أمة واحدة
7.9K subscribers
915 photos
317 videos
252 files
707 links
ما هي مرآة الأمم ، التي تعكس ماضيها، وتترجم حاضرها ، وتستلهم من خلاله مستقبلها ؟!!
إنها التاريخ
نعرض وقائع التاريخ الإسلامي
للوصول الى كامل ارشيف القناة اضغط على الهاشتاج التالي 👇👇👇
#ارشيف_الموسوعة_التاريخية

بوت التواصل معنا @bassammoharram_bot
Download Telegram
#زمن_العزة_118
#حصن_الإسلام_7

🟣 (( #مفاوضات_فحل_بيسان )) 🟣

📜 أرسل #سكلاريوس قائد الرومان في بيسان
إلى أبي عبيدة بن الجراح يقول له :

(( أخرج أنت و من معك من بلادنا ، و عودوا إلى بلادكم بلاد البؤس و الشقاء ، و إلا أتيناكم بما لا قبل لكم به ثم لا ننصرف عنكم و فيكم عين تطرف .... ))

.. فأرسل أبوعبيدة بن الجراح إليه ردا على رسالته الاستفزازية قائلا له :

(( .... أما قولكم : " اخرجوا من بلادنا " ...
فوالله لن نخرج منها ، فلقد نزعها الله من بين أيديكم و صيرها لنا .. فالبلاد بلاد الله .. وهو مالك الملك .. يؤتي الملك من يشاء و ينزع الملك ممن يشاء و يعز من يشاء و يذل من يشاء سبحانه ..

أما قولكم : " بلادنا بلاد البؤس و الشقاء " ..
فقد صدقتم .. و لقد أبدلها الله لنا ببلاد العيش الرفيع و الأنهار الجارية و الثمار الكثيرة .. ، فلا تحسبونا تاركيها لكم ، و لن ننصرف عنها حتى نفنيكم و نخرجكم أنتم منها ..
.. ، فأقيموا مكانكم ، فو الله لا نجشمكم أن تأتوا إلينا ، بل نحن نأتيكم في أرضكم لنستأصل شأفتكمإن شاء الله تعالى ))

.. ، و يقصد أبو عبيدة بكلماته الأخيرة في الرسالة عندما قال : " فأقيموا مكانكم .. " ...
يعني : ( ابقوا في معسكركم في بيسان ، و لا تتعبوا أنفسكم ولا تلطخوا أقدامكم في هذا الوحل و في تلك المستنقعات التي تسببتم فيها عندما فجرتم سدود النهر .. ، بل نحن سنجتاز هذا الطين و الوحل لنصل إليكم ثم نستأصلكم إن شاء الله تعالى )

🌀 .. ، و بهذه الكلمات القوية رد أمين الأمة /
أبو عبيدة بن الجراح على رسالة قائد جيوش أقوى دولة
في العالم .. !!!!

🔻 إنها عزة المسلم ..
.. في زمن العزة 🔻

.....................


🌀 و في محاولة أخرى لإضاعة الوقت .. طلب سكلاريوس من أبي عبيدة أن يرسل إليهم رجلا منهم ليتفاوضوا معه ..

.. ، فاختار أبو عبيدة لهذه المهمة الخطيرة الصحابي الجليل / #معاذ_بن_جبل .. رضي الله عنه ..

🔻 .. ، فتوجه المفاوض الجليل .. وحده .. إلى وكر الضباع في #بيسان .. دون أن يبالي بالمخاطر المتوقعة التي قد
تهدد حياته .. !!!

.. ، ووصل سيدنا / معاذ إلى مقر القيادة الذي يجلس فيه #سكلاريوس مع كبار قادة جيوشه و مستشاريه ..
.. ، فوجدهم يفرشون أرض المعركة بالبسط الحريرية ، و يجلسون في قاعة فخمة مجهزة بكل وسائل الرفاهية المتاحة وقتها ..، فرأى سيدنا معاذ مقاعدهم مرصعة بالجواهر الثمينة .. ، و رآهم قد وضعوا الوسائد الناعمة من الحرير الخالص في كل ركن من أركان تلك القاعة الفخمة ..!!!!

🐎 .. ، فتعجب سيدنا / معاذ من هذا البزخ و الإسراف المبالغ فيه على أرض المعركة .. ، و ظل واقفا بفرسه خارج تلك القاعة التي قد تلمع بروعتها في أعين الكثيرين من عشاق الدنيا .. ، و لكنها لم يكن لها أي وزن في عين سيدنا معاذ ..
.. رضي الله عنه ..

