#إدام_القوت
وقد رأيت في صحيفة تسمى «المستمع» ـ تصدر من عاصمة الجزائر #البريطانيّة ـ رسما شائقا ل ( #شبام ) ، كتب تحته : ناطحات السّحاب ب #حضرموت!
ولا بدع ؛ فقد عرف ملوك حضرموت من الأمم #العاربة كيف يبنون نواطح السّحاب قبل أن يسمع النّاس باسم أمريكا بألوف السّنين ، وإنّما سمع اسمها في الأخير ، وأوّل من ذكرها الصّوفيّ الكبير #إبن_عربيّ ، كما ذكرها #بيرم في «تاريخه» ، ولكنّ #الإفرنج يريدون أن يستأثروا باكتشافها دونه ؛ غمطا للحقّ ومعاذ الله ، أن يتلثّم.
#نعام
هو واد في شمال #شبام ، يفصل بينهما جبل ، تكون #قارّة آل عبد العزيز في سفحه الشّرقيّ الجنوبيّ يذهب ذلك الوادي طولا من الشّرق إلى الغرب ، والجبال الّتي تنهر إليه متّصلة بالجبال الّتي تدفع إلى وادي #سر و #يبهوض ، بينه وبين #جعيمه جبيل يسايرها غربا إلى مفتك الدّائرة ، وفي #نعام قرى صغيرة ، وهو ممتدّ من الشّرق إلى الغرب ، وأوّل تلك القرى من الشّرق : بامشجع ، لآل ابن سبعين.
ثمّ : المحجر ، وهو الآن لآل مرعيّ ، طائفة من السّاكنين في بلّيل.
وفيه أطلال قديمة ، ترجّح أنّه #محجر_الزّرقان الّذي فتك فيه المهاجر بن أبي أميّة #المخزوميّ و #زياد بن لبيد ب #كندة.
وقد اقتصر «التّاج» و «أصله» على قولهما : (ومحجر الزّرقان موضع بحضرموت ، أوقع فيه المهاجر بن أبي أميّة بن المغيرة ب #أهل_الرّدّة ).
وزاد ياقوت [٣ / ١٣٧] على هذا قول #المهاجر [من المنسرح] :
كنّا بزرقان إذ يشرّدكم
بحر يزجّي موجه الحطبا
نحن قتلناكم بمحجركم
حتّى ركبتم من خوفنا السّببا
إلى حصار يكون أهونه
سبي الذّراري وسوقها جنبا
وقد رأيت في صحيفة تسمى «المستمع» ـ تصدر من عاصمة الجزائر #البريطانيّة ـ رسما شائقا ل ( #شبام ) ، كتب تحته : ناطحات السّحاب ب #حضرموت!
ولا بدع ؛ فقد عرف ملوك حضرموت من الأمم #العاربة كيف يبنون نواطح السّحاب قبل أن يسمع النّاس باسم أمريكا بألوف السّنين ، وإنّما سمع اسمها في الأخير ، وأوّل من ذكرها الصّوفيّ الكبير #إبن_عربيّ ، كما ذكرها #بيرم في «تاريخه» ، ولكنّ #الإفرنج يريدون أن يستأثروا باكتشافها دونه ؛ غمطا للحقّ ومعاذ الله ، أن يتلثّم.
#نعام
هو واد في شمال #شبام ، يفصل بينهما جبل ، تكون #قارّة آل عبد العزيز في سفحه الشّرقيّ الجنوبيّ يذهب ذلك الوادي طولا من الشّرق إلى الغرب ، والجبال الّتي تنهر إليه متّصلة بالجبال الّتي تدفع إلى وادي #سر و #يبهوض ، بينه وبين #جعيمه جبيل يسايرها غربا إلى مفتك الدّائرة ، وفي #نعام قرى صغيرة ، وهو ممتدّ من الشّرق إلى الغرب ، وأوّل تلك القرى من الشّرق : بامشجع ، لآل ابن سبعين.
ثمّ : المحجر ، وهو الآن لآل مرعيّ ، طائفة من السّاكنين في بلّيل.
وفيه أطلال قديمة ، ترجّح أنّه #محجر_الزّرقان الّذي فتك فيه المهاجر بن أبي أميّة #المخزوميّ و #زياد بن لبيد ب #كندة.
وقد اقتصر «التّاج» و «أصله» على قولهما : (ومحجر الزّرقان موضع بحضرموت ، أوقع فيه المهاجر بن أبي أميّة بن المغيرة ب #أهل_الرّدّة ).
