#المصلحة_السلوكية_والأثر_التكويني
#المسألة :
#هل القول بالمصلحة السلوكية يستلزم القول بعدم وجود الأثر التكويني لأكل الحرام إشتباهاً مثلا وذلك إعتماداً على الأمارة بعد سلوك سبيلها؟
#الجواب :
#القول بحجية الإمارات من باب المصلحة السلوكية لا يستلزم البناء على انتفاء الأثر التكويني لفعل الحرام لو كان له أثر تكوينيٌ واقعاً.
وذلك لأنَّ المراد من مبنى المصلحة السلوكية هو أنَّ سلوك مفاد الإمارة -والعمل على وفق ما تقتضيه- مشتمل على مصلحة يُتدارك بها ما يفوت من مصلحة الحكم الواقعي عند اتفاق مخالفة مفاد الإمارة للحكم الواقعي ومعنى ذلك هو أن الواقع المجهول لدى المكلف يظلُّ منحفظاً في ظرف سلوك مفاد الإمارة.
#ففي فرض قيام الأمارة على جواز ترك المبيت بمنى ليلة الحادي عشر اختياراً والإستعاضة عنه بذبح شاة وكان الواقع هو تعيُّن المبيت على المكلَّف فإنَّ هذا المكلف لو ترك المبيت وذبح شاةً استناداً إلى ما قامت عليه الإمارة فإنَّ سلوكه لمؤدى هذه الإمارة يُحدِث مصلحةً يُتدارك بها ما فاته من مصلحة الواقع، وهذا لا يعني انتفاء مصلحة الواقع عن المبيت بحيث يُصبح المبيت فاقداً للمصلحة المقتصية لإيجابه بل إن هذه المصلحة تظلُّ على حالها وقد فاتته، غايته أن سلوكه للإمارة أوجب حدوث مصلحةٍ في مؤداها وهذه المصلحة مساوقة لمقدار ما فاته من مصلحة الواقع.
#وهكذا الحال بالنسبة لمفروض السؤال فلو أنَّ ملاك تحريم الميتة هو ما يترتب على أكلها من أثرٍ تكويني سيىء فإنَّه لو قامت الإمارة على حليِّة هذا اللحم فتناوله المكلفُ استناداً لهذه الأمارة وكان في الواقع ميتة محرمة فإنَّ سلوكه للأمارة أحدث مصلحةً في مؤداها يُستعاض بهذه المصلحة عن المفسدة الواقعية المتعلقة بتناول الميتة، فالمفسدة لا تنتفي بسلوك الإمارة بل إنَّ ما يُنتجه سلوك الأمارة هو حدورث مصلحة يُتدارك بها المفسدة التي وقع فيها.
#والمتحصل إنَّ مبنى المصلحة السلوكية وإن كان فاسداً إلا أنَّه لا يترتب عليه المحذور المذكور.
والحمد لله رب العالمين
#المسألة :
#هل القول بالمصلحة السلوكية يستلزم القول بعدم وجود الأثر التكويني لأكل الحرام إشتباهاً مثلا وذلك إعتماداً على الأمارة بعد سلوك سبيلها؟
#الجواب :
#القول بحجية الإمارات من باب المصلحة السلوكية لا يستلزم البناء على انتفاء الأثر التكويني لفعل الحرام لو كان له أثر تكوينيٌ واقعاً.
وذلك لأنَّ المراد من مبنى المصلحة السلوكية هو أنَّ سلوك مفاد الإمارة -والعمل على وفق ما تقتضيه- مشتمل على مصلحة يُتدارك بها ما يفوت من مصلحة الحكم الواقعي عند اتفاق مخالفة مفاد الإمارة للحكم الواقعي ومعنى ذلك هو أن الواقع المجهول لدى المكلف يظلُّ منحفظاً في ظرف سلوك مفاد الإمارة.
#ففي فرض قيام الأمارة على جواز ترك المبيت بمنى ليلة الحادي عشر اختياراً والإستعاضة عنه بذبح شاة وكان الواقع هو تعيُّن المبيت على المكلَّف فإنَّ هذا المكلف لو ترك المبيت وذبح شاةً استناداً إلى ما قامت عليه الإمارة فإنَّ سلوكه لمؤدى هذه الإمارة يُحدِث مصلحةً يُتدارك بها ما فاته من مصلحة الواقع، وهذا لا يعني انتفاء مصلحة الواقع عن المبيت بحيث يُصبح المبيت فاقداً للمصلحة المقتصية لإيجابه بل إن هذه المصلحة تظلُّ على حالها وقد فاتته، غايته أن سلوكه للإمارة أوجب حدوث مصلحةٍ في مؤداها وهذه المصلحة مساوقة لمقدار ما فاته من مصلحة الواقع.
