2⃣
الروابط #الفكرية و #الدينية بين
#يافع و #حضرموت
طارق سالم سعد #الموسطي
أولًا: مذهب القرامطة في يافع:
القرامطة نسبوا إلى حمدان القرمطي، انتدب إلى الدعوة، وصار أصلًا من أصول الباطنية (الأديان والفرق والمذاهب المعاصرة، عبد القادر شيبة الحمد، ط4، 1433ه، ص87). بدأت دعوة الإسماعيلية (القرامطة) في اليمن سنة (268ه/881م) عندما بعث ميمون القداح من أهل الكوفة وصاحب الدعوة إلى اليمن منصور بن حسن بن حوشب بن زادان، وعلي بن الفضل الحميري، وأمرهما بالتستر حتى يتمكنا من أمرهما، ويتعاونا معًا. (دخول الفرق الإسلامية اليمن في القرون الثلاثة الأولى للهجرة، ص59).
وفي يافع ظهرت دعوة علي بن الفضل سنة (291ه/903م) والتزم النسك والعبادة، إذ انتقل إليها لما لمسه في سرو يافع من سرعة الاستجابة إلى دعوته، وأخذ عليهم المواثيق بأن لا يشربوا خمرًا، وينكرون المنكر، ومازال يخدعهم بتنسكه وعبادته حتى أطاعوه إلى ذلك، فبنى حصنًا في ناحيه من سرو يافع، ومازال يدعو سرًّا إلى مذهب القرامطة، ويزعم أنه يدعو إلى مذهب أهل البيت وحبهم، إلى أن أفسد خلق كثير وملك حصون اليمن، حتى وصل إلى المديخرة فأعجبته وجعلها دار ملكه (دخول الفرق الإسلامية اليمن في القرون الثلاثة الأولى للهجرة، ص60).
وفي سنة (293هـ/905م) دخل صنعاء واستولى عليها، واستناب عليها أسعد بن أبي يعفر، وكتب إليه: “من باسط الأرض وداحيها ومنزل الجبال ومرسيها علي بن الفضل إلى عبده أسعد بن أبي يعفر” (دخول الفرق الإسلامية اليمن في القرون الثلاثة الأولى للهجرة، ص60) .
وقد ادَّعى النبوة وكان أديبًا ذكيًا شجاعًا فصيحًا، أظهر مذهبه الخبيث، وانتهك المحرَّمات، ونكاح البنات والأمَّهات، وأسقط الحج. (دخول الفرق الإسلامية اليمن في القرون الثلاثة الأولى للهجرة، ص60).
ثانيًا: التصوف في يافع:
رُبِطَ التصوف في يافع بالتصوف في اليمن و تهامة عمومًا، وتشير المصادر إلى أن قومًا من يافع أدخلوا الطريقة الشاذلية، وشيَّد قوم من يافع من آل سعد القبيلة المشهورة من حمير قُبَّةً عظيمة متقنة محكمة البناء، وقاموا على سدنتها، شيَّدوها للولي الصالح علي بن عبدالله الشاذلي (656هـ) في مدينة المخا. (هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن، أحمد بن فضل بن علي بن محسن العبدلي، تحقيق: أبي حسان خالد العبدلي، مكتبة الجيل، صنعاء، ط1، 1425هـ/2004، ص59).
وقد اشتهر عدد من الفقهاء اليافعيين بتصوفهم منهم: قاضي اليمن أبو بكر بن عبدالله بن محمد بن ابراهيم اليافعي الجَنَدي، المتوفَّى سنة 552ه، وهو من القضاة المشهود لهم بالمعرفة والدراية، وقد ولي قضاء صنعاء وعدن، وصارت الفتوى إليه من كل ناحية، وكان خطيبًا، وله ديوان شعر (طبقات فقهاء اليمن، عبدالوهاب بن عبد الرحمن البريهي، تحقيق: عبدالله محمد الحبشي، مكتبة الإرشاد – صنعاء، ص113,112).
ومنهم محمد بن عبدالله بن إبراهيم اليافعي، قاضي إب، توفي سنة (500ه)، (طبقات فقهاء اليمن، ص112).
والمقرئ بدر الدين حسن بن محمد اليافعي، قرأ على الإمام عفيف الدين الشنيني بالقراءات وغيرها، وجعله من خواصه، وزوَّجه ابنته، ودعا له بالخير، ففتح عليه بالمال، فاشترى أرضًا وعمر مسجدًا وأوقف عليه أوقافًا، توفي سنة830ه، (طبقات صلحاء اليمن، ص215).
