🍀القسم الخامس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا يشكل بعض الناس عقبة في ميدان العمل؟ وما السبيل إلى معالجة هذه الإشكالية؟
🔸 – أحجار البناء المهمة والأساسية تكون في أعلى البنيان أم في أسفله؟
🔸 – من الناس من لا يحتاج إلى التذكير المستمر، فما هي صفاتهم؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#سلسلة_معرفة_الله (13 - 15)
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
خطير جدًا أن يعشعش في ذهنك وأنت تطمع في هذا العمل أن يكبر، أو في ذلك العمل الثقافي أن يكبر، فتحرص على أن يدخل هذا الكبير، وهذا الكبير، وتدخل هذا الحزب وتضم هذا الحزب إليك، أو تنضم إلى هذا الحزب من أجل أن توسع هذا العمل، خطير جدًا.
[سورة عبس] من تأملها سيدرك الخطورة البالغة، ألم تأت آيات عتابًا للنبي (صلوات الله عليه وعلى آله)؛ لأنه بحرصه على الهداية وبحرصه على أن يسلم أكبر عدد ممكن من الناس ليهتدوا ليس ليضمهم إلى مقامه أنه يريد أن يتزعم أو أن هذا هو همه، إنما لينجوا من عذاب الله، ليهتدوا بهذا الدين العظيم فيسعدون في الدنيا والآخرة، حريص على الأمة.
عندما اجتمع مع ملأ من أولئك وتوجه إليهم بكل مشاعره حريص على أن يسلموا، جاء ذلك الأعمى، فكأنه رأى أنه جاء في غير الوقت المناسب، قطع الموضوع، فكأنه حصل لديه نوع ما من التقزز والاستياء أنه جاء في غير الوقت المناسب قطع عليه حديثه، وجعل أولئك يأنفون من مجيئه، وينفرون من أن يروا هذا الأعمى عنده، تأتي هذه الآيات: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى} (عبس1 - 5).
لأن المهم هو: أن تجد الرجل الذي تنفعه الذكرى، هذا هو المهم. هنا: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ}.
فليكن عملك في هذا الوسط مع هذه النوعية، ولو شخصا واحدا، سيكون مكسبا كبيرًا من هذه النوعية. {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى كَلَّا} (عبس(:5 - 11) كلا: إنزجر عن هذا الأسلوب، وهو من قال الله له: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4) وهو من انطلق بحرصه الشديد على هداية الناس؛ لأن الخطورة بالغة.
هؤلاء الذين يرون أنفسهم إذا ما دخلوا دخلوا من فوق، وبشروط وإملاءات، هم من سيكونون عقبة دائمة في ميدان العمل، هم من سيجعلونك تصنف كلامك مع الناس، كما نجده لدى الكثير، فخطاب مع الكبار يقدم نسبة من الدين فقط إليهم التي لا تثير مشاعرهم، ويتخاطب مع عامة الناس خطابا شديدًا ولهجة قاسية، فينطلق على المنبر يخاطب أولئك المساكين بلهجة قاسية فيحذرهم من جهنم وكلام من هذا، ويخاطب أولئك الكبار الذين قد حرص على أن يضمهم إلى جانبه - كما يتصور - خطابًا لطيفا رقيقا لا يثير مشاعرهم، فسيكون خطابك للناس منوعا ومشكلا، والدين هو واحد، وليكن منطقه واحدا أمام الناس جميعا.
وهكذا كان رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ينطلق في مسجده ويتحدث مع الناس سويا بعبارات واحدة وكلاما واحدا يوجه للجميع، لكن انظر إلى علماء آخرين ممن يؤمنون بشرعية هذا، حكم هذا ممن يؤمنون بضرورة أن يتمشى مع هذا، كيف تجد خطابه هنا يختلف عن خطابه مع الآخرين، كيف يقدم الدين مشكل ومنوع على حسب أمزجة هؤلاء الكبار، وعندما نسمع في هذه الآية: {وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} كأنها تقول لنا: ليكن اتجاهكم إلى أولئك الناس الذين أنتم لا تتوقعون أن في أنفسهم ما يدفعهم إلى الاستكبار، فهم من سيبنون صرح الأمة لبنات، كل شخص منهم قابل أن يكون لبنة في هذا الصرح.
لكن ذلك هو لا يقبل إلا أن يكون اللبنة العليا، قبل أن يكون هناك لبنات تريد أن تضعه لا يرضى، لا يقبل، لا يقبل، لا يقبل أن يكون ضمن اللبنات الأولى، دعه هناك لبنة بمفرده، ليبتني صرح الأمة من اللبنات التي تقبل.
والله تحدث في القرآن الكريم عن البنيان: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (الصف:4) من أين تتجمع هذه اللبنات في البنيان المرصوص إلا من أولئك الذين لا يستكبرون. أما اللبنة التي تستكبر فهي لا تقبل، لا تقبل أبدا أن تكون هنا، بل قد لا تقبل أن تكون لبنة عند لبنة أخرى، يريد أن يكون لبنة لوحده فوق [القِرَة] وستراه لبنة لحالها فوق [القِرَة] هل لها أثر؟ ليس لها أثر، ليست أكثر من إضافة ثقل على بقية اللبنات الأخرى، بعض الناس لا يقبل أن يكون لبنة مع هذا ومع هذا في مَصف واحد.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا يشكل بعض الناس عقبة في ميدان العمل؟ وما السبيل إلى معالجة هذه الإشكالية؟
🔸 – أحجار البناء المهمة والأساسية تكون في أعلى البنيان أم في أسفله؟
🔸 – من الناس من لا يحتاج إلى التذكير المستمر، فما هي صفاتهم؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#سلسلة_معرفة_الله (13 - 15)
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
خطير جدًا أن يعشعش في ذهنك وأنت تطمع في هذا العمل أن يكبر، أو في ذلك العمل الثقافي أن يكبر، فتحرص على أن يدخل هذا الكبير، وهذا الكبير، وتدخل هذا الحزب وتضم هذا الحزب إليك، أو تنضم إلى هذا الحزب من أجل أن توسع هذا العمل، خطير جدًا.
[سورة عبس] من تأملها سيدرك الخطورة البالغة، ألم تأت آيات عتابًا للنبي (صلوات الله عليه وعلى آله)؛ لأنه بحرصه على الهداية وبحرصه على أن يسلم أكبر عدد ممكن من الناس ليهتدوا ليس ليضمهم إلى مقامه أنه يريد أن يتزعم أو أن هذا هو همه، إنما لينجوا من عذاب الله، ليهتدوا بهذا الدين العظيم فيسعدون في الدنيا والآخرة، حريص على الأمة.
عندما اجتمع مع ملأ من أولئك وتوجه إليهم بكل مشاعره حريص على أن يسلموا، جاء ذلك الأعمى، فكأنه رأى أنه جاء في غير الوقت المناسب، قطع الموضوع، فكأنه حصل لديه نوع ما من التقزز والاستياء أنه جاء في غير الوقت المناسب قطع عليه حديثه، وجعل أولئك يأنفون من مجيئه، وينفرون من أن يروا هذا الأعمى عنده، تأتي هذه الآيات: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى} (عبس1 - 5).
لأن المهم هو: أن تجد الرجل الذي تنفعه الذكرى، هذا هو المهم. هنا: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ}.
فليكن عملك في هذا الوسط مع هذه النوعية، ولو شخصا واحدا، سيكون مكسبا كبيرًا من هذه النوعية. {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى كَلَّا} (عبس(:5 - 11) كلا: إنزجر عن هذا الأسلوب، وهو من قال الله له: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4) وهو من انطلق بحرصه الشديد على هداية الناس؛ لأن الخطورة بالغة.
هؤلاء الذين يرون أنفسهم إذا ما دخلوا دخلوا من فوق، وبشروط وإملاءات، هم من سيكونون عقبة دائمة في ميدان العمل، هم من سيجعلونك تصنف كلامك مع الناس، كما نجده لدى الكثير، فخطاب مع الكبار يقدم نسبة من الدين فقط إليهم التي لا تثير مشاعرهم، ويتخاطب مع عامة الناس خطابا شديدًا ولهجة قاسية، فينطلق على المنبر يخاطب أولئك المساكين بلهجة قاسية فيحذرهم من جهنم وكلام من هذا، ويخاطب أولئك الكبار الذين قد حرص على أن يضمهم إلى جانبه - كما يتصور - خطابًا لطيفا رقيقا لا يثير مشاعرهم، فسيكون خطابك للناس منوعا ومشكلا، والدين هو واحد، وليكن منطقه واحدا أمام الناس جميعا.
وهكذا كان رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ينطلق في مسجده ويتحدث مع الناس سويا بعبارات واحدة وكلاما واحدا يوجه للجميع، لكن انظر إلى علماء آخرين ممن يؤمنون بشرعية هذا، حكم هذا ممن يؤمنون بضرورة أن يتمشى مع هذا، كيف تجد خطابه هنا يختلف عن خطابه مع الآخرين، كيف يقدم الدين مشكل ومنوع على حسب أمزجة هؤلاء الكبار، وعندما نسمع في هذه الآية: {وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} كأنها تقول لنا: ليكن اتجاهكم إلى أولئك الناس الذين أنتم لا تتوقعون أن في أنفسهم ما يدفعهم إلى الاستكبار، فهم من سيبنون صرح الأمة لبنات، كل شخص منهم قابل أن يكون لبنة في هذا الصرح.
لكن ذلك هو لا يقبل إلا أن يكون اللبنة العليا، قبل أن يكون هناك لبنات تريد أن تضعه لا يرضى، لا يقبل، لا يقبل، لا يقبل أن يكون ضمن اللبنات الأولى، دعه هناك لبنة بمفرده، ليبتني صرح الأمة من اللبنات التي تقبل.
والله تحدث في القرآن الكريم عن البنيان: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (الصف:4) من أين تتجمع هذه اللبنات في البنيان المرصوص إلا من أولئك الذين لا يستكبرون. أما اللبنة التي تستكبر فهي لا تقبل، لا تقبل أبدا أن تكون هنا، بل قد لا تقبل أن تكون لبنة عند لبنة أخرى، يريد أن يكون لبنة لوحده فوق [القِرَة] وستراه لبنة لحالها فوق [القِرَة] هل لها أثر؟ ليس لها أثر، ليست أكثر من إضافة ثقل على بقية اللبنات الأخرى، بعض الناس لا يقبل أن يكون لبنة مع هذا ومع هذا في مَصف واحد.
🍀القسم السادس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – من أعظم مواطن البر هو الإنفاق في سبيل الله، فما سر أهمية هذا العمل؟
🔸 – تصنيف الإعمال الصالحة إلى واجبات ومستحبات فيه عوائد سلبية على إقدام الفرد على هذه الأعمال، فكيف السبيل إلى تجاوزها؟
🔸 – ما هي الأمور التي يخاف المؤمن منها حين يتوجه بالدعاء على الله تعالى؟
🔸 – هل يستوى المؤمن والفاسق عند الله؟ وكيف ذهبت طوائف من المسلمين إلى التسوية بينهم؟
🔸 – من المستفيد من نشر عقيدة الشفاعة لأهل الكبائر؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#سلسلة_معرفة_الله (13 - 15)
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
وهناك من يعرف قيمة الإنفاق وأثره. يقال إن الإمام الخميني (رحمة الله عليه) عندما اتجه للعودة إلى إيران في أيام انتصار الثورة الإسلامية عاد في طائرة خاصة استأجرها له أحد التجار من الشيعة من فرنسا إلى طهران، فيستأجرها من ماله الخاص، وكم كان أثر إنفاق ذلك الرجل.. ألم يكن أثرًا عظيما؟ أهدى للأمة قائدا عظيما يعيش بينها في زخم انتصاراتها، يمكنه من العودة فيعود بطائرة خاصة، حتى ولو تعرضت تلك الطائرة لأي شيء، وضع تأمينًا - كما يقال - تأمين على الطائرة نفسها، فيما لو تعرضت لخطورة.. هذا تاجر دين وتاجر دنيا.. تاجر واعي، تاجر يعرف كيف يضع ماله في أفضل المواضع.
هؤلاء لعظم مكانتهم عند الله سبحانه وتعالى، وقيمة أعمالهم الكبيرة عند الله سبحانه وتعالى يقول عن جزائهم العظيم: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} (السجدة:17) مما تقر به أعينهم من الفضل الكبير والثواب العظيم والدرجات العالية عند الله سبحانه وتعالى.
{فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة:17). وهكذا تأتي المكانة العظيمة عند الله، يأتي النعيم العظيم من عند الله سبحانه وتعالى جزاء على الأعمال {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} كما قال لأولئك الذين قيل لهم: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ} (السجدة: من الآية14) ألم يقل لهم: {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (السجدة: من الآية14)؟.
هنا استحق هؤلاء برحمة الله سبحانه وتعالى وتكريمه لهم أن يمنحهم ذلك المقام الرفيع، وذلك الثواب العظيم الذي قال عنه - مما يدل على عظمه - : {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ..} لا نفس ملك من ملائكة الله ولا نبي من أنبياء الله عِظِم ما وعدوا به من الثواب العظيم، والمكان الرفيع عند الله سبحانه وتعالى {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وأنت تجد هذه الأعمال التي كان ثوابها على هذا النحو العظيم هي من الأعمال التي بإمكان الناس أن يتناولوها.. أليس كذلك؟ فقط إذا ما ذكروا بآيات الله يزدادون إيمانًا، يخشعون لله، يخضعون لله، لا يستكبرون، ينطلقون في العبادة، وكلها أعمال مما بإمكان الناس أن يتناولوها، وكلها مما بإمكاننا أن نروض أنفسنا على أدائها والقيام بها.
لا يبدو أن داخل هذه الأعمال، خاصة في قوله: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}، وقبلها. أيضًا {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} أنهم ينطلقون في أعمال هي مما هي مصنفة عند الفقهاء في قائمة المندوبات والمستحبات، هم ينطلقون في هذه الأعمال سواء كانت واجبة، أو مستحبة، أو مندوبة، المهم أنها أعمال ترضي الله سبحانه وتعالى، وهم يبحثون عما يحصلون من خلاله على رضوان الله، وعلى ما وعد به أولياءه.
{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} نحن نصلي صلاة المغرب قبل أن نرى أنفسنا في حالة نحن نميل إلى المضاجع ولكن جنوبنا تبتعد عنها.. نلزمها أو نرغمها على الابتعاد عنها، ونصلي العشاء كذلك في حالة كهذه، والمغرب والعشاء هي الفريضة الواجبة داخل الليل أليس كذلك؟ لكن هناك عبادة أخرى ينطلقون فيها سواء كانت بشكل صلوات أو ذكر لله سبحانه وتعالى أو تعلم، أو عمل، حركة أثناء الليل، عند هذا، وعند هذا، يدفعهم إلى أن يقوموا بالعمل الذي يجب أن يشتركوا فيه مع الآخرين، أو أن يتعاونوا في مشروع ما، فيه مصلحة للمسلمين.. هم ليسوا مستعجلين إلى النوم. لهم أعمال هي من قائمة العبادات والطاعات لله سبحانه وتعالى وهي واسعة جدا.
وهم {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} (السجدة: من الآية16) خوفا من الله، خوفا من أنفسنا أن تكون عاقبتنا بالشكل الذي توعد الله به العاصين له، أما الله ذاته سبحانه وتعالى فهو ليس فيه ما يخيفك، أنت لا تخشى أن يتغير مزاجه فيضربك أو يعتدي عليك، كما يحصل من ملوك الدنيا فقد يضربون أقرب المقربين إليهم. ألم يقتل أبو جعفر المنصور أبا مسلم الخراساني؟ ألم يحصل أحداث كهذه في بلاط كثير من الخلفاء، والرؤساء، والزعماء؟
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – من أعظم مواطن البر هو الإنفاق في سبيل الله، فما سر أهمية هذا العمل؟
🔸 – تصنيف الإعمال الصالحة إلى واجبات ومستحبات فيه عوائد سلبية على إقدام الفرد على هذه الأعمال، فكيف السبيل إلى تجاوزها؟
🔸 – ما هي الأمور التي يخاف المؤمن منها حين يتوجه بالدعاء على الله تعالى؟
🔸 – هل يستوى المؤمن والفاسق عند الله؟ وكيف ذهبت طوائف من المسلمين إلى التسوية بينهم؟
🔸 – من المستفيد من نشر عقيدة الشفاعة لأهل الكبائر؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#سلسلة_معرفة_الله (13 - 15)
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
وهناك من يعرف قيمة الإنفاق وأثره. يقال إن الإمام الخميني (رحمة الله عليه) عندما اتجه للعودة إلى إيران في أيام انتصار الثورة الإسلامية عاد في طائرة خاصة استأجرها له أحد التجار من الشيعة من فرنسا إلى طهران، فيستأجرها من ماله الخاص، وكم كان أثر إنفاق ذلك الرجل.. ألم يكن أثرًا عظيما؟ أهدى للأمة قائدا عظيما يعيش بينها في زخم انتصاراتها، يمكنه من العودة فيعود بطائرة خاصة، حتى ولو تعرضت تلك الطائرة لأي شيء، وضع تأمينًا - كما يقال - تأمين على الطائرة نفسها، فيما لو تعرضت لخطورة.. هذا تاجر دين وتاجر دنيا.. تاجر واعي، تاجر يعرف كيف يضع ماله في أفضل المواضع.
هؤلاء لعظم مكانتهم عند الله سبحانه وتعالى، وقيمة أعمالهم الكبيرة عند الله سبحانه وتعالى يقول عن جزائهم العظيم: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} (السجدة:17) مما تقر به أعينهم من الفضل الكبير والثواب العظيم والدرجات العالية عند الله سبحانه وتعالى.
{فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة:17). وهكذا تأتي المكانة العظيمة عند الله، يأتي النعيم العظيم من عند الله سبحانه وتعالى جزاء على الأعمال {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} كما قال لأولئك الذين قيل لهم: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ} (السجدة: من الآية14) ألم يقل لهم: {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (السجدة: من الآية14)؟.
هنا استحق هؤلاء برحمة الله سبحانه وتعالى وتكريمه لهم أن يمنحهم ذلك المقام الرفيع، وذلك الثواب العظيم الذي قال عنه - مما يدل على عظمه - : {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ..} لا نفس ملك من ملائكة الله ولا نبي من أنبياء الله عِظِم ما وعدوا به من الثواب العظيم، والمكان الرفيع عند الله سبحانه وتعالى {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وأنت تجد هذه الأعمال التي كان ثوابها على هذا النحو العظيم هي من الأعمال التي بإمكان الناس أن يتناولوها.. أليس كذلك؟ فقط إذا ما ذكروا بآيات الله يزدادون إيمانًا، يخشعون لله، يخضعون لله، لا يستكبرون، ينطلقون في العبادة، وكلها أعمال مما بإمكان الناس أن يتناولوها، وكلها مما بإمكاننا أن نروض أنفسنا على أدائها والقيام بها.
لا يبدو أن داخل هذه الأعمال، خاصة في قوله: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}، وقبلها. أيضًا {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} أنهم ينطلقون في أعمال هي مما هي مصنفة عند الفقهاء في قائمة المندوبات والمستحبات، هم ينطلقون في هذه الأعمال سواء كانت واجبة، أو مستحبة، أو مندوبة، المهم أنها أعمال ترضي الله سبحانه وتعالى، وهم يبحثون عما يحصلون من خلاله على رضوان الله، وعلى ما وعد به أولياءه.
{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} نحن نصلي صلاة المغرب قبل أن نرى أنفسنا في حالة نحن نميل إلى المضاجع ولكن جنوبنا تبتعد عنها.. نلزمها أو نرغمها على الابتعاد عنها، ونصلي العشاء كذلك في حالة كهذه، والمغرب والعشاء هي الفريضة الواجبة داخل الليل أليس كذلك؟ لكن هناك عبادة أخرى ينطلقون فيها سواء كانت بشكل صلوات أو ذكر لله سبحانه وتعالى أو تعلم، أو عمل، حركة أثناء الليل، عند هذا، وعند هذا، يدفعهم إلى أن يقوموا بالعمل الذي يجب أن يشتركوا فيه مع الآخرين، أو أن يتعاونوا في مشروع ما، فيه مصلحة للمسلمين.. هم ليسوا مستعجلين إلى النوم. لهم أعمال هي من قائمة العبادات والطاعات لله سبحانه وتعالى وهي واسعة جدا.
وهم {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} (السجدة: من الآية16) خوفا من الله، خوفا من أنفسنا أن تكون عاقبتنا بالشكل الذي توعد الله به العاصين له، أما الله ذاته سبحانه وتعالى فهو ليس فيه ما يخيفك، أنت لا تخشى أن يتغير مزاجه فيضربك أو يعتدي عليك، كما يحصل من ملوك الدنيا فقد يضربون أقرب المقربين إليهم. ألم يقتل أبو جعفر المنصور أبا مسلم الخراساني؟ ألم يحصل أحداث كهذه في بلاط كثير من الخلفاء، والرؤساء، والزعماء؟
🍀القسم السابع🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما أهمية الأعمال الصالحة؟ وكيف لفت القرآن الكريم إلى ذلك؟
🔸 – هل تظهر العقوبات الإلهية في الدنيا على الأعمال السيئة والمخالفات لتعاليم الله؟
🔸 – هل يمكن أن تكون بعض الوضعيات السيئة التي يعيشها الفرد أو المجتمع كعقوبة إليها من الله؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#سلسلة_معرفة_الله (13 - 15)
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
أما الأعمال الصالحة فهي هي الغريم هي الخصم وأصحابها الذين يريدون أن يتحركوا، يريدون أن ينطلقوا ليدفعوا الناس إلى أعمال صالحة هم من يعدون في قائمة أولئك، يعدون ماذا؟ مفسدين {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ} (البقرة:11 - 12).
{أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} (السجدة: من الآية19) {عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} هذه نفسها ترد على من يقول: إن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وحاشاه من أن يقول: [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي].
وقلنا في درس سابق: بأن هذه العقيدة سيلمس أولئك الذين رفعوها ودعوا إليها سيلمسون هم بأيديهم سوء آثارها بشكل هزيمة ممن يعبئونهم ممن يحركونهم ممن يتحدثون معهم؛ لأنه ليس هناك ما يخيفك من جهنم، فهذه هي أيضًا في أثرها التربوي مما يخالف منهجية القرآن التي تقوم على تربية الأمة تربية جهادية، فكيف يعمل على تربية الأمة تربية جهادية من خلال الآيات الكثيرة في القرآن الكريم ثم يأتي هناك بعقيدة يكون أثرها في الأخير ما يضرب آثار هذه التربية! أليس هذا من الاختلاف؟ القرآن هو من عند الله ولا يمكن أن يكون فيه اختلاف، لو كان من عند غيره كان بالإمكان أن يكون فيه اختلاف {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} (النساء: من الآية82).
{أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة:19) ضيافة وإكرام أيضا بما كانوا يعملون بأعمالهم ليكرر على مسامعنا أهمية الأعمال وأي أعمال هذه؟ هي الأعمال الصالحة ومن الذي يرسم لنا، ويخط لنا بنود قائمة الأعمال الصالحة؟ إنه الله سبحانه وتعالى فيما يهدينا إليه في كتابه وعلى لسان رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)، هذه هي الأعمال الصالحة.
فإذا ما وقف الآخرون منك وقالوا: لا، العمل الصالح هو أن تسكت؛ لتحافظ على مصالح فلان أو فلان، لتحافظ على مصالح الدولة الفلانية، أو يوهمونك أن سكوتك حفاظ على مصلحة الشعب وأنت ترى أن السكوت هو عمل سيء، وباطل وإنما يريدون منك أن تضحي بالدين من أجل مصالح الآخرين سترى أمامك قائمة من الأعمال هم يخطونها بأيديهم ثم يقولون لك: التزم بها إنها أعمال صالحة؛ من منطلق الحفاظ على مصلحة كذا على كذا.. الخ.
الأعمال الصالحة هي التي تضمنها القرآن الكريم ودعانا إليها، ودعانا إليها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله). ودعانا أهل البيت إليها هي الأعمال الصالحة.
{وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ} (السجدة: من الآية20) يؤكد بأنه ليس هناك تسوية بين المؤمنين والفاسقين {فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ} مرجعهم، {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} (السجدة: من الآية20) وعندما يقول: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا} أليس هذا يوحي ويدل أيضًا على أنهم في حالة رهيبة، في شدة عظيمة يحاولون الخروج من جهنم؟ لكنها تلك التي قال الله عنها: {عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ} (البلد:20) مغلقة أبوابها {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} (الهمزة:9) {عَمَدٍ} من الحديد {مُمَدَدَةٍ} توثق وصد أبوابها، وكلما حاول أولئك وهم يتحركون لمحاولة الخروج من جهنم ضربوا أيضًا بمقامع من حديد {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} (السجدة: من الآية20) هم أولئك الذين كانوا هنا في الدنيا، كلما أراد أنبياء الله أن يخرجوهم من ذلك الواقع المظلم أصروا على البقاء فيه.
من كانوا إذا جاء من يعمل على إخراجهم من الظلمات إلى النور أصروا على البقاء في الظلمات، أصروا على البقاء في الشر لا يريدون أن يخرجوا إلى النور، لا يريدون أن يخرجوا إلى ميدان الأعمال الصالحة، إذًا فهم من سيحاولون أن يخرجوا من جهنم ثم لا يمكن أن يخرجوا، وكلما حاولوا وجدوا الأبواب أمامهم موصدة، ووجدوا خزنة جهنم أمامهم يضربونهم بمقامع من حديد.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما أهمية الأعمال الصالحة؟ وكيف لفت القرآن الكريم إلى ذلك؟
🔸 – هل تظهر العقوبات الإلهية في الدنيا على الأعمال السيئة والمخالفات لتعاليم الله؟
🔸 – هل يمكن أن تكون بعض الوضعيات السيئة التي يعيشها الفرد أو المجتمع كعقوبة إليها من الله؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#سلسلة_معرفة_الله (13 - 15)
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
أما الأعمال الصالحة فهي هي الغريم هي الخصم وأصحابها الذين يريدون أن يتحركوا، يريدون أن ينطلقوا ليدفعوا الناس إلى أعمال صالحة هم من يعدون في قائمة أولئك، يعدون ماذا؟ مفسدين {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ} (البقرة:11 - 12).
{أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} (السجدة: من الآية19) {عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} هذه نفسها ترد على من يقول: إن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وحاشاه من أن يقول: [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي].
وقلنا في درس سابق: بأن هذه العقيدة سيلمس أولئك الذين رفعوها ودعوا إليها سيلمسون هم بأيديهم سوء آثارها بشكل هزيمة ممن يعبئونهم ممن يحركونهم ممن يتحدثون معهم؛ لأنه ليس هناك ما يخيفك من جهنم، فهذه هي أيضًا في أثرها التربوي مما يخالف منهجية القرآن التي تقوم على تربية الأمة تربية جهادية، فكيف يعمل على تربية الأمة تربية جهادية من خلال الآيات الكثيرة في القرآن الكريم ثم يأتي هناك بعقيدة يكون أثرها في الأخير ما يضرب آثار هذه التربية! أليس هذا من الاختلاف؟ القرآن هو من عند الله ولا يمكن أن يكون فيه اختلاف، لو كان من عند غيره كان بالإمكان أن يكون فيه اختلاف {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} (النساء: من الآية82).
{أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة:19) ضيافة وإكرام أيضا بما كانوا يعملون بأعمالهم ليكرر على مسامعنا أهمية الأعمال وأي أعمال هذه؟ هي الأعمال الصالحة ومن الذي يرسم لنا، ويخط لنا بنود قائمة الأعمال الصالحة؟ إنه الله سبحانه وتعالى فيما يهدينا إليه في كتابه وعلى لسان رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)، هذه هي الأعمال الصالحة.
