Forwarded from محمد صدّيق المنشاوي ((القرآن الكريم))
من هدي القرآن_1.6.5_quraan.courses.malazim.apk
7.9 MB
#من_هدي_القرآن_الكريم
برنامج اندرويد لمحاضرات السيد حسين بدر الدين الحوثي "رضوان الله عليه"
مهمه جدا جدا لكل مسلم
برنامج اندرويد لمحاضرات السيد حسين بدر الدين الحوثي "رضوان الله عليه"
مهمه جدا جدا لكل مسلم
Forwarded from محمد صدّيق المنشاوي ((القرآن الكريم))
من هدي القرآن_1.6.5_quraan.courses.malazim.apk
7.9 MB
#من_هدي_القرآن_الكريم
برنامج اندرويد لمحاضرات السيد حسين بدر الدين الحوثي "رضوان الله عليه"
مهمه جدا جدا لكل مسلم
برنامج اندرويد لمحاضرات السيد حسين بدر الدين الحوثي "رضوان الله عليه"
مهمه جدا جدا لكل مسلم
Forwarded from محمد صدّيق المنشاوي ((القرآن الكريم))
من هدي القرآن_1.6.5_quraan.courses.malazim.apk
7.9 MB
#من_هدي_القرآن_الكريم
برنامج اندرويد لمحاضرات السيد حسين بدر الدين الحوثي "رضوان الله عليه"
مهمه جدا جدا لكل مسلم
برنامج اندرويد لمحاضرات السيد حسين بدر الدين الحوثي "رضوان الله عليه"
مهمه جدا جدا لكل مسلم
🍀القسم الأول🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – كم كانت خسارة الأمة يوم أن رفضت إعلان ولاية أزكى وأطهر وأكمل شخص بعد نبيها في يوم الغدير؟
🔸 – ماذا نعلن عندما نحيي ذكرى إعلان ولاية الإمام علي (عليه السلام)؟
🔸 – قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (المائدة:67)، ما قصة هذه الآية، ما الأمر الذي نزلت به وجاء عليه هذا التهديد؟
🔸 – هناك تسلسل في حديث الولاية، فما دلالته؟
🔸 – ما العاقبة التي حلت بالأمة حين أضاعت إيمانها وتصديقها لإشارة النبي العظيمة حين قال (فهذا علي مولاه)؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#حديث_الولاية
كلمة ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 18 ذي الحجة 1423هـ الموافق: 21/12/2002م
في الاحتفال بعيد الغدير
اليمن - صعدة - مرّان
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ.
والصلاة والسلام على رسول الله محمد، والصلاة والسلام على من نجتمع في هذا اليوم بمناسبة إحياء ذكرى إعلان ولايته على الأمة كلها، الإمام أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه)، وصلى الله وسلم على أهل بيت رسول الله الذين نهجوا نهجه وساروا بسيرته فأصبحوا هُداة للأمة، ورضي الله عن شيعتهم الأخيار الذين آمنوا بمحبتهم ومودتهم وولايتهم واقتفوا آثارهم واهتدوا بهديهم من الأولين والآخرين.
أيها الإخوة الكرام، نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا إحياءنا لهذه الذكرى العظيمة، نحن اليوم في اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة بعد ألف وأربع مائة وثلاثة وعشرين عاماً من هجرة رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)، وبعد نحو ألف وأربع مائة وثلاثة عشر عاماً من عام الغدير من السنة العاشرة التي أعلن فيها الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) ولاية أمير المؤمنين في يوم الغدير.
إنها لذكرى عظيمة، وإن من المفارقات العجيبة أن تأتي هذه الذكرى والأمة الإسلامية والعرب بالذات مقبلون على فرض ولاية أمرٍ من نوع آخر، ولاية أمر يهودية، ولاية أمر صهيونية؛ كي تعلم الأمة كم كانت خسارتها يوم أن رفضت إعلان ولاية أزكى وأطهر وأكمل شخص بعد نبيها في مثل هذا اليوم، فها هي اليوم، ها هي اليوم تقف باهتة، تقف عاجزة تنتظر بدلاً عن علي [شارون]، تنتظر بدلاً عن محمد ليعلن تنتظر [بوش] ليعلن هو من الذي سيَلِي أمر هذه الأمة، إنها لمأساة حقيقية أيها الإخوة.
ونحن عندما نحيي هذه الذكرى، عندما نحيي ذكرى إعلان ولاية الإمام علي (عليه السلام) فإننا نعلن أن الدين - حسب مفهومنا ووفق رؤيتنا وعقيدتنا - أنه دين ودولة، أن الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لم يغادر هذه الحياة إلا بعد أن أعلن للأمة من الذي سيخلفه. وهذا هو موضوع هذا اليوم.
ففي مثل هذا اليوم من السنة العاشرة وبعد عودة الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) من حجة الوداع مع عشرات الآلاف من جموع المسلمين وقف في وادي [خُم] - منطقة بين مكة والمدينة وهي أقرب ما تكون إلى مكة - بعد أن نزل عليه قول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (المائدة:67).
بعد نزول هذه الآية، وفي وقت الظهيرة، في وقت حرارة الشمس، وحرارة [الرَّمْضَاء] أعلن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لمن تقدم أن يعودوا، وانتظر في ذلك المكان حتى تكامل الجمع، وبعد ذلك رُصَّتْ له أقْتاب الإبل ليصْعَدَ عالياً فوقها؛ لتراه تلك الأمة - إن كان ينفعها ذلك - لتراه، لتشاهده، وهي تعرفه بشخصه، لترى علياً يد رسول الله رافعة ليده وهي تعرف شخص [علي]، ومن فوق تلك الأقتاب يعلن موضوعاً هاماً، يعلن قضية هامة هي قضية ولاية أمر هذه الأمة من بعده (صلى الله عليه وعلى آله وسلم).
عندما صعد وبعد أن رفع يد علي (عليه السلام) خطب خطبة عظيمة قال فيها - وهو الحديث الذي نريد أن نتحدث عنه اليوم باعتباره موضوع هذا اليوم، والحَدَث الهام في مثل هذا اليوم، وباعتباره أيضاً فضيلة عظيمة من فضائل الإمام علي (عليه السلام) - خطب رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) إلى أن وصل إلى الموضوع المقصود فقال: ((يا أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه، اللهم وَالِ من وَالاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخْذُل من خَذَله)).
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – كم كانت خسارة الأمة يوم أن رفضت إعلان ولاية أزكى وأطهر وأكمل شخص بعد نبيها في يوم الغدير؟
🔸 – ماذا نعلن عندما نحيي ذكرى إعلان ولاية الإمام علي (عليه السلام)؟
🔸 – قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (المائدة:67)، ما قصة هذه الآية، ما الأمر الذي نزلت به وجاء عليه هذا التهديد؟
🔸 – هناك تسلسل في حديث الولاية، فما دلالته؟
🔸 – ما العاقبة التي حلت بالأمة حين أضاعت إيمانها وتصديقها لإشارة النبي العظيمة حين قال (فهذا علي مولاه)؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#حديث_الولاية
كلمة ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 18 ذي الحجة 1423هـ الموافق: 21/12/2002م
في الاحتفال بعيد الغدير
اليمن - صعدة - مرّان
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ.
والصلاة والسلام على رسول الله محمد، والصلاة والسلام على من نجتمع في هذا اليوم بمناسبة إحياء ذكرى إعلان ولايته على الأمة كلها، الإمام أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه)، وصلى الله وسلم على أهل بيت رسول الله الذين نهجوا نهجه وساروا بسيرته فأصبحوا هُداة للأمة، ورضي الله عن شيعتهم الأخيار الذين آمنوا بمحبتهم ومودتهم وولايتهم واقتفوا آثارهم واهتدوا بهديهم من الأولين والآخرين.
أيها الإخوة الكرام، نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا إحياءنا لهذه الذكرى العظيمة، نحن اليوم في اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة بعد ألف وأربع مائة وثلاثة وعشرين عاماً من هجرة رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)، وبعد نحو ألف وأربع مائة وثلاثة عشر عاماً من عام الغدير من السنة العاشرة التي أعلن فيها الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) ولاية أمير المؤمنين في يوم الغدير.
إنها لذكرى عظيمة، وإن من المفارقات العجيبة أن تأتي هذه الذكرى والأمة الإسلامية والعرب بالذات مقبلون على فرض ولاية أمرٍ من نوع آخر، ولاية أمر يهودية، ولاية أمر صهيونية؛ كي تعلم الأمة كم كانت خسارتها يوم أن رفضت إعلان ولاية أزكى وأطهر وأكمل شخص بعد نبيها في مثل هذا اليوم، فها هي اليوم، ها هي اليوم تقف باهتة، تقف عاجزة تنتظر بدلاً عن علي [شارون]، تنتظر بدلاً عن محمد ليعلن تنتظر [بوش] ليعلن هو من الذي سيَلِي أمر هذه الأمة، إنها لمأساة حقيقية أيها الإخوة.
ونحن عندما نحيي هذه الذكرى، عندما نحيي ذكرى إعلان ولاية الإمام علي (عليه السلام) فإننا نعلن أن الدين - حسب مفهومنا ووفق رؤيتنا وعقيدتنا - أنه دين ودولة، أن الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لم يغادر هذه الحياة إلا بعد أن أعلن للأمة من الذي سيخلفه. وهذا هو موضوع هذا اليوم.
ففي مثل هذا اليوم من السنة العاشرة وبعد عودة الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) من حجة الوداع مع عشرات الآلاف من جموع المسلمين وقف في وادي [خُم] - منطقة بين مكة والمدينة وهي أقرب ما تكون إلى مكة - بعد أن نزل عليه قول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (المائدة:67).
بعد نزول هذه الآية، وفي وقت الظهيرة، في وقت حرارة الشمس، وحرارة [الرَّمْضَاء] أعلن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لمن تقدم أن يعودوا، وانتظر في ذلك المكان حتى تكامل الجمع، وبعد ذلك رُصَّتْ له أقْتاب الإبل ليصْعَدَ عالياً فوقها؛ لتراه تلك الأمة - إن كان ينفعها ذلك - لتراه، لتشاهده، وهي تعرفه بشخصه، لترى علياً يد رسول الله رافعة ليده وهي تعرف شخص [علي]، ومن فوق تلك الأقتاب يعلن موضوعاً هاماً، يعلن قضية هامة هي قضية ولاية أمر هذه الأمة من بعده (صلى الله عليه وعلى آله وسلم).
عندما صعد وبعد أن رفع يد علي (عليه السلام) خطب خطبة عظيمة قال فيها - وهو الحديث الذي نريد أن نتحدث عنه اليوم باعتباره موضوع هذا اليوم، والحَدَث الهام في مثل هذا اليوم، وباعتباره أيضاً فضيلة عظيمة من فضائل الإمام علي (عليه السلام) - خطب رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) إلى أن وصل إلى الموضوع المقصود فقال: ((يا أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه، اللهم وَالِ من وَالاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخْذُل من خَذَله)).
Forwarded from عين على القرآن وعين على الاحداث
محاضرة_للسيد_حسين_الحوثي_حديث_الولاية_رق_360P.m4a
13.9 MB
#من_هدي_القرآن_الكريم
#حديث_الولاية
كلمة ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 18 ذي الحجة 1423هـ الموافق: 21/12/2002م
في الاحتفال بعيد الغدير
اليمن - صعدة - مرّان
(الجزء الأول)
#حديث_الولاية
كلمة ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 18 ذي الحجة 1423هـ الموافق: 21/12/2002م
في الاحتفال بعيد الغدير
اليمن - صعدة - مرّان
(الجزء الأول)
Forwarded from عين على القرآن وعين على الاحداث
محاضرة_للسيد_حسين_الحوثي_حديث_الولاية_رق_360P.m4a
13.3 MB
#من_هدي_القرآن_الكريم
#حديث_الولاية
كلمة ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 18 ذي الحجة 1423هـ الموافق: 21/12/2002م
في الاحتفال بعيد الغدير
اليمن - صعدة - مرّان
(الجزء الثاني)
#حديث_الولاية
كلمة ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 18 ذي الحجة 1423هـ الموافق: 21/12/2002م
في الاحتفال بعيد الغدير
اليمن - صعدة - مرّان
(الجزء الثاني)
🍀القسم الثاني🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – مثل السعي الأميركي إلى تغيير صدام حسين رأس السلطة في العراق علانية مع إمكانية إجراء هذا التغيير بطرق أخرى أكثر شيوعا كالانقلابات والاغتيالات، مثل رسالة موجهة للأمة، فما هي؟
🔸 – ماذا فعل من تولى أمر هذه الأمة حين أدرك أنه غير جدير بها، من أجل أن تتقبله الأمة؟
🔸 – ما الذي جعل الأمة الإسلامية ضحية لسلاطين الجور؟
🔸 – كيف يسعى اليهود اليوم إلى أن يقدموا أنفسهم كمخلِّصين للشعوب؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#حديث_الولاية
كلمة ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 18 ذي الحجة 1423هـ الموافق: 21/12/2002م
في الاحتفال بعيد الغدير
اليمن - صعدة - مرّان
إن من انصرفوا عمن وَجَّه الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) الإشارة إليه لتعيينه بعد رفع يده وبعد صعوده معه فوق أقتاب الإبل إنهم للأسف الشديد لا يعرفون ماذا وراء (هذا). إن كلمة (هذا) تعني هذا هو اللائق بهذه الأمة التي يُراد لها أن تكون أمة عظيمة، هذا هو الرجل الذي يليق أن يكون قائداً وإماماً وهادياً ومعلماً ومرشداً وزعيماً، لأمة يراد لها أن تتحمل مسؤولية عظيمة، يُنَاطُ بها مهام جَسِيْمة، هذا هو الرجل الذي يليق بهذه الأمة، ويليق بإلَهِهَا أن تكون ولايته امتداداً لولاية إلهها العظيم، هذا هو الرجل الذي يليق بهذا الدين العظيم أن يكون من يهدي إليه، أن يكون من يقود الأمة التي تعتنقه وتَدِيْنُ به وتتعامل مع بقية الأمم على أساسه يجب أن يكون مثل (هذا) رجلاً عظيماً لِيَلِيقَ بدين عظيم، بأمة عظيمة، برسول عظيم، بإلهٍ عظيم، وبمهام عظيمة وجَسِيمَة.
ولكن ماذا حصل؟ إن أولئك الذين انصرفوا عمن وجَّه الرسول الإشارة إليه هم للأسف - كما أسلفنا - لا يفهمون ماذا وراء (هذا)، والمسلمون من بعد في أغلبهم لم يفهموا أيضاً ماذا وراء قول الرسول (هذا)، وعمن يعبر الرسول بقوله (هذا) إنه يعبر عن الله، لم يكن أكثر من مبلغ عن الله بعد نزول قول الله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}.
وها نحن ما نزال في هذا الزمن أيضاً لا نفهم ماذا وراء قول الرسول (هذا). ولا نفهم ولم نسمح لأنفسنا أن يترسخ في مشاعرنا، في عقيدتنا من الذي يمتلك أن يقول للأمة (هذا)، فإذا بنا نفاجأ بآخرين يريدون أن يفرضوا علينا (هذا أو هذا).
وهل يُتَوقَّع من أمريكا، هل يُتَوقَّع من تل أبيب أن تقول للأمة (هذا) إلا إشارة إلى رجل لا يهمه سوى مصلحة أمريكا؟ يكون عبارة عن يهودي يحكم الأمة مباشرة، أو أمير يهودي أو شبه يهودي يحكم إقْلِيماً معيناً فيكون الجميع كلهم ينتظرون من الذي ستقول له أمريكا أو تل أبيب (هذا).