وزاد ياقوت [٣ / ١٣٧] على هذا قول #المهاجر [من المنسرح] :
كنّا بزرقان إذ يشرّدكم
بحر يزجّي موجه الحطبا
نحن قتلناكم بمحجركم
حتّى ركبتم من خوفنا السّببا
إلى حصار يكون أهونه
سبي الذّراري وسوقها جنبا
1⃣
أنثروبولوجيا #عدن
في وثائق المخابرات #البريطانية
أتاح القانون البريطاني رفع السرية عن معظم وثائق الحقبة الاستعمارية للإمبراطورية، وما زالت السرية تحجب آلاف الوثائق التي لن يرفع عنها الحظر إلا بعد خمسين سنة. ذلك أن تلك الوثائق مصنّفة ضمن الأسرار السياسية والاستخباراتية التي ما زالت صالحة لخدمة سياسة وأهداف بريطانيا في اليمن والمنطقة العربية.
#لطف_الصراري
قاص وصحافي من اليمن
منذ مدّت بريطانيا اهتمامها بالسيطرة على البحار إلى البحر الأحمر وبحر العرب مطلع القرن السابع عشر الميلادي، تركزت دراسات موظفي التاج الملكي فقط على تفحص الجدوى التجارية للمنطقة. لم يكن لمدراء شركة الهند الشرقية، الذين اقترحوا على الحكومة البريطانية احتلال عدن في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، أن يفكروا خارج نطاق التجارة، ثم إن حكّام عدن وسكانها آنذاك لم يكونوا بالقوة التي كانوا عليها أمام محاولة البرتغاليين احتلالها في 1513. لذلك لم تلجأ الإمبراطورية الإنجليزية إلى الأنثروبولوجيا تمهيداً لاحتلال المدينة كما فعلت مع مستعمرات أخرى، بل اكتفت بإرسال ضابط البحرية ستافورد هينس المعروف في اليمن بـ"الكابتن هينس"، ليستطلع المدينة سنة 1834. هينس هو الآخر اكتفى برفع تقرير عن تضاريس المدينة وتقدير عدد سكانها وحركة التجارة فيها. وبعد أربع سنوات احتلت حكومة التاج "ثغر اليمن" و"دُرّة الجزيرة العربية".
أكثر من 128 ألف وثيقة في 128 سنة
في كانون الثاني/ يناير 2022، نظّم "اتحاد أدباء وكتاب الجنوب" فعالية ثقافية في عدن كُرست لتحريك الاهتمام البحثي بتاريخ مدينة عدن المدوّن في الوثائق البريطانية. تحدث في تلك الفعالية الباحث بلال غلام حسين الذي قال إنه قضى عدة سنوات في البحث عن الوثائق الخاصة باليمن في المكتبة البريطانية الكبرى، ووجد أن عدد الوثائق الخاصة بعدن تزيد عن 128 ألف وثيقة، وغالبيتها تختص بالإدارة المدنية للمدينة. وإضافة إلى ذلك، كشف عن وجود آلاف الوثائق في الأرشيف الوطني البريطاني وفي أرشيف البرلمان.
وجود هذه الوفرة من الوثائق الخاصة بالجزء الجنوبي من اليمن في الأرشيف البريطاني، تفسّر تمسّك المملكة المتحدة بلقب "صاحبة القلم" في الملف اليمني الذي تتداوله الآن مع أكثر من عشر دول دون تحقيق أي تقدّم باتجاه إحلال السلام في اليمن الحالي. وبينما أتاح القانون البريطاني رفع السرية عن معظم وثائق الحقبة الاستعمارية للإمبراطورية، ما زالت السرية تحجب آلاف الوثائق التي قال الباحث حسين إنها لن ترفع عنها إلا بعد خمسين سنة. مما لا شكّ فيه أن الوثائق التي لم يُرفع عنها الحجب بعد، مصنّفة ضمن الأسرار السياسية والاستخباراتية التي ما زالت صالحة لخدمة سياسة وأهداف بريطانيا في اليمن والمنطقة العربية، لكن هل توجد بينها وثائق أنثروبولوجية؟