فإذا ما وقف الآخرون منك وقالوا: لا، العمل الصالح هو أن تسكت؛ لتحافظ على مصالح فلان أو فلان، لتحافظ على مصالح الدولة الفلانية، أو يوهمونك أن سكوتك حفاظ على مصلحة الشعب وأنت ترى أن السكوت هو عمل سيء، وباطل وإنما يريدون منك أن تضحي بالدين من أجل مصالح الآخرين سترى أمامك قائمة من الأعمال هم يخطونها بأيديهم ثم يقولون لك: التزم بها إنها أعمال صالحة؛ من منطلق الحفاظ على مصلحة كذا على كذا.. الخ.
الأعمال الصالحة هي التي تضمنها القرآن الكريم ودعانا إليها، ودعانا إليها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله). ودعانا أهل البيت إليها هي الأعمال الصالحة.
{وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ} (السجدة: من الآية20) يؤكد بأنه ليس هناك تسوية بين المؤمنين والفاسقين {فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ} مرجعهم، {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} (السجدة: من الآية20) وعندما يقول: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا} أليس هذا يوحي ويدل أيضًا على أنهم في حالة رهيبة، في شدة عظيمة يحاولون الخروج من جهنم؟ لكنها تلك التي قال الله عنها: {عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ} (البلد:20) مغلقة أبوابها {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} (الهمزة:9) {عَمَدٍ} من الحديد {مُمَدَدَةٍ} توثق وصد أبوابها، وكلما حاول أولئك وهم يتحركون لمحاولة الخروج من جهنم ضربوا أيضًا بمقامع من حديد {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} (السجدة: من الآية20) هم أولئك الذين كانوا هنا في الدنيا، كلما أراد أنبياء الله أن يخرجوهم من ذلك الواقع المظلم أصروا على البقاء فيه.
من كانوا إذا جاء من يعمل على إخراجهم من الظلمات إلى النور أصروا على البقاء في الظلمات، أصروا على البقاء في الشر لا يريدون أن يخرجوا إلى النور، لا يريدون أن يخرجوا إلى ميدان الأعمال الصالحة، إذًا فهم من سيحاولون أن يخرجوا من جهنم ثم لا يمكن أن يخرجوا، وكلما حاولوا وجدوا الأبواب أمامهم موصدة، ووجدوا خزنة جهنم أمامهم يضربونهم بمقامع من حديد.
🍀القسم الأول🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما المنطلق الذي نفهم من خلاله معنى توجه الله إلينا بالرحمة المطلقة؟
🔸 – كيف نتحرك أولا في مواجهة أهل الكتاب؟ هل نتجه لضربهم في بلادهم عسكريا
🔸 – ما الجوانب التي يشملها الأمر بالمعروف؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران:102-104).
عرفنا تفسير هذه الآيات [في الجلسة السابقة].. وصلنا إلى قولـه تعالى: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران: من الآية 103) هكذا يكون بيان من الله سبحانه وتعالى لكم، من منطلق رحمته بكم، وأنه لا يريد لكم أن تُظلموا، ولا يريد لكم أن تكونوا كافرين، ولا يريد لكم أن تعودوا على شفى حفرة من النار كما أنقذكم منها أول مرة فتعودون إليها من جديد.
إذًا فالله سبحانه وتعالى عندما يبين لنا فهو يبين لأنه رحيم بنا، فمن منطلق رحمته، وهذا أهم.. أهم ما رسخه القرآن الكريم هو: أن الله [رحمن رحيم]، وأن الله رحيم بعباده، فلأنه رحيم بعباده يهديهم، يبين لهم آياته، ويسميها آيات؛ لأنها علامات على حقائق، حقائق لا تتخلف، حقائق لا يمكن أن تتخلف عن أن تحصل نتائجها سواءً كانت سلبًا أو إيجابًا.
فمتى ما تفرقتم ستظلمون، متى ما توانيتم وقصرتم في مواجهة أهل الكتاب قد ترتدون بعد إيمانكم كافرين، وقد تعودوا إلى شفى حفرة من النار.
{كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران: من الآية 1033) تهتدون إلى ما أنتم بحاجة إلى أن تهتدوا إليه، ألا نشعر بأن لدينا حاجة ماسة إلى أن نهتدي إلى ما به نحافظ على أنفسنا أن نبقى مسلمين؟ إلى ما به نبتعد عن أن يحوّلنا أهل الكتاب إلى كافرين بعد إيماننا؟ نهتدي إلى ما به نبتعد عن النار التي قد كنا على شفى حفرة منها، هل هناك حاجة إلى هذا أو لا؟ أقول: أنا لست بحاجة إلى أن أهتدي حتى لا أتحول إلى كافر! ما الذي سيحصل إذا أصبحت كافرًا؟ هو مشكلة كبيرة الكفر والاّ لا؟
الناس في الدنيا يرون بعض الأشياء مشكلة كبيرة جدًا وغايتها ما هي؟ النتيجة منها التي ترعبهم ما هي؟ قد يكون إما سجن، أو يخسر قليل فلوس، أو وجع في رأسه، والاّ قليل مغص في بطنه، ما هو يعتبرها مشاكل هذه في الدنيا؟ أو مشكلة كبيرة؛ لأنه قد يؤخذ عليه قطعة أرض، أو قطعة [مَشْرَب] لقطعة أرض، فتصبح مشكلة كبيرة عليه إذا لم يشاجر بعنف ويبذل كل أمواله في سبيل ألا تخرج من تحته، حتى وإن كانت حقًا للآخر. تصبح مشكلة لديه تشغله وهو يأكل، تشغله وهو يصلي، تشغله وهو متوجه إلى فراشه للنوم، تشغله وهو يمشي!
ما هكذا تحصل الأمور بالنسبة للذين يشاجرون على قطعة [مَشْرَب] أو على أشياء من هذه؟ تصبح مشكلة لديه كبيرة! تشغل بَالَه وتأخذ كل تفكيره وكل اهتمامه، فيعيش البعض في حالة تقشف، يتقشف يحاول عندما يطلع وينزل إلى المحكمة يحاول أن يصبر على أن يأكل أكل كيفما جاء من أجل أنه يستطيع أن يواصل شريعته، من أجل أن غريمه [لا يربِّطه] – على ما قالوا – لأنها مشكلة كبيرة لديه.! ما هي مشكلة كبيرة؟
طيب: أليست مشكلة كبيرة أن تقع في حالة يمكن أن تؤدي بك إلى جهنم؟ أليست هذه مشكلة كبيرة؟، هل هناك شيء أشد من جهنم؟ هل هناك شيء أسوأ من جهنم؟ من عذاب النار؟، من عذاب الحريق؟ {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران: من الآية 103) إذا كانت تهمكم أنفسكم فتبحثون عما يهديكم إلى ما فيه نجاتكم فلا تُظلمون في الدنيا، ولا تصيرون إلى ما تستوجبون به عذاب جهنم في الآخرة.
ثم أي طرف في الدنيا، أي جهة في الدنيا يمكن أن تكون أكثر رحمة بنا من الله سبحانه وتعالى؟ هل هناك أحد؟ وإذا افترضنا أن هناك من هو رحيم بنا، فهل هناك من يستطيع أن يهدينا كما يهدينا الله سبحانه وتعالى؟ لا.. قد ترحمك أمك، قد يرحمك أبوك، قد يرحمك إخوانك، قد يكونون حريصين على نجاتك، حريصين على سلامتك، لكن لا يمتلكون علم الغيب، لا يمتلكون ما يستطيعون به أن يرسموا لك طريق الهداية التي تعتبر حقائق لا تتخلف.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما المنطلق الذي نفهم من خلاله معنى توجه الله إلينا بالرحمة المطلقة؟
🔸 – كيف نتحرك أولا في مواجهة أهل الكتاب؟ هل نتجه لضربهم في بلادهم عسكريا
🔸 – ما الجوانب التي يشملها الأمر بالمعروف؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران:102-104).
عرفنا تفسير هذه الآيات [في الجلسة السابقة].. وصلنا إلى قولـه تعالى: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران: من الآية 103) هكذا يكون بيان من الله سبحانه وتعالى لكم، من منطلق رحمته بكم، وأنه لا يريد لكم أن تُظلموا، ولا يريد لكم أن تكونوا كافرين، ولا يريد لكم أن تعودوا على شفى حفرة من النار كما أنقذكم منها أول مرة فتعودون إليها من جديد.
إذًا فالله سبحانه وتعالى عندما يبين لنا فهو يبين لأنه رحيم بنا، فمن منطلق رحمته، وهذا أهم.. أهم ما رسخه القرآن الكريم هو: أن الله [رحمن رحيم]، وأن الله رحيم بعباده، فلأنه رحيم بعباده يهديهم، يبين لهم آياته، ويسميها آيات؛ لأنها علامات على حقائق، حقائق لا تتخلف، حقائق لا يمكن أن تتخلف عن أن تحصل نتائجها سواءً كانت سلبًا أو إيجابًا.
فمتى ما تفرقتم ستظلمون، متى ما توانيتم وقصرتم في مواجهة أهل الكتاب قد ترتدون بعد إيمانكم كافرين، وقد تعودوا إلى شفى حفرة من النار.
{كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران: من الآية 1033) تهتدون إلى ما أنتم بحاجة إلى أن تهتدوا إليه، ألا نشعر بأن لدينا حاجة ماسة إلى أن نهتدي إلى ما به نحافظ على أنفسنا أن نبقى مسلمين؟ إلى ما به نبتعد عن أن يحوّلنا أهل الكتاب إلى كافرين بعد إيماننا؟ نهتدي إلى ما به نبتعد عن النار التي قد كنا على شفى حفرة منها، هل هناك حاجة إلى هذا أو لا؟ أقول: أنا لست بحاجة إلى أن أهتدي حتى لا أتحول إلى كافر! ما الذي سيحصل إذا أصبحت كافرًا؟ هو مشكلة كبيرة الكفر والاّ لا؟
الناس في الدنيا يرون بعض الأشياء مشكلة كبيرة جدًا وغايتها ما هي؟ النتيجة منها التي ترعبهم ما هي؟ قد يكون إما سجن، أو يخسر قليل فلوس، أو وجع في رأسه، والاّ قليل مغص في بطنه، ما هو يعتبرها مشاكل هذه في الدنيا؟ أو مشكلة كبيرة؛ لأنه قد يؤخذ عليه قطعة أرض، أو قطعة [مَشْرَب] لقطعة أرض، فتصبح مشكلة كبيرة عليه إذا لم يشاجر بعنف ويبذل كل أمواله في سبيل ألا تخرج من تحته، حتى وإن كانت حقًا للآخر. تصبح مشكلة لديه تشغله وهو يأكل، تشغله وهو يصلي، تشغله وهو متوجه إلى فراشه للنوم، تشغله وهو يمشي!
ما هكذا تحصل الأمور بالنسبة للذين يشاجرون على قطعة [مَشْرَب] أو على أشياء من هذه؟ تصبح مشكلة لديه كبيرة! تشغل بَالَه وتأخذ كل تفكيره وكل اهتمامه، فيعيش البعض في حالة تقشف، يتقشف يحاول عندما يطلع وينزل إلى المحكمة يحاول أن يصبر على أن يأكل أكل كيفما جاء من أجل أنه يستطيع أن يواصل شريعته، من أجل أن غريمه [لا يربِّطه] – على ما قالوا – لأنها مشكلة كبيرة لديه.! ما هي مشكلة كبيرة؟
طيب: أليست مشكلة كبيرة أن تقع في حالة يمكن أن تؤدي بك إلى جهنم؟ أليست هذه مشكلة كبيرة؟، هل هناك شيء أشد من جهنم؟ هل هناك شيء أسوأ من جهنم؟ من عذاب النار؟، من عذاب الحريق؟ {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران: من الآية 103) إذا كانت تهمكم أنفسكم فتبحثون عما يهديكم إلى ما فيه نجاتكم فلا تُظلمون في الدنيا، ولا تصيرون إلى ما تستوجبون به عذاب جهنم في الآخرة.
ثم أي طرف في الدنيا، أي جهة في الدنيا يمكن أن تكون أكثر رحمة بنا من الله سبحانه وتعالى؟ هل هناك أحد؟ وإذا افترضنا أن هناك من هو رحيم بنا، فهل هناك من يستطيع أن يهدينا كما يهدينا الله سبحانه وتعالى؟ لا.. قد ترحمك أمك، قد يرحمك أبوك، قد يرحمك إخوانك، قد يكونون حريصين على نجاتك، حريصين على سلامتك، لكن لا يمتلكون علم الغيب، لا يمتلكون ما يستطيعون به أن يرسموا لك طريق الهداية التي تعتبر حقائق لا تتخلف.
🍀القسم الثاني🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – من أين تكون البداية الحقيقية لمواجهة أهل الكتاب؟ وكيف تكون البداية؟
🔸 – وجدنا أن الأسلحة العربية والجيوش العربية تحركت لخدمة إسرائيل وأمريكا! فما السبب؟
🔸 – "أن إسرائيل غُدّة سرطانية يجب أن تُسْتَأصَل" من هو صاحب هذه العبارة؟ وإلى أي مدى تجد صدقها؟
🔸 – كان للأصوليين جناية بالغة على مبدأ الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ فكيف ذلك؟
🔸 – كيف هي نظرة القرآن الكريم إلى مبدأ الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
🔸 – ما مضار الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من منطلقات فردية، وتحركات فردية؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
أليست هذه هي هداية حقيقية إذا أحد تأمل فعلًا، تجعلك تثق بالله، يجعل الإنسان يثق بأنه يضع الخطط الحكيمة للأمة لتمشي عليها. وهو يعلم ما سيعمل أهل الكتاب، وكيف ستكون أساليبهم، وأنهم سيغزون الأمة من الداخل فيجعلوا الأمة تقف مستسلمة أمامهم، طائعة لهم، متولية لهم، كبارها جنود لهم، وصغارها ضحية لفسادهم، فتتجمد وتتعطل كل وسائل القوة الأخرى.
البترول في الأرض يصبح لا يمثل ما يمكن أن يمثله من آلة ضغط عليهم، هذه الخيرات المنتشرة في معظم البلاد الإسلامية كذلك لم تعد تمثل وسيلة للضغط على دول الغرب: اليهود والنصارى، هذه الأسلحة المتطورة التي يمتلكها هذا الشعب وهذه الدولة وهذه الدولة وتلك الدولة هي أصبحت قطعًا متجمدة لا معنى لها لا قيمة لها، بل ستصبح قطعًا تتحرك بفاعلية في خدمة أمريكا وإسرائيل لضرب الشعوب نفسها! أليس هذا من الدهاء اليهودي؟ أليس هذا من الخبث اليهودي الشديد؟
وفعلًا كم وجدنا أن الأسلحة العربية والجيوش العربية تحركت لخدمة إسرائيل وأمريكا – سواءً من حيث تشعر أو لا تشعر – عندما تحركت جميعًا في مواجهة [الثورة الإسلامية] في إيران ومواجهة [الإمام الخميني]، الذي برز كأعظم قائد يحمل أفضل نظرة منبثقة من القرآن الكريم في مواجهة اليهود والنصارى، تتحرك جيوش من مختلف الدول العربية، وقطع عسكرية من مختلف دول العالم، قطع أسلحة تتحرك في مواجهة هذه الدولة المسلمة وهذه الثورة الإسلامية! فتكون النتيجة في الأخير هي أنهم حموا إسرائيل من أخطر جهة كان يمكن أن تواجهها في هذا العصر، كان يمكن أن تقضي عليها فعلًا، كان يمكن أن تقضي على إسرائيل.
وكان [الإمام الخميني] رحمة الله عليه يرفع شعار: ((أن إسرائيل غُدّة سرطانية يجب أن تُسْتَأصَل))، وكان فعلًا جادًا في أن يستأصل هذه الغُدّة، لكن العرب الذين يصرخون الآن من إسرائيل، العرب الذين تحولوا إلى جنود لإسرائيل هم الذين وقفوا في وجه ذلك القائد العظيم، وذلك الشعب العظيم، والثورة العظيمة؛ لتقف إسرائيل محميّة دون أن تخسر شيئًا. ومتى ما انتهى خطر ذلك الشبح المخيف تستمر إسرائيل في عملها، لا تقدر – على أقل تقدير – لا ترعى جميلًا: أن هؤلاء خدموها فتتعامل معهم بوداعة وسلام، لم يحصل هذا.
{هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} (آل عمران: من الآية 119) مهما عملتم لهم لن يقدروا لكم جهودكم، لن يرعوا لكم جميلًا، لن يكافئوكم بإحسان، وهذا ما حصل، وهذا الذي نشاهد الآن، أما كان من المفترض أن إسرائيل ترعى ذلك الجميل لهذه الدول العربية التي انطلقت لتقف بدلًا عنها في مواجهة [الثورة الإسلامية] و[الإمام الخميني] فتزيح ذلك الخطر عن وجهها، أما كان من المفترض أن إسرائيل تتحول إلى دولة مسالمة؟ دولة تهتم بأمر العرب وشأنهم.
[لاحظ العرب] كانوا يقولون: لا بد من تحرير فلسطين حتى آخر ذرة من تراب أرض فلسطين؟ أصبحت المسألة بالعكس سيخدمون إسرائيل حتى آخر ذرة، وآخر جندي من أبناء أوطانهم، لكن تحت عناوين أخرى، اليهود هم يعرفون كيف يرسمونها، وكيف يشغّلون الأمة ويشغّلون الشباب في التحرك تحتها.
إذًا فإذا غاب العمل على تصحيح الوضع من الداخل تحت العمل في إطار الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلن تقف الأمة على قدميها أبدًا، أبدًا مهما امتلكت من أسلحة في مواجهة اليهود والنصارى؛ لأن هذا الأمر أتى في إطار وضع الخطة الحكيمة، الخطة المستمرة التي تؤهل الأمة لمواجهة أهل الكتاب اليهود والنصارى، سواء في حماية أنفسهم منهم كي لا يتحولوا إلى كافرين مرتدين بعد إيمانهم أوفي رفع ظلمهم عنهم، وفي قطع أيديهم عن بلدانهم، لا بد من تفعيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير.
ولكن ما الذي حصل؟
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – من أين تكون البداية الحقيقية لمواجهة أهل الكتاب؟ وكيف تكون البداية؟
🔸 – وجدنا أن الأسلحة العربية والجيوش العربية تحركت لخدمة إسرائيل وأمريكا! فما السبب؟
🔸 – "أن إسرائيل غُدّة سرطانية يجب أن تُسْتَأصَل" من هو صاحب هذه العبارة؟ وإلى أي مدى تجد صدقها؟
🔸 – كان للأصوليين جناية بالغة على مبدأ الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ فكيف ذلك؟
🔸 – كيف هي نظرة القرآن الكريم إلى مبدأ الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
🔸 – ما مضار الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من منطلقات فردية، وتحركات فردية؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
أليست هذه هي هداية حقيقية إذا أحد تأمل فعلًا، تجعلك تثق بالله، يجعل الإنسان يثق بأنه يضع الخطط الحكيمة للأمة لتمشي عليها. وهو يعلم ما سيعمل أهل الكتاب، وكيف ستكون أساليبهم، وأنهم سيغزون الأمة من الداخل فيجعلوا الأمة تقف مستسلمة أمامهم، طائعة لهم، متولية لهم، كبارها جنود لهم، وصغارها ضحية لفسادهم، فتتجمد وتتعطل كل وسائل القوة الأخرى.
البترول في الأرض يصبح لا يمثل ما يمكن أن يمثله من آلة ضغط عليهم، هذه الخيرات المنتشرة في معظم البلاد الإسلامية كذلك لم تعد تمثل وسيلة للضغط على دول الغرب: اليهود والنصارى، هذه الأسلحة المتطورة التي يمتلكها هذا الشعب وهذه الدولة وهذه الدولة وتلك الدولة هي أصبحت قطعًا متجمدة لا معنى لها لا قيمة لها، بل ستصبح قطعًا تتحرك بفاعلية في خدمة أمريكا وإسرائيل لضرب الشعوب نفسها! أليس هذا من الدهاء اليهودي؟ أليس هذا من الخبث اليهودي الشديد؟
وفعلًا كم وجدنا أن الأسلحة العربية والجيوش العربية تحركت لخدمة إسرائيل وأمريكا – سواءً من حيث تشعر أو لا تشعر – عندما تحركت جميعًا في مواجهة [الثورة الإسلامية] في إيران ومواجهة [الإمام الخميني]، الذي برز كأعظم قائد يحمل أفضل نظرة منبثقة من القرآن الكريم في مواجهة اليهود والنصارى، تتحرك جيوش من مختلف الدول العربية، وقطع عسكرية من مختلف دول العالم، قطع أسلحة تتحرك في مواجهة هذه الدولة المسلمة وهذه الثورة الإسلامية! فتكون النتيجة في الأخير هي أنهم حموا إسرائيل من أخطر جهة كان يمكن أن تواجهها في هذا العصر، كان يمكن أن تقضي عليها فعلًا، كان يمكن أن تقضي على إسرائيل.
وكان [الإمام الخميني] رحمة الله عليه يرفع شعار: ((أن إسرائيل غُدّة سرطانية يجب أن تُسْتَأصَل))، وكان فعلًا جادًا في أن يستأصل هذه الغُدّة، لكن العرب الذين يصرخون الآن من إسرائيل، العرب الذين تحولوا إلى جنود لإسرائيل هم الذين وقفوا في وجه ذلك القائد العظيم، وذلك الشعب العظيم، والثورة العظيمة؛ لتقف إسرائيل محميّة دون أن تخسر شيئًا. ومتى ما انتهى خطر ذلك الشبح المخيف تستمر إسرائيل في عملها، لا تقدر – على أقل تقدير – لا ترعى جميلًا: أن هؤلاء خدموها فتتعامل معهم بوداعة وسلام، لم يحصل هذا.
{هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} (آل عمران: من الآية 119) مهما عملتم لهم لن يقدروا لكم جهودكم، لن يرعوا لكم جميلًا، لن يكافئوكم بإحسان، وهذا ما حصل، وهذا الذي نشاهد الآن، أما كان من المفترض أن إسرائيل ترعى ذلك الجميل لهذه الدول العربية التي انطلقت لتقف بدلًا عنها في مواجهة [الثورة الإسلامية] و[الإمام الخميني] فتزيح ذلك الخطر عن وجهها، أما كان من المفترض أن إسرائيل تتحول إلى دولة مسالمة؟ دولة تهتم بأمر العرب وشأنهم.
[لاحظ العرب] كانوا يقولون: لا بد من تحرير فلسطين حتى آخر ذرة من تراب أرض فلسطين؟ أصبحت المسألة بالعكس سيخدمون إسرائيل حتى آخر ذرة، وآخر جندي من أبناء أوطانهم، لكن تحت عناوين أخرى، اليهود هم يعرفون كيف يرسمونها، وكيف يشغّلون الأمة ويشغّلون الشباب في التحرك تحتها.
إذًا فإذا غاب العمل على تصحيح الوضع من الداخل تحت العمل في إطار الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلن تقف الأمة على قدميها أبدًا، أبدًا مهما امتلكت من أسلحة في مواجهة اليهود والنصارى؛ لأن هذا الأمر أتى في إطار وضع الخطة الحكيمة، الخطة المستمرة التي تؤهل الأمة لمواجهة أهل الكتاب اليهود والنصارى، سواء في حماية أنفسهم منهم كي لا يتحولوا إلى كافرين مرتدين بعد إيمانهم أوفي رفع ظلمهم عنهم، وفي قطع أيديهم عن بلدانهم، لا بد من تفعيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير.
ولكن ما الذي حصل؟
🍀القسم الثالث🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – "ماذا نعمل"؟ سؤوال يردده الكثيرون خلال مراحل متعددة من الصراع مع اليهود والنصارى، فكيف ترد عليه؟
🔸 – هناك من يتحركون في التخريب، وتثبيط الأمة عن الدعوة إلى ما دعاها الله إليه، فما الموقف العملي الصحيح في مواجهتهم؟
🔸 – ما مصير المخربين من المنافقين والمرجفين والذين في قلوبهم مرض حين يجدون أمامهم مواقف وعي وحكمة جادة؟
🔸 – متى يتمكن المرجفون والمنافقون ووسائل إعلامهم من التأثير في المجتمع؟ وما اللازم تجاه ذلك؟
🔸 – من هم المفلحون؟ وهل للفلاح أكثر من طريق؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
ثم أليس من الدعوة إلى الخير ومن الأمر بالمعروف أن نتحرك، يتحرك علماؤنا يتحرك المتعلمون فينا يتحرك طلاب العلم، يتحرك كل من لديه فهم؟ إلى أن يكشف للناس خطورة هذا الواقع الذي نعيشه خطورة هذه المرحلة وهذه الأحداث التي نواجهها ويدعون الناس جميعًا إلى كيف يجتمعون على كلمة واحدة، معتصمين بحبل الله جميعًا؟ أليس هذا من الدعوة إلى الخير ومن الأمر بالمعروف؟ أليس من النهي عن المنكر النهي عن أي ثقافة تخلق وجهات النظر المتباينة؟ النهي عن تعدد الوسائل، والمؤسسات الثقافية – وإن كانت باسم الدين – التي تخلق آثارًا متباينة في الأمة وتفرق كلمة الأمة؟
أليس من النهي عن المنكر النهي عن تلك القواعد التي تخلق نظرة ضيقة وقاصرة، وتؤدي إلى عدم ثقة أو نقصٍ كبيرٍ في الثقة بالله وبكتابه وبرسوله؟ من النهي عن المنكر أن ننهى عنها؛ لأنها هي التي ضربتنا سواء كنا علماء أو متعلمين أو متعبدين أو دعاة نتحرك في الميادين ندعو الناس إلى الله ونحن في الواقع نجني على دين الله، ونجني على عباد الله ونفرق كلمتهم.
ميدان العمل أمامنا مفتوح، من يقول: [ماذا نعمل؟]. نقول: ميدان العمل أمامك مفتوحٌ أمام الجميع مفتوح، المطلوب أن تتحرك لا أن تتساءل، ميدان العمل فيه ما يكفيك أن تعمل بكل قدراتك وبكل طاقاتك مهما كانت، ويتساءل [ماذا نعمل؟] وكأنه ليس هناك ما يمكن أن نعمله حتى يقول: ماذا نعمل؟ وكأننا قد أكملنا كل شيء، قد صلح كل شيء.!
ميدان العمل أمامك مفتوح من الآن أن تتحرك على هذا النحو، إذا كنت مؤمنًا بالله، إذا كنت واثقًا بالله، إذا كنت واثقًا بكتاب الله، إذا كنت تعتبر هذه آيات، أعلامًا على حقائق واقعة، حقائق لا تتخلف فتحرك وميدان العمل أمامك واسع، حاول أن تجعل من نفسك لبنة في صرح بناءٍ واحد متماسك، حاول أن تجعل من نفسك عنصرًا فاعلًا متحركًا في مقام الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إطار وحدة لمجتمع يسير على خطة واحدة ونهج واحد.
ثم أي شيء من هذا ليس في متناولنا؟ كله في متناولنا، البُعد في أعماق أنفسنا نحن، المستحيل هو في أنفسنا نحن، متى ما غيرناها بلفتةٍ صادقة إلى الله، بالتجاء صادقٍ إلى الله، بثقة قوية بالله، وثقة بكتابه، ونتحرك في إطار الثقلين: الكتاب والعترة، فسيصبح كل شيء بمتناولنا وسنمشي على نهج واحد ونعرف كيف تكون آثاره طيبة، وكيف تكون ثماره طيبة، وآثاره بنّاءة.
