجع ويتحسر على ذهاب ذلك الزام أو النظام.
مقاومة بيحان
تعتبر من المقاومة الشعبية المبكرة ضد الوجود الاستعماري مطلع ثلاثينات القرن العشرين، وارتفعت وتيرتها بعد وصول الضابط السياسي البريطاني هملتون عام 1935م وسعي الانجليز لبناء مدرج للطائرات في بيحان (مجراد)، واتبع البريطانيون أن سياسة "فرق تسد" وشراء الذمم من خلال تقديم الأموال والسلاح التي تصب في مصلحة مد النفوذ البريطاني، ثم اغتيال معارضيهم من كبار زعماء بيحان العشائريين، أمثال: أحمد سيف وعلوي أحمد المصعبي وعبدالقادر أحمد سيف، ثم لجأت بريطانيا إلى استخدام القوة العسكرية والطائرات الحربية. فعندما قاد البجاحي المقاومة الشعبية لرفض المشروع البريطاني الإجباري الذي يلزم الفلاحين بزراعة أرضهم قطناً تحقيقاً لرغبة المستعمر، وجهت القوات البريطانية حملة عسكرية ضد مطرح حدجة في بيحان الموسطة واستمرت المعركة ثلاثة أيام، ورغم الخسائر التي تكبدها البجاحي لعدم تكافؤ القوة إلا أنه نجح في الغاء مشروع زراعة القطن الإجباري.
وفي سنة 1935م رفض الشيخ علوي أحمد المصعبي تنصيب حاكم بيحان الهبيلي تحت الحماية البريطانية وعدم الامتثال لأوامر والي عدن الإنجليزي ورفضه طرد الشيخ أحمد ناصر القردعي الذي كان حينها خارج عن طاعة الإمام يحيى، ولم يرضخ للتهديدات البريطانية، وتم بالفعل قصف (عيلان) في وسط بيحان من قبل سلاح الجو البريطاني.روقد تردد صدى تلك الانتفاضة المباركة في ذاكرة الشعر الشعبي( )، حيث خلد الشعراء البطولات والتضحيات الجسيمة المبذولة في التصدي لقوات الاحتلال ونفوذه في بيحان. وقد أشاد الشاعر عبدالله الكدادي( ) بالموقف الصلب للشيخ علوي أحمد المصعبي الذي قُتل فيما بعد على يد الضابط السياسي الإنجليزي المستر ديفي، يقول باكدادة:
وجَا بيحان طاهش كل خَبْتَا
وشيخ المصعبين أهل المَرَاتين
وكم قد طالبوا دولة هَمَلْتَا
وبعد الشيخ علوي له حياتين
ولا فاع النمر قال البَلا ابْتَا
ترُوح الأرض في سته وستين
وبعد ما نفذت حكومة الاحتلال البريطانية تهديدها وقصفت حي عيلان والأحياء المجاورة بواسطة له بالطيران سجّل الشاعر سعيد علي سليمان صور الحادثة الإجرامية وعبر عن ضعف الحيلة لعدم تكافؤ القوة لمواجهة الطائرات (أبو سكروب)، ومما قاله:
وبعد جابوا لنا طيَّار بُو سَكْرُوب
ذي لا شَمَر تِصْوِر آذانك سكاريبه
سَانا الصميمه ولا بيداتنا تَسْبُوب
ظَلاَّ يزَقِّل علينا من مشاهيبه
ودُور عيلان في وسط البلد منصوب
سبعين حبَّه رَمَتْ فِيْهِ ولا شي به
تستاهلون السلامه يا نمر مَنْسُوب
يا الذيب ذي للدِّخُل تِقْرُب معاصيبه
وبغرض اخضاع بيحان لنفوذها عملت السلطات البريطانية- كما أسلفنا- على التخلص من المعارضين من الزعامات القبلية الهامة ليخلو لها الجو، ومنهم أحمد سيف الذي قُتل غدراً في مؤامرة دبرها المستر هملتون ونفذها شخص يدعى سنان، يقول الكدادي في رثائه:
قال اخُو جعبل الباب النَّسم راح ضَنْجُوج
والنّقي عاب والمتعيب أصبح تَرَنجَه
مِنْ قفا الصالحي ذي داخل البيت مَفْدُوج
ابن سيف الذي صيته مَلا كل فجَّه
#نوفمبر_المجيد
#شبوة والاستعمار البريطاني في ذاكرة الشعر الشعبي(6)
( بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني المجيد)
-------
#علي_صالح_الخلاقي:
مقاومة مصعبين:
كما كان لقبائل مصعبين في بيحان دور هام في مقاومة الانجليز، وكانت لا تعترف بسلطة شريف بيحان فثارت ضده وضد الانجليز مع قبائل بلحارث فقام الانجليز وضربوا تلك القبائل بالقنابل،مما اضطر قبائل مصعبين إلى النزوح إلى البيضاء المجاوة، لا سيما بعد أن قل الدعم الذي كانوا يحصلون عليه من الشامي عامل الإمام في البيضاء من السلاح والعتاد، الذي عقد مساومات سرية مع الانجليز، وبموجبها طلب من القبائل بالكف عن المقاومة ، وهذا ما عبر عنه شاعرهم بالزامل التالي:
يا عامل الدوله يقول المصعبي
لا تأخُذوا في طز لسلام الفلوس
لوما الأوامر جاتنا من عندكم
قد كان هشناهم مع ضاو الشموس
ويسجل لقبائل مصعبين رفضهم عرض عامل الإمام الشامي في البيضاء بأن يمنحهم أرضاً يقومون بزراعتها وتكون ملكاً لهم أو مرتبات تخصص لهم، مقابل الكف عن المقاومة، وتأكيدهم له أن هدفهم ليس الحصول على المال وإنما انتزاع السلطة التي أخذها منهم الانجليز ووضعها على رأس الغير، وهو ما عبر عنه شاعرهم بقوله:
يا قلعة البيضاء يقول المصعبي
ما جيتكم مطرود من قل المعاش
ماهل لَبَا الدِّسمال لخضر ينطوي
ذي حطّه الكافر على تاك القِعَاش
والدِّسمال الأخضر رمز به الشاعر إلى السلطة، والكافر مقصود به المستعمر الانجليزي الذي وضع تلك السلطة على راس غيرهم.
#شبوة والاستعمار البريطاني في ذاكرة الشعر الشعبي(6)
( بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني المجيد)
-------
#علي_صالح_الخلاقي:
مقاومة مصعبين:
كما كان لقبائل مصعبين في بيحان دور هام في مقاومة الانجليز، وكانت لا تعترف بسلطة شريف بيحان فثارت ضده وضد الانجليز مع قبائل بلحارث فقام الانجليز وضربوا تلك القبائل بالقنابل،مما اضطر قبائل مصعبين إلى النزوح إلى البيضاء المجاوة، لا سيما بعد أن قل الدعم الذي كانوا يحصلون عليه من الشامي عامل الإمام في البيضاء من السلاح والعتاد، الذي عقد مساومات سرية مع الانجليز، وبموجبها طلب من القبائل بالكف عن المقاومة ، وهذا ما عبر عنه شاعرهم بالزامل التالي:
يا عامل الدوله يقول المصعبي
لا تأخُذوا في طز لسلام الفلوس
لوما الأوامر جاتنا من عندكم
قد كان هشناهم مع ضاو الشموس
ويسجل لقبائل مصعبين رفضهم عرض عامل الإمام الشامي في البيضاء بأن يمنحهم أرضاً يقومون بزراعتها وتكون ملكاً لهم أو مرتبات تخصص لهم، مقابل الكف عن المقاومة، وتأكيدهم له أن هدفهم ليس الحصول على المال وإنما انتزاع السلطة التي أخذها منهم الانجليز ووضعها على رأس الغير، وهو ما عبر عنه شاعرهم بقوله:
يا قلعة البيضاء يقول المصعبي
ما جيتكم مطرود من قل المعاش
ماهل لَبَا الدِّسمال لخضر ينطوي
ذي حطّه الكافر على تاك القِعَاش
والدِّسمال الأخضر رمز به الشاعر إلى السلطة، والكافر مقصود به المستعمر الانجليزي الذي وضع تلك السلطة على راس غيرهم.
#نوفمبر_المجيد
شبوة والاستعمار البريطاني في ذاكرة الشعر الشعبي(7)
( بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني المجيد)
-------
#علي_صالح_الخلاقي:
مقاومة ربيز
------
لم يكن احتلال الانجليز لبلاد العوالق نهاية المطاف، فقد شهدت مناطقها مقاومة عنيفة للوجود الاستعماري، مثل المقاومة الباسلة في كل من حطيب والكور وخورة وبلاد آل سليمان وغيرها ممن المناطق.
وكان لمقاومة قبائل ربيز الأبية حضورها القوي في ذاكرة الشعر الشعبي، مثلما كان لها أثرها وصداها الكبيرين في مسيرة النضال والتحرير والاستقلال، فقد تميزت باستمرارها لفترة طويلة، منذ بداتها عام 1952م عندما منعت قبائل آل ربيز مرور الامدادات العسكرية البريطانية في أرضها والمتجهة صوب مناطق بيحان، وعلى إثر ذلك قامت القوات البريطانية عام 1953م بشن حملة عسكرية على مناطق قبائل آل ربيز في حطيب لغرض اخضاعها وبهدف شق طريق للسيارات عبر وادي حطيب والعواذل لاختصار الطريق من نصاب وبيحان إلى عدن، وأدى ذلك إلى اشتداد روح المقاومة التي تحولت إلى انتفاضات قبيلة عارمة في مناطق أخرى إلى جانب ربيز والدياني في منطقة العواذل المجاورة للعوالق( ). وفي أوج زخم ثورة آل ربيز ضد بريطانيا التي تتناقلها الإذاعات، تغنى بها الشاعر امشعوي الربيزي مشيداً بها وببطولاتها وبتحديها لقصف الطائرات، يقول:
قال أبو نعمه البارح ضربنا السلوكي
والإذاعه تكلَّم والقلم فوق لبواك
يا حنيني حنيني من فلنطه وتُوكي
واصبح الصوت لاجب واصبح الجر يعتاك
يا مسابل على دينك تركت الشكوكي
مُتْ على ملِّة الإسلام والموت يهناك
كلما جَنْ من المجراد خمسه بلوكي
روَّحَنْ وانت يا البدوي مكانك بمحجاك
وأنت يا صاحب الطيار كم لك تزوكي
لا انت ماخذ حطيب المعتلي كان يمداك
واجهت بريطانيا انتفاضة آل ربيز ضد الاستعمار وتمردهم على سلطان العوالق وغيرها من الانتفاضات في مناطق أخرى بالعنف والقصف الجوي، وقد شعر آل ربيز أن مسئول قوى الأمن الداخلي في حكومة عدن المدعو فضل عبدالله يعد حملة برية لإخضاعهم بعد أن فشلت الطائرات البريطانية في تحقيق أهدافها، وقد تزمل شاعر ربيز محذراً فضل عبدالله مما ينوي الإقدام عليه ومؤكداً أن موقفهم أقوى من ذي قبل، يقول زاملهم للشاعر حميد بن سريب:
يا فضل عبدالله أنا با حذِّرك
با حَذِّرَكْ من أرضنا شُفني حَذير
لا حَدْ يقول اليوم شي ناقص عَلَيْ
شُف عاد كُلاً زاد في السَّوْقَهْ شَبَيْرْ
طلب فضل عبدالله من الشاعر با سرده وهو أحد أصحابه أن يرد على زامل رُبَيْزْ، فقال متوعداً:
بَا لِيْ ثنعشر يوم رُخصه منَّكُمْ
بَاعْزِمْ وبا جِيْكُمْ قَفَا العيد الكبير
بَعْزِمْ وبا رَكِّبْ ثنعشر معصره
يا دهن صافي يُخْرُجْ إلاَّ بالعصير
واثنعشر معصرة يقصد بها 12 مدفعية، وقد نفذ تهديده بالفعل، فبعد عيد الضحى مباشرة تقدمت الحملة العسكرية إلى ديار رُبيز وألحقت فيها دماراً وخراباً بمساندة الطائرات البريطانية.
