#إدام_القوت
دفعتها إليه .. أعطاني منها عشرين ريالا .. فاستكثرتها ، وامتنعت من قبولها .. حتّى عزم عليّ بأخذها ، فأخذتها). وهذا عطاء غاب عنه الحبيب حامد بن أحمد #المحضار ، ولو شهده .. لم يكن بهذا المبلغ ، بل لقد عاتب أباه بعدما أعلمه.
وأخبرني عبد الهادي المذكور أيضا : أنّ أهل الرّباط ترافعوا إلى الشّيخ عمر باجنيد هذا في قضيّة ، ولمّا صدر الحكم .. امتنع المحكوم عليهم من الامتثال ، فأصيبوا بالعاهات ، فأقبلوا لترضية الشّيخ في جملة من جيرانهم ، فلاقاهم الإمام المحضار وقال :
يا بخت من عزّ الشريعه واستمع
قول الشريعه لي بها زان الوجود
قاضيكم المشهور ما بين العرب
من حجر بن دغّار لمّا قبر هود
فارتجزوا به بين دويّ البنادق ورجعها (١) الّذي يهزّ الجبال ، ولمّا قاربوا دار القاضي .. خرج للقائهم ، فقال الإمام #المحضار بالنّيابة عنه :
حيّا بكم ياللي وصلتوا كلكم
باسندوه والباعشن زين الجدود
يا باجنيد ابشر فسعدك قد بدر
يا بو محمّد فالكم فال السّعود
توفّي قبل الثّلاث مئة ، وخلفه على القضاء ولده محمّد ، ويأتي في جحي #الخنابشة بقيّة كلام عن آل باجنيد ، كان هذا المكان أولى به ، لكن تأخّر عن نسيان ، وعن غير واحد أنّ آل #باجنيد يتحمّلون ثلث نفقة عمارة ساقية الخريبة ، وهو آية كثرة أموالهم بها.
وعلى قول المحضار : (من حجر بن دغّار لمّا قبر هود) .. ذكرت أنّ ولدي البارّ حسن ـ بلّغه الله مناه ـ قال في رحلته الّتي قدّمها للنّادي العلميّ عن حضوره ـ بالنيابة عنه ـ تأبين المرحوم السّيّد أحمد بن عمر الشّاطريّ (٢) : ثمّ أنشدت قصيدة أديب ، ولم
______
(١) رجعها : صداها.
(٢) سنة (١٣٦١ ه).
دفعتها إليه .. أعطاني منها عشرين ريالا .. فاستكثرتها ، وامتنعت من قبولها .. حتّى عزم عليّ بأخذها ، فأخذتها). وهذا عطاء غاب عنه الحبيب حامد بن أحمد #المحضار ، ولو شهده .. لم يكن بهذا المبلغ ، بل لقد عاتب أباه بعدما أعلمه.
وأخبرني عبد الهادي المذكور أيضا : أنّ أهل الرّباط ترافعوا إلى الشّيخ عمر باجنيد هذا في قضيّة ، ولمّا صدر الحكم .. امتنع المحكوم عليهم من الامتثال ، فأصيبوا بالعاهات ، فأقبلوا لترضية الشّيخ في جملة من جيرانهم ، فلاقاهم الإمام المحضار وقال :
يا بخت من عزّ الشريعه واستمع
قول الشريعه لي بها زان الوجود
قاضيكم المشهور ما بين العرب
من حجر بن دغّار لمّا قبر هود
فارتجزوا به بين دويّ البنادق ورجعها (١) الّذي يهزّ الجبال ، ولمّا قاربوا دار القاضي .. خرج للقائهم ، فقال الإمام #المحضار بالنّيابة عنه :
حيّا بكم ياللي وصلتوا كلكم
باسندوه والباعشن زين الجدود
يا باجنيد ابشر فسعدك قد بدر
يا بو محمّد فالكم فال السّعود
توفّي قبل الثّلاث مئة ، وخلفه على القضاء ولده محمّد ، ويأتي في جحي #الخنابشة بقيّة كلام عن آل باجنيد ، كان هذا المكان أولى به ، لكن تأخّر عن نسيان ، وعن غير واحد أنّ آل #باجنيد يتحمّلون ثلث نفقة عمارة ساقية الخريبة ، وهو آية كثرة أموالهم بها.
وعلى قول المحضار : (من حجر بن دغّار لمّا قبر هود) .. ذكرت أنّ ولدي البارّ حسن ـ بلّغه الله مناه ـ قال في رحلته الّتي قدّمها للنّادي العلميّ عن حضوره ـ بالنيابة عنه ـ تأبين المرحوم السّيّد أحمد بن عمر الشّاطريّ (٢) : ثمّ أنشدت قصيدة أديب ، ولم
______
(١) رجعها : صداها.