من يقول [ماذا نعمل؟]، ليبرر لنفسه أنه لا قيمة لما يقال ولما يدعى إليه، وكأنه يُدعَى إلى المستحيل، يُدعى إلى ما ليس لـه وسيلة في واقع الحياة، ليعرف أنه إنما هو الذي يجهل، إنما هو الذي يتهرب ويبحث عن مبررات لنفسه، ميادين العمل مفتوحة، تتسع لأن تشمل كل طاقاتك، طاقاتك المعنوية وطاقاتك المادية، لكن حاول أن تغير من نفسك حتى تصبح إنسانًا فاعلًا قادرًا على تغيير نفسية المجتمع بأكمله نحو الأفضل، نحو الأصلح، نحو العزة، نحو الشرف، نحو الاهتداء بهدي الله، نحو طريق الجنة طريق رضوان الله سبحانه وتعالى.
آيات الله التي فيها هداية للناس أليست الدعوة إليها من الدعوة إلى الخير؟ أليست الدعوة إليها من الأمر بالمعروف؟ فأولئك الذين يتحركون في أوساط الناس يدعون الناس – ويقدمون أنفسهم كناصحين مشفقين على هذا أو ذاك – إلى ما يخالف هذه الآيات، إلى ما يخالف هذه الدعوة التي دعانا الله إليها أليس عملهم من المنكر؟ أليس عملهم منكرًا؟
إذا كانت هذه آيـات ووثقنا بها بأنها آيات أتتنا ممن هو أرحم الراحمين، أتتنا ممن يعلم السر في السماوات والأرض، أتتنا ممن يعلم الغيب والشهادة ويقول بأنها هداية لنا {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُوْنَ}، ثم ينطلق أحد من الناس ليدعونا إلى ما يُثَبِّطنا عن العمل بها، فعندما يبدو مشفقًا يبدو وكأنه ناصح لا ينبغي إطلاقًا أن نلتفت إليه، سواء كان مشفقًا في واقع الأمر وناصحًا، نقول: أنت لا تفهم. شكرًا لك على نصيحتك، وشكرًا لك على إشفاقك لكني أرى أن الله سبحانه وتعالى هو أنصح لي منك، وأرحم بي منك، وأشفق عليّ منك وأهدى لي منك، أليس بالإمكان أن نقول لأي شخص؟
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – "ماذا نعمل"؟ سؤوال يردده الكثيرون خلال مراحل متعددة من الصراع مع اليهود والنصارى، فكيف ترد عليه؟
🔸 – هناك من يتحركون في التخريب، وتثبيط الأمة عن الدعوة إلى ما دعاها الله إليه، فما الموقف العملي الصحيح في مواجهتهم؟
🔸 – ما مصير المخربين من المنافقين والمرجفين والذين في قلوبهم مرض حين يجدون أمامهم مواقف وعي وحكمة جادة؟
🔸 – متى يتمكن المرجفون والمنافقون ووسائل إعلامهم من التأثير في المجتمع؟ وما اللازم تجاه ذلك؟
🔸 – من هم المفلحون؟ وهل للفلاح أكثر من طريق؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
ثم أليس من الدعوة إلى الخير ومن الأمر بالمعروف أن نتحرك، يتحرك علماؤنا يتحرك المتعلمون فينا يتحرك طلاب العلم، يتحرك كل من لديه فهم؟ إلى أن يكشف للناس خطورة هذا الواقع الذي نعيشه خطورة هذه المرحلة وهذه الأحداث التي نواجهها ويدعون الناس جميعًا إلى كيف يجتمعون على كلمة واحدة، معتصمين بحبل الله جميعًا؟ أليس هذا من الدعوة إلى الخير ومن الأمر بالمعروف؟ أليس من النهي عن المنكر النهي عن أي ثقافة تخلق وجهات النظر المتباينة؟ النهي عن تعدد الوسائل، والمؤسسات الثقافية – وإن كانت باسم الدين – التي تخلق آثارًا متباينة في الأمة وتفرق كلمة الأمة؟
أليس من النهي عن المنكر النهي عن تلك القواعد التي تخلق نظرة ضيقة وقاصرة، وتؤدي إلى عدم ثقة أو نقصٍ كبيرٍ في الثقة بالله وبكتابه وبرسوله؟ من النهي عن المنكر أن ننهى عنها؛ لأنها هي التي ضربتنا سواء كنا علماء أو متعلمين أو متعبدين أو دعاة نتحرك في الميادين ندعو الناس إلى الله ونحن في الواقع نجني على دين الله، ونجني على عباد الله ونفرق كلمتهم.
ميدان العمل أمامنا مفتوح، من يقول: [ماذا نعمل؟]. نقول: ميدان العمل أمامك مفتوحٌ أمام الجميع مفتوح، المطلوب أن تتحرك لا أن تتساءل، ميدان العمل فيه ما يكفيك أن تعمل بكل قدراتك وبكل طاقاتك مهما كانت، ويتساءل [ماذا نعمل؟] وكأنه ليس هناك ما يمكن أن نعمله حتى يقول: ماذا نعمل؟ وكأننا قد أكملنا كل شيء، قد صلح كل شيء.!
ميدان العمل أمامك مفتوح من الآن أن تتحرك على هذا النحو، إذا كنت مؤمنًا بالله، إذا كنت واثقًا بالله، إذا كنت واثقًا بكتاب الله، إذا كنت تعتبر هذه آيات، أعلامًا على حقائق واقعة، حقائق لا تتخلف فتحرك وميدان العمل أمامك واسع، حاول أن تجعل من نفسك لبنة في صرح بناءٍ واحد متماسك، حاول أن تجعل من نفسك عنصرًا فاعلًا متحركًا في مقام الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إطار وحدة لمجتمع يسير على خطة واحدة ونهج واحد.
ثم أي شيء من هذا ليس في متناولنا؟ كله في متناولنا، البُعد في أعماق أنفسنا نحن، المستحيل هو في أنفسنا نحن، متى ما غيرناها بلفتةٍ صادقة إلى الله، بالتجاء صادقٍ إلى الله، بثقة قوية بالله، وثقة بكتابه، ونتحرك في إطار الثقلين: الكتاب والعترة، فسيصبح كل شيء بمتناولنا وسنمشي على نهج واحد ونعرف كيف تكون آثاره طيبة، وكيف تكون ثماره طيبة، وآثاره بنّاءة.
من يقول [ماذا نعمل؟]، ليبرر لنفسه أنه لا قيمة لما يقال ولما يدعى إليه، وكأنه يُدعَى إلى المستحيل، يُدعى إلى ما ليس لـه وسيلة في واقع الحياة، ليعرف أنه إنما هو الذي يجهل، إنما هو الذي يتهرب ويبحث عن مبررات لنفسه، ميادين العمل مفتوحة، تتسع لأن تشمل كل طاقاتك، طاقاتك المعنوية وطاقاتك المادية، لكن حاول أن تغير من نفسك حتى تصبح إنسانًا فاعلًا قادرًا على تغيير نفسية المجتمع بأكمله نحو الأفضل، نحو الأصلح، نحو العزة، نحو الشرف، نحو الاهتداء بهدي الله، نحو طريق الجنة طريق رضوان الله سبحانه وتعالى.
آيات الله التي فيها هداية للناس أليست الدعوة إليها من الدعوة إلى الخير؟ أليست الدعوة إليها من الأمر بالمعروف؟ فأولئك الذين يتحركون في أوساط الناس يدعون الناس – ويقدمون أنفسهم كناصحين مشفقين على هذا أو ذاك – إلى ما يخالف هذه الآيات، إلى ما يخالف هذه الدعوة التي دعانا الله إليها أليس عملهم من المنكر؟ أليس عملهم منكرًا؟
إذا كانت هذه آيـات ووثقنا بها بأنها آيات أتتنا ممن هو أرحم الراحمين، أتتنا ممن يعلم السر في السماوات والأرض، أتتنا ممن يعلم الغيب والشهادة ويقول بأنها هداية لنا {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُوْنَ}، ثم ينطلق أحد من الناس ليدعونا إلى ما يُثَبِّطنا عن العمل بها، فعندما يبدو مشفقًا يبدو وكأنه ناصح لا ينبغي إطلاقًا أن نلتفت إليه، سواء كان مشفقًا في واقع الأمر وناصحًا، نقول: أنت لا تفهم. شكرًا لك على نصيحتك، وشكرًا لك على إشفاقك لكني أرى أن الله سبحانه وتعالى هو أنصح لي منك، وأرحم بي منك، وأشفق عليّ منك وأهدى لي منك، أليس بالإمكان أن نقول لأي شخص؟
🍀القسم الرابع🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – متى تفرش الملائكة أجنحتها لطالب العلم؟
🔸 – " لا يجوز لي أن أتبعك، لا يجوز لي أن أمشي على ما ترى"، هناك من يرفع مثل العبارة السابقة كشعار، فإلى أي حد تتوافق هذه العبارة مع مقاصد القرآن الأساسية؟
🔸 – علام يدل أن نتفرق ونختلف على الرغم من وجود آيات الله؟
🔸 – ما موقف القرآن من التفرق والاختلاف؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
هل نرضى لأنفسنا أن نسير في هذه الحياة على خط الخسران، أن نكون خاسرين، ونحن نرى، ونحن نتعلم أو نُعلّم، أنني أنطلق في عبادة الله وأنا أُعلم، أني كالمجاهد في سبيل الله وأنا أعلم، وأنك وأنت طالب علم تسلك طريقًا إلى الجنة، وأنك وأنت طالب علم تفرش الملائكة أجنحتها لك رضًا بما تصنع، إذا كنت تتجه نحو هذا الاتجاه، وتبني هذا البناء ففعلًا سيكون تعليمك جهادًا في سبيل الله، وتكون وأنت طالب علم ممن تفرش الملائكة أجنحتها لك إذا كنت ممن يتحرك على أن تكون ضمن أمة وتؤهل أمة وتبني أمة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ففعلًا ستكون مفلح، وإلا فلا يمكن أن تُعدّ مجاهدًا وأنت في طريق الخسران، ولا أن تُعدّ سالكًا لطريق الجنة وأنت في طريق الخسران، ولا أن تفرش الملائكة أجنحتها لك وهي تعلم أنك لا تسير على هذا الطريق، طريق الفلاح.
فكل ما تقوله أنت لنفسك إنما هو خيال ووَهمٌ: أنك مفلح وأنك مجاهد وأن الملائكة تفرش أجنحتها لك، وأن من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنة، وتَعدّ نفسك ضمن هؤلاء وأنت تقرأ ما يخلخل صفوف الأمة، وأنت تقرأ ما يجعل كل فرد يطلع لوحده أمّة واحدة، شخصًا واحدًا، وأنت تقرأ وتُعمِّم ما يفكك الأمة فيجعلها أمة لا تتبع أحدًا ولا تلتزم لأحد، من منطلق الدين، وكل فردٍ فيها يمشي على ما أدى إليه نظره، و على ما رجحه هو، فلا أحد يتمسك بهذا ولا يلتزم بهذا ولا يتبع هذا، ولا أحد يمشي وراء أحد، ولا أحد يقف مع أحد، وكل شخص يرى أنه لا يَلْزَمه أن يمشي مع هذا، ولا يَلْزَمه أن يمشي وراء هذا!
من الذي ستفرش أجنحتها لهم عندما يكونون على هذا النحو؟ هي الشياطين؛ لأنها هي التي سترضى بما تصنع وليس الملائكة، الملائكة سترضى منك إذا كنت تسير على هذا الطرق، طريق {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: من الآية 103) طريق {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران:104).
الملائكة هم خلق من خلق الله على مستوى عالٍ من الوعي يفهمون كل شيء، يفهمون المنهج الذي تدرسه، يفهمون الخطبة التي تقدمها للناس في المسجد، يفهمون البحث الذي تكتبه، يفهمون الحركة التي تتحركها، والكلام الذي تنطق به باسم الدين أنه إما أن يسير بالأمة إلى هذا الطريق فستفرش أجنحتها لك وإلا فستبتعد عنك وستأتي الشياطين لتفرش رقابها وليس أجنحتها لك وتضع أعناقها تحت قدميك رضًا بما تصنع.
لأن في الحديث ((أن الملائكة تفرش أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع)) راضية بما يصنع؛ لأنه يمشي على طريق الفلاح، يمشي على طريق الله التي تبني ولا تهدم، وتوحد وتجمع ولا تفرق. والشياطين ماذا تريد؟ أليست تريد أن نفرق؟ فمن يقدم كلمة تفرق الناس داخل المسجد فوق المنبر أو في حلقة درس أو داخل مركز أو داخل مدرسة فلا ينتظر الملائكة لتفرش له أجنحتها بل ستفرش له الشياطين أجنحتها، وإن كان يقدم من داخل
القرآن وهو يحرف معاني القرآن، وهو داخل مسجد وفي يده المصحف، وهو يتحدث عن القرآن بما يصرف الأمة عن واقع القرآن فلا ينتظر ملائكة ستدخل الشياطين إلى داخل المسجد وتضع أعناقها تحت طلبته وتحت أقدامه هو رضًا بما يصنع؛ لأنه سيصنع جريمة، سيفرق الأمة باسم الدين، ويجعل كل شخص يطلع بمفرده بعيدًا عن الآخر باسم الدين [لا يجوز لي أن أقلدك، لا يجوز لي أن أتبعك، لا يجوز لي أن أمشي على ما ترى، لا يجوز لي... لا يجوز... لا يجوز... لا يجوز لي إلا أن أطلع وحدي أنا وأعتمد على رأيي أنا وعلى ما يؤدي إليه نظري أنا]. ماذا يعني هذا؟ أليس هذا يعني تعميق وترسيخ للفرقة؟ وصبغًا لها بصبغة دينية؟ تطلع في الأخير كل هذه الآيات لا قيمة لها أمام هذا الترسيخ الذي يمر على أذهاننا سنة بعد سنة ونحن طلاب علم.
وما تزال حلقات العلم قائمة على هذا النحو، ما تزال إلى الآن. ومِن مَن يتفرغ ويترك أعماله وشؤونه الخاصة، ويتفرغ للآخرين يدرسهم لكن على هذا النحو من الأفضل له أن ينطلق إلى أعماله الخاصة، ويترك ما يرى أنه فيه مجاهد في سبيل الله، ليس جهادًا في سبيل الله.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – متى تفرش الملائكة أجنحتها لطالب العلم؟
🔸 – " لا يجوز لي أن أتبعك، لا يجوز لي أن أمشي على ما ترى"، هناك من يرفع مثل العبارة السابقة كشعار، فإلى أي حد تتوافق هذه العبارة مع مقاصد القرآن الأساسية؟
🔸 – علام يدل أن نتفرق ونختلف على الرغم من وجود آيات الله؟
🔸 – ما موقف القرآن من التفرق والاختلاف؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
هل نرضى لأنفسنا أن نسير في هذه الحياة على خط الخسران، أن نكون خاسرين، ونحن نرى، ونحن نتعلم أو نُعلّم، أنني أنطلق في عبادة الله وأنا أُعلم، أني كالمجاهد في سبيل الله وأنا أعلم، وأنك وأنت طالب علم تسلك طريقًا إلى الجنة، وأنك وأنت طالب علم تفرش الملائكة أجنحتها لك رضًا بما تصنع، إذا كنت تتجه نحو هذا الاتجاه، وتبني هذا البناء ففعلًا سيكون تعليمك جهادًا في سبيل الله، وتكون وأنت طالب علم ممن تفرش الملائكة أجنحتها لك إذا كنت ممن يتحرك على أن تكون ضمن أمة وتؤهل أمة وتبني أمة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ففعلًا ستكون مفلح، وإلا فلا يمكن أن تُعدّ مجاهدًا وأنت في طريق الخسران، ولا أن تُعدّ سالكًا لطريق الجنة وأنت في طريق الخسران، ولا أن تفرش الملائكة أجنحتها لك وهي تعلم أنك لا تسير على هذا الطريق، طريق الفلاح.
فكل ما تقوله أنت لنفسك إنما هو خيال ووَهمٌ: أنك مفلح وأنك مجاهد وأن الملائكة تفرش أجنحتها لك، وأن من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنة، وتَعدّ نفسك ضمن هؤلاء وأنت تقرأ ما يخلخل صفوف الأمة، وأنت تقرأ ما يجعل كل فرد يطلع لوحده أمّة واحدة، شخصًا واحدًا، وأنت تقرأ وتُعمِّم ما يفكك الأمة فيجعلها أمة لا تتبع أحدًا ولا تلتزم لأحد، من منطلق الدين، وكل فردٍ فيها يمشي على ما أدى إليه نظره، و على ما رجحه هو، فلا أحد يتمسك بهذا ولا يلتزم بهذا ولا يتبع هذا، ولا أحد يمشي وراء أحد، ولا أحد يقف مع أحد، وكل شخص يرى أنه لا يَلْزَمه أن يمشي مع هذا، ولا يَلْزَمه أن يمشي وراء هذا!
من الذي ستفرش أجنحتها لهم عندما يكونون على هذا النحو؟ هي الشياطين؛ لأنها هي التي سترضى بما تصنع وليس الملائكة، الملائكة سترضى منك إذا كنت تسير على هذا الطرق، طريق {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: من الآية 103) طريق {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران:104).
الملائكة هم خلق من خلق الله على مستوى عالٍ من الوعي يفهمون كل شيء، يفهمون المنهج الذي تدرسه، يفهمون الخطبة التي تقدمها للناس في المسجد، يفهمون البحث الذي تكتبه، يفهمون الحركة التي تتحركها، والكلام الذي تنطق به باسم الدين أنه إما أن يسير بالأمة إلى هذا الطريق فستفرش أجنحتها لك وإلا فستبتعد عنك وستأتي الشياطين لتفرش رقابها وليس أجنحتها لك وتضع أعناقها تحت قدميك رضًا بما تصنع.
لأن في الحديث ((أن الملائكة تفرش أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع)) راضية بما يصنع؛ لأنه يمشي على طريق الفلاح، يمشي على طريق الله التي تبني ولا تهدم، وتوحد وتجمع ولا تفرق. والشياطين ماذا تريد؟ أليست تريد أن نفرق؟ فمن يقدم كلمة تفرق الناس داخل المسجد فوق المنبر أو في حلقة درس أو داخل مركز أو داخل مدرسة فلا ينتظر الملائكة لتفرش له أجنحتها بل ستفرش له الشياطين أجنحتها، وإن كان يقدم من داخل
القرآن وهو يحرف معاني القرآن، وهو داخل مسجد وفي يده المصحف، وهو يتحدث عن القرآن بما يصرف الأمة عن واقع القرآن فلا ينتظر ملائكة ستدخل الشياطين إلى داخل المسجد وتضع أعناقها تحت طلبته وتحت أقدامه هو رضًا بما يصنع؛ لأنه سيصنع جريمة، سيفرق الأمة باسم الدين، ويجعل كل شخص يطلع بمفرده بعيدًا عن الآخر باسم الدين [لا يجوز لي أن أقلدك، لا يجوز لي أن أتبعك، لا يجوز لي أن أمشي على ما ترى، لا يجوز لي... لا يجوز... لا يجوز... لا يجوز لي إلا أن أطلع وحدي أنا وأعتمد على رأيي أنا وعلى ما يؤدي إليه نظري أنا]. ماذا يعني هذا؟ أليس هذا يعني تعميق وترسيخ للفرقة؟ وصبغًا لها بصبغة دينية؟ تطلع في الأخير كل هذه الآيات لا قيمة لها أمام هذا الترسيخ الذي يمر على أذهاننا سنة بعد سنة ونحن طلاب علم.
وما تزال حلقات العلم قائمة على هذا النحو، ما تزال إلى الآن. ومِن مَن يتفرغ ويترك أعماله وشؤونه الخاصة، ويتفرغ للآخرين يدرسهم لكن على هذا النحو من الأفضل له أن ينطلق إلى أعماله الخاصة، ويترك ما يرى أنه فيه مجاهد في سبيل الله، ليس جهادًا في سبيل الله.
🍀القسم الخامس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما الذي يضمن لنا أن نكون أمة تنجو من التهديد الشديد بالعذاب العظيم لمن اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات؟
🔸 – إن كان ثمت إرهاب فما هو الإرهاب الحقيقي؟
🔸 – من أين يأتي الضرر الحقيقي على أمريكا والعالم الغربي المستكبر؟ هل من ضرب برج هنا وتفجير حافلة هناك أو من بناء الأمة بناء صحيحا؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
ألسنا متفرقين؟ أليست الأمة متفرقة ومختلفة؟ حتى الزيدية أنفسهم في داخلهم متفرقين ومختلفين، فأين نحن نسير، وكيف نحن؟ يعني كمثل من نحن؟ ألسنا كمثل أولئك الذي تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات؟ هل نحن نسير في طريق الجنة ونحن على هذا وإلا سايرين فين؟ طريق النار.
ثم مع هذا لا يهز فينا شعرة واحدة، ولا يحرك ضمائرنا ولا يقلق بالنا أن واقعنا هو واقع من يسيرون نحو النار. أليست هذه جهالة؟ أليست هذه هي غفلة شديدة؟ هذه هي غفلة شديدة، هذه هي جهالة عظيمة نحن نشهد على أنفسنا، ألسنا نشهد على أنفسنا؟ فإذا كنا نشهد على أنفسنا بأننا على النحو الذي هدد الله من كان على مثله بعذاب عظيم، فما الذي يجب علينا؟ ما الذي يجب؟ أليس الواجب علينا هو أن ننطلق لنكون أمة واحدة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ونتوحد لا نتفرق، ولا نختلف، لا نسمح للتفرق أن يتغلغل إلى صفوفنا، حتى ولا على شؤون الحياة، فإذا ما حصلت مشكلة نبادر إلى حلها نحن من جهة أنفسنا نحن المتشاجرين، نبادر إلى حل مشاكلنا.
من الطبيعي أن يحصل تشاجر، هذا يسمى تشاجر حول قضية معينة فلنبادر إلى حلها، إذا لم نحلها فإننا سنصبح متفرقين، نحذر أن نتلقى من قنوات متعددة ثقافاتنا وتوجيهاتنا وخطط أعمالنا؛ لأننا سنختلف ستكون نظرتنا إلى دين الله مختلفة، ستكون نظرتنا إلى مختلف القضايا مختلفة، ستكون نظرتنا إلى هداية الله مختلفة وسنكون مختلفين.
ما الذي يضمن لنا أن نكون أمة تنجو من هذا التهديد الشديد بالعذاب العظيم؟ أن نعتصم بحبل الله جميعًا وأن لا نتفرق، نعتصم بحبل الله جميعًا، فنجعل من أنفسنا أمة واحدة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وإلا فالقضية أمامنا – سواء علماء أو متعلمين أو متعبدين أو فلاحين أو غيرهم – واضحة {وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} وهذا هو كتاب الله، وهو هو الذي يرسم طريق الجنة والنار؛ لأن الذي نزل الكتاب هو الذي بيده الجنة والنار، ليس هناك إلا إله واحد، هو الذي بيده الجنة والنار، وهو الذي نزل الكتاب على رسوله وهو الذي يستطيع إذا لم نمشِ على هداه أن يوصلنا إلى النار وليس هناك من يُفك فينا منه. أو النار قضية عادية ليست مشكلة ليست مقلقة؟!
لو يأتي [الدَّجَّال] ويعمل [بركة] كبيرة ويملأها بالفحم ويملأها بالحطب ويوقدها نارًا، ويجي يجمع كل واحد منا، وقِّع على هذه، وكونوا كلكم أمة واحدة على هذا، والاّ إلى داخل [البركة] هذه، تمام جميعا أليس الناس أكثرهم يقولون هكذا؟ أكثر الناس؛ ولهذا كانت ميزة عظيمة لأصحاب الأخدود ذكر الله قضيتهم في القرآن الكريم عندما تعرضوا للتعذيب بالنار وتحملوا، فلعن من جَنَوا عليهم تلك الجناية {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ} (البروج:7) مؤمنين، مؤمنين {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} (البروج:8).
ولهذا نقول: أن من يُسمون الآن إرهابيين – ما هم الآن "بيسموا" بعض الوهابيين [إرهابيين]، أن فيهم ناس إرهابيين مطلوبين كانوا في [القاعدة] أو أتباع لـ[طالبان] – نقول: هم إرهابيون فعلًا يوم كانوا يسعون في المجتمع ليفرقوا كلمة المجتمع، يفرقوا كلمة الناس ويضللونهم، هذا هو الإرهاب الحقيقي، هذا هو الإرهاب الذي هو إرهاب للمؤمنين، إرهاب للمسلمين.
لماذا لم تتحركوا لمنعهم؟ لماذا كنتم تشجعونهم؟، لماذا كنتم تفتحون لهم أبواب مؤسسات الدولة؟، لماذا كنتم تفتحون لهم مراكز التربية والتعليم؟ لماذا كنتم تفتحون لهم المساجد؟ يوم كانوا يتحركون في تفريق كلمة الأمة، في التضليل على الأمة، في جعل اليمني هذا يلعن هذا، يطلع هذا وله ولاءات واعتقادات تخالف ما عليه هذا، يفرقون الطائفة الواحدة، يفرقون أبناء الزيدية – الطائفة التي هي المحقة، ونأمل أن يكون لها الدور الكبير في نصر الحق – يوم كانوا يتحركون لم تسموهم إرهابيين وهذا والله هو الإرهاب الشديد، هذا هو الإرهاب هذا هو الهدم للأمة الذي يُعتبر أشد على الأمة من هدم ذلك البرج في [نيويورك] – الذي بدا في أذهاننا وكأنه ضربة قاضية لأمريكا! ليس ضربة قاضية لأمريكا – لأن تُهدم أسرة هنا وتُفرق أحب إلى أمريكا من أن يُبنى لها أبراج متعددة مثل تلك الأبراج في (نيويورك) أو في [واشنطن].
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما الذي يضمن لنا أن نكون أمة تنجو من التهديد الشديد بالعذاب العظيم لمن اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات؟
🔸 – إن كان ثمت إرهاب فما هو الإرهاب الحقيقي؟
🔸 – من أين يأتي الضرر الحقيقي على أمريكا والعالم الغربي المستكبر؟ هل من ضرب برج هنا وتفجير حافلة هناك أو من بناء الأمة بناء صحيحا؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
ألسنا متفرقين؟ أليست الأمة متفرقة ومختلفة؟ حتى الزيدية أنفسهم في داخلهم متفرقين ومختلفين، فأين نحن نسير، وكيف نحن؟ يعني كمثل من نحن؟ ألسنا كمثل أولئك الذي تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات؟ هل نحن نسير في طريق الجنة ونحن على هذا وإلا سايرين فين؟ طريق النار.
ثم مع هذا لا يهز فينا شعرة واحدة، ولا يحرك ضمائرنا ولا يقلق بالنا أن واقعنا هو واقع من يسيرون نحو النار. أليست هذه جهالة؟ أليست هذه هي غفلة شديدة؟ هذه هي غفلة شديدة، هذه هي جهالة عظيمة نحن نشهد على أنفسنا، ألسنا نشهد على أنفسنا؟ فإذا كنا نشهد على أنفسنا بأننا على النحو الذي هدد الله من كان على مثله بعذاب عظيم، فما الذي يجب علينا؟ ما الذي يجب؟ أليس الواجب علينا هو أن ننطلق لنكون أمة واحدة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ونتوحد لا نتفرق، ولا نختلف، لا نسمح للتفرق أن يتغلغل إلى صفوفنا، حتى ولا على شؤون الحياة، فإذا ما حصلت مشكلة نبادر إلى حلها نحن من جهة أنفسنا نحن المتشاجرين، نبادر إلى حل مشاكلنا.
من الطبيعي أن يحصل تشاجر، هذا يسمى تشاجر حول قضية معينة فلنبادر إلى حلها، إذا لم نحلها فإننا سنصبح متفرقين، نحذر أن نتلقى من قنوات متعددة ثقافاتنا وتوجيهاتنا وخطط أعمالنا؛ لأننا سنختلف ستكون نظرتنا إلى دين الله مختلفة، ستكون نظرتنا إلى مختلف القضايا مختلفة، ستكون نظرتنا إلى هداية الله مختلفة وسنكون مختلفين.