وفي عام 1954م قام سلاح الجو البريطاني بغارات على كثير من المناطق ، منها منطقة ربيز، وقد هدم فيها منزل الشيخ على معور الربيزي، وقد قوبلت تلك الغارة ببسالة نادرة وصبر ورباطة جأش فريدة، إلاَّ أنه كان للخراب والدمار وقتل النساء والأطفال أثر كبير في نفوس المقاومين، يقول الشاعر حيمد بن سريب في أحد الزوامل:
هذي السنه عند السعودي واليمن
والثانية عند القرين المصريات
ان با تدق الطائره بالطائره
والاَّ زحفنا من صرير الحربيات
والشاعر يشكو من عدم تكافؤ القوة فالبنادق التي يملكها الثوار لا تصل إلى الطائرات المغيرة ولذلك نراه وقد سئم الجهاد بسلاحه الشخصي كما في الزامل التالي:
سلام اليوم من رأس الأسد
عاد الأسد وانمارها متزامرين
يا امبارك اشهد لا ترانا في حفد
شعنا احتفدنا من جهاد المشركين
ومع ذلك فقد استمرت المقاومة، وظل المقاومون صامدين بأسلحتهم البسيطة، ولكن بإرادتهم القوية، أمام جبروت القوات البريطانية، التي افرطت في استخدام القوة والقصف الجوي لمناطق ربيز في وادي حطيب فدمرت حصونهم ولم تسلم البشر ولا الحيوانات من نيران تلك القذائف التي تمطرها الطائرات البريطانية، حتى اضطروا للجوء بعائلاتهم إلى البيضاء، وبقيوا يقاتلون بكل إباء وإقدام في ساحات المعركة حتى تم طرد القوات البريطانية نهائيا من وادي حطيب عام 1961م. وقد رافقت أصوات الشعراء وقصائدهم الوطنية تلك الانتفاضة التي قادها الشيخ علي بن معور الربيزي ضد الوجود البريطاني بالعديد من القصائد العابقة بروح التضحية والكفاح من أجل حرية الوطن واستقلاله، ورغم كل الحملات العسكرية البريطانية واجتياح "الرباط" في وادي حطيب، واستمرار القصف الجوي إلاّ أن كل ذلك لم يخضع مقاومة آل الربيزي، باعتراف المعتمد البريطاني كيندي ترافيسكس، الذي كان المحرك الأول لشئون المحميات منذ بداية الخمسينات وحتى قيام اتحاد الجنوب العربي، حيث عبر عن خيبة الأمل بقول:" يظهر أن كل شيء قد سار سيراً خاطئاً..فسرعان ما أصبحت قوة الحرس الحكومي في الرباط مصيدة
شبوة والاستعمار البريطاني في ذاكرة الشعر الشعبي(7)
( بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني المجيد)
-------
#علي_صالح_الخلاقي:
مقاومة ربيز
------
لم يكن احتلال الانجليز لبلاد العوالق نهاية المطاف، فقد شهدت مناطقها مقاومة عنيفة للوجود الاستعماري، مثل المقاومة الباسلة في كل من حطيب والكور وخورة وبلاد آل سليمان وغيرها ممن المناطق.
وكان لمقاومة قبائل ربيز الأبية حضورها القوي في ذاكرة الشعر الشعبي، مثلما كان لها أثرها وصداها الكبيرين في مسيرة النضال والتحرير والاستقلال، فقد تميزت باستمرارها لفترة طويلة، منذ بداتها عام 1952م عندما منعت قبائل آل ربيز مرور الامدادات العسكرية البريطانية في أرضها والمتجهة صوب مناطق بيحان، وعلى إثر ذلك قامت القوات البريطانية عام 1953م بشن حملة عسكرية على مناطق قبائل آل ربيز في حطيب لغرض اخضاعها وبهدف شق طريق للسيارات عبر وادي حطيب والعواذل لاختصار الطريق من نصاب وبيحان إلى عدن، وأدى ذلك إلى اشتداد روح المقاومة التي تحولت إلى انتفاضات قبيلة عارمة في مناطق أخرى إلى جانب ربيز والدياني في منطقة العواذل المجاورة للعوالق( ). وفي أوج زخم ثورة آل ربيز ضد بريطانيا التي تتناقلها الإذاعات، تغنى بها الشاعر امشعوي الربيزي مشيداً بها وببطولاتها وبتحديها لقصف الطائرات، يقول:
قال أبو نعمه البارح ضربنا السلوكي
والإذاعه تكلَّم والقلم فوق لبواك
يا حنيني حنيني من فلنطه وتُوكي
واصبح الصوت لاجب واصبح الجر يعتاك
يا مسابل على دينك تركت الشكوكي
مُتْ على ملِّة الإسلام والموت يهناك
كلما جَنْ من المجراد خمسه بلوكي
روَّحَنْ وانت يا البدوي مكانك بمحجاك
وأنت يا صاحب الطيار كم لك تزوكي
لا انت ماخذ حطيب المعتلي كان يمداك
واجهت بريطانيا انتفاضة آل ربيز ضد الاستعمار وتمردهم على سلطان العوالق وغيرها من الانتفاضات في مناطق أخرى بالعنف والقصف الجوي، وقد شعر آل ربيز أن مسئول قوى الأمن الداخلي في حكومة عدن المدعو فضل عبدالله يعد حملة برية لإخضاعهم بعد أن فشلت الطائرات البريطانية في تحقيق أهدافها، وقد تزمل شاعر ربيز محذراً فضل عبدالله مما ينوي الإقدام عليه ومؤكداً أن موقفهم أقوى من ذي قبل، يقول زاملهم للشاعر حميد بن سريب:
يا فضل عبدالله أنا با حذِّرك
با حَذِّرَكْ من أرضنا شُفني حَذير
لا حَدْ يقول اليوم شي ناقص عَلَيْ
شُف عاد كُلاً زاد في السَّوْقَهْ شَبَيْرْ
طلب فضل عبدالله من الشاعر با سرده وهو أحد أصحابه أن يرد على زامل رُبَيْزْ، فقال متوعداً:
بَا لِيْ ثنعشر يوم رُخصه منَّكُمْ
بَاعْزِمْ وبا جِيْكُمْ قَفَا العيد الكبير
بَعْزِمْ وبا رَكِّبْ ثنعشر معصره
يا دهن صافي يُخْرُجْ إلاَّ بالعصير
واثنعشر معصرة يقصد بها 12 مدفعية، وقد نفذ تهديده بالفعل، فبعد عيد الضحى مباشرة تقدمت الحملة العسكرية إلى ديار رُبيز وألحقت فيها دماراً وخراباً بمساندة الطائرات البريطانية.
وفي عام 1954م قام سلاح الجو البريطاني بغارات على كثير من المناطق ، منها منطقة ربيز، وقد هدم فيها منزل الشيخ على معور الربيزي، وقد قوبلت تلك الغارة ببسالة نادرة وصبر ورباطة جأش فريدة، إلاَّ أنه كان للخراب والدمار وقتل النساء والأطفال أثر كبير في نفوس المقاومين، يقول الشاعر حيمد بن سريب في أحد الزوامل:
هذي السنه عند السعودي واليمن
والثانية عند القرين المصريات
ان با تدق الطائره بالطائره
والاَّ زحفنا من صرير الحربيات
والشاعر يشكو من عدم تكافؤ القوة فالبنادق التي يملكها الثوار لا تصل إلى الطائرات المغيرة ولذلك نراه وقد سئم الجهاد بسلاحه الشخصي كما في الزامل التالي:
سلام اليوم من رأس الأسد
عاد الأسد وانمارها متزامرين
يا امبارك اشهد لا ترانا في حفد
شعنا احتفدنا من جهاد المشركين
ومع ذلك فقد استمرت المقاومة، وظل المقاومون صامدين بأسلحتهم البسيطة، ولكن بإرادتهم القوية، أمام جبروت القوات البريطانية، التي افرطت في استخدام القوة والقصف الجوي لمناطق ربيز في وادي حطيب فدمرت حصونهم ولم تسلم البشر ولا الحيوانات من نيران تلك القذائف التي تمطرها الطائرات البريطانية، حتى اضطروا للجوء بعائلاتهم إلى البيضاء، وبقيوا يقاتلون بكل إباء وإقدام في ساحات المعركة حتى تم طرد القوات البريطانية نهائيا من وادي حطيب عام 1961م. وقد رافقت أصوات الشعراء وقصائدهم الوطنية تلك الانتفاضة التي قادها الشيخ علي بن معور الربيزي ضد الوجود البريطاني بالعديد من القصائد العابقة بروح التضحية والكفاح من أجل حرية الوطن واستقلاله، ورغم كل الحملات العسكرية البريطانية واجتياح "الرباط" في وادي حطيب، واستمرار القصف الجوي إلاّ أن كل ذلك لم يخضع مقاومة آل الربيزي، باعتراف المعتمد البريطاني كيندي ترافيسكس، الذي كان المحرك الأول لشئون المحميات منذ بداية الخمسينات وحتى قيام اتحاد الجنوب العربي، حيث عبر عن خيبة الأمل بقول:" يظهر أن كل شيء قد سار سيراً خاطئاً..فسرعان ما أصبحت قوة الحرس الحكومي في الرباط مصيدة
#نوفمبر_المجيد
#شبوة والاستعمار البريطاني في ذاكرة الشعر الشعبي(8)
( بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني المجيد)
-------
#علي_صالح_الخلاقي:
يتبع مقاومة ربيز:
وكان لمنطقة البيضاء وقبائلها الشجاعة دور لا ينسى في مقاومة الانجليز وفي تقديم الدعم والمساندة لثوار الجنوب واحتضان من تعرض للتشريد منهم طوال مراحل النضال. فعند وصول مجموعة من قبائل آل رُبيز يتقدمهم الشيخ علي بن معور الربيزي وابنه سالم إلى البيضاء في أعقاب إحدى المعارك مع الانجليز استقبلهم نائب الإمام في البيضاء النقيب صالح بن ناجي الرويشان وطلب منهم علم وخبر فانبرى الشاعر ابن قدرية وقال:
جابت بريطاني ثنعشر طايره
ترمي عَلَى سالم علي بأس العُوَلْ
ظلاَّ لها عاكور في جو السماء
ساعة سواء ترمي وساعه في شَوَلْ
يا نائب البيضاء عليك التاليه
ما يقرع الدوله سوى رمي الدول
دُقّوا في البرقيه واحْكُوا للملك
لاشي معه قوِّه قويه للعمل
ما أحْنَا شَعَوْ قَدْنَا في الرّبع الخلي
نلعب على صوت المشوّك والزمل
نِشْرَبْ مشَنْجَلْ من سَريعات العَجَلْ
ذي صاب سالم والرَّبَاعَهْ والجَمَلْ
وفي نفس المناسبة وصف الشيخ علي معور الربيزي كثافة الغارات الجوية، وقد اختلط عليه عددها لكثرة غاراتها الوحشية ويطلب المساعدة، مؤكداً على الصبر والثبات والعودة إلى الكهوف (الأجرفة/ جمع جرف) لمواجهة الاستعمار، يقول:
اليوم قام الدِّين واحْنَا مسلمين
وأهل السياسه والدول متداهفه
مِنْ مِيْة طياره تصَبِّحْ بَدْوَنَا
تصْبُحْ على حَبْ الرَّعيه تِنْسُفَهْ
قوموا معانا قوّم الله نصركم
لَحْنَا نِشِبْنَا في شِجِنْ متعَطِّفِهْ
يا صبر عالجرَّات لا طال السفر
والحصن با خَلِّيْهْ وأعْمِدْ لَجْرِفِهْ
ظل المناضل البارز المجاهد على معور الشمسي الربيزي على رأس مقاومة ربيز الباسلة، دون أن تلين له قناة أو تفل عزيمته، وحين قصفت الطائرات منزله ومنازل الثوار الأحرار لجأ إلى الكهوف، وظل على ثباته حتى استشهاده مسموماً بتدبير من الانجليز، وقد خلَّد الشعراء سيرته وبطولاته. يقول الشاعر صالح عوض الحرملي في رثائه( ):
قال صالح عوض سامر على حنّة الطار
يحرم النوم طُول الليل ما ساج عينه
يوم جاني خبر واحد كما سبعه أخبار
من قدا (شَيّْ) قد جابو لي أخبار شينه
يا غُبيني على مَعْوَر علي سيف لفقار
سدّة الكور تقدوم الرُّماة الزّكينه
ذي يكافح بريطاني ومسلم وكفار
راعي الحصن ذي دكوا حجاره وطينه
والرواعي تسيل اعيانها ليل ونهار
من مكيراس لا أحور لا جبل باحقينه
والمرازيق قد لانو وقوم آل دغار
وآل ديان قد راحت عليهم ربينه
والعبودي قبيلي ما يجي في التعذار
دعَّسوها على (جُنسن) وراحت ربينه
ظن الانجليز وأعوانهم أن موت الشيخ معور الربيزي الذي قاد مقاومة ربيز ضد الانجليز في منطقة حطيب سيضع نهاية للمقاومة وستجنح قبائل ربيز للتصالح مع الانجليز، ولهذا الغرض جاء وفد من قبل مشايخ آل بن فريد بغرض المصالحة بين الانجليز وقبائل ربيز، وعند اللقاء بالوفد قال الشاعر حسين مقطوب الربيزي متحدياً للاستعمار والرفض وعدم الرضوخ لمطالبه:
مرحبا اليوم ما السَك محَاسك
مرحبا الأمر عند المجاهد
قال ذي حَل في (شَيّ لَعلا)
لا لِصَالح ولا با لِعَاهد
وانت يا الأمر قل للنصارى
كلما اتقاربت با تباعد
ذي يبا امعشر من أرض معور
ما معي كان لَيّ السواعد
بعد الترحيب بالوسيط يؤكد الشاعر الذي يسكن (شيّ لَعلا) عدم التصالح مع الانجليز (النصارى) وأنهم لن يسمحوا أن يعشروا أرضهم ولن يجدوا منهم إلا المقاومة (لي الساعد).