(٢) سنة (١٣٦١ ه).
#حفظ_الله ،
لا يزال جماعة من ذرّيّته إلى اليوم ب ( #جحي #الخنابشة) (١) ، وسيأتي فيه : أنّ للشّيخ سعيد باحفظ الله تاريخا عن حضرموت استعاره #باصرّة ولم يردّه.
ومن أهل #الرّشيد : الشّيخ الصّالح المشهور يوسف بن أحمد #باناجة ، المتوفّى سنة (٧٨٣ ه) ، وقد سبق في #الحسوسة بعض ما كان من أماديح الشّيخ عمر بامخرمة فيه ، وقد ترجمه سيّدي الإمام أحمد بن محمّد #المحضار ترجمة مطوّلة تدخل في كرّاسين ، سمّاها : «شرح الصّدور» ، ولم أطّلع على شيء منها.
ومن آل باناجة الشّيخان عبد الله وعبد الرّحمن ، كانت لهم ثروة وتجارة واسعة بالحجاز والهند ومصر ، وكانت لهم رتب شريفة ب #مكّة أيّام الأتراك ، إلّا أنّ أسبابهم انقطعت من #حضرموت ، ولا تزال لهم بقايا في #أفريقيا وغيرها.
وبالرّشيد جماعة من ذرّيّة السّيّد طالب بن حسين بن عمر #العطّاس.
وهي موطن آل #بازرعة (٢) ، وفيهم كثير من العلماء ؛ أوّلهم الشّيخ أبو بكر بازرعة ، كان ظهوره ب #دوعن ـ كما يروى عن الحبيب أحمد بن محمّد المحضار ـ قبل الشّيخ سعيد #العموديّ بمئة عام ، وما كان ظهور الشّيخ يوسف أحمد باناجة ـ السّابق ذكره ـ إلّا بعد الشّيخ سعيد العموديّ بمئة سنة ، وعليه : فيكون الشّيخ أبو بكر #بازرعة ممّن عاصر الشّيخ سالم بن فضل الّذي أحيا العلم بعد دروسه ، المتوفّى سنة (٥٨١ ه).
ومن مشهوريهم في القرن الحادي عشر : الشّيخ عبد الله بن أحمد #بازرعة ، له ذكر كثير في «مجموع الأجداد» ، وله فتاوى مشهورة يرجع إليها في الاعتماد ، وكثيرا ما يختلف هو و #باحويرث و #بابحير فيترجّح ما ذهب إليه ، وهو الّذي اختصر «فتاوى العلّامة ابن حجر الهيتميّ».
ومن وجهائهم في الزّمن الأخير : الشّيخ محمّد بن عمر بازرعة ، هاجر في بدء
______
(١) الجحي : مكان الإقامة. الخنابشة ـ آل الخنبشي سيأتي ذكرهم في الجحي.
(٢) آل بازرعة : أسرة عريقة ، من ذوي المجد والسّيادة والرّئاسة في القديم. ذكر في «الإكليل» (٢ / ٣٧) أنّ في هدون : بني زرعة بن جعشم من الصّدف. وفي «الشّامل» (ص ٧١) أنّ آل بازرعة من آل بابحر ، ولعلّهم غير هؤلاء ، ولعلّ كونهم من الصّدف ـ من كندة ـ أقرب.
326
لا يزال جماعة من ذرّيّته إلى اليوم ب ( #جحي #الخنابشة) (١) ، وسيأتي فيه : أنّ للشّيخ سعيد باحفظ الله تاريخا عن حضرموت استعاره #باصرّة ولم يردّه.
ومن أهل #الرّشيد : الشّيخ الصّالح المشهور يوسف بن أحمد #باناجة ، المتوفّى سنة (٧٨٣ ه) ، وقد سبق في #الحسوسة بعض ما كان من أماديح الشّيخ عمر بامخرمة فيه ، وقد ترجمه سيّدي الإمام أحمد بن محمّد #المحضار ترجمة مطوّلة تدخل في كرّاسين ، سمّاها : «شرح الصّدور» ، ولم أطّلع على شيء منها.
ومن آل باناجة الشّيخان عبد الله وعبد الرّحمن ، كانت لهم ثروة وتجارة واسعة بالحجاز والهند ومصر ، وكانت لهم رتب شريفة ب #مكّة أيّام الأتراك ، إلّا أنّ أسبابهم انقطعت من #حضرموت ، ولا تزال لهم بقايا في #أفريقيا وغيرها.
وبالرّشيد جماعة من ذرّيّة السّيّد طالب بن حسين بن عمر #العطّاس.