ما الذي يضمن لنا أن نكون أمة تنجو من هذا التهديد الشديد بالعذاب العظيم؟ أن نعتصم بحبل الله جميعًا وأن لا نتفرق، نعتصم بحبل الله جميعًا، فنجعل من أنفسنا أمة واحدة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وإلا فالقضية أمامنا – سواء علماء أو متعلمين أو متعبدين أو فلاحين أو غيرهم – واضحة {وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} وهذا هو كتاب الله، وهو هو الذي يرسم طريق الجنة والنار؛ لأن الذي نزل الكتاب هو الذي بيده الجنة والنار، ليس هناك إلا إله واحد، هو الذي بيده الجنة والنار، وهو الذي نزل الكتاب على رسوله وهو الذي يستطيع إذا لم نمشِ على هداه أن يوصلنا إلى النار وليس هناك من يُفك فينا منه. أو النار قضية عادية ليست مشكلة ليست مقلقة؟!
لو يأتي [الدَّجَّال] ويعمل [بركة] كبيرة ويملأها بالفحم ويملأها بالحطب ويوقدها نارًا، ويجي يجمع كل واحد منا، وقِّع على هذه، وكونوا كلكم أمة واحدة على هذا، والاّ إلى داخل [البركة] هذه، تمام جميعا أليس الناس أكثرهم يقولون هكذا؟ أكثر الناس؛ ولهذا كانت ميزة عظيمة لأصحاب الأخدود ذكر الله قضيتهم في القرآن الكريم عندما تعرضوا للتعذيب بالنار وتحملوا، فلعن من جَنَوا عليهم تلك الجناية {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ} (البروج:7) مؤمنين، مؤمنين {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} (البروج:8).
ولهذا نقول: أن من يُسمون الآن إرهابيين – ما هم الآن "بيسموا" بعض الوهابيين [إرهابيين]، أن فيهم ناس إرهابيين مطلوبين كانوا في [القاعدة] أو أتباع لـ[طالبان] – نقول: هم إرهابيون فعلًا يوم كانوا يسعون في المجتمع ليفرقوا كلمة المجتمع، يفرقوا كلمة الناس ويضللونهم، هذا هو الإرهاب الحقيقي، هذا هو الإرهاب الذي هو إرهاب للمؤمنين، إرهاب للمسلمين.
لماذا لم تتحركوا لمنعهم؟ لماذا كنتم تشجعونهم؟، لماذا كنتم تفتحون لهم أبواب مؤسسات الدولة؟، لماذا كنتم تفتحون لهم مراكز التربية والتعليم؟ لماذا كنتم تفتحون لهم المساجد؟ يوم كانوا يتحركون في تفريق كلمة الأمة، في التضليل على الأمة، في جعل اليمني هذا يلعن هذا، يطلع هذا وله ولاءات واعتقادات تخالف ما عليه هذا، يفرقون الطائفة الواحدة، يفرقون أبناء الزيدية – الطائفة التي هي المحقة، ونأمل أن يكون لها الدور الكبير في نصر الحق – يوم كانوا يتحركون لم تسموهم إرهابيين وهذا والله هو الإرهاب الشديد، هذا هو الإرهاب هذا هو الهدم للأمة الذي يُعتبر أشد على الأمة من هدم ذلك البرج في [نيويورك] – الذي بدا في أذهاننا وكأنه ضربة قاضية لأمريكا! ليس ضربة قاضية لأمريكا – لأن تُهدم أسرة هنا وتُفرق أحب إلى أمريكا من أن يُبنى لها أبراج متعددة مثل تلك الأبراج في (نيويورك) أو في [واشنطن].
🍀القسم السادس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – كيف يكون الكفر بعد الإيمان؟
🔸 – من الذي لا يمكن أن يكون كافرا بعد إيمانه؟
🔸 – ما صفات الذين تبيض وجوههم يوم القيامة؟
🔸 – ما القضية التي يذكرنا بها الله تعالى ليزيدنا ثقة بهدايته لنا؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} (آل عمران:106) كفرتم بعد إيمانكم؛ لأنكم رضيتم لأنفسكم؛ لأنكم قصرتم؛ لأنكم فرطتم؛ لأنكم توانيتم فأصبحتم ضحية لأهل الكتاب فردوكم بعد إيمانكم كافرين، وهذا موقف خزي لكم؛ لأن الله يقول في القرآن وحدثنا عن أهل الكتاب أنه ليس فيهم ما يشدنا إليهم، ليس فيهم ما يجعلنا نتأثر بهم، أنهم في خبثهم ومكرهم على النحو الذي يجب أن نكون حريصين على الاعتصام بالله من أجل أن ننجى من كيدهم ومكرهم وخبثهم حتى لا نتحول بعد إيماننا كافرين.
عندما تعاملنا مع القضية هذه ببرودة فأصبحنا نفتح أذهاننا وقلوبنا لهم، أصبحنا نفتح بيوتنا وأسرنا لهم، أصبحنا نؤيدهم، أصبحنا نتحرك في خدمتهم، أليس هذا هو الخزي؟ أليس هذا هو الكفر بعد الإيمان، أن يكون الله قد عمل على إنقاذنا من أول مرة – عندما كنا قد أصبحنا على شفى حفرة من النار فأنقذنا منها – ثم على يد من؟ على يد اليهود والنصارى وبخبثهم ومكرهم نعود من جديد إلى النار.
فإذا لم نتعامل مع القضية بجدِّية كما ينبغي أن نكون في مواجهة خطورتها سنكون فعلًا جديرين بالخزي والعار فنقدم على الله – ونعوذ بالله من أن نكون من هؤلاء – نقدم على الله ووجوهنا مسودة فيقال لنا {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ؟ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} (آل عمران: من الآية 106)، أي أنه حصل كفر بعد إيمان، كفر بعد إيمان حصل، وكيف حصل؟ نحن قلنا بالأمس أن اليهودي لا يأتي إليك فيقول لك: أكفر بالقرآن، اكفر بمحمد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ولا يقول لك: تَيَهود تنَصْرَن. سيوصلك إلى الكفر من حيث لا تشعر، ومتى سيوصلك إلى الكفر من حيث لا تشعر؟ عندما تكون إنسانًا لا يبالي، عندما تكون مجتمعًا لا يبالي، عندما تظل مجتمعًا متفرقًا، عندما لا تهتم بهذه القضية فإنك قد هيأت نفسك لتكون بيئة صالحة توصلك إلى الكفر، توصلك إلى الارتداد بعد الإيمان فتقدم على الله – كفرد أو كمجتمع – بوجوهٍ مسودّة {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ؟ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} (آل عمران: من الآية 106)؛ لأنه هنا كفر حصل بعد الإيمان، على يد من؟ أليس على يد أهل الكتاب.
وأين هو الوسط الذي قَبِلَ هذا الكفر؟ هو ذلك الوسط الذي لم ينطلق على هدي الله من أول ما قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران 103-105).
المجتمع الذي لا يتحرك على هذا النحو هو المجتمع القابل لأن يرتد بعد إيمانه فيصبحوا على يد أهل الكتاب كافرين، وإلا فمن؟ هل المجتمع الذي ينطلق على هذا النحو هو الذي يمكن أن يرتد بعد إيمانه كافرًا؟ لا. الأمة التي تتحرك وتعتصم بحبل الله جميعًا، الأمة التي تتحرك لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعو إلى الخير، الأمة التي تتحرك جسدًا واحدًا لا تسمح للتفرق والاختلاف أن يفرق صفوفها وكلمتها، هل يمكن أن تكون هي التي تكفر؟ لا. هؤلاء قال عنهم: {هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، الكافرون عند الله يصفهم بأنهم خاسرون. فـ{الْمُفْلِحُونَ} عند الله كلمة لا تطلق على من يمكن أن يكون كافرًا أو فاسقًا أو ضالًا في هذه الحياة، أو مقصرًا في أمر الله، {الْمُفْلِحُونَ} تُطلق على المؤمنين في أرقى درجات الإيمان، على المتقين في أرقى درجات التقوى، على السائرين على هدي الله.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – كيف يكون الكفر بعد الإيمان؟
🔸 – من الذي لا يمكن أن يكون كافرا بعد إيمانه؟
🔸 – ما صفات الذين تبيض وجوههم يوم القيامة؟
🔸 – ما القضية التي يذكرنا بها الله تعالى ليزيدنا ثقة بهدايته لنا؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة
{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} (آل عمران:106) كفرتم بعد إيمانكم؛ لأنكم رضيتم لأنفسكم؛ لأنكم قصرتم؛ لأنكم فرطتم؛ لأنكم توانيتم فأصبحتم ضحية لأهل الكتاب فردوكم بعد إيمانكم كافرين، وهذا موقف خزي لكم؛ لأن الله يقول في القرآن وحدثنا عن أهل الكتاب أنه ليس فيهم ما يشدنا إليهم، ليس فيهم ما يجعلنا نتأثر بهم، أنهم في خبثهم ومكرهم على النحو الذي يجب أن نكون حريصين على الاعتصام بالله من أجل أن ننجى من كيدهم ومكرهم وخبثهم حتى لا نتحول بعد إيماننا كافرين.
عندما تعاملنا مع القضية هذه ببرودة فأصبحنا نفتح أذهاننا وقلوبنا لهم، أصبحنا نفتح بيوتنا وأسرنا لهم، أصبحنا نؤيدهم، أصبحنا نتحرك في خدمتهم، أليس هذا هو الخزي؟ أليس هذا هو الكفر بعد الإيمان، أن يكون الله قد عمل على إنقاذنا من أول مرة – عندما كنا قد أصبحنا على شفى حفرة من النار فأنقذنا منها – ثم على يد من؟ على يد اليهود والنصارى وبخبثهم ومكرهم نعود من جديد إلى النار.
فإذا لم نتعامل مع القضية بجدِّية كما ينبغي أن نكون في مواجهة خطورتها سنكون فعلًا جديرين بالخزي والعار فنقدم على الله – ونعوذ بالله من أن نكون من هؤلاء – نقدم على الله ووجوهنا مسودة فيقال لنا {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ؟ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} (آل عمران: من الآية 106)، أي أنه حصل كفر بعد إيمان، كفر بعد إيمان حصل، وكيف حصل؟ نحن قلنا بالأمس أن اليهودي لا يأتي إليك فيقول لك: أكفر بالقرآن، اكفر بمحمد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ولا يقول لك: تَيَهود تنَصْرَن. سيوصلك إلى الكفر من حيث لا تشعر، ومتى سيوصلك إلى الكفر من حيث لا تشعر؟ عندما تكون إنسانًا لا يبالي، عندما تكون مجتمعًا لا يبالي، عندما تظل مجتمعًا متفرقًا، عندما لا تهتم بهذه القضية فإنك قد هيأت نفسك لتكون بيئة صالحة توصلك إلى الكفر، توصلك إلى الارتداد بعد الإيمان فتقدم على الله – كفرد أو كمجتمع – بوجوهٍ مسودّة {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ؟ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} (آل عمران: من الآية 106)؛ لأنه هنا كفر حصل بعد الإيمان، على يد من؟ أليس على يد أهل الكتاب.
وأين هو الوسط الذي قَبِلَ هذا الكفر؟ هو ذلك الوسط الذي لم ينطلق على هدي الله من أول ما قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران 103-105).
المجتمع الذي لا يتحرك على هذا النحو هو المجتمع القابل لأن يرتد بعد إيمانه فيصبحوا على يد أهل الكتاب كافرين، وإلا فمن؟ هل المجتمع الذي ينطلق على هذا النحو هو الذي يمكن أن يرتد بعد إيمانه كافرًا؟ لا. الأمة التي تتحرك وتعتصم بحبل الله جميعًا، الأمة التي تتحرك لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعو إلى الخير، الأمة التي تتحرك جسدًا واحدًا لا تسمح للتفرق والاختلاف أن يفرق صفوفها وكلمتها، هل يمكن أن تكون هي التي تكفر؟ لا. هؤلاء قال عنهم: {هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، الكافرون عند الله يصفهم بأنهم خاسرون. فـ{الْمُفْلِحُونَ} عند الله كلمة لا تطلق على من يمكن أن يكون كافرًا أو فاسقًا أو ضالًا في هذه الحياة، أو مقصرًا في أمر الله، {الْمُفْلِحُونَ} تُطلق على المؤمنين في أرقى درجات الإيمان، على المتقين في أرقى درجات التقوى، على السائرين على هدي الله.
💐 #ملزمة_الأسبوع 💐
🍀 #القسم_الأول🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_وعده_ووعيده
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله. وصلنا حول الآيات من [سورة السجدة] إلى قول الله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً}(السجدة: من الآية15). وكلامنا حول الآيات سواء هذه أو غيرها، ليس على نمط التفسير، إنما هو كلام أشبه شيء بالاستيحاء من الآيات، وحديث حول الآيات. التفسير المعروف له نمط معين، وله قواعد معينة، والكثير من التفاسير تجعل الفائدة من القرآن الكريم قليلة جداً، إذا لم يربط القرآن الكريم بواقع الناس، إذا لم يكن الحديث حول آياته واسع، فإنه في الأخير يصبح كتاباً لا أثر له ولا فاعلية له في حياة الناس، ولا في أنفسهم. القرآن هو كتاب للحياة كلها، وكل أحداث الحياة لا يخلو حدث منها عن أن يكون للقرآن نظرة إليه وموقف منه، ونحن نريد - إن شاء الله - جميعاً أن نحيي القرآن في أنفسنا، فإذا ما عدنا إلى تلاوته - كما هو المعتاد - سواء في شهر رمضان أو في غيره تكون تلاوتنا له تلاوة إيجابية، نتأمل، نتدبر، نستفيد من آياته، ولا شك أن أي حديث حول آيات القرآن الكريم ما يزال حديثاً قاصراً وناقصاً، لا أحد يستطيع مهما بلغ في العلم والمعرفة أن يحيط علماً بعمق القرآن الكريم؛ لأن كثيراً مما يمكن أن يعطيه القرآن، مما هو من مكنون أسراره، إنما يساعد على كشفه وتجليه، المواقف، والمتغيرات والأحداث. قراءة كتاب الله بتأمل، وقراءة أحداث الحياة بتأمل، وقراءة النفوس، وسلوكيات الناس بتأمل هي ما يساعد الإنسان على أن يهتدي، على أن يسترشد، على أن يستفيد من خلال القرآن الكريم. بعد تلك الآيات العظيمة من أول السورة من [سورة السجدة] والتي تحدثنا حولها بالأمس بمقدار ما نفهم يقول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} (السجدة:15). آيات الله هي: أعلام على حقائق، هي حقائق ثابتة، وسميت آيات: لأنها أعلام على حقائق، حقائق في واقع النفوس، حقائق في الحياة، حقائق في مجالات الهداية كلها، حقائق تتحدث عما سيحدث يوم القيامة، أنها أشياء لا بد أن تحصل, وأن هناك من سيقول: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ}(السجدة: من الآية12). والآيات القرآنية هداياتها واسعة جداً، تهدي في عدة اتجاهات. كما فهمنا من أن قول الله تعالى حاكياً عن أولئك الذين سيقولون وهم منكسون لرؤوسهم: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ}. أنها تكشف حقيقة نحن عليها في واقعنا في الدنيا هذه. أولئك الناس - وهم أكثرنا - الذين لا يؤمنون بالخطورة إلا متى ما دهمتهم، لا يعملون الاحتياطات اللازمة، ويعدون العدة لمواجهة الخطر، وإنما يسوفون ويتناسون حتى يدهمهم الخطر. قلنا أيضاً: أن هذه إذا كانت طبيعة لدينا، إذا كانت حالة نفسية ثابتة لدينا فهي خطيرة جداً علينا؛ لأنها لن تكون في الدنيا، بل ستكون في الآخرة أيضاً، مَن هذه حالته، من هذا واقعه هكذا: لا يهتم بالإعداد للخطر المحتمل فإنه أيضاً لن يهتم، ولن يعد للخطر المتيقن. نحن نقول كلمتين؛ في الدنيا نقول أمام الخطورة المحتملة: [عسى ما في خله] ألسنا نقول هكذا؟ [عسى أن الباري سيهلكهم].. ونقول أمام الخطورة المتيقنة: [الله غفور رحيم] أليست حالة واحدة؟. يجب أن نروض أنفسنا هنا، نفسيتك في الدنيا هي النفسية التي ستحشر بها يوم القيامة، ستحشر أنت وأنت أنت، كما لو قمت من مرقدك الصباح، النفسية التي كنت عليها هي هي التي ستبعث عليها يوم القيامة [ما في خلة] [الله غفور رحيم] تأتي الخلة وأنت لم تعد لها عدة فتكون خلة كبيرة جداً، [الله غفور رحيم] سيأتي يوم القيامة وترى بأنه كان موضع الرحمة والغفران هنا في الدنيا أن تتسبب هنا في الدنيا، فيرى الناس أنفسهم بأنه لا كلمة [ما في خلة] ولا كلمة [الله غفور رحيم] هي التي ستنفعهم. وقلنا: هؤلاء هم كانوا عرباً, هم عرب الذين سيقولون: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ}. تتحدث عن مجرمين، ممن يقولون: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}(السجدة: من الآية10) هذه حالة كانت عند العرب القدامى وما تزال قائمة فينا، ولكن يبدو أنها تعمقت وترسخت أكثر وأكثر مما كان لدى الماضين. ونجد لهذه أثرها السيئ في مجال المقارنة بين واقعنا نحن وواقع أعدائنا من اليهود والنصارى، تراهم لا يفكرون هذا التفكير إطلاقاً، يضعون الخطط وينطلقون في الأعمال التي ت
🍀 #القسم_الأول🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_وعده_ووعيده
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله. وصلنا حول الآيات من [سورة السجدة] إلى قول الله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً}(السجدة: من الآية15). وكلامنا حول الآيات سواء هذه أو غيرها، ليس على نمط التفسير، إنما هو كلام أشبه شيء بالاستيحاء من الآيات، وحديث حول الآيات. التفسير المعروف له نمط معين، وله قواعد معينة، والكثير من التفاسير تجعل الفائدة من القرآن الكريم قليلة جداً، إذا لم يربط القرآن الكريم بواقع الناس، إذا لم يكن الحديث حول آياته واسع، فإنه في الأخير يصبح كتاباً لا أثر له ولا فاعلية له في حياة الناس، ولا في أنفسهم. القرآن هو كتاب للحياة كلها، وكل أحداث الحياة لا يخلو حدث منها عن أن يكون للقرآن نظرة إليه وموقف منه، ونحن نريد - إن شاء الله - جميعاً أن نحيي القرآن في أنفسنا، فإذا ما عدنا إلى تلاوته - كما هو المعتاد - سواء في شهر رمضان أو في غيره تكون تلاوتنا له تلاوة إيجابية، نتأمل، نتدبر، نستفيد من آياته، ولا شك أن أي حديث حول آيات القرآن الكريم ما يزال حديثاً قاصراً وناقصاً، لا أحد يستطيع مهما بلغ في العلم والمعرفة أن يحيط علماً بعمق القرآن الكريم؛ لأن كثيراً مما يمكن أن يعطيه القرآن، مما هو من مكنون أسراره، إنما يساعد على كشفه وتجليه، المواقف، والمتغيرات والأحداث. قراءة كتاب الله بتأمل، وقراءة أحداث الحياة بتأمل، وقراءة النفوس، وسلوكيات الناس بتأمل هي ما يساعد الإنسان على أن يهتدي، على أن يسترشد، على أن يستفيد من خلال القرآن الكريم. بعد تلك الآيات العظيمة من أول السورة من [سورة السجدة] والتي تحدثنا حولها بالأمس بمقدار ما نفهم يقول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} (السجدة:15). آيات الله هي: أعلام على حقائق، هي حقائق ثابتة، وسميت آيات: لأنها أعلام على حقائق، حقائق في واقع النفوس، حقائق في الحياة، حقائق في مجالات الهداية كلها، حقائق تتحدث عما سيحدث يوم القيامة، أنها أشياء لا بد أن تحصل, وأن هناك من سيقول: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ}(السجدة: من الآية12). والآيات القرآنية هداياتها واسعة جداً، تهدي في عدة اتجاهات. كما فهمنا من أن قول الله تعالى حاكياً عن أولئك الذين سيقولون وهم منكسون لرؤوسهم: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ}. أنها تكشف حقيقة نحن عليها في واقعنا في الدنيا هذه. أولئك الناس - وهم أكثرنا - الذين لا يؤمنون بالخطورة إلا متى ما دهمتهم، لا يعملون الاحتياطات اللازمة، ويعدون العدة لمواجهة الخطر، وإنما يسوفون ويتناسون حتى يدهمهم الخطر. قلنا أيضاً: أن هذه إذا كانت طبيعة لدينا، إذا كانت حالة نفسية ثابتة لدينا فهي خطيرة جداً علينا؛ لأنها لن تكون في الدنيا، بل ستكون في الآخرة أيضاً، مَن هذه حالته، من هذا واقعه هكذا: لا يهتم بالإعداد للخطر المحتمل فإنه أيضاً لن يهتم، ولن يعد للخطر المتيقن. نحن نقول كلمتين؛ في الدنيا نقول أمام الخطورة المحتملة: [عسى ما في خله] ألسنا نقول هكذا؟ [عسى أن الباري سيهلكهم].. ونقول أمام الخطورة المتيقنة: [الله غفور رحيم] أليست حالة واحدة؟. يجب أن نروض أنفسنا هنا، نفسيتك في الدنيا هي النفسية التي ستحشر بها يوم القيامة، ستحشر أنت وأنت أنت، كما لو قمت من مرقدك الصباح، النفسية التي كنت عليها هي هي التي ستبعث عليها يوم القيامة [ما في خلة] [الله غفور رحيم] تأتي الخلة وأنت لم تعد لها عدة فتكون خلة كبيرة جداً، [الله غفور رحيم] سيأتي يوم القيامة وترى بأنه كان موضع الرحمة والغفران هنا في الدنيا أن تتسبب هنا في الدنيا، فيرى الناس أنفسهم بأنه لا كلمة [ما في خلة] ولا كلمة [الله غفور رحيم] هي التي ستنفعهم. وقلنا: هؤلاء هم كانوا عرباً, هم عرب الذين سيقولون: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ}. تتحدث عن مجرمين، ممن يقولون: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}(السجدة: من الآية10) هذه حالة كانت عند العرب القدامى وما تزال قائمة فينا، ولكن يبدو أنها تعمقت وترسخت أكثر وأكثر مما كان لدى الماضين. ونجد لهذه أثرها السيئ في مجال المقارنة بين واقعنا نحن وواقع أعدائنا من اليهود والنصارى، تراهم لا يفكرون هذا التفكير إطلاقاً، يضعون الخطط وينطلقون في الأعمال التي ت
#ملزمة_الأسبوع 💐
🍀 #القسم_الثاني🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_وعده_ووعيده
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
قد نتوقع ببساطة تفكيرنا أنه إذا سكتنا - أفضل نسكت - قد نتوقع أنهم سيسكتون؟.. لا. السكوت سيدفعهم إلى أن يعملوا للحصول على تنازلات كثيرة أخرى، ويعملوا ليصلوا إلى ضرب أشياء أخرى، لن يسكتوا، يجب أن نفهم هذا: لن يسكتوا ولن يتوقفوا إلا متى ما تحركنا نحن وصرخنا في وجوههم، سيسكتون وسيتوقفون، أما إذا سكتنا فالخطورة هنا، الخطورة البالغة هنا. بعض الناس قد يقول: نسكت [لا نكلف على أنفسنا] إن السكوت هو الخطورة، لو كان السكوت هو من ذهب - كما يقولون - لما تحدث القرآن الكريم عن الجهاد، عن التضحية، عن الاستبسال، عن إنفاق الأموال، عن التواصي بالحق. أليس القرآن كله حركة وكلام؟ أم أنه صمت وجمود؟ كله حركة.. كله كلام. فعلا قد يكون السكوت من ذهب ليذهب كل شيء، إذا ما سكتنا سيذهب ديننا وستذهب كرامتنا ونذهب - ونعوذ بالله - إلى الجحيم في الأخير، يذهب الناس إلى الجحيم. عندما بدأوا يتحدثون عن مركز بدر، عن مدارس تحفيظ القرآن، أحياناً قد يثيرون عبارات, قد يثيرون عبارات.. هكذا؛ لينظروا ردة الفعل، ألم نتحدث أكثر من مرة عن هذا الأسلوب: لينظروا ردة الفعل؟.. سكتنا فهموا بأن السكوت أصبح لدينا [استراتيجية ثابتة]، وأننا أصبحنا بقراً، نفهم: أن السكوت هو الوسيلة الصحيحة لماذا؟ لكف شر الأعداء.. لنسلم شرهم. بعد حين سينطلقون فعلاً ليتخذوا القرار الملزم بإيقاف هذا الصوت، بإغلاق هذه المدرسة، بسحب هذا الكتاب من الأسواق، بإغلاق هذا المسجد، بنفي هذا الشخص، وهكذا.. ثم لن يتوقفوا أيضاً حتى يكون في الأخير من يؤمن بالفكرة هو إرهابي؛ لأنه احتمال وأنت تؤمن بالفكرة وإن كنت في حالة استضعاف، وأنت ساكت ربما تتكلم مع أحد من الناس فتؤثر عليه، وربما هذا الشخص الذي تؤثر عليه قد يصادف زمناً يكون هناك قابلية لكلامه أن يؤثر في الآخرين. هذا الهاجس لديهم: مواجهة كل خطر محتمل ولو بعد حين، وإن كانت نسبة خطورته عليهم بأقل من 1%. لاحظوا.. هناك أمثلة تشهد على من كان ينظر هذه النظرة أنه سيظل يعمل هذا العمل باستمرار وسنرى من أبناء وطننا من مسلمين منا له موقف من عقيدتك الفلانية، يظل مبايناً لك، يظل يظلمك، لا يعمل على توفير أي شيء لك. كما نحن بالنسبة للإمامة؛ لأنهم يعرفون أن الإمامة كعقيدة ما تزال في بطون كتبنا ما تزال قضية نؤمن بها وندين الله بها، باعتبارها عقيدة دينية لدينا، على الرغم من أنهم قد نصوا في الدستور: بأن الدستور يسمح بحرية الاعتقاد. وهم يعلمون أنه لا وجود للإمامة، ليس هناك إمام، ليس هناك حتى إمكانيات عند هؤلاء الناس الذين ما يزالون يعتقدون هذه العقيدة.. لكن أليسوا هم من ينظرون إلينا نظرة خاصة، لا يهتمون بنا في مجال الخدمات: مشاريع ونحوها؟!!. إذا ما ظلمت أنت من قبل طرف آخر لا يتفاعل معك لا محافظ، ولا حاكم، ولا قائد، ولا مدير أمن، ولا رئيس، ولا وزير ولا أحد.. لماذا؟.لأنه ما زال يرى أنك ما زلت تحمل عقيدة معينة هي كذا، هو يراها عقيدة غير مرغوب فيها، له موقف منها.. هكذا سيعمل اليهود أمام كل عقيدة إسلامية ما يزال لها بذرة في نفوسنا. لا يتصور أحد بأنه يمكن أن تتوقف الأعمال عند فئة معينة من العلماء، ستشمل العلماء كلهم، وأضعفهم من سينفى، أضعفهم من تفرض عليه إقامة جبرية فيكون ميتا وهو ما يزال حياً، ميت الأحياء. ثم ستصل إلى فئات الناس؛ لأنهم ما زالوا يحملون هذه العقيدة، إما أن يقبلوا أن يدينوا بأشياء ويتربوا على أشياء هي من النوع الذي لا يشكل خطورة.. لا بأس، وهذه هي ليست أكثر من مرحلة، أو أن يظل هذا الموقف وهذا اللقب كلمة: [إرهاب] ونحوها تتابع كل شخص، كل شخص.. خاصة نحن الزيدية, كل شخص منا سيسمى في الأخير بأنه إرهابي. افترض قضوا على العلماء، وقضوا على القرآن سيقال هذا الشخص ما يزال زيدياً ما يزال إذاً إرهابياً وهكذا، لماذا؟. لأنهم من هذا النوع يفكرون بضرورة العمل ضد أي خطر محتمل مهما كان بسيطاً في نظرنا نحن، مهما كان بعيد الوقوع من وجهة نظرنا نحن. فإذا كانت هذه هي روحية الأعداء، هي نظرة الأعداء أمامنا، ونحن نظرتنا هي نظرة أسلافنا أولئك الذين سيقولون: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا}(السجدة: من الآية12) وهي حالة نحن نشاهدها ماثلة فينا، متجسدة في كل مواقفنا، فإن هذا يعني بالتأكيد: أن هذه الأمة ستتلاشى، ستنتهي، سيدهمها الخطر في حينه فلا تستطيع أن تحرك ساكناً. أليس ياسر عرفات يسجن في بيته؟. هل هناك أحد من العرب يتعاطف معه من الزعماء أنفسهم - لأنهم عادة يتعاطفون مع بعضهم بعض - لا أحد يتعاطف معه، هو من داخل غرفته يحاول أن يتصل بالأمريكيين أو بواسطة أشخاص من وزراء حكومته يتصل بالأمريكيين بحثاً عن السلام، لا يبحث عن السلام من قبل زملائه العرب؛ لأنه يعرف أنهم من هذه النوعية، لا يهتمون بشيء! وأن الموقف في الأخي