بعد استشهاد قائد المقاومة الشيخ علي معور، ازدادت معنوية المقاومين، وهو ما عبر عنه الشاعر بن جلعوم حينما خاطب أحد الموالين للاستعمار البريطاني، اسمه عُمر، مؤكدا له بأن المقاومة ضد المستعمر قد تأججت، بعد استشهاد قائدها معور مسموماً، يقول:
يا بَهْ عُمر نجم المطر ثوَّر
وانته تقول الشيخ معور مات
والعافيه تحرم على العسكر
في أرضنا حتى تريب الجات
والمقصود أن قوات الاستعمار البريطاني لن تهنأ أو تعيش بسلام بعد استشهاد الشيخ البطل علي معور، وكان نجله سالم علي قد واصل المقاومة، ورداً على الزامل السابق قال الشاعر سالم رويس :
لا مات مَات مَعوَر جاك مية أعور
في الكور لسود قد لهم رجَّات
قد عاد سالم بالبلا ثوَّر
عاده ضمد في الهيج لحجيات
وبالمثل أنشد الشاعر صالح عوض الحرملي يشيد ببطولات انتفاضة ربيز ودمان التي انتشر صيتها في كل مكان، يقول:
مَدْوَعه ذي يقول ان العوالق مساكين
والربيزي عَمَد في الكور عالي جباله
يوم جات المدافع من عدن والمكازين
كلها اتشاردت والهيج قطَّب حباله
قام شيطان واحتاروا جماعه شياطين
مات مَعْوَر وجو من خلف معور عياله
سارت أخبارهم في الهند والسند والصين
والدماني معاهم خذ من العز حاله
#شبوة والاستعمار البريطاني في ذاكرة الشعر الشعبي(8)
( بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني المجيد)
-------
#علي_صالح_الخلاقي:
يتبع مقاومة ربيز:
وكان لمنطقة البيضاء وقبائلها الشجاعة دور لا ينسى في مقاومة الانجليز وفي تقديم الدعم والمساندة لثوار الجنوب واحتضان من تعرض للتشريد منهم طوال مراحل النضال. فعند وصول مجموعة من قبائل آل رُبيز يتقدمهم الشيخ علي بن معور الربيزي وابنه سالم إلى البيضاء في أعقاب إحدى المعارك مع الانجليز استقبلهم نائب الإمام في البيضاء النقيب صالح بن ناجي الرويشان وطلب منهم علم وخبر فانبرى الشاعر ابن قدرية وقال:
جابت بريطاني ثنعشر طايره
ترمي عَلَى سالم علي بأس العُوَلْ
ظلاَّ لها عاكور في جو السماء
ساعة سواء ترمي وساعه في شَوَلْ
يا نائب البيضاء عليك التاليه
ما يقرع الدوله سوى رمي الدول
دُقّوا في البرقيه واحْكُوا للملك
لاشي معه قوِّه قويه للعمل
ما أحْنَا شَعَوْ قَدْنَا في الرّبع الخلي
نلعب على صوت المشوّك والزمل
نِشْرَبْ مشَنْجَلْ من سَريعات العَجَلْ
ذي صاب سالم والرَّبَاعَهْ والجَمَلْ
وفي نفس المناسبة وصف الشيخ علي معور الربيزي كثافة الغارات الجوية، وقد اختلط عليه عددها لكثرة غاراتها الوحشية ويطلب المساعدة، مؤكداً على الصبر والثبات والعودة إلى الكهوف (الأجرفة/ جمع جرف) لمواجهة الاستعمار، يقول:
اليوم قام الدِّين واحْنَا مسلمين
وأهل السياسه والدول متداهفه
مِنْ مِيْة طياره تصَبِّحْ بَدْوَنَا
تصْبُحْ على حَبْ الرَّعيه تِنْسُفَهْ
قوموا معانا قوّم الله نصركم
لَحْنَا نِشِبْنَا في شِجِنْ متعَطِّفِهْ
يا صبر عالجرَّات لا طال السفر
والحصن با خَلِّيْهْ وأعْمِدْ لَجْرِفِهْ
ظل المناضل البارز المجاهد على معور الشمسي الربيزي على رأس مقاومة ربيز الباسلة، دون أن تلين له قناة أو تفل عزيمته، وحين قصفت الطائرات منزله ومنازل الثوار الأحرار لجأ إلى الكهوف، وظل على ثباته حتى استشهاده مسموماً بتدبير من الانجليز، وقد خلَّد الشعراء سيرته وبطولاته. يقول الشاعر صالح عوض الحرملي في رثائه( ):
قال صالح عوض سامر على حنّة الطار
يحرم النوم طُول الليل ما ساج عينه
يوم جاني خبر واحد كما سبعه أخبار
من قدا (شَيّْ) قد جابو لي أخبار شينه
يا غُبيني على مَعْوَر علي سيف لفقار
سدّة الكور تقدوم الرُّماة الزّكينه
ذي يكافح بريطاني ومسلم وكفار
راعي الحصن ذي دكوا حجاره وطينه
والرواعي تسيل اعيانها ليل ونهار
من مكيراس لا أحور لا جبل باحقينه
والمرازيق قد لانو وقوم آل دغار
وآل ديان قد راحت عليهم ربينه
والعبودي قبيلي ما يجي في التعذار
دعَّسوها على (جُنسن) وراحت ربينه
ظن الانجليز وأعوانهم أن موت الشيخ معور الربيزي الذي قاد مقاومة ربيز ضد الانجليز في منطقة حطيب سيضع نهاية للمقاومة وستجنح قبائل ربيز للتصالح مع الانجليز، ولهذا الغرض جاء وفد من قبل مشايخ آل بن فريد بغرض المصالحة بين الانجليز وقبائل ربيز، وعند اللقاء بالوفد قال الشاعر حسين مقطوب الربيزي متحدياً للاستعمار والرفض وعدم الرضوخ لمطالبه:
مرحبا اليوم ما السَك محَاسك
مرحبا الأمر عند المجاهد
قال ذي حَل في (شَيّ لَعلا)
لا لِصَالح ولا با لِعَاهد
وانت يا الأمر قل للنصارى
كلما اتقاربت با تباعد
ذي يبا امعشر من أرض معور
ما معي كان لَيّ السواعد
بعد الترحيب بالوسيط يؤكد الشاعر الذي يسكن (شيّ لَعلا) عدم التصالح مع الانجليز (النصارى) وأنهم لن يسمحوا أن يعشروا أرضهم ولن يجدوا منهم إلا المقاومة (لي الساعد).
بعد استشهاد قائد المقاومة الشيخ علي معور، ازدادت معنوية المقاومين، وهو ما عبر عنه الشاعر بن جلعوم حينما خاطب أحد الموالين للاستعمار البريطاني، اسمه عُمر، مؤكدا له بأن المقاومة ضد المستعمر قد تأججت، بعد استشهاد قائدها معور مسموماً، يقول:
يا بَهْ عُمر نجم المطر ثوَّر
وانته تقول الشيخ معور مات
والعافيه تحرم على العسكر
في أرضنا حتى تريب الجات
والمقصود أن قوات الاستعمار البريطاني لن تهنأ أو تعيش بسلام بعد استشهاد الشيخ البطل علي معور، وكان نجله سالم علي قد واصل المقاومة، ورداً على الزامل السابق قال الشاعر سالم رويس :
لا مات مَات مَعوَر جاك مية أعور
في الكور لسود قد لهم رجَّات
قد عاد سالم بالبلا ثوَّر
عاده ضمد في الهيج لحجيات
وبالمثل أنشد الشاعر صالح عوض الحرملي يشيد ببطولات انتفاضة ربيز ودمان التي انتشر صيتها في كل مكان، يقول:
مَدْوَعه ذي يقول ان العوالق مساكين
والربيزي عَمَد في الكور عالي جباله
يوم جات المدافع من عدن والمكازين
كلها اتشاردت والهيج قطَّب حباله
قام شيطان واحتاروا جماعه شياطين
مات مَعْوَر وجو من خلف معور عياله
سارت أخبارهم في الهند والسند والصين
والدماني معاهم خذ من العز حاله
#نوفمبر_المجيد
خروج الإنجليز من عدن.. الأسباب الحقيقية
عفيف السيد عبدالله
الإمبراطورية البريطانية هي أكبر الإمبراطوريات في التاريخ حتى الآن. ومع دخول العقد الأول من القرن العشرين كانت قد بسطت سلطتها على ربع سكان العالم، اي نحو نصف مليار شخص. وظهرت أول بواخر تابعة لشركة الهند الشرقية البريطانية بالقرب من سواحل عدن عام 1609م. وهي مؤسسة تجارية إنجليزية تأسست عام 1600م، وبتفويض ملكي وبدعم عسكري وسياسي بريطاني، وتدخلت في معظم الشئون السياسية والعسكرية والمتغيرات السكانية والإجتماعية في بلدان جنوب آسيا والخليج العربي واليمن، وتوطيد النفوذ البريطاني في بقاع العالم. وكانت بداية بريطانيا نفوذها في اليمن هو إحتلال الشركة جزيرة بريم (ميون) عام 1739م، ومكثت فيها فترة قصيرة لغرض التحضير لغزو مصر. ثم استولى عليها الإنجليز مباشرة مرة أخرى عام 1857م. واثأر غزو نابليون بونابرت لمصر عام 1789 حماس الإنجليز في إحتلال عدن، خاصة بعد تنامي نفوذهم في الهند، لموقعها الإستراتيجي على هذا الطريق البحري الحيوي بين أرويا وجنوب آسيا. وتؤكد الموسوعة البريطانية أنه كانت لهم حامية في عدن عام 1800م. وعقدوا بشأنها إتفاقية عام 1802م مع المُعْسر سلطان لحج محسن بن فضل، الذي كان إسما نائبا عن الإمام الزيدي في الشمال الناصر بن عبد الله بن الحسن، في زمن إنهيار وتفكك الدولة القاسمية. ثم خضعت للحكم البريطاني بعد معركة عدن في 19 يناير 1939م، والتي أسفرت في الجانب الإنجليزي عن 17 قتيل وجريح وإغراق طراد حربي. وفي جانب أهالي عدن سقوط 150 شهيد وجريح، وأسر 193 مقاتل.. (رحمة الله عليهم جميعا)، وخسارة 33 قطعة سلاح، ومن ضمنها مدفع تركي صنع في عام 1583م، تم وضعه في برج لندن، وسقوط قلعة صيره.
وفي عام 1857م ضُمت إلى عدن جزيرة ميون (بريم). وفي عام 1856 ألحقت بها جزر كوريا موريا م. ثم جزيرة كمران عام 1915. وبعد إفتتاح قناة السويس عام 1869م عادت عدن كمنفذ عبور هام للتجارة بين جنوب آسيا والبحر الأحمر ودول حوض البحر المتوسط، وميناء رئيسي لتموين البواخر وتزويدها بالوقود. وبحلول عام 1958م أصبح ميناء عدن ثاني ميناء نشاطا وإزدحاما في العالم بعد نيويورك. وفي 18 يناير 1963م تم إعادة المستعمرة تحت إسم ولاية عدن تمهيدا لدمجها مع إتحاد الجنوب العربي.
وحتى عام 1937م حُكمت عدن كإقليم يديره مباشرة المندوب السامي الأعلى للهند البريطانية. وفي مارس 1936م صدر قرار إنشاء المجلس التنفيذي (حكومة) لمستعمرة عدن. وفي 28 سبتمبر من نفس العام تم فصل الإقليم عن الهند البريطانية. وبموجب الأمر الصادر من الملك جورج تحولت عدن إلى مستعمرة بدءا من 1 أبريل 1937م. ومنحت النظام والتشريع المعمول به في المستعمرات. وأصبحت ذات حكومة بنمط إستعماري مباشر مقصور على الموظفين من أصل إنجليزي.
ونتيجة لإحتلال الأتراك لمنطقة كبيرة من اليمن عام 1872 تم تكريس التجزئة بوضع حدود تركية – إنجليزية في عام 1903 – 1914. وللسيطرة على الدواخل والمرتفعات والهضاب، إتجهت بريطانيا نحو وضع ترتيبات حمائية مع تسع قبائل قريبة الحدود من مدينة عدن. ورحب هؤلاء بتزويد بريطانيا لهم بالمال والسلاح مقابل عدم ولاءهم أو دخولهم في إتفاق مع الإمام في الشمال، ومنعهم قوات الإمام في صنعاء تجاوز الخط البنفسجي الذي رسمته بريطانيا لفصل محميات عدن عن بقية اليمن. وأستمرت بريطانيا ولكن ببطء توسيع تلك الترتيبات الحمائية والتي تضمنت أكثر من30 معاهدة رسمية وعدد من الإتفاقات الاخرى منها معاهدة إستشارية مع السلطنة القعيطية ومعاهدات مماثلة مع عشرة قبائل أخرى، وإنشاء جيش الليوي القبلي. ماعدا لحج لم تدخل هذا النوع من المعاهدات لأن علاقة بريطانيا معها يرجع إلى وقت مبكر قبل تبني هذا النمط التقليدي لمعاهدات الحماية. ولأغراض إدارية تم تقسيم المحميات إلى شرقية وبها مستشار بريطاني ومقره المكلا ومحميات غربية وبها مستشار بريطاني ومقره لحج (الحوطة).
وبعد طرد الأتراك من اليمن في نهاية الحرب العالمية الأولى، سعى الإنجليز إلى توقيع إتفاقية مع صنعاء عام 1934م. لكن هذه الرغبة البريطانية في السيطرة قابلها تحدي من قبل الإمام. وعلى الرغم من الوضع السيئ داخل البلاد بفعل الحرب مع السعودية، لم يعترف بمعاهدات التبعية التي تمت بين إمارات ومشيخات الجنوب وبريطانيا، ولم يوافق على إنفصالها عن اليمن. وإنما وافق على إبقاء الحالة الراهنة على حدود الشمال مع محميات عدن. ولم يعترف بسلطة بريطانيا في الجنوب سوى عدن.