وهي موطن آل #بازرعة (٢) ، وفيهم كثير من العلماء ؛ أوّلهم الشّيخ أبو بكر بازرعة ، كان ظهوره ب #دوعن ـ كما يروى عن الحبيب أحمد بن محمّد المحضار ـ قبل الشّيخ سعيد #العموديّ بمئة عام ، وما كان ظهور الشّيخ يوسف أحمد باناجة ـ السّابق ذكره ـ إلّا بعد الشّيخ سعيد العموديّ بمئة سنة ، وعليه : فيكون الشّيخ أبو بكر #بازرعة ممّن عاصر الشّيخ سالم بن فضل الّذي أحيا العلم بعد دروسه ، المتوفّى سنة (٥٨١ ه).
ومن مشهوريهم في القرن الحادي عشر : الشّيخ عبد الله بن أحمد #بازرعة ، له ذكر كثير في «مجموع الأجداد» ، وله فتاوى مشهورة يرجع إليها في الاعتماد ، وكثيرا ما يختلف هو و #باحويرث و #بابحير فيترجّح ما ذهب إليه ، وهو الّذي اختصر «فتاوى العلّامة ابن حجر الهيتميّ».
ومن وجهائهم في الزّمن الأخير : الشّيخ محمّد بن عمر بازرعة ، هاجر في بدء
______
(١) الجحي : مكان الإقامة. الخنابشة ـ آل الخنبشي سيأتي ذكرهم في الجحي.
(٢) آل بازرعة : أسرة عريقة ، من ذوي المجد والسّيادة والرّئاسة في القديم. ذكر في «الإكليل» (٢ / ٣٧) أنّ في هدون : بني زرعة بن جعشم من الصّدف. وفي «الشّامل» (ص ٧١) أنّ آل بازرعة من آل بابحر ، ولعلّهم غير هؤلاء ، ولعلّ كونهم من الصّدف ـ من كندة ـ أقرب.
326
#إدام_القوت
جحي #الخنابشة
وهو قرية للخنابشة الآتي ذرو من أخبارهم في آخر قيدون ؛ منهم الآن : الشّيخ عبد الله بن سعيد بن سالم الخنبشيّ ، مضياف ، وله مروءة.
وفيها ناس من السّادة آل مقيبل ، منهم : السّيّد الغريب الحال ، الطّاهر البال : عبد الله بن أبي بكر الملقّب بالنوّام ، لكثرة نومه ، حتّى أنّه لينام على حماره ويسقط ولا يشعر.
وله أحوال شريفة ؛ منها : أنّه تذوكر إشراق النّور عند تلاوة القرآن والصّلاة على النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم .. فقال : هل ينكر ذلك أحد؟! فقال الحاضرون : هل تقدر أن ترينا ذلك؟ قال : نعم ، فتوضّأ وصلّى ركعتين ، ثمّ أمرهم بإطفاء السّرج ـ وكان الوقت ليلا مظلما ـ وشرع يقرأ : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ) فأشرق المنزل بمثل ضياء الشّمس ، فبهت الحاضرون ، ولمّا انتهى الخبر إلى العلّامة السّيّد عبد الله بن هادون بن أحمد المحضار .. قال لآل مقيبل : لا تلوموا صاحبكم على شرب الدّخان ؛ وإلّا .. أوشك أن يطير عنكم.
وله مراء صادقة ؛ منها : أنّه انتبه مرّة منزعجا يقول : قتلوه ، قتلوه .. فجاء الخبر بمقتل سليم بن عيبان بالقوينص السّابق ذكر خبره في الكسر في تلك السّاعة.
ومن آل مقيبل بالجحي الآن : السّيّد حسين بن علويّ مقيبل.
ومنها : الشّيخ سعيد باحفظ الله السّابق ذكره في الرّشيد ، وكان يحبّ الخير ، وهو الّذي بنى جامع #الجحي ، وله في القراءات إتقان بديع ، ومعرفة جيّدة ، وهو صاحب
______
شمالا ، وفي جوانبها وأعلاها أساسات ديار تدل على أنها كانت بلدا كبيرة ، وفي أسفلها ، جواب عديدة لخزن الماء.
وفي الجانب القبلي بسفح الجبل : كوكه ، وتقدم الكلام عنها.
وبعدها بقليل يلتقي مجرى الوادي الأيسر ومجرى وادي دوعن الأيمن.
ثم مخرج وادي فيل بالجانب الشرقي.
جحي #الخنابشة
وهو قرية للخنابشة الآتي ذرو من أخبارهم في آخر قيدون ؛ منهم الآن : الشّيخ عبد الله بن سعيد بن سالم الخنبشيّ ، مضياف ، وله مروءة.