والأستاذ العلامة العارف عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي له مصنفات في التصوف وغيره. (طبقات صلحاء اليمن ص61).
مما لا شك فيه أن التصوف اليافعي من حيث المنشأ الأول قد ارتبط باليمن؛ فقد تأثر الكثير من رجالات يافع بالتصوف، وكان من أشهرهم عفيف عبدالله بن أسعد اليافعي، الذي يعد العلم الأبرز في تصدر التصوف، غير أنه لم يجعل من يافع قاعدة لدعوته، بل كان كثير السفر والتنقل بين اليمن وحضرموت، حتى استقر به المقام بمكة، وقد زار عفيف الدين حضرموت، وكان له مسجدٌ في الشحر بحافة الحوطة (الشهداء السبعة، محمد عبد القادر بامطرف، دار الهمداني للطباعة والنشر – عدن، ط2، 1983م، ص48). وأخذ عن علمائها، كما مكث فترة في الشحر فاتخذ له مسجدًا عرف باسمه. وقد ارتبط بحضرموت وكانت له دعوة بها. وكان أحد الشهود المصاحبة للسادة العلويين على تأكيد نسب السادة في مكة: “إن السادة آل باعلوي لما ادعوا النسبة الشريفة، اعترف لهم أهل حضرموت، ولم ينكروه، ثم بعد ذلك أرادوا إقامة البينة وتوكيدًا لما ادعوه، وكان في تريم إذذاك ثلاثون مفتيًا، فسار بهم المحدث علي بن أحمد بن جديد إلى البصرة عند قاضيها، وأشهد على إثبات القاضي نحو مئة شاهد ممن يريد الحج … ولما قدموا حضرموت وشهدوا بذلك فاعترف الناس لهم بالنسبة الشريفة، أقروا لهم بالفضل والحرمة، وأجمع على ذلك العلماء والمصلحون” (جواهر الأحقاف ص402). وتكررت زيارة بنيه من بعده وكثيرًا ما يستشهد الباحثون الحضارمة بالحركة العلمية في القرن التاسع والعاشر ببيت الفقيه عبد الرحمن بن عبدالله بن أسعد اليافعي وزيارته لحضرموت
الروابط #الفكرية و #الدينية بين
#يافع و #حضرموت
طارق سالم سعد #الموسطي
أولًا: مذهب القرامطة في يافع:
القرامطة نسبوا إلى حمدان القرمطي، انتدب إلى الدعوة، وصار أصلًا من أصول الباطنية (الأديان والفرق والمذاهب المعاصرة، عبد القادر شيبة الحمد، ط4، 1433ه، ص87). بدأت دعوة الإسماعيلية (القرامطة) في اليمن سنة (268ه/881م) عندما بعث ميمون القداح من أهل الكوفة وصاحب الدعوة إلى اليمن منصور بن حسن بن حوشب بن زادان، وعلي بن الفضل الحميري، وأمرهما بالتستر حتى يتمكنا من أمرهما، ويتعاونا معًا. (دخول الفرق الإسلامية اليمن في القرون الثلاثة الأولى للهجرة، ص59).
وفي يافع ظهرت دعوة علي بن الفضل سنة (291ه/903م) والتزم النسك والعبادة، إذ انتقل إليها لما لمسه في سرو يافع من سرعة الاستجابة إلى دعوته، وأخذ عليهم المواثيق بأن لا يشربوا خمرًا، وينكرون المنكر، ومازال يخدعهم بتنسكه وعبادته حتى أطاعوه إلى ذلك، فبنى حصنًا في ناحيه من سرو يافع، ومازال يدعو سرًّا إلى مذهب القرامطة، ويزعم أنه يدعو إلى مذهب أهل البيت وحبهم، إلى أن أفسد خلق كثير وملك حصون اليمن، حتى وصل إلى المديخرة فأعجبته وجعلها دار ملكه (دخول الفرق الإسلامية اليمن في القرون الثلاثة الأولى للهجرة، ص60).
وفي سنة (293هـ/905م) دخل صنعاء واستولى عليها، واستناب عليها أسعد بن أبي يعفر، وكتب إليه: “من باسط الأرض وداحيها ومنزل الجبال ومرسيها علي بن الفضل إلى عبده أسعد بن أبي يعفر” (دخول الفرق الإسلامية اليمن في القرون الثلاثة الأولى للهجرة، ص60) .