وأسفرت نهاية الحرب العالمية الثانية عن نشؤ واقع جديد، إنهاك القوى الإستعمارية الغربية وتدميرها إقتصاديا وديموغرافيا، وتراجعت مكانتها في نظر شعوب مستعمراتها. ويمكن أن ينتسب إلى هذه الحرب إنخساف الإمبراطورية وإنسحاب بريطانيا من كل مستعمراتها. صحيح أنها بقت على قيد الحياة، لكن سلامتها وسلطانها وهيبتها تم تدميرهم، وتراجعت ثروتها على نحو حاد بعد الحرب.
خروج الإنجليز من عدن.. الأسباب الحقيقية
عفيف السيد عبدالله
الإمبراطورية البريطانية هي أكبر الإمبراطوريات في التاريخ حتى الآن. ومع دخول العقد الأول من القرن العشرين كانت قد بسطت سلطتها على ربع سكان العالم، اي نحو نصف مليار شخص. وظهرت أول بواخر تابعة لشركة الهند الشرقية البريطانية بالقرب من سواحل عدن عام 1609م. وهي مؤسسة تجارية إنجليزية تأسست عام 1600م، وبتفويض ملكي وبدعم عسكري وسياسي بريطاني، وتدخلت في معظم الشئون السياسية والعسكرية والمتغيرات السكانية والإجتماعية في بلدان جنوب آسيا والخليج العربي واليمن، وتوطيد النفوذ البريطاني في بقاع العالم. وكانت بداية بريطانيا نفوذها في اليمن هو إحتلال الشركة جزيرة بريم (ميون) عام 1739م، ومكثت فيها فترة قصيرة لغرض التحضير لغزو مصر. ثم استولى عليها الإنجليز مباشرة مرة أخرى عام 1857م. واثأر غزو نابليون بونابرت لمصر عام 1789 حماس الإنجليز في إحتلال عدن، خاصة بعد تنامي نفوذهم في الهند، لموقعها الإستراتيجي على هذا الطريق البحري الحيوي بين أرويا وجنوب آسيا. وتؤكد الموسوعة البريطانية أنه كانت لهم حامية في عدن عام 1800م. وعقدوا بشأنها إتفاقية عام 1802م مع المُعْسر سلطان لحج محسن بن فضل، الذي كان إسما نائبا عن الإمام الزيدي في الشمال الناصر بن عبد الله بن الحسن، في زمن إنهيار وتفكك الدولة القاسمية. ثم خضعت للحكم البريطاني بعد معركة عدن في 19 يناير 1939م، والتي أسفرت في الجانب الإنجليزي عن 17 قتيل وجريح وإغراق طراد حربي. وفي جانب أهالي عدن سقوط 150 شهيد وجريح، وأسر 193 مقاتل.. (رحمة الله عليهم جميعا)، وخسارة 33 قطعة سلاح، ومن ضمنها مدفع تركي صنع في عام 1583م، تم وضعه في برج لندن، وسقوط قلعة صيره.
وفي عام 1857م ضُمت إلى عدن جزيرة ميون (بريم). وفي عام 1856 ألحقت بها جزر كوريا موريا م. ثم جزيرة كمران عام 1915. وبعد إفتتاح قناة السويس عام 1869م عادت عدن كمنفذ عبور هام للتجارة بين جنوب آسيا والبحر الأحمر ودول حوض البحر المتوسط، وميناء رئيسي لتموين البواخر وتزويدها بالوقود. وبحلول عام 1958م أصبح ميناء عدن ثاني ميناء نشاطا وإزدحاما في العالم بعد نيويورك. وفي 18 يناير 1963م تم إعادة المستعمرة تحت إسم ولاية عدن تمهيدا لدمجها مع إتحاد الجنوب العربي.
وحتى عام 1937م حُكمت عدن كإقليم يديره مباشرة المندوب السامي الأعلى للهند البريطانية. وفي مارس 1936م صدر قرار إنشاء المجلس التنفيذي (حكومة) لمستعمرة عدن. وفي 28 سبتمبر من نفس العام تم فصل الإقليم عن الهند البريطانية. وبموجب الأمر الصادر من الملك جورج تحولت عدن إلى مستعمرة بدءا من 1 أبريل 1937م. ومنحت النظام والتشريع المعمول به في المستعمرات. وأصبحت ذات حكومة بنمط إستعماري مباشر مقصور على الموظفين من أصل إنجليزي.
ونتيجة لإحتلال الأتراك لمنطقة كبيرة من اليمن عام 1872 تم تكريس التجزئة بوضع حدود تركية – إنجليزية في عام 1903 – 1914. وللسيطرة على الدواخل والمرتفعات والهضاب، إتجهت بريطانيا نحو وضع ترتيبات حمائية مع تسع قبائل قريبة الحدود من مدينة عدن. ورحب هؤلاء بتزويد بريطانيا لهم بالمال والسلاح مقابل عدم ولاءهم أو دخولهم في إتفاق مع الإمام في الشمال، ومنعهم قوات الإمام في صنعاء تجاوز الخط البنفسجي الذي رسمته بريطانيا لفصل محميات عدن عن بقية اليمن. وأستمرت بريطانيا ولكن ببطء توسيع تلك الترتيبات الحمائية والتي تضمنت أكثر من30 معاهدة رسمية وعدد من الإتفاقات الاخرى منها معاهدة إستشارية مع السلطنة القعيطية ومعاهدات مماثلة مع عشرة قبائل أخرى، وإنشاء جيش الليوي القبلي. ماعدا لحج لم تدخل هذا النوع من المعاهدات لأن علاقة بريطانيا معها يرجع إلى وقت مبكر قبل تبني هذا النمط التقليدي لمعاهدات الحماية. ولأغراض إدارية تم تقسيم المحميات إلى شرقية وبها مستشار بريطاني ومقره المكلا ومحميات غربية وبها مستشار بريطاني ومقره لحج (الحوطة).
وبعد طرد الأتراك من اليمن في نهاية الحرب العالمية الأولى، سعى الإنجليز إلى توقيع إتفاقية مع صنعاء عام 1934م. لكن هذه الرغبة البريطانية في السيطرة قابلها تحدي من قبل الإمام. وعلى الرغم من الوضع السيئ داخل البلاد بفعل الحرب مع السعودية، لم يعترف بمعاهدات التبعية التي تمت بين إمارات ومشيخات الجنوب وبريطانيا، ولم يوافق على إنفصالها عن اليمن. وإنما وافق على إبقاء الحالة الراهنة على حدود الشمال مع محميات عدن. ولم يعترف بسلطة بريطانيا في الجنوب سوى عدن.
وأسفرت نهاية الحرب العالمية الثانية عن نشؤ واقع جديد، إنهاك القوى الإستعمارية الغربية وتدميرها إقتصاديا وديموغرافيا، وتراجعت مكانتها في نظر شعوب مستعمراتها. ويمكن أن ينتسب إلى هذه الحرب إنخساف الإمبراطورية وإنسحاب بريطانيا من كل مستعمراتها. صحيح أنها بقت على قيد الحياة، لكن سلامتها وسلطانها وهيبتها تم تدميرهم، وتراجعت ثروتها على نحو حاد بعد الحرب.
عدن الغد
خروج الإنجليز من عدن.. الأسباب الحقيقية
الإمبراطورية البريطانية هي أكبر الإمبراطوريات في التاريخ حتى الآن. ومع دخول العقد الأول من القرن العشرين كانت قد بسطت سلطتها على ربع سكان العالم، اي نحو نصف ملي...
#نوفمبر_المجيد
#شبوة والاستعمار البريطاني في ذاكرة الشعر الشعبي(9)
( بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني المجيد)
-------
#علي_صالح_الخلاقي:
شعراء ومواقف تجاه الاستعمار
-----------
يعتبر الشاعر ناجي أحمد المصعبي( ) من أبرز الشعراء الذين وقفوا بوضوح مع المحتلين الانجليز، بل ويتباهى ويفخر أن يصفهم بأعمامه كما جاء في أكثر من قصيدة له. كقوله في قصيدة وجهها إلى الشاعر ناصر أحمد بن لزنم في مطلع الخمسينات، يقول فيها:
والله يا ناصر أنه قد خرب ذهني
حُمّا القبيلي يقول للديولي ها بُوك
شعه حصل ما حصل يا العولقي انشدني
ما عذر ما (أعمامي) أهل الطائره يرموك
والله علي عار عار اليوم يلزمني
ما عذر لك من تظلي بالحلق مهتوك
وفي قصيدة أخرى وجهها لبن لزنم يطلب منه أن يتخلى عن مواقفه المعادية لبريطانيا، يقول:
خل الدوع والهمج يا ناصر اتحذر
قع لك كما القوم ذي تصبح طرف لثفان
لا عاد يسمع كلامك عمّنا سيجر
شُف قد معه بعض من هرجك قده فهمان
وقد حاول الشاعر ناجي المصعبي منذ وقت مبكر اقناع الشاعر ناصر أحمد بن لزنم لتغيير مواقفه المعارضة والمقاومة للاستعمار، ويرغبه باتباع نهجه بحجة أن عدم الولاء البريطانيا يعني مزيداً من الجوع والمآسي والقصف بالطائرات، وهو ما لم يقبل به بن لزم. يقول المصعبي في قصيدة وجهها إلى بن لزنم عام 1944م، ويقصد بالحوَّاك الانجليز واستعدادهم للقدوم لاحتلال بلاد العوالق بطائراتهم المقاتلة التي يصفها بـ(طيور الجو)، يقول:
ويا ناصر الحواك ظنَّه يُبَا قداك
سمعنا طيور الجو عليكم تهجّسي
أرى البحر يلطم وأنت عادك بلا خُطُم
وبي بَطْل منّك يوم عادك معنسّي( )
فلا بد من سقطه على ناب شوحطه
وتمسي معي في حلقها والجوانسي( )
ولا بد من تدخُل معانا في العقل
ويمسي بعيرك في المراحل مغلسّي
ويا ناصر أحمد زِنْ هَرْجي وقع ولد
شُفك تحطُب العظيان أخضر ويابسي
أما خبر هتلر وتشرشل وحربهم
تظلّي القنابل في بلدهم تراجسي
ويرد بن لزنم معبراً عن رفضه المطلق للاحتلال وتمسكه بمواقفه الوطنية ومذهبه الإسلامي، يقول في رده:
ويا مصعبي لا انته غبي كيف مذهبي
تبعت النبي ما بَتْبَع الدِّين لملسي
وكم هي مذاهب جَمْ، تصلِّي في الحرم
وتشرب على زمزم، ولا تشرب الحسي
بعيري جمل يلطم، ولا انقاد بالخُطُم
ولا قد هَرَج ينظُم، برابع وخامسي
إذا انته غرير انشد، وتلقاه مستعد
هنا الخيل والميدان فارس لفارسي
تخبر عليه البر والبحر خُذ خبر
وملقي بصر منزر يا شامخ اطلسي
وبعد أن تمكنت قوات الاحتلال من بسط سيطرتها على بلاد العوالق بالقوة وبتعاون مع بعض أهلها، وجد المصبعي بذلك فرصته المناسبة لمهاجمة بن لزنم، يقول:
نصحنا العوالق، قبل ما تصرخ المسك
وتُخرج بوابير الحكومة مشمّره
وقالوا علينا عار ما كان نسمعك
ولا يدخل السركال أرض الجبابره
وجتهم ثنعشر عسكري تضرب الهَوَك
ولا جات دبابه ولا جات طايره
خذتهم صلاة الظهر ولا عولقي فتك
ولا واحد اشحن بندقه من معابره
فتحجر لهم لخدام ذي تكنس السكك
وتحجر لهم غربان سود الظنابره
ويأتي الرد قوياً ضد المصعبي، إذ يعنفه بن لزنم ويذكره بأن الانجليز قد عقدوا بأمه وأخته وخالته، أي احتلوا بلاده بيحان وبلاد العواذل التي يقيم فيها، يقول بن لزنم:
غسلتك وطهَّرتك ولا اقدرت أطهّرك
لأن جسم العيب ماشي يطهره
كتبت اسمك الخنزير يسراك وايمنك
وجلدك ربل ذي به مواتر مشمره
ولا اسخيت بك دُقّك ولا اسخيت أنعلك
وعمَّك شرب من شربة الخمر تسكره
وخالك قده معروف لي فقد كبّتك
فلا تشتم أهلك وانت جد المساحره
قده ذي عقد بأمّك واختك وخالتك
ولا أعطوك ثوب العقد لما تنشره
وفي مناسبة أخرى عام 1951م ينتقد الشاعر ناصر أحمد لزنم الذين سارعوا إلى الترحيب بالوجود البريطاني في جزء من العوالق واعتبرهم باعوا أرضهم، الذي يرمز إليها بأمّهم،ويؤكد النضال حتى كسر عصاة بريطانيا (العجوز)، يقول:
لحنا ويا السلطان في دين النبي( )
والمحكمه ما جاتنا مشكاتها
والله بنا مَكَّن حبال القبيله
لما عجوزك تنكسر موكاتها( )
ما كان بعت أمّك وهي ذي ربتك( )
واليوم أوفاها الولد ترباتها
وعند انتفاضة منطقة خورة ضد قوات الاحتلال الإنجليزي عام 1956م وخروجها بعد معركة مشهورة خاضتها قبائل منطقة خورة استشهد فيها محمد علي البارق الذي كان على رأس المهاجمين واستشهد معه عدد من قبيلته آل ديان. ثم عادت القوات الإنجليزية، فقال ناجي المصعبي الذي كان مرافقا لتلك الحملة العسكرية البريطانية في حطيب مخاطباً ناصر أحمد بن لزنم:
يقول خو ناجي سمعنا من قدا خوره خروج