وفيها ناس من السّادة آل مقيبل ، منهم : السّيّد الغريب الحال ، الطّاهر البال : عبد الله بن أبي بكر الملقّب بالنوّام ، لكثرة نومه ، حتّى أنّه لينام على حماره ويسقط ولا يشعر.
وله أحوال شريفة ؛ منها : أنّه تذوكر إشراق النّور عند تلاوة القرآن والصّلاة على النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم .. فقال : هل ينكر ذلك أحد؟! فقال الحاضرون : هل تقدر أن ترينا ذلك؟ قال : نعم ، فتوضّأ وصلّى ركعتين ، ثمّ أمرهم بإطفاء السّرج ـ وكان الوقت ليلا مظلما ـ وشرع يقرأ : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ) فأشرق المنزل بمثل ضياء الشّمس ، فبهت الحاضرون ، ولمّا انتهى الخبر إلى العلّامة السّيّد عبد الله بن هادون بن أحمد المحضار .. قال لآل مقيبل : لا تلوموا صاحبكم على شرب الدّخان ؛ وإلّا .. أوشك أن يطير عنكم.
وله مراء صادقة ؛ منها : أنّه انتبه مرّة منزعجا يقول : قتلوه ، قتلوه .. فجاء الخبر بمقتل سليم بن عيبان بالقوينص السّابق ذكر خبره في الكسر في تلك السّاعة.
ومن آل مقيبل بالجحي الآن : السّيّد حسين بن علويّ مقيبل.
ومنها : الشّيخ سعيد باحفظ الله السّابق ذكره في الرّشيد ، وكان يحبّ الخير ، وهو الّذي بنى جامع #الجحي ، وله في القراءات إتقان بديع ، ومعرفة جيّدة ، وهو صاحب
______
شمالا ، وفي جوانبها وأعلاها أساسات ديار تدل على أنها كانت بلدا كبيرة ، وفي أسفلها ، جواب عديدة لخزن الماء.
وفي الجانب القبلي بسفح الجبل : كوكه ، وتقدم الكلام عنها.
وبعدها بقليل يلتقي مجرى الوادي الأيسر ومجرى وادي دوعن الأيمن.
ثم مخرج وادي فيل بالجانب الشرقي.
#إدام_القوت
ثمّ قرى صغيرة (١).
ثمّ #تولبة (٢) ، وهي قرية متوسّطة ، بينها وبين ضريح الشّيخ عمر نحو ساعة.
وفي رأس الوادي قرية على قلّة جبل مقطوع الرّأس من الجهات كلّها ، لا طريق له إلّا من الجهة الغربيّة في غاية الوعورة ، تتراءى ديارها الغبراء القليلة كما تتراءى طيور القطا ، يقال لها : #حيد_الجزيل (٣) ، مشهورة بزيادة حسن عسلها وهي على مقربة من ضريح الشّيخ عمر مولى خضمّ ابن الشّيخ محمّد بن سعيد العموديّ ، الّذي ينسب إليه وادي الأيسر كلّه ، فيقال : #وادي_عمر ، يعنونه (٤).
وأوّل ما يكون على يسار الدّاخل إلى وادي الأيسر : حصن #الخنابشة.
ثمّ #الدّوفة (٥) ، وفيها السّادة آل مقيبل ، يرأسهم الآن : السّيّد محمّد بن بو بكر وأخوه عبد الله.
______
(١) ومن هذه القرى : حصون باسعد : سكانها آل باسعد ، وبن العمر ، وهم حالكة. ودار بامحرز : فيه آل بامحرز وشرج آل بعسر : من الحالكة. وجحي باخطيب : فيه آل باخطيب. والمشقعه : فيها آل باوزير. ثم حصون بقشان وخيلة ، سيأتي ذكرها.
(٢) وهي في سفح جبل ، تستقبل الشمال والشرق ؛ وبجانبها شعب ، وفيه غيل ، يغرسون فيه بعض البقول. وفيها سادة أشراف من آل باعقيل السقاف ، وولاتها آل محمد بن سعيد العمودي ، ومن سكانها : آل باقادر العمودي ، وآل باقروان ، وآل بايونس ، وآل بازيد ، وآل باحيدان ، وآل بادعم ، وآل بلحمر ـ بسكون اللام وفتح الميم ـ من الحالكة.
(٣) حيد الجزيل : واسمه في «الشامل» : الحيد الجزيل ، قال : (وهو جبل مرتفع ، عليه قرية للمشايخ آل محمد بن سعيد ، وآل باموسى ، وعندهم : باصبان).
