🍀#القسم_الثالث🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا يبذل اليهود المليارات من أجل إفساد المجتمع؟
🔸 – قاتل الإمام علي عليه السلام عليه نصف عذاب أهل النار، وقاتل الإمام النفس الزكية عليه ثلث عذاب أهل النار، لماذا؟
🔸 – ما معنى الآية الكريمة {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الموالاة_والمعاداة
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: شهر شوال 1422هـ
اليمن - صعدة
قالوا بأن [الدشات] هذه كانت قبل فترة تصل إلى صنعاء وقيمتها حوالي مائة وثلاثون ألف, الصحن مع الجهاز يكلف مائة وثلاثين ألف، بعدها نزلت قليلا وصَلَت بثمانين ألف، ثم دُعمت من جانب إسرائيل, دعمت بدعم رئيسي لتخفض أسعارها جداً للناس؛ لتنتشر في كل بيت, فأصبح أسعارها الآن إلى حدود خمسة عشر ألف, عشرين ألف الذي كان بمائة وعشرين ألف!. ما معنى الدعم؟ أن يقولوا مثلاً لأي شركة مصنعة صحون أو رؤوس, كم التكلفة؟ بكم تريدوا أن يباع؟ احسبوا علينا نسبة 70% من القيمة وأنزلوه الأسواق بالسعر الفلاني, ويسدد من جانبهم نقداً للشركات في سبيل ماذا؟ في سبيل أن يصلوا بالفساد إلى كل بيت؛ لأنهم يعرفون أن الفساد في هذا البيت, وفي هذا الشخص في أي منطقة من العالم أصبح يخدم قضيتهم, أصبح يخدم هيمنتهم, وإلا لما بذلوا ملايين الدولارات في دعم الدشات هذه وتنزل من مائة وثلاثين ألف إلى عشرين ألف إلى خمسة عشر ألف. هذه القضية معروفة لدينا, ولأنهم يحسبون ألف حساب لأي أسرة لا تزال صالحة, لأي شخص لا يزال صالحاً, لأن هذا الشخص الصالح, أو هذه الأسرة الصالحة يمكن أن يسري صلاحه إلى ما حوله ويتسع, والقرية الواحدة الصالحة يعتبرونها ما تزال قضية تحز في نفوسهم.. لماذا ما قد عممت وأصبحت مثل بقية القرى, وهكذا... فالمسألة الآن أن الناس إذا ما فهموا سواء فيما يتعلق بفساد الأبناء, في ما يتعلق بفساد الأسر, أيّ فساد, سواء في أوساط الكبار أو الصغار, من الرجال والنساء, أنه في هذا الزمان ربما يصبح معصية مضاعفة. والمعصية فعلاً تضاعف لاعتبارات أخرى كما أن الله سبحانه وتعالى حتى بالنسبة لنساء النبي {يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ}(الأحزاب30) بنفس المعصية التي لو حصلت من هذه المرأة أو من هذه المرأة تعتبر واحدة لكن تضاعف هنا لاعتبارات أخرى, فمِنْ هذه المرأة تعطى جزاءها الطبيعي, لكن هذه المرأة يضاعف لها العذاب لاعتبارات أخرى. كذلك أن نسمع بأن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) قال في قاتل الإمام علي بأنه أشقى الأمة, القتل نفسه جريمة كبيرة, القتل جريمة كبيرة, لكن أن يقتل هذا الشخص, هذا الرجل العظيم في مرحلة خطيرة, في وضعية هي تعتبر الأمة في أمس الحاجة إلى مثل هذا الرجل العظيم, تعتبر جريمة كبيرة جداً جداً جداً, لدرجة أن أثرها يجلب الشقاء على الأمة, فسمي أشقى هذه الأمة, كما سمي عاقر ناقة ثمود أشقى تلك الأمة؛ لأنه جلب الشقاء على أمته كلها. كذلك في قاتل محمد بن عبد الله النفس الزكية, يوجد خبر بأن عليه ثلث عذاب أهل النار؛ لنفس السبب ولنفس الإعتبار, هو قتل نفس محرمة, لكن قتل نفس محرمة ولاعتبارات أخرى اعتبرت هذه الجريمة كبيرة جداً جداً لدرجة أنه أصبح مرتكبها مستحقاً بأن يعذب كثلث عذاب أهل النار هو لوحده؛ لأنه قتله وهو شخص عظيم, في مرحلة خطيرة, في منعطف تاريخي كانت الأمة في أحوج ما تكون إلى مثل هذا الشخص يصحح, عندما انتهت الدولة الأموية بالإمكان أن تستأنف الأمة حياة أخرى جديدة على يد هذا الشخص ومن سيخلفه من أئمة أهل البيت، لكن قتل فتمكنت دولة بني العباس فأصبحت كدولة بني أمية بل أسوأ منها في أشياء كثيرة. لنفهم بأن الفساد, بأن المعصية في أزمنة معينة, في أوقات معينة, لاعتبارات معينة تكون كبيرة جداً جداً، يكفينا سوءاً, يكفينا سوءاً أننا نصرف أموالنا, وتمشي أموالنا إلى جيوب اليهود والنصارى رغماً عنا! هذه في حد ذاتها مصيبة علينا حقيقة؛ لأن كل الكماليات التي نشتريها, كل الضروريات التي نأخذها, الأموال هذه, ملايين الدولارات تمشي إلى جيوب أعدائنا من اليهود والنصارى, بترول المسلمين, خيرات المسلمين كلها تصب في جيوبهم!. هذه مصيبة كبيرة, أما أن نخدمهم أيضاً من جديد في ما يتعلق بالإفساد, أو نصبح في حالة معينة متولين لهم, والتولي كما قال الإمام علي: ((الراضي بعمل قوم كالداخل فيه معهم)) أن ترضى بعمله ولو تحت عناوين أخرى, أن تجد في نفسك ميل إليهم, أو إلى أوليائهم, المسألة هي واحدة, تتولاهم أو تتولى أولياءهم؛ لأن من يتولهم منا يصبح منهم, فمن نتولى نحن ممن هو منا متولي لهم نصبح نفس الشيء منهم نعوذ بالله. في أذهان الناس كلما يأتي موعظة, كلما يأتي حديث يتبادر إلينا الطاعات والمعاصي المعروفة, الطاعات والمعاصي المعروفة, وكأنه ما هناك أشياء أخرى, هناك طاعات وواجبات مهمة جداً جداً نحن مقصرين فيها, بل لا نتذكرها, يوجد عبادات اعتقادية, واجب