وقد ادَّعى النبوة وكان أديبًا ذكيًا شجاعًا فصيحًا، أظهر مذهبه الخبيث، وانتهك المحرَّمات، ونكاح البنات والأمَّهات، وأسقط الحج. (دخول الفرق الإسلامية اليمن في القرون الثلاثة الأولى للهجرة، ص60).
ثانيًا: التصوف في يافع:
رُبِطَ التصوف في يافع بالتصوف في اليمن و تهامة عمومًا، وتشير المصادر إلى أن قومًا من يافع أدخلوا الطريقة الشاذلية، وشيَّد قوم من يافع من آل سعد القبيلة المشهورة من حمير قُبَّةً عظيمة متقنة محكمة البناء، وقاموا على سدنتها، شيَّدوها للولي الصالح علي بن عبدالله الشاذلي (656هـ) في مدينة المخا. (هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن، أحمد بن فضل بن علي بن محسن العبدلي، تحقيق: أبي حسان خالد العبدلي، مكتبة الجيل، صنعاء، ط1، 1425هـ/2004، ص59).
وقد اشتهر عدد من الفقهاء اليافعيين بتصوفهم منهم: قاضي اليمن أبو بكر بن عبدالله بن محمد بن ابراهيم اليافعي الجَنَدي، المتوفَّى سنة 552ه، وهو من القضاة المشهود لهم بالمعرفة والدراية، وقد ولي قضاء صنعاء وعدن، وصارت الفتوى إليه من كل ناحية، وكان خطيبًا، وله ديوان شعر (طبقات فقهاء اليمن، عبدالوهاب بن عبد الرحمن البريهي، تحقيق: عبدالله محمد الحبشي، مكتبة الإرشاد – صنعاء، ص113,112).
ومنهم محمد بن عبدالله بن إبراهيم اليافعي، قاضي إب، توفي سنة (500ه)، (طبقات فقهاء اليمن، ص112).
والمقرئ بدر الدين حسن بن محمد اليافعي، قرأ على الإمام عفيف الدين الشنيني بالقراءات وغيرها، وجعله من خواصه، وزوَّجه ابنته، ودعا له بالخير، ففتح عليه بالمال، فاشترى أرضًا وعمر مسجدًا وأوقف عليه أوقافًا، توفي سنة830ه، (طبقات صلحاء اليمن، ص215).
والأستاذ العلامة العارف عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي له مصنفات في التصوف وغيره. (طبقات صلحاء اليمن ص61).
مما لا شك فيه أن التصوف اليافعي من حيث المنشأ الأول قد ارتبط باليمن؛ فقد تأثر الكثير من رجالات يافع بالتصوف، وكان من أشهرهم عفيف عبدالله بن أسعد اليافعي، الذي يعد العلم الأبرز في تصدر التصوف، غير أنه لم يجعل من يافع قاعدة لدعوته، بل كان كثير السفر والتنقل بين اليمن وحضرموت، حتى استقر به المقام بمكة، وقد زار عفيف الدين حضرموت، وكان له مسجدٌ في الشحر بحافة الحوطة (الشهداء السبعة، محمد عبد القادر بامطرف، دار الهمداني للطباعة والنشر – عدن، ط2، 1983م، ص48). وأخذ عن علمائها، كما مكث فترة في الشحر فاتخذ له مسجدًا عرف باسمه. وقد ارتبط بحضرموت وكانت له دعوة بها. وكان أحد الشهود المصاحبة للسادة العلويين على تأكيد نسب السادة في مكة: “إن السادة آل باعلوي لما ادعوا النسبة الشريفة، اعترف لهم أهل حضرموت، ولم ينكروه، ثم بعد ذلك أرادوا إقامة البينة وتوكيدًا لما ادعوه، وكان في تريم إذذاك ثلاثون مفتيًا، فسار بهم المحدث علي بن أحمد بن جديد إلى البصرة عند قاضيها، وأشهد على إثبات القاضي نحو مئة شاهد ممن يريد الحج … ولما قدموا حضرموت وشهدوا بذلك فاعترف الناس لهم بالنسبة الشريفة، أقروا لهم بالفضل والحرمة، وأجمع على ذلك العلماء والمصلحون” (جواهر الأحقاف ص402). وتكررت زيارة بنيه من بعده وكثيرًا ما يستشهد الباحثون الحضارمة بالحركة العلمية في القرن التاسع والعاشر ببيت الفقيه عبد الرحمن بن عبدالله بن أسعد اليافعي وزيارته لحضرموت
مررت بوادي حضرموت مسلِّمًا فألفيته
كل ذلك يلقي بظلاله على أسبقية الدعوة إلى التصوف في يافع إلى الفقيه عفيف الدينية عبد الله بن أسعد اليافعي، قبل مرحلة بن هرهرة بقرنين من الزمن، فضلًا عن ارتباط الشيخ عفيف الدين عبدالله بن أسعد اليافعي بالتصوف باليمن وبحضرموت وعلمائها، ولم تحدث دعوته فرقًا سياسيًا أو اجتماعيًا بين يافع وحضرموت.