وهاهم الآن يثقفوننا بهذه الثقافة. يوم كانت المخابرات الأمريكية هي التي تغير بالسِّرّ، فتُطلِّع هذا أو تضع هذا أصبحت الآن تخاطب الشعوب نفسها، تخاطب الشعوب بأننا سنضع حاكماً على العراق أمريكياً، حاكماً عسكرياً.
أمريكا تستطيع أن تغير [صدام]، تستطيع أن تعمل انقلاباً بشكل سرّي كما عملته في كثير من البلدان، لماذا لا تعمل ذلك؟ لأنها تريد أن نفهم جميعاً أنها من سيكون لها الحق في أن تقول (هذا)، إنها تريد أن يترسخ في مشاعرنا جميعاً، في أذهاننا جميعاً أنها هي التي تملك أن تقول لنا (هذا)، وسيمشي (هذا) يوم أن ضيعنا قول الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) مشيراً إلى الإمام علي: (هذا)، ولم ندرِ - كما أسلفنا - عمّن يُعبِّر (هذا).
أيها الإخوة نحن نقول: إن هذا اليوم، إن الموضوع المهم في مثل هذا اليوم هي: ولاية أمر الأمة، ولقد تعاقب على هذه الأمة على مدى تاريخها الكثير الكثير ممن كانوا ينتهزون ولاية أمرها ويتقافزون على أكتافها جيلاً بعد جيل وإذا ما رأوا أنفسهم غير جديرين بأن يكونوا ولاةً لأمر هذه الأمة فإنهم سلكوا طريقة أسهل من أن يكون - ولن يستطيع أن يكون - بمستوى ولاية أمر هذه الأمة، فسلكوا طريقة أخرى هي: تَدْجِيْن الأمة لتتقبل ولاية أمرهم، هي: تَثْقِيْف الأمة ثقافة مغلوطة لتتقبل ولاية أمرهم، فكان الضحية هو: المفهوم الصحيح العظيم لما تعنيه ولاية الأمر في الإسلام، فبدا مثل معاوية أميراً للمؤمنين، ويزيد أميراً للمؤمنين، ويقول هذا أو ذاك من الخطباء أو العلماء أو المؤرخين: تجب طاعته! يجب طاعته، لا يجوز الخروج عليه، يجب النصح له!! وما زال ذلك المنطق من ذلك الزمن إلى اليوم، إلى اليوم ما زال قائماً.
نسينا جميعاً أن الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) يوم أشار إلى ((علي)) فإنه في نفس الوقت الذي يشير إلى شخص [علي] إنه يشير إلى ولاية أمر الأمة، إلى ولاية الأمر المتجسدة قيمها ومبادئها وأهدافها ومقاصدها في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه).
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – مثل السعي الأميركي إلى تغيير صدام حسين رأس السلطة في العراق علانية مع إمكانية إجراء هذا التغيير بطرق أخرى أكثر شيوعا كالانقلابات والاغتيالات، مثل رسالة موجهة للأمة، فما هي؟
🔸 – ماذا فعل من تولى أمر هذه الأمة حين أدرك أنه غير جدير بها، من أجل أن تتقبله الأمة؟
🔸 – ما الذي جعل الأمة الإسلامية ضحية لسلاطين الجور؟
🔸 – كيف يسعى اليهود اليوم إلى أن يقدموا أنفسهم كمخلِّصين للشعوب؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#حديث_الولاية
كلمة ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 18 ذي الحجة 1423هـ الموافق: 21/12/2002م
في الاحتفال بعيد الغدير
اليمن - صعدة - مرّان
إن من انصرفوا عمن وَجَّه الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) الإشارة إليه لتعيينه بعد رفع يده وبعد صعوده معه فوق أقتاب الإبل إنهم للأسف الشديد لا يعرفون ماذا وراء (هذا). إن كلمة (هذا) تعني هذا هو اللائق بهذه الأمة التي يُراد لها أن تكون أمة عظيمة، هذا هو الرجل الذي يليق أن يكون قائداً وإماماً وهادياً ومعلماً ومرشداً وزعيماً، لأمة يراد لها أن تتحمل مسؤولية عظيمة، يُنَاطُ بها مهام جَسِيْمة، هذا هو الرجل الذي يليق بهذه الأمة، ويليق بإلَهِهَا أن تكون ولايته امتداداً لولاية إلهها العظيم، هذا هو الرجل الذي يليق بهذا الدين العظيم أن يكون من يهدي إليه، أن يكون من يقود الأمة التي تعتنقه وتَدِيْنُ به وتتعامل مع بقية الأمم على أساسه يجب أن يكون مثل (هذا) رجلاً عظيماً لِيَلِيقَ بدين عظيم، بأمة عظيمة، برسول عظيم، بإلهٍ عظيم، وبمهام عظيمة وجَسِيمَة.
ولكن ماذا حصل؟ إن أولئك الذين انصرفوا عمن وجَّه الرسول الإشارة إليه هم للأسف - كما أسلفنا - لا يفهمون ماذا وراء (هذا)، والمسلمون من بعد في أغلبهم لم يفهموا أيضاً ماذا وراء قول الرسول (هذا)، وعمن يعبر الرسول بقوله (هذا) إنه يعبر عن الله، لم يكن أكثر من مبلغ عن الله بعد نزول قول الله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}.
وها نحن ما نزال في هذا الزمن أيضاً لا نفهم ماذا وراء قول الرسول (هذا). ولا نفهم ولم نسمح لأنفسنا أن يترسخ في مشاعرنا، في عقيدتنا من الذي يمتلك أن يقول للأمة (هذا)، فإذا بنا نفاجأ بآخرين يريدون أن يفرضوا علينا (هذا أو هذا).
وهل يُتَوقَّع من أمريكا، هل يُتَوقَّع من تل أبيب أن تقول للأمة (هذا) إلا إشارة إلى رجل لا يهمه سوى مصلحة أمريكا؟ يكون عبارة عن يهودي يحكم الأمة مباشرة، أو أمير يهودي أو شبه يهودي يحكم إقْلِيماً معيناً فيكون الجميع كلهم ينتظرون من الذي ستقول له أمريكا أو تل أبيب (هذا).
وهاهم الآن يثقفوننا بهذه الثقافة. يوم كانت المخابرات الأمريكية هي التي تغير بالسِّرّ، فتُطلِّع هذا أو تضع هذا أصبحت الآن تخاطب الشعوب نفسها، تخاطب الشعوب بأننا سنضع حاكماً على العراق أمريكياً، حاكماً عسكرياً.
أمريكا تستطيع أن تغير [صدام]، تستطيع أن تعمل انقلاباً بشكل سرّي كما عملته في كثير من البلدان، لماذا لا تعمل ذلك؟ لأنها تريد أن نفهم جميعاً أنها من سيكون لها الحق في أن تقول (هذا)، إنها تريد أن يترسخ في مشاعرنا جميعاً، في أذهاننا جميعاً أنها هي التي تملك أن تقول لنا (هذا)، وسيمشي (هذا) يوم أن ضيعنا قول الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) مشيراً إلى الإمام علي: (هذا)، ولم ندرِ - كما أسلفنا - عمّن يُعبِّر (هذا).
أيها الإخوة نحن نقول: إن هذا اليوم، إن الموضوع المهم في مثل هذا اليوم هي: ولاية أمر الأمة، ولقد تعاقب على هذه الأمة على مدى تاريخها الكثير الكثير ممن كانوا ينتهزون ولاية أمرها ويتقافزون على أكتافها جيلاً بعد جيل وإذا ما رأوا أنفسهم غير جديرين بأن يكونوا ولاةً لأمر هذه الأمة فإنهم سلكوا طريقة أسهل من أن يكون - ولن يستطيع أن يكون - بمستوى ولاية أمر هذه الأمة، فسلكوا طريقة أخرى هي: تَدْجِيْن الأمة لتتقبل ولاية أمرهم، هي: تَثْقِيْف الأمة ثقافة مغلوطة لتتقبل ولاية أمرهم، فكان الضحية هو: المفهوم الصحيح العظيم لما تعنيه ولاية الأمر في الإسلام، فبدا مثل معاوية أميراً للمؤمنين، ويزيد أميراً للمؤمنين، ويقول هذا أو ذاك من الخطباء أو العلماء أو المؤرخين: تجب طاعته! يجب طاعته، لا يجوز الخروج عليه، يجب النصح له!! وما زال ذلك المنطق من ذلك الزمن إلى اليوم، إلى اليوم ما زال قائماً.
نسينا جميعاً أن الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) يوم أشار إلى ((علي)) فإنه في نفس الوقت الذي يشير إلى شخص [علي] إنه يشير إلى ولاية أمر الأمة، إلى ولاية الأمر المتجسدة قيمها ومبادئها وأهدافها ومقاصدها في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه).
#من_هدي_القرآن_الكريم
#حديث_الولايةـ
القاها #السيد_حسين_بدرالدين_الحوثي بيوم #عيد_الغدير بمران #صعده بتاريخ 18 ذي الحجة 1423هـ موافق 21-12-2002م
https://youtu.be/pidflISI6bk
#حديث_الولايةـ
القاها #السيد_حسين_بدرالدين_الحوثي بيوم #عيد_الغدير بمران #صعده بتاريخ 18 ذي الحجة 1423هـ موافق 21-12-2002م
https://youtu.be/pidflISI6bk
YouTube
(الجزء الأول)محاضرة حديث الولاية للسيد حسين بدر الدين الحوثي1423هـ ــ2002م
🍀القسم الثالث🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما خطورة تدجين الأمة للحكام الظلمة.
🔸 – ما الجريمة التي يرتكبها الحكام اليوم بتركهم الأوضاع التعليمية والصحية والتنموية متدهورة؟
🔸 – ما الذي يحصن الأمة من أن يلي أمرها يهودي؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#حديث_الولاية
كلمة ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 18 ذي الحجة 1423هـ الموافق: 21/12/2002م
في الاحتفال بعيد الغدير
اليمن - صعدة - مرّان
انظروا اليوم في اليمن أليس التعليم متدهوراً؟ والصحة متدهورة؟ والأمن والقضاء وكل قطاعات الدولة لا تجد قطاعاً واحداً تقول إنه يسير على أحسن حال، من الذي يخلخل هذه الوضعية؟ من الذي يعقِّد الناس على بعضهم بعض إلا من يريد أن يحكم الأمة فيما بعد، إلا من يريد أن يقدم نفسه - وهو يهودي - كمخلص للأمة فيما بعد، فتقبله؛ لنقول جميعاً فيما بعد: [هؤلاء الذين هم يهود، هؤلاء الذين كانوا يهود].
عندما يأتوا بمن يحكم اليمن، عندما يأتون بمن يحكم الحجاز سيقول السعوديون، سيقول اليمنيون: [والله كان علي عبد الله هو الذي هو يهودي، وفهد هو الذي كانه يهودي، أما فلان - وقد يكون اسمه غير عربي - انظر ماذا عمل لنا؟]؛ لأن اليهود أولاً ثقفونا بثقافة أن تكون المقاييس لدينا هي الخدمات، فمن قدم لدينا خدمات فليحكمنا، وليكن من كان.
إن هؤلاء يرتكبون جريمة كبيرة إذا ما تركوا هذه الأمور على هذا النحو، إذا ما تركوا التعليم بهذا الشكل مدهوراً، وقطاع الصحة مدهورة، والأمن وكل مؤسسات الدولة تعاني من فساد مالي وإداري. فعندما يظهرون وقد أخفقوا في هذا الموضوع فسيكون من السهل على اليهود أن يغيروهم، وبالتالي سيكون من السهل على الجميع أن يرحبوا بأولئك، وأن يكون من يحكمهم من يريدون هم وليس من يريد هذا الشعب.
أيها الإخوة الأعزاء هذا ما نريد أن نفهمه: أنه يجب على هؤلاء الذين يحكمون هذه الأمة اليوم وقبل أن يغادروا قصورهم، أو قبل أن يغادروا هذه الحياة، يجب عليهم أن يثقفوا الأمة بثقافة ((حديث الولاية))، بثقافة ((القرآن الكريم)) في موضوع أمر ولاية الأمة.
ونحن الشيعة، ما تزال ثقافتنا في هذا الموضوع قائمة من ((يوم الغدير)) على هذا النحو وإلى اليوم؛ ولذا فمن المتوقع أن يكون الشيعة وحدهم هم أكثر الناس وعياً، خاصة من يفهمون جيداً ماذا يعني: ((علي))، ماذا يعني: ((حديث الولاية))، ماذا يعني: التشيع، ماذا يعني: الدين، ماذا تعني: مسؤولية ومهام هذا الدين بالنسبة لهذه الأمة، فإنهم هم من يحتمل أن يكونوا من يَقِفون في وجه [أمريكا وإسرائيل]، في وجه اليهود الذين يريدون أن يفرضوا علينا ولاية أمرهم، أما الآخرون فسيضلون هكذا يراقبوننا نحن!.
وهذا هو الشيء الغريب، عندما نتحرك نقول للناس: يجب أن يقف الجميع يصرخون في وجه [أمريكا وإسرائيل] بهذا الشعار: [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]؛ لأن أمريكا متجهة أن يكون [بوش] إماماً للمسلمين وأميراً للمؤمنين، هؤلاء يُغمضون أعينهم عما يريد [بوش] وعما يريد [شارون]، ويقولون: هؤلاء هم الخطيرون! ما خطورة هذا الذي لا يمتلك حاملة طائرات؟ لايمتلك غواصات، لا يمتلك بارجات؟ لا يمتلك عشرات الآلاف من العساكر المدربين تدريباً جيداً، لا يمتلك العتاد العسكري؟! تتجهون بأذهانكم إلينا نحن الشيعة - عقيدتنا في ولاية الأمر معروفة - فتتجهون إلينا وتنسون ماذا يُراد بنا وبكم! إن (بوش) متجه لأن يكون إماماً للأمة. لكن متى ما جاء يتحدث فلان من الناس قالوا: [هذا يريد الإمامة!!]!.
إذاً نحن أمام إمامة من نوع آخر، قفوا معنا جميعاً لنحاربها، إنها إمامة (بوش)، إنها إمامة اليهود، إنها إمامة بني إسرائيل، إنها ولاية الأمر اليهودية الصهيونية، لماذا تغمضون أعينكم أمامها وتفتحون أعينكم على من ليس منطقهم بأكثر مما قاله الرسول عَلَناً على مرأى ومسمع من الجميع في مثل هذا اليوم في السنة العاشرة من الهجرة؟.
هل جاء الشيعة بجديد؟ هل نحن نأتي بجديد خلاف ما ينص عليه كتاب الله؟ خلاف ما يشير ويوحي به كتاب الله؟ وخلاف ما نص عليه وما قاله، وما من أجله رفع نفسه ورفع أخاه الإمام علياً على مجموعة من أقتاب الإبل ليراه أولئك الجموع، ولنراه نحن، وليسمعه أولئك ولنسمعه نحن. نحن لم نأتِ بجديد أكثر مما قاله كتاب الله، وأكثر مما قاله الرسول في ذلك اليوم.
ومفهومنا لولاية الأمر هو وحده الذي يمكن أن يحصّن الأمة عن أن يَلِي أمرها اليهود، أما المفاهيم الأخرى من يقل: [أطِع الأمير وإن قصم ظهرك، وإن كان لا يهتدي بهدى ولا يَسْتَنُّ بسنة] فإن هذا مما يهيئ الأمة لأن يَلِي الأمر أولئك، بل أن يلي الأمر اليهود أنفسهم. بل وإن الديمقراطية نفسها(1) غير قادرة على أن تحمينا من فرض ولاية أمرهم علينا؛ لأن الديمقراطية أولاً: هي صنيعتهم، ثانياً: هي نظام هش، ليس له معايير ولا مقاييس مستمدة من ثقافة هذه الأمة ومن دينهاوقيمها الإسلامية.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما خطورة تدجين الأمة للحكام الظلمة.
