الْمَذْكُور فِي اهل جبلة فَقَالَ لي هُوَ ضِيَافَة الشَّيْخ ابي اسحاق ثمَّ قَالَ ويل للمتقشفين ويل للمتقشفين فَسَأَلت عَن الْفَقِيه عمر بن سعيد يَعْنِي هَذَا وَكَانَ قد توفّي فَجعل يعظم ويصف مَا اعطاه الله وَيَقُول فِي اثناء ذَلِك ويل للمتقشفين ويل للمتقشفين فَقلت لَهُ هُوَ اكبر المتقشفين فَقَالَ نعم لكنه تقشف ظَاهره وباطنه لكنه تقشف ظَاهره وباطنه وَكرر مرَارًا فَلَمَّا توفّي شَيْخه الْفَقِيه مُحَمَّد بن عمر بقرية الذنبتين كَمَا قدمت وَكَانَ ذَلِك لَيْلًا نزل الْفَقِيه الى جبلة فِي جمَاعَة من اصحابه الَّذين حوله وَقصد مَسْجِد السّنة وَطلب اصحاب الْفَقِيه مُحَمَّد بن عمر الَّذين كَانُوا بجلبه وعزمهم على النُّزُول الى #الذنبتين لقبران الْفَقِيه فنزلوا فَلَمَّا طلعت الشَّمْس اقْبَلُوا على الذنبتين فَعجب النَّاس مِنْهُم حَيْثُ جاوا من غير علم اعلمهم وَكَانَ ابْن نَاصِر اذ ذَاك هُوَ الْقَائِم بالامر وَبِالْجُمْلَةِ فكرامته وماثر اياته اكثر من ان تحصى وَلم يكن لَهُ نَظِير بِحسن الصُّحْبَة وَمن ذَلِك مَا حكى ان بعض الظلمَة من الْوُلَاة والمتصوفين كَانَ كثير التَّرَدُّد اليه والصحبة لَهُ فَمَاتَ وَرُبمَا كَانَ سَببه اشترغ بِشَيْء من الشَّرَاب فَمَاتَ بذلك السَّبَب فوصل من نعاه الى الْفَقِيه واخبره بِحَالهِ الَّذِي مَاتَ عَلَيْهِ فَقَالَ لاصحابه بِسم الله على السّير الى قبران هَذَا الصاحب فوافقوه بظواهرهم دون وبوطنهم فَلَمَّا صَارُوا بِالطَّرِيقِ الْتفت اليهم وَقَالَ للَّذي تحقق انه اكثرهم كَرَاهَة لذَلِك يَا فلَان انما يُقَام على السَّاقِط واما غَيره فيجر برجليه وَلما توفت الْحرَّة الْمَعْرُوفَة ب #النجميه عمَّة السُّلْطَان الْملك المظفر وَهُوَ اذ ذَاك حاط بالموسعة دخل الى #جبلة وَحضر قبرانها وَالصَّلَاة فَذكرُوا أَنه وقف النَّاس سَاعَة جَيِّدَة وَالسُّلْطَان المظفر يَقُول لَا يؤم النَّاس فِي الصَّلَاة غير الْفَقِيه عمر بن سعيد وَكَانَ قد حضر خلق كَثِيرُونَ مشهورين بالفقه وَقدم السن كالفقيه مُحَمَّد بن مِصْبَاح وَغَيره وَكَانَ الْفَقِيه قد صَار فِي الطَّرِيق فَمَا زَالُوا بانتظاره حَتَّى قدم وَتقدم
636
636