فهل حقًا كان التصوف اليافعي حضرمي المنشأ؟ وعلى يد الشيخ علي بن أحمد بن هرهرة مبعوث الشيخ أبوبكر بن سالم السقاف؟
في حين يرى الحداد أن مشرب التصوف في يافع قد تشربوه من دعوة الأمير أحمد بن عطاء الحرازي القرمطي، الذي ظهر بمظهر التصوف، ودخل عدن ويافع، وتبعه أناس كثير، وسمى نفسه حسن باهارون، واتخذ من يافع مقرًا لدعوته، وتبعه أناس كثير، وقد تأثر بدعوته خلق كثير، وقد دعا إلى وحدة الوجود، ونادى بأفكار ابن عربي والحلاج، وربط بين الباطنية وأفكار ابن عربي. (جني الشماريخ، طاهر بن علوي الحداد، ص41). وإنما وافق مشرب الشيخ أبي بكر بن سالم مولى عينات (ت902هـ) في تصوفه وارتبط به لتوافق مشارهم في التصوف، فظن الكثير أن التصوف في يافع يرجع إلى حضرموت؛ لارتباطهم بعد ذلك بأسرة آل الشيخ أبي بكر بن سالم واعتقادهم فيهم.
ارتباط التصوف اليافعي بالشيخ أبي بكر بن سالم ومبعوثه :
إن التصوف بمدلولاته العلمية قد ارتبط بيافع قبل ارتباطه بالشيخ أبي بكر بن سالم وذلك لبزوغ جهابدة من أعمال يافع في عدن واليمن عمومًا، مما يزمع عليه الباحث في تاريخ التصوف اليافعي، ولكن ما أخذه الشيخ علي بن أحمد بن هرهرة عن الشيخ أبي بكر بن سالم السقاف، أن صحة اللقيا به والأخذ عنه فكرة الحلول والاتحاد وليس التصوف بطريقته العلوية المعروفة في حضرموت ومدرستها، التى تقوم على أساس ترك السلاح والدعوة إلى الله، وإلا فإن الشيخ عفيف الدين عبدالله بن أسعد اليافعي هو السباق إلى منهج التصوف بمدلوله وطرقه الحضرمية المتبعة، التى تجرد في إلى الدعوة لله وترك السلاح رغم انتسابه إلى بيت الحكم في يافع، وإنما لما عرف عن الشيخ عفيف الدين عبدالله اليافعي، كثرة أسفاره وتنقلاته وعدم استقراره في يافع حتى انتهى به المقام في مكة، فجاء القرن الحادي عشر، والذي راجت فيه فكر الحلاج، وتشبع الكثير من المتصوفة بهذا المنهج، حتى أصبح علمًا عليهم، وأخذ الشيخ علي بن أحمد بن هرهرة هذا الفكر، أخذه بحسب رواية الباحثين، وسار به إلى يافع. وهناك مفارقة كبيرة وفجوة مجهولة في التاريخ. فالشيخ علي بن أحمد ظهر في يافع في منتصف القرن الحادي عشر الهجري، والشيخ أبو بكر بن سالم قد توفي مطلع القرن العاشر، فإن صدقتِ اللقيا بينهما فهي في أواخر مراحله كما يقول باحسن فإنه كان ينادي ويعتق من يشاء من النار. فضلًا عما صاحب ذلك من عداء سياسي وديني لمذهب للزيدية الذي تبنته الدولة الطاهرية.