قالوا لي المركز رجع من بعد هاذاك الخروج
هو صدق يا ناصر جت العسكر هَجُوجك بالهجوج
اكشف جلالك يا قصير الباع يا رَبْح الشِّرُوج
يوم اذكرك واذكر هروجك في المتاكي واللهوج
واذكر بن البارق وخوتك تاك لوجاه الحنوج
#شبوة والاستعمار البريطاني في ذاكرة الشعر الشعبي(9)
( بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني المجيد)
-------
#علي_صالح_الخلاقي:
شعراء ومواقف تجاه الاستعمار
-----------
يعتبر الشاعر ناجي أحمد المصعبي( ) من أبرز الشعراء الذين وقفوا بوضوح مع المحتلين الانجليز، بل ويتباهى ويفخر أن يصفهم بأعمامه كما جاء في أكثر من قصيدة له. كقوله في قصيدة وجهها إلى الشاعر ناصر أحمد بن لزنم في مطلع الخمسينات، يقول فيها:
والله يا ناصر أنه قد خرب ذهني
حُمّا القبيلي يقول للديولي ها بُوك
شعه حصل ما حصل يا العولقي انشدني
ما عذر ما (أعمامي) أهل الطائره يرموك
والله علي عار عار اليوم يلزمني
ما عذر لك من تظلي بالحلق مهتوك
وفي قصيدة أخرى وجهها لبن لزنم يطلب منه أن يتخلى عن مواقفه المعادية لبريطانيا، يقول:
خل الدوع والهمج يا ناصر اتحذر
قع لك كما القوم ذي تصبح طرف لثفان
لا عاد يسمع كلامك عمّنا سيجر
شُف قد معه بعض من هرجك قده فهمان
وقد حاول الشاعر ناجي المصعبي منذ وقت مبكر اقناع الشاعر ناصر أحمد بن لزنم لتغيير مواقفه المعارضة والمقاومة للاستعمار، ويرغبه باتباع نهجه بحجة أن عدم الولاء البريطانيا يعني مزيداً من الجوع والمآسي والقصف بالطائرات، وهو ما لم يقبل به بن لزم. يقول المصعبي في قصيدة وجهها إلى بن لزنم عام 1944م، ويقصد بالحوَّاك الانجليز واستعدادهم للقدوم لاحتلال بلاد العوالق بطائراتهم المقاتلة التي يصفها بـ(طيور الجو)، يقول:
ويا ناصر الحواك ظنَّه يُبَا قداك
سمعنا طيور الجو عليكم تهجّسي
أرى البحر يلطم وأنت عادك بلا خُطُم
وبي بَطْل منّك يوم عادك معنسّي( )
فلا بد من سقطه على ناب شوحطه
وتمسي معي في حلقها والجوانسي( )
ولا بد من تدخُل معانا في العقل
ويمسي بعيرك في المراحل مغلسّي
ويا ناصر أحمد زِنْ هَرْجي وقع ولد
شُفك تحطُب العظيان أخضر ويابسي
أما خبر هتلر وتشرشل وحربهم
تظلّي القنابل في بلدهم تراجسي
ويرد بن لزنم معبراً عن رفضه المطلق للاحتلال وتمسكه بمواقفه الوطنية ومذهبه الإسلامي، يقول في رده:
ويا مصعبي لا انته غبي كيف مذهبي
تبعت النبي ما بَتْبَع الدِّين لملسي
وكم هي مذاهب جَمْ، تصلِّي في الحرم
وتشرب على زمزم، ولا تشرب الحسي
بعيري جمل يلطم، ولا انقاد بالخُطُم
ولا قد هَرَج ينظُم، برابع وخامسي
إذا انته غرير انشد، وتلقاه مستعد
هنا الخيل والميدان فارس لفارسي
تخبر عليه البر والبحر خُذ خبر
وملقي بصر منزر يا شامخ اطلسي
وبعد أن تمكنت قوات الاحتلال من بسط سيطرتها على بلاد العوالق بالقوة وبتعاون مع بعض أهلها، وجد المصبعي بذلك فرصته المناسبة لمهاجمة بن لزنم، يقول:
نصحنا العوالق، قبل ما تصرخ المسك
وتُخرج بوابير الحكومة مشمّره
وقالوا علينا عار ما كان نسمعك
ولا يدخل السركال أرض الجبابره
وجتهم ثنعشر عسكري تضرب الهَوَك
ولا جات دبابه ولا جات طايره
خذتهم صلاة الظهر ولا عولقي فتك
ولا واحد اشحن بندقه من معابره
فتحجر لهم لخدام ذي تكنس السكك
وتحجر لهم غربان سود الظنابره
ويأتي الرد قوياً ضد المصعبي، إذ يعنفه بن لزنم ويذكره بأن الانجليز قد عقدوا بأمه وأخته وخالته، أي احتلوا بلاده بيحان وبلاد العواذل التي يقيم فيها، يقول بن لزنم:
غسلتك وطهَّرتك ولا اقدرت أطهّرك
لأن جسم العيب ماشي يطهره
كتبت اسمك الخنزير يسراك وايمنك
وجلدك ربل ذي به مواتر مشمره
ولا اسخيت بك دُقّك ولا اسخيت أنعلك
وعمَّك شرب من شربة الخمر تسكره
وخالك قده معروف لي فقد كبّتك
فلا تشتم أهلك وانت جد المساحره
قده ذي عقد بأمّك واختك وخالتك
ولا أعطوك ثوب العقد لما تنشره
وفي مناسبة أخرى عام 1951م ينتقد الشاعر ناصر أحمد لزنم الذين سارعوا إلى الترحيب بالوجود البريطاني في جزء من العوالق واعتبرهم باعوا أرضهم، الذي يرمز إليها بأمّهم،ويؤكد النضال حتى كسر عصاة بريطانيا (العجوز)، يقول:
لحنا ويا السلطان في دين النبي( )
والمحكمه ما جاتنا مشكاتها
والله بنا مَكَّن حبال القبيله
لما عجوزك تنكسر موكاتها( )
ما كان بعت أمّك وهي ذي ربتك( )
واليوم أوفاها الولد ترباتها
وعند انتفاضة منطقة خورة ضد قوات الاحتلال الإنجليزي عام 1956م وخروجها بعد معركة مشهورة خاضتها قبائل منطقة خورة استشهد فيها محمد علي البارق الذي كان على رأس المهاجمين واستشهد معه عدد من قبيلته آل ديان. ثم عادت القوات الإنجليزية، فقال ناجي المصعبي الذي كان مرافقا لتلك الحملة العسكرية البريطانية في حطيب مخاطباً ناصر أحمد بن لزنم:
يقول خو ناجي سمعنا من قدا خوره خروج
قالوا لي المركز رجع من بعد هاذاك الخروج
هو صدق يا ناصر جت العسكر هَجُوجك بالهجوج
اكشف جلالك يا قصير الباع يا رَبْح الشِّرُوج
يوم اذكرك واذكر هروجك في المتاكي واللهوج
واذكر بن البارق وخوتك تاك لوجاه الحنوج
#نوفمبر_المجيد
ذكرى مرور 56 عاماً لجلاء بريطانيا من عدن..
تفاصيل عن الايام الاخيرة لخروج بريطانيا من عدن
ما يحدث اليوم في عدن بعد مرور 51 عاماً منذ يوم الجلاء لا يندرج في قائمة الأخطاء التي لابد لأي نظام في طور توطيد وجوده. هذا النهج اعتمدته الحكومات المتعاقبة التي سيطرت على عدن منذ فجر الاستقلال وحتى يومنا هذا.
وتستعرض هذه السطور الموجزة المراحل التي مرت بها عدن والجنوب العربي قُبيل فترة وجيزة من خروج بريطانيا بصورة واقعية وتجريدية لا تمت بصلة مما قيل لنا أو تعلمناه في كُراسات مناهج التعليم من تاريخنا السياسي المُغيب عبر الحكومات المتعاقبة التي أحاط بها الكثير من الغموض لمن لا يعرف خفايا السياسة.
وسبق أن حددت الحكومة البريطانية أن (اتحاد الجنوب العربي) سيكون دولة مستقلة في التاسع من شهر كانون الثاني 1968م, وأشعرت الأمم المتحدة والحكومة المتحدة بذلك. وقبل التطرق في موضوع الاستقلال نسرد بعض الأحداث السياسية والعسكرية التي حصلت في عدن نتيجة للخلافات بين حكومة عدن وبريطانيا من جهة, وبين جبهة التحرير والجبهة القومية من جهة أخرى.
بعد التوسع الملحوظ الذي طرأ على عمليات الاغتيالات السياسية في الآونة الأخيرة من خروج الإنجليز من عدن لشخصيات بريطانية كبيرة مثل: (الكولونيل باري, السير آرثر تشارلس, وغيرهم ...) أحدث ذلك ردة فعل عنيفة في عدن وبريطانيا وبرلمانات العالم وهرعت وزارة المستعمرات إلى الحصول على أمر رسمي من ملكة بريطانيا بإقالة السيد (عبدالقوي مكاوي) وتعليق الدستور في عدن, وإخضاع مسئولية الحكم فيها للمندوب السامي مباشرة, الأمر الذي أدى إلى حالة من الغضب الشديد في صفوف المواطنين الذين اضرموا النيران في أماكن عدة من, وبدأت حركة واسعة في عمليات العنف في جميع أنحاء عدن.
وفي هذا الأثناء قامت (جبهة التحرير) وحل السيد عبدالله الأصنج (حزب الشعب التقدمي) وأنظم فيها, ورفض قحطان الشعبي والجبهة القومية, أما رابطة أبناء الجنوب فقد رفضت ذلك الدمج.
وفي تلك الفترة وسعت جبهة التحرير عملياتها في عدن ضد القوات البريطانية, وكان عبدالله الأصنج يدير الحركة بما توفر لديه من أموال وسلاح واشتدت الهجمات على الحامية العسكرية البريطانية وامتدت إلى القاعدة الحربية الرئيسية في (عدن الصغرى) وسيطرت جبهة التحرير على كافة المراكز الشعبية الحساسة في عدن ومنها المؤتمر العمالي العدني ... وخلال تلك الفترة ضعفت قاعدة الجبهة القومية وتوقفت أعمالها لفترة مؤقته وتمزقت إلى مجموعات, ولجأت إلى الانتقام وقتل رئيس المؤتمر النقابي العمالي, السيد (علي حسين قاضي) أمام باب منزله.
وفي فترة ازدياد شعبية (جبهة التحرير) وإعلان السيد عبدالقوي مكاوي في الأمم المتحدة بأنه الممثل الوحيد لشعب عدن والجنوب العربي, فكرت حكومة لندن في إعادة تنظيم الجبهة القومية لإيجاد التعاون بين قوى المعارضة, وتم الاتصال فعلاً بقحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف الشعبي وعبدالفتاح إسماعيل وسيف الضالعي بواسطة المستشار الإعلامي الأول للمندوب السامي (المستر أنطوني أشوورث) ورئيس الاستخبارات العسكرية البريطانية (الكولونيل ريتشموند) .
وقد قبلوا المشروع الجديد القائم على التعاون الوثيق مع بريطانيا وكان الاتفاق قائماً على أن لا تشترك الجبهة القومية في اغتيال أي بريطاني أو مواطن في عدن, وأن تركز جهودها على اغتيال الأعضاء في جبهة التحرير, مما أدى إلى قتال عنيف بين الجبهتين, وقامت الاغتيالات المتبادلة بينهما في عدن, وكانت أسماء الضحايا تُعلن من خلال التلفاز الذي كان يذكر في كل مرة بأن "فلان قُتل نتيجة إطلاق النار عليه من جهة مجهولة".
ودفعت بريطانيا مبلغ وقدره ثمانين ألف جنيه إسترليني, مكنت الجبهة القومية من ترتيب صفوفها والتزود بالأسلحة والعتاد اللازم من القاعدة العسكرية البريطانية في عدن.
وكان كل واحد منهم يتناول بواسطة أحد المندوبين في عدن.. هذا عدا المخصصات العامة للحركة السياسية والعسكرية.. ونتيجة لهذا التعاون اغتالت الجبهة القومية عدداً كبيراً من أعضاء جبهة التحرير وفر الأعضاء البارزون منهم إلى تعز.. وهكذا تم دحر جبهة التحرير من المشهد السياسي بمساندة بريطانيا للجبهة القومية.
وفي هذه الأثناء قدم (اللورد شاكلتون) وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني إلى عدن, لبحث الموقف.. وبعد المشاورات الخاصة التي أجراها وجد أنه من غير الممكن استمرار الحكومة الاتحادية في الحكم, وان المشكلة التي تواجهه هي من سيتولى الحكم بعد سقوط الحكومة الاتحادية, وأنه ليس أمامه الخيار, فجبهة التحرير مرتبطة بالقاهرة ارتباطاً وثيقاً وهذا يجعل من الصعب على بريطانيا التعامل معها ولم يبق أمامه سوى الجبهة القومية وسيعمل على تشجيعها للاستيلاء
ذكرى مرور 56 عاماً لجلاء بريطانيا من عدن..
تفاصيل عن الايام الاخيرة لخروج بريطانيا من عدن
ما يحدث اليوم في عدن بعد مرور 51 عاماً منذ يوم الجلاء لا يندرج في قائمة الأخطاء التي لابد لأي نظام في طور توطيد وجوده. هذا النهج اعتمدته الحكومات المتعاقبة التي سيطرت على عدن منذ فجر الاستقلال وحتى يومنا هذا.