🔸 – ما الجريمة التي يرتكبها الحكام اليوم بتركهم الأوضاع التعليمية والصحية والتنموية متدهورة؟
🔸 – ما الذي يحصن الأمة من أن يلي أمرها يهودي؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#حديث_الولاية
كلمة ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 18 ذي الحجة 1423هـ الموافق: 21/12/2002م
في الاحتفال بعيد الغدير
اليمن - صعدة - مرّان
انظروا اليوم في اليمن أليس التعليم متدهوراً؟ والصحة متدهورة؟ والأمن والقضاء وكل قطاعات الدولة لا تجد قطاعاً واحداً تقول إنه يسير على أحسن حال، من الذي يخلخل هذه الوضعية؟ من الذي يعقِّد الناس على بعضهم بعض إلا من يريد أن يحكم الأمة فيما بعد، إلا من يريد أن يقدم نفسه - وهو يهودي - كمخلص للأمة فيما بعد، فتقبله؛ لنقول جميعاً فيما بعد: [هؤلاء الذين هم يهود، هؤلاء الذين كانوا يهود].
عندما يأتوا بمن يحكم اليمن، عندما يأتون بمن يحكم الحجاز سيقول السعوديون، سيقول اليمنيون: [والله كان علي عبد الله هو الذي هو يهودي، وفهد هو الذي كانه يهودي، أما فلان - وقد يكون اسمه غير عربي - انظر ماذا عمل لنا؟]؛ لأن اليهود أولاً ثقفونا بثقافة أن تكون المقاييس لدينا هي الخدمات، فمن قدم لدينا خدمات فليحكمنا، وليكن من كان.
إن هؤلاء يرتكبون جريمة كبيرة إذا ما تركوا هذه الأمور على هذا النحو، إذا ما تركوا التعليم بهذا الشكل مدهوراً، وقطاع الصحة مدهورة، والأمن وكل مؤسسات الدولة تعاني من فساد مالي وإداري. فعندما يظهرون وقد أخفقوا في هذا الموضوع فسيكون من السهل على اليهود أن يغيروهم، وبالتالي سيكون من السهل على الجميع أن يرحبوا بأولئك، وأن يكون من يحكمهم من يريدون هم وليس من يريد هذا الشعب.
أيها الإخوة الأعزاء هذا ما نريد أن نفهمه: أنه يجب على هؤلاء الذين يحكمون هذه الأمة اليوم وقبل أن يغادروا قصورهم، أو قبل أن يغادروا هذه الحياة، يجب عليهم أن يثقفوا الأمة بثقافة ((حديث الولاية))، بثقافة ((القرآن الكريم)) في موضوع أمر ولاية الأمة.
ونحن الشيعة، ما تزال ثقافتنا في هذا الموضوع قائمة من ((يوم الغدير)) على هذا النحو وإلى اليوم؛ ولذا فمن المتوقع أن يكون الشيعة وحدهم هم أكثر الناس وعياً، خاصة من يفهمون جيداً ماذا يعني: ((علي))، ماذا يعني: ((حديث الولاية))، ماذا يعني: التشيع، ماذا يعني: الدين، ماذا تعني: مسؤولية ومهام هذا الدين بالنسبة لهذه الأمة، فإنهم هم من يحتمل أن يكونوا من يَقِفون في وجه [أمريكا وإسرائيل]، في وجه اليهود الذين يريدون أن يفرضوا علينا ولاية أمرهم، أما الآخرون فسيضلون هكذا يراقبوننا نحن!.
وهذا هو الشيء الغريب، عندما نتحرك نقول للناس: يجب أن يقف الجميع يصرخون في وجه [أمريكا وإسرائيل] بهذا الشعار: [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]؛ لأن أمريكا متجهة أن يكون [بوش] إماماً للمسلمين وأميراً للمؤمنين، هؤلاء يُغمضون أعينهم عما يريد [بوش] وعما يريد [شارون]، ويقولون: هؤلاء هم الخطيرون! ما خطورة هذا الذي لا يمتلك حاملة طائرات؟ لايمتلك غواصات، لا يمتلك بارجات؟ لا يمتلك عشرات الآلاف من العساكر المدربين تدريباً جيداً، لا يمتلك العتاد العسكري؟! تتجهون بأذهانكم إلينا نحن الشيعة - عقيدتنا في ولاية الأمر معروفة - فتتجهون إلينا وتنسون ماذا يُراد بنا وبكم! إن (بوش) متجه لأن يكون إماماً للأمة. لكن متى ما جاء يتحدث فلان من الناس قالوا: [هذا يريد الإمامة!!]!.
إذاً نحن أمام إمامة من نوع آخر، قفوا معنا جميعاً لنحاربها، إنها إمامة (بوش)، إنها إمامة اليهود، إنها إمامة بني إسرائيل، إنها ولاية الأمر اليهودية الصهيونية، لماذا تغمضون أعينكم أمامها وتفتحون أعينكم على من ليس منطقهم بأكثر مما قاله الرسول عَلَناً على مرأى ومسمع من الجميع في مثل هذا اليوم في السنة العاشرة من الهجرة؟.
هل جاء الشيعة بجديد؟ هل نحن نأتي بجديد خلاف ما ينص عليه كتاب الله؟ خلاف ما يشير ويوحي به كتاب الله؟ وخلاف ما نص عليه وما قاله، وما من أجله رفع نفسه ورفع أخاه الإمام علياً على مجموعة من أقتاب الإبل ليراه أولئك الجموع، ولنراه نحن، وليسمعه أولئك ولنسمعه نحن. نحن لم نأتِ بجديد أكثر مما قاله كتاب الله، وأكثر مما قاله الرسول في ذلك اليوم.
ومفهومنا لولاية الأمر هو وحده الذي يمكن أن يحصّن الأمة عن أن يَلِي أمرها اليهود، أما المفاهيم الأخرى من يقل: [أطِع الأمير وإن قصم ظهرك، وإن كان لا يهتدي بهدى ولا يَسْتَنُّ بسنة] فإن هذا مما يهيئ الأمة لأن يَلِي الأمر أولئك، بل أن يلي الأمر اليهود أنفسهم. بل وإن الديمقراطية نفسها(1) غير قادرة على أن تحمينا من فرض ولاية أمرهم علينا؛ لأن الديمقراطية أولاً: هي صنيعتهم، ثانياً: هي نظام هش، ليس له معايير ولا مقاييس مستمدة من ثقافة هذه الأمة ومن دينهاوقيمها الإسلامية.
Forwarded from عين على القرآن وعين على الاحداث
محاضرة_للسيد_حسين_الحوثي_حديث_الولاية_رق_360P.m4a
13.3 MB
#من_هدي_القرآن_الكريم
#حديث_الولاية
كلمة ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 18 ذي الحجة 1423هـ الموافق: 21/12/2002م
في الاحتفال بعيد الغدير
اليمن - صعدة - مرّان
(الجزء الثاني)
#حديث_الولاية
كلمة ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 18 ذي الحجة 1423هـ الموافق: 21/12/2002م
في الاحتفال بعيد الغدير
اليمن - صعدة - مرّان
(الجزء الثاني)
🍀القسم الأول🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – كيف تناول السيد حسين القرآن الكريم في دروسه، وما الفرق بين أسلوبه وبين أساليب المفسرين في النتيجة والفائدة؟
🔸 – لماذا سميت آيات الله في القرآن الكريم أياتٍ؟
🔸 – هل من علاقة بين حالتك النفسية ووضعيتك في الحياة في الدينا بما ستكون عليه في الحياة الآخرة؟
🔸 – كيف تمكن الإمام الخميني رحمه الله من أن يجعل له حيوية في نفوس الناس؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#سلسلة_معرفة_الله (13 - 15)
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله.
وصلنا حول الآيات من [سورة السجدة] إلى قول الله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا} (السجدة: من الآية15).
وكلامنا حول الآيات سواء هذه أو غيرها، ليس على نمط التفسير، إنما هو كلام أشبه شيء بالاستيحاء من الآيات، وحديث حول الآيات.
التفسير المعروف له نمط معين، وله قواعد معينة، والكثير من التفاسير تجعل الفائدة من القرآن الكريم قليلة جدًا، إذا لم يربط القرآن الكريم بواقع الناس، إذا لم يكن الحديث حول آياته واسع، فإنه في الأخير يصبح كتابًا لا أثر له ولا فاعلية له في حياة الناس، ولا في أنفسهم.
القرآن هو كتاب للحياة كلها، وكل أحداث الحياة لا يخلو حدث منها عن أن يكون للقرآن نظرة إليه وموقف منه، ونحن نريد - إن شاء الله - جميعًا أن نحيي القرآن في أنفسنا، فإذا ما عدنا إلى تلاوته - كما هو المعتاد - سواء في شهر رمضان أو في غيره تكون تلاوتنا له تلاوة إيجابية، نتأمل، نتدبر، نستفيد من آياته، ولا شك أن أي حديث حول آيات القرآن الكريم ما يزال حديثًا قاصرًا وناقصًا، لا أحد يستطيع مهما بلغ في العلم والمعرفة أن يحيط علمًا بعمق القرآن الكريم؛ لأن كثيرًا مما يمكن أن يعطيه القرآن، مما هو من مكنون أسراره، إنما يساعد على كشفه وتجليه، المواقف، والمتغيرات والأحداث.
قراءة كتاب الله بتأمل، وقراءة أحداث الحياة بتأمل، وقراءة النفوس، وسلوكيات الناس بتأمل هي ما يساعد الإنسان على أن يهتدي، على أن يسترشد، على أن يستفيد من خلال القرآن الكريم.
بعد تلك الآيات العظيمة من أول السورة من [سورة السجدة] والتي تحدثنا حولها بالأمس بمقدار ما نفهم يقول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} (السجدة:15).
آيات الله هي: أعلام على حقائق، هي حقائق ثابتة، وسميت آيات: لأنها أعلام على حقائق، حقائق في واقع النفوس، حقائق في الحياة، حقائق في مجالات الهداية كلها، حقائق تتحدث عما سيحدث يوم القيامة، أنها أشياء لا بد أن تحصل، وأن هناك من سيقول: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} (السجدة: من الآية12). والآيات القرآنية هداياتها واسعة جدًا، تهدي في عدة اتجاهات. كما فهمنا من أن قول الله تعالى حاكيًا عن أولئك الذين سيقولون وهم منكسون لرؤوسهم: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ}. أنها تكشف حقيقة نحن عليها في واقعنا في الدنيا هذه.
أولئك الناس - وهم أكثرنا - الذين لا يؤمنون بالخطورة إلا متى ما دهمتهم، لا يعملون الاحتياطات اللازمة، ويعدون العدة لمواجهة الخطر، وإنما يسوفون ويتناسون حتى يدهمهم الخطر.
قلنا أيضًا: أن هذه إذا كانت طبيعة لدينا، إذا كانت حالة نفسية ثابتة لدينا فهي خطيرة جدًا علينا؛ لأنها لن تكون في الدنيا، بل ستكون في الآخرة أيضًا، مَن هذه حالته، من هذا واقعه هكذا: لا يهتم بالإعداد للخطر المحتمل فإنه أيضًا لن يهتم، ولن يعد للخطر المتيقن.
نحن نقول كلمتين؛ في الدنيا نقول أمام الخطورة المحتملة: [عسى ما في خله] ألسنا نقول هكذا؟ [عسى أن الباري سيهلكهم].. ونقول أمام الخطورة المتيقنة: [الله غفور رحيم] أليست حالة واحدة؟
يجب أن نروض أنفسنا هنا، نفسيتك في الدنيا هي النفسية التي ستحشر بها يوم القيامة، ستحشر أنت وأنت أنت، كما لو قمت من مرقدك الصباح، النفسية التي كنت عليها هي هي التي ستبعث عليها يوم القيامة [ما في خلة] [الله غفور رحيم] تأتي الخلة وأنت لم تعد لها عدة فتكون خلة كبيرة جدًا، [الله غفور رحيم] سيأتي يوم القيامة وترى بأنه كان موضع الرحمة والغفران هنا في الدنيا أن تتسبب هنا في الدنيا، فيرى الناس أنفسهم بأنه لا كلمة [ما في خلة] ولا كلمة [الله غفور رحيم] هي التي ستنفعهم.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – كيف تناول السيد حسين القرآن الكريم في دروسه، وما الفرق بين أسلوبه وبين أساليب المفسرين في النتيجة والفائدة؟
🔸 – لماذا سميت آيات الله في القرآن الكريم أياتٍ؟
🔸 – هل من علاقة بين حالتك النفسية ووضعيتك في الحياة في الدينا بما ستكون عليه في الحياة الآخرة؟
🔸 – كيف تمكن الإمام الخميني رحمه الله من أن يجعل له حيوية في نفوس الناس؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#سلسلة_معرفة_الله (13 - 15)
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله.
وصلنا حول الآيات من [سورة السجدة] إلى قول الله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا} (السجدة: من الآية15).
وكلامنا حول الآيات سواء هذه أو غيرها، ليس على نمط التفسير، إنما هو كلام أشبه شيء بالاستيحاء من الآيات، وحديث حول الآيات.
التفسير المعروف له نمط معين، وله قواعد معينة، والكثير من التفاسير تجعل الفائدة من القرآن الكريم قليلة جدًا، إذا لم يربط القرآن الكريم بواقع الناس، إذا لم يكن الحديث حول آياته واسع، فإنه في الأخير يصبح كتابًا لا أثر له ولا فاعلية له في حياة الناس، ولا في أنفسهم.
القرآن هو كتاب للحياة كلها، وكل أحداث الحياة لا يخلو حدث منها عن أن يكون للقرآن نظرة إليه وموقف منه، ونحن نريد - إن شاء الله - جميعًا أن نحيي القرآن في أنفسنا، فإذا ما عدنا إلى تلاوته - كما هو المعتاد - سواء في شهر رمضان أو في غيره تكون تلاوتنا له تلاوة إيجابية، نتأمل، نتدبر، نستفيد من آياته، ولا شك أن أي حديث حول آيات القرآن الكريم ما يزال حديثًا قاصرًا وناقصًا، لا أحد يستطيع مهما بلغ في العلم والمعرفة أن يحيط علمًا بعمق القرآن الكريم؛ لأن كثيرًا مما يمكن أن يعطيه القرآن، مما هو من مكنون أسراره، إنما يساعد على كشفه وتجليه، المواقف، والمتغيرات والأحداث.
قراءة كتاب الله بتأمل، وقراءة أحداث الحياة بتأمل، وقراءة النفوس، وسلوكيات الناس بتأمل هي ما يساعد الإنسان على أن يهتدي، على أن يسترشد، على أن يستفيد من خلال القرآن الكريم.
بعد تلك الآيات العظيمة من أول السورة من [سورة السجدة] والتي تحدثنا حولها بالأمس بمقدار ما نفهم يقول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} (السجدة:15).
آيات الله هي: أعلام على حقائق، هي حقائق ثابتة، وسميت آيات: لأنها أعلام على حقائق، حقائق في واقع النفوس، حقائق في الحياة، حقائق في مجالات الهداية كلها، حقائق تتحدث عما سيحدث يوم القيامة، أنها أشياء لا بد أن تحصل، وأن هناك من سيقول: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} (السجدة: من الآية12). والآيات القرآنية هداياتها واسعة جدًا، تهدي في عدة اتجاهات. كما فهمنا من أن قول الله تعالى حاكيًا عن أولئك الذين سيقولون وهم منكسون لرؤوسهم: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ}. أنها تكشف حقيقة نحن عليها في واقعنا في الدنيا هذه.