هذا السؤال مبني على سؤال آخر عمّا تمثله الأنثروبولوجيا لقادة البلدان الاستعمارية في القرن الواحد والعشرين، حيث أصبحت وسائل السيطرة متعددة في هذا العصر الرقمي. كما يأخذ السؤال وجاهته من العودة الارتدادية التي لم تعد موارِبة لدول الغرب نحو مستعمراتها القديمة، ومن كون الغالبية العظمى من الوثائق المتاحة ما زالت بلغتها الأم، وهو ما يثير تساؤلات أخرى من قبيل: ماذا لو كانت حركة الترجمة العربية واكبت رفع السرية عن تلك الوثائق وأُتيحت للقارئ العربي أولاً بأول؟
الأنثروبولوجيا في سياسة بريطانيا الاستعمارية
تخبرنا قصص حياة جيرترود بيل (1868-1926)، توماس إدوارد لورانس (1888-1935) وجون فيلبي (1885-1960)، على سبيل المثال، أن بريطانيا لم تستغن عن البحث الانثروبولوجي لرسم وتنفيذ سياستها الاستعمارية في المنطقة العربية. لقد جندت أمثال هؤلاء في جهازها الاستخباراتي، وحوّلتهم من علماء وباحثين لأجل العلم والمشتركات الإنسانية، إلى علماء في خدمة السياسة الاستعمارية للإمبراطورية. لكنها بالنسبة لعدن، لم تكن بحاجة لعلماء آثار وإناسة لكي تضع يدها على الميناء الأهم في طريق التجارة مع الشرق. وبعد نجاحها في ذلك ركّزت اهتمامها على دراسة توزّع السلطة في المشيخات والسلطنات ذات النفوذ في عدن. أما مجتمع عدن نفسها، سكانها البسطاء في محيط البندر والميناء، فلم يكونوا بالنسبة للكابتن هينس وغيره من الحكّام البريطانيين الذين تعاقبوا على المدينة، أكثر من مجرد كائنات غير مفهومة من البدائيين بمعتقدات غريبة يأتي في مقدمتها إيمانهم بالجن والسحر والشياطين.
عاش هذا المجتمع حياة عزلة شبه تامة عن الإدارة البريطانية بالرغم من إلحاقه إدارياً بالمستعمرة، وقد احتفظ بالعادات والتقاليد والمعتقدات، سواءً ذات الأصول الموغِلة في القدم أو تلك التي تكونت بفعل تمازج ثقافات المهاجرين من أفريقيا والهند وغيرهما. ومع استمرار استعمار الإمبراطورية للمدينة، توافد عليها عشرات الكتاب والعلماء البريطانيين الذين كتبوا عنها وعن جنوب اليمن عموماً، سواءً من موقعهم كموظفين رسميين أو زائرين بهدف البحث متعدد الأغراض.
أنثروبولوجيا #عدن
في وثائق المخابرات #البريطانية
أتاح القانون البريطاني رفع السرية عن معظم وثائق الحقبة الاستعمارية للإمبراطورية، وما زالت السرية تحجب آلاف الوثائق التي لن يرفع عنها الحظر إلا بعد خمسين سنة. ذلك أن تلك الوثائق مصنّفة ضمن الأسرار السياسية والاستخباراتية التي ما زالت صالحة لخدمة سياسة وأهداف بريطانيا في اليمن والمنطقة العربية.
#لطف_الصراري
قاص وصحافي من اليمن
منذ مدّت بريطانيا اهتمامها بالسيطرة على البحار إلى البحر الأحمر وبحر العرب مطلع القرن السابع عشر الميلادي، تركزت دراسات موظفي التاج الملكي فقط على تفحص الجدوى التجارية للمنطقة. لم يكن لمدراء شركة الهند الشرقية، الذين اقترحوا على الحكومة البريطانية احتلال عدن في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، أن يفكروا خارج نطاق التجارة، ثم إن حكّام عدن وسكانها آنذاك لم يكونوا بالقوة التي كانوا عليها أمام محاولة البرتغاليين احتلالها في 1513. لذلك لم تلجأ الإمبراطورية الإنجليزية إلى الأنثروبولوجيا تمهيداً لاحتلال المدينة كما فعلت مع مستعمرات أخرى، بل اكتفت بإرسال ضابط البحرية ستافورد هينس المعروف في اليمن بـ"الكابتن هينس"، ليستطلع المدينة سنة 1834. هينس هو الآخر اكتفى برفع تقرير عن تضاريس المدينة وتقدير عدد سكانها وحركة التجارة فيها. وبعد أربع سنوات احتلت حكومة التاج "ثغر اليمن" و"دُرّة الجزيرة العربية".