وتستعرض هذه السطور الموجزة المراحل التي مرت بها عدن والجنوب العربي قُبيل فترة وجيزة من خروج بريطانيا بصورة واقعية وتجريدية لا تمت بصلة مما قيل لنا أو تعلمناه في كُراسات مناهج التعليم من تاريخنا السياسي المُغيب عبر الحكومات المتعاقبة التي أحاط بها الكثير من الغموض لمن لا يعرف خفايا السياسة.
وسبق أن حددت الحكومة البريطانية أن (اتحاد الجنوب العربي) سيكون دولة مستقلة في التاسع من شهر كانون الثاني 1968م, وأشعرت الأمم المتحدة والحكومة المتحدة بذلك. وقبل التطرق في موضوع الاستقلال نسرد بعض الأحداث السياسية والعسكرية التي حصلت في عدن نتيجة للخلافات بين حكومة عدن وبريطانيا من جهة, وبين جبهة التحرير والجبهة القومية من جهة أخرى.
بعد التوسع الملحوظ الذي طرأ على عمليات الاغتيالات السياسية في الآونة الأخيرة من خروج الإنجليز من عدن لشخصيات بريطانية كبيرة مثل: (الكولونيل باري, السير آرثر تشارلس, وغيرهم ...) أحدث ذلك ردة فعل عنيفة في عدن وبريطانيا وبرلمانات العالم وهرعت وزارة المستعمرات إلى الحصول على أمر رسمي من ملكة بريطانيا بإقالة السيد (عبدالقوي مكاوي) وتعليق الدستور في عدن, وإخضاع مسئولية الحكم فيها للمندوب السامي مباشرة, الأمر الذي أدى إلى حالة من الغضب الشديد في صفوف المواطنين الذين اضرموا النيران في أماكن عدة من, وبدأت حركة واسعة في عمليات العنف في جميع أنحاء عدن.
وفي هذا الأثناء قامت (جبهة التحرير) وحل السيد عبدالله الأصنج (حزب الشعب التقدمي) وأنظم فيها, ورفض قحطان الشعبي والجبهة القومية, أما رابطة أبناء الجنوب فقد رفضت ذلك الدمج.
وفي تلك الفترة وسعت جبهة التحرير عملياتها في عدن ضد القوات البريطانية, وكان عبدالله الأصنج يدير الحركة بما توفر لديه من أموال وسلاح واشتدت الهجمات على الحامية العسكرية البريطانية وامتدت إلى القاعدة الحربية الرئيسية في (عدن الصغرى) وسيطرت جبهة التحرير على كافة المراكز الشعبية الحساسة في عدن ومنها المؤتمر العمالي العدني ... وخلال تلك الفترة ضعفت قاعدة الجبهة القومية وتوقفت أعمالها لفترة مؤقته وتمزقت إلى مجموعات, ولجأت إلى الانتقام وقتل رئيس المؤتمر النقابي العمالي, السيد (علي حسين قاضي) أمام باب منزله.
وفي فترة ازدياد شعبية (جبهة التحرير) وإعلان السيد عبدالقوي مكاوي في الأمم المتحدة بأنه الممثل الوحيد لشعب عدن والجنوب العربي, فكرت حكومة لندن في إعادة تنظيم الجبهة القومية لإيجاد التعاون بين قوى المعارضة, وتم الاتصال فعلاً بقحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف الشعبي وعبدالفتاح إسماعيل وسيف الضالعي بواسطة المستشار الإعلامي الأول للمندوب السامي (المستر أنطوني أشوورث) ورئيس الاستخبارات العسكرية البريطانية (الكولونيل ريتشموند) .
وقد قبلوا المشروع الجديد القائم على التعاون الوثيق مع بريطانيا وكان الاتفاق قائماً على أن لا تشترك الجبهة القومية في اغتيال أي بريطاني أو مواطن في عدن, وأن تركز جهودها على اغتيال الأعضاء في جبهة التحرير, مما أدى إلى قتال عنيف بين الجبهتين, وقامت الاغتيالات المتبادلة بينهما في عدن, وكانت أسماء الضحايا تُعلن من خلال التلفاز الذي كان يذكر في كل مرة بأن "فلان قُتل نتيجة إطلاق النار عليه من جهة مجهولة".
ودفعت بريطانيا مبلغ وقدره ثمانين ألف جنيه إسترليني, مكنت الجبهة القومية من ترتيب صفوفها والتزود بالأسلحة والعتاد اللازم من القاعدة العسكرية البريطانية في عدن.
وكان كل واحد منهم يتناول بواسطة أحد المندوبين في عدن.. هذا عدا المخصصات العامة للحركة السياسية والعسكرية.. ونتيجة لهذا التعاون اغتالت الجبهة القومية عدداً كبيراً من أعضاء جبهة التحرير وفر الأعضاء البارزون منهم إلى تعز.. وهكذا تم دحر جبهة التحرير من المشهد السياسي بمساندة بريطانيا للجبهة القومية.
وفي هذه الأثناء قدم (اللورد شاكلتون) وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني إلى عدن, لبحث الموقف.. وبعد المشاورات الخاصة التي أجراها وجد أنه من غير الممكن استمرار الحكومة الاتحادية في الحكم, وان المشكلة التي تواجهه هي من سيتولى الحكم بعد سقوط الحكومة الاتحادية, وأنه ليس أمامه الخيار, فجبهة التحرير مرتبطة بالقاهرة ارتباطاً وثيقاً وهذا يجعل من الصعب على بريطانيا التعامل معها ولم يبق أمامه سوى الجبهة القومية وسيعمل على تشجيعها للاستيلاء
عدن الغد
ذكرى مرور 51 عاماً لجلاء بريطانيا من عدن.. تفاصيل تنشر لأول مرة عن الايام الاخيرة لخروج بريطانيا من عدن.
ما يحدث اليوم في عدن بعد مرور 51 عاماً منذ يوم الجلاء لا يندرج في قائمة الأخطاء التي لابد لأي نظام في طور توطيد وجوده. هذا النهج اعتمدته الحكومات المتعاقبة التي...
#نوفمبر_المجيد
#شبوة والاستعمار البريطاني في ذاكرة الشعر الشعبي(10)
( بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني المجيد)
-------
#علي_صالح_الخلاقي:
الموقف من اتحاد الجنوب العربي والثورة المسلحة
اختلفت المواقف وتباينت من قيام اتحاد إمارات الجنوب العربي عام 1959م الذي تبنت قيامه الإدارة البريطانية في عدن بعد اشتداد الانتفاضات القبلية في معظم مناطق المحميات، مما أضعفت السلطات الهشة للحكام المحليين فوجد هؤلاء في مشروع الاتحاد خياراً أفضل لوقف تلك التهديدات والمخاطر. وبالمقابل لم ترحب قوى وأطراف أخرى، مثل الحكام الذين خلعتهم بريطانيا لموقفهم المعارض لسياستها ولمشروع الاتحاد، منهم السلطان علي عبدالكريم، والأمير محمد بن عيدروس العفيفي، والشيخ محمد أبو بكر بن فريد، وزعماء الانتفاضات والتمردات القبلية وقوى وأحزاب عديدة( ).
وتباينت كذلك مواقف الشعراء، فقد قوبل الاتحاد بتأييد ومباركة من بعض الشعراء ومعارضة ومعاداة من آخرين. ومن المؤيدين الشاعر الشعبي ناصر عبدربه مكرش (أبو حمحمة) وهو ما عبر عنه في زامله التالي:
با قُول يا السَّبع الحجار الواقعه
كُوني حَجَرْ كُوني برأي الله حَجَرْ
يا الحَيْد لَخْضَرْ ذي به الماء والشجر
ذي ما يعوِّل شي على كُثْر النَّجَرْ
ويقصد الشاعر بالسبع الحجار الواقعة الإمارات والسلطنات السبع التي تكون منها الاتحاد عند إعلانه. وقد أنبرى للرد عليه الشاعر محمد سالم الدماني مؤكداً أن الشعب مصم على نيل حريته ويرفض مشروع الاتحاد ويرى فيه ذريعة لتدخلات خارجية، يقول:
الشعب صمَّم قال يشتي الحريه
لا يشتي السبعه ولا منهم نفر
لا اَتْبَيَّحْ المَحْجَرْ لِرِعْيان البقر
رُوسِيْهْ با تدخُل وكوبا والمَجَرْ
ويتدخل الشاعر ناصر أحمد بن لزنم مؤيداً الدماني، ويرى أن هذا الاتحاد صنيعة بريطانيا التي يرمز إليها بـ"العجوز"وأنهم لا يزالون " تحت طربوشها،أو قبعتها" أي تحت أمرتها، يقول:
سَبْعه عُوَيْلِهْ دخَّلوهم مدرسه
والعالم الله أيَّهُمْ ذي با يفوز
إن فاز واحد واِنْ فازوا كُلّهم
قد عادهم من تحت طربوش العجوز
وعلى النقيض من ذلك وقف الشاعر ناجي المصعبي مؤيدا المساعي لإعلان حكومة اتحاد الجنوب العربي ورأى فيه توحيداً للرأي والمشورة:
جِدُّوا في الوحده ولمُّوا شوركم
خطوة سعيده عامره بالانتخاب
العولقي والعوذلي واليافعي
والنائب أحمد وأهل بيحان القصاب
اتعاضدوا واتماسكوا لفخر بكم
الاتحاد الناس تحسب له حساب
ما ضَرّ واحد ضرّ لآخر منكم
واحنا معاكم في المدينه والشعاب
وما أن سمع الشاعر سالم عبدالله رويس من الاذاعة ما قاله ناجي المصعبي وكان من المعارضين لقيام هذا الاتحاد فقال له معقبا:
يقول أبو خالد سمعت المصعبي
ناجي تكلّم بالاذاعه بالخطاب
يشكر لوحده سوّسوها في عدن
يدعو للستعمار ينجح لنتخاب
والناس ذي قلت انت شُف ما وافقت
ولا رضي لورد ويشبم والقصاب
يا ذي تهنيهم بوحده زائفه
ما قل عقلك ذي تلفي للسحاب
تدعي (لوليم لوس) ذي يحكم عدن
نكون من تحته خطأ والاّ صواب
ويشير رويس إلى أن السلاطين المؤيدين للاتحاد لا يملكون حريتهم وليس لهم كلمة إلا بموافقة لندن، بل ويتهمهم ببيع البلاد، فيقول:
ماشي لهم كلمه سوى لا وافقت
(لندن) وجاهم من قدا(عمك) كتاب
السته (العقال) شفهم صححوا
باعوا بلدنا يا عذابك بالعذاب
وان حَد تمدّح قال هُو با ينفعك
يا ناجي أحمد والنبي ما سد باب
ويشير الشاعر سالم عبدالله رويس إلى الصراع المحتدم بين الشاعر المخضرم ناصر أحمد بن لزنم وبين المصعبي حول هذه القضية، مبشراً بالثورة ورحيل الاستعمار، يقول:
ماليوم با وصّي على ناصر حمد
يكتب على ناجي عزاء في الانتخاب
يعظم أجره في الجماعه كلهم
ذي سَوّسوا مبنى على (جشوة) خراب
قولوا للستعمار يترك أرضنا
هو واتحاده حان وقت الانسحاب
ذا ذي ظهر مني وجابه هاجسي
وان حد زعل يرمي برأسه في التراب
وقد صدق هاجسه، فقد اندلعت الثورة وترك الاستعمار أرضنا بعد أربع سنوات من الكفاح.
وبالمثل يشكك الشاعر عبدالله الكدادي ببقاء الاتحاد، بل ويبشر باقتراب نهايته بالتفاف الحبل حول مؤسسيه، كما يقول:
يقول يقول أخُو جعبل إن الشَّن ما يروي
لا اتلاحق الوِرْد فوق الماء من اللهثه( )
هذا وَنَا قبل لَيْله لوَّله مِنْوي
حَمِّل على العيس بعض احمالها الجزله
لمّا سمعت اتحاد الدوله المروي
ضَمّ الإمارات ذي كانت في الهَمْلَه
يبُون شور المُكَيْراسي مع امسروي
وارض العوالق ومن بيحان لا الرَّمله
والعالم الله بهذا الشور يستقوي
أو يتلف الحبل والحطَّاب والحَمْلَه
وقد تحققت نبوءة الكدادي فلم يصمد ذلك الاتحاد طويلاً وأصبح في خبر كان عشية الاستقلال الوطني 30نوفمبر1967م.
#شبوة والاستعمار البريطاني في ذاكرة الشعر الشعبي(10)
( بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني المجيد)
-------
#علي_صالح_الخلاقي:
الموقف من اتحاد الجنوب العربي والثورة المسلحة
اختلفت المواقف وتباينت من قيام اتحاد إمارات الجنوب العربي عام 1959م الذي تبنت قيامه الإدارة البريطانية في عدن بعد اشتداد الانتفاضات القبلية في معظم مناطق المحميات، مما أضعفت السلطات الهشة للحكام المحليين فوجد هؤلاء في مشروع الاتحاد خياراً أفضل لوقف تلك التهديدات والمخاطر. وبالمقابل لم ترحب قوى وأطراف أخرى، مثل الحكام الذين خلعتهم بريطانيا لموقفهم المعارض لسياستها ولمشروع الاتحاد، منهم السلطان علي عبدالكريم، والأمير محمد بن عيدروس العفيفي، والشيخ محمد أبو بكر بن فريد، وزعماء الانتفاضات والتمردات القبلية وقوى وأحزاب عديدة( ).