ويكاد الباحثون يجمعون على أن التصوف اليافعي حضرمي المنشأ على يد مبعوث الشيخ أبي بكر بن سالم الشيخ علي بن أحمد بن هرهرة الحرازي؛ إذ عيَّنه داعيًا روحيًا في يافع، ومن حينها ارتبط التصوف اليافعي بحضرموت. (صفحات من التاريخ الحضرمي، ص62).
كل ذلك يلقي بظلاله على أسبقية الدعوة إلى التصوف في يافع إلى الفقيه عفيف الدينية عبد الله بن أسعد اليافعي، قبل مرحلة بن هرهرة بقرنين من الزمن، فضلًا عن ارتباط الشيخ عفيف الدين عبدالله بن أسعد اليافعي بالتصوف باليمن وبحضرموت وعلمائها، ولم تحدث دعوته فرقًا سياسيًا أو اجتماعيًا بين يافع وحضرموت.
فهل حقًا كان التصوف اليافعي حضرمي المنشأ؟ وعلى يد الشيخ علي بن أحمد بن هرهرة مبعوث الشيخ أبوبكر بن سالم السقاف؟
في حين يرى الحداد أن مشرب التصوف في يافع قد تشربوه من دعوة الأمير أحمد بن عطاء الحرازي القرمطي، الذي ظهر بمظهر التصوف، ودخل عدن ويافع، وتبعه أناس كثير، وسمى نفسه حسن باهارون، واتخذ من يافع مقرًا لدعوته، وتبعه أناس كثير، وقد تأثر بدعوته خلق كثير، وقد دعا إلى وحدة الوجود، ونادى بأفكار ابن عربي والحلاج، وربط بين الباطنية وأفكار ابن عربي. (جني الشماريخ، طاهر بن علوي الحداد، ص41). وإنما وافق مشرب الشيخ أبي بكر بن سالم مولى عينات (ت902هـ) في تصوفه وارتبط به لتوافق مشارهم في التصوف، فظن الكثير أن التصوف في يافع يرجع إلى حضرموت؛ لارتباطهم بعد ذلك بأسرة آل الشيخ أبي بكر بن سالم واعتقادهم فيهم.
ارتباط التصوف اليافعي بالشيخ أبي بكر بن سالم ومبعوثه :
إن التصوف بمدلولاته العلمية قد ارتبط بيافع قبل ارتباطه بالشيخ أبي بكر بن سالم وذلك لبزوغ جهابدة من أعمال يافع في عدن واليمن عمومًا، مما يزمع عليه الباحث في تاريخ التصوف اليافعي، ولكن ما أخذه الشيخ علي بن أحمد بن هرهرة عن الشيخ أبي بكر بن سالم السقاف، أن صحة اللقيا به والأخذ عنه فكرة الحلول والاتحاد وليس التصوف بطريقته العلوية المعروفة في حضرموت ومدرستها، التى تقوم على أساس ترك السلاح والدعوة إلى الله، وإلا فإن الشيخ عفيف الدين عبدالله بن أسعد اليافعي هو السباق إلى منهج التصوف بمدلوله وطرقه الحضرمية المتبعة، التى تجرد في إلى الدعوة لله وترك السلاح رغم انتسابه إلى بيت الحكم في يافع، وإنما لما عرف عن الشيخ عفيف الدين عبدالله اليافعي، كثرة أسفاره وتنقلاته وعدم استقراره في يافع حتى انتهى به المقام في مكة، فجاء القرن الحادي عشر، والذي راجت فيه فكر الحلاج، وتشبع الكثير من المتصوفة بهذا المنهج، حتى أصبح علمًا عليهم، وأخذ الشيخ علي بن أحمد بن هرهرة هذا الفكر، أخذه بحسب رواية الباحثين، وسار به إلى يافع. وهناك مفارقة كبيرة وفجوة مجهولة في التاريخ. فالشيخ علي بن أحمد ظهر في يافع في منتصف القرن الحادي عشر الهجري، والشيخ أبو بكر بن سالم قد توفي مطلع القرن العاشر، فإن صدقتِ اللقيا بينهما فهي في أواخر مراحله كما يقول باحسن فإنه كان ينادي ويعتق من يشاء من النار. فضلًا عما صاحب ذلك من عداء سياسي وديني لمذهب للزيدية الذي تبنته الدولة الطاهرية.
ويكاد الباحثون يجمعون على أن التصوف اليافعي حضرمي المنشأ على يد مبعوث الشيخ أبي بكر بن سالم الشيخ علي بن أحمد بن هرهرة الحرازي؛ إذ عيَّنه داعيًا روحيًا في يافع، ومن حينها ارتبط التصوف اليافعي بحضرموت. (صفحات من التاريخ الحضرمي، ص62).
#فهد_الانباري
#الرقيشاء #ثلا
نفق الرقيشاء المدخل الوحيد صعوداً الى باب الرقيشاء الخشبي (باب حصن ثلاء التأريخي عمران) اليمن
النفق زقاق ضيق مدرج تم نحت درجاته في ذاته الجبل ، النفق مسقوق بإعمدة حجرية ، تنتهي درجات النفق بباب خشبي محكم الإغلاق هو (باب الرقيشاء) ، بعد ان تتعدى باب الرقيشاء تقابلك درجات حجرية وصولا الى حصن ثلاء التأريخي
النفق يتواجد ضمن درجات حصن ثلاء وهو احد اهم مغالق الأمان التي تكبح الصعود ناهيك عن بوابة الحصن التي تتواجد في اسفل الجبل الذي يعتليه حصن ثلاء
تأمل الناظور الإستكشافي البارز فوق باب النفق
تأمل الميزاب الحجري (مخرج سيول الامطار)
#الرقيشاء #ثلا
نفق الرقيشاء المدخل الوحيد صعوداً الى باب الرقيشاء الخشبي (باب حصن ثلاء التأريخي عمران) اليمن
النفق زقاق ضيق مدرج تم نحت درجاته في ذاته الجبل ، النفق مسقوق بإعمدة حجرية ، تنتهي درجات النفق بباب خشبي محكم الإغلاق هو (باب الرقيشاء) ، بعد ان تتعدى باب الرقيشاء تقابلك درجات حجرية وصولا الى حصن ثلاء التأريخي
النفق يتواجد ضمن درجات حصن ثلاء وهو احد اهم مغالق الأمان التي تكبح الصعود ناهيك عن بوابة الحصن التي تتواجد في اسفل الجبل الذي يعتليه حصن ثلاء
تأمل الناظور الإستكشافي البارز فوق باب النفق
تأمل الميزاب الحجري (مخرج سيول الامطار)
حقك أذا ماهو بيدك مامعك حجة وحق
أبيات رائعة جدا للشاعر والحكيم الحضرمي
سعيد فرج باحريز غنية بالحكمة يقول فيها :
حقك أذا ماهو بيدك مامعك حجة وحق
ياللي تناوط عالسماء وين السماء منك بعيد
النوب سره في العسل واللحم سره في المرق
والعقل سره في الفوايد والخساره ماتفيد
غن يالمغني صانك المولى وخذ أربع كلم
الأوله دارك خير لك من ميه والفين دار
والثانيه لا قد رايت الذئب يرعى في الغنم
قفل على شاتك ولا تتهم بها صاحب وجار
والثالثه المال لا قد ضاع تحفظه الدفاتر والقلم
ومن ظلم مسلم يراقب عادها جنة ونار
والرابعه عيشه بذله مالبوها الا العدم
ومن خدمها ليل ياصاحبي يشكرها نهار
#ذويدوم
أبيات رائعة جدا للشاعر والحكيم الحضرمي
سعيد فرج باحريز غنية بالحكمة يقول فيها :
حقك أذا ماهو بيدك مامعك حجة وحق
ياللي تناوط عالسماء وين السماء منك بعيد
النوب سره في العسل واللحم سره في المرق
والعقل سره في الفوايد والخساره ماتفيد
غن يالمغني صانك المولى وخذ أربع كلم
الأوله دارك خير لك من ميه والفين دار
والثانيه لا قد رايت الذئب يرعى في الغنم
قفل على شاتك ولا تتهم بها صاحب وجار
والثالثه المال لا قد ضاع تحفظه الدفاتر والقلم
ومن ظلم مسلم يراقب عادها جنة ونار
والرابعه عيشه بذله مالبوها الا العدم
ومن خدمها ليل ياصاحبي يشكرها نهار
#ذويدوم
بشَّار بن عبد القادر:
من الكتب التي أجد حَسرةً كبيرة على ضَياع خبرها: كِتاب (شرح اللمع) في أصول الفقه، للعلامة موسى بن أحمد التباعي الوصابي (ت: 621).
الذي قال عنه المؤرخ الجندي (ت: بعد 732):
"أجمع أهل اليمن من الفقهاء أنه لم يكن لأهل اليمن ما هو أكثر بركة منه وأظهر نفعًا".
وقال الأديب ابن الخطاب (ت: 665):
إذا كنتَ شهما فاترك الهزل جانبًا
ونافس على عليا المراتب بالجِدِّ
كفعل عِماد الدين موسى بن أحمدٍ
خَدِين المعالي جامع المدح والمجدِ
إلى أن يقول:
ويكفيه فضلًا ما أبان بشرحهِ
على لُمَع الشيخ الإمام أبي المجدِ
رحمهم الله جميعًا.
يسّر الله بإظهار الكتاب.
#علماء_اليمن.
#علماء_وصاب
______
نَسَب #التباعيين في #وصاب!
ذكر لسان اليمن الحسن الهَمْداني (ت: 334) أنهم من وَلَد حاشد، وحاشد من هَمْدان كما هو معلوم، وذكر قولًا آخر بصيغة التمريض أنهم يُنسبون إلى زيد بن أوسلة، من حِمْيَر.
قال العلامة المؤرخ بهاء الدين الجندي (ت: 732) - رحمه الله تعالى - في نسبهم: "نسبة إلى تباع أحد أذواء حمْيَر، والتباعيون يغلطون في النسب، ويقولون: هم من هَمْدان، فلما اجتمعت بالغيثي في وصاب أنكر ذلك، وقال: حقق نشوان أن نسبهم إلى ذي همدان، وقيل له ذلك؛ لأنه كان ملكًا عظيمًا". ونَقل ذلك عنه المؤرخ علي بن الحسن الخَزْرَجي (ت: 812).
قلت: دخل المؤرخ الجندي وصاب سنة (720)؛ لما سَمِع بأخبار العلامة محمد بن يوسف الغيثي التباعي، وهو الذي أفاده.
أما المؤرِّخ عبد الرحمن الحبيشي مؤرخ وصاب (ت: 782) فيذكر أنهم ينتسبون إلى جدهم علي بن محمد الهَمْداني التباعي، ويذكر أنه كان فقيهًا في خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في القَرن الأول.
وعلي هذا ْمُترجَم في تاريخ الجندي، وقد قال في ترجمته: "يرجع إلى ذي تباع، ثم ذي همدان، أحد أذواء حِمْيَر، والتباعيون كذلك، وقد يغلط فيهم من يغلط، وينسبهم إلى ذي همدان، وليس بشيء، وإنما كان جدهم ملكًا على همدان، فقيل له: ذو همدان؛ لصاحب ملكهم".
وذكر أنه ممن أدرك الإمام مالك بن أنس - رحمه الله تعالى - وأخذ عنه، وعنه انتشر المذهب المالكي في اليمن على ما قيل!
وجَنَح العلامة المؤرخ خير الدِّين الزِّرِكْلي (ت: 1396) رحمه الله تعالى أنه من حِمْيَر، ومستنده في ذلك كلام الجَنَدي، والله أعلم.
والخلاصة أن نسبهم مُتنازع فيه بين النُسّاب من حِمْيَر وهَمْدان، ذكر ذلك العلامة الأكوع.
ويحسن أن تُجمع أخبار النسابين، ضمن كتاب في تراجم بني التباعي، فلهم تراجم حافلة، وهم متفرقون في بلاد اليمن، فمنهم في السحول من ذي الكلاع - كما ذكر الهَمْداني - وفي غيرها.
وقال العلامة الأكوع في حاشيته على تاريخ الجندي: "والتباعيون الحميريون لهم بقية في عزلة الشرف من مخلاف السحول، وفي وصاب، ولهم مآثر صالحات".
قلت: تصدّر كثير منهم للتدريس في وصاب ومخلاف جَعْفر، وتراجمهم مبثوثة في (الطبقات) لابن سمرة، و(السلوك) للجندي، و(الطراز) للخزرجي، (والطبقات) للبريهي، وغير ذلك، ولعل الدكتور علي بن عبد الله الوصابي استوعبهم في كتابه (بلاد وصاب في العصر الإسلامي).
كتبه
أضعف الكتاب
بشار بن عبد القادر الوصابي
من الكتب التي أجد حَسرةً كبيرة على ضَياع خبرها: كِتاب (شرح اللمع) في أصول الفقه، للعلامة موسى بن أحمد التباعي الوصابي (ت: 621).