#وهكذا الحال بالنسبة لمفروض السؤال فلو أنَّ ملاك تحريم الميتة هو ما يترتب على أكلها من أثرٍ تكويني سيىء فإنَّه لو قامت الإمارة على حليِّة هذا اللحم فتناوله المكلفُ استناداً لهذه الأمارة وكان في الواقع ميتة محرمة فإنَّ سلوكه للأمارة أحدث مصلحةً في مؤداها يُستعاض بهذه المصلحة عن المفسدة الواقعية المتعلقة بتناول الميتة، فالمفسدة لا تنتفي بسلوك الإمارة بل إنَّ ما يُنتجه سلوك الأمارة هو حدورث مصلحة يُتدارك بها المفسدة التي وقع فيها.
#والمتحصل إنَّ مبنى المصلحة السلوكية وإن كان فاسداً إلا أنَّه لا يترتب عليه المحذور المذكور.
والحمد لله رب العالمين
#احترام_مشاعر_الناس
#القول_المعروف
: عليك أن تتحدث مع الآخرين بما ترتاح له نفوسهم، وأن تبتعد عن كل كلمة تسبب الازعاج والنفور. وحتى بالنسبة لمن يعانون نقصاً أو ضعفاً في شخصيتهم لصغر سنهم أو خفة عقلهم، فإن الإسلام يسلبهم حق التصرف في أموالهم، حفاظاً على مصلحتهم، لأنهم سيهدرون ثرواتهم وإمكانياتهم في غير مصارفها الصحيحة، لكن الولي عليهم، والمسؤول عن حفظ وإدارة أموالهم، يجب أن يتخاطب معهم بلطف واحترام، وبالكلام المقبول. يقول تعالى: ﴿ وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفًا ﴾ [7] .
فكونه غير ناضج، ولا يوثق بسلامة تصرفه في ماله، لا يعني التجاهل لمشاعره وعواطفه. وكما يقول العلامة الطباطبائي: (فإن هؤلاء وإن كانوا سفهاء محجورين عن التصرف في أموالهم، غير أنهم ليسوا حيواناً أعجم، ولا من الأنعام السائمة بل بشر يجب أن يعامل معهم معاملة الإنسان، فيكلموا بما يكلم به الإنسان لا بالمنكر من القول)[8] .
وتكرر الأمر بالقول المعروف في عدة آيات أخرى: ﴿ إِلاَّ أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفًا ﴾ [9] ﴿وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا ﴾ [10] .
#المصدر
] سورة النساء الآية5.
[8] الطباطبائي: السيد محمد حسين/ الميزان في تفسير القرآن ج4 ص172.
[9] سورة البقرة الآية235.
[10] سورة الأحزاب الآية32.
#القول_المعروف
: عليك أن تتحدث مع الآخرين بما ترتاح له نفوسهم، وأن تبتعد عن كل كلمة تسبب الازعاج والنفور. وحتى بالنسبة لمن يعانون نقصاً أو ضعفاً في شخصيتهم لصغر سنهم أو خفة عقلهم، فإن الإسلام يسلبهم حق التصرف في أموالهم، حفاظاً على مصلحتهم، لأنهم سيهدرون ثرواتهم وإمكانياتهم في غير مصارفها الصحيحة، لكن الولي عليهم، والمسؤول عن حفظ وإدارة أموالهم، يجب أن يتخاطب معهم بلطف واحترام، وبالكلام المقبول. يقول تعالى: ﴿ وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفًا ﴾ [7] .
فكونه غير ناضج، ولا يوثق بسلامة تصرفه في ماله، لا يعني التجاهل لمشاعره وعواطفه. وكما يقول العلامة الطباطبائي: (فإن هؤلاء وإن كانوا سفهاء محجورين عن التصرف في أموالهم، غير أنهم ليسوا حيواناً أعجم، ولا من الأنعام السائمة بل بشر يجب أن يعامل معهم معاملة الإنسان، فيكلموا بما يكلم به الإنسان لا بالمنكر من القول)[8] .
وتكرر الأمر بالقول المعروف في عدة آيات أخرى: ﴿ إِلاَّ أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفًا ﴾ [9] ﴿وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا ﴾ [10] .
#المصدر
] سورة النساء الآية5.
[8] الطباطبائي: السيد محمد حسين/ الميزان في تفسير القرآن ج4 ص172.
[9] سورة البقرة الآية235.
[10] سورة الأحزاب الآية32.