أولئك الناس - وهم أكثرنا - الذين لا يؤمنون بالخطورة إلا متى ما دهمتهم، لا يعملون الاحتياطات اللازمة، ويعدون العدة لمواجهة الخطر، وإنما يسوفون ويتناسون حتى يدهمهم الخطر.
قلنا أيضًا: أن هذه إذا كانت طبيعة لدينا، إذا كانت حالة نفسية ثابتة لدينا فهي خطيرة جدًا علينا؛ لأنها لن تكون في الدنيا، بل ستكون في الآخرة أيضًا، مَن هذه حالته، من هذا واقعه هكذا: لا يهتم بالإعداد للخطر المحتمل فإنه أيضًا لن يهتم، ولن يعد للخطر المتيقن.
نحن نقول كلمتين؛ في الدنيا نقول أمام الخطورة المحتملة: [عسى ما في خله] ألسنا نقول هكذا؟ [عسى أن الباري سيهلكهم].. ونقول أمام الخطورة المتيقنة: [الله غفور رحيم] أليست حالة واحدة؟
يجب أن نروض أنفسنا هنا، نفسيتك في الدنيا هي النفسية التي ستحشر بها يوم القيامة، ستحشر أنت وأنت أنت، كما لو قمت من مرقدك الصباح، النفسية التي كنت عليها هي هي التي ستبعث عليها يوم القيامة [ما في خلة] [الله غفور رحيم] تأتي الخلة وأنت لم تعد لها عدة فتكون خلة كبيرة جدًا، [الله غفور رحيم] سيأتي يوم القيامة وترى بأنه كان موضع الرحمة والغفران هنا في الدنيا أن تتسبب هنا في الدنيا، فيرى الناس أنفسهم بأنه لا كلمة [ما في خلة] ولا كلمة [الله غفور رحيم] هي التي ستنفعهم.
🍀القسم الثاني🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا حرص الإعلام المسخر أمريكيا والمناهج الدراسية المخترقة على تقديم أعلام وهمية لهذه الأمة؟
🔸 – إذا لزمنا السكوت والصمت تجاه أعدائنا فهل سيكفون عنا؟ هل سيتركوننا وشأننا؟
🔸 – ما هي الخطورة الكبيرة علينا إذا ما فرطنا تجاه أعدائنا؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#سلسلة_معرفة_الله (13 - 15)
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
هم يعرفون أن تلك الأعلام لا تصنع شيئا؛ لأنه لو جسم في نفسك على أكبر ما يمكن لما كان باستطاعته أن يحركك، ليس فيه ما يحركك، إنما هي - كما يقال: [نمور من ورق] فلنضع للشباب ولنضع للأجيال نمورًا من ورق، أعلامًا وهمية لا تقدم ولا تؤخر، ولو تكرر اسمها آلاف السنين لن تعمل شيئا في النفوس؛ لأنه عندما تحاول أن تستيقظ وترجع إلى ذلك العلم لتستلهم منه شيئا تجده فارغا لا يمكن أن يكون فيه ما يدفعك.
لكن أعلامًا كالإمام علي (عليه السلام) كالحسن، والحسين، والزهراء، كزيد، والهادي، والقاسم، وغيرهم ممن هم على هذا النحو، هم الخطيرون في واقع الحياة، هم من لو التفت الإنسان، أو التفتت الأمة لتستلهم منهم شيئًا سترى ما يشدها، ترى ما يرفع معنوياتها، ترى المواقف المتعددة، ترى التضحية، ترى الاستبسال، ترى الشعور بعظمة الإسلام، ترى الاستهانة بالأنفس والأموال والأولاد في سبيل الإسلام.
لهذا هل نجد عليًا (عليه السلام) أو نجد الحديث عن أهل البيت في مدارسنا أو مراكزنا أو جامعاتنا؟ لا يوجد، وإذا ما وجد كان شيئا بسيطا، وإذا ما جاء حديث عن الإمام علي فكبر نوعا ما، يمسخ ذلك التكبير بأن يقال هو على الرغم مما هو عليه ها هو يبايع أبا بكر، وهو إنما كان جنديا من جنود أبي بكر، يكبرونه قليلا ثم يجعلونه بكله وسيلة من وسائل تكبير أبي بكر، فيشدونك أكثر إلى أبي بكر، فيما إذا تحدثوا قليلا عن علي فهو وسيلة لشدك أكثر إلى أبي بكر، أما أن يقدموا عليًا علمًا لوحده بعد الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) فهذا ما لا يمكن، يشكل خطورة بالغة.
متى رأينا في وسائل إعلامنا حديثا عن الإمام الهادي وعن أثره في اليمن؟ متى سمعنا برامجًا تتحدث عن أخباره وسيرته الحميدة وما عمله من أعمال عظيمة في اليمن وفي أوساط اليمنيين وفي هدايتهم؟ وهم من كان القرامطة قد عبثوا بأفكارهم، والباطنية، وبقايا كثيرة من اليهود كانت ما تزال في مختلف مناطق اليمن؟ لا حديث عنه إلا بما يسيء، لا حديث عنه إلا بتعسف بما يقدمه ناقصًا.
هكذا يفكر أولئك الناس، وهم ينظرون إلى القرآن، أو ينظرون إلى أعلام الإسلام أنه قد يكون هذا الاسم، وقد يكون هذا الكتاب وإن لم يكن له أثر الآن، وإن كنا نرى هذه الأمة قد ضربناها ضربة قاضية، لكن ما يزال هذا يشكل خطورة ولو بعد حين، فيجب أن نعمل على إقصائه بأي وسيلة. وهذا هو ما يوجب علينا أن يكون لنا موقف وأقل موقف هو: أن نصرخ بهذا الشعار:
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
ذلك لأنه لو سكتنا هل سيسكتون أولئك؟ لن يسكتوا.. إذا ما سكتنا سيقولون أيضًا: هذه المدرسة أيضا إرهابية، هذا الكتاب إرهابي، وفعلًا نشرت بعض الصحف بأن الوفد الأمريكي ظل يستفسر عن مدارس تحفيظ القرآن وأغلقت بعض المدارس! استفسر عن [مركز بدر]، مدرسة زيدية في صنعاء.
قد نتوقع ببساطة تفكيرنا أنه إذا سكتنا - أفضل نسكت - قد نتوقع أنهم سيسكتون؟.. لا. السكوت سيدفعهم إلى أن يعملوا للحصول على تنازلات كثيرة أخرى، ويعملوا ليصلوا إلى ضرب أشياء أخرى، لن يسكتوا، يجب أن نفهم هذا: لن يسكتوا ولن يتوقفوا إلا متى ما تحركنا نحن وصرخنا في وجوههم، سيسكتون وسيتوقفون، أما إذا سكتنا فالخطورة هنا، الخطورة البالغة هنا.
بعض الناس قد يقول: نسكت [لا نكلف على أنفسنا] إن السكوت هو الخطورة، لو كان السكوت هو من ذهب - كما يقولون - لما تحدث القرآن الكريم عن الجهاد، عن التضحية، عن الاستبسال، عن إنفاق الأموال، عن التواصي بالحق. أليس القرآن كله حركة وكلام؟ أم أنه صمت وجمود؟ كله حركة.. كله كلام.
فعلا قد يكون السكوت من ذهب ليذهب كل شيء، إذا ما سكتنا سيذهب ديننا وستذهب كرامتنا ونذهب - ونعوذ بالله - إلى الجحيم في الأخير، يذهب الناس إلى الجحيم.
عندما بدأوا يتحدثون عن مركز بدر، عن مدارس تحفيظ القرآن، أحيانًا قد يثيرون عبارات، قد يثيرون عبارات، هكذا؛ لينظروا ردة الفعل، ألم نتحدث أكثر من مرة عن هذا الأسلوب: لينظروا ردة الفعل؟.. سكتنا فهموا بأن السكوت أصبح لدينا [استراتيجية ثابتة]، وأننا أصبحنا بقرًا، نفهم: أن السكوت هو الوسيلة الصحيحة لماذا؟ لكف شر الأعداء.. لنسلم شرهم.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا حرص الإعلام المسخر أمريكيا والمناهج الدراسية المخترقة على تقديم أعلام وهمية لهذه الأمة؟
🔸 – إذا لزمنا السكوت والصمت تجاه أعدائنا فهل سيكفون عنا؟ هل سيتركوننا وشأننا؟
🔸 – ما هي الخطورة الكبيرة علينا إذا ما فرطنا تجاه أعدائنا؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#سلسلة_معرفة_الله (13 - 15)
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
هم يعرفون أن تلك الأعلام لا تصنع شيئا؛ لأنه لو جسم في نفسك على أكبر ما يمكن لما كان باستطاعته أن يحركك، ليس فيه ما يحركك، إنما هي - كما يقال: [نمور من ورق] فلنضع للشباب ولنضع للأجيال نمورًا من ورق، أعلامًا وهمية لا تقدم ولا تؤخر، ولو تكرر اسمها آلاف السنين لن تعمل شيئا في النفوس؛ لأنه عندما تحاول أن تستيقظ وترجع إلى ذلك العلم لتستلهم منه شيئا تجده فارغا لا يمكن أن يكون فيه ما يدفعك.
لكن أعلامًا كالإمام علي (عليه السلام) كالحسن، والحسين، والزهراء، كزيد، والهادي، والقاسم، وغيرهم ممن هم على هذا النحو، هم الخطيرون في واقع الحياة، هم من لو التفت الإنسان، أو التفتت الأمة لتستلهم منهم شيئًا سترى ما يشدها، ترى ما يرفع معنوياتها، ترى المواقف المتعددة، ترى التضحية، ترى الاستبسال، ترى الشعور بعظمة الإسلام، ترى الاستهانة بالأنفس والأموال والأولاد في سبيل الإسلام.
لهذا هل نجد عليًا (عليه السلام) أو نجد الحديث عن أهل البيت في مدارسنا أو مراكزنا أو جامعاتنا؟ لا يوجد، وإذا ما وجد كان شيئا بسيطا، وإذا ما جاء حديث عن الإمام علي فكبر نوعا ما، يمسخ ذلك التكبير بأن يقال هو على الرغم مما هو عليه ها هو يبايع أبا بكر، وهو إنما كان جنديا من جنود أبي بكر، يكبرونه قليلا ثم يجعلونه بكله وسيلة من وسائل تكبير أبي بكر، فيشدونك أكثر إلى أبي بكر، فيما إذا تحدثوا قليلا عن علي فهو وسيلة لشدك أكثر إلى أبي بكر، أما أن يقدموا عليًا علمًا لوحده بعد الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) فهذا ما لا يمكن، يشكل خطورة بالغة.
متى رأينا في وسائل إعلامنا حديثا عن الإمام الهادي وعن أثره في اليمن؟ متى سمعنا برامجًا تتحدث عن أخباره وسيرته الحميدة وما عمله من أعمال عظيمة في اليمن وفي أوساط اليمنيين وفي هدايتهم؟ وهم من كان القرامطة قد عبثوا بأفكارهم، والباطنية، وبقايا كثيرة من اليهود كانت ما تزال في مختلف مناطق اليمن؟ لا حديث عنه إلا بما يسيء، لا حديث عنه إلا بتعسف بما يقدمه ناقصًا.
هكذا يفكر أولئك الناس، وهم ينظرون إلى القرآن، أو ينظرون إلى أعلام الإسلام أنه قد يكون هذا الاسم، وقد يكون هذا الكتاب وإن لم يكن له أثر الآن، وإن كنا نرى هذه الأمة قد ضربناها ضربة قاضية، لكن ما يزال هذا يشكل خطورة ولو بعد حين، فيجب أن نعمل على إقصائه بأي وسيلة. وهذا هو ما يوجب علينا أن يكون لنا موقف وأقل موقف هو: أن نصرخ بهذا الشعار:
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
ذلك لأنه لو سكتنا هل سيسكتون أولئك؟ لن يسكتوا.. إذا ما سكتنا سيقولون أيضًا: هذه المدرسة أيضا إرهابية، هذا الكتاب إرهابي، وفعلًا نشرت بعض الصحف بأن الوفد الأمريكي ظل يستفسر عن مدارس تحفيظ القرآن وأغلقت بعض المدارس! استفسر عن [مركز بدر]، مدرسة زيدية في صنعاء.
قد نتوقع ببساطة تفكيرنا أنه إذا سكتنا - أفضل نسكت - قد نتوقع أنهم سيسكتون؟.. لا. السكوت سيدفعهم إلى أن يعملوا للحصول على تنازلات كثيرة أخرى، ويعملوا ليصلوا إلى ضرب أشياء أخرى، لن يسكتوا، يجب أن نفهم هذا: لن يسكتوا ولن يتوقفوا إلا متى ما تحركنا نحن وصرخنا في وجوههم، سيسكتون وسيتوقفون، أما إذا سكتنا فالخطورة هنا، الخطورة البالغة هنا.
بعض الناس قد يقول: نسكت [لا نكلف على أنفسنا] إن السكوت هو الخطورة، لو كان السكوت هو من ذهب - كما يقولون - لما تحدث القرآن الكريم عن الجهاد، عن التضحية، عن الاستبسال، عن إنفاق الأموال، عن التواصي بالحق. أليس القرآن كله حركة وكلام؟ أم أنه صمت وجمود؟ كله حركة.. كله كلام.
فعلا قد يكون السكوت من ذهب ليذهب كل شيء، إذا ما سكتنا سيذهب ديننا وستذهب كرامتنا ونذهب - ونعوذ بالله - إلى الجحيم في الأخير، يذهب الناس إلى الجحيم.
عندما بدأوا يتحدثون عن مركز بدر، عن مدارس تحفيظ القرآن، أحيانًا قد يثيرون عبارات، قد يثيرون عبارات، هكذا؛ لينظروا ردة الفعل، ألم نتحدث أكثر من مرة عن هذا الأسلوب: لينظروا ردة الفعل؟.. سكتنا فهموا بأن السكوت أصبح لدينا [استراتيجية ثابتة]، وأننا أصبحنا بقرًا، نفهم: أن السكوت هو الوسيلة الصحيحة لماذا؟ لكف شر الأعداء.. لنسلم شرهم.
🍀القسم الثالث🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – هل يمكن للإنسان المؤمن - أحيانًا – أن يعتريه ذهول عن أهمية بعض الأشياء؟ وكيف يعالج ذلك؟
🔸 – كيف واجه الإمام الخميني الهجمة الإعلامية التي استدفت الشعب الإيراني بعد الثورة؟
🔸 – ما هي عواقب حالة التباطؤ والتكاسل في أوساط الأمة؟
🔸 – ما الآثار السلبية لاستكبار الفرد على المستوى الشخصي، وعلى مستوى الأمة؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#سلسلة_معرفة_الله (13 - 15)
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
إذًا فيجب أن نكون ممن قال الله عنهم: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا} (السجدة: من الآية15) مطلوب هنا أن يؤمن الناس بآيات الله، إنها حقائق ثابتة في كل ما تناولته، في كل ما تحدثت عنه، لكن نوعية من الناس هم وحدهم من يؤمنون بها هم أولئك {الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} (السجدة: من الآية15) الإنسان المؤمن قد يعتريه - أحيانًا - ذهول عن أهمية بعض الأشياء، قد يكون غير مستشعر: أن هناك واجبًا يجب أن يؤديه، أن هناك عملًا يجب أن يشترك فيه، أن هناك موقفًا يجب أن يتبناه ويشترك مع الآخرين فيه، هو مؤمن من هذه النوعية، موطن نفسه على أن يعمل وينطلق في كل عمل فيه لله رضى؛ لأنه ساجد لله، خاضع لله، وخاشع لله فمتى ما ذكرته بآية من آيات الله تقبلها تفاعل معها استجاب لها؛ لأنه خاشع لله خاضع لله.