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا يبذل اليهود المليارات من أجل إفساد المجتمع؟
🔸 – قاتل الإمام علي عليه السلام عليه نصف عذاب أهل النار، وقاتل الإمام النفس الزكية عليه ثلث عذاب أهل النار، لماذا؟
🔸 – ما معنى الآية الكريمة {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الموالاة_والمعاداة
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: شهر شوال 1422هـ
اليمن - صعدة
قالوا بأن [الدشات] هذه كانت قبل فترة تصل إلى صنعاء وقيمتها حوالي مائة وثلاثون ألف, الصحن مع الجهاز يكلف مائة وثلاثين ألف، بعدها نزلت قليلا وصَلَت بثمانين ألف، ثم دُعمت من جانب إسرائيل, دعمت بدعم رئيسي لتخفض أسعارها جداً للناس؛ لتنتشر في كل بيت, فأصبح أسعارها الآن إلى حدود خمسة عشر ألف, عشرين ألف الذي كان بمائة وعشرين ألف!. ما معنى الدعم؟ أن يقولوا مثلاً لأي شركة مصنعة صحون أو رؤوس, كم التكلفة؟ بكم تريدوا أن يباع؟ احسبوا علينا نسبة 70% من القيمة وأنزلوه الأسواق بالسعر الفلاني, ويسدد من جانبهم نقداً للشركات في سبيل ماذا؟ في سبيل أن يصلوا بالفساد إلى كل بيت؛ لأنهم يعرفون أن الفساد في هذا البيت, وفي هذا الشخص في أي منطقة من العالم أصبح يخدم قضيتهم, أصبح يخدم هيمنتهم, وإلا لما بذلوا ملايين الدولارات في دعم الدشات هذه وتنزل من مائة وثلاثين ألف إلى عشرين ألف إلى خمسة عشر ألف. هذه القضية معروفة لدينا, ولأنهم يحسبون ألف حساب لأي أسرة لا تزال صالحة, لأي شخص لا يزال صالحاً, لأن هذا الشخص الصالح, أو هذه الأسرة الصالحة يمكن أن يسري صلاحه إلى ما حوله ويتسع, والقرية الواحدة الصالحة يعتبرونها ما تزال قضية تحز في نفوسهم.. لماذا ما قد عممت وأصبحت مثل بقية القرى, وهكذا... فالمسألة الآن أن الناس إذا ما فهموا سواء فيما يتعلق بفساد الأبناء, في ما يتعلق بفساد الأسر, أيّ فساد, سواء في أوساط الكبار أو الصغار, من الرجال والنساء, أنه في هذا الزمان ربما يصبح معصية مضاعفة. والمعصية فعلاً تضاعف لاعتبارات أخرى كما أن الله سبحانه وتعالى حتى بالنسبة لنساء النبي {يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ}(الأحزاب30) بنفس المعصية التي لو حصلت من هذه المرأة أو من هذه المرأة تعتبر واحدة لكن تضاعف هنا لاعتبارات أخرى, فمِنْ هذه المرأة تعطى جزاءها الطبيعي, لكن هذه المرأة يضاعف لها العذاب لاعتبارات أخرى. كذلك أن نسمع بأن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) قال في قاتل الإمام علي بأنه أشقى الأمة, القتل نفسه جريمة كبيرة, القتل جريمة كبيرة, لكن أن يقتل هذا الشخص, هذا الرجل العظيم في مرحلة خطيرة, في وضعية هي تعتبر الأمة في أمس الحاجة إلى مثل هذا الرجل العظيم, تعتبر جريمة كبيرة جداً جداً جداً, لدرجة أن أثرها يجلب الشقاء على الأمة, فسمي أشقى هذه الأمة, كما سمي عاقر ناقة ثمود أشقى تلك الأمة؛ لأنه جلب الشقاء على أمته كلها. كذلك في قاتل محمد بن عبد الله النفس الزكية, يوجد خبر بأن عليه ثلث عذاب أهل النار؛ لنفس السبب ولنفس الإعتبار, هو قتل نفس محرمة, لكن قتل نفس محرمة ولاعتبارات أخرى اعتبرت هذه الجريمة كبيرة جداً جداً لدرجة أنه أصبح مرتكبها مستحقاً بأن يعذب كثلث عذاب أهل النار هو لوحده؛ لأنه قتله وهو شخص عظيم, في مرحلة خطيرة, في منعطف تاريخي كانت الأمة في أحوج ما تكون إلى مثل هذا الشخص يصحح, عندما انتهت الدولة الأموية بالإمكان أن تستأنف الأمة حياة أخرى جديدة على يد هذا الشخص ومن سيخلفه من أئمة أهل البيت، لكن قتل فتمكنت دولة بني العباس فأصبحت كدولة بني أمية بل أسوأ منها في أشياء كثيرة. لنفهم بأن الفساد, بأن المعصية في أزمنة معينة, في أوقات معينة, لاعتبارات معينة تكون كبيرة جداً جداً، يكفينا سوءاً, يكفينا سوءاً أننا نصرف أموالنا, وتمشي أموالنا إلى جيوب اليهود والنصارى رغماً عنا! هذه في حد ذاتها مصيبة علينا حقيقة؛ لأن كل الكماليات التي نشتريها, كل الضروريات التي نأخذها, الأموال هذه, ملايين الدولارات تمشي إلى جيوب أعدائنا من اليهود والنصارى, بترول المسلمين, خيرات المسلمين كلها تصب في جيوبهم!. هذه مصيبة كبيرة, أما أن نخدمهم أيضاً من جديد في ما يتعلق بالإفساد, أو نصبح في حالة معينة متولين لهم, والتولي كما قال الإمام علي: ((الراضي بعمل قوم كالداخل فيه معهم)) أن ترضى بعمله ولو تحت عناوين أخرى, أن تجد في نفسك ميل إليهم, أو إلى أوليائهم, المسألة هي واحدة, تتولاهم أو تتولى أولياءهم؛ لأن من يتولهم منا يصبح منهم, فمن نتولى نحن ممن هو منا متولي لهم نصبح نفس الشيء منهم نعوذ بالله. في أذهان الناس كلما يأتي موعظة, كلما يأتي حديث يتبادر إلينا الطاعات والمعاصي المعروفة, الطاعات والمعاصي المعروفة, وكأنه ما هناك أشياء أخرى, هناك طاعات وواجبات مهمة جداً جداً نحن مقصرين فيها, بل لا نتذكرها, يوجد عبادات اعتقادية, واجب