🍀 #القسم_الثاني🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_وعده_ووعيده
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
قد نتوقع ببساطة تفكيرنا أنه إذا سكتنا - أفضل نسكت - قد نتوقع أنهم سيسكتون؟.. لا. السكوت سيدفعهم إلى أن يعملوا للحصول على تنازلات كثيرة أخرى، ويعملوا ليصلوا إلى ضرب أشياء أخرى، لن يسكتوا، يجب أن نفهم هذا: لن يسكتوا ولن يتوقفوا إلا متى ما تحركنا نحن وصرخنا في وجوههم، سيسكتون وسيتوقفون، أما إذا سكتنا فالخطورة هنا، الخطورة البالغة هنا. بعض الناس قد يقول: نسكت [لا نكلف على أنفسنا] إن السكوت هو الخطورة، لو كان السكوت هو من ذهب - كما يقولون - لما تحدث القرآن الكريم عن الجهاد، عن التضحية، عن الاستبسال، عن إنفاق الأموال، عن التواصي بالحق. أليس القرآن كله حركة وكلام؟ أم أنه صمت وجمود؟ كله حركة.. كله كلام. فعلا قد يكون السكوت من ذهب ليذهب كل شيء، إذا ما سكتنا سيذهب ديننا وستذهب كرامتنا ونذهب - ونعوذ بالله - إلى الجحيم في الأخير، يذهب الناس إلى الجحيم. عندما بدأوا يتحدثون عن مركز بدر، عن مدارس تحفيظ القرآن، أحياناً قد يثيرون عبارات, قد يثيرون عبارات.. هكذا؛ لينظروا ردة الفعل، ألم نتحدث أكثر من مرة عن هذا الأسلوب: لينظروا ردة الفعل؟.. سكتنا فهموا بأن السكوت أصبح لدينا [استراتيجية ثابتة]، وأننا أصبحنا بقراً، نفهم: أن السكوت هو الوسيلة الصحيحة لماذا؟ لكف شر الأعداء.. لنسلم شرهم. بعد حين سينطلقون فعلاً ليتخذوا القرار الملزم بإيقاف هذا الصوت، بإغلاق هذه المدرسة، بسحب هذا الكتاب من الأسواق، بإغلاق هذا المسجد، بنفي هذا الشخص، وهكذا.. ثم لن يتوقفوا أيضاً حتى يكون في الأخير من يؤمن بالفكرة هو إرهابي؛ لأنه احتمال وأنت تؤمن بالفكرة وإن كنت في حالة استضعاف، وأنت ساكت ربما تتكلم مع أحد من الناس فتؤثر عليه، وربما هذا الشخص الذي تؤثر عليه قد يصادف زمناً يكون هناك قابلية لكلامه أن يؤثر في الآخرين. هذا الهاجس لديهم: مواجهة كل خطر محتمل ولو بعد حين، وإن كانت نسبة خطورته عليهم بأقل من 1%. لاحظوا.. هناك أمثلة تشهد على من كان ينظر هذه النظرة أنه سيظل يعمل هذا العمل باستمرار وسنرى من أبناء وطننا من مسلمين منا له موقف من عقيدتك الفلانية، يظل مبايناً لك، يظل يظلمك، لا يعمل على توفير أي شيء لك. كما نحن بالنسبة للإمامة؛ لأنهم يعرفون أن الإمامة كعقيدة ما تزال في بطون كتبنا ما تزال قضية نؤمن بها وندين الله بها، باعتبارها عقيدة دينية لدينا، على الرغم من أنهم قد نصوا في الدستور: بأن الدستور يسمح بحرية الاعتقاد. وهم يعلمون أنه لا وجود للإمامة، ليس هناك إمام، ليس هناك حتى إمكانيات عند هؤلاء الناس الذين ما يزالون يعتقدون هذه العقيدة.. لكن أليسوا هم من ينظرون إلينا نظرة خاصة، لا يهتمون بنا في مجال الخدمات: مشاريع ونحوها؟!!. إذا ما ظلمت أنت من قبل طرف آخر لا يتفاعل معك لا محافظ، ولا حاكم، ولا قائد، ولا مدير أمن، ولا رئيس، ولا وزير ولا أحد.. لماذا؟.لأنه ما زال يرى أنك ما زلت تحمل عقيدة معينة هي كذا، هو يراها عقيدة غير مرغوب فيها، له موقف منها.. هكذا سيعمل اليهود أمام كل عقيدة إسلامية ما يزال لها بذرة في نفوسنا. لا يتصور أحد بأنه يمكن أن تتوقف الأعمال عند فئة معينة من العلماء، ستشمل العلماء كلهم، وأضعفهم من سينفى، أضعفهم من تفرض عليه إقامة جبرية فيكون ميتا وهو ما يزال حياً، ميت الأحياء. ثم ستصل إلى فئات الناس؛ لأنهم ما زالوا يحملون هذه العقيدة، إما أن يقبلوا أن يدينوا بأشياء ويتربوا على أشياء هي من النوع الذي لا يشكل خطورة.. لا بأس، وهذه هي ليست أكثر من مرحلة، أو أن يظل هذا الموقف وهذا اللقب كلمة: [إرهاب] ونحوها تتابع كل شخص، كل شخص.. خاصة نحن الزيدية, كل شخص منا سيسمى في الأخير بأنه إرهابي. افترض قضوا على العلماء، وقضوا على القرآن سيقال هذا الشخص ما يزال زيدياً ما يزال إذاً إرهابياً وهكذا، لماذا؟. لأنهم من هذا النوع يفكرون بضرورة العمل ضد أي خطر محتمل مهما كان بسيطاً في نظرنا نحن، مهما كان بعيد الوقوع من وجهة نظرنا نحن. فإذا كانت هذه هي روحية الأعداء، هي نظرة الأعداء أمامنا، ونحن نظرتنا هي نظرة أسلافنا أولئك الذين سيقولون: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا}(السجدة: من الآية12) وهي حالة نحن نشاهدها ماثلة فينا، متجسدة في كل مواقفنا، فإن هذا يعني بالتأكيد: أن هذه الأمة ستتلاشى، ستنتهي، سيدهمها الخطر في حينه فلا تستطيع أن تحرك ساكناً. أليس ياسر عرفات يسجن في بيته؟. هل هناك أحد من العرب يتعاطف معه من الزعماء أنفسهم - لأنهم عادة يتعاطفون مع بعضهم بعض - لا أحد يتعاطف معه، هو من داخل غرفته يحاول أن يتصل بالأمريكيين أو بواسطة أشخاص من وزراء حكومته يتصل بالأمريكيين بحثاً عن السلام، لا يبحث عن السلام من قبل زملائه العرب؛ لأنه يعرف أنهم من هذه النوعية، لا يهتمون بشيء! وأن الموقف في الأخي
#ملزمة_الأسبوع 💐
🍀 #القسم_الثالث🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_وعده_ووعيده
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
{انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}. ألم يقل هكذا؟.. تحركوا؛ ليمسح أي نظرة من هذا الشعور الخاطئ الذي يأتي عند ضعاف الإيمان، متى ما حصل شيء فيه مشاق، حتى وإن كان ذلك الشخص الذي يقوده هو رسول الله، يعتبرونه مشكلة {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ}(آل عمران: من الآية164) يجب أن تعتبروه نعمة، إن هذه المواقف نعمة، وهذا الرجل نعمة عليكم، إنه منَّة من الله عليكم {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ}(آل عمران: من الآية164). ولأنها هي النقطة الخطيرة جداً التي يتجه الأعداء إليها، كانت إذاعات متعددة - كما يقال - أكثر من أربعة عشر إذاعة، ومحطات تلفزيونية كثيرة تتجه إلى داخل إيران أيام الإمام الخميني تحاول: توحي للناس بما يبعدهم عن ذلك القائد العظيم [مشاكل.. وإيران بدأت تدخل في أزمات اقتصادية بسبب هذا الشخص، والدماء الكثيرة سفكت من أبناء هذا الشعب؛ لأنهم انطلقوا وراء ذلك الشخص، هو شر، هو مشاكل، مصائب، بلاوي أحداث..] إلى آخره. لكنه هو من كان قد سبق إلى توعيتهم توعية من نوعية مهمة، الإمام الخميني، من أين جاء له ذلك؟. من القرآن الكريم، أي توعية للأمة من غير القرآن الكريم ستكون فاشلة. فكانت تلك الإذاعات تهذي دائما ولا يظهر لها أي أثر، كان يقول لهم: أولئك الذين يتحدثون معكم أليسوا أعداءكم؟ قالوا: نعم، قال: إذاً لا تصدقوهم، هل يمكن لعدوك أن ينصحك، كل كلامه هو من أجل أن يثبطك؛ لأنه يخافك، إذاً لا تصدقه. قطع المجال، وسد الأبواب في وجوه أي تأثير لإعلام الآخرين من الذين وقفوا ضد الثورة الإسلامية. المؤمن نفسه إذا ما ذكر بآيات الله، سواء تذكره موقفاً هو لديه معرفة نوعاً ما عنه، لكن آيات الله من خلال تذكيره بها سيظهر له أكثر وأكثر أهمية أن يكون له عمل، أن يكون له موقف أن ينطلق بجدية. وعندما يقول: {خَرُّوا سُجَّداً}(السجدة: من الآية15) أولئك الذين يخرون لله سجداً هم من يرفعون رأس الأمة. ليس معنى أن آيات الله هي تنكس الناس، وأن آيات الله هي التي تضع الناس فيخرون إلى الأرض. الناس الذين يخرون إلى الأرض سجداً لله خشوعاً لله وخضوعاً لله لا يستكبرون أبداً.. هم أولئك الذين يعلون كلمة الله، هم أولئك الذين يعلون رأس الأمة، هم الذين يعلون الدين ويظهرونه فوق الأديان كلها، هم هؤلاء {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} (السجدة:15) هم من سينطلقون انطلاقة فاعلة. لأنه ما هو الذي ينقصنا نحن ونحن نجمد، ونحن لا نتكلم سواء من كان منا باسم عالم، أو متعلم، أو عابد، أو أي لقب يحمله: أستاذ، أو نحوه، فلأنا لم نصل إلى هذه الدرجة بعد: الخشوع الكامل لله الذي لا يحصل إلا من خلال معرفته بشكل جيد، التسبيح لله بألسنتنا وقلوبنا، الثناء على الله هذا هو ما ينقصنا، أن هذه ليست حالة مترسخة في أعماق أنفسنا. فإذا ما ترسخت في نفوس الناس تراهم أمة قابلة للنهوض، تجتمع كلمتهم بسهولة، يتحركون بمسارعة. ألم نتحدث سابقا عن بعض آيات حول صفات المتقين أنهم يسارعون {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}(البقرة: من الآية148) {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} (آل عمران: من الآية133) قلنا في ذلك الدرس: أن هذه الآيات في [سورة آل عمران] من عند قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} إلى آخر الصفحة فيها من الحديث عن المتقين مطبوعة كلها بطابع المسارعة حتى في صيغها.. نحن نرى أنفسنا نتثاقل الآن.. أليس كذلك؟. نتحدث جميعا عندما نجلس هنا، أو نجلس في المدرسة، وقد يقول البعض: أنه يود أن يكون هناك من يسمع هذا الحديث، لكن هل انطلقنا بجدية ومسارعة إلى أن نعمل العمل الكثير الذي يجعل الآخرين يسمعون هذا الحديث الذي قد تراه حديثا مناسبا أن يسمعه الآخرون.. حالة التثاقل، التباطؤ, وهي حالة سيئة عواقبها سيئة، ما تزال ماثلة.. لماذا؟ لسنا بعد ممن وصل إلى هذه الدرجة: {إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً} لعظم تأثيرها في نفوسهم {وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} لا يستنكفون أمام أي شيء من آيات الله يسمعونه. وأحيانا قد يكون موقف الإنسان موقف المستكبر، لكنه يبحث عن أي تبرير لموقفه، وهو يقعد أو وهو يعارض عملا مثل هذا يراه الآخرون أنه عمل فيه إرضاء لله، وفيه نصر لدينه، أو يعبر عن موقف ما في مواجهة أعدائه ينطلق للتبريرات يعملها؛ لأنه في واقعه مستكبر، كلام سمعه من صغير وهو يحمل لقبا أكبر من لقب هذا، علامة مثلا، أو شيخ، أو فلان. فهو إذا ما قبل؛ لأن معنى
🍀 #القسم_الثالث🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_وعده_ووعيده
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
{انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}. ألم يقل هكذا؟.. تحركوا؛ ليمسح أي نظرة من هذا الشعور الخاطئ الذي يأتي عند ضعاف الإيمان، متى ما حصل شيء فيه مشاق، حتى وإن كان ذلك الشخص الذي يقوده هو رسول الله، يعتبرونه مشكلة {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ}(آل عمران: من الآية164) يجب أن تعتبروه نعمة، إن هذه المواقف نعمة، وهذا الرجل نعمة عليكم، إنه منَّة من الله عليكم {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ}(آل عمران: من الآية164). ولأنها هي النقطة الخطيرة جداً التي يتجه الأعداء إليها، كانت إذاعات متعددة - كما يقال - أكثر من أربعة عشر إذاعة، ومحطات تلفزيونية كثيرة تتجه إلى داخل إيران أيام الإمام الخميني تحاول: توحي للناس بما يبعدهم عن ذلك القائد العظيم [مشاكل.. وإيران بدأت تدخل في أزمات اقتصادية بسبب هذا الشخص، والدماء الكثيرة سفكت من أبناء هذا الشعب؛ لأنهم انطلقوا وراء ذلك الشخص، هو شر، هو مشاكل، مصائب، بلاوي أحداث..] إلى آخره. لكنه هو من كان قد سبق إلى توعيتهم توعية من نوعية مهمة، الإمام الخميني، من أين جاء له ذلك؟. من القرآن الكريم، أي توعية للأمة من غير القرآن الكريم ستكون فاشلة. فكانت تلك الإذاعات تهذي دائما ولا يظهر لها أي أثر، كان يقول لهم: أولئك الذين يتحدثون معكم أليسوا أعداءكم؟ قالوا: نعم، قال: إذاً لا تصدقوهم، هل يمكن لعدوك أن ينصحك، كل كلامه هو من أجل أن يثبطك؛ لأنه يخافك، إذاً لا تصدقه. قطع المجال، وسد الأبواب في وجوه أي تأثير لإعلام الآخرين من الذين وقفوا ضد الثورة الإسلامية. المؤمن نفسه إذا ما ذكر بآيات الله، سواء تذكره موقفاً هو لديه معرفة نوعاً ما عنه، لكن آيات الله من خلال تذكيره بها سيظهر له أكثر وأكثر أهمية أن يكون له عمل، أن يكون له موقف أن ينطلق بجدية. وعندما يقول: {خَرُّوا سُجَّداً}(السجدة: من الآية15) أولئك الذين يخرون لله سجداً هم من يرفعون رأس الأمة. ليس معنى أن آيات الله هي تنكس الناس، وأن آيات الله هي التي تضع الناس فيخرون إلى الأرض. الناس الذين يخرون إلى الأرض سجداً لله خشوعاً لله وخضوعاً لله لا يستكبرون أبداً.. هم أولئك الذين يعلون كلمة الله، هم أولئك الذين يعلون رأس الأمة، هم الذين يعلون الدين ويظهرونه فوق الأديان كلها، هم هؤلاء {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} (السجدة:15) هم من سينطلقون انطلاقة فاعلة. لأنه ما هو الذي ينقصنا نحن ونحن نجمد، ونحن لا نتكلم سواء من كان منا باسم عالم، أو متعلم، أو عابد، أو أي لقب يحمله: أستاذ، أو نحوه، فلأنا لم نصل إلى هذه الدرجة بعد: الخشوع الكامل لله الذي لا يحصل إلا من خلال معرفته بشكل جيد، التسبيح لله بألسنتنا وقلوبنا، الثناء على الله هذا هو ما ينقصنا، أن هذه ليست حالة مترسخة في أعماق أنفسنا. فإذا ما ترسخت في نفوس الناس تراهم أمة قابلة للنهوض، تجتمع كلمتهم بسهولة، يتحركون بمسارعة. ألم نتحدث سابقا عن بعض آيات حول صفات المتقين أنهم يسارعون {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}(البقرة: من الآية148) {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} (آل عمران: من الآية133) قلنا في ذلك الدرس: أن هذه الآيات في [سورة آل عمران] من عند قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} إلى آخر الصفحة فيها من الحديث عن المتقين مطبوعة كلها بطابع المسارعة حتى في صيغها.. نحن نرى أنفسنا نتثاقل الآن.. أليس كذلك؟. نتحدث جميعا عندما نجلس هنا، أو نجلس في المدرسة، وقد يقول البعض: أنه يود أن يكون هناك من يسمع هذا الحديث، لكن هل انطلقنا بجدية ومسارعة إلى أن نعمل العمل الكثير الذي يجعل الآخرين يسمعون هذا الحديث الذي قد تراه حديثا مناسبا أن يسمعه الآخرون.. حالة التثاقل، التباطؤ, وهي حالة سيئة عواقبها سيئة، ما تزال ماثلة.. لماذا؟ لسنا بعد ممن وصل إلى هذه الدرجة: {إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً} لعظم تأثيرها في نفوسهم {وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} لا يستنكفون أمام أي شيء من آيات الله يسمعونه. وأحيانا قد يكون موقف الإنسان موقف المستكبر، لكنه يبحث عن أي تبرير لموقفه، وهو يقعد أو وهو يعارض عملا مثل هذا يراه الآخرون أنه عمل فيه إرضاء لله، وفيه نصر لدينه، أو يعبر عن موقف ما في مواجهة أعدائه ينطلق للتبريرات يعملها؛ لأنه في واقعه مستكبر، كلام سمعه من صغير وهو يحمل لقبا أكبر من لقب هذا، علامة مثلا، أو شيخ، أو فلان. فهو إذا ما قبل؛ لأن معنى
#ملزمة_الأسبوع 💐
🍀 #القسم_الرابع🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_وعده_ووعيده
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
وأنت تتحرك في هذا الميدان كما يتحرك الآخرون في الميدان الثقافي. لا تربط مشاعرك أبدا بالكبار، لا يكن همك أن يدخل هؤلاء الكبار، ولو بواسطة أن نقدم تنازلات لهم، أن نسلمهم زمام أمورنا، أن نمجدهم، أن نشجعهم، أن نُنَخِطَهُمْ بعباراتنا، نفرح - في هذا الوقت - ونفرح، ونفرح، هذا هو الخلل الكبير؛ لأن من دخل بإملاءات وشروط هو ذلك الذي يريد أن تكون حركة الناس على وفق ما يريد وبالشكل الذي يراعي مشاعره ومصالحه. أما أولئك الصغار من الناس الذين هم صغار في نظر الآخرين، هم من ينطلقون وليس لديهم قائمة من المصالح المادية والمعنوية، يريدون أن يسخروا هذا العمل الثقافي، أو الاجتماعي، أو الجهادي، لمصالحهم. الصغار تكون عادة نفوسهم طاهرة أكثر من الكبار، صغار الناس - إن صح التعبير - أي الناس العاديون عوام الناس، وهذه هي كانت نظرة الإمام علي (عليه السلام) كان يقول: ((وإنما قوام الدين العامة من الناس)) كان يقول لـ[مالك الأشتر] - وانظروها في عهد الإمام علي لمالك الأشتر في [نهج البلاغة] - : ((فليكن صغوك إليهم.. وليكن.. كذا)) يوجهه لأن يهتم بالعامة من الناس، لا تشغل نفسك بأولئك الكبار. لاحظنا أخطاء حصلت في الماضي في عملنا الثقافي، وكم سمعنا من زملائنا من محاولات - بحسن نية - قد توقعنا في أخطاء أيضا، ورأينا الآخرين هم يتحركون باسم الدين يغلطون أيضا وهم يحاولون أن يسكتوا عن هذه من أجل أن نكسب فلاناً، ونتمشى مع هذا من أجل أن نكسبه، ومن أجل نكسب هذا الحزب، ونكسب هذا الشيخ، ونكسب هذا الشخص، هم ما عرفوا أنهم في الأخير إنما سخروا هذا الدين الذي يتحركون باسمه لأولئك الكبار. تحرك في أوساط الناس الذين لا يريدون منك أن تسخر دينك لهم، ليس لديهم قائمة من المصالح المادية والمعنوية، لا يستجيبون إلا بقدر ما يكون عملك - كيفما كان - في مصالحهم، هؤلاء هم الذين سينصرون الإسلام. الإسلام يريد نوعية من هذه، هؤلاء من سيستجيبون لله استجابة كاملة؛ لأنهم ليس لديهم المشاعر التي يمكن أن تجعلهم مستكبرين. {وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ}(السجدة: من الآية15). ليس لديهم ما يحملهم على الاستكبار، هؤلاء هم القريبون جدا، هؤلاء هم من كانوا أنصار الأنبياء والأئمة، وكل أولياء الله في كل زمان، وراجعوا القرآن الكريم {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ}(الأعراف: من الآية75). تجد أن نوحا في الأخير الذي لبث في قومه تسعمائة وخمسين عاما شكا من أولئك الكبار {وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَاراً}(نوح: من الآية21) كان أولئك الناس مرتبطين بكبارهم، والكبار عادة تكون لديهم قائمة طويلة عريضة من الأشياء في نفوسهم، لا يريدون أن يستجيبوا، وإن عرفوا الحق ولا يدعون الآخرين من أتباعهم أن ينطلقوا في الاستجابة للحق؛ لأنهم كما يقال في زماننا هذا: [سيأخذون أصحابك]، يتواصلون فيما بينهم الملأ هنا والملأ هناك: [انتبه اشتد في مواجهة هذا وإلا سيأخذ عليك أصحابك]. هي من ذلك اليوم قديمة هذه قديمة من ذلك الزمان. عندما ربط الصغار أنفسهم بالكبار ألم يضلوا؟ وتسعمائة وخمسين سنة لم يهتد فيها إلا القليل القليل {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ}(هود: من الآية40)، وسعتهم [سفينة] ووسعت أيضا حيوانات أخرى من كل جنس، بعد تسعمائة وخمسين سنة، إن تلك الآيات تقول لنا: لا تربطوا أنفسكم أبداً بالمستكبرين، أو بمن يتوقع أن يكون لديهم قائمة في نفوسهم طويلة عريضة، وسيستكبرون إذا ما وجدوا أن الاستجابة ستؤثر على مضمون تلك القائمة الطويلة العريضة في نفوسهم من المصالح المادية والمعنوية. ضلت أمة لأنها ارتبطت بكبار من هذا النوع، لكن كبيراً ينزل معي، وندخل سويا في هذا الدين الذي هو دين للكبير والصغير، والواجب فيه على الكبير والصغير, لنكن فيه كبارا أمام الله جميعا عندما نكون من أوليائه يكرمنا، بل نرى أنفسنا صغارا أمام عظمة الله جميعا. ونرى داخل هذا الدين أيضا عزتنا والحفاظ على كرامة بعضنا بعض، والحفاظ أيضا على المقامات حتى المقامات المعنوية والاجتماعية للبعض الآخر. متى ما دخلت معنا هنا بدون إملاءات، وسلمت نفسك لله، وانطلقت كانطلاقتنا حينئذ ستحظى باحترام كبير من جانبنا، لكن أما أن يكون كبرك هو الذي يدفعك إلى أن تحول بيننا وبين الاهتداء كما حال أولئك الملأ بين قوم نوح وبين الاهتداء على مدى تسعمائة وخمسين سنة، حتى قيل إنه كان يوصي الرجل منهم أولاده بعد عمر طويل مائتين سنة، أو أربعمائة سنة، يوصي أولاده أن لا يستجيبوا لنوح، يكبر أولاده فيوصوا أولادهم قبيل الموت أن لا يستمعوا لنوح؛ لأنه بقي زمانا طويلا معهم. لا تربط نفسك بكبار من هؤلاء ولا تربط عملك الثقافي بكبار من هؤلاء، ولا تربط عملك الجهادي
🍀 #القسم_الرابع🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_وعده_ووعيده
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
وأنت تتحرك في هذا الميدان كما يتحرك الآخرون في الميدان الثقافي. لا تربط مشاعرك أبدا بالكبار، لا يكن همك أن يدخل هؤلاء الكبار، ولو بواسطة أن نقدم تنازلات لهم، أن نسلمهم زمام أمورنا، أن نمجدهم، أن نشجعهم، أن نُنَخِطَهُمْ بعباراتنا، نفرح - في هذا الوقت - ونفرح، ونفرح، هذا هو الخلل الكبير؛ لأن من دخل بإملاءات وشروط هو ذلك الذي يريد أن تكون حركة الناس على وفق ما يريد وبالشكل الذي يراعي مشاعره ومصالحه. أما أولئك الصغار من الناس الذين هم صغار في نظر الآخرين، هم من ينطلقون وليس لديهم قائمة من المصالح المادية والمعنوية، يريدون أن يسخروا هذا العمل الثقافي، أو الاجتماعي، أو الجهادي، لمصالحهم. الصغار تكون عادة نفوسهم طاهرة أكثر من الكبار، صغار الناس - إن صح التعبير - أي الناس العاديون عوام الناس، وهذه هي كانت نظرة الإمام علي (عليه السلام) كان يقول: ((وإنما قوام الدين العامة من الناس)) كان يقول لـ[مالك الأشتر] - وانظروها في عهد الإمام علي لمالك الأشتر في [نهج البلاغة] - : ((فليكن صغوك إليهم.. وليكن.. كذا)) يوجهه لأن يهتم بالعامة من الناس، لا تشغل نفسك بأولئك الكبار. لاحظنا أخطاء حصلت في الماضي في عملنا الثقافي، وكم سمعنا من زملائنا من محاولات - بحسن نية - قد توقعنا في أخطاء أيضا، ورأينا الآخرين هم يتحركون باسم الدين يغلطون أيضا وهم يحاولون أن يسكتوا عن هذه من أجل أن نكسب فلاناً، ونتمشى مع هذا من أجل أن نكسبه، ومن أجل نكسب هذا الحزب، ونكسب هذا الشيخ، ونكسب هذا الشخص، هم ما عرفوا أنهم في الأخير إنما سخروا هذا الدين الذي يتحركون باسمه لأولئك الكبار. تحرك في أوساط الناس الذين لا يريدون منك أن تسخر دينك لهم، ليس لديهم قائمة من المصالح المادية والمعنوية، لا يستجيبون إلا بقدر ما يكون عملك - كيفما كان - في مصالحهم، هؤلاء هم الذين سينصرون الإسلام. الإسلام يريد نوعية من هذه، هؤلاء من سيستجيبون لله استجابة كاملة؛ لأنهم ليس لديهم المشاعر التي يمكن أن تجعلهم مستكبرين. {وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ}(السجدة: من الآية15). ليس لديهم ما يحملهم على الاستكبار، هؤلاء هم القريبون جدا، هؤلاء هم من كانوا أنصار الأنبياء والأئمة، وكل أولياء الله في كل زمان، وراجعوا القرآن الكريم {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ}(الأعراف: من الآية75). تجد أن نوحا في الأخير الذي لبث في قومه تسعمائة وخمسين عاما شكا من أولئك الكبار {وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَاراً}(نوح: من الآية21) كان أولئك الناس مرتبطين بكبارهم، والكبار عادة تكون لديهم قائمة طويلة عريضة من الأشياء في نفوسهم، لا يريدون أن يستجيبوا، وإن عرفوا الحق ولا يدعون الآخرين من أتباعهم أن ينطلقوا في الاستجابة للحق؛ لأنهم كما يقال في زماننا هذا: [سيأخذون أصحابك]، يتواصلون فيما بينهم الملأ هنا والملأ هناك: [انتبه اشتد في مواجهة هذا وإلا سيأخذ عليك أصحابك]. هي من ذلك اليوم قديمة هذه قديمة من ذلك الزمان. عندما ربط الصغار أنفسهم بالكبار ألم يضلوا؟ وتسعمائة وخمسين سنة لم يهتد فيها إلا القليل القليل {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ}(هود: من الآية40)، وسعتهم [سفينة] ووسعت أيضا حيوانات أخرى من كل جنس، بعد تسعمائة وخمسين سنة، إن تلك الآيات تقول لنا: لا تربطوا أنفسكم أبداً بالمستكبرين، أو بمن يتوقع أن يكون لديهم قائمة في نفوسهم طويلة عريضة، وسيستكبرون إذا ما وجدوا أن الاستجابة ستؤثر على مضمون تلك القائمة الطويلة العريضة في نفوسهم من المصالح المادية والمعنوية. ضلت أمة لأنها ارتبطت بكبار من هذا النوع، لكن كبيراً ينزل معي، وندخل سويا في هذا الدين الذي هو دين للكبير والصغير، والواجب فيه على الكبير والصغير, لنكن فيه كبارا أمام الله جميعا عندما نكون من أوليائه يكرمنا، بل نرى أنفسنا صغارا أمام عظمة الله جميعا. ونرى داخل هذا الدين أيضا عزتنا والحفاظ على كرامة بعضنا بعض، والحفاظ أيضا على المقامات حتى المقامات المعنوية والاجتماعية للبعض الآخر. متى ما دخلت معنا هنا بدون إملاءات، وسلمت نفسك لله، وانطلقت كانطلاقتنا حينئذ ستحظى باحترام كبير من جانبنا، لكن أما أن يكون كبرك هو الذي يدفعك إلى أن تحول بيننا وبين الاهتداء كما حال أولئك الملأ بين قوم نوح وبين الاهتداء على مدى تسعمائة وخمسين سنة، حتى قيل إنه كان يوصي الرجل منهم أولاده بعد عمر طويل مائتين سنة، أو أربعمائة سنة، يوصي أولاده أن لا يستجيبوا لنوح، يكبر أولاده فيوصوا أولادهم قبيل الموت أن لا يستمعوا لنوح؛ لأنه بقي زمانا طويلا معهم. لا تربط نفسك بكبار من هؤلاء ولا تربط عملك الثقافي بكبار من هؤلاء، ولا تربط عملك الجهادي
#ملزمة_الأسبوع 💐
🍀 #القسم_الخامس🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_وعده_ووعيده
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
هؤلاء الذين يرون أنفسهم إذا ما دخلوا دخلوا من فوق، وبشروط وإملاءات، هم من سيكونون عقبة دائمة في ميدان العمل، هم من سيجعلونك تصنف كلامك مع الناس، كما نجده لدى الكثير، فخطاب مع الكبار يقدم نسبة من الدين فقط إليهم التي لا تثير مشاعرهم، ويتخاطب مع عامة الناس خطابا شديداً ولهجة قاسية، فينطلق على المنبر يخاطب أولئك المساكين بلهجة قاسية فيحذرهم من جهنم وكلام من هذا، ويخاطب أولئك الكبار الذين قد حرص على أن يضمهم إلى جانبه - كما يتصور - خطاباً لطيفا رقيقا لا يثير مشاعرهم، فسيكون خطابك للناس منوعا ومشكلا، والدين هو واحد، وليكن منطقه واحدا أمام الناس جميعا. وهكذا كان رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ينطلق في مسجده ويتحدث مع الناس سويا بعبارات واحدة وكلاما واحدا يوجه للجميع، لكن انظر إلى علماء آخرين ممن يؤمنون بشرعية هذا، حكم هذا ممن يؤمنون بضرورة أن يتمشى مع هذا، كيف تجد خطابه هنا يختلف عن خطابه مع الآخرين، كيف يقدم الدين مشكل ومنوع على حسب أمزجة هؤلاء الكبار، وعندما نسمع في هذه الآية: {وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} كأنها تقول لنا: ليكن اتجاهكم إلى أولئك الناس الذين أنتم لا تتوقعون أن في أنفسهم ما يدفعهم إلى الاستكبار، فهم من سيبنون صرح الأمة لبنات، كل شخص منهم قابل أن يكون لبنة في هذا الصرح. لكن ذلك هو لا يقبل إلا أن يكون اللبنة العليا، قبل أن يكون هناك لبنات تريد أن تضعه لا يرضى، لا يقبل، لا يقبل، لا يقبل أن يكون ضمن اللبنات الأولى، دعه هناك لبنة بمفرده، ليبتني صرح الأمة من اللبنات التي تقبل. والله تحدث في القرآن الكريم عن البنيان: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}(الصف:4) من أين تتجمع هذه اللبنات في البنيان المرصوص إلا من أولئك الذين لا يستكبرون. أما اللبنة التي تستكبر فهي لا تقبل، لا تقبل أبدا أن تكون هنا، بل قد لا تقبل أن تكون لبنة عند لبنة أخرى، يريد أن يكون لبنة لوحده فوق [القِرَة] وستراه لبنة لحالها فوق [القِرَة] هل لها أثر؟ ليس لها أثر, ليست أكثر من إضافة ثقل على بقية اللبنات الأخرى، بعض الناس لا يقبل أن يكون لبنة مع هذا ومع هذا في مَصف واحد. يريد أن يكون لبنة هناك، فأنت تراه يريد أن يكون لبنة لحاله، يريد أن يتربع فوق ذلك البنيان أو في ذلك الموضع الذي لا يفيد ذلك البنيان، متى ما أكمل الناس بناء طابق وبقيت حجر ووضعت هناك فوق [القِرَة] كل الناس يرون بأنها لا تأثير لها.. أليس كذلك؟ لكن الحجر التي تحتها ضمن أحجار أخرى في الصفة من الأحجار هي حجر لها قيمتها.. أليس كذلك؟. هؤلاء يريدون أن يكونوا لبنات لحالها، فليكونوا لبنات هناك، وليبنى الصرح من أولئك الذين يقبلون، ليروا أنفسهم - هم في الأخير - لبنات لحالها بعيدة لا وزن لها، ولا قيمة لها، أليس هذا ما حصل؟ أولئك المستكبرون الذين كانوا يقولون لمحمد (صلوات الله عليه وعلى آله): اطرد أولئك الضعاف، تغيرت الأوضاع وإذا بهم يرون الضعاف يجثمون على صدورهم في بدر ويحتزون رؤوسهم. هكذا الأحداث كلها تنبئنا، وآيات القرآن أيضا تنبئنا بأنه لا تطمع في الكبار بالشكل الذي تضحي بعملك من أجل أن ينضموا إلى صفك، أو يقبلوا أن يكونوا من يتحركون ضمن هذا العمل. رأينا آخرين ممن يعملون مع [مشائخ]، تجد ذلك الشيخ في واقعه لم يتغير ولم يتبدل إلى الأفضل هو هو، ولديه مركز في بيته مركز أو قريبا منه مركز يدعمه من المراكز الأخرى، أو لديه داعية من أولئك الدعاة، ما يزال هو هو الأول، لم يتغير فيه شيء، أولئك يفرحون بأنهم كسبوه وهو يرى نفسه أنه كسبهم هو، وأنه يريد من خلالهم أن يلمع وجهه أمام الآخرين، ليقولوا أصبح من أولياء الله. تراه هو ما يزال في مكره وخداعه، وإثارة المشاكل بين الناس، وظلم هذا وظلم هذا، تراه لا يصبغ نفسه بصبغة المتقين ولا يتأثر حتى بأولئك الذين يفتح لهم مجلساً في بيته لا يتأثر بهم، لكن عندما تقول لهم: ما بالكم؟ يقولون: نريد أن نكسب هذا، ونكسب هؤلاء. ويرون أنفسهم في الأخير أنهم أصبحوا أصحاب عمل مهم؛ لأنهم كسبوا هذا وهذا وهذا، وهم لا يدرون أنهم في الواقع إنما كسبهم أولئك الأشرار، هم الذين كسبوهم، وأن هؤلاء المساكين الذين ينطلقون - وقد يكون بحسن نية - هم من ضحوا بالدين وقدموه بالشكل الذي يخدم أولئك الأشرار، يلمعون أنفسهم أمام الآخرين فيحصلون على ما يحافظ على مصالحهم ومكانتهم الاجتماعية. إذاً فلنأخذ العبرة من قوله تعالى: {وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ}(السجدة: من الآية15) لأن صفة الخشوع لله هي الصفة الرئيسية لديهم {خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ}(السجدة: من الآية15) وهم من ينطلقون في العبادة أيضا، هم أنفسهم م
🍀 #القسم_الخامس🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_وعده_ووعيده
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
هؤلاء الذين يرون أنفسهم إذا ما دخلوا دخلوا من فوق، وبشروط وإملاءات، هم من سيكونون عقبة دائمة في ميدان العمل، هم من سيجعلونك تصنف كلامك مع الناس، كما نجده لدى الكثير، فخطاب مع الكبار يقدم نسبة من الدين فقط إليهم التي لا تثير مشاعرهم، ويتخاطب مع عامة الناس خطابا شديداً ولهجة قاسية، فينطلق على المنبر يخاطب أولئك المساكين بلهجة قاسية فيحذرهم من جهنم وكلام من هذا، ويخاطب أولئك الكبار الذين قد حرص على أن يضمهم إلى جانبه - كما يتصور - خطاباً لطيفا رقيقا لا يثير مشاعرهم، فسيكون خطابك للناس منوعا ومشكلا، والدين هو واحد، وليكن منطقه واحدا أمام الناس جميعا. وهكذا كان رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ينطلق في مسجده ويتحدث مع الناس سويا بعبارات واحدة وكلاما واحدا يوجه للجميع، لكن انظر إلى علماء آخرين ممن يؤمنون بشرعية هذا، حكم هذا ممن يؤمنون بضرورة أن يتمشى مع هذا، كيف تجد خطابه هنا يختلف عن خطابه مع الآخرين، كيف يقدم الدين مشكل ومنوع على حسب أمزجة هؤلاء الكبار، وعندما نسمع في هذه الآية: {وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} كأنها تقول لنا: ليكن اتجاهكم إلى أولئك الناس الذين أنتم لا تتوقعون أن في أنفسهم ما يدفعهم إلى الاستكبار، فهم من سيبنون صرح الأمة لبنات، كل شخص منهم قابل أن يكون لبنة في هذا الصرح. لكن ذلك هو لا يقبل إلا أن يكون اللبنة العليا، قبل أن يكون هناك لبنات تريد أن تضعه لا يرضى، لا يقبل، لا يقبل، لا يقبل أن يكون ضمن اللبنات الأولى، دعه هناك لبنة بمفرده، ليبتني صرح الأمة من اللبنات التي تقبل. والله تحدث في القرآن الكريم عن البنيان: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}(الصف:4) من أين تتجمع هذه اللبنات في البنيان المرصوص إلا من أولئك الذين لا يستكبرون. أما اللبنة التي تستكبر فهي لا تقبل، لا تقبل أبدا أن تكون هنا، بل قد لا تقبل أن تكون لبنة عند لبنة أخرى، يريد أن يكون لبنة لوحده فوق [القِرَة] وستراه لبنة لحالها فوق [القِرَة] هل لها أثر؟ ليس لها أثر, ليست أكثر من إضافة ثقل على بقية اللبنات الأخرى، بعض الناس لا يقبل أن يكون لبنة مع هذا ومع هذا في مَصف واحد. يريد أن يكون لبنة هناك، فأنت تراه يريد أن يكون لبنة لحاله، يريد أن يتربع فوق ذلك البنيان أو في ذلك الموضع الذي لا يفيد ذلك البنيان، متى ما أكمل الناس بناء طابق وبقيت حجر ووضعت هناك فوق [القِرَة] كل الناس يرون بأنها لا تأثير لها.. أليس كذلك؟ لكن الحجر التي تحتها ضمن أحجار أخرى في الصفة من الأحجار هي حجر لها قيمتها.. أليس كذلك؟. هؤلاء يريدون أن يكونوا لبنات لحالها، فليكونوا لبنات هناك، وليبنى الصرح من أولئك الذين يقبلون، ليروا أنفسهم - هم في الأخير - لبنات لحالها بعيدة لا وزن لها، ولا قيمة لها، أليس هذا ما حصل؟ أولئك المستكبرون الذين كانوا يقولون لمحمد (صلوات الله عليه وعلى آله): اطرد أولئك الضعاف، تغيرت الأوضاع وإذا بهم يرون الضعاف يجثمون على صدورهم في بدر ويحتزون رؤوسهم. هكذا الأحداث كلها تنبئنا، وآيات القرآن أيضا تنبئنا بأنه لا تطمع في الكبار بالشكل الذي تضحي بعملك من أجل أن ينضموا إلى صفك، أو يقبلوا أن يكونوا من يتحركون ضمن هذا العمل. رأينا آخرين ممن يعملون مع [مشائخ]، تجد ذلك الشيخ في واقعه لم يتغير ولم يتبدل إلى الأفضل هو هو، ولديه مركز في بيته مركز أو قريبا منه مركز يدعمه من المراكز الأخرى، أو لديه داعية من أولئك الدعاة، ما يزال هو هو الأول، لم يتغير فيه شيء، أولئك يفرحون بأنهم كسبوه وهو يرى نفسه أنه كسبهم هو، وأنه يريد من خلالهم أن يلمع وجهه أمام الآخرين، ليقولوا أصبح من أولياء الله. تراه هو ما يزال في مكره وخداعه، وإثارة المشاكل بين الناس، وظلم هذا وظلم هذا، تراه لا يصبغ نفسه بصبغة المتقين ولا يتأثر حتى بأولئك الذين يفتح لهم مجلساً في بيته لا يتأثر بهم، لكن عندما تقول لهم: ما بالكم؟ يقولون: نريد أن نكسب هذا، ونكسب هؤلاء. ويرون أنفسهم في الأخير أنهم أصبحوا أصحاب عمل مهم؛ لأنهم كسبوا هذا وهذا وهذا، وهم لا يدرون أنهم في الواقع إنما كسبهم أولئك الأشرار، هم الذين كسبوهم، وأن هؤلاء المساكين الذين ينطلقون - وقد يكون بحسن نية - هم من ضحوا بالدين وقدموه بالشكل الذي يخدم أولئك الأشرار، يلمعون أنفسهم أمام الآخرين فيحصلون على ما يحافظ على مصالحهم ومكانتهم الاجتماعية. إذاً فلنأخذ العبرة من قوله تعالى: {وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ}(السجدة: من الآية15) لأن صفة الخشوع لله هي الصفة الرئيسية لديهم {خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ}(السجدة: من الآية15) وهم من ينطلقون في العبادة أيضا، هم أنفسهم م
#ملزمة_الأسبوع 💐
🍀 #القسم_الخامس🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_وعده_ووعيده
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
وهناك من يعرف قيمة الإنفاق وأثره. يقال إن الإمام الخميني (رحمة الله عليه) عندما اتجه للعودة إلى إيران في أيام انتصار الثورة الإسلامية عاد في طائرة خاصة استأجرها له أحد التجار من الشيعة من فرنسا إلى طهران، فيستأجرها من ماله الخاص، وكم كان أثر إنفاق ذلك الرجل.. ألم يكن أثراً عظيما؟ أهدى للأمة قائدا عظيما يعيش بينها في زخم انتصاراتها، يمكنه من العودة فيعود بطائرة خاصة، حتى ولو تعرضت تلك الطائرة لأي شيء، وضع تأميناً - كما يقال - تأمين على الطائرة نفسها، فيما لو تعرضت لخطورة.. هذا تاجر دين وتاجر دنيا.. تاجر واعي، تاجر يعرف كيف يضع ماله في أفضل المواضع. هؤلاء لعظم مكانتهم عند الله سبحانه وتعالى، وقيمة أعمالهم الكبيرة عند الله سبحانه وتعالى يقول عن جزائهم العظيم: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} (السجدة:17) مما تقر به أعينهم من الفضل الكبير والثواب العظيم والدرجات العالية عند الله سبحانه وتعالى. {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة:17). وهكذا تأتي المكانة العظيمة عند الله، يأتي النعيم العظيم من عند الله سبحانه وتعالى جزاء على الأعمال {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} كما قال لأولئك الذين قيل لهم: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ}(السجدة: من الآية14) ألم يقل لهم: {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}(السجدة: من الآية14)؟. هنا استحق هؤلاء برحمة الله سبحانه وتعالى وتكريمه لهم أن يمنحهم ذلك المقام الرفيع، وذلك الثواب العظيم الذي قال عنه - مما يدل على عظمه - : {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ..} لا نفس ملك من ملائكة الله ولا نبي من أنبياء الله عِظِم ما وعدوا به من الثواب العظيم، والمكان الرفيع عند الله سبحانه وتعالى {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وأنت تجد هذه الأعمال التي كان ثوابها على هذا النحو العظيم هي من الأعمال التي بإمكان الناس أن يتناولوها.. أليس كذلك؟ فقط إذا ما ذكروا بآيات الله يزدادون إيماناً، يخشعون لله، يخضعون لله، لا يستكبرون، ينطلقون في العبادة، وكلها أعمال مما بإمكان الناس أن يتناولوها، وكلها مما بإمكاننا أن نروض أنفسنا على أدائها والقيام بها. لا يبدو أن داخل هذه الأعمال، خاصة في قوله: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}، وقبلها. أيضاً {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} أنهم ينطلقون في أعمال هي مما هي مصنفة عند الفقهاء في قائمة المندوبات والمستحبات، هم ينطلقون في هذه الأعمال سواء كانت واجبة، أو مستحبة، أو مندوبة، المهم أنها أعمال ترضي الله سبحانه وتعالى، وهم يبحثون عما يحصلون من خلاله على رضوان الله، وعلى ما وعد به أولياءه. {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} نحن نصلي صلاة المغرب قبل أن نرى أنفسنا في حالة نحن نميل إلى المضاجع ولكن جنوبنا تبتعد عنها.. نلزمها أو نرغمها على الابتعاد عنها، ونصلي العشاء كذلك في حالة كهذه، والمغرب والعشاء هي الفريضة الواجبة داخل الليل أليس كذلك؟ لكن هناك عبادة أخرى ينطلقون فيها سواء كانت بشكل صلوات أو ذكر لله سبحانه وتعالى أو تعلم، أو عمل, حركة أثناء الليل، عند هذا، وعند هذا، يدفعهم إلى أن يقوموا بالعمل الذي يجب أن يشتركوا فيه مع الآخرين، أو أن يتعاونوا في مشروع ما، فيه مصلحة للمسلمين.. هم ليسوا مستعجلين إلى النوم. لهم أعمال هي من قائمة العبادات والطاعات لله سبحانه وتعالى وهي واسعة جدا. وهم {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً}(السجدة: من الآية16) خوفا من الله، خوفا من أنفسنا أن تكون عاقبتنا بالشكل الذي توعد الله به العاصين له، أما الله ذاته سبحانه وتعالى فهو ليس فيه ما يخيفك، أنت لا تخشى أن يتغير مزاجه فيضربك أو يعتدي عليك، كما يحصل من ملوك الدنيا فقد يضربون أقرب المقربين إليهم. ألم يقتل أبو جعفر المنصور أبا مسلم الخراساني؟ ألم يحصل أحداث كهذه في بلاط كثير من الخلفاء، والرؤساء، والزعماء؟. خف من نفسك أنت، أما الله فعلا سيضربك إذا ما اقترفت أنت ما تستوجب به أن يضربك بعقوبته في الدنيا أو في الآخرة. والمؤمنون يطمعون أيضاً في رضوان الله، وحالة الطمع هذه هي ما يفتقدها الكثير من الناس، خاصة من ربوا أنفسهم على قواعد [أصول الفقه] التي تربيه على الحد الأدنى فقط. المؤمن بطبيعته بمعرفته لله بمعرفته للمقام الرفيع الذي وعد الله به أولياءه هو من يطمع في هذا، من يطمع في رضوان الله، من يطمع في القرب من الله، من يطمع فيما وعد الله به أولياءه. حالة الطمع هي قليلة ونادرة فينا، ولهذا نحتاج إلى كلام كثير مع بعضنا بعض لننطلق، وعندما ننطلق ننطلق ببطئ، وبتثاقل، لا يبدو أن هناك حالة من الطمع في نفوسنا في الحصول على ما
🍀 #القسم_الخامس🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_وعده_ووعيده
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
وهناك من يعرف قيمة الإنفاق وأثره. يقال إن الإمام الخميني (رحمة الله عليه) عندما اتجه للعودة إلى إيران في أيام انتصار الثورة الإسلامية عاد في طائرة خاصة استأجرها له أحد التجار من الشيعة من فرنسا إلى طهران، فيستأجرها من ماله الخاص، وكم كان أثر إنفاق ذلك الرجل.. ألم يكن أثراً عظيما؟ أهدى للأمة قائدا عظيما يعيش بينها في زخم انتصاراتها، يمكنه من العودة فيعود بطائرة خاصة، حتى ولو تعرضت تلك الطائرة لأي شيء، وضع تأميناً - كما يقال - تأمين على الطائرة نفسها، فيما لو تعرضت لخطورة.. هذا تاجر دين وتاجر دنيا.. تاجر واعي، تاجر يعرف كيف يضع ماله في أفضل المواضع. هؤلاء لعظم مكانتهم عند الله سبحانه وتعالى، وقيمة أعمالهم الكبيرة عند الله سبحانه وتعالى يقول عن جزائهم العظيم: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} (السجدة:17) مما تقر به أعينهم من الفضل الكبير والثواب العظيم والدرجات العالية عند الله سبحانه وتعالى. {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة:17). وهكذا تأتي المكانة العظيمة عند الله، يأتي النعيم العظيم من عند الله سبحانه وتعالى جزاء على الأعمال {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} كما قال لأولئك الذين قيل لهم: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ}(السجدة: من الآية14) ألم يقل لهم: {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}(السجدة: من الآية14)؟. هنا استحق هؤلاء برحمة الله سبحانه وتعالى وتكريمه لهم أن يمنحهم ذلك المقام الرفيع، وذلك الثواب العظيم الذي قال عنه - مما يدل على عظمه - : {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ..} لا نفس ملك من ملائكة الله ولا نبي من أنبياء الله عِظِم ما وعدوا به من الثواب العظيم، والمكان الرفيع عند الله سبحانه وتعالى {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وأنت تجد هذه الأعمال التي كان ثوابها على هذا النحو العظيم هي من الأعمال التي بإمكان الناس أن يتناولوها.. أليس كذلك؟ فقط إذا ما ذكروا بآيات الله يزدادون إيماناً، يخشعون لله، يخضعون لله، لا يستكبرون، ينطلقون في العبادة، وكلها أعمال مما بإمكان الناس أن يتناولوها، وكلها مما بإمكاننا أن نروض أنفسنا على أدائها والقيام بها. لا يبدو أن داخل هذه الأعمال، خاصة في قوله: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}، وقبلها. أيضاً {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} أنهم ينطلقون في أعمال هي مما هي مصنفة عند الفقهاء في قائمة المندوبات والمستحبات، هم ينطلقون في هذه الأعمال سواء كانت واجبة، أو مستحبة، أو مندوبة، المهم أنها أعمال ترضي الله سبحانه وتعالى، وهم يبحثون عما يحصلون من خلاله على رضوان الله، وعلى ما وعد به أولياءه. {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} نحن نصلي صلاة المغرب قبل أن نرى أنفسنا في حالة نحن نميل إلى المضاجع ولكن جنوبنا تبتعد عنها.. نلزمها أو نرغمها على الابتعاد عنها، ونصلي العشاء كذلك في حالة كهذه، والمغرب والعشاء هي الفريضة الواجبة داخل الليل أليس كذلك؟ لكن هناك عبادة أخرى ينطلقون فيها سواء كانت بشكل صلوات أو ذكر لله سبحانه وتعالى أو تعلم، أو عمل, حركة أثناء الليل، عند هذا، وعند هذا، يدفعهم إلى أن يقوموا بالعمل الذي يجب أن يشتركوا فيه مع الآخرين، أو أن يتعاونوا في مشروع ما، فيه مصلحة للمسلمين.. هم ليسوا مستعجلين إلى النوم. لهم أعمال هي من قائمة العبادات والطاعات لله سبحانه وتعالى وهي واسعة جدا. وهم {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً}(السجدة: من الآية16) خوفا من الله، خوفا من أنفسنا أن تكون عاقبتنا بالشكل الذي توعد الله به العاصين له، أما الله ذاته سبحانه وتعالى فهو ليس فيه ما يخيفك، أنت لا تخشى أن يتغير مزاجه فيضربك أو يعتدي عليك، كما يحصل من ملوك الدنيا فقد يضربون أقرب المقربين إليهم. ألم يقتل أبو جعفر المنصور أبا مسلم الخراساني؟ ألم يحصل أحداث كهذه في بلاط كثير من الخلفاء، والرؤساء، والزعماء؟. خف من نفسك أنت، أما الله فعلا سيضربك إذا ما اقترفت أنت ما تستوجب به أن يضربك بعقوبته في الدنيا أو في الآخرة. والمؤمنون يطمعون أيضاً في رضوان الله، وحالة الطمع هذه هي ما يفتقدها الكثير من الناس، خاصة من ربوا أنفسهم على قواعد [أصول الفقه] التي تربيه على الحد الأدنى فقط. المؤمن بطبيعته بمعرفته لله بمعرفته للمقام الرفيع الذي وعد الله به أولياءه هو من يطمع في هذا، من يطمع في رضوان الله، من يطمع في القرب من الله، من يطمع فيما وعد الله به أولياءه. حالة الطمع هي قليلة ونادرة فينا، ولهذا نحتاج إلى كلام كثير مع بعضنا بعض لننطلق، وعندما ننطلق ننطلق ببطئ، وبتثاقل، لا يبدو أن هناك حالة من الطمع في نفوسنا في الحصول على ما
#ملزمة_الأسبوع 💐
🍀 #القسم_السابع🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_وعده_ووعيده
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
{أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}(السجدة: من الآية19) {عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} هذه نفسها ترد على من يقول: إن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وحاشاه من أن يقول: [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي]. وقلنا في درس سابق: بأن هذه العقيدة سيلمس أولئك الذين رفعوها ودعوا إليها سيلمسون هم بأيديهم سوء آثارها بشكل هزيمة ممن يعبئونهم ممن يحركونهم ممن يتحدثون معهم؛ لأنه ليس هناك ما يخيفك من جهنم، فهذه هي أيضاً في أثرها التربوي مما يخالف منهجية القرآن التي تقوم على تربية الأمة تربية جهادية، فكيف يعمل على تربية الأمة تربية جهادية من خلال الآيات الكثيرة في القرآن الكريم ثم يأتي هناك بعقيدة يكون أثرها في الأخير ما يضرب آثار هذه التربية! أليس هذا من الاختلاف؟ القرآن هو من عند الله ولا يمكن أن يكون فيه اختلاف، لو كان من عند غيره كان بالإمكان أن يكون فيه اختلاف {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً}(النساء: من الآية82). {أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة:19) ضيافة وإكرام أيضا بما كانوا يعملون بأعمالهم ليكرر على مسامعنا أهمية الأعمال وأي أعمال هذه؟ هي الأعمال الصالحة ومن الذي يرسم لنا، ويخط لنا بنود قائمة الأعمال الصالحة؟ إنه الله سبحانه وتعالى فيما يهدينا إليه في كتابه وعلى لسان رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)، هذه هي الأعمال الصالحة. فإذا ما وقف الآخرون منك وقالوا: لا، العمل الصالح هو أن تسكت؛ لتحافظ على مصالح فلان أو فلان, لتحافظ على مصالح الدولة الفلانية، أو يوهمونك أن سكوتك حفاظ على مصلحة الشعب وأنت ترى أن السكوت هو عمل سيء، وباطل وإنما يريدون منك أن تضحي بالدين من أجل مصالح الآخرين سترى أمامك قائمة من الأعمال هم يخطونها بأيديهم ثم يقولون لك: التزم بها إنها أعمال صالحة؛ من منطلق الحفاظ على مصلحة كذا على كذا.. الخ. الأعمال الصالحة هي التي تضمنها القرآن الكريم ودعانا إليها، ودعانا إليها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله). ودعانا أهل البيت إليها هي الأعمال الصالحة. {وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ}(السجدة: من الآية20) يؤكد بأنه ليس هناك تسوية بين المؤمنين والفاسقين {فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ} مرجعهم، {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا}(السجدة: من الآية20) وعندما يقول: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا} أليس هذا يوحي ويدل أيضاً على أنهم في حالة رهيبة، في شدة عظيمة يحاولون الخروج من جهنم؟ لكنها تلك التي قال الله عنها: {عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ}(البلد:20) مغلقة أبوابها {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} (الهمزة:9) {عَمَدٍ} من الحديد {مُمَدَدَةٍ} توثق وصد أبوابها، وكلما حاول أولئك وهم يتحركون لمحاولة الخروج من جهنم ضربوا أيضاً بمقامع من حديد {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا}(السجدة: من الآية20) هم أولئك الذين كانوا هنا في الدنيا، كلما أراد أنبياء الله أن يخرجوهم من ذلك الواقع المظلم أصروا على البقاء فيه. من كانوا إذا جاء من يعمل على إخراجهم من الظلمات إلى النور أصروا على البقاء في الظلمات، أصروا على البقاء في الشر لا يريدون أن يخرجوا إلى النور، لا يريدون أن يخرجوا إلى ميدان الأعمال الصالحة، إذاً فهم من سيحاولون أن يخرجوا من جهنم ثم لا يمكن أن يخرجوا, وكلما حاولوا وجدوا الأبواب أمامهم موصدة، ووجدوا خزنة جهنم أمامهم يضربونهم بمقامع من حديد. أنت تريد أن تخرج من جهنم؟ أخرج هنا في الدنيا من تلك الأعمال التي قد تؤدي بك إلى جهنم فتحاول الخروج فلا يمكنك الخروج {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}(السجدة: من الآية20). تكذبون بصريح قولكم, أو تكذبون برفضكم في واقعكم, وقد يكون المكذبون في واقعهم أكثر بكثير من المكذبين بمنطقهم؛ فـ{ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (السجدة:21). هذه الآية تنص على أنها سنة إلهية، أن الأعمال السيئة في هذه الدنيا يحصل من ورائها الإنسان على نوع من العذاب. وكلمة عذاب شاملة في هذه الآية، أو عامة في هذه الآية. تحدث كثيراً في آيات أخرى عن أنواع كثيرة من العذاب التي يلقاها الناس على أعمالهم السيئة هنا {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}؛ لأنه رحيم سبحانه وتعالى، عندما يذكرنا بما يخوفن
🍀 #القسم_السابع🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_وعده_ووعيده
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
{أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}(السجدة: من الآية19) {عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} هذه نفسها ترد على من يقول: إن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وحاشاه من أن يقول: [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي]. وقلنا في درس سابق: بأن هذه العقيدة سيلمس أولئك الذين رفعوها ودعوا إليها سيلمسون هم بأيديهم سوء آثارها بشكل هزيمة ممن يعبئونهم ممن يحركونهم ممن يتحدثون معهم؛ لأنه ليس هناك ما يخيفك من جهنم، فهذه هي أيضاً في أثرها التربوي مما يخالف منهجية القرآن التي تقوم على تربية الأمة تربية جهادية، فكيف يعمل على تربية الأمة تربية جهادية من خلال الآيات الكثيرة في القرآن الكريم ثم يأتي هناك بعقيدة يكون أثرها في الأخير ما يضرب آثار هذه التربية! أليس هذا من الاختلاف؟ القرآن هو من عند الله ولا يمكن أن يكون فيه اختلاف، لو كان من عند غيره كان بالإمكان أن يكون فيه اختلاف {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً}(النساء: من الآية82). {أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة:19) ضيافة وإكرام أيضا بما كانوا يعملون بأعمالهم ليكرر على مسامعنا أهمية الأعمال وأي أعمال هذه؟ هي الأعمال الصالحة ومن الذي يرسم لنا، ويخط لنا بنود قائمة الأعمال الصالحة؟ إنه الله سبحانه وتعالى فيما يهدينا إليه في كتابه وعلى لسان رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)، هذه هي الأعمال الصالحة. فإذا ما وقف الآخرون منك وقالوا: لا، العمل الصالح هو أن تسكت؛ لتحافظ على مصالح فلان أو فلان, لتحافظ على مصالح الدولة الفلانية، أو يوهمونك أن سكوتك حفاظ على مصلحة الشعب وأنت ترى أن السكوت هو عمل سيء، وباطل وإنما يريدون منك أن تضحي بالدين من أجل مصالح الآخرين سترى أمامك قائمة من الأعمال هم يخطونها بأيديهم ثم يقولون لك: التزم بها إنها أعمال صالحة؛ من منطلق الحفاظ على مصلحة كذا على كذا.. الخ. الأعمال الصالحة هي التي تضمنها القرآن الكريم ودعانا إليها، ودعانا إليها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله). ودعانا أهل البيت إليها هي الأعمال الصالحة. {وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ}(السجدة: من الآية20) يؤكد بأنه ليس هناك تسوية بين المؤمنين والفاسقين {فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ} مرجعهم، {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا}(السجدة: من الآية20) وعندما يقول: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا} أليس هذا يوحي ويدل أيضاً على أنهم في حالة رهيبة، في شدة عظيمة يحاولون الخروج من جهنم؟ لكنها تلك التي قال الله عنها: {عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ}(البلد:20) مغلقة أبوابها {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} (الهمزة:9) {عَمَدٍ} من الحديد {مُمَدَدَةٍ} توثق وصد أبوابها، وكلما حاول أولئك وهم يتحركون لمحاولة الخروج من جهنم ضربوا أيضاً بمقامع من حديد {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا}(السجدة: من الآية20) هم أولئك الذين كانوا هنا في الدنيا، كلما أراد أنبياء الله أن يخرجوهم من ذلك الواقع المظلم أصروا على البقاء فيه. من كانوا إذا جاء من يعمل على إخراجهم من الظلمات إلى النور أصروا على البقاء في الظلمات، أصروا على البقاء في الشر لا يريدون أن يخرجوا إلى النور، لا يريدون أن يخرجوا إلى ميدان الأعمال الصالحة، إذاً فهم من سيحاولون أن يخرجوا من جهنم ثم لا يمكن أن يخرجوا, وكلما حاولوا وجدوا الأبواب أمامهم موصدة، ووجدوا خزنة جهنم أمامهم يضربونهم بمقامع من حديد. أنت تريد أن تخرج من جهنم؟ أخرج هنا في الدنيا من تلك الأعمال التي قد تؤدي بك إلى جهنم فتحاول الخروج فلا يمكنك الخروج {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}(السجدة: من الآية20). تكذبون بصريح قولكم, أو تكذبون برفضكم في واقعكم, وقد يكون المكذبون في واقعهم أكثر بكثير من المكذبين بمنطقهم؛ فـ{ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (السجدة:21). هذه الآية تنص على أنها سنة إلهية، أن الأعمال السيئة في هذه الدنيا يحصل من ورائها الإنسان على نوع من العذاب. وكلمة عذاب شاملة في هذه الآية، أو عامة في هذه الآية. تحدث كثيراً في آيات أخرى عن أنواع كثيرة من العذاب التي يلقاها الناس على أعمالهم السيئة هنا {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}؛ لأنه رحيم سبحانه وتعالى، عندما يذكرنا بما يخوفن
🍀القسم الثاني🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما الأثر الذي تتركه النعم في نفسية الإنسان الذي يعزم على التوجه نحو المعاصي؟
🔸 – كيف يتفاعل الإنسان المستشعر لعظمة النعم حين يدعى إلى أفعال الخير كالإنفاق ونحوه؟
🔸 – من الأشخاص من يستغل اسم جهة أو مؤسسة أو شخص معروف في الحصول على أشياء خاصة، فما وجه الشبه بينه وبين صاحب اليمين الغموس؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (3 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 20/1/2002م
اليمن – صعدة
استحِ من الله أن تصرف ريالًا واحدًا في معصية من معاصيه، هذا كفر بنعمة الله، كفر بالله، نعمته العظيمة التي أنعم بها عليك فجعلك منشرح الصدر بها، قرير العين بها، مطمئن النفس بها، أنت مرتاح، نفسك هادئة، فلوس متوفرة، ما بتكون نفس واحد مرتاحة ومطمئنة؟ هذه النعمة العظيمة هي التي أضفت على روحيتك هذا الاطمئنان والشعور بالسكينة، فاستحِ من الله أن تصرف ريالًا واحدًا في الباطل، استحِ من الله أن تصرف ريالًا واحدًا في موقف تتحرك فيه من مواقف الباطل، استحِ من إلهك الذي منحك هذه المبالغ الكبيرة، وهي كلها نعمة لا تستطيع أنت أن تقول: [ما شي اما تيّه ما هي من الله هي مني] لا تستطيع أبدًا {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} (النحل: من الآية53).
فإذا ما طَلب منك أن تعطي مبلغًا زهيدًا من هذا المال العظيم الذي منحك إياه تصرفه في سبيله فاستحِ إذا كان لديك مروءة، وترعى الجميل، وتقدر الإحسان، وتشكر النعمة أن ترفض أن تعطي ألف ريال وهو الذي منحك مائة ألف ريال.
لو نتأمل ـ أيها الإخوة فعلًا ـ موقفنا من الله مع عظيم إنعامه علينا لوجدنا كيف نحن جديرين بقوله:{إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} (إبراهيم: من الآية34) بهذه الصيغة:{كَفَّارٌ} يكفر بالنعمة، ما يرعى الجميل، ولا يقدر الإحسان، ولا يشكر النعمة، يعطيه مليون ويقول له: أخرج منها خمسة آلاف ريال في سبيل الله. يقول: الله كريم، ما معي شيء، لا أريد أن أصرف أموالي في أشرطة، وفي كتب، ومدرسين وطلاب! وعبارات من هذه.
لسانك الذي وهبك الله وأنت تستطيع أن تعبر عمّا في نفسك، تتكلم وتنطق، انظر إلى الآخرين الذين لا يستطيعون أن يتحدثوا كيف تلمس بأنك في نعمة عظيمة، أنك تتمكن من أن تنطق، هذه النعمة العظيمة استحِ من الله سبحانه وتعالى أن تستخدمها في القول بالباطل.
من علمك البيان بواسطة النطق أن تعرب عما في نفسك، وأن تتحدث كما تريد مع الآخرين، هذه نعمة عظيمة، أليست نعمة عظيمة؟ بلى، لا شك فيها! إذًا تذكر بأنها نعمة عظيمة عليك من الله سبحانه وتعالى فاستحِ من الله أن تكذب.
المسألة هي تفرض علينا أكثر من مجرد أن نخاف من الله، أن نمتنع لمجرد الخوف، هذا هو عند ـ تقريبًا ـ من لا يعقل، المفروض أنه من البداية من باب الحياء من الله، وشكر نعمته، أستحي منه تقديرًا للنعمة التي وهبني، وشعورًا بعظيم إحسانه علي بهذه النعمة، لا أستخدمها فيما يغضبه، لا أستخدمها في الباطل، فلا تكذب، لا تغتاب، لا تسخر من الآخرين، لا تكن همّازًا لَمّازًا، لا تكن ممن يشهد زورًا، لا تحلف بالله أيمانًا فاجرة، لا تؤيد باطلًا. لاحظوا ما أكثر ما يمكن أن يستخدم الإنسان نعم الله في مجال معصيته؛ لأنه ظلوم كفار.
أنت عندما تحلف يمينًا فاجرة تلك اليمين البالغة الخطورة التي هي من أوقح ما يصدر من الإنسان مع ربه، لأنك تقسم بالله أن القضية الفلانية كذا وكذا، وأنت تعلم أنك كاذب، فبالله العظيم، بربك العظيم، تضفي على الباطل صبغة الحق. من التقول، من الافتراء على الله سبحانه وتعالى؛ لأنك عندما تقول: أقسم بالله، أو تقول: والله إنها كذا، وكذا، ماذا يعني هذا؟ أنت تمشّي المسألة وتحاول أن تقرر بأنها صحيحة بماذا؟ باستخدام عظمة الله في الموضوع، فكأنك تجعل الله شهيدًا، تجعل الله كفيلًا، تجعل الله وكيلًا على أن هذه القضية هي هكذا، وأنت تعلم أنك كاذب، والله يعلم أنك كاذب! فباسمه تأخذ حقوق الآخرين، باسمه تظلم الآخرين.
الإنسان منا متى ما حصل منه أن يستخدم اسم شخص آخر، إذا ذهب واحد إلى منطقة وقال: أنا ابن فلان، حصل لي كذا كذا، وأنا أريد [معونة] هذه قد تحصل من بعض الأشخاص، أليس هذا يعتبر إساءة إليك؟
أن يسير يطلَّب بعدما يحمل اسمك على أساس أن اسمك معروف في المنطقة تلك، أو يسير واحد إلى عند الثاني يقول: قال فلان تعطيني مبلغ كذا قرضة وهو سيعطيك فيما بعد، وأعطاك، أليس باسمه أعطاك؟ ماذا سيقول هذا؟ استخدمت مكانته، فباسمه أخذت ما أخذت، وباسمه كذبت على الآخرين، وباسمه غشيت الآخرين.
الله سبحانه وتعالى الذي يريد منا أن يكون اسمه في نفوسنا، مترسخًا في مشاعرنا هو الذي يدفعنا، هو الذي يردعنا عن أن نتجاوز على الآخرين، أن تتذكر الله كما قال في صفات المتقين:{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} (آل عمران: من الآية135) إن الله يريد منك أن يكون ذكره
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما الأثر الذي تتركه النعم في نفسية الإنسان الذي يعزم على التوجه نحو المعاصي؟
🔸 – كيف يتفاعل الإنسان المستشعر لعظمة النعم حين يدعى إلى أفعال الخير كالإنفاق ونحوه؟
🔸 – من الأشخاص من يستغل اسم جهة أو مؤسسة أو شخص معروف في الحصول على أشياء خاصة، فما وجه الشبه بينه وبين صاحب اليمين الغموس؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (3 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 20/1/2002م
اليمن – صعدة
استحِ من الله أن تصرف ريالًا واحدًا في معصية من معاصيه، هذا كفر بنعمة الله، كفر بالله، نعمته العظيمة التي أنعم بها عليك فجعلك منشرح الصدر بها، قرير العين بها، مطمئن النفس بها، أنت مرتاح، نفسك هادئة، فلوس متوفرة، ما بتكون نفس واحد مرتاحة ومطمئنة؟ هذه النعمة العظيمة هي التي أضفت على روحيتك هذا الاطمئنان والشعور بالسكينة، فاستحِ من الله أن تصرف ريالًا واحدًا في الباطل، استحِ من الله أن تصرف ريالًا واحدًا في موقف تتحرك فيه من مواقف الباطل، استحِ من إلهك الذي منحك هذه المبالغ الكبيرة، وهي كلها نعمة لا تستطيع أنت أن تقول: [ما شي اما تيّه ما هي من الله هي مني] لا تستطيع أبدًا {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} (النحل: من الآية53).
فإذا ما طَلب منك أن تعطي مبلغًا زهيدًا من هذا المال العظيم الذي منحك إياه تصرفه في سبيله فاستحِ إذا كان لديك مروءة، وترعى الجميل، وتقدر الإحسان، وتشكر النعمة أن ترفض أن تعطي ألف ريال وهو الذي منحك مائة ألف ريال.
لو نتأمل ـ أيها الإخوة فعلًا ـ موقفنا من الله مع عظيم إنعامه علينا لوجدنا كيف نحن جديرين بقوله:{إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} (إبراهيم: من الآية34) بهذه الصيغة:{كَفَّارٌ} يكفر بالنعمة، ما يرعى الجميل، ولا يقدر الإحسان، ولا يشكر النعمة، يعطيه مليون ويقول له: أخرج منها خمسة آلاف ريال في سبيل الله. يقول: الله كريم، ما معي شيء، لا أريد أن أصرف أموالي في أشرطة، وفي كتب، ومدرسين وطلاب! وعبارات من هذه.
لسانك الذي وهبك الله وأنت تستطيع أن تعبر عمّا في نفسك، تتكلم وتنطق، انظر إلى الآخرين الذين لا يستطيعون أن يتحدثوا كيف تلمس بأنك في نعمة عظيمة، أنك تتمكن من أن تنطق، هذه النعمة العظيمة استحِ من الله سبحانه وتعالى أن تستخدمها في القول بالباطل.
من علمك البيان بواسطة النطق أن تعرب عما في نفسك، وأن تتحدث كما تريد مع الآخرين، هذه نعمة عظيمة، أليست نعمة عظيمة؟ بلى، لا شك فيها! إذًا تذكر بأنها نعمة عظيمة عليك من الله سبحانه وتعالى فاستحِ من الله أن تكذب.
المسألة هي تفرض علينا أكثر من مجرد أن نخاف من الله، أن نمتنع لمجرد الخوف، هذا هو عند ـ تقريبًا ـ من لا يعقل، المفروض أنه من البداية من باب الحياء من الله، وشكر نعمته، أستحي منه تقديرًا للنعمة التي وهبني، وشعورًا بعظيم إحسانه علي بهذه النعمة، لا أستخدمها فيما يغضبه، لا أستخدمها في الباطل، فلا تكذب، لا تغتاب، لا تسخر من الآخرين، لا تكن همّازًا لَمّازًا، لا تكن ممن يشهد زورًا، لا تحلف بالله أيمانًا فاجرة، لا تؤيد باطلًا. لاحظوا ما أكثر ما يمكن أن يستخدم الإنسان نعم الله في مجال معصيته؛ لأنه ظلوم كفار.
أنت عندما تحلف يمينًا فاجرة تلك اليمين البالغة الخطورة التي هي من أوقح ما يصدر من الإنسان مع ربه، لأنك تقسم بالله أن القضية الفلانية كذا وكذا، وأنت تعلم أنك كاذب، فبالله العظيم، بربك العظيم، تضفي على الباطل صبغة الحق. من التقول، من الافتراء على الله سبحانه وتعالى؛ لأنك عندما تقول: أقسم بالله، أو تقول: والله إنها كذا، وكذا، ماذا يعني هذا؟ أنت تمشّي المسألة وتحاول أن تقرر بأنها صحيحة بماذا؟ باستخدام عظمة الله في الموضوع، فكأنك تجعل الله شهيدًا، تجعل الله كفيلًا، تجعل الله وكيلًا على أن هذه القضية هي هكذا، وأنت تعلم أنك كاذب، والله يعلم أنك كاذب! فباسمه تأخذ حقوق الآخرين، باسمه تظلم الآخرين.
الإنسان منا متى ما حصل منه أن يستخدم اسم شخص آخر، إذا ذهب واحد إلى منطقة وقال: أنا ابن فلان، حصل لي كذا كذا، وأنا أريد [معونة] هذه قد تحصل من بعض الأشخاص، أليس هذا يعتبر إساءة إليك؟
أن يسير يطلَّب بعدما يحمل اسمك على أساس أن اسمك معروف في المنطقة تلك، أو يسير واحد إلى عند الثاني يقول: قال فلان تعطيني مبلغ كذا قرضة وهو سيعطيك فيما بعد، وأعطاك، أليس باسمه أعطاك؟ ماذا سيقول هذا؟ استخدمت مكانته، فباسمه أخذت ما أخذت، وباسمه كذبت على الآخرين، وباسمه غشيت الآخرين.
الله سبحانه وتعالى الذي يريد منا أن يكون اسمه في نفوسنا، مترسخًا في مشاعرنا هو الذي يدفعنا، هو الذي يردعنا عن أن نتجاوز على الآخرين، أن تتذكر الله كما قال في صفات المتقين:{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} (آل عمران: من الآية135) إن الله يريد منك أن يكون ذكره
🍀القسم الرابع🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا عدّ الله تعالى المنّ بالنعم من الإنسان على أخيه الإنسان من المعاصي؟ ولماذا أقفل هذا الباب من أساسه؟
🔸 – كيف يستغل اليهود والنصارى قضية ارتباط الإحسان المادي بالجانب العاطفي في التأثير على المجتمعات؟ وبماذا نواجه ذلك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (3 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 20/1/2002م
اليمن – صعدة
هذا فيما يتعلق بالتذكير بنعم الله فيما بيننا وبين الله، لكن لماذا مُنع الإنسان من أن يستخدم نفس الأسلوب فيما يعطي مع الآخرين؟ لماذا منع؟ أليس المنّ هو من المعاصي؟ أن تمنّ بما تعطي يعني هذا أن تحبط كل ما كان يمكن أن تحصل عليه من الأجر مما أعطيت، إبطال له: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا} (البقرة: من الآية264) أملس، كصخرة كان عليها قليل تراب جاء وابل المطر فتركها ملساء، هذا الإبطال ينهى العمل بالمرة.
ولما كان المال، أو النعم بصورة عامة، سواء كانت نعم معنوية، أو نعم مادية، لها أثر عاطفي في نفس الإنسان يشده إلى الطرف الذي منحه هذه النعمة، إلى من أسدى إليه هذا المعروف، يشده نحوه، كانت النعم فيما يتعلق بعلاقتنا بالله سبحانه وتعالى ذات تأثير كبير فيما إذا تذكرنا أنها نعمة، هي مربوطة بالتذكر {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} (الضحى:11) بالتذكر، أما إذا كنا ناسين للنعم هذه فلا تعطينا أي معنى من المعاني، أنها تشدنا عاطفيًا نحو الله سبحانه وتعالى.
لكن إذا كان للمال أثره العاطفي، إذا كان للنعم أثرها العاطفي، والقاسم المشترك ـ ما بين تعامل الله مع الإنسان على هذا النحو وفيما يتعامل الناس مع بعضهم بعض ـ هو الجانب العاطفي، فهو بالنسبة لله مضمون، وبالنسبة لله سبحانه وتعالى إيجابي متكامل، متى انشديت إليه كلما كان انشدادك إليه في صالحك وتكريم لك وتعظيم لك، هو تكامل فيك، وسمو لروحيتك، وطهارة لنفسك، وتعطي ما تحدثنا عنه سابقًا.
لكن بالنسبة للإنسان ماذا سيحدث؟ بالطبع لو بقي المجال مفتوحًا فيما بين الناس أنه على كل واحد أن يتذكر ما أعطى إليه الآخر فيقابله بنفس الشعور، ويقف منه نفس الموقف الذي يقفه ويشعر به مع الله سبحانه وتعالى فيما أعطاه عليه من نعم، لو كان المجال مفتوحًا على هذا النحو لكان في المسألة خطورة بالغة: هو أن كثيرًا من أصحاب الأموال، كثيرًا من أهل الباطل أليسوا يسيرون الباطل بأعمال من هذا النوع، إحسان، وبذل مال، وتسهيلات معينة، وبذل معروف؟ نِعم ـ إن صح التعبير ـ أليس هذا هو ما يستخدمونه؟
فمن اللازم للتأثير السلبي لهذه القضية فيما إذا كانت مفتوحة أن يبعد الجانب الفكري الثقافي الديني بالنسبة للإنسان عن أن يخضع للتأثيرات المادية، فيبعد الجانب الديني والثقافي، الفكري، التوجهات، المواقف، تبعد عن الجانب المادي وعن تأثيرات ما قد تتركه المادة من عواطف ومشاعر في النفس تشد نحو من يسديها؛ لأن المادة ـ سواء كانت أموالًا نقدية، أو كيفما كانت ـ هي سلاح ذو حدين، لها أثر كبير في الجانب الإيجابي، ولها أثر كبير في الجانب السلبي، حتى المؤمنين نهوا عن هذا، إقفالًا للموضوع من أساسه، نهوا عن المنّ.
والمنّ الذي يعني التذكير بما أسديت للآخر [أنا عملت لك كذا وعملت لك كذا، وأنا كذا] تريد من وراء ذلك إخضاع مشاعره وعواطفه ومواقفه بالشكل الذي يستجيب لما أردت من وراء إعطائك ذلك المال، أو وقوفك معه ذلك الموقف الذي تعتبره نعمة منك عليه، هذا يتنافى مع كرامة الإنسان.
أن يشدني الله سبحانه إليه من خلال تذكيري بما أنعم علي من النعم العظيمة هو شدي إلى الكامل المطلق إلى الكمال، إلى من يعتبر ارتباطي به وقربي منه تكريمًا لي. لكن لاحظ كيف يكون بالعكس فيما يتعلق بالناس فيما بينهم، كيف يشعر الإنسان بالضعة، يشعر بثقل، بوطأة معروف معين أسدي إليه على نفسه، وصاحبه يكرر [أنا عملت لك كذا، أنا سويت لك كذا] إلى آخره.
ولذا تلاحظوا أنه حتى المؤمنين نهو عن المنّ، وجَعل المنّ مما يبطل أثر الصدقة، وحَكَم القضية بالنسبة للمعطي ـ إذا كان يريد أن يكون لعطائه أثر ـ هو أن يبتغي به وجه الله {لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا} (الإنسان: من الآية9) بحيث لا يشعر الطرف الآخر بأنه يراد مني من وراء ما أعطى استغلال عواطفي نحوه، فهذا أشبه شيء بمن يعطي رياء مثلما قال:{كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ} (البقرة: من الآية264) {لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا} {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى} (الليل:19ـ20).
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا عدّ الله تعالى المنّ بالنعم من الإنسان على أخيه الإنسان من المعاصي؟ ولماذا أقفل هذا الباب من أساسه؟
🔸 – كيف يستغل اليهود والنصارى قضية ارتباط الإحسان المادي بالجانب العاطفي في التأثير على المجتمعات؟ وبماذا نواجه ذلك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (3 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 20/1/2002م
اليمن – صعدة
هذا فيما يتعلق بالتذكير بنعم الله فيما بيننا وبين الله، لكن لماذا مُنع الإنسان من أن يستخدم نفس الأسلوب فيما يعطي مع الآخرين؟ لماذا منع؟ أليس المنّ هو من المعاصي؟ أن تمنّ بما تعطي يعني هذا أن تحبط كل ما كان يمكن أن تحصل عليه من الأجر مما أعطيت، إبطال له: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا} (البقرة: من الآية264) أملس، كصخرة كان عليها قليل تراب جاء وابل المطر فتركها ملساء، هذا الإبطال ينهى العمل بالمرة.
ولما كان المال، أو النعم بصورة عامة، سواء كانت نعم معنوية، أو نعم مادية، لها أثر عاطفي في نفس الإنسان يشده إلى الطرف الذي منحه هذه النعمة، إلى من أسدى إليه هذا المعروف، يشده نحوه، كانت النعم فيما يتعلق بعلاقتنا بالله سبحانه وتعالى ذات تأثير كبير فيما إذا تذكرنا أنها نعمة، هي مربوطة بالتذكر {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} (الضحى:11) بالتذكر، أما إذا كنا ناسين للنعم هذه فلا تعطينا أي معنى من المعاني، أنها تشدنا عاطفيًا نحو الله سبحانه وتعالى.
لكن إذا كان للمال أثره العاطفي، إذا كان للنعم أثرها العاطفي، والقاسم المشترك ـ ما بين تعامل الله مع الإنسان على هذا النحو وفيما يتعامل الناس مع بعضهم بعض ـ هو الجانب العاطفي، فهو بالنسبة لله مضمون، وبالنسبة لله سبحانه وتعالى إيجابي متكامل، متى انشديت إليه كلما كان انشدادك إليه في صالحك وتكريم لك وتعظيم لك، هو تكامل فيك، وسمو لروحيتك، وطهارة لنفسك، وتعطي ما تحدثنا عنه سابقًا.
لكن بالنسبة للإنسان ماذا سيحدث؟ بالطبع لو بقي المجال مفتوحًا فيما بين الناس أنه على كل واحد أن يتذكر ما أعطى إليه الآخر فيقابله بنفس الشعور، ويقف منه نفس الموقف الذي يقفه ويشعر به مع الله سبحانه وتعالى فيما أعطاه عليه من نعم، لو كان المجال مفتوحًا على هذا النحو لكان في المسألة خطورة بالغة: هو أن كثيرًا من أصحاب الأموال، كثيرًا من أهل الباطل أليسوا يسيرون الباطل بأعمال من هذا النوع، إحسان، وبذل مال، وتسهيلات معينة، وبذل معروف؟ نِعم ـ إن صح التعبير ـ أليس هذا هو ما يستخدمونه؟
فمن اللازم للتأثير السلبي لهذه القضية فيما إذا كانت مفتوحة أن يبعد الجانب الفكري الثقافي الديني بالنسبة للإنسان عن أن يخضع للتأثيرات المادية، فيبعد الجانب الديني والثقافي، الفكري، التوجهات، المواقف، تبعد عن الجانب المادي وعن تأثيرات ما قد تتركه المادة من عواطف ومشاعر في النفس تشد نحو من يسديها؛ لأن المادة ـ سواء كانت أموالًا نقدية، أو كيفما كانت ـ هي سلاح ذو حدين، لها أثر كبير في الجانب الإيجابي، ولها أثر كبير في الجانب السلبي، حتى المؤمنين نهوا عن هذا، إقفالًا للموضوع من أساسه، نهوا عن المنّ.
والمنّ الذي يعني التذكير بما أسديت للآخر [أنا عملت لك كذا وعملت لك كذا، وأنا كذا] تريد من وراء ذلك إخضاع مشاعره وعواطفه ومواقفه بالشكل الذي يستجيب لما أردت من وراء إعطائك ذلك المال، أو وقوفك معه ذلك الموقف الذي تعتبره نعمة منك عليه، هذا يتنافى مع كرامة الإنسان.
أن يشدني الله سبحانه إليه من خلال تذكيري بما أنعم علي من النعم العظيمة هو شدي إلى الكامل المطلق إلى الكمال، إلى من يعتبر ارتباطي به وقربي منه تكريمًا لي. لكن لاحظ كيف يكون بالعكس فيما يتعلق بالناس فيما بينهم، كيف يشعر الإنسان بالضعة، يشعر بثقل، بوطأة معروف معين أسدي إليه على نفسه، وصاحبه يكرر [أنا عملت لك كذا، أنا سويت لك كذا] إلى آخره.
ولذا تلاحظوا أنه حتى المؤمنين نهو عن المنّ، وجَعل المنّ مما يبطل أثر الصدقة، وحَكَم القضية بالنسبة للمعطي ـ إذا كان يريد أن يكون لعطائه أثر ـ هو أن يبتغي به وجه الله {لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا} (الإنسان: من الآية9) بحيث لا يشعر الطرف الآخر بأنه يراد مني من وراء ما أعطى استغلال عواطفي نحوه، فهذا أشبه شيء بمن يعطي رياء مثلما قال:{كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ} (البقرة: من الآية264) {لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا} {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى} (الليل:19ـ20).
🍀القسم الخامس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – هناك من يقف عن التحرك فيما أمرنا الله به من أجل خوفه من أن تتأثر مصالحه المادية، كالوظيفة الحكومية، أو العمل التجاري، أو العلاقة بالدولة، فما هي المعالجة التي قدمها القرآن في ذلك؟
🔸 – كيف نخلق أمة معاييرها (إلهية) وليست (مادية)؟
🔸 – من هو أول من استخدم أسلوب المنّ على الناس من البشر؟ وفي ما هي مقاييس تلك الأمة من الناس التي عاشت تلك المرحلة؟
🔸 – كيف تمكن فرعون من الاستخفاف بقومه حتى انساقوا لما يريده منهم؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (3 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 20/1/2002م
اليمن – صعدة
والحقيقة أنه لا يمكن أن تستخدم المادة، أو أن يضحى بالقيم، بالدين في مقابل المادة، بل العكس هو المطلوب من الإنسان {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} (التوبة: من الآية111) في حالة المقارنة بين الماديات والقيم والمبادئ الدينية يضحى بالماديات حتى وإن كانت أغلى الماديات لديك التي هي روحك وجسمك بكله تضحي به من أجل الدين، ولا أن تبيع الدين في مقابل المادة، لا في مقابل ما تحصل عليه من مصلحة لنفسك أنت، ولا من باب مراعاة مصالح الآخرين، إذا كان هناك مثلًا شخصيات لها مصالح من جهة معينة وعمل معين يقولون: يا جماعة أنتم ستؤثرون على مصالحنا، نحن معنا كذا وكذا وليس لكم حق أن تأثروا على مصالحنا بما يؤدي إلى قطع معاشاتنا أو مساعدات معينة. قل له: نحن شخصيًا أُلزمنا بأن نضحي بأموالنا من أجل دين الله، فكيف نراعي مصالحك أنت، ونؤثرها على دين الله، وأنت ممن يلزمه أن يضحي بمصالحه من أجل دين الله؟!.
لهذا نلحظ كيف أنه لا يجوز إطلاقًا أن يتحدث بعضنا مع بعض من باب المن بما أعطى؛ لأنك تربي المجتمع على أن تُسخَر عواطفه للباطل، فيظهر هذا ويقول: صاحب المنجزات العظيمة، ونحن ونحن ونحن، إلخ، وأنا قد ربيتك من قبل، وأنا أتحدث معك: [يا أخي أنت تعلم أني قد أعطيتك كذا وكذا وأنت تعلم أننا فعلنا كذا. فتقول: والله صحيح ولا يهمك إبشر].
أليست هذه واحدة، ألست أنت تقوده بعواطفه؟ سيقوده الآخرون بهذه العواطف، فنهى حتى المؤمنين؛ لأن هذا سيرسخ في المجتمع تربية لأن ينقاد وراء العواطف التي تخلقها التأثيرات المادية، وهذا من أخطر ما يضرب الأمة، تصبح المقاييس مادية كلها، بدل أن تكون كما قال الإمام الخميني رحمة الله عليه: معايير إلهية، هو قال: (يجب علينا أن تكون معاييرنا إلهية) أي المقاييس التي من خلالها نتعامل مع الآخرين، أو نقف مع الآخرين إلهية وليست مادية.
أن أراك ممن يجوز لي أن أقف معك في موقفك فأؤيدك باعتبار موقفك، باعتبار موقفك حق أُؤيدك، لكن أن آخذ منك مبلغ من المال فأؤيدك، أو تسدي إليّ معروفًا معينًا فأؤيدك وأنت على باطل، هذا مما يعني أنني جعلت المقياس في تعاملي مع الآخرين، في أن أقف معهم، أن أؤيدهم، أن أشاركهم في أعمالهم، هو ما يكون هناك من عائدات مادية.
وهذه خطورة بالغة؛ لأن الباطل يستخدم المال، المال هو وسيلة يستخدمه الحق ويستخدمه الباطل، فأنت ملزم بأن تنفق مالك في سبيل الله؛ لأن الحق لا بد من بذل المال في سبيله، وأهل الباطل يعلمون ويتأكدون بأن الباطل لا يسير إلا بواسطة المال. إذًا فالمال هو سلاح ذو حدين؛ فلهذا يجب على الإنسان أن ينظر إلى الأشياء معتمدًا على مقاييس إلهية وليس من خلال الماديات.
فرعون الذي ذكر الله سبحانه وتعالى قصته في القرآن من أول من استخدم هذا الأسلوب: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} (الزخرف:51ـ54)
المقاييس لديهم مادية، أساور من ذهب رأوها في يد فرعون، وموسى رجل لا يملك هذه، وهكذا أنهار هنا ولا يعرفون أنهار الحق هناك، وأنهار العزة والشرف، أنهار القيم المثلى. استخف فرعون قومه في مقابلة موسى، نبي من أنبياء الله يملك عشر آيات بينات رأوها هم وعايشوها هم، لتعرف كم هي الخطورة شديدة جدًا إذا ما انطلق الناس لينظروا نحو الأشياء وفق مقاييس مادية.
إن نبي الله موسى كان يمتلك آيات بينات وعايشوها هم الفراعنة وأهل مصر، الدم والضفادع والقمل والجراد، هذا مما كانوا يعانون منها حتى طلبوا من موسى أن يدعو الله أن يرفعها عنهم وأنهم سيؤمنون به وسيطلقون معه بني إسرائيل، ليست المسألة أنهم لم يعرفوا شيئًا، لكن نسوا مسألة أن لا ينظروا إلى الأشياء فتكون لها قيمة من خلال الماديات. استطاع فرعون أن يخدعهم؛ لأنهم كانوا قومًا فاسقين، يهمهم مصالح أنفسهم، يهمهم مادياتهم ومشاريع وخدمات فليكن فرعون في مقابل موسى لا توجد مشكلة.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – هناك من يقف عن التحرك فيما أمرنا الله به من أجل خوفه من أن تتأثر مصالحه المادية، كالوظيفة الحكومية، أو العمل التجاري، أو العلاقة بالدولة، فما هي المعالجة التي قدمها القرآن في ذلك؟
🔸 – كيف نخلق أمة معاييرها (إلهية) وليست (مادية)؟
🔸 – من هو أول من استخدم أسلوب المنّ على الناس من البشر؟ وفي ما هي مقاييس تلك الأمة من الناس التي عاشت تلك المرحلة؟
🔸 – كيف تمكن فرعون من الاستخفاف بقومه حتى انساقوا لما يريده منهم؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (3 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 20/1/2002م
اليمن – صعدة
والحقيقة أنه لا يمكن أن تستخدم المادة، أو أن يضحى بالقيم، بالدين في مقابل المادة، بل العكس هو المطلوب من الإنسان {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} (التوبة: من الآية111) في حالة المقارنة بين الماديات والقيم والمبادئ الدينية يضحى بالماديات حتى وإن كانت أغلى الماديات لديك التي هي روحك وجسمك بكله تضحي به من أجل الدين، ولا أن تبيع الدين في مقابل المادة، لا في مقابل ما تحصل عليه من مصلحة لنفسك أنت، ولا من باب مراعاة مصالح الآخرين، إذا كان هناك مثلًا شخصيات لها مصالح من جهة معينة وعمل معين يقولون: يا جماعة أنتم ستؤثرون على مصالحنا، نحن معنا كذا وكذا وليس لكم حق أن تأثروا على مصالحنا بما يؤدي إلى قطع معاشاتنا أو مساعدات معينة. قل له: نحن شخصيًا أُلزمنا بأن نضحي بأموالنا من أجل دين الله، فكيف نراعي مصالحك أنت، ونؤثرها على دين الله، وأنت ممن يلزمه أن يضحي بمصالحه من أجل دين الله؟!.
لهذا نلحظ كيف أنه لا يجوز إطلاقًا أن يتحدث بعضنا مع بعض من باب المن بما أعطى؛ لأنك تربي المجتمع على أن تُسخَر عواطفه للباطل، فيظهر هذا ويقول: صاحب المنجزات العظيمة، ونحن ونحن ونحن، إلخ، وأنا قد ربيتك من قبل، وأنا أتحدث معك: [يا أخي أنت تعلم أني قد أعطيتك كذا وكذا وأنت تعلم أننا فعلنا كذا. فتقول: والله صحيح ولا يهمك إبشر].
أليست هذه واحدة، ألست أنت تقوده بعواطفه؟ سيقوده الآخرون بهذه العواطف، فنهى حتى المؤمنين؛ لأن هذا سيرسخ في المجتمع تربية لأن ينقاد وراء العواطف التي تخلقها التأثيرات المادية، وهذا من أخطر ما يضرب الأمة، تصبح المقاييس مادية كلها، بدل أن تكون كما قال الإمام الخميني رحمة الله عليه: معايير إلهية، هو قال: (يجب علينا أن تكون معاييرنا إلهية) أي المقاييس التي من خلالها نتعامل مع الآخرين، أو نقف مع الآخرين إلهية وليست مادية.
أن أراك ممن يجوز لي أن أقف معك في موقفك فأؤيدك باعتبار موقفك، باعتبار موقفك حق أُؤيدك، لكن أن آخذ منك مبلغ من المال فأؤيدك، أو تسدي إليّ معروفًا معينًا فأؤيدك وأنت على باطل، هذا مما يعني أنني جعلت المقياس في تعاملي مع الآخرين، في أن أقف معهم، أن أؤيدهم، أن أشاركهم في أعمالهم، هو ما يكون هناك من عائدات مادية.
وهذه خطورة بالغة؛ لأن الباطل يستخدم المال، المال هو وسيلة يستخدمه الحق ويستخدمه الباطل، فأنت ملزم بأن تنفق مالك في سبيل الله؛ لأن الحق لا بد من بذل المال في سبيله، وأهل الباطل يعلمون ويتأكدون بأن الباطل لا يسير إلا بواسطة المال. إذًا فالمال هو سلاح ذو حدين؛ فلهذا يجب على الإنسان أن ينظر إلى الأشياء معتمدًا على مقاييس إلهية وليس من خلال الماديات.
فرعون الذي ذكر الله سبحانه وتعالى قصته في القرآن من أول من استخدم هذا الأسلوب: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} (الزخرف:51ـ54)
المقاييس لديهم مادية، أساور من ذهب رأوها في يد فرعون، وموسى رجل لا يملك هذه، وهكذا أنهار هنا ولا يعرفون أنهار الحق هناك، وأنهار العزة والشرف، أنهار القيم المثلى. استخف فرعون قومه في مقابلة موسى، نبي من أنبياء الله يملك عشر آيات بينات رأوها هم وعايشوها هم، لتعرف كم هي الخطورة شديدة جدًا إذا ما انطلق الناس لينظروا نحو الأشياء وفق مقاييس مادية.
إن نبي الله موسى كان يمتلك آيات بينات وعايشوها هم الفراعنة وأهل مصر، الدم والضفادع والقمل والجراد، هذا مما كانوا يعانون منها حتى طلبوا من موسى أن يدعو الله أن يرفعها عنهم وأنهم سيؤمنون به وسيطلقون معه بني إسرائيل، ليست المسألة أنهم لم يعرفوا شيئًا، لكن نسوا مسألة أن لا ينظروا إلى الأشياء فتكون لها قيمة من خلال الماديات. استطاع فرعون أن يخدعهم؛ لأنهم كانوا قومًا فاسقين، يهمهم مصالح أنفسهم، يهمهم مادياتهم ومشاريع وخدمات فليكن فرعون في مقابل موسى لا توجد مشكلة.
🍀القسم السادس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما الفرق بين ربط الناس بالله من خلال النظر والتفكر في النعم، وبين الأسلوب الوعظي الذي يحقر الدنيا في نفوس الناس؟
🔸 – من هم القوم المتفكرين الذين تحملوا المسؤولية واستفادوا من تسخير نعم الله الظاهرة والباطنة؟ ولماذا لم يكن المسلمون هم هؤلاء القوم؟
🔸 – لقد ربط علماء الكلام معرفة الله بقضية وجوب شكر المنعم، فهل تطابق ذلك مع أسلوب القرآن الكريم؟ وما أثر هذه الثقافة على الأجيال المتلاحقة؟
🔸 – مما أثر عن الإمام علي عليه السلام قوله "اللهم لا تحوجني إلى شرار خلقك"، وفي دعاء الإمام زين العابدين: "ولا تجعل لفاسق ولا لكافر علي نعمة ترزقه من قلبي بها مودة" لماذا؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (3 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 20/1/2002م
اليمن – صعدة
من هنا نعرف كم هو الفارق بين ما تعطيه هذه الآيات وبين من ينطلقون فيتحدثون مع الناس ويعظونهم بالزهد في الدنيا، وأن النظر إلى الدنيا يجب أن يكون نظر من يرفضها ولا قيمة لها وأنها غرّارة خداعة مكارة، واتركها، ويسمح لك فقط من أطرافها، ولا تأخذ إلا الكفاية منها فقط، أن هذا نفسه من إحدى العوامل التي ضربت المسلمين فجعلتهم بعيدين عن أن يستخدموا ما سخر الله لهم في السموات وفي الأرض، وأن يتفكروا فيها؛ لأنها أصبحت ليست ذات قيمة لديهم، ليست ذات قيمة، هي كلها لا تساوي جناح بعوضة! بينما التذكير يوحي: أن الله يذكِّرنا أن ننظر إليها كذات قيمة، لها قيمة.
وعرف الآخرون كيف أن لها قيمة، الرجال عرفوا كيف أن لها قيمة، بل حتى الأشياء التي نكمم أنوفنا عندما نمر من عندها يعرفون أنها أيضًا لها قيمة، كيف هم يستخدمون المجاري بمحطات تصفية فيستخرجون منها الأسمدة، ويستخرجون أيضًا الماء من جديد نقيًا فيعاد لسقي الأرض من الحدائق والبساتين والمزارع، وأسمدة تباع بملايين الدولارات.
ونحن نقول عنها كلها: غرّارة، خداعة مكارة من أولها إلى آخرها، حتى أصبحنا لا نملك شيئًا ولا نعرف شيئًا، ثم أصبحنا عبيدًا لأولئك الذين تفكروا، قَوْمٌ يَتَفَكَّرُونَ، نحن قوم نجهل، وأولئك قوم تفكروا فأبدعوا.
نعرف في نفس الوقت من خلال ما عرفنا من أن المسألة ليست سويًا فيما يسديه الله سبحانه وتعالى من نعم إلى الإنسان، وفيما يحصل فيما بين الناس مع بعضهم البعض، وقد ظهر أن المسألة ليست سويًا.
بينما نجد أن أول خطوة خطاها [المعتزلة] في مجال معرفة الله: أنهم اعتمدوا على قاعدة باطلة من أساسها، هو أنهم نظروا أولًا فيما يحصل بيننا نحن الناس، أن هذا عندما يعطي هذا يجب عليه أن يشكره، إذًا فهناك نعم ننطلق منها لنشكر الذي أسداها.
ألم يسوغوا للمسألة؟ ما الذي حصل؟ نحن قلنا: القاسم المشترك هو الجانب العاطفي، لكن أن تنظر إلى المسألة كأنها سويًا فتأتي لتقيس ـ على ما قالوا ـ الغائب على الشاهد! الشاهد هو الإنسان وهذه الصورة الكاملة للتعامل فيما بيننا التي تعطي حكمًا عقليًا ـ كما يقولون ـ بأنه يجب شكر المنعم، إذًا فننطلق منها لنقيس عليها تعاملنا مع من أسدى إلينا نعمًا من جانب هذه النعم التي لم ندر بعد من أين هي، فنبحث عمن أسداها، فكانت هذه هي أول خطوة التي بنوا عليها وجوب النظر في معرفة من أسدى إلينا هذه النعم لنشكره.
ما الخلل في هذه؟ هو ترسيخ حالة التسوية، مع أن القرآن بيَّن أن المسالة ليست سويًا، ليس هناك مجال للمقايسة إلا فيما يتعلق بالجانب العاطفي في أن سنن الله سبحانه وتعالى في الهداية استغلت الجانب العاطفي في المسألة في خلق الشد للإنسان نحو الله، ولاعتبارات متعددة هي هذه التي ذكرناها سابقًا فيما يتعلق بنظرته إلى ما بين يديه كنعم منه تعالى، فيأتي الشكر واحدة من الغايات، واحدة {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (النحل: من الآية14) ألم يأت الشكر واحدة منها؟
فهم رسخوا هذه المسألة: أن ننطلق منا نحن الناس فنعتبر القضايا العقلية من خلال التعامل فيما بيننا مع بعضنا بعضًا هي الأساس الذي نقيس عليه تعاملنا مع الله، فحصل أخطاء كثيرة؛ لأننا نجد أن الفارق كبير، أنه ليس صحيحًا أنني أرى أن الله سبحانه وتعالى يذكِّر من أعطاهم بنعمه؛ فأنطلق أنا لأذكِّر الآخرين الذين أعطيتهم بنعمي، فأقول أتخلق بأخلاق الله، وأسير على منهج الله، وأعمل مثله. لا. أُقفل هذا الموضوع تمامًا، أقفل هذا الموضوع تمامًا.
بينما قد يكون أساس المسألة هو أن الناس في تعاملهم الطبيعي خاصة من لم يربوا تربية إلهية في الابتعاد عن المنّ على بعضهم بعض، ألم يكن هذا هو السلوك الطبيعي لدى الناس؟ إذًا الانطلاقة نحو الله على أساس هذا السلوك الذي هو قائم بين الناس اتضح بأنه فقط لاستخدام الجانب العاطفي، وأن ما نحن عليه هو خطأ، هو خطأ.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما الفرق بين ربط الناس بالله من خلال النظر والتفكر في النعم، وبين الأسلوب الوعظي الذي يحقر الدنيا في نفوس الناس؟
🔸 – من هم القوم المتفكرين الذين تحملوا المسؤولية واستفادوا من تسخير نعم الله الظاهرة والباطنة؟ ولماذا لم يكن المسلمون هم هؤلاء القوم؟
🔸 – لقد ربط علماء الكلام معرفة الله بقضية وجوب شكر المنعم، فهل تطابق ذلك مع أسلوب القرآن الكريم؟ وما أثر هذه الثقافة على الأجيال المتلاحقة؟
🔸 – مما أثر عن الإمام علي عليه السلام قوله "اللهم لا تحوجني إلى شرار خلقك"، وفي دعاء الإمام زين العابدين: "ولا تجعل لفاسق ولا لكافر علي نعمة ترزقه من قلبي بها مودة" لماذا؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (3 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 20/1/2002م
اليمن – صعدة
من هنا نعرف كم هو الفارق بين ما تعطيه هذه الآيات وبين من ينطلقون فيتحدثون مع الناس ويعظونهم بالزهد في الدنيا، وأن النظر إلى الدنيا يجب أن يكون نظر من يرفضها ولا قيمة لها وأنها غرّارة خداعة مكارة، واتركها، ويسمح لك فقط من أطرافها، ولا تأخذ إلا الكفاية منها فقط، أن هذا نفسه من إحدى العوامل التي ضربت المسلمين فجعلتهم بعيدين عن أن يستخدموا ما سخر الله لهم في السموات وفي الأرض، وأن يتفكروا فيها؛ لأنها أصبحت ليست ذات قيمة لديهم، ليست ذات قيمة، هي كلها لا تساوي جناح بعوضة! بينما التذكير يوحي: أن الله يذكِّرنا أن ننظر إليها كذات قيمة، لها قيمة.
وعرف الآخرون كيف أن لها قيمة، الرجال عرفوا كيف أن لها قيمة، بل حتى الأشياء التي نكمم أنوفنا عندما نمر من عندها يعرفون أنها أيضًا لها قيمة، كيف هم يستخدمون المجاري بمحطات تصفية فيستخرجون منها الأسمدة، ويستخرجون أيضًا الماء من جديد نقيًا فيعاد لسقي الأرض من الحدائق والبساتين والمزارع، وأسمدة تباع بملايين الدولارات.
ونحن نقول عنها كلها: غرّارة، خداعة مكارة من أولها إلى آخرها، حتى أصبحنا لا نملك شيئًا ولا نعرف شيئًا، ثم أصبحنا عبيدًا لأولئك الذين تفكروا، قَوْمٌ يَتَفَكَّرُونَ، نحن قوم نجهل، وأولئك قوم تفكروا فأبدعوا.
نعرف في نفس الوقت من خلال ما عرفنا من أن المسألة ليست سويًا فيما يسديه الله سبحانه وتعالى من نعم إلى الإنسان، وفيما يحصل فيما بين الناس مع بعضهم البعض، وقد ظهر أن المسألة ليست سويًا.
بينما نجد أن أول خطوة خطاها [المعتزلة] في مجال معرفة الله: أنهم اعتمدوا على قاعدة باطلة من أساسها، هو أنهم نظروا أولًا فيما يحصل بيننا نحن الناس، أن هذا عندما يعطي هذا يجب عليه أن يشكره، إذًا فهناك نعم ننطلق منها لنشكر الذي أسداها.
ألم يسوغوا للمسألة؟ ما الذي حصل؟ نحن قلنا: القاسم المشترك هو الجانب العاطفي، لكن أن تنظر إلى المسألة كأنها سويًا فتأتي لتقيس ـ على ما قالوا ـ الغائب على الشاهد! الشاهد هو الإنسان وهذه الصورة الكاملة للتعامل فيما بيننا التي تعطي حكمًا عقليًا ـ كما يقولون ـ بأنه يجب شكر المنعم، إذًا فننطلق منها لنقيس عليها تعاملنا مع من أسدى إلينا نعمًا من جانب هذه النعم التي لم ندر بعد من أين هي، فنبحث عمن أسداها، فكانت هذه هي أول خطوة التي بنوا عليها وجوب النظر في معرفة من أسدى إلينا هذه النعم لنشكره.
ما الخلل في هذه؟ هو ترسيخ حالة التسوية، مع أن القرآن بيَّن أن المسالة ليست سويًا، ليس هناك مجال للمقايسة إلا فيما يتعلق بالجانب العاطفي في أن سنن الله سبحانه وتعالى في الهداية استغلت الجانب العاطفي في المسألة في خلق الشد للإنسان نحو الله، ولاعتبارات متعددة هي هذه التي ذكرناها سابقًا فيما يتعلق بنظرته إلى ما بين يديه كنعم منه تعالى، فيأتي الشكر واحدة من الغايات، واحدة {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (النحل: من الآية14) ألم يأت الشكر واحدة منها؟
فهم رسخوا هذه المسألة: أن ننطلق منا نحن الناس فنعتبر القضايا العقلية من خلال التعامل فيما بيننا مع بعضنا بعضًا هي الأساس الذي نقيس عليه تعاملنا مع الله، فحصل أخطاء كثيرة؛ لأننا نجد أن الفارق كبير، أنه ليس صحيحًا أنني أرى أن الله سبحانه وتعالى يذكِّر من أعطاهم بنعمه؛ فأنطلق أنا لأذكِّر الآخرين الذين أعطيتهم بنعمي، فأقول أتخلق بأخلاق الله، وأسير على منهج الله، وأعمل مثله. لا. أُقفل هذا الموضوع تمامًا، أقفل هذا الموضوع تمامًا.
بينما قد يكون أساس المسألة هو أن الناس في تعاملهم الطبيعي خاصة من لم يربوا تربية إلهية في الابتعاد عن المنّ على بعضهم بعض، ألم يكن هذا هو السلوك الطبيعي لدى الناس؟ إذًا الانطلاقة نحو الله على أساس هذا السلوك الذي هو قائم بين الناس اتضح بأنه فقط لاستخدام الجانب العاطفي، وأن ما نحن عليه هو خطأ، هو خطأ.