ثم قال أثناء ذكره مجاري الأودية التي تصب في الأيسر : (وإذا انحدرت من قرية الحيد .. كان أمامك المسجد والدار والجابية التي أقيمت لزوار ضريح الشيخ عمر مولى خضم ، وخلف ذلك القبة المقامة على قبره ، وعن يمينك مال الجزيل ، ثم مجرى الوادي ... إلخ).
(٤) ترتيب القرى من أعلى الوادي الأيسر هي هكذا : قبر الشيخ عمر مولى خضم ، فحيد الجزيل الذي بأعلاه قرية الجزيل ، فعرض البلّحمر ـ من سيبان ـ وهم رؤساء الحالكة ، وتقابله حوفة ، وبين العرض وبينها مسيل شعب الصيقة ، وفي العرض سادة من آل العطاس ، وآل البلحمر ، ثم حوفة ، وستأتي. وفي «الشامل» (١٧١ ـ ١٧٢) ، تفصيل دقيق للأودية ومسايل الماء التي تنزل من أعلى الوادي الأيسر ، وهي : وادي مراه ، ووادي عقرون ، ووادي صبيخ.
(٥) الدوفة : تقع في الجانب الشرقي ، وهي بضم الدال وسكون الواو ، قال صاحب «الشامل» : إن الدوفة الحالية العامرة إنما انتقل إليها سكانها من قرية أخرى قريبة كانت تسمى : المحوّقة ـ بتشديد
ثمّ قرى صغيرة (١).
ثمّ #تولبة (٢) ، وهي قرية متوسّطة ، بينها وبين ضريح الشّيخ عمر نحو ساعة.
وفي رأس الوادي قرية على قلّة جبل مقطوع الرّأس من الجهات كلّها ، لا طريق له إلّا من الجهة الغربيّة في غاية الوعورة ، تتراءى ديارها الغبراء القليلة كما تتراءى طيور القطا ، يقال لها : #حيد_الجزيل (٣) ، مشهورة بزيادة حسن عسلها وهي على مقربة من ضريح الشّيخ عمر مولى خضمّ ابن الشّيخ محمّد بن سعيد العموديّ ، الّذي ينسب إليه وادي الأيسر كلّه ، فيقال : #وادي_عمر ، يعنونه (٤).
وأوّل ما يكون على يسار الدّاخل إلى وادي الأيسر : حصن #الخنابشة.
ثمّ #الدّوفة (٥) ، وفيها السّادة آل مقيبل ، يرأسهم الآن : السّيّد محمّد بن بو بكر وأخوه عبد الله.
______
(١) ومن هذه القرى : حصون باسعد : سكانها آل باسعد ، وبن العمر ، وهم حالكة. ودار بامحرز : فيه آل بامحرز وشرج آل بعسر : من الحالكة. وجحي باخطيب : فيه آل باخطيب. والمشقعه : فيها آل باوزير. ثم حصون بقشان وخيلة ، سيأتي ذكرها.
(٢) وهي في سفح جبل ، تستقبل الشمال والشرق ؛ وبجانبها شعب ، وفيه غيل ، يغرسون فيه بعض البقول. وفيها سادة أشراف من آل باعقيل السقاف ، وولاتها آل محمد بن سعيد العمودي ، ومن سكانها : آل باقادر العمودي ، وآل باقروان ، وآل بايونس ، وآل بازيد ، وآل باحيدان ، وآل بادعم ، وآل بلحمر ـ بسكون اللام وفتح الميم ـ من الحالكة.
(٣) حيد الجزيل : واسمه في «الشامل» : الحيد الجزيل ، قال : (وهو جبل مرتفع ، عليه قرية للمشايخ آل محمد بن سعيد ، وآل باموسى ، وعندهم : باصبان).
ثم قال أثناء ذكره مجاري الأودية التي تصب في الأيسر : (وإذا انحدرت من قرية الحيد .. كان أمامك المسجد والدار والجابية التي أقيمت لزوار ضريح الشيخ عمر مولى خضم ، وخلف ذلك القبة المقامة على قبره ، وعن يمينك مال الجزيل ، ثم مجرى الوادي ... إلخ).
(٤) ترتيب القرى من أعلى الوادي الأيسر هي هكذا : قبر الشيخ عمر مولى خضم ، فحيد الجزيل الذي بأعلاه قرية الجزيل ، فعرض البلّحمر ـ من سيبان ـ وهم رؤساء الحالكة ، وتقابله حوفة ، وبين العرض وبينها مسيل شعب الصيقة ، وفي العرض سادة من آل العطاس ، وآل البلحمر ، ثم حوفة ، وستأتي. وفي «الشامل» (١٧١ ـ ١٧٢) ، تفصيل دقيق للأودية ومسايل الماء التي تنزل من أعلى الوادي الأيسر ، وهي : وادي مراه ، ووادي عقرون ، ووادي صبيخ.