وتباينت كذلك مواقف الشعراء، فقد قوبل الاتحاد بتأييد ومباركة من بعض الشعراء ومعارضة ومعاداة من آخرين. ومن المؤيدين الشاعر الشعبي ناصر عبدربه مكرش (أبو حمحمة) وهو ما عبر عنه في زامله التالي:
با قُول يا السَّبع الحجار الواقعه
كُوني حَجَرْ كُوني برأي الله حَجَرْ
يا الحَيْد لَخْضَرْ ذي به الماء والشجر
ذي ما يعوِّل شي على كُثْر النَّجَرْ
ويقصد الشاعر بالسبع الحجار الواقعة الإمارات والسلطنات السبع التي تكون منها الاتحاد عند إعلانه. وقد أنبرى للرد عليه الشاعر محمد سالم الدماني مؤكداً أن الشعب مصم على نيل حريته ويرفض مشروع الاتحاد ويرى فيه ذريعة لتدخلات خارجية، يقول:
الشعب صمَّم قال يشتي الحريه
لا يشتي السبعه ولا منهم نفر
لا اَتْبَيَّحْ المَحْجَرْ لِرِعْيان البقر
رُوسِيْهْ با تدخُل وكوبا والمَجَرْ
ويتدخل الشاعر ناصر أحمد بن لزنم مؤيداً الدماني، ويرى أن هذا الاتحاد صنيعة بريطانيا التي يرمز إليها بـ"العجوز"وأنهم لا يزالون " تحت طربوشها،أو قبعتها" أي تحت أمرتها، يقول:
سَبْعه عُوَيْلِهْ دخَّلوهم مدرسه
والعالم الله أيَّهُمْ ذي با يفوز
إن فاز واحد واِنْ فازوا كُلّهم
قد عادهم من تحت طربوش العجوز
وعلى النقيض من ذلك وقف الشاعر ناجي المصعبي مؤيدا المساعي لإعلان حكومة اتحاد الجنوب العربي ورأى فيه توحيداً للرأي والمشورة:
جِدُّوا في الوحده ولمُّوا شوركم
خطوة سعيده عامره بالانتخاب
العولقي والعوذلي واليافعي
والنائب أحمد وأهل بيحان القصاب
اتعاضدوا واتماسكوا لفخر بكم
الاتحاد الناس تحسب له حساب
ما ضَرّ واحد ضرّ لآخر منكم
واحنا معاكم في المدينه والشعاب
وما أن سمع الشاعر سالم عبدالله رويس من الاذاعة ما قاله ناجي المصعبي وكان من المعارضين لقيام هذا الاتحاد فقال له معقبا:
يقول أبو خالد سمعت المصعبي
ناجي تكلّم بالاذاعه بالخطاب
يشكر لوحده سوّسوها في عدن
يدعو للستعمار ينجح لنتخاب
والناس ذي قلت انت شُف ما وافقت
ولا رضي لورد ويشبم والقصاب
يا ذي تهنيهم بوحده زائفه
ما قل عقلك ذي تلفي للسحاب
تدعي (لوليم لوس) ذي يحكم عدن
نكون من تحته خطأ والاّ صواب
ويشير رويس إلى أن السلاطين المؤيدين للاتحاد لا يملكون حريتهم وليس لهم كلمة إلا بموافقة لندن، بل ويتهمهم ببيع البلاد، فيقول:
ماشي لهم كلمه سوى لا وافقت
(لندن) وجاهم من قدا(عمك) كتاب
السته (العقال) شفهم صححوا
باعوا بلدنا يا عذابك بالعذاب
وان حَد تمدّح قال هُو با ينفعك
يا ناجي أحمد والنبي ما سد باب
ويشير الشاعر سالم عبدالله رويس إلى الصراع المحتدم بين الشاعر المخضرم ناصر أحمد بن لزنم وبين المصعبي حول هذه القضية، مبشراً بالثورة ورحيل الاستعمار، يقول:
ماليوم با وصّي على ناصر حمد
يكتب على ناجي عزاء في الانتخاب
يعظم أجره في الجماعه كلهم
ذي سَوّسوا مبنى على (جشوة) خراب
قولوا للستعمار يترك أرضنا
هو واتحاده حان وقت الانسحاب
ذا ذي ظهر مني وجابه هاجسي
وان حد زعل يرمي برأسه في التراب
وقد صدق هاجسه، فقد اندلعت الثورة وترك الاستعمار أرضنا بعد أربع سنوات من الكفاح.
وبالمثل يشكك الشاعر عبدالله الكدادي ببقاء الاتحاد، بل ويبشر باقتراب نهايته بالتفاف الحبل حول مؤسسيه، كما يقول:
يقول يقول أخُو جعبل إن الشَّن ما يروي
لا اتلاحق الوِرْد فوق الماء من اللهثه( )
هذا وَنَا قبل لَيْله لوَّله مِنْوي
حَمِّل على العيس بعض احمالها الجزله
لمّا سمعت اتحاد الدوله المروي
ضَمّ الإمارات ذي كانت في الهَمْلَه
يبُون شور المُكَيْراسي مع امسروي
وارض العوالق ومن بيحان لا الرَّمله
والعالم الله بهذا الشور يستقوي
أو يتلف الحبل والحطَّاب والحَمْلَه
وقد تحققت نبوءة الكدادي فلم يصمد ذلك الاتحاد طويلاً وأصبح في خبر كان عشية الاستقلال الوطني 30نوفمبر1967م.
#نوفمبر_المجيد
كفاح شعب ضد اعتى إمبراطورية مجرمة في التاريخ #بريطانيا
🔘 اليمن_تاريخ_وثقافة
#صور_يمنية. 📸📸📸📸📸
🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
🔘 t.me/taye5
كفاح شعب ضد اعتى إمبراطورية مجرمة في التاريخ #بريطانيا
🔘 اليمن_تاريخ_وثقافة
#صور_يمنية. 📸📸📸📸📸
🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
🔘 t.me/taye5
#نوفمبر_المجيد
كفاح شعب ضد اعتى إمبراطورية مجرمة في التاريخ #بريطانيا
#تحية ل #عدن الثورة عدن الإستقلال عدن الوحدة عدن كل اليمنيين
🔘 اليمن_تاريخ_وثقافة
#صور_يمنية. 📸📸📸📸📸
🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
🔘 t.me/taye5
كفاح شعب ضد اعتى إمبراطورية مجرمة في التاريخ #بريطانيا
#تحية ل #عدن الثورة عدن الإستقلال عدن الوحدة عدن كل اليمنيين
🔘 اليمن_تاريخ_وثقافة
#صور_يمنية. 📸📸📸📸📸
🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
🔘 t.me/taye5
#نوفمبر_المجيد
كفاح شعب ضد اعتى إمبراطورية مجرمة في التاريخ #بريطانيا
#تحية ل #عدن الثورة عدن الإستقلال عدن الوحدة عدن كل اليمنيين
🔘 اليمن_تاريخ_وثقافة
#صور_يمنية. 📸📸📸📸📸
🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
🔘 t.me/taye5
كفاح شعب ضد اعتى إمبراطورية مجرمة في التاريخ #بريطانيا
#تحية ل #عدن الثورة عدن الإستقلال عدن الوحدة عدن كل اليمنيين
🔘 اليمن_تاريخ_وثقافة
#صور_يمنية. 📸📸📸📸📸
🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
🔘 t.me/taye5
#نوفمبر_المجيد
#شبوة والاستعمار البريطاني في ذاكرة الشعر الشعبي(11) والأخيرة
( بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني المجيد)
-------
#علي_صالح_الخلاقي:
صدى الثورة المسلحة في الشعر الشعبي:
عند انطلاقة الثورة المسلحة في 14 اكتوبر1963، قال الشاعر رويس مذكراً بتنبؤه عن قرب زوال الاتحاد وتأييده للكفاح المسلح ضد الاستعمار:
يقول بُو خالد أحمد، دكت صروح الاتحاد
وَتقوّضت كل الدعائم ذي بنوها بالفساد
كانت مطيه بِيْد لستعمار سهلة لنقياد
ما قال، قالوا هُوه حتى عمّت الفوضى البلاد
وثاروا الثوار في أكتوبر وهبّوا للجهاد
نادى جبل ردفان للتحرير في آخر جُماد
وكان الكدادي قد جاهر مبكراً بالدعوة للثورة ضد الاستعمار، كما في قوله:
يقول خُو جعبل لقيت العز في ظل السلاح
العز يَهْل العز إن الذِّل ما فيه اصطلاح
ومن الشعراء الذين عُرفوا بمواقفهم الوطنية ضد الاستعمار البريطاني الشاعر عوض صالح الحرملي فعند زيارة الضابط السياسي البريطاني إلى قرية (المصينعة) عام 1964م قال:
حيا الله الليله بضابط حَدّنا
ذي يخرج اتلام العَوَج فيها سُمُوح
لا حد يفزعني ولا شي بي فزع
ما زال صوت القاهره يمسي ينوح
يؤكد الشاعر أنه لا يخاف طالما ظل صوت القاهرة مرتفعاً، في إشارة للدعم الذي تقدمه مصر عبدالناصر للثورة ، ويقول في نفس المعنى:
ما زال ابو خالد معانا في اليمن
لا قول شي واطي ولا شي عاليه
ما عذر من ليله تِلِمّ اطرافها
لمَّا يِذِرّوُن الصّبر في الحاليه
وله أيضاً مفتخراً بقومه ومسقط رأسه، وأن قوة المستعمر لم تتفوق إلا بالسلاح من المدافع والأسلحة الآلية المتحركة(المكين) :
وانا سلامي رَشّ يا راس الحنش
يا ذي تصفّون القذا من كل عين
وِحنا عمدنا في بلاد المحجري
ملاَّ خذونا بالمدافع والمكين
وفي لقاء جمع الشاعر مساعد بن حسين بن حيدره بالشاعر عوض صالح الحرملي وجه إليه الزامل التالي مشيداً بجيش الليوي، الذي يصفه بـ(جيشنا):
منّي سلامي كل واحد يسمعه
ما لحلح البرّاق في روس الطهوب
شَع جيشنا الليوي ومركزنا شَبَر
ذي بردوها مغفره والا ذنوب
فرد عليه الحرملي معاتباً إياه لفرحته بقوات المستعمر الذي يعتبرها قواته، ويؤكد له أن البلاد لن تكون إلا عربية ومرتبطة بمصر وثورتها بقوله:
بنت العرب ما با تخُذ كمَّن ذنب
شُف زوجها في القاهره مِلقي حروب
ما كان تفرح يوم تهتان العرب
وَنتِه قبيلي يا حَقُوبك بالحِقُوب
ويصف الشاعر الكدادي سلطة الاحتلال بـ"عجوز إبليس" التي تسعى للسيطرة على الشرق بحجة مواجهة الشيوعية وببذل الأموال وشراء الذمم، يقول:
يقول أخُو جعبل ثَر الدنيا منوِّي بالهبوط
مُتْوَتِّيه عازم قفا فوز النصارى ذي سقوط
تَبَا بلاد الشرق حيث الشيوعيه تمسي حُطُوط
كَشْحَه عجوز إبليس ما كانت لنا فيها غبوط
من يوم شُفت الحق في بيض الريالات القشُوط
واسجال مكتوبه قفا التحرير قد فيها شخوط
وفي قصيدة للكدادي وجهها لآل الهبيلي عند هروبهم قبيل الاستقلال:
يقول أخُو جعبل إنّي شُفت بُوب الفلاكي
مدَّت أعناقها للشرق تنوي تحوكه
والنصارى تسوق أعمارها للهلاكي
بين بدوان تعركها عليهم عروكه
ومن الشعراء الذين عُرفوا بعدائهم للانجليز ورفضهم التعامل معهم، الشاعر الشخ امذيب بن صالح بن فريد العولقي ، ومن الزوامل المتبادلة بينه وبين الشاعر ناصر أحمد بن لزنم، قوله:
قال الفريدي بن رويس اليسلمي
ما ناطح الاَّ كل من قرنه عكيف
وان حد مكذب يسألون القبيله
من جول مدرم لا عسيلان الشريف
ما عاصي الاَّ قد كسرنا مَحْمله
لا لاح بارقنا ورعده له قصيف
قل لأهل صالح جات بلوه عندنا
لا حد يقول اليوم مَهْرَانا خفيف
اتْخَابروا في ذي يخارج بَلْوَتي
قُدَّام موجتنا تلاطم كل سيف
أم الكباير لا فتحنا بابها
با نهني الظامي على سوم الكريف
- وقد رد عليه الشاعر ناصر أحمد بن لزنم بقوله:
حيا رساله جات من بداعها
جتني ونا هذه السنه شُفني صليف
حيا بها يا بن رويس اليسلمي
عند المغورب ذي من الصم العطيف
يا امْذيب شُف هذه مشوره مخلفه
ما با أقعدك وانته مثوره في قنيف
انته على مربون منفوح الشعب
وانا على ترمد وشربي من سقيف( )
قل له شُف اخوالك ترحب بالبلا
ما با تفزعهم بسوقات الهذيف( )
شُفنا البلا شُفنا العسر ما له ولا
شُفنا شبيه الفاطمي وآل العريف
شُفنا لِدَوِّر للحواله والبلا
وانت احْك له لا ما عرفنا بالظريف( )
وأم الكباير يوم درّعْهَا الكساء
ما حد يبطرها وهي طيفه بطيف