وهو أيضا يرى كل شيء من جانب الله - بما فيها آياته - يراها كلها نعمة عليه فهو يسبح الله، ينزهه، ويقدسه، ويثني عليه {وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} ليسوا من أولئك - وهم الكثير فينا - الذي يرى نفسه أنه قد تورط وهو في عمل صالح، لكن هذا العمل هو من النوع الشاق الشائك، الخطير نوعا ما، فيرى نفسه أنه في مشكلة.
بل البعض قد يرى ذلك الشخص الذي يتحدث مع الناس من هذا القبيل أيضًا أنه أصبح مشكلة وأصبح حملًا، وهذه - أيضًا - روحية كانت موجودة عند العرب الأوائل، وما زالت هذه الروحية قائمة؛ ولهذا كان يأتي الله سبحانه وتعالى وسط آيات الجهاد والابتلاء والمصائب والمشاق التي تأتي أثناء الصراع. يقول لهم ليمسح ذلك التفكير الخاطئ، ذلك الشعور السيئ بأن: [هذا الشخص هو من يوم ما جاء مشاكل]، قال: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (آل عمران:164).
تجدونها في [سورة آل عمران] متوسطة للحديث عن المشاكل، وعن الصراع والمصائب، بعدما تحدث عن قضية [أحد] وما حصل في أحد؛ لأن هناك كثير من الناس ضعاف الإيمان، من ينظر إلى الشخص الذي يدفعه إلى الموقف الصحيح الذي فيه نجاته في الدنيا والآخرة، يرى أنه بلوى.. مصيبة.. {إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ} (يـس: من الآية18) كما كان يقول أولئك: {إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ} تشاءمنا [مشاكل.. نحن لا نريد مشاكل.. ولا نريد مصائب.. ولا نريد ندخل في شيء.. وكل واحد يريد أن يذهب إلى شغله وعمله!!]..
لو كانت القضية ممكنة فإن الله أرحم الراحمين هو من كان يمكن أن يوجهنا إلى هذا الشيء الذي نردده على أنفسنا: [لستم بحاجة إلى هذا الشيء.. ويمكن أن تجلسوا ولا تتعرضوا لشيء.. واسكتوا، ومن بيتك إلى مسجدك، صدق الله العظيم].
أما كان بالإمكان أن يكون هكذا؟ لا، {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (التوبة: من الآية41) {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}. ألم يقل هكذا؟ تحركوا؛ ليمسح أي نظرة من هذا الشعور الخاطئ الذي يأتي عند ضعاف الإيمان، متى ما حصل شيء فيه مشاق، حتى وإن كان ذلك الشخص الذي يقوده هو رسول الله، يعتبرونه مشكلة {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ} (آل عمران: من الآية164) يجب أن تعتبروه نعمة، إن هذه المواقف نعمة، وهذا الرجل نعمة عليكم، إنه منَّة من الله عليكم {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} (آل عمران: من الآية164).
ولأنها هي النقطة الخطيرة جدًا التي يتجه الأعداء إليها، كانت إذاعات متعددة - كما يقال - أكثر من أربعة عشر إذاعة، ومحطات تلفزيونية كثيرة تتجه إلى داخل إيران أيام الإمام الخميني تحاول: توحي للناس بما يبعدهم عن ذلك القائد العظيم [مشاكل.. وإيران بدأت تدخل في أزمات اقتصادية بسبب هذا الشخص، والدماء الكثيرة سفكت من أبناء هذا الشعب؛ لأنهم انطلقوا وراء ذلك الشخص، هو شر، هو مشاكل، مصائب، بلاوي أحداث] إلى آخره.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – هل يمكن للإنسان المؤمن - أحيانًا – أن يعتريه ذهول عن أهمية بعض الأشياء؟ وكيف يعالج ذلك؟
🔸 – كيف واجه الإمام الخميني الهجمة الإعلامية التي استدفت الشعب الإيراني بعد الثورة؟
🔸 – ما هي عواقب حالة التباطؤ والتكاسل في أوساط الأمة؟
🔸 – ما الآثار السلبية لاستكبار الفرد على المستوى الشخصي، وعلى مستوى الأمة؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#سلسلة_معرفة_الله (13 - 15)
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
إذًا فيجب أن نكون ممن قال الله عنهم: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا} (السجدة: من الآية15) مطلوب هنا أن يؤمن الناس بآيات الله، إنها حقائق ثابتة في كل ما تناولته، في كل ما تحدثت عنه، لكن نوعية من الناس هم وحدهم من يؤمنون بها هم أولئك {الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} (السجدة: من الآية15) الإنسان المؤمن قد يعتريه - أحيانًا - ذهول عن أهمية بعض الأشياء، قد يكون غير مستشعر: أن هناك واجبًا يجب أن يؤديه، أن هناك عملًا يجب أن يشترك فيه، أن هناك موقفًا يجب أن يتبناه ويشترك مع الآخرين فيه، هو مؤمن من هذه النوعية، موطن نفسه على أن يعمل وينطلق في كل عمل فيه لله رضى؛ لأنه ساجد لله، خاضع لله، وخاشع لله فمتى ما ذكرته بآية من آيات الله تقبلها تفاعل معها استجاب لها؛ لأنه خاشع لله خاضع لله.
وهو أيضا يرى كل شيء من جانب الله - بما فيها آياته - يراها كلها نعمة عليه فهو يسبح الله، ينزهه، ويقدسه، ويثني عليه {وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} ليسوا من أولئك - وهم الكثير فينا - الذي يرى نفسه أنه قد تورط وهو في عمل صالح، لكن هذا العمل هو من النوع الشاق الشائك، الخطير نوعا ما، فيرى نفسه أنه في مشكلة.
بل البعض قد يرى ذلك الشخص الذي يتحدث مع الناس من هذا القبيل أيضًا أنه أصبح مشكلة وأصبح حملًا، وهذه - أيضًا - روحية كانت موجودة عند العرب الأوائل، وما زالت هذه الروحية قائمة؛ ولهذا كان يأتي الله سبحانه وتعالى وسط آيات الجهاد والابتلاء والمصائب والمشاق التي تأتي أثناء الصراع. يقول لهم ليمسح ذلك التفكير الخاطئ، ذلك الشعور السيئ بأن: [هذا الشخص هو من يوم ما جاء مشاكل]، قال: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (آل عمران:164).
تجدونها في [سورة آل عمران] متوسطة للحديث عن المشاكل، وعن الصراع والمصائب، بعدما تحدث عن قضية [أحد] وما حصل في أحد؛ لأن هناك كثير من الناس ضعاف الإيمان، من ينظر إلى الشخص الذي يدفعه إلى الموقف الصحيح الذي فيه نجاته في الدنيا والآخرة، يرى أنه بلوى.. مصيبة.. {إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ} (يـس: من الآية18) كما كان يقول أولئك: {إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ} تشاءمنا [مشاكل.. نحن لا نريد مشاكل.. ولا نريد مصائب.. ولا نريد ندخل في شيء.. وكل واحد يريد أن يذهب إلى شغله وعمله!!]..
لو كانت القضية ممكنة فإن الله أرحم الراحمين هو من كان يمكن أن يوجهنا إلى هذا الشيء الذي نردده على أنفسنا: [لستم بحاجة إلى هذا الشيء.. ويمكن أن تجلسوا ولا تتعرضوا لشيء.. واسكتوا، ومن بيتك إلى مسجدك، صدق الله العظيم].
أما كان بالإمكان أن يكون هكذا؟ لا، {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (التوبة: من الآية41) {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}. ألم يقل هكذا؟ تحركوا؛ ليمسح أي نظرة من هذا الشعور الخاطئ الذي يأتي عند ضعاف الإيمان، متى ما حصل شيء فيه مشاق، حتى وإن كان ذلك الشخص الذي يقوده هو رسول الله، يعتبرونه مشكلة {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ} (آل عمران: من الآية164) يجب أن تعتبروه نعمة، إن هذه المواقف نعمة، وهذا الرجل نعمة عليكم، إنه منَّة من الله عليكم {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} (آل عمران: من الآية164).
ولأنها هي النقطة الخطيرة جدًا التي يتجه الأعداء إليها، كانت إذاعات متعددة - كما يقال - أكثر من أربعة عشر إذاعة، ومحطات تلفزيونية كثيرة تتجه إلى داخل إيران أيام الإمام الخميني تحاول: توحي للناس بما يبعدهم عن ذلك القائد العظيم [مشاكل.. وإيران بدأت تدخل في أزمات اقتصادية بسبب هذا الشخص، والدماء الكثيرة سفكت من أبناء هذا الشعب؛ لأنهم انطلقوا وراء ذلك الشخص، هو شر، هو مشاكل، مصائب، بلاوي أحداث] إلى آخره.
🍀القسم الرابع🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – في مسيرة التاريخ من كان أكثر أثرًا؟ أهم وجهاء القوم وكبارهم الأكثر صيتا أم صغار الناس والمستضعفون؟ وإلام يعود ذلك؟
🔸 – ما هي مخاطر الارتباط في التحرك بالكبار والنافذين على مسيرة الأمة؟
🔸 – كيف كانت نظرة الإمام علي عليه السلام إلى إلى الناس كبارهم وصغارهم من العامة؟
🔸 – هل يسعى الإسلام إلى سلب ذوي الوجاهة جاههم، وتحقيرهم؟
🔸 – ما البديل الذي يقدمه الإسلام ليتجاوز أبناء المجتمع معضلة الطبقية الاجتماعية؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#سلسلة_معرفة_الله (13 - 15)
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
المؤمن إذا ذكر بآيات الله من أي طرف كان يتقبل، ويكون للتذكير قيمته، ويشكر من ذكره، ويعتبر أنه أسدى إليه جميلا، نصحه، وصَّاه، ذكَّره، عمل على إنقاذه، يعني: أنه عمل على إنقاذه، لكن لا يكون للتذكير قيمته عند كثير ممن يواجهون تذكيرك من الوجهاء إذا كان لديهم استكبار في أنفسهم، ألسنا نرى أننا بحاجة إلى أن نقول لأولئك الكبار؟ ونرى بأننا لو قلنا لهم: لو انطلق علماء، وانطلق مشايخ، وانطلق وجهاء ووقفوا هذا الموقف، أو قالوا هذا [الشعار]، أو عمموا هذا [الشعار]، لرأينا أنه سيكون أكثر فاعلية وأكثر تأثيرًا.
لكن أولئك الذين تعتقد أنهم أكثر تأثيرًا هم من في أوساطهم عراقيل تمنعهم عن أن يستجيبوا لك، فانطلق انطلاقة الأنبياء تحدث مع الناس جميعًا وعلى صعيد واحد ولا تحتقر أحدًا، تحدث حتى مع ذلك الشخص الذي ترى بأنه فيما لو قبل مني هذا الكلام ماذا يمكن أن يعمل، الذين يعملون الأعمال الكبيرة هم صغار الناس، هم المستضعفون، الموعودون بالنصر الإلهي هم من؟ المستضعفون، الذين تتحرك رسالات الله لإنقاذهم من هم؟ المستضعفون، {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} (القصص5 -6).
أنت لا تجلس دائما ترى نفسك صغيرًا، أو ترى الآخرين صغارًا، أو ترى تجمعاتهم تستقلها تحتقرها؛ لأنه ليس فيها شخصيات فلان وفلان وفلان، أولئك هم من لا يتحرك لك الواحد منهم إلا في الوقت الذي قد يمكنك أن تحرك مئة شخص من الآخرين. وهو إذا ما تحرك قد لا يكون له تأثير كتأثير الأشخاص الصغار، الذين آمنوا وانطلقوا بفاعلية، أولئك الكبار هم من لديهم اعتبارات معينة يحافظون عليها، ممن ينظر إليك وأنت تذكره أنك تحت، أنك دونه فلا يكاد يسمع منك، ولا يكاد يستفيد منك، حتى ولو دخل كلامك إلى أعماق نفسه سيتجاهلك، يتجاهلك، هو لا يريد أن يحسسك بأنه تأثر من قبلك، ممكن يتأثر بطرف آخر، يريد يرى واحد أكبر منك يتأثر به! نوعية متعبة.
ولهذا تجد كيف أن القرآن الكريم يحكي لنا أنه كان يعرض على عدد من الأنبياء من قبل الكبار [الملأ] أن اطرد أولئك الناس من مجلسك، الضعاف هؤلاء الضعاف المساكين اطردهم من مجلسك ونحن سنؤمن، قالوا لنوح وقالوا لغيره من الأنبياء، وقالوا لمحمد بن عبد الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، الله وقف مع أولئك، لا يمكن إطلاقا أن تطرد ولا شخصا واحدا من ضعاف الناس وإن كان مقابل أن يؤمن مائة شخص من هؤلاء الكبار، و[سورة عبس] تحكي لنا السخرية من أولئك: لا تهتم بهم، التفت إلى هذا المسكين الأعمى هو يريد أن يستفيد منك {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى} (عبس5 - 7) اترك أبوه، إن أحب أن يؤمن كما يؤمن الناس.. فهذا دين الله للناس وليس للملأ الذين استكبروا، هذا دين للناس جميعا، ومن انطلق فيه وتحرك فيه فهو كبير، هو كبير عند الله سبحانه وتعالى.
الله لا ينظر إلى رأس ماله، ولا ينظر إلى مكانته الاجتماعية، ولا ينظر إلى الطبقة أو الفئة التي هو منها، استجاب هو كبير عند الله مكرم عند الله، في مصاف أوليائه، لم يسمح الله أبدا لأنبيائه أن يطردوا أحدا.
وأنت تتحرك في هذا الميدان كما يتحرك الآخرون في الميدان الثقافي. لا تربط مشاعرك أبدا بالكبار، لا يكن همك أن يدخل هؤلاء الكبار، ولو بواسطة أن نقدم تنازلات لهم، أن نسلمهم زمام أمورنا، أن نمجدهم، أن نشجعهم، أن نُنَخِطَهُمْ بعباراتنا، نفرح - في هذا الوقت - ونفرح، ونفرح، هذا هو الخلل الكبير؛ لأن من دخل بإملاءات وشروط هو ذلك الذي يريد أن تكون حركة الناس على وفق ما يريد وبالشكل الذي يراعي مشاعره ومصالحه.
أما أولئك الصغار من الناس الذين هم صغار في نظر الآخرين، هم من ينطلقون وليس لديهم قائمة من المصالح المادية والمعنوية، يريدون أن يسخروا هذا العمل الثقافي، أو الاجتماعي، أو الجهادي، لمصالحهم.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – في مسيرة التاريخ من كان أكثر أثرًا؟ أهم وجهاء القوم وكبارهم الأكثر صيتا أم صغار الناس والمستضعفون؟ وإلام يعود ذلك؟
🔸 – ما هي مخاطر الارتباط في التحرك بالكبار والنافذين على مسيرة الأمة؟
🔸 – كيف كانت نظرة الإمام علي عليه السلام إلى إلى الناس كبارهم وصغارهم من العامة؟
🔸 – هل يسعى الإسلام إلى سلب ذوي الوجاهة جاههم، وتحقيرهم؟
🔸 – ما البديل الذي يقدمه الإسلام ليتجاوز أبناء المجتمع معضلة الطبقية الاجتماعية؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#سلسلة_معرفة_الله (13 - 15)
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
المؤمن إذا ذكر بآيات الله من أي طرف كان يتقبل، ويكون للتذكير قيمته، ويشكر من ذكره، ويعتبر أنه أسدى إليه جميلا، نصحه، وصَّاه، ذكَّره، عمل على إنقاذه، يعني: أنه عمل على إنقاذه، لكن لا يكون للتذكير قيمته عند كثير ممن يواجهون تذكيرك من الوجهاء إذا كان لديهم استكبار في أنفسهم، ألسنا نرى أننا بحاجة إلى أن نقول لأولئك الكبار؟ ونرى بأننا لو قلنا لهم: لو انطلق علماء، وانطلق مشايخ، وانطلق وجهاء ووقفوا هذا الموقف، أو قالوا هذا [الشعار]، أو عمموا هذا [الشعار]، لرأينا أنه سيكون أكثر فاعلية وأكثر تأثيرًا.