💐 #ملزمة_الأسبوع 💐
🍀#القسم_الثالث🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – في القرآن الكريم آيات كثيرة تناولت كرم الله سبحانه وتعالى وإحسانه العظيم إلى عباده فيما أسبغ عليهم من النعم الظاهرة والباطنة، فيها دلائل على قدرته سبحانه وتعالى، وحكمته، ورعايته، وحسن تدبيره، فما الحكمة في ذلك؟
🔸 – مشاعر الإجلال والامتنان تجاه نعم الله أمر مهم جدا، فلماذا؟
🔸 – ما الفارق بين علاقة المؤمن بالله حين تقوم على أساس التفكر في آلاء الله، وحين تقوم على أساس المنطق والفلسفة؟
🔸 – هل استخدم القرآن الأسلوب العاطفي في مخاطبة البشر وحثهم على توحيد الله وعبادته؟ وماذا نستفيد من ذلك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله_الدرس_الثاني
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 19/1/2002م
اليمن – صعدة
الحديث عن نعم الله سبحانه وتعالى مهم جداً، في القرآن الكريم آيات كثيرة تناولت كرم الله سبحانه وتعالى وإحسانه العظيم إلى عباده في ما أسبغ عليهم من النعم الظاهرة والباطنة.. وتأتي لأكثر من هدف أو لأكثر من غاية، فدلائل على قدرته سبحانه وتعالى، على حكمته، على رعايته، على حسن تدبيره, على عظم إحسانه إلى عباده ليحبوه ليعظموه ليجلّوه، ليخلق في نفوسهم ذلك الأثر الذي تجد في نفسك أمام أي نعمة تسدى إليك من الآخرين. هذه المشاعر مهمة جداً، عندما نستشعر عظم إحسان الله إلينا، عظم إنعامه علينا بنعم كثيرة جداً.. نعمة الهداية، نعم مادية كثيرة، نعمة كبيرة فيما أعطانا من هذه الكيفية التي قال بأنها أحسن تقويم {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}(التين:4). تلك المشاعر التي تتركها هذه، نظرتك إليها، نظرتك إلى من أسداها إليك، تلك المشاعر مهمة جداً في ربطك بالله، في ثقتك بالله، في انطلاقك في طاعته، في ابتعادك عن معصيته، في خوفك منه، في إجلالك له، في حيائك منه، في حرصك على رضاه. فتصبح في حالة لست بحاجة إلى من يأتي يحلل لك المسألة.. أنه لماذا وجبت الطاعات، من أين وجبت علينا، أليس هذا من منطق المتكلمين؟ كيف عمل الواجب حتى وجب؟ ومن أين وجب حتى وجب؟ من أين؟ وكيف عمل؟ ما هو الذي يعتبر منطقياًَ، وشيئاً منطقياً يسوِّغ أن يكون هذا الواجب واجباً، من أين وجب الواجب حتى أصبح واجباً؟!. لستم بحاجة إلى هذا التحليل بكله، الذي يجعلك هناك، والله هناك، وكأنه لا علاقة بينك وبينه، معرفته الواسعة التي تسيطر على كل مشاعرك، هي التي تدفعك، هي التي تجعلك تقر بعبوديتك لله سبحانه وتعالى، فلا تحتاج إلى من يأتي ليشعرك بأنه واجب عليك، وبأنك ملزم بكذا وكذا، أنت ترى أن المسألة فوق مجرد واجب وفوق مجرد إلزام. أنت أصبحت تسير تلقائياً نحو الله سبحانه وتعالى.. قلبك مليء بحبه.. نفسك كلها سلمتها له.. في حالة كهذه متى يمكن أن يجول بخاطرك تساؤل: من أين وجب الواجب حتى وجب؟. هذا التساؤل في الأخير يجعلك تتساءل من أين لزم اللازم حتى لزم. إذاً لا بأس هذا لزمني لكن مجاملة، هكذا مجاملة، أو ليس معي مجال منه، لا بأس لزم لكن يمكن يكون لك حيَل شرعية لأجل أن لا يلزم، ثم تنطلق في طريق التهرب من أن يلزم، من أين يجب؛ لأنه هو مقدار العلاقة فيما بينك وبين الله، فأنت مكره: [مكره أخاك لا بطل] كما يقولون. وجب، يقال واجب وغصباً عنا، وإن كنا لم نعرف بعد لماذا وجب، لزم وإن لم نكن نعرف بعد لماذا لزم؟ لكن لزم؛ لأن الصيغة جاءت بعبارة [افعل] أو نحوها، فتأتي القواعد التي تفتح الأبواب أمامك، فتجعل هذا ما يلزم، فتتعلم كيف تتهرب من أن يلزم، ما يلزم، كيف تتهرب من أن يجب الواجب بالنسبة لك.. ثم نقول: عالم، عالم، وهو يتهرب عن الله، وهو يتهرب هناك عن أي شيء يلزمه، فيقول: يمكن أن نحاول أن لا يلزمنا، وهذا الشيء لم يلزمنا، وما قد وجب علينا.. وهكذا. هل هذا ممن يمكن أن نقول فيه:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (فاطر: من الآية28) لو أن قلبه مليء بخشية الله، لو أن قلبه مملوء بمعرفة الله الصحيحة، لو أن قلبه مليء بحب الله لما كان على هذا النحو، فيسير في طريق التهرب من الأعمال التي فيها رضا الله، حتى وإن كانت واجبة يتمسك بقواعد معينة تعفيه عن أن تكون قد وجبت عليه من وجهة نظر تلك القاعدة. إذاً لا بد أن نعود إلى القرآن الكريم؛ لنعرف من خلاله أنفسنا كعبيد لله سبحانه وتعالى، لنعرف من خلاله المعرفة الواسعة لكمال الله سبحانه وتعالى.. إلهنا.. وربنا.. وسيدنا.. ومالكنا.. والمنعم علينا. وحينئذٍ ستبدو، وسيبدو الحديث عن النعم في القرآن الكريم له أهمية كبيرة فيما يتعلق بنفسيتك، وفي تعاملك مع الله، وفي نظرتك نحو الله سبحانه وتعالى. ما يدلك على أهمية هذا، أنه يقرن الحديث عن نعمه بإرشاد عباده إلى عبادته والأمر لهم بعبادته فيقول سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاء
🍀#القسم_الثالث🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – في القرآن الكريم آيات كثيرة تناولت كرم الله سبحانه وتعالى وإحسانه العظيم إلى عباده فيما أسبغ عليهم من النعم الظاهرة والباطنة، فيها دلائل على قدرته سبحانه وتعالى، وحكمته، ورعايته، وحسن تدبيره، فما الحكمة في ذلك؟
🔸 – مشاعر الإجلال والامتنان تجاه نعم الله أمر مهم جدا، فلماذا؟
🔸 – ما الفارق بين علاقة المؤمن بالله حين تقوم على أساس التفكر في آلاء الله، وحين تقوم على أساس المنطق والفلسفة؟
🔸 – هل استخدم القرآن الأسلوب العاطفي في مخاطبة البشر وحثهم على توحيد الله وعبادته؟ وماذا نستفيد من ذلك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله_الدرس_الثاني
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 19/1/2002م
اليمن – صعدة
الحديث عن نعم الله سبحانه وتعالى مهم جداً، في القرآن الكريم آيات كثيرة تناولت كرم الله سبحانه وتعالى وإحسانه العظيم إلى عباده في ما أسبغ عليهم من النعم الظاهرة والباطنة.. وتأتي لأكثر من هدف أو لأكثر من غاية، فدلائل على قدرته سبحانه وتعالى، على حكمته، على رعايته، على حسن تدبيره, على عظم إحسانه إلى عباده ليحبوه ليعظموه ليجلّوه، ليخلق في نفوسهم ذلك الأثر الذي تجد في نفسك أمام أي نعمة تسدى إليك من الآخرين. هذه المشاعر مهمة جداً، عندما نستشعر عظم إحسان الله إلينا، عظم إنعامه علينا بنعم كثيرة جداً.. نعمة الهداية، نعم مادية كثيرة، نعمة كبيرة فيما أعطانا من هذه الكيفية التي قال بأنها أحسن تقويم {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}(التين:4). تلك المشاعر التي تتركها هذه، نظرتك إليها، نظرتك إلى من أسداها إليك، تلك المشاعر مهمة جداً في ربطك بالله، في ثقتك بالله، في انطلاقك في طاعته، في ابتعادك عن معصيته، في خوفك منه، في إجلالك له، في حيائك منه، في حرصك على رضاه. فتصبح في حالة لست بحاجة إلى من يأتي يحلل لك المسألة.. أنه لماذا وجبت الطاعات، من أين وجبت علينا، أليس هذا من منطق المتكلمين؟ كيف عمل الواجب حتى وجب؟ ومن أين وجب حتى وجب؟ من أين؟ وكيف عمل؟ ما هو الذي يعتبر منطقياًَ، وشيئاً منطقياً يسوِّغ أن يكون هذا الواجب واجباً، من أين وجب الواجب حتى أصبح واجباً؟!. لستم بحاجة إلى هذا التحليل بكله، الذي يجعلك هناك، والله هناك، وكأنه لا علاقة بينك وبينه، معرفته الواسعة التي تسيطر على كل مشاعرك، هي التي تدفعك، هي التي تجعلك تقر بعبوديتك لله سبحانه وتعالى، فلا تحتاج إلى من يأتي ليشعرك بأنه واجب عليك، وبأنك ملزم بكذا وكذا، أنت ترى أن المسألة فوق مجرد واجب وفوق مجرد إلزام. أنت أصبحت تسير تلقائياً نحو الله سبحانه وتعالى.. قلبك مليء بحبه.. نفسك كلها سلمتها له.. في حالة كهذه متى يمكن أن يجول بخاطرك تساؤل: من أين وجب الواجب حتى وجب؟. هذا التساؤل في الأخير يجعلك تتساءل من أين لزم اللازم حتى لزم. إذاً لا بأس هذا لزمني لكن مجاملة، هكذا مجاملة، أو ليس معي مجال منه، لا بأس لزم لكن يمكن يكون لك حيَل شرعية لأجل أن لا يلزم، ثم تنطلق في طريق التهرب من أن يلزم، من أين يجب؛ لأنه هو مقدار العلاقة فيما بينك وبين الله، فأنت مكره: [مكره أخاك لا بطل] كما يقولون. وجب، يقال واجب وغصباً عنا، وإن كنا لم نعرف بعد لماذا وجب، لزم وإن لم نكن نعرف بعد لماذا لزم؟ لكن لزم؛ لأن الصيغة جاءت بعبارة [افعل] أو نحوها، فتأتي القواعد التي تفتح الأبواب أمامك، فتجعل هذا ما يلزم، فتتعلم كيف تتهرب من أن يلزم، ما يلزم، كيف تتهرب من أن يجب الواجب بالنسبة لك.. ثم نقول: عالم، عالم، وهو يتهرب عن الله، وهو يتهرب هناك عن أي شيء يلزمه، فيقول: يمكن أن نحاول أن لا يلزمنا، وهذا الشيء لم يلزمنا، وما قد وجب علينا.. وهكذا. هل هذا ممن يمكن أن نقول فيه:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (فاطر: من الآية28) لو أن قلبه مليء بخشية الله، لو أن قلبه مملوء بمعرفة الله الصحيحة، لو أن قلبه مليء بحب الله لما كان على هذا النحو، فيسير في طريق التهرب من الأعمال التي فيها رضا الله، حتى وإن كانت واجبة يتمسك بقواعد معينة تعفيه عن أن تكون قد وجبت عليه من وجهة نظر تلك القاعدة. إذاً لا بد أن نعود إلى القرآن الكريم؛ لنعرف من خلاله أنفسنا كعبيد لله سبحانه وتعالى، لنعرف من خلاله المعرفة الواسعة لكمال الله سبحانه وتعالى.. إلهنا.. وربنا.. وسيدنا.. ومالكنا.. والمنعم علينا. وحينئذٍ ستبدو، وسيبدو الحديث عن النعم في القرآن الكريم له أهمية كبيرة فيما يتعلق بنفسيتك، وفي تعاملك مع الله، وفي نظرتك نحو الله سبحانه وتعالى. ما يدلك على أهمية هذا، أنه يقرن الحديث عن نعمه بإرشاد عباده إلى عبادته والأمر لهم بعبادته فيقول سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاء
#ملزمة_الأسبوع 💐
🍀 #القسم_الثالث🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_وعده_ووعيده
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
{انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}. ألم يقل هكذا؟.. تحركوا؛ ليمسح أي نظرة من هذا الشعور الخاطئ الذي يأتي عند ضعاف الإيمان، متى ما حصل شيء فيه مشاق، حتى وإن كان ذلك الشخص الذي يقوده هو رسول الله، يعتبرونه مشكلة {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ}(آل عمران: من الآية164) يجب أن تعتبروه نعمة، إن هذه المواقف نعمة، وهذا الرجل نعمة عليكم، إنه منَّة من الله عليكم {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ}(آل عمران: من الآية164). ولأنها هي النقطة الخطيرة جداً التي يتجه الأعداء إليها، كانت إذاعات متعددة - كما يقال - أكثر من أربعة عشر إذاعة، ومحطات تلفزيونية كثيرة تتجه إلى داخل إيران أيام الإمام الخميني تحاول: توحي للناس بما يبعدهم عن ذلك القائد العظيم [مشاكل.. وإيران بدأت تدخل في أزمات اقتصادية بسبب هذا الشخص، والدماء الكثيرة سفكت من أبناء هذا الشعب؛ لأنهم انطلقوا وراء ذلك الشخص، هو شر، هو مشاكل، مصائب، بلاوي أحداث..] إلى آخره. لكنه هو من كان قد سبق إلى توعيتهم توعية من نوعية مهمة، الإمام الخميني، من أين جاء له ذلك؟. من القرآن الكريم، أي توعية للأمة من غير القرآن الكريم ستكون فاشلة. فكانت تلك الإذاعات تهذي دائما ولا يظهر لها أي أثر، كان يقول لهم: أولئك الذين يتحدثون معكم أليسوا أعداءكم؟ قالوا: نعم، قال: إذاً لا تصدقوهم، هل يمكن لعدوك أن ينصحك، كل كلامه هو من أجل أن يثبطك؛ لأنه يخافك، إذاً لا تصدقه. قطع المجال، وسد الأبواب في وجوه أي تأثير لإعلام الآخرين من الذين وقفوا ضد الثورة الإسلامية. المؤمن نفسه إذا ما ذكر بآيات الله، سواء تذكره موقفاً هو لديه معرفة نوعاً ما عنه، لكن آيات الله من خلال تذكيره بها سيظهر له أكثر وأكثر أهمية أن يكون له عمل، أن يكون له موقف أن ينطلق بجدية. وعندما يقول: {خَرُّوا سُجَّداً}(السجدة: من الآية15) أولئك الذين يخرون لله سجداً هم من يرفعون رأس الأمة. ليس معنى أن آيات الله هي تنكس الناس، وأن آيات الله هي التي تضع الناس فيخرون إلى الأرض. الناس الذين يخرون إلى الأرض سجداً لله خشوعاً لله وخضوعاً لله لا يستكبرون أبداً.. هم أولئك الذين يعلون كلمة الله، هم أولئك الذين يعلون رأس الأمة، هم الذين يعلون الدين ويظهرونه فوق الأديان كلها، هم هؤلاء {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} (السجدة:15) هم من سينطلقون انطلاقة فاعلة. لأنه ما هو الذي ينقصنا نحن ونحن نجمد، ونحن لا نتكلم سواء من كان منا باسم عالم، أو متعلم، أو عابد، أو أي لقب يحمله: أستاذ، أو نحوه، فلأنا لم نصل إلى هذه الدرجة بعد: الخشوع الكامل لله الذي لا يحصل إلا من خلال معرفته بشكل جيد، التسبيح لله بألسنتنا وقلوبنا، الثناء على الله هذا هو ما ينقصنا، أن هذه ليست حالة مترسخة في أعماق أنفسنا. فإذا ما ترسخت في نفوس الناس تراهم أمة قابلة للنهوض، تجتمع كلمتهم بسهولة، يتحركون بمسارعة. ألم نتحدث سابقا عن بعض آيات حول صفات المتقين أنهم يسارعون {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}(البقرة: من الآية148) {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} (آل عمران: من الآية133) قلنا في ذلك الدرس: أن هذه الآيات في [سورة آل عمران] من عند قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} إلى آخر الصفحة فيها من الحديث عن المتقين مطبوعة كلها بطابع المسارعة حتى في صيغها.. نحن نرى أنفسنا نتثاقل الآن.. أليس كذلك؟. نتحدث جميعا عندما نجلس هنا، أو نجلس في المدرسة، وقد يقول البعض: أنه يود أن يكون هناك من يسمع هذا الحديث، لكن هل انطلقنا بجدية ومسارعة إلى أن نعمل العمل الكثير الذي يجعل الآخرين يسمعون هذا الحديث الذي قد تراه حديثا مناسبا أن يسمعه الآخرون.. حالة التثاقل، التباطؤ, وهي حالة سيئة عواقبها سيئة، ما تزال ماثلة.. لماذا؟ لسنا بعد ممن وصل إلى هذه الدرجة: {إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً} لعظم تأثيرها في نفوسهم {وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} لا يستنكفون أمام أي شيء من آيات الله يسمعونه. وأحيانا قد يكون موقف الإنسان موقف المستكبر، لكنه يبحث عن أي تبرير لموقفه، وهو يقعد أو وهو يعارض عملا مثل هذا يراه الآخرون أنه عمل فيه إرضاء لله، وفيه نصر لدينه، أو يعبر عن موقف ما في مواجهة أعدائه ينطلق للتبريرات يعملها؛ لأنه في واقعه مستكبر، كلام سمعه من صغير وهو يحمل لقبا أكبر من لقب هذا، علامة مثلا، أو شيخ، أو فلان. فهو إذا ما قبل؛ لأن معنى
🍀 #القسم_الثالث🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_وعده_ووعيده
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن - صعدة
{انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}. ألم يقل هكذا؟.. تحركوا؛ ليمسح أي نظرة من هذا الشعور الخاطئ الذي يأتي عند ضعاف الإيمان، متى ما حصل شيء فيه مشاق، حتى وإن كان ذلك الشخص الذي يقوده هو رسول الله، يعتبرونه مشكلة {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ}(آل عمران: من الآية164) يجب أن تعتبروه نعمة، إن هذه المواقف نعمة، وهذا الرجل نعمة عليكم، إنه منَّة من الله عليكم {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ}(آل عمران: من الآية164). ولأنها هي النقطة الخطيرة جداً التي يتجه الأعداء إليها، كانت إذاعات متعددة - كما يقال - أكثر من أربعة عشر إذاعة، ومحطات تلفزيونية كثيرة تتجه إلى داخل إيران أيام الإمام الخميني تحاول: توحي للناس بما يبعدهم عن ذلك القائد العظيم [مشاكل.. وإيران بدأت تدخل في أزمات اقتصادية بسبب هذا الشخص، والدماء الكثيرة سفكت من أبناء هذا الشعب؛ لأنهم انطلقوا وراء ذلك الشخص، هو شر، هو مشاكل، مصائب، بلاوي أحداث..] إلى آخره. لكنه هو من كان قد سبق إلى توعيتهم توعية من نوعية مهمة، الإمام الخميني، من أين جاء له ذلك؟. من القرآن الكريم، أي توعية للأمة من غير القرآن الكريم ستكون فاشلة. فكانت تلك الإذاعات تهذي دائما ولا يظهر لها أي أثر، كان يقول لهم: أولئك الذين يتحدثون معكم أليسوا أعداءكم؟ قالوا: نعم، قال: إذاً لا تصدقوهم، هل يمكن لعدوك أن ينصحك، كل كلامه هو من أجل أن يثبطك؛ لأنه يخافك، إذاً لا تصدقه. قطع المجال، وسد الأبواب في وجوه أي تأثير لإعلام الآخرين من الذين وقفوا ضد الثورة الإسلامية. المؤمن نفسه إذا ما ذكر بآيات الله، سواء تذكره موقفاً هو لديه معرفة نوعاً ما عنه، لكن آيات الله من خلال تذكيره بها سيظهر له أكثر وأكثر أهمية أن يكون له عمل، أن يكون له موقف أن ينطلق بجدية. وعندما يقول: {خَرُّوا سُجَّداً}(السجدة: من الآية15) أولئك الذين يخرون لله سجداً هم من يرفعون رأس الأمة. ليس معنى أن آيات الله هي تنكس الناس، وأن آيات الله هي التي تضع الناس فيخرون إلى الأرض. الناس الذين يخرون إلى الأرض سجداً لله خشوعاً لله وخضوعاً لله لا يستكبرون أبداً.. هم أولئك الذين يعلون كلمة الله، هم أولئك الذين يعلون رأس الأمة، هم الذين يعلون الدين ويظهرونه فوق الأديان كلها، هم هؤلاء {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} (السجدة:15) هم من سينطلقون انطلاقة فاعلة. لأنه ما هو الذي ينقصنا نحن ونحن نجمد، ونحن لا نتكلم سواء من كان منا باسم عالم، أو متعلم، أو عابد، أو أي لقب يحمله: أستاذ، أو نحوه، فلأنا لم نصل إلى هذه الدرجة بعد: الخشوع الكامل لله الذي لا يحصل إلا من خلال معرفته بشكل جيد، التسبيح لله بألسنتنا وقلوبنا، الثناء على الله هذا هو ما ينقصنا، أن هذه ليست حالة مترسخة في أعماق أنفسنا. فإذا ما ترسخت في نفوس الناس تراهم أمة قابلة للنهوض، تجتمع كلمتهم بسهولة، يتحركون بمسارعة. ألم نتحدث سابقا عن بعض آيات حول صفات المتقين أنهم يسارعون {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}(البقرة: من الآية148) {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} (آل عمران: من الآية133) قلنا في ذلك الدرس: أن هذه الآيات في [سورة آل عمران] من عند قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} إلى آخر الصفحة فيها من الحديث عن المتقين مطبوعة كلها بطابع المسارعة حتى في صيغها.. نحن نرى أنفسنا نتثاقل الآن.. أليس كذلك؟. نتحدث جميعا عندما نجلس هنا، أو نجلس في المدرسة، وقد يقول البعض: أنه يود أن يكون هناك من يسمع هذا الحديث، لكن هل انطلقنا بجدية ومسارعة إلى أن نعمل العمل الكثير الذي يجعل الآخرين يسمعون هذا الحديث الذي قد تراه حديثا مناسبا أن يسمعه الآخرون.. حالة التثاقل، التباطؤ, وهي حالة سيئة عواقبها سيئة، ما تزال ماثلة.. لماذا؟ لسنا بعد ممن وصل إلى هذه الدرجة: {إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً} لعظم تأثيرها في نفوسهم {وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} لا يستنكفون أمام أي شيء من آيات الله يسمعونه. وأحيانا قد يكون موقف الإنسان موقف المستكبر، لكنه يبحث عن أي تبرير لموقفه، وهو يقعد أو وهو يعارض عملا مثل هذا يراه الآخرون أنه عمل فيه إرضاء لله، وفيه نصر لدينه، أو يعبر عن موقف ما في مواجهة أعدائه ينطلق للتبريرات يعملها؛ لأنه في واقعه مستكبر، كلام سمعه من صغير وهو يحمل لقبا أكبر من لقب هذا، علامة مثلا، أو شيخ، أو فلان. فهو إذا ما قبل؛ لأن معنى
البرنامج اليومي لرجال الله
#ملزمة_الأسبوع
#القسم_الثالث
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا))
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
#اليمن - #صعدة
المؤمن الصادق في إيمانه يصل به الحال إلى هذه الدرجة: أن يبذل نفسه، ويبذل ماله مهما كان عزيزاً لديه، مهما كان محبوباً لديه، يبذله في سبيل الله، لماذا؟ الله طلب منا أن ننفق وله خزائن السموات والأرض، وهو القادر على أن يمول ما يريد بدون أن يطلب منا نحن أن ننفق؛ لأن القضية هي مرتبطة بنا، قضية ابتلاء، وليست قضية استعانة منه سبحانه وتعالى بنا، قضية ابتلاء لنا: هل نحن صادقون في إيماننا، هل نحن صادقون في عبوديتنا لله؟ إذاً سنطبق ما يريد منا حتى وإن كان فيما يعز علينا سنمتثل، سنطبق، سننفذ. ولذلك الله خاطبنا في هذا المجال في القرآن الكريم بأسلوب عجيب سمّاه قرضاً {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً}(البقرة: من الآية245) استقراض، لأنه يعلم أننا شديدي الحرص على المال، فلم يكتف سبحانه وتعالى - لأنه رحيم بنا - لم يكتف أن يبتلينا في المال فقط، وهو قادر على ذلك يقول: أنت أنفق، أد الزكاة، بل دفعنا بلطفه، برحمته إلى أن نلتزم في هذا الجانب فنطبق، ونبرهن على صدق إيماننا، فأحاط مسألة المال بكثير من الترغيب. أولاً: سمّاه قرضاً، وهو الغني، هو ملك السموات والأرض، يقول للعبد من عباده: أقرضني، اعتبر هذا المال الذي أريد منك أن تنفقه في سبيلي، أو على مسكين من عبيدي، أريد منك أن تعتبره قرضاً لدي، وأنا ملتزم أن أرد إليك ما أقرضتني مضاعفاً! {فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً}أليس هذا من رحمة الله بنا؟ أنه يشجعنا على تنفيذ هذا الواجب الذي هو صعب على نفوسنا. يقول سبحانه وتعالى أيضاً: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (البقرة:261) يعد بمضاعفة إلى نحو سبع مائة ضعف، ريال تنفقه في سبيل الله يتضاعف لك أجره إلى نحو سبع مائة ضعف {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} إلى ما هو أكثر من هذا المقدار، ويعد بشكل صريح {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}(سـبأ: من الآية39) {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ}(لأنفال: من الآية60). نلاحظ كيف أنه برحمته سبحانه وتعالى يدفعنا إلى أن ننفذ هذا الواجب الشديد على نفوسنا بترغيب كبير كبير جداً جداً، يسميه قرضاً سيرده [مثني, مثلوث, معشور]، وعد بأنه سيخلف فعلاً، ما أنفقته سيرده عليك في الدنيا هذه بطريقة أو بأخرى، وإن لم أكن أعلم، أو أستطيع أن أعرف من أين سيأتي تعويض ما أنفقت، يعدني بمضاعفة الأجر إلى سبع مائة ضعف، وإلى ما هو أكثر من ذلك، ومع هذا لا تزال نسبة الملتزمين بهذا الأمر الإلهي الهام - على الرغم من كل هذا الترغيب الكبير - لا يزال نسبة قليلة جداً من الناس أقل بكثير من نسبة المصلين، أقل بكثير من نسبة الصائمين؛ لأن المال محك {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً} (الفجر:20) ودليل على صدق العبودية، ودليل على صدق الإيمان، بل جعله صفة من صفات المؤمنين، المؤمن الذي يتصور بأن بإمكانه أن يكون مؤمناً والجانب المالي لا أحد يمسه غير صادق في إيمانه أبداً، غير صادق في دعواه للتقوى. فالابتلاء في هذا المجال كان بهذا الشكل. ابتلانا أيضاً فيما يتعلق بالجانب المعنوي باعتبار الإنسان يحب التعالي، والسمو، والرفعة، ولا يريد أن يرى فوقه من هو أعلى منه، لا يريد أن يرى فوقه من هو أعلى منه، ولا يريد أن يبصر فوقه من يمكن أن يدين له بالفضل عليه، أو بأنه أفضل منه، هذه تناولتها ابتلاءات كثيرة جداً، هذا المجال تركيعي، تركيعي كعبد لله سبحانه وتعالى، أحطم كل هذا الكبرياء ابتلاءات كثيرة منها الحج، الحج ماذا يعني؟ أليس هناك بيت من أحجار، في مكان محدد؟ أحجار، وهناك مواقف أخرى، عرفات، منى، مزدلفة، مواقع محددة، أماكن ترمي فيها أحجار، أماكن لازم أن تبيت فيها، بيت لابد أن تطوف حوله، مسعى لابد أن تتحرك فيه، من هذه الصخرة إلى هذه الصخرة. أيضاً هذا ابتلاء يتجلى مدى صدق ادعائي العبودية لله، أنا لا يمكن أن أقول: لماذا يأمرني أن أطوف حول هذه الأحجار؟ ما قيمتها؟ ما فائدتها؟ ما أهميتها؟.. وهكذا.. إلى مجالات أوسع فيما يتعلق بهذا الجانب، جانب تحطيم الكبرياء التي تتعارض مع ما تتطلبه العبودية من تسليم لله سبحانه وتعالى. مع ما يقتضيه الإقرار بالعبودية لله من تسليم كامل لله سبحانه وتعالى. إذا فعندما تقول: ربنا الله، ربنا الله، يجب أن أفهم بأن معنى هذا: أنني عبد له، وأنا أعلم أنه سيبتليني في مالي، وفي الأشياء المعنويات لدي، سيبتليني بالأشياء المعنويات لدي.
🍂🍀🍂🍀🍂
#ملزمة_الأسبوع
#القسم_الثالث
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا))
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
#اليمن - #صعدة
المؤمن الصادق في إيمانه يصل به الحال إلى هذه الدرجة: أن يبذل نفسه، ويبذل ماله مهما كان عزيزاً لديه، مهما كان محبوباً لديه، يبذله في سبيل الله، لماذا؟ الله طلب منا أن ننفق وله خزائن السموات والأرض، وهو القادر على أن يمول ما يريد بدون أن يطلب منا نحن أن ننفق؛ لأن القضية هي مرتبطة بنا، قضية ابتلاء، وليست قضية استعانة منه سبحانه وتعالى بنا، قضية ابتلاء لنا: هل نحن صادقون في إيماننا، هل نحن صادقون في عبوديتنا لله؟ إذاً سنطبق ما يريد منا حتى وإن كان فيما يعز علينا سنمتثل، سنطبق، سننفذ. ولذلك الله خاطبنا في هذا المجال في القرآن الكريم بأسلوب عجيب سمّاه قرضاً {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً}(البقرة: من الآية245) استقراض، لأنه يعلم أننا شديدي الحرص على المال، فلم يكتف سبحانه وتعالى - لأنه رحيم بنا - لم يكتف أن يبتلينا في المال فقط، وهو قادر على ذلك يقول: أنت أنفق، أد الزكاة، بل دفعنا بلطفه، برحمته إلى أن نلتزم في هذا الجانب فنطبق، ونبرهن على صدق إيماننا، فأحاط مسألة المال بكثير من الترغيب. أولاً: سمّاه قرضاً، وهو الغني، هو ملك السموات والأرض، يقول للعبد من عباده: أقرضني، اعتبر هذا المال الذي أريد منك أن تنفقه في سبيلي، أو على مسكين من عبيدي، أريد منك أن تعتبره قرضاً لدي، وأنا ملتزم أن أرد إليك ما أقرضتني مضاعفاً! {فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً}أليس هذا من رحمة الله بنا؟ أنه يشجعنا على تنفيذ هذا الواجب الذي هو صعب على نفوسنا. يقول سبحانه وتعالى أيضاً: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (البقرة:261) يعد بمضاعفة إلى نحو سبع مائة ضعف، ريال تنفقه في سبيل الله يتضاعف لك أجره إلى نحو سبع مائة ضعف {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} إلى ما هو أكثر من هذا المقدار، ويعد بشكل صريح {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}(سـبأ: من الآية39) {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ}(لأنفال: من الآية60). نلاحظ كيف أنه برحمته سبحانه وتعالى يدفعنا إلى أن ننفذ هذا الواجب الشديد على نفوسنا بترغيب كبير كبير جداً جداً، يسميه قرضاً سيرده [مثني, مثلوث, معشور]، وعد بأنه سيخلف فعلاً، ما أنفقته سيرده عليك في الدنيا هذه بطريقة أو بأخرى، وإن لم أكن أعلم، أو أستطيع أن أعرف من أين سيأتي تعويض ما أنفقت، يعدني بمضاعفة الأجر إلى سبع مائة ضعف، وإلى ما هو أكثر من ذلك، ومع هذا لا تزال نسبة الملتزمين بهذا الأمر الإلهي الهام - على الرغم من كل هذا الترغيب الكبير - لا يزال نسبة قليلة جداً من الناس أقل بكثير من نسبة المصلين، أقل بكثير من نسبة الصائمين؛ لأن المال محك {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً} (الفجر:20) ودليل على صدق العبودية، ودليل على صدق الإيمان، بل جعله صفة من صفات المؤمنين، المؤمن الذي يتصور بأن بإمكانه أن يكون مؤمناً والجانب المالي لا أحد يمسه غير صادق في إيمانه أبداً، غير صادق في دعواه للتقوى. فالابتلاء في هذا المجال كان بهذا الشكل. ابتلانا أيضاً فيما يتعلق بالجانب المعنوي باعتبار الإنسان يحب التعالي، والسمو، والرفعة، ولا يريد أن يرى فوقه من هو أعلى منه، لا يريد أن يرى فوقه من هو أعلى منه، ولا يريد أن يبصر فوقه من يمكن أن يدين له بالفضل عليه، أو بأنه أفضل منه، هذه تناولتها ابتلاءات كثيرة جداً، هذا المجال تركيعي، تركيعي كعبد لله سبحانه وتعالى، أحطم كل هذا الكبرياء ابتلاءات كثيرة منها الحج، الحج ماذا يعني؟ أليس هناك بيت من أحجار، في مكان محدد؟ أحجار، وهناك مواقف أخرى، عرفات، منى، مزدلفة، مواقع محددة، أماكن ترمي فيها أحجار، أماكن لازم أن تبيت فيها، بيت لابد أن تطوف حوله، مسعى لابد أن تتحرك فيه، من هذه الصخرة إلى هذه الصخرة. أيضاً هذا ابتلاء يتجلى مدى صدق ادعائي العبودية لله، أنا لا يمكن أن أقول: لماذا يأمرني أن أطوف حول هذه الأحجار؟ ما قيمتها؟ ما فائدتها؟ ما أهميتها؟.. وهكذا.. إلى مجالات أوسع فيما يتعلق بهذا الجانب، جانب تحطيم الكبرياء التي تتعارض مع