.. ، فجاءه غلام رومي ، و قال له :
(( أنا سأمسك لك دابتك ، و ادخل أنت لتجلس مع قادة الروم العظماء ))

.. ، فرفض سيدنا معاذ أن يسير على بسط الحرير ، وظل واقفا في الخارج .. ، و بدأ يخاطب قادة الروم من مكانه ..

.. ، فقال لهم بصوت عال ليسمعهم جميعا :

(( لقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا نقوم لأحد إلا لله في الصلاة و العبادة .. ، فليس قيامي هذا تعظيما لكم ، ولكنني أقف حتى لا أمشي على هذه البسط ، و لا أجلس على تلك النمارق التي استأثرتم بها على ضعفائكم ..
.. ، و لقد نهي الله عن البغي و الإسراف ..
.. ، و إني جالس هاهنا على الأرض مكاني ، و كلموني أنتم بحاجتكم ..
.. ، فأنا ها هنا مكاني ))

😕 ذهل قادة الروم من هذا الكلام المفعم بالعزة و الإباء ، و تعجبوا من زهد ذلك الشاب المسلم .. ، فقد كان سيدنا /
معاذ بن جبل شابا في الثلاثينات من عمره آنذاك ..

.. ، فكان أول ما سألوه عنه :(( هل أنت أفضل أصحابك .. ؟!! ))

.. ، فرد عليهم سيدنا / معاذ بعد أن جلس متربعا خارج القاعة :
(( ليتني ألا أكون شرهم ..
.. ، إن جيش المسلمين مليئ بالعظماء و الأتقياء ))

.. ، فقالوا له .. عبر الترجمان .. :
(( أخبرونا .. ، ماذا تطلبون .. ؟!!
.. ، و ما الذي جاء بكم إلى بلادنا .. ؟!!! ))

فرد سيدنا / معاذ :
(( جئنا لندعوكم إلى الإسلام .. ، أن تعبدوا الله وحده و تكسروا الصليب و تقتلوا الخنزير ..
.. ، فإن فعلتم .. ، فأنتم منا و نحن منكم .. لكم مالنا و عليكم ما علينا ..
.. ، و إن أبيتم .. ، فأدوا الجزية عن يد و أنتم صاغرون ..
.. ، فإن أبيتم .. ، فليس شيء مما خلق الله عز وجل نحن قابلوه منكم بعد ذلك .. ، و سنقاتلكم في سبيل الله ))

.................

🔻 هكذا ينبغي أن يكون
#المفاوض_المسلم 🔻

.. ، فنحن الآن أمام نموذج مشرف يحتذى به في المفاوضات في كل زمان و مكان ..
#زمنـــــــــالعزةـ176
#حصنـــــــالإسلامـ65

❤️ (( #المفاوض الأسود )) 💖

🔻 اختار سيدنا عمرو عشرة ، و جعل على رأسهم الصحابي الجليل (( عبادة بن الصامت )) رضي الله عنه ..
.. ، و بعثهم إلى المقوقس كما طلب ..
.. ، و أمرهم سيدنا / عمرو أن يكون عبادة بن الصامت هو ( المتحدث الرسمي ) عن هذا الوفد الإسلامي .. ، كما أوصى سيدنا / عبادة بألا يقبل منهم إلى واحدة من الثلاث خصال المعروفة : الإسلام أو الجزية .. أو القتال ..

كان سيدنا / #عبادة بن الصامت .. رئيس الوفد الإسلامي إلى المقوقس .. ضخما طويلا يتجاوز طوله المترين .. ، و كان أسوَد البشرة .. ، فلما دخل الوفد على المقوقس تقدم سيدنا / عبادة ليتكلم ... ففزع المقوقس من شكله .. ، و قال :
(( نحوا عني ذلك الأسود ، و قدموا غيره يكلمني ))

💞 .. ، فقال الوفد الإسلامي :

(( إن هذا الأسود هو أفضلنا رأيا و علما ..
.. ، وهو سيدنا و خيرنا .. ، ونحن جميعا نرجع لقوله ))

👺 .. ، فقال لهم المقوقس :
(( وكيف رضيتم أن يكون هذا الأسود أفضلكم .. ؟!!
.. ، إنما ينبغي أن يكون دونكم .... !!! ))

💞 .. ، فقال الوفد :
(( بل هو سيدنا و أفضلنا .. ، فنحن لا يُنكَر فينا السواد ))

👺 .. ، فوجه المقوقس كلامه إلى سيدنا /
عبادة بن الصامت .. ، و قال له :

(( تقدم يا ... أسود .. ، و كلمني برفق .. ، فإني أهاب سوادك ، و إن اشتد عليّ كلامك ازددت
لك هيبة ))

.. ، فبدأ سيدنا / عبادة كلامه مستغلا هذا الخوف الذي رآه في وجه المقوقس و في كلامه ..
.. ، فقال له :
(( قد سمعت مقالتك ..
.. ، و لقد خلّفت من أصحابي ألف رجل أسود
كلهم أشد سوادا مني و أفظع منظرا .. ، ولو رأيتهم لكنت
أهيب لهم منك لي .. ، فأنا قد كبرت سِني و أدبر شبابي
.. ، و لكن .. مع ذلك .. و الحمد لله .. لا أهاب مائة رجل من عَدوي ، لو استقبلوني جميعا ..
، و كذلك أصحابي هؤلاء ..

