اليمن_تاريخ_وثقافة
11.5K subscribers
144K photos
352 videos
2.2K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
#اليمن_تاريخ_وثقافة
#المذاهب الإسلامية في اليمن

وصل الإسلام إلى اليمن نقياً صافياً لم تشُبْه أي شائبة، فلم يدخل على يد مذهب فقهي أو فرقة عقائدية أو طريقة صوفية كما حصل في بعض البلاد الإسلامية، وإنما دخل على أيدي أصحاب رسول الله عليه الصلاة و السلام سادات أهل السنة وقدوتهم الذين أمرنا رسول الله عليه الصلاة و السلام بالرجوع إلى ما كانوا عليه عند الاختلاف ، وبقي منهجهم وسبيلهم محفوظاً بحفظ الله في هذا البلد المبارك إلى اليوم، وإن زاحمه غيره من المذاهب والمناهج في بعض الفترات، وإن حاولت السلطات المتنفذة في كثير من الأحيان طمسه وإحلال مذاهبها محله إلا أنها لم تفلح في ذلك.

(كان المذهب السائد في اليمن إلى انتهاء القرن الثالث الهجري هو العمل بالكتاب العزيز والسنة النبوية، ولم يتقيد أهل اليمن حينئذ بكلام واحد من الأعلام، واعتمدوا في دراسة الفقه النبوي على مثل مسند الإمام الحافظ عبدالرزاق بن همام الصنعاني المتوفى سنة (210هـ)، وعلى مسند أبي قرة موسى بن طارق الجندي، ومسند عبدالملك بن عبدالرحمن الذماري، ومسند الحافظ محمد ابن يحيى بن أبي عمر العدني، ثم غزت المذاهب العقائدية والفقهية) .

ويؤكد ذلك الإمام المؤرخ ابن سمرة الجعدي في "طبقات فقهاء اليمن " حيث يقول: (وكان الغالب في اليمن مذهب مالك وأبي حنيفة، ولم يكن علم السنة مأخوذاً في هذا المخلاف إلا من جامع معمر بن راشد البصري، وهو مصنف في صنعاء، وجامع سفيان بن عيينة، وجامع أبي قرة موسى ابن طارق اللحجي الجندي، ومن المرويات عن مالك في الموطأ وغيره مثل كتاب أبي مصعب، أو عما يُروى عن طاووس وابنه وقدماء فقهاء اليمن الذين ذكرت أطرافاً من فضلهم وشيوخاً من جلهم)

ومن هذين النصين يتبين أن الأصل في أهل اليمن اتباع الكتاب والسنة على مذهب المحدثين، وبعد انتشار المذاهب الإسلامية وصلت تلك المذاهب المالكية والحنفية والشافعية، وأما المذهب الحنبلي في الفروع فلم يسجّل له وجود في اليمن تلك الفترة، وكان المذهب المالكي هو أول تلك المذاهب انتشاراً ثم الحنفي ثم الشافعي، وليس للمذهب المالكي وجود في اليمن الآن، وبقي المذهب الحنفي في زبيد بشكل محدود، بينما انتشر المذهب الشافعي في عموم اليمن بما في ذلك صنعاء وذمار وما والاهما حتى القرن الحادي عشر، حينما فرض المذهب الهادوي الذي يتبناه الأئمة الزيدية على تلك النواحي، وانقسمت اليمن بعد ذلك انقساماً ظاهراً، حيث ساد المذهب الشافعي اليمن الأسفل وتهامة وما والاها من البلاد الجبلية، والجند وماحو لها بما في ذلك معظم مخا ليف، إب والحجرية كاملة، والبيضاء وما يلتحق بها، ومأرب والجوف، هذا فيما كان يعرف باليمن الشمالي، وأما ما كان يعرف باليمن الجنوبي فكله شافعي ولاوجود للمذهب الهادوي فيه، وماعدا ذلك فالسائد فيه المذهب الهادوي، وهو يمتد من صعدة شمالاً إلى يريم وما جاورها جنوباً مقتصراً على المنطقة الجبلية إلى مشارف تهامة غرباً.
هذه صورة مختصرة للمذاهب الفقهية التي سادت اليمن، ولكن يجب ألا نغفل حقيقة مهمة، هي أن اتباع الكتاب والسنة والتجرد لهما، ونبذ التعصب المذهبي بل نبذ التمذهب بشكل تام بقي مستمراً في اليمن، ولم يلغه وجود المذاهب الفقهية وانتشارها، بل ظل حياً حاضراً وإن ضعف في بعض الأحيان وخفَتَ صوته إلا أنه مازال موجوداً خصوصاً في المناطق الزيدية، وقد اشتهر جماعة من المجتهدين النابذين للتقليد الذين كان لهم الأثر الطيب على العلم والعلماء، وكانوا نبراساً مضيئاً في حوالك الظلم التي لبَّدت سماء الأمة الإسلامية قروناً عديدة، وأصبحوا أساتذة الاجتهاد، والتجديد، وحرية الرأي، ورمز الاقتداء بالسلف الصالح ليس في اليمن فقط ولكن في العالم كله، حيث تتداول كتبهم بل وتصبح من المقررات الأساسية في أشهر الجامعات الشرعية والمعاهد الدينية في العالم الإسلامي، من أشهر أولئك:
1) محمد بن إبراهيـم الوزير .
2) صالح بن مهدي المقـبلي .
3) الحسـن بن أحمد الجلال .
4) محمد بن إسماعيل الصنعاني.
5) محمـد بن علي الشوكاني.
وغيرهم الكثير، وإن كانوا أقل شهرة منهم؛تضمنهم " البدر الطالع " لشيخ الإسلام الشوكاني، "ونشر العرف لنبلاء اليمن بعد الألف "،وغيرهما من كتب التواريخ والتراجم، وما تزال هذه المدرسة قائمة إلى اليوم، وعميدها وأشهر علمائها في هذا العصر القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني -حفظه الله - وهو في اليمن أشهر من نار على علم.
هذا وأما الاجتهاد الفقهي في المناطق الشافعية فقليل إن لم يكن معدوماً، ولعلّ السبب في كثرة المجتهدين في الجهات الزيدية طبيعة المذهب الهادوي الذي أبقى باب الاجتهاد مفتوحاً، بل حرَّم التقليد في بعض المواضع من أصله، بعكس أتباع المذاهب الأخرى الذين أغلقوا باب الاجتهاد من بعد القرن الرابع، وصاحوا بكل من ادعاه بأنه جاهل متعالم، أو مارق منحرف.....
الكلوم ، وينابيع العلوم ، كلّا ، ولكنّها الأقدام تزلّ ، والأفهام تضل ، والأهواء تتغلّب ، والأوهام تتألّب ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله.
ولا يلزم ـ على كثرة العلماء بها ـ أن يتمذهبوا بشيء من #المذاهب المشهورة ؛ فقد اشتهروا بالعلوم في عصر التّابعين فمن بعدهم قبل ظهور المذاهب ، وإن كان البدويّ الجافي ليأتي إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيقيم أيّاما لا يقرأ كتابا ، فيعود وفي يده سراج الإسلام يرشد قومه ويدعوهم إلى الله ؛ ففي (ص ٤٩٢ ج ١) من «إمتاع الأسماع» للمقريزي : (أنّ عثمان بن أبي العاصي كان أصغر وفد ثقيف ، فكانوا يخلفونه في رحالهم وكان إذا ناموا بالهاجرة .. عمد إلى النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فسأله عن الدّين واستقرأه القرآن ، وأسلم سرّا وفقه ، وقرأ من القرآن سورا) اه
والشّاهد : في فقهه مع أنّه لم يتلقّ إلّا أوقاتا يسيرة ، وكذلك أحوال كثير من الوافدين.
وقد توفّي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن مئة وعشرين ألفا من الصّحابة ، وفيهم من الأجلاف من لا يعرف إلّا الفاتحة أو إلّا البسملة ، كما في «معاهد التّنصيص» في قسمة أنفال #القادسيّة ، وهم يصلّون ويصومون ويحجّون ويزكّون بدون ت #مذهب ، وكذلك كان أهل #حضرموت فيما أظنّ وفيما يقضي الاستصحاب ، حتّى غزتهم المذاهب بسبب الاختلاط الواقع أكثره ب #الحجاز و #اليمن.
وقد جاء في «المشرع» : (أنّ فتاوى السّيّد سالم بن بصريّ على أساليب أولي الاجتهاد) وفي (ص ٥ ج ٢) منه : (أنّ أهل #حضرموت يشتغلون بالعلوم الفقهيّة ، وجمع الأحاديث النّبويّة) اه
ويؤيّده ما جاء في موضع آخر منه : (أنّ كثيرا من الصّلحاء والعلماء لا يعرفون عين قبره ، بل ولا جهته ؛ لأنّ المتقدّمين كانوا يجتنبون البناء والكتابة على #القبور) اه
فإنّه أنصع الأدلّة على تمسّكهم ب #السّنّة. وفي (ص ١٤٤ ج ٦) من «تاريخ ابن

783
وقال اليافعيّ : إنّ ممّن أظهر مذهب الشّافعيّ باليمن #موسى بن عمران #المعافريّ ،
قال : وممّن نشره ب #زبيد #بنو_عقامة.
ومن كتاب «المسالك اليمنيّة» للسّيّد محمّد بن إسماعيل #الكبسيّ : أنّ المأمون ولّى محمّد بن هارون التّغلبيّ قضاء #التّهائم في سنة (٢٠٣ ه‍).
ومحمّد بن هارون هذا هو جدّ بني عقامة.
وفي «طبقات ابن السّبكيّ» [٧ / ١٣٠] : (عن ابن سمرة : أنّ فضائل بني عقامة مشهورة ، وهم الّذين نشر الله بهم مذهب #الشّافعيّ في تهامة ، وقدماؤهم #جهروا ب #البسملة في الجمعة والجماعات) اه
وقوله : (وهم الّذين ... إلخ) صيغة حصر ، وكأنّ المذهب الشّافعيّ أتاهم قبل أن يعرفوا #المذاهب ، فوافق ما عندهم فتمكّن ونشره الله بهم.
يعجبني ما ذكره ياقوت [٤ / ١٠٨] لبعض قضاتهم يرثي هلكاه المدفونين بالعرق وهو موضع ب #زبيد [من الكامل] :
يا صاح قف بالعرق وقفة معول 
وانزل هناك فثمّ أكرم منزل 
نزلت به الشّمّ البواذخ بعدما
لحظتهم الجوزاء لحظة أسفل 
أخواي والولد العزيز ووالدي 
يا حطم رمحي عند ذاك ومنصل 
هل كان في #اليمن المبارك بعدنا
أحد يقيم صغا الكلام الأميل 
حتّى أنار الله سدفة أهله 
ببني عقامة بعد ليل أليل 
لا خير في قول امرىء مستمدح 
لكن طغى قلمي وأفرط مقولي 
وذكر #اليافعيّ أيضا : (أنّ القاسم بن محمّد بن عبد الله #القرشيّ المتوفّى سنة «٤٣٨ ه‍» نشر مذهب الشّافعيّ في نواحي #الجند و #صنعاء و #المعافر و #السّحول و #عدن و #لحج و #أبين) اه
ولئن تأخّر وصول المذهب الشّافعيّ إلى حضرموت عمّا مرّ .. فلن يخطئها فيما حوالي هذا التّاريخ.
787