أكثر من 128 ألف وثيقة في 128 سنة
في كانون الثاني/ يناير 2022، نظّم "اتحاد أدباء وكتاب الجنوب" فعالية ثقافية في عدن كُرست لتحريك الاهتمام البحثي بتاريخ مدينة عدن المدوّن في الوثائق البريطانية. تحدث في تلك الفعالية الباحث بلال غلام حسين الذي قال إنه قضى عدة سنوات في البحث عن الوثائق الخاصة باليمن في المكتبة البريطانية الكبرى، ووجد أن عدد الوثائق الخاصة بعدن تزيد عن 128 ألف وثيقة، وغالبيتها تختص بالإدارة المدنية للمدينة. وإضافة إلى ذلك، كشف عن وجود آلاف الوثائق في الأرشيف الوطني البريطاني وفي أرشيف البرلمان.
وجود هذه الوفرة من الوثائق الخاصة بالجزء الجنوبي من اليمن في الأرشيف البريطاني، تفسّر تمسّك المملكة المتحدة بلقب "صاحبة القلم" في الملف اليمني الذي تتداوله الآن مع أكثر من عشر دول دون تحقيق أي تقدّم باتجاه إحلال السلام في اليمن الحالي. وبينما أتاح القانون البريطاني رفع السرية عن معظم وثائق الحقبة الاستعمارية للإمبراطورية، ما زالت السرية تحجب آلاف الوثائق التي قال الباحث حسين إنها لن ترفع عنها إلا بعد خمسين سنة. مما لا شكّ فيه أن الوثائق التي لم يُرفع عنها الحجب بعد، مصنّفة ضمن الأسرار السياسية والاستخباراتية التي ما زالت صالحة لخدمة سياسة وأهداف بريطانيا في اليمن والمنطقة العربية، لكن هل توجد بينها وثائق أنثروبولوجية؟
هذا السؤال مبني على سؤال آخر عمّا تمثله الأنثروبولوجيا لقادة البلدان الاستعمارية في القرن الواحد والعشرين، حيث أصبحت وسائل السيطرة متعددة في هذا العصر الرقمي. كما يأخذ السؤال وجاهته من العودة الارتدادية التي لم تعد موارِبة لدول الغرب نحو مستعمراتها القديمة، ومن كون الغالبية العظمى من الوثائق المتاحة ما زالت بلغتها الأم، وهو ما يثير تساؤلات أخرى من قبيل: ماذا لو كانت حركة الترجمة العربية واكبت رفع السرية عن تلك الوثائق وأُتيحت للقارئ العربي أولاً بأول؟
الأنثروبولوجيا في سياسة بريطانيا الاستعمارية
تخبرنا قصص حياة جيرترود بيل (1868-1926)، توماس إدوارد لورانس (1888-1935) وجون فيلبي (1885-1960)، على سبيل المثال، أن بريطانيا لم تستغن عن البحث الانثروبولوجي لرسم وتنفيذ سياستها الاستعمارية في المنطقة العربية. لقد جندت أمثال هؤلاء في جهازها الاستخباراتي، وحوّلتهم من علماء وباحثين لأجل العلم والمشتركات الإنسانية، إلى علماء في خدمة السياسة الاستعمارية للإمبراطورية. لكنها بالنسبة لعدن، لم تكن بحاجة لعلماء آثار وإناسة لكي تضع يدها على الميناء الأهم في طريق التجارة مع الشرق. وبعد نجاحها في ذلك ركّزت اهتمامها على دراسة توزّع السلطة في المشيخات والسلطنات ذات النفوذ في عدن. أما مجتمع عدن نفسها، سكانها البسطاء في محيط البندر والميناء، فلم يكونوا بالنسبة للكابتن هينس وغيره من الحكّام البريطانيين الذين تعاقبوا على المدينة، أكثر من مجرد كائنات غير مفهومة من البدائيين بمعتقدات غريبة يأتي في مقدمتها إيمانهم بالجن والسحر والشياطين.
عاش هذا المجتمع حياة عزلة شبه تامة عن الإدارة البريطانية بالرغم من إلحاقه إدارياً بالمستعمرة، وقد احتفظ بالعادات والتقاليد والمعتقدات، سواءً ذات الأصول الموغِلة في القدم أو تلك التي تكونت بفعل تمازج ثقافات المهاجرين من أفريقيا والهند وغيرهما. ومع استمرار استعمار الإمبراطورية للمدينة، توافد عليها عشرات الكتاب والعلماء البريطانيين الذين كتبوا عنها وعن جنوب اليمن عموماً، سواءً من موقعهم كموظفين رسميين أو زائرين بهدف البحث متعدد الأغراض.