كما رحب الشاعر ناصر أحمد بن لزنم بانطلاقة ثورة 14 أكتوبر1963م من جبال ردفان، وبعث قصيدة إلى الشاعر عبدالقادر بن شايع الذي كان يؤدي مهمه كضابط ضمن قوات السطلة الاستعمارية، في ردفان يشيد فيها ببطولات الثوار ويعبر عن اعجابه بالمناضلة الشجاعة "دُعرة"( ) التي قاومت الاستعمار جنباً إلى جنب مع رفاقها المناضلين ويصفها بـ(طُهش الطهاش) معبراً عن إعجابه بها ويتمنَّى أن يراها، يقول في قصيدته:
#شبوة والاستعمار البريطاني في ذاكرة الشعر الشعبي(11) والأخيرة
( بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني المجيد)
-------
#علي_صالح_الخلاقي:
صدى الثورة المسلحة في الشعر الشعبي:
عند انطلاقة الثورة المسلحة في 14 اكتوبر1963، قال الشاعر رويس مذكراً بتنبؤه عن قرب زوال الاتحاد وتأييده للكفاح المسلح ضد الاستعمار:
يقول بُو خالد أحمد، دكت صروح الاتحاد
وَتقوّضت كل الدعائم ذي بنوها بالفساد
كانت مطيه بِيْد لستعمار سهلة لنقياد
ما قال، قالوا هُوه حتى عمّت الفوضى البلاد
وثاروا الثوار في أكتوبر وهبّوا للجهاد
نادى جبل ردفان للتحرير في آخر جُماد
وكان الكدادي قد جاهر مبكراً بالدعوة للثورة ضد الاستعمار، كما في قوله:
يقول خُو جعبل لقيت العز في ظل السلاح
العز يَهْل العز إن الذِّل ما فيه اصطلاح
ومن الشعراء الذين عُرفوا بمواقفهم الوطنية ضد الاستعمار البريطاني الشاعر عوض صالح الحرملي فعند زيارة الضابط السياسي البريطاني إلى قرية (المصينعة) عام 1964م قال:
حيا الله الليله بضابط حَدّنا
ذي يخرج اتلام العَوَج فيها سُمُوح
لا حد يفزعني ولا شي بي فزع
ما زال صوت القاهره يمسي ينوح
يؤكد الشاعر أنه لا يخاف طالما ظل صوت القاهرة مرتفعاً، في إشارة للدعم الذي تقدمه مصر عبدالناصر للثورة ، ويقول في نفس المعنى:
ما زال ابو خالد معانا في اليمن
لا قول شي واطي ولا شي عاليه
ما عذر من ليله تِلِمّ اطرافها
لمَّا يِذِرّوُن الصّبر في الحاليه
وله أيضاً مفتخراً بقومه ومسقط رأسه، وأن قوة المستعمر لم تتفوق إلا بالسلاح من المدافع والأسلحة الآلية المتحركة(المكين) :
وانا سلامي رَشّ يا راس الحنش
يا ذي تصفّون القذا من كل عين
وِحنا عمدنا في بلاد المحجري
ملاَّ خذونا بالمدافع والمكين
وفي لقاء جمع الشاعر مساعد بن حسين بن حيدره بالشاعر عوض صالح الحرملي وجه إليه الزامل التالي مشيداً بجيش الليوي، الذي يصفه بـ(جيشنا):
منّي سلامي كل واحد يسمعه
ما لحلح البرّاق في روس الطهوب
شَع جيشنا الليوي ومركزنا شَبَر
ذي بردوها مغفره والا ذنوب
فرد عليه الحرملي معاتباً إياه لفرحته بقوات المستعمر الذي يعتبرها قواته، ويؤكد له أن البلاد لن تكون إلا عربية ومرتبطة بمصر وثورتها بقوله:
بنت العرب ما با تخُذ كمَّن ذنب
شُف زوجها في القاهره مِلقي حروب
ما كان تفرح يوم تهتان العرب
وَنتِه قبيلي يا حَقُوبك بالحِقُوب
ويصف الشاعر الكدادي سلطة الاحتلال بـ"عجوز إبليس" التي تسعى للسيطرة على الشرق بحجة مواجهة الشيوعية وببذل الأموال وشراء الذمم، يقول:
يقول أخُو جعبل ثَر الدنيا منوِّي بالهبوط
مُتْوَتِّيه عازم قفا فوز النصارى ذي سقوط
تَبَا بلاد الشرق حيث الشيوعيه تمسي حُطُوط
كَشْحَه عجوز إبليس ما كانت لنا فيها غبوط
من يوم شُفت الحق في بيض الريالات القشُوط
واسجال مكتوبه قفا التحرير قد فيها شخوط
وفي قصيدة للكدادي وجهها لآل الهبيلي عند هروبهم قبيل الاستقلال:
يقول أخُو جعبل إنّي شُفت بُوب الفلاكي
مدَّت أعناقها للشرق تنوي تحوكه
والنصارى تسوق أعمارها للهلاكي
بين بدوان تعركها عليهم عروكه
ومن الشعراء الذين عُرفوا بعدائهم للانجليز ورفضهم التعامل معهم، الشاعر الشخ امذيب بن صالح بن فريد العولقي ، ومن الزوامل المتبادلة بينه وبين الشاعر ناصر أحمد بن لزنم، قوله:
قال الفريدي بن رويس اليسلمي
ما ناطح الاَّ كل من قرنه عكيف
وان حد مكذب يسألون القبيله
من جول مدرم لا عسيلان الشريف
ما عاصي الاَّ قد كسرنا مَحْمله
لا لاح بارقنا ورعده له قصيف
قل لأهل صالح جات بلوه عندنا
لا حد يقول اليوم مَهْرَانا خفيف
اتْخَابروا في ذي يخارج بَلْوَتي
قُدَّام موجتنا تلاطم كل سيف
أم الكباير لا فتحنا بابها
با نهني الظامي على سوم الكريف
- وقد رد عليه الشاعر ناصر أحمد بن لزنم بقوله:
حيا رساله جات من بداعها
جتني ونا هذه السنه شُفني صليف
حيا بها يا بن رويس اليسلمي
عند المغورب ذي من الصم العطيف
يا امْذيب شُف هذه مشوره مخلفه
ما با أقعدك وانته مثوره في قنيف
انته على مربون منفوح الشعب
وانا على ترمد وشربي من سقيف( )
قل له شُف اخوالك ترحب بالبلا
ما با تفزعهم بسوقات الهذيف( )
شُفنا البلا شُفنا العسر ما له ولا
شُفنا شبيه الفاطمي وآل العريف
شُفنا لِدَوِّر للحواله والبلا
وانت احْك له لا ما عرفنا بالظريف( )
وأم الكباير يوم درّعْهَا الكساء
ما حد يبطرها وهي طيفه بطيف
كما رحب الشاعر ناصر أحمد بن لزنم بانطلاقة ثورة 14 أكتوبر1963م من جبال ردفان، وبعث قصيدة إلى الشاعر عبدالقادر بن شايع الذي كان يؤدي مهمه كضابط ضمن قوات السطلة الاستعمارية، في ردفان يشيد فيها ببطولات الثوار ويعبر عن اعجابه بالمناضلة الشجاعة "دُعرة"( ) التي قاومت الاستعمار جنباً إلى جنب مع رفاقها المناضلين ويصفها بـ(طُهش الطهاش) معبراً عن إعجابه بها ويتمنَّى أن يراها، يقول في قصيدته:
#نوفمبر 2019م
*[ #قبيلة_القحرى ودورها السياسي 1962_1840م دراسة تاريخية _ سياسية ]..*
كإضافة قيمة تضاف إلى المكتبة التأريخية التهامية اليمنية والعربية وكمورد وارف الظلال للمؤرخين والباحثين والمهتمين بتأريخ تهامة اليمن ..
*📗صدر قبل يومين #كتاب : [ قبيلة القحرى ودورها السياسي 1962_1840م دراسة تاريخية - سياسية ]..*
📗الكتاب الصادر عبارة عن رسالة لنيل الماجستير للأستاذ الباحث/ فيصل محمد محمد إسماعيل البغوي، إبن هذه القبيلة وحفيد أحد مشائخها الذين اعتقلوا البعثة البريطانية بقيادة الكولونيل جاكوب 1919م ..
*📗كتاب : [ قبيلة القحرى ودورها السياسي 1962_1840م دراسة تاريخية - سياسية ] ..* الذي نال درجة الإمتياز من قبل اللجنة المشرفه على رسالته برئاسة المؤرخ والباحث التهامي اليمني الدكتور/ عبد الودود قاسم مقشر عميد كلية الاداب في جامعة الحديدة.. الذي يقول عن الكتاب:
وأخيراً ..خرج الكتاب الذي تشرأب له أعناق المؤرخيين والباحثيين...( أحجز نسختك فوراً )..
" الكتاب ينتظره الكثير من الباحثيين اليمنيين والكتاب والمؤرخين لأنه يقدم قبيلة القحرى الأرض والأنسان من جميع الجوانب : { أصل القبيلة _ فخوذها _ مدنها _ قراها _ حدودها الجغرافية _ وتاريخها السياسي _ أُسرها المشيخية } وخاصة بيت حميده الذين لعبوا دوراً سياسياً مفصلياً ، مروراً بإعتقال بعثة جاكوب التي قدمت لرسم الخارطة السياسية والعلاقة مع الإمام يحيى..
*✍️#ويضيف_مقشر:*
بالنسبة للحديث عن الفترة الممتده من 1921م حتى 1962م، فقد أورد الباحث كثيراً من الوثائق المحلية والأجنبية إلى جانب نزوله الميداني ومقابلاته الشخصية.. والكتاب من اصدارات مركز ذؤال للتراث والدراسات التاريخية - الحديدة... وإقتناء الكتاب هو اقتناء لسفر تاريخي مهم ....
📗بإذن الله تعالى سيباع الكتاب خلال الأسبوع القادم في مكتبات: خالد بن الوليد _ ودار الكتب العلمية صنعاء وفروعها.. كما وهناك كمية محدودة لأبناء الحديدة في مكتبة 26 سبتمبر بالحديدة.
🤝ولا يسعنا سوى التقدم بأحر التهاني والتبريكات لأبن قبيلة القحرى التهامية الأخ الباحث / فيصل محمد محمد إسماعيل البغوي .. بمناسبة صدور كتابه هذا التأريخي المهم والقيم .. وتمنياتنا له بالمزيد من النجاحات.
.........
*[ #قبيلة_القحرى ودورها السياسي 1962_1840م دراسة تاريخية _ سياسية ]..*
كإضافة قيمة تضاف إلى المكتبة التأريخية التهامية اليمنية والعربية وكمورد وارف الظلال للمؤرخين والباحثين والمهتمين بتأريخ تهامة اليمن ..
*📗صدر قبل يومين #كتاب : [ قبيلة القحرى ودورها السياسي 1962_1840م دراسة تاريخية - سياسية ]..*
📗الكتاب الصادر عبارة عن رسالة لنيل الماجستير للأستاذ الباحث/ فيصل محمد محمد إسماعيل البغوي، إبن هذه القبيلة وحفيد أحد مشائخها الذين اعتقلوا البعثة البريطانية بقيادة الكولونيل جاكوب 1919م ..
*📗كتاب : [ قبيلة القحرى ودورها السياسي 1962_1840م دراسة تاريخية - سياسية ] ..* الذي نال درجة الإمتياز من قبل اللجنة المشرفه على رسالته برئاسة المؤرخ والباحث التهامي اليمني الدكتور/ عبد الودود قاسم مقشر عميد كلية الاداب في جامعة الحديدة.. الذي يقول عن الكتاب:
وأخيراً ..خرج الكتاب الذي تشرأب له أعناق المؤرخيين والباحثيين...( أحجز نسختك فوراً )..
" الكتاب ينتظره الكثير من الباحثيين اليمنيين والكتاب والمؤرخين لأنه يقدم قبيلة القحرى الأرض والأنسان من جميع الجوانب : { أصل القبيلة _ فخوذها _ مدنها _ قراها _ حدودها الجغرافية _ وتاريخها السياسي _ أُسرها المشيخية } وخاصة بيت حميده الذين لعبوا دوراً سياسياً مفصلياً ، مروراً بإعتقال بعثة جاكوب التي قدمت لرسم الخارطة السياسية والعلاقة مع الإمام يحيى..
*✍️#ويضيف_مقشر:*
بالنسبة للحديث عن الفترة الممتده من 1921م حتى 1962م، فقد أورد الباحث كثيراً من الوثائق المحلية والأجنبية إلى جانب نزوله الميداني ومقابلاته الشخصية.. والكتاب من اصدارات مركز ذؤال للتراث والدراسات التاريخية - الحديدة... وإقتناء الكتاب هو اقتناء لسفر تاريخي مهم ....
📗بإذن الله تعالى سيباع الكتاب خلال الأسبوع القادم في مكتبات: خالد بن الوليد _ ودار الكتب العلمية صنعاء وفروعها.. كما وهناك كمية محدودة لأبناء الحديدة في مكتبة 26 سبتمبر بالحديدة.
🤝ولا يسعنا سوى التقدم بأحر التهاني والتبريكات لأبن قبيلة القحرى التهامية الأخ الباحث / فيصل محمد محمد إسماعيل البغوي .. بمناسبة صدور كتابه هذا التأريخي المهم والقيم .. وتمنياتنا له بالمزيد من النجاحات.
.........