لكن أولئك الذين تعتقد أنهم أكثر تأثيرًا هم من في أوساطهم عراقيل تمنعهم عن أن يستجيبوا لك، فانطلق انطلاقة الأنبياء تحدث مع الناس جميعًا وعلى صعيد واحد ولا تحتقر أحدًا، تحدث حتى مع ذلك الشخص الذي ترى بأنه فيما لو قبل مني هذا الكلام ماذا يمكن أن يعمل، الذين يعملون الأعمال الكبيرة هم صغار الناس، هم المستضعفون، الموعودون بالنصر الإلهي هم من؟ المستضعفون، الذين تتحرك رسالات الله لإنقاذهم من هم؟ المستضعفون، {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} (القصص5 -6).
أنت لا تجلس دائما ترى نفسك صغيرًا، أو ترى الآخرين صغارًا، أو ترى تجمعاتهم تستقلها تحتقرها؛ لأنه ليس فيها شخصيات فلان وفلان وفلان، أولئك هم من لا يتحرك لك الواحد منهم إلا في الوقت الذي قد يمكنك أن تحرك مئة شخص من الآخرين. وهو إذا ما تحرك قد لا يكون له تأثير كتأثير الأشخاص الصغار، الذين آمنوا وانطلقوا بفاعلية، أولئك الكبار هم من لديهم اعتبارات معينة يحافظون عليها، ممن ينظر إليك وأنت تذكره أنك تحت، أنك دونه فلا يكاد يسمع منك، ولا يكاد يستفيد منك، حتى ولو دخل كلامك إلى أعماق نفسه سيتجاهلك، يتجاهلك، هو لا يريد أن يحسسك بأنه تأثر من قبلك، ممكن يتأثر بطرف آخر، يريد يرى واحد أكبر منك يتأثر به! نوعية متعبة.
ولهذا تجد كيف أن القرآن الكريم يحكي لنا أنه كان يعرض على عدد من الأنبياء من قبل الكبار [الملأ] أن اطرد أولئك الناس من مجلسك، الضعاف هؤلاء الضعاف المساكين اطردهم من مجلسك ونحن سنؤمن، قالوا لنوح وقالوا لغيره من الأنبياء، وقالوا لمحمد بن عبد الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، الله وقف مع أولئك، لا يمكن إطلاقا أن تطرد ولا شخصا واحدا من ضعاف الناس وإن كان مقابل أن يؤمن مائة شخص من هؤلاء الكبار، و[سورة عبس] تحكي لنا السخرية من أولئك: لا تهتم بهم، التفت إلى هذا المسكين الأعمى هو يريد أن يستفيد منك {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى} (عبس5 - 7) اترك أبوه، إن أحب أن يؤمن كما يؤمن الناس.. فهذا دين الله للناس وليس للملأ الذين استكبروا، هذا دين للناس جميعا، ومن انطلق فيه وتحرك فيه فهو كبير، هو كبير عند الله سبحانه وتعالى.
الله لا ينظر إلى رأس ماله، ولا ينظر إلى مكانته الاجتماعية، ولا ينظر إلى الطبقة أو الفئة التي هو منها، استجاب هو كبير عند الله مكرم عند الله، في مصاف أوليائه، لم يسمح الله أبدا لأنبيائه أن يطردوا أحدا.
وأنت تتحرك في هذا الميدان كما يتحرك الآخرون في الميدان الثقافي. لا تربط مشاعرك أبدا بالكبار، لا يكن همك أن يدخل هؤلاء الكبار، ولو بواسطة أن نقدم تنازلات لهم، أن نسلمهم زمام أمورنا، أن نمجدهم، أن نشجعهم، أن نُنَخِطَهُمْ بعباراتنا، نفرح - في هذا الوقت - ونفرح، ونفرح، هذا هو الخلل الكبير؛ لأن من دخل بإملاءات وشروط هو ذلك الذي يريد أن تكون حركة الناس على وفق ما يريد وبالشكل الذي يراعي مشاعره ومصالحه.
أما أولئك الصغار من الناس الذين هم صغار في نظر الآخرين، هم من ينطلقون وليس لديهم قائمة من المصالح المادية والمعنوية، يريدون أن يسخروا هذا العمل الثقافي، أو الاجتماعي، أو الجهادي، لمصالحهم.
🍀القسم الخامس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا يشكل بعض الناس عقبة في ميدان العمل؟ وما السبيل إلى معالجة هذه الإشكالية؟
🔸 – أحجار البناء المهمة والأساسية تكون في أعلى البنيان أم في أسفله؟
🔸 – من الناس من لا يحتاج إلى التذكير المستمر، فما هي صفاتهم؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#سلسلة_معرفة_الله (13 - 15)
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
خطير جدًا أن يعشعش في ذهنك وأنت تطمع في هذا العمل أن يكبر، أو في ذلك العمل الثقافي أن يكبر، فتحرص على أن يدخل هذا الكبير، وهذا الكبير، وتدخل هذا الحزب وتضم هذا الحزب إليك، أو تنضم إلى هذا الحزب من أجل أن توسع هذا العمل، خطير جدًا.
[سورة عبس] من تأملها سيدرك الخطورة البالغة، ألم تأت آيات عتابًا للنبي (صلوات الله عليه وعلى آله)؛ لأنه بحرصه على الهداية وبحرصه على أن يسلم أكبر عدد ممكن من الناس ليهتدوا ليس ليضمهم إلى مقامه أنه يريد أن يتزعم أو أن هذا هو همه، إنما لينجوا من عذاب الله، ليهتدوا بهذا الدين العظيم فيسعدون في الدنيا والآخرة، حريص على الأمة.
عندما اجتمع مع ملأ من أولئك وتوجه إليهم بكل مشاعره حريص على أن يسلموا، جاء ذلك الأعمى، فكأنه رأى أنه جاء في غير الوقت المناسب، قطع الموضوع، فكأنه حصل لديه نوع ما من التقزز والاستياء أنه جاء في غير الوقت المناسب قطع عليه حديثه، وجعل أولئك يأنفون من مجيئه، وينفرون من أن يروا هذا الأعمى عنده، تأتي هذه الآيات: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى} (عبس1 - 5).
لأن المهم هو: أن تجد الرجل الذي تنفعه الذكرى، هذا هو المهم. هنا: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ}.
فليكن عملك في هذا الوسط مع هذه النوعية، ولو شخصا واحدا، سيكون مكسبا كبيرًا من هذه النوعية. {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى كَلَّا} (عبس(:5 - 11) كلا: إنزجر عن هذا الأسلوب، وهو من قال الله له: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4) وهو من انطلق بحرصه الشديد على هداية الناس؛ لأن الخطورة بالغة.
هؤلاء الذين يرون أنفسهم إذا ما دخلوا دخلوا من فوق، وبشروط وإملاءات، هم من سيكونون عقبة دائمة في ميدان العمل، هم من سيجعلونك تصنف كلامك مع الناس، كما نجده لدى الكثير، فخطاب مع الكبار يقدم نسبة من الدين فقط إليهم التي لا تثير مشاعرهم، ويتخاطب مع عامة الناس خطابا شديدًا ولهجة قاسية، فينطلق على المنبر يخاطب أولئك المساكين بلهجة قاسية فيحذرهم من جهنم وكلام من هذا، ويخاطب أولئك الكبار الذين قد حرص على أن يضمهم إلى جانبه - كما يتصور - خطابًا لطيفا رقيقا لا يثير مشاعرهم، فسيكون خطابك للناس منوعا ومشكلا، والدين هو واحد، وليكن منطقه واحدا أمام الناس جميعا.
وهكذا كان رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ينطلق في مسجده ويتحدث مع الناس سويا بعبارات واحدة وكلاما واحدا يوجه للجميع، لكن انظر إلى علماء آخرين ممن يؤمنون بشرعية هذا، حكم هذا ممن يؤمنون بضرورة أن يتمشى مع هذا، كيف تجد خطابه هنا يختلف عن خطابه مع الآخرين، كيف يقدم الدين مشكل ومنوع على حسب أمزجة هؤلاء الكبار، وعندما نسمع في هذه الآية: {وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} كأنها تقول لنا: ليكن اتجاهكم إلى أولئك الناس الذين أنتم لا تتوقعون أن في أنفسهم ما يدفعهم إلى الاستكبار، فهم من سيبنون صرح الأمة لبنات، كل شخص منهم قابل أن يكون لبنة في هذا الصرح.
لكن ذلك هو لا يقبل إلا أن يكون اللبنة العليا، قبل أن يكون هناك لبنات تريد أن تضعه لا يرضى، لا يقبل، لا يقبل، لا يقبل أن يكون ضمن اللبنات الأولى، دعه هناك لبنة بمفرده، ليبتني صرح الأمة من اللبنات التي تقبل.
والله تحدث في القرآن الكريم عن البنيان: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (الصف:4) من أين تتجمع هذه اللبنات في البنيان المرصوص إلا من أولئك الذين لا يستكبرون. أما اللبنة التي تستكبر فهي لا تقبل، لا تقبل أبدا أن تكون هنا، بل قد لا تقبل أن تكون لبنة عند لبنة أخرى، يريد أن يكون لبنة لوحده فوق [القِرَة] وستراه لبنة لحالها فوق [القِرَة] هل لها أثر؟ ليس لها أثر، ليست أكثر من إضافة ثقل على بقية اللبنات الأخرى، بعض الناس لا يقبل أن يكون لبنة مع هذا ومع هذا في مَصف واحد.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا يشكل بعض الناس عقبة في ميدان العمل؟ وما السبيل إلى معالجة هذه الإشكالية؟
🔸 – أحجار البناء المهمة والأساسية تكون في أعلى البنيان أم في أسفله؟
🔸 – من الناس من لا يحتاج إلى التذكير المستمر، فما هي صفاتهم؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#سلسلة_معرفة_الله (13 - 15)
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
خطير جدًا أن يعشعش في ذهنك وأنت تطمع في هذا العمل أن يكبر، أو في ذلك العمل الثقافي أن يكبر، فتحرص على أن يدخل هذا الكبير، وهذا الكبير، وتدخل هذا الحزب وتضم هذا الحزب إليك، أو تنضم إلى هذا الحزب من أجل أن توسع هذا العمل، خطير جدًا.
[سورة عبس] من تأملها سيدرك الخطورة البالغة، ألم تأت آيات عتابًا للنبي (صلوات الله عليه وعلى آله)؛ لأنه بحرصه على الهداية وبحرصه على أن يسلم أكبر عدد ممكن من الناس ليهتدوا ليس ليضمهم إلى مقامه أنه يريد أن يتزعم أو أن هذا هو همه، إنما لينجوا من عذاب الله، ليهتدوا بهذا الدين العظيم فيسعدون في الدنيا والآخرة، حريص على الأمة.
عندما اجتمع مع ملأ من أولئك وتوجه إليهم بكل مشاعره حريص على أن يسلموا، جاء ذلك الأعمى، فكأنه رأى أنه جاء في غير الوقت المناسب، قطع الموضوع، فكأنه حصل لديه نوع ما من التقزز والاستياء أنه جاء في غير الوقت المناسب قطع عليه حديثه، وجعل أولئك يأنفون من مجيئه، وينفرون من أن يروا هذا الأعمى عنده، تأتي هذه الآيات: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى} (عبس1 - 5).
لأن المهم هو: أن تجد الرجل الذي تنفعه الذكرى، هذا هو المهم. هنا: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ}.
فليكن عملك في هذا الوسط مع هذه النوعية، ولو شخصا واحدا، سيكون مكسبا كبيرًا من هذه النوعية. {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى كَلَّا} (عبس(:5 - 11) كلا: إنزجر عن هذا الأسلوب، وهو من قال الله له: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4) وهو من انطلق بحرصه الشديد على هداية الناس؛ لأن الخطورة بالغة.
هؤلاء الذين يرون أنفسهم إذا ما دخلوا دخلوا من فوق، وبشروط وإملاءات، هم من سيكونون عقبة دائمة في ميدان العمل، هم من سيجعلونك تصنف كلامك مع الناس، كما نجده لدى الكثير، فخطاب مع الكبار يقدم نسبة من الدين فقط إليهم التي لا تثير مشاعرهم، ويتخاطب مع عامة الناس خطابا شديدًا ولهجة قاسية، فينطلق على المنبر يخاطب أولئك المساكين بلهجة قاسية فيحذرهم من جهنم وكلام من هذا، ويخاطب أولئك الكبار الذين قد حرص على أن يضمهم إلى جانبه - كما يتصور - خطابًا لطيفا رقيقا لا يثير مشاعرهم، فسيكون خطابك للناس منوعا ومشكلا، والدين هو واحد، وليكن منطقه واحدا أمام الناس جميعا.
وهكذا كان رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ينطلق في مسجده ويتحدث مع الناس سويا بعبارات واحدة وكلاما واحدا يوجه للجميع، لكن انظر إلى علماء آخرين ممن يؤمنون بشرعية هذا، حكم هذا ممن يؤمنون بضرورة أن يتمشى مع هذا، كيف تجد خطابه هنا يختلف عن خطابه مع الآخرين، كيف يقدم الدين مشكل ومنوع على حسب أمزجة هؤلاء الكبار، وعندما نسمع في هذه الآية: {وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} كأنها تقول لنا: ليكن اتجاهكم إلى أولئك الناس الذين أنتم لا تتوقعون أن في أنفسهم ما يدفعهم إلى الاستكبار، فهم من سيبنون صرح الأمة لبنات، كل شخص منهم قابل أن يكون لبنة في هذا الصرح.
لكن ذلك هو لا يقبل إلا أن يكون اللبنة العليا، قبل أن يكون هناك لبنات تريد أن تضعه لا يرضى، لا يقبل، لا يقبل، لا يقبل أن يكون ضمن اللبنات الأولى، دعه هناك لبنة بمفرده، ليبتني صرح الأمة من اللبنات التي تقبل.
والله تحدث في القرآن الكريم عن البنيان: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (الصف:4) من أين تتجمع هذه اللبنات في البنيان المرصوص إلا من أولئك الذين لا يستكبرون. أما اللبنة التي تستكبر فهي لا تقبل، لا تقبل أبدا أن تكون هنا، بل قد لا تقبل أن تكون لبنة عند لبنة أخرى، يريد أن يكون لبنة لوحده فوق [القِرَة] وستراه لبنة لحالها فوق [القِرَة] هل لها أثر؟ ليس لها أثر، ليست أكثر من إضافة ثقل على بقية اللبنات الأخرى، بعض الناس لا يقبل أن يكون لبنة مع هذا ومع هذا في مَصف واحد.
