وثيقة عمرهااكثر من #قرن تحكي عن وضع التعليم والصحة في #لحج
عبدالقوي #العزيبي
يعتقد بعض المواطنين بأن قيام ثورة الـ14 من أكتوبر 1963م ، هي من أوجدت كينونة التعليم والصحة وغيرها من الخدمات الأساسية، بينما قبل قيام الثورة لم يكن يوجد داخل محافظة لحج أي تعليم أو صحة، وهذا اعتقاد خاطئ ، فقد كان هنالك آنذاك في عهد السلطنة #العبدلية ، اهتمام بالتعليم والصحة ومجالات أخرى، وتأكيداً لهذا القول فإن " وثيقة عمرها قرن من الزمن - 100 عام - قام بتزويدنا بهذه الوثيقة وكيل أسرة السلطان الشيخ " سند عياش عوض #البان "،
وهي تحكي عن زمن حكم (سلاطين وأمراء #العبادل) وكيف كان ذلك الزمن قبل قرن من الآن مهتماً اهتماماً كبيراً ب #التعليم و #الصحة على وجه الخصوص، داخل محافظة #لحج..
كما أن تلك الوثيقة سلّطت الضوء على قضية مهمة، وهي قضية "الوقف الإسلامي"، الذي يقوم فيها صاحب الأملاك بإيقاف أراضيه وأملاكه، ويجعلها له صدقةً جارية بعد موته، يُستفاد منها فيما يرضي الله، وينفع هذه الأمة الإسلامية، وجعلها أمة فتية ومحصنة، وبيئة طاردة للأمراض بمختلف أشكالها، وهو الأمر الذي دفع بها إلى مصافي الأمم المتقدمة، حيث كان الوقف الإسلامي من أجمل الموروثات التي دفعت الحضارة الإسلامية للأمام، وجعلت هنالك فيضاً من المال يتم إنفاقه في المكان الصحيح، كالنفقة على بعض الفقراء والمعوزين، أو بناء مشاريع معينة والصرف على نفقاتها من خيرات تلك الأرض التي تدرُّ الأموال والحبوب والفواكه، لتلافي القصور الذي قد يكون حاصلاً في المجتمع.
ويتعرض الوقف الإسلامي حالياً للاضمحلال ، وبدأ أصحاب رؤوس المال يمسكون أموالهم، أو يورثونها جميعاً لأهاليهم، دون أن يقتطعوا منها بعد موت "صاحب المال أو المقتدر"، على عمل صدقة تنفعه بعد موته، وفي هذا شيءٌ من العبث، وترك ما كان عليه أجدادنا، من بذل وعطاء في سبيل الخير، وافتتاح المشاريع، وتعبيد الطرق وأشياء كثيرة..
إيقاف الأرض
في داخل المرقوم الذي تحرر بعام 1337 هجرية ، يقول / محسن فضل بن علي العبدلي : (أنا محسن فضل بن علي ، أوصي بأن يخرج الثلث من أملاكي الأرضية المزروعة، والموروثة لي من أبي في وادي لحج المحمية بالله تعالى، "صدقة وحبساً" من بعدي تقرباً إلى الله تعالى لمرضاته، على أن يكون مصرفها في مصالح المدرسة والاجزاخانة، التي أوصي بعمارتها في حوطة لحج المحروسة وأن تكون المدرسة خاصة بتعليم العلوم العربية الابتدائية من فصول أولية في الفقه الديني وعلم الخط والحساب والنحو والعلوم العربية الأخرى المفيدة لبناء وطني ، وأن يجلب لها من أفضل المعلمين النابغين المنتبهين للتعليم المدركين لواجبات العلم وواجبات المتعلمين وأن تقبل المدرسة كل متعلم من أهل وطني ممن يبلغ الحلم ومن غير أهل وطني درجة ثانية وأن ينفق من محصلات الأطيان رواتب المعلمين ولزويمات آلة وأدوات التعليم من كتب وألواح وأقلام ومداد على أولاد الفقراء العاجزين عن تحضير ذلك من أنفسهم وأن يصرف أيضاً من محصلات الأطيان قيمة أدوية تحضر في الاجزاخانة تعطى للفقراء الناس مجاناً ولأغنياهم بثمن يعود للاجزاخانة وأن يعين للمدرسة والمستشفى والاجزاخانة خدم يقومون بالواجبات من النظافة والإصلاح بأجرة من محصلات الأرض الموصى بها ).
شروط العبدلي
اشترط " العبدلي " بأن لا يدخل المدرسة من لم يكن من طلبة العلم ولا المعلمين في حين التدريس، إلا أن يكون زائراً عالماً متفقداً لحال المدرسة ، ولا يحق للمعلمين أن يصطحبوا أناساً معهم إلى المدرسة لأن ذلك مما يفوت وقت الطلبة.
أسباب الوقف
وفرضت قوة الإيمان عند "العبدلي" والتسابق لفعل الخيرات التقرب بكل ذلك إلى الله تقرب المخلص الذي لا يشوبه شك، حيث قال : (باعتباري عاقلاً مختاراً سميعاً بصيراً ناطقاً باللفظ الصريح راجياً من الله الثواب ومحبة لديني ووطني والناس الذين عم فيهم الجهل والعاهات والأمراض وداعياً إلى هذا السبيل الصالح من أراد الثواب إلى الله ونفع الوطن الذي حبه من الإيمان).
شروط العمل التربوي
وحدد العبدلي قبل قرن من الزمن شروطاً للعمل التربوي ومن أبرز تلك الشروط :
١) معلم أول لغوي ، محسن الصرف والنحو والجغرافية والإنشاد وله اطلاع بالتاريخ ، مختصراً في النحو والصرف و التعليم ويمرر الأولاد على الأدب والإنشاد والجغرافية والتاريخ.
٢) معلم ثاني في تعليم الحساب بكل أنواعه وعلم الخط الفصيح.
٣) معلم ثالث محور القرآن يحفظ القرآن ويعلم الأولاد القرآن والهجاء كما يجب.
٤) معلم رابع لترويض أجساد الأولاد بالجري ورفع الكرة باليد والقفز والقلب وله النظارة على الخدم في ترتيب المدرسة ونظافتها .
٥) ضرورة وجود خدامين اثنين لنظافة المدرسة وكنسها وطهارتها، وتصفية ماء الشرب.
عبدالقوي #العزيبي
يعتقد بعض المواطنين بأن قيام ثورة الـ14 من أكتوبر 1963م ، هي من أوجدت كينونة التعليم والصحة وغيرها من الخدمات الأساسية، بينما قبل قيام الثورة لم يكن يوجد داخل محافظة لحج أي تعليم أو صحة، وهذا اعتقاد خاطئ ، فقد كان هنالك آنذاك في عهد السلطنة #العبدلية ، اهتمام بالتعليم والصحة ومجالات أخرى، وتأكيداً لهذا القول فإن " وثيقة عمرها قرن من الزمن - 100 عام - قام بتزويدنا بهذه الوثيقة وكيل أسرة السلطان الشيخ " سند عياش عوض #البان "،
وهي تحكي عن زمن حكم (سلاطين وأمراء #العبادل) وكيف كان ذلك الزمن قبل قرن من الآن مهتماً اهتماماً كبيراً ب #التعليم و #الصحة على وجه الخصوص، داخل محافظة #لحج..
كما أن تلك الوثيقة سلّطت الضوء على قضية مهمة، وهي قضية "الوقف الإسلامي"، الذي يقوم فيها صاحب الأملاك بإيقاف أراضيه وأملاكه، ويجعلها له صدقةً جارية بعد موته، يُستفاد منها فيما يرضي الله، وينفع هذه الأمة الإسلامية، وجعلها أمة فتية ومحصنة، وبيئة طاردة للأمراض بمختلف أشكالها، وهو الأمر الذي دفع بها إلى مصافي الأمم المتقدمة، حيث كان الوقف الإسلامي من أجمل الموروثات التي دفعت الحضارة الإسلامية للأمام، وجعلت هنالك فيضاً من المال يتم إنفاقه في المكان الصحيح، كالنفقة على بعض الفقراء والمعوزين، أو بناء مشاريع معينة والصرف على نفقاتها من خيرات تلك الأرض التي تدرُّ الأموال والحبوب والفواكه، لتلافي القصور الذي قد يكون حاصلاً في المجتمع.
ويتعرض الوقف الإسلامي حالياً للاضمحلال ، وبدأ أصحاب رؤوس المال يمسكون أموالهم، أو يورثونها جميعاً لأهاليهم، دون أن يقتطعوا منها بعد موت "صاحب المال أو المقتدر"، على عمل صدقة تنفعه بعد موته، وفي هذا شيءٌ من العبث، وترك ما كان عليه أجدادنا، من بذل وعطاء في سبيل الخير، وافتتاح المشاريع، وتعبيد الطرق وأشياء كثيرة..
إيقاف الأرض
في داخل المرقوم الذي تحرر بعام 1337 هجرية ، يقول / محسن فضل بن علي العبدلي : (أنا محسن فضل بن علي ، أوصي بأن يخرج الثلث من أملاكي الأرضية المزروعة، والموروثة لي من أبي في وادي لحج المحمية بالله تعالى، "صدقة وحبساً" من بعدي تقرباً إلى الله تعالى لمرضاته، على أن يكون مصرفها في مصالح المدرسة والاجزاخانة، التي أوصي بعمارتها في حوطة لحج المحروسة وأن تكون المدرسة خاصة بتعليم العلوم العربية الابتدائية من فصول أولية في الفقه الديني وعلم الخط والحساب والنحو والعلوم العربية الأخرى المفيدة لبناء وطني ، وأن يجلب لها من أفضل المعلمين النابغين المنتبهين للتعليم المدركين لواجبات العلم وواجبات المتعلمين وأن تقبل المدرسة كل متعلم من أهل وطني ممن يبلغ الحلم ومن غير أهل وطني درجة ثانية وأن ينفق من محصلات الأطيان رواتب المعلمين ولزويمات آلة وأدوات التعليم من كتب وألواح وأقلام ومداد على أولاد الفقراء العاجزين عن تحضير ذلك من أنفسهم وأن يصرف أيضاً من محصلات الأطيان قيمة أدوية تحضر في الاجزاخانة تعطى للفقراء الناس مجاناً ولأغنياهم بثمن يعود للاجزاخانة وأن يعين للمدرسة والمستشفى والاجزاخانة خدم يقومون بالواجبات من النظافة والإصلاح بأجرة من محصلات الأرض الموصى بها ).
شروط العبدلي
اشترط " العبدلي " بأن لا يدخل المدرسة من لم يكن من طلبة العلم ولا المعلمين في حين التدريس، إلا أن يكون زائراً عالماً متفقداً لحال المدرسة ، ولا يحق للمعلمين أن يصطحبوا أناساً معهم إلى المدرسة لأن ذلك مما يفوت وقت الطلبة.
أسباب الوقف
وفرضت قوة الإيمان عند "العبدلي" والتسابق لفعل الخيرات التقرب بكل ذلك إلى الله تقرب المخلص الذي لا يشوبه شك، حيث قال : (باعتباري عاقلاً مختاراً سميعاً بصيراً ناطقاً باللفظ الصريح راجياً من الله الثواب ومحبة لديني ووطني والناس الذين عم فيهم الجهل والعاهات والأمراض وداعياً إلى هذا السبيل الصالح من أراد الثواب إلى الله ونفع الوطن الذي حبه من الإيمان).
شروط العمل التربوي
وحدد العبدلي قبل قرن من الزمن شروطاً للعمل التربوي ومن أبرز تلك الشروط :
١) معلم أول لغوي ، محسن الصرف والنحو والجغرافية والإنشاد وله اطلاع بالتاريخ ، مختصراً في النحو والصرف و التعليم ويمرر الأولاد على الأدب والإنشاد والجغرافية والتاريخ.
٢) معلم ثاني في تعليم الحساب بكل أنواعه وعلم الخط الفصيح.
٣) معلم ثالث محور القرآن يحفظ القرآن ويعلم الأولاد القرآن والهجاء كما يجب.
٤) معلم رابع لترويض أجساد الأولاد بالجري ورفع الكرة باليد والقفز والقلب وله النظارة على الخدم في ترتيب المدرسة ونظافتها .
٥) ضرورة وجود خدامين اثنين لنظافة المدرسة وكنسها وطهارتها، وتصفية ماء الشرب.