(٥) الدوفة : تقع في الجانب الشرقي ، وهي بضم الدال وسكون الواو ، قال صاحب «الشامل» : إن الدوفة الحالية العامرة إنما انتقل إليها سكانها من قرية أخرى قريبة كانت تسمى : المحوّقة ـ بتشديد
وفيها آل #العموديّ ، ومنهم : الشّيخ عبد الله بن عثمان (١) ، كان الحبيب عبد الله بن علويّ #الحدّاد كثير الثّناء عليه ، ويقول : ما نحن مستأمنين بأهل الوديان إلّا على السّيّد حسين بن عمر #العطّاس ، والشّيخ عبد الله بن عثمان صاحب الدّوفة. وهو من مشايخ السّيّد عليّ بن حسن #العطّاس صاحب المشهد.
ومنهم : العلّامة الشّيخ أحمد بن عبد الرّحيم #العموديّ (٢).
وفي حدود سنة (١٣٦٢ ه) كان النّزاع قائما بين آل العموديّ آل #باظفاريّ و #الخنابشة على #جريب (٣) من الأرض ، ملكه لآل باظفاريّ ، ونشره (٤) للخنابشة ،
______
الواو ـ وكان بعض سكانها أشرارا قاموا بإحراق بعض القرى ، فشرد الناس منها إلى الدوفة.
وأما سكان #الدوفة الحاليين : فمنهم : السادة آل مقيبل ، وآل #باصرة ، وقد كان أسلافهم بهينن ، ثم نزحوا إلى الدوفة ، وآل باحسن. وبالدوفة جماعة من المشايخ آل العمودي : آل سعيد ، وآل مشعب ، وآل بحمد العمودي ، والباهمام ، وآل بامقعين ، والباوهّاب ، وهم من آل بامقعين ، وآل بامقعين هؤلاء كانوا بهينن ، ثم نقلوا عنها مع سبع قبائل أخرى تفرقوا في القرى ، وبقية الست القبائل : بالعمش ، وباحطّاب ، وبن جحلان ببلاد الماء ، وباجعمان بخديش .. وباريان بقرن ماجد ، وبلّعجم بعرض باهيثم.
وبها أيضا : آل باظفاري ، وباخضر ، وباعباد ، وباحكم ، وباصهي ـ وسيأتي ذكر آل باصهي بشبام ، وآل البحيث من آل باجعيفر ، وآل باسبعين ـ مثنى ـ والباطويل وهم غير باطويل العمودي .. وهؤلاء حالكة ، كما أن من آل باعشن بيت يقال لهم : آل باطويل.
(١) تمام نسبه : عبد الله بن عثمان بن أبي بكر بن عمر بن عمر بن محمد بن علي بن أبي بكر بن عبد الرحيم بن أبي بكر بن عثمان بن عمر مولى خضم بن محمد ابن الشيخ سعيد العمودي.
ترجم له العلامة محمد بن زين بن سميط ضمن تلامذة الإمام الحداد ، وأفرده بالترجمة الشيخ أحمد باشميل صاحب العرسمة ، توفي سنة (١١٤٣ ه) ، وهو والد الفقيه العلامة سعيد بن عبد الله الآتي في قيدون ، تنظر ترجمتهما في «الشامل» (١٨٣ ـ ١٨٤).
(٢) هو الشيخ أحمد بن عبد الرحيم العمودي ، كان من العلماء المتجردين للتعليم ، المشتغلين بالعبادة في مسجد منسوب لجده الأعلى الشيخ سعيد بن عيسى ، وله ولع ونهمة بالكتب ونساختها. «لشامل» (١٨٢)
(٣) الجريب : وحدة لقياس المساحات ، أصله فارسيّ ، وهو عندهم مساحة من الأرض تعادل عشرة آلاف متر مربّع ، اقتبسه العرب منذ بداية العصر الإسلاميّ مع اختلاف في المساحة ، واستخدموه في تحديد مساحات الأرض ، وهو عندهم أرض مربّعة ، طول أحد أضلاعها ستّون ذراعا بذراع الملك. وذراع الملك مقداره (٧٧ ، ٧٥ سم) ، وعليه .. فالجريب عند العرب يعادل (١٢٠٠ م ٢). وقد يراد به المزرعة ، ويسمّيها الحضارمة : الجرب ، بسكون الرّاء وفتح الجيم.
(٤) وهو عمارة الأرض بالزراعة بعد إهمالها ؛ أي : إحياؤها ، سواء كانت مواتا أم غيره. وهي من
375
ومنهم : العلّامة الشّيخ أحمد بن عبد الرّحيم #العموديّ (٢).
وفي حدود سنة (١٣٦٢ ه) كان النّزاع قائما بين آل العموديّ آل #باظفاريّ و #الخنابشة على #جريب (٣) من الأرض ، ملكه لآل باظفاريّ ، ونشره (٤) للخنابشة ،
______
الواو ـ وكان بعض سكانها أشرارا قاموا بإحراق بعض القرى ، فشرد الناس منها إلى الدوفة.
وأما سكان #الدوفة الحاليين : فمنهم : السادة آل مقيبل ، وآل #باصرة ، وقد كان أسلافهم بهينن ، ثم نزحوا إلى الدوفة ، وآل باحسن. وبالدوفة جماعة من المشايخ آل العمودي : آل سعيد ، وآل مشعب ، وآل بحمد العمودي ، والباهمام ، وآل بامقعين ، والباوهّاب ، وهم من آل بامقعين ، وآل بامقعين هؤلاء كانوا بهينن ، ثم نقلوا عنها مع سبع قبائل أخرى تفرقوا في القرى ، وبقية الست القبائل : بالعمش ، وباحطّاب ، وبن جحلان ببلاد الماء ، وباجعمان بخديش .. وباريان بقرن ماجد ، وبلّعجم بعرض باهيثم.
وبها أيضا : آل باظفاري ، وباخضر ، وباعباد ، وباحكم ، وباصهي ـ وسيأتي ذكر آل باصهي بشبام ، وآل البحيث من آل باجعيفر ، وآل باسبعين ـ مثنى ـ والباطويل وهم غير باطويل العمودي .. وهؤلاء حالكة ، كما أن من آل باعشن بيت يقال لهم : آل باطويل.
(١) تمام نسبه : عبد الله بن عثمان بن أبي بكر بن عمر بن عمر بن محمد بن علي بن أبي بكر بن عبد الرحيم بن أبي بكر بن عثمان بن عمر مولى خضم بن محمد ابن الشيخ سعيد العمودي.
ترجم له العلامة محمد بن زين بن سميط ضمن تلامذة الإمام الحداد ، وأفرده بالترجمة الشيخ أحمد باشميل صاحب العرسمة ، توفي سنة (١١٤٣ ه) ، وهو والد الفقيه العلامة سعيد بن عبد الله الآتي في قيدون ، تنظر ترجمتهما في «الشامل» (١٨٣ ـ ١٨٤).
(٢) هو الشيخ أحمد بن عبد الرحيم العمودي ، كان من العلماء المتجردين للتعليم ، المشتغلين بالعبادة في مسجد منسوب لجده الأعلى الشيخ سعيد بن عيسى ، وله ولع ونهمة بالكتب ونساختها. «لشامل» (١٨٢)
(٣) الجريب : وحدة لقياس المساحات ، أصله فارسيّ ، وهو عندهم مساحة من الأرض تعادل عشرة آلاف متر مربّع ، اقتبسه العرب منذ بداية العصر الإسلاميّ مع اختلاف في المساحة ، واستخدموه في تحديد مساحات الأرض ، وهو عندهم أرض مربّعة ، طول أحد أضلاعها ستّون ذراعا بذراع الملك. وذراع الملك مقداره (٧٧ ، ٧٥ سم) ، وعليه .. فالجريب عند العرب يعادل (١٢٠٠ م ٢). وقد يراد به المزرعة ، ويسمّيها الحضارمة : الجرب ، بسكون الرّاء وفتح الجيم.
(٤) وهو عمارة الأرض بالزراعة بعد إهمالها ؛ أي : إحياؤها ، سواء كانت مواتا أم غيره. وهي من
375
#إدام_القوت
فخرج آل #العموديّ لحرثه فمنعهم أحد الخنابشة ، فلم يبالوا به ، فأقبل ثلاثة نفر من الخنابشة .. لاقاهم اثنان من آل العموديّ ، فاجتلدوا بالعصيّ ساعة ، ثمّ لم يشعر النّاس إلّا بواحد يمكّن خنجره من خاصرة عبود بن محمّد بن العسكر #العموديّ ، فكانت القاضية.
واختلفت الرّواية ، فقيل : إنّ عبودا هذا من المشتركين في المخاصمة على الجريب. وقيل : إنّما كان من النّظارة فقط.
وقد طلّ دمه (١) ؛ إذ لم يتعيّن القاتل بالحجّة الشّرعيّة ، والتّهمة تحوم حول #الخنابشة واللّوث الشّرعيّ ظاهر ، ولكنّهم إمّا لا يعرفون القسامة ، وإمّا لأنّهم لا يرون الأخذ بها تشفيا ، وإمّا لأنّهم لا يرون لها منفذا.