الذي قال عنه المؤرخ الجندي (ت: بعد 732):
"أجمع أهل اليمن من الفقهاء أنه لم يكن لأهل اليمن ما هو أكثر بركة منه وأظهر نفعًا".
وقال الأديب ابن الخطاب (ت: 665):
إذا كنتَ شهما فاترك الهزل جانبًا
ونافس على عليا المراتب بالجِدِّ
كفعل عِماد الدين موسى بن أحمدٍ
خَدِين المعالي جامع المدح والمجدِ
إلى أن يقول:
ويكفيه فضلًا ما أبان بشرحهِ
على لُمَع الشيخ الإمام أبي المجدِ
رحمهم الله جميعًا.
يسّر الله بإظهار الكتاب.
#علماء_اليمن.
#علماء_وصاب
______
نَسَب #التباعيين في #وصاب!
ذكر لسان اليمن الحسن الهَمْداني (ت: 334) أنهم من وَلَد حاشد، وحاشد من هَمْدان كما هو معلوم، وذكر قولًا آخر بصيغة التمريض أنهم يُنسبون إلى زيد بن أوسلة، من حِمْيَر.
قال العلامة المؤرخ بهاء الدين الجندي (ت: 732) - رحمه الله تعالى - في نسبهم: "نسبة إلى تباع أحد أذواء حمْيَر، والتباعيون يغلطون في النسب، ويقولون: هم من هَمْدان، فلما اجتمعت بالغيثي في وصاب أنكر ذلك، وقال: حقق نشوان أن نسبهم إلى ذي همدان، وقيل له ذلك؛ لأنه كان ملكًا عظيمًا". ونَقل ذلك عنه المؤرخ علي بن الحسن الخَزْرَجي (ت: 812).
قلت: دخل المؤرخ الجندي وصاب سنة (720)؛ لما سَمِع بأخبار العلامة محمد بن يوسف الغيثي التباعي، وهو الذي أفاده.
أما المؤرِّخ عبد الرحمن الحبيشي مؤرخ وصاب (ت: 782) فيذكر أنهم ينتسبون إلى جدهم علي بن محمد الهَمْداني التباعي، ويذكر أنه كان فقيهًا في خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في القَرن الأول.
وعلي هذا ْمُترجَم في تاريخ الجندي، وقد قال في ترجمته: "يرجع إلى ذي تباع، ثم ذي همدان، أحد أذواء حِمْيَر، والتباعيون كذلك، وقد يغلط فيهم من يغلط، وينسبهم إلى ذي همدان، وليس بشيء، وإنما كان جدهم ملكًا على همدان، فقيل له: ذو همدان؛ لصاحب ملكهم".
وذكر أنه ممن أدرك الإمام مالك بن أنس - رحمه الله تعالى - وأخذ عنه، وعنه انتشر المذهب المالكي في اليمن على ما قيل!
وجَنَح العلامة المؤرخ خير الدِّين الزِّرِكْلي (ت: 1396) رحمه الله تعالى أنه من حِمْيَر، ومستنده في ذلك كلام الجَنَدي، والله أعلم.
والخلاصة أن نسبهم مُتنازع فيه بين النُسّاب من حِمْيَر وهَمْدان، ذكر ذلك العلامة الأكوع.
ويحسن أن تُجمع أخبار النسابين، ضمن كتاب في تراجم بني التباعي، فلهم تراجم حافلة، وهم متفرقون في بلاد اليمن، فمنهم في السحول من ذي الكلاع - كما ذكر الهَمْداني - وفي غيرها.
وقال العلامة الأكوع في حاشيته على تاريخ الجندي: "والتباعيون الحميريون لهم بقية في عزلة الشرف من مخلاف السحول، وفي وصاب، ولهم مآثر صالحات".
قلت: تصدّر كثير منهم للتدريس في وصاب ومخلاف جَعْفر، وتراجمهم مبثوثة في (الطبقات) لابن سمرة، و(السلوك) للجندي، و(الطراز) للخزرجي، (والطبقات) للبريهي، وغير ذلك، ولعل الدكتور علي بن عبد الله الوصابي استوعبهم في كتابه (بلاد وصاب في العصر الإسلامي).
كتبه
أضعف الكتاب
بشار بن عبد القادر الوصابي