.. ، نحن لم نغز بلادكم رغبة في الدنيا .. ، فلا يبالي أحدنا
إن كان له قنطار من ذهب أو لا يملك إلا درهما ..
.. ، فغاية أحدنا ( أكلة ) يسد بها جوعته و ( شملة ) يلتحفها

.. ، فنعيم الدنيا ليس بنعيم .. ، ورخاءها ليس برخاء
.. ، إنما النعيم و الرخاء في الآخرة ..
.. ، إنما جئنا إلى بلادكم طاعة لأمر ربنا و طلبا لمرضاته بجهاد عدوه ))

... ، فلما سمع المقوقس هذا الكلام أعجب به ..
.. ، و قال لمن حوله :

(( هل سمعتم مثل كلام هذا الرجل قط .. ؟!!!
.. ، لقد هبت منظره ، و إن قوله لأهيب عندي من منظره
و إن هذا و أصحابه سيغلب ملكهم على الأرض كلها ... !!! ))

👺 .. ، ثم بدأ المقوقس يعرض عروضه المغرية على سيدنا / عبادة بن الصامت

👈 ديناران لكل جندي ..
👈 .. ، و مائة دينار
لعمرو بن العاص ..
👈 .. ، وألف دينار ذهبية لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب

كان ذلك هو العرض الذي عرضه #المقوقس على سيدنا /
عبادة بن الصامت مقابل انصراف المسلمين عن مصر ...!!!!

.. ، فرد عليه سيدنا / عبادة .. بعزة المؤمن ، و بلا تردد .. قائلا :

(( يا هذا .. لا تغرنك نفسك .. ، فما تخوفنا به من أعداد الروم لا يكسرنا ولا يخيفنا .. ، فإننا جميعا نطلب إحدى الحسنيين :
إما أن تعظم لنا ( غنيمة الدنيا ) إن ظفرنا بكم ..
.. ، أو ( غنيمة الآخرة ) إن ظفرتم بنا ..

.. ، و إن كنتَ تظن أننا في ( ضيق و شدة ) في معاشنا
فالحق أننا في
( أوسع سعة ) .. ، ولو كانت الدنيا كلها لنا
ما أردنا لأنفسنا أكثر مما نحن فيه .. ، فانظر أنت في أمرك
.. ، فليس بيننا و بينك إلا إحدى ثلاث خصال :
( الإسلام .. ، أو الجزية .. ، أو القتال ) .. ، فهذا ديننا الذي ندين الله به ، فاختر أيها شئت ، ولا تطمع نفسك في الباطل ... ))

👺 .. ، فوجه المقوقس كلامه إلى حاشيته و وزرائه قائلا :

(( ما رأيكم .. ؟!!
... ، ماذا ترون .... ؟!!! ))

😡😠 .. ، فقالوا جميعا ..
.. وهم في حالة من الغضب الشديد :

(( هذا ما لا يكون أبدا ..
.. تريدون أن تأخذونا عبيدا لكم ... ؟!!
.. ، وهل يرضى أحد بهذا الذل .. ؟!!!
.. ، الموت أهون من ذلك ... !!!
.. ، ولن نترك دين المسيح لندخل في دين لا نعرفه .. ))

👺 .. ، فقال المقوقس لوزرائه :
(( أطيعوني و اقبلوا إحدى الخصال الثلاث .. ، فوالله ما لكم بهم طاقة .. ، ولئن لم تجيبوهم اليوم طائعين ، فلتجيبنهم غدا إلى ما هو أعظم كارهين ))

😠😡😠 .. ، فثاروا جميعا على المقوقس ورفضوا رأيه رفضا قاطعا .. ، و قالوا له .. بتهكم واستنكار بالغ :

(( و أي خصلة تريدنا أن نجيبهم إليها ... ؟!!! ))

👺 .. ، فقال لهم :

(( لا آمركم أن تدخلوا في دينهم ..
.. ، ولن تقدروا على قتالهم
.. ، فلابد لنا من الثالثة .. #الجزية ))

😮😤😠 .. ، فصرخوا في وجهه :
(( و نكون عبيدا لهم .... ؟!!! ))