ثمّ انحطّت التّهمة على سعيد بن سالم الخضر .. فأودع السّجن ثلاثة أعوام ، ثمّ أطلق سراحه ، ولكن! بعدما تغيّر مزاجه ، وانحرفت صحّته ، فلم يعش بعد تخلية سبيله إلّا مدّة يسيرة.
وكما اختلفت الرّواية في مقتل عبود .. اختلفت في مبدئه ، فقيل : إنّه كمثل أخيه عثمان ، على رأي #الإرشاديّين ، وإنّ لذلك مدخلا في قتله.
وقيل : إنّه إنّما كان يجامل أخاه بالتّظاهر بالإرشاد ؛ لأنّه وليّ نعمته (٢) ، وليس بالجادّ فيه.
______
المسائل المعمول بها على غير معتمد مذهب الشافعي تقليدا لغيره ، انظر (ص ١٦٤) «فتاوى مشهور» : المساقاة.
(١) طلّ دمه : هدر ولم يؤخذ بثأره.
(٢) ومن أعيان الدوفة وعلمائها المشهورين : الشيخ الصالح العالم الصوفي عمر بن زيد ، كان من أهل العلم والصلاح ، عاش في القرن العاشر ، قدم إلى تريم للأخذ عن السيد الشريف أحمد بن الحسين العيدروس المتوفى بها سنة (٩٦٨ ه) ، ولازمه وأخذ عنه ، كما ورد في «المشرع» (٢ / ١٢٥).
الفقيه العارف بالله الشيخ عبد الله بن عمر باعباد ـ بضم العين وتخفيف الباء ـ أخذ عن الحبيب عمر العطاس ، والشيخ علي باراس ، وله مصنف في مناقبهما.
فخرج آل #العموديّ لحرثه فمنعهم أحد الخنابشة ، فلم يبالوا به ، فأقبل ثلاثة نفر من الخنابشة .. لاقاهم اثنان من آل العموديّ ، فاجتلدوا بالعصيّ ساعة ، ثمّ لم يشعر النّاس إلّا بواحد يمكّن خنجره من خاصرة عبود بن محمّد بن العسكر #العموديّ ، فكانت القاضية.
واختلفت الرّواية ، فقيل : إنّ عبودا هذا من المشتركين في المخاصمة على الجريب. وقيل : إنّما كان من النّظارة فقط.
وقد طلّ دمه (١) ؛ إذ لم يتعيّن القاتل بالحجّة الشّرعيّة ، والتّهمة تحوم حول #الخنابشة واللّوث الشّرعيّ ظاهر ، ولكنّهم إمّا لا يعرفون القسامة ، وإمّا لأنّهم لا يرون الأخذ بها تشفيا ، وإمّا لأنّهم لا يرون لها منفذا.
ثمّ انحطّت التّهمة على سعيد بن سالم الخضر .. فأودع السّجن ثلاثة أعوام ، ثمّ أطلق سراحه ، ولكن! بعدما تغيّر مزاجه ، وانحرفت صحّته ، فلم يعش بعد تخلية سبيله إلّا مدّة يسيرة.
وكما اختلفت الرّواية في مقتل عبود .. اختلفت في مبدئه ، فقيل : إنّه كمثل أخيه عثمان ، على رأي #الإرشاديّين ، وإنّ لذلك مدخلا في قتله.
وقيل : إنّه إنّما كان يجامل أخاه بالتّظاهر بالإرشاد ؛ لأنّه وليّ نعمته (٢) ، وليس بالجادّ فيه.
______
المسائل المعمول بها على غير معتمد مذهب الشافعي تقليدا لغيره ، انظر (ص ١٦٤) «فتاوى مشهور» : المساقاة.
(١) طلّ دمه : هدر ولم يؤخذ بثأره.
(٢) ومن أعيان الدوفة وعلمائها المشهورين : الشيخ الصالح العالم الصوفي عمر بن زيد ، كان من أهل العلم والصلاح ، عاش في القرن العاشر ، قدم إلى تريم للأخذ عن السيد الشريف أحمد بن الحسين العيدروس المتوفى بها سنة (٩٦٨ ه) ، ولازمه وأخذ عنه ، كما ورد في «المشرع» (٢ / ١٢٥).
الفقيه العارف بالله الشيخ عبد الله بن عمر باعباد ـ بضم العين وتخفيف الباء ـ أخذ عن الحبيب عمر العطاس ، والشيخ علي باراس ، وله مصنف في مناقبهما.