🍀القسم السادس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – من أعظم مواطن البر هو الإنفاق في سبيل الله، فما سر أهمية هذا العمل؟
🔸 – تصنيف الإعمال الصالحة إلى واجبات ومستحبات فيه عوائد سلبية على إقدام الفرد على هذه الأعمال، فكيف السبيل إلى تجاوزها؟
🔸 – ما هي الأمور التي يخاف المؤمن منها حين يتوجه بالدعاء على الله تعالى؟
🔸 – هل يستوى المؤمن والفاسق عند الله؟ وكيف ذهبت طوائف من المسلمين إلى التسوية بينهم؟
🔸 – من المستفيد من نشر عقيدة الشفاعة لأهل الكبائر؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#سلسلة_معرفة_الله (13 - 15)
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
وهناك من يعرف قيمة الإنفاق وأثره. يقال إن الإمام الخميني (رحمة الله عليه) عندما اتجه للعودة إلى إيران في أيام انتصار الثورة الإسلامية عاد في طائرة خاصة استأجرها له أحد التجار من الشيعة من فرنسا إلى طهران، فيستأجرها من ماله الخاص، وكم كان أثر إنفاق ذلك الرجل.. ألم يكن أثرًا عظيما؟ أهدى للأمة قائدا عظيما يعيش بينها في زخم انتصاراتها، يمكنه من العودة فيعود بطائرة خاصة، حتى ولو تعرضت تلك الطائرة لأي شيء، وضع تأمينًا - كما يقال - تأمين على الطائرة نفسها، فيما لو تعرضت لخطورة.. هذا تاجر دين وتاجر دنيا.. تاجر واعي، تاجر يعرف كيف يضع ماله في أفضل المواضع.
هؤلاء لعظم مكانتهم عند الله سبحانه وتعالى، وقيمة أعمالهم الكبيرة عند الله سبحانه وتعالى يقول عن جزائهم العظيم: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} (السجدة:17) مما تقر به أعينهم من الفضل الكبير والثواب العظيم والدرجات العالية عند الله سبحانه وتعالى.
{فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة:17). وهكذا تأتي المكانة العظيمة عند الله، يأتي النعيم العظيم من عند الله سبحانه وتعالى جزاء على الأعمال {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} كما قال لأولئك الذين قيل لهم: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ} (السجدة: من الآية14) ألم يقل لهم: {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (السجدة: من الآية14)؟.
هنا استحق هؤلاء برحمة الله سبحانه وتعالى وتكريمه لهم أن يمنحهم ذلك المقام الرفيع، وذلك الثواب العظيم الذي قال عنه - مما يدل على عظمه - : {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ..} لا نفس ملك من ملائكة الله ولا نبي من أنبياء الله عِظِم ما وعدوا به من الثواب العظيم، والمكان الرفيع عند الله سبحانه وتعالى {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وأنت تجد هذه الأعمال التي كان ثوابها على هذا النحو العظيم هي من الأعمال التي بإمكان الناس أن يتناولوها.. أليس كذلك؟ فقط إذا ما ذكروا بآيات الله يزدادون إيمانًا، يخشعون لله، يخضعون لله، لا يستكبرون، ينطلقون في العبادة، وكلها أعمال مما بإمكان الناس أن يتناولوها، وكلها مما بإمكاننا أن نروض أنفسنا على أدائها والقيام بها.
لا يبدو أن داخل هذه الأعمال، خاصة في قوله: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}، وقبلها. أيضًا {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} أنهم ينطلقون في أعمال هي مما هي مصنفة عند الفقهاء في قائمة المندوبات والمستحبات، هم ينطلقون في هذه الأعمال سواء كانت واجبة، أو مستحبة، أو مندوبة، المهم أنها أعمال ترضي الله سبحانه وتعالى، وهم يبحثون عما يحصلون من خلاله على رضوان الله، وعلى ما وعد به أولياءه.
{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} نحن نصلي صلاة المغرب قبل أن نرى أنفسنا في حالة نحن نميل إلى المضاجع ولكن جنوبنا تبتعد عنها.. نلزمها أو نرغمها على الابتعاد عنها، ونصلي العشاء كذلك في حالة كهذه، والمغرب والعشاء هي الفريضة الواجبة داخل الليل أليس كذلك؟ لكن هناك عبادة أخرى ينطلقون فيها سواء كانت بشكل صلوات أو ذكر لله سبحانه وتعالى أو تعلم، أو عمل، حركة أثناء الليل، عند هذا، وعند هذا، يدفعهم إلى أن يقوموا بالعمل الذي يجب أن يشتركوا فيه مع الآخرين، أو أن يتعاونوا في مشروع ما، فيه مصلحة للمسلمين.. هم ليسوا مستعجلين إلى النوم. لهم أعمال هي من قائمة العبادات والطاعات لله سبحانه وتعالى وهي واسعة جدا.
وهم {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} (السجدة: من الآية16) خوفا من الله، خوفا من أنفسنا أن تكون عاقبتنا بالشكل الذي توعد الله به العاصين له، أما الله ذاته سبحانه وتعالى فهو ليس فيه ما يخيفك، أنت لا تخشى أن يتغير مزاجه فيضربك أو يعتدي عليك، كما يحصل من ملوك الدنيا فقد يضربون أقرب المقربين إليهم. ألم يقتل أبو جعفر المنصور أبا مسلم الخراساني؟ ألم يحصل أحداث كهذه في بلاط كثير من الخلفاء، والرؤساء، والزعماء؟
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – من أعظم مواطن البر هو الإنفاق في سبيل الله، فما سر أهمية هذا العمل؟
🔸 – تصنيف الإعمال الصالحة إلى واجبات ومستحبات فيه عوائد سلبية على إقدام الفرد على هذه الأعمال، فكيف السبيل إلى تجاوزها؟
🔸 – ما هي الأمور التي يخاف المؤمن منها حين يتوجه بالدعاء على الله تعالى؟
🔸 – هل يستوى المؤمن والفاسق عند الله؟ وكيف ذهبت طوائف من المسلمين إلى التسوية بينهم؟
🔸 – من المستفيد من نشر عقيدة الشفاعة لأهل الكبائر؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#سلسلة_معرفة_الله (13 - 15)
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
وهناك من يعرف قيمة الإنفاق وأثره. يقال إن الإمام الخميني (رحمة الله عليه) عندما اتجه للعودة إلى إيران في أيام انتصار الثورة الإسلامية عاد في طائرة خاصة استأجرها له أحد التجار من الشيعة من فرنسا إلى طهران، فيستأجرها من ماله الخاص، وكم كان أثر إنفاق ذلك الرجل.. ألم يكن أثرًا عظيما؟ أهدى للأمة قائدا عظيما يعيش بينها في زخم انتصاراتها، يمكنه من العودة فيعود بطائرة خاصة، حتى ولو تعرضت تلك الطائرة لأي شيء، وضع تأمينًا - كما يقال - تأمين على الطائرة نفسها، فيما لو تعرضت لخطورة.. هذا تاجر دين وتاجر دنيا.. تاجر واعي، تاجر يعرف كيف يضع ماله في أفضل المواضع.
هؤلاء لعظم مكانتهم عند الله سبحانه وتعالى، وقيمة أعمالهم الكبيرة عند الله سبحانه وتعالى يقول عن جزائهم العظيم: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} (السجدة:17) مما تقر به أعينهم من الفضل الكبير والثواب العظيم والدرجات العالية عند الله سبحانه وتعالى.
{فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة:17). وهكذا تأتي المكانة العظيمة عند الله، يأتي النعيم العظيم من عند الله سبحانه وتعالى جزاء على الأعمال {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} كما قال لأولئك الذين قيل لهم: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ} (السجدة: من الآية14) ألم يقل لهم: {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (السجدة: من الآية14)؟.
هنا استحق هؤلاء برحمة الله سبحانه وتعالى وتكريمه لهم أن يمنحهم ذلك المقام الرفيع، وذلك الثواب العظيم الذي قال عنه - مما يدل على عظمه - : {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ..} لا نفس ملك من ملائكة الله ولا نبي من أنبياء الله عِظِم ما وعدوا به من الثواب العظيم، والمكان الرفيع عند الله سبحانه وتعالى {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وأنت تجد هذه الأعمال التي كان ثوابها على هذا النحو العظيم هي من الأعمال التي بإمكان الناس أن يتناولوها.. أليس كذلك؟ فقط إذا ما ذكروا بآيات الله يزدادون إيمانًا، يخشعون لله، يخضعون لله، لا يستكبرون، ينطلقون في العبادة، وكلها أعمال مما بإمكان الناس أن يتناولوها، وكلها مما بإمكاننا أن نروض أنفسنا على أدائها والقيام بها.
لا يبدو أن داخل هذه الأعمال، خاصة في قوله: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}، وقبلها. أيضًا {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} أنهم ينطلقون في أعمال هي مما هي مصنفة عند الفقهاء في قائمة المندوبات والمستحبات، هم ينطلقون في هذه الأعمال سواء كانت واجبة، أو مستحبة، أو مندوبة، المهم أنها أعمال ترضي الله سبحانه وتعالى، وهم يبحثون عما يحصلون من خلاله على رضوان الله، وعلى ما وعد به أولياءه.
{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} نحن نصلي صلاة المغرب قبل أن نرى أنفسنا في حالة نحن نميل إلى المضاجع ولكن جنوبنا تبتعد عنها.. نلزمها أو نرغمها على الابتعاد عنها، ونصلي العشاء كذلك في حالة كهذه، والمغرب والعشاء هي الفريضة الواجبة داخل الليل أليس كذلك؟ لكن هناك عبادة أخرى ينطلقون فيها سواء كانت بشكل صلوات أو ذكر لله سبحانه وتعالى أو تعلم، أو عمل، حركة أثناء الليل، عند هذا، وعند هذا، يدفعهم إلى أن يقوموا بالعمل الذي يجب أن يشتركوا فيه مع الآخرين، أو أن يتعاونوا في مشروع ما، فيه مصلحة للمسلمين.. هم ليسوا مستعجلين إلى النوم. لهم أعمال هي من قائمة العبادات والطاعات لله سبحانه وتعالى وهي واسعة جدا.
وهم {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} (السجدة: من الآية16) خوفا من الله، خوفا من أنفسنا أن تكون عاقبتنا بالشكل الذي توعد الله به العاصين له، أما الله ذاته سبحانه وتعالى فهو ليس فيه ما يخيفك، أنت لا تخشى أن يتغير مزاجه فيضربك أو يعتدي عليك، كما يحصل من ملوك الدنيا فقد يضربون أقرب المقربين إليهم. ألم يقتل أبو جعفر المنصور أبا مسلم الخراساني؟ ألم يحصل أحداث كهذه في بلاط كثير من الخلفاء، والرؤساء، والزعماء؟
🍀القسم السابع🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما أهمية الأعمال الصالحة؟ وكيف لفت القرآن الكريم إلى ذلك؟
🔸 – هل تظهر العقوبات الإلهية في الدنيا على الأعمال السيئة والمخالفات لتعاليم الله؟
🔸 – هل يمكن أن تكون بعض الوضعيات السيئة التي يعيشها الفرد أو المجتمع كعقوبة إليها من الله؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#سلسلة_معرفة_الله (13 - 15)
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
أما الأعمال الصالحة فهي هي الغريم هي الخصم وأصحابها الذين يريدون أن يتحركوا، يريدون أن ينطلقوا ليدفعوا الناس إلى أعمال صالحة هم من يعدون في قائمة أولئك، يعدون ماذا؟ مفسدين {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ} (البقرة:11 - 12).
{أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} (السجدة: من الآية19) {عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} هذه نفسها ترد على من يقول: إن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وحاشاه من أن يقول: [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي].
وقلنا في درس سابق: بأن هذه العقيدة سيلمس أولئك الذين رفعوها ودعوا إليها سيلمسون هم بأيديهم سوء آثارها بشكل هزيمة ممن يعبئونهم ممن يحركونهم ممن يتحدثون معهم؛ لأنه ليس هناك ما يخيفك من جهنم، فهذه هي أيضًا في أثرها التربوي مما يخالف منهجية القرآن التي تقوم على تربية الأمة تربية جهادية، فكيف يعمل على تربية الأمة تربية جهادية من خلال الآيات الكثيرة في القرآن الكريم ثم يأتي هناك بعقيدة يكون أثرها في الأخير ما يضرب آثار هذه التربية! أليس هذا من الاختلاف؟ القرآن هو من عند الله ولا يمكن أن يكون فيه اختلاف، لو كان من عند غيره كان بالإمكان أن يكون فيه اختلاف {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} (النساء: من الآية82).
{أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة:19) ضيافة وإكرام أيضا بما كانوا يعملون بأعمالهم ليكرر على مسامعنا أهمية الأعمال وأي أعمال هذه؟ هي الأعمال الصالحة ومن الذي يرسم لنا، ويخط لنا بنود قائمة الأعمال الصالحة؟ إنه الله سبحانه وتعالى فيما يهدينا إليه في كتابه وعلى لسان رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)، هذه هي الأعمال الصالحة.
فإذا ما وقف الآخرون منك وقالوا: لا، العمل الصالح هو أن تسكت؛ لتحافظ على مصالح فلان أو فلان، لتحافظ على مصالح الدولة الفلانية، أو يوهمونك أن سكوتك حفاظ على مصلحة الشعب وأنت ترى أن السكوت هو عمل سيء، وباطل وإنما يريدون منك أن تضحي بالدين من أجل مصالح الآخرين سترى أمامك قائمة من الأعمال هم يخطونها بأيديهم ثم يقولون لك: التزم بها إنها أعمال صالحة؛ من منطلق الحفاظ على مصلحة كذا على كذا.. الخ.
الأعمال الصالحة هي التي تضمنها القرآن الكريم ودعانا إليها، ودعانا إليها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله). ودعانا أهل البيت إليها هي الأعمال الصالحة.
{وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ} (السجدة: من الآية20) يؤكد بأنه ليس هناك تسوية بين المؤمنين والفاسقين {فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ} مرجعهم، {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} (السجدة: من الآية20) وعندما يقول: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا} أليس هذا يوحي ويدل أيضًا على أنهم في حالة رهيبة، في شدة عظيمة يحاولون الخروج من جهنم؟ لكنها تلك التي قال الله عنها: {عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ} (البلد:20) مغلقة أبوابها {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} (الهمزة:9) {عَمَدٍ} من الحديد {مُمَدَدَةٍ} توثق وصد أبوابها، وكلما حاول أولئك وهم يتحركون لمحاولة الخروج من جهنم ضربوا أيضًا بمقامع من حديد {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} (السجدة: من الآية20) هم أولئك الذين كانوا هنا في الدنيا، كلما أراد أنبياء الله أن يخرجوهم من ذلك الواقع المظلم أصروا على البقاء فيه.
من كانوا إذا جاء من يعمل على إخراجهم من الظلمات إلى النور أصروا على البقاء في الظلمات، أصروا على البقاء في الشر لا يريدون أن يخرجوا إلى النور، لا يريدون أن يخرجوا إلى ميدان الأعمال الصالحة، إذًا فهم من سيحاولون أن يخرجوا من جهنم ثم لا يمكن أن يخرجوا، وكلما حاولوا وجدوا الأبواب أمامهم موصدة، ووجدوا خزنة جهنم أمامهم يضربونهم بمقامع من حديد.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما أهمية الأعمال الصالحة؟ وكيف لفت القرآن الكريم إلى ذلك؟
🔸 – هل تظهر العقوبات الإلهية في الدنيا على الأعمال السيئة والمخالفات لتعاليم الله؟
🔸 – هل يمكن أن تكون بعض الوضعيات السيئة التي يعيشها الفرد أو المجتمع كعقوبة إليها من الله؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#من_هدي_القرآن_الكريم
#سلسلة_معرفة_الله (13 - 15)
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
أما الأعمال الصالحة فهي هي الغريم هي الخصم وأصحابها الذين يريدون أن يتحركوا، يريدون أن ينطلقوا ليدفعوا الناس إلى أعمال صالحة هم من يعدون في قائمة أولئك، يعدون ماذا؟ مفسدين {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ} (البقرة:11 - 12).
{أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} (السجدة: من الآية19) {عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} هذه نفسها ترد على من يقول: إن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وحاشاه من أن يقول: [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي].
وقلنا في درس سابق: بأن هذه العقيدة سيلمس أولئك الذين رفعوها ودعوا إليها سيلمسون هم بأيديهم سوء آثارها بشكل هزيمة ممن يعبئونهم ممن يحركونهم ممن يتحدثون معهم؛ لأنه ليس هناك ما يخيفك من جهنم، فهذه هي أيضًا في أثرها التربوي مما يخالف منهجية القرآن التي تقوم على تربية الأمة تربية جهادية، فكيف يعمل على تربية الأمة تربية جهادية من خلال الآيات الكثيرة في القرآن الكريم ثم يأتي هناك بعقيدة يكون أثرها في الأخير ما يضرب آثار هذه التربية! أليس هذا من الاختلاف؟ القرآن هو من عند الله ولا يمكن أن يكون فيه اختلاف، لو كان من عند غيره كان بالإمكان أن يكون فيه اختلاف {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} (النساء: من الآية82).
{أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة:19) ضيافة وإكرام أيضا بما كانوا يعملون بأعمالهم ليكرر على مسامعنا أهمية الأعمال وأي أعمال هذه؟ هي الأعمال الصالحة ومن الذي يرسم لنا، ويخط لنا بنود قائمة الأعمال الصالحة؟ إنه الله سبحانه وتعالى فيما يهدينا إليه في كتابه وعلى لسان رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)، هذه هي الأعمال الصالحة.
فإذا ما وقف الآخرون منك وقالوا: لا، العمل الصالح هو أن تسكت؛ لتحافظ على مصالح فلان أو فلان، لتحافظ على مصالح الدولة الفلانية، أو يوهمونك أن سكوتك حفاظ على مصلحة الشعب وأنت ترى أن السكوت هو عمل سيء، وباطل وإنما يريدون منك أن تضحي بالدين من أجل مصالح الآخرين سترى أمامك قائمة من الأعمال هم يخطونها بأيديهم ثم يقولون لك: التزم بها إنها أعمال صالحة؛ من منطلق الحفاظ على مصلحة كذا على كذا.. الخ.
الأعمال الصالحة هي التي تضمنها القرآن الكريم ودعانا إليها، ودعانا إليها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله). ودعانا أهل البيت إليها هي الأعمال الصالحة.
{وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ} (السجدة: من الآية20) يؤكد بأنه ليس هناك تسوية بين المؤمنين والفاسقين {فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ} مرجعهم، {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} (السجدة: من الآية20) وعندما يقول: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا} أليس هذا يوحي ويدل أيضًا على أنهم في حالة رهيبة، في شدة عظيمة يحاولون الخروج من جهنم؟ لكنها تلك التي قال الله عنها: {عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ} (البلد:20) مغلقة أبوابها {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} (الهمزة:9) {عَمَدٍ} من الحديد {مُمَدَدَةٍ} توثق وصد أبوابها، وكلما حاول أولئك وهم يتحركون لمحاولة الخروج من جهنم ضربوا أيضًا بمقامع من حديد {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} (السجدة: من الآية20) هم أولئك الذين كانوا هنا في الدنيا، كلما أراد أنبياء الله أن يخرجوهم من ذلك الواقع المظلم أصروا على البقاء فيه.
من كانوا إذا جاء من يعمل على إخراجهم من الظلمات إلى النور أصروا على البقاء في الظلمات، أصروا على البقاء في الشر لا يريدون أن يخرجوا إلى النور، لا يريدون أن يخرجوا إلى ميدان الأعمال الصالحة، إذًا فهم من سيحاولون أن يخرجوا من جهنم ثم لا يمكن أن يخرجوا، وكلما حاولوا وجدوا الأبواب أمامهم موصدة، ووجدوا خزنة جهنم أمامهم يضربونهم بمقامع من حديد.
#من_هدي_القرآن_الكريم
(الإنسان المؤمن يكون سباقاً بطبيعته)
فالسابقون هم من يحوزون على أجر عظيم, وعلى مقام عالي؛ لأنهم كانوا من يبادرون, والمبادرة في حد ذاتها هي تكشف عن أنهم في نفوسهم يعيشون حالة التقوى لله سبحانه وتعالى, حالة التقوى, يعني هو دائماً يقضٌٌ, دائماً يستشعر المسؤولية, دائماً يفكر في ما هو العمل الذي يقربنا إلى الله, فإما أن ينطلق منه العمل أو سيكون سريع الإستجابة لأي عمل يطلب منه, يكون من الأوائل. لاحظ مثلاً بعض الناس, عندما يكون هناك مصلحة عامة, تقول له ساهم, سيحاول يحاول أن يكون الأخير, ويحاول إذا ما احد انتبه له أنه لا يقدم شيئاً, ويعتبر نفسه ذكياً أنه ما قدم شيئاً, يعتبر نفسه ذكياً, وأن المشروع هذا سيقوم, وسيستفيد منه مثل الناس, وأنه أما هو ما دفع شيء! هذا ليس ذكاء, هذا غباء, يعتبر غباء. فالإنسان المؤمن يكون سباقاً بطبيعته؛لأنه يَقِضْ؛ لأنه يعرف أن هناك أهوالاً شديدة أمامه, هناك القيامة التي تحدث الله عنها في القرآن الكريم في أكثر من سورة بالعبارات المخيفة: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا}(الزلزلة1), يتحدث عن السماء عندما تنشق، يتحدث عن الجبال وهي تندك, يتحدث عن القبور وهي تبعثر, يتحدث عن البحار وهي تُسجَّر,تحترق البحار. يوم شديد الأهوال, شديد الأهوال, أهول منه وأشد من هذا موقف الحساب؛ لأنه في موقف الحساب, في ساحة الحشر تكون جهنم بارزة, جهنم أمام الناس لها تغيض وزفير, تغيض: احتراق, التهاب داخلي, داخل جهنم احتراق شديد. لاحظ عندما تأتي تطرح من الأشجار التي تعطيك صورة عن إحتراق النار السريع مثل [الكَفَوْ] أو [الهَطَشْ] هذه الأعواد تسمع النار فيها عندما تحترق كيف لها صوت وتَحْطُمُ الحطب. جهنم لشدة احتراقها, لشدة التهابها,ليست ناراً راكدة, تحترق هي, ولها زفير, الزفير هو صوت الهواء وأنت تخرجه بصوت, أو ترد الهواء بصوت إلى داخل, هذا شهيق, لها زفير ولها شهيق, صوت مزعج, حتى صوت جهنم هو في حد ذاته عذاب, تكون أنت وأنت تطالع صحيفة أعمالك من أول ما يعطوك بشمالك تعتبر هذا الموقف أشد من كل دكات الجبال, وزلزلة الأرض, ومن هذه الأهوال كلها. موقف شديد؛ لأنك داري أن هذه هي اللحظة الأخيرة والحاسمة ما عاد يمكن وساطات, ما عاد يمكن ثاني ميعاد, ما عاد يمكن إنك تقدم رشوة, ما عاد يمكن تقول: هم هؤلاء ناس كثير سأهرب من هنا! لا يوجد شيء, ما هناك مجال إطلاقاً لأي شيء تفكر فيه, إلا تتحسر, تتألم وأنت تسمع جهنم وهي تتغيظ, وتزفر بصوتها المزعج, وأنت هكذا تبكِّت على أعمالك, وتتحسر على أعمالك, حسرات نعوذ بالله منها, عذاب نفسي شديد, شديد لا يستطيع الإنسان أن يتصوره إلا إذا تأمل في الآيات القرآنية التي تتحدث عن من يكون مصيرهم سيئاً, كيف العبارات التي تكشف عن حسرات شديدة وندامة شديدة؛ وأنهم يعيشون هولاً شديداً, يعيشون هولاً شديداً.
ايات من سورة الواقعة
السيد حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
(الإنسان المؤمن يكون سباقاً بطبيعته)
فالسابقون هم من يحوزون على أجر عظيم, وعلى مقام عالي؛ لأنهم كانوا من يبادرون, والمبادرة في حد ذاتها هي تكشف عن أنهم في نفوسهم يعيشون حالة التقوى لله سبحانه وتعالى, حالة التقوى, يعني هو دائماً يقضٌٌ, دائماً يستشعر المسؤولية, دائماً يفكر في ما هو العمل الذي يقربنا إلى الله, فإما أن ينطلق منه العمل أو سيكون سريع الإستجابة لأي عمل يطلب منه, يكون من الأوائل. لاحظ مثلاً بعض الناس, عندما يكون هناك مصلحة عامة, تقول له ساهم, سيحاول يحاول أن يكون الأخير, ويحاول إذا ما احد انتبه له أنه لا يقدم شيئاً, ويعتبر نفسه ذكياً أنه ما قدم شيئاً, يعتبر نفسه ذكياً, وأن المشروع هذا سيقوم, وسيستفيد منه مثل الناس, وأنه أما هو ما دفع شيء! هذا ليس ذكاء, هذا غباء, يعتبر غباء. فالإنسان المؤمن يكون سباقاً بطبيعته؛لأنه يَقِضْ؛ لأنه يعرف أن هناك أهوالاً شديدة أمامه, هناك القيامة التي تحدث الله عنها في القرآن الكريم في أكثر من سورة بالعبارات المخيفة: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا}(الزلزلة1), يتحدث عن السماء عندما تنشق، يتحدث عن الجبال وهي تندك, يتحدث عن القبور وهي تبعثر, يتحدث عن البحار وهي تُسجَّر,تحترق البحار. يوم شديد الأهوال, شديد الأهوال, أهول منه وأشد من هذا موقف الحساب؛ لأنه في موقف الحساب, في ساحة الحشر تكون جهنم بارزة, جهنم أمام الناس لها تغيض وزفير, تغيض: احتراق, التهاب داخلي, داخل جهنم احتراق شديد. لاحظ عندما تأتي تطرح من الأشجار التي تعطيك صورة عن إحتراق النار السريع مثل [الكَفَوْ] أو [الهَطَشْ] هذه الأعواد تسمع النار فيها عندما تحترق كيف لها صوت وتَحْطُمُ الحطب. جهنم لشدة احتراقها, لشدة التهابها,ليست ناراً راكدة, تحترق هي, ولها زفير, الزفير هو صوت الهواء وأنت تخرجه بصوت, أو ترد الهواء بصوت إلى داخل, هذا شهيق, لها زفير ولها شهيق, صوت مزعج, حتى صوت جهنم هو في حد ذاته عذاب, تكون أنت وأنت تطالع صحيفة أعمالك من أول ما يعطوك بشمالك تعتبر هذا الموقف أشد من كل دكات الجبال, وزلزلة الأرض, ومن هذه الأهوال كلها. موقف شديد؛ لأنك داري أن هذه هي اللحظة الأخيرة والحاسمة ما عاد يمكن وساطات, ما عاد يمكن ثاني ميعاد, ما عاد يمكن إنك تقدم رشوة, ما عاد يمكن تقول: هم هؤلاء ناس كثير سأهرب من هنا! لا يوجد شيء, ما هناك مجال إطلاقاً لأي شيء تفكر فيه, إلا تتحسر, تتألم وأنت تسمع جهنم وهي تتغيظ, وتزفر بصوتها المزعج, وأنت هكذا تبكِّت على أعمالك, وتتحسر على أعمالك, حسرات نعوذ بالله منها, عذاب نفسي شديد, شديد لا يستطيع الإنسان أن يتصوره إلا إذا تأمل في الآيات القرآنية التي تتحدث عن من يكون مصيرهم سيئاً, كيف العبارات التي تكشف عن حسرات شديدة وندامة شديدة؛ وأنهم يعيشون هولاً شديداً, يعيشون هولاً شديداً.
ايات من سورة الواقعة
السيد حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
اذهب اسأل عنها كل هذه في قائمة المندوبات في قائمة المندوبات كلها. الإنفاق في سبيل الله قالوا: منسوخ بآية الزكاة. وانتهى الموضوع.! فالذين ينفقون في السراء والضراء عبارة عن تطوعات فقط يعني مندوبة يريد قليل حسنات، وكظم غيظ، وعفو عن الناس. بينما هي وردت هنا في أبرز صفات المتقين الذين أعدت لهم الجنة، وستراها أعمالًا مهمة جدًا، ثم قد تراها واجبة عليك في حالات كثيرة واجبة عندما تكون أنت لديك اهتمام كبير فتعرف أهمية هذه في خدمة هذا الذي أنت تهتم به.
كيف يقول عن الجنة التي أعدت للمتقين ثم يتحدث عن مندوبات فقط ويترك الواجبات المهمة هناك! لا يأتي بها إلا ليقول لك: المتقون هم أناس عمليون، هم ممن لا يفكر في أن هذا مندوب أو هذا واجب فهم ينطلقون على هذا النحو، والإنطلاقة لتحقيق هذه الأشياء الأربعة: الإنفاق في حالة السراء والضراء، وكظم الغيظ، والعفو عن الناس هي من الأسس المهمة في ميدان العمل لإعلاء كلمة الله سواء تسميها مندوب أو تسميها واجب؛ أنه لابد - وأنت في حالة العمل لأن تكون من المتقين - لا بد وأنت معدود من المتقين أن تكون متحليًا بها؛ لأنه هكذا وصف المتقين بأنها صفة من صفاتهم اللازمة وليس فقط في النادر؛ ألم يأت بها مصدرة بـ [ألـ]؟ الذين ينفقون في السراء والضراء، الكاظمين الغيظ، العافين عن الناس. كصفة دائمة لديهم. {لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أوليائه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأن يرزقنا الرغبة في العمل بما فيه رضاه، وأن يتقبل منا ويجعل أعمالنا خالصة لوجه الكريم؛
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
#من_هدي_القرآن_الكريم
الدرس
[#الله_أكبر
#الموت_لأمريكا
#الموت_لإسرائيل
#اللعنة_على_اليهود
#النصر_للإسلام ]
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
كيف يقول عن الجنة التي أعدت للمتقين ثم يتحدث عن مندوبات فقط ويترك الواجبات المهمة هناك! لا يأتي بها إلا ليقول لك: المتقون هم أناس عمليون، هم ممن لا يفكر في أن هذا مندوب أو هذا واجب فهم ينطلقون على هذا النحو، والإنطلاقة لتحقيق هذه الأشياء الأربعة: الإنفاق في حالة السراء والضراء، وكظم الغيظ، والعفو عن الناس هي من الأسس المهمة في ميدان العمل لإعلاء كلمة الله سواء تسميها مندوب أو تسميها واجب؛ أنه لابد - وأنت في حالة العمل لأن تكون من المتقين - لا بد وأنت معدود من المتقين أن تكون متحليًا بها؛ لأنه هكذا وصف المتقين بأنها صفة من صفاتهم اللازمة وليس فقط في النادر؛ ألم يأت بها مصدرة بـ [ألـ]؟ الذين ينفقون في السراء والضراء، الكاظمين الغيظ، العافين عن الناس. كصفة دائمة لديهم. {لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أوليائه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأن يرزقنا الرغبة في العمل بما فيه رضاه، وأن يتقبل منا ويجعل أعمالنا خالصة لوجه الكريم؛
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
#من_هدي_القرآن_الكريم
الدرس
[#الله_أكبر
#الموت_لأمريكا
#الموت_لإسرائيل
#اللعنة_على_اليهود
#النصر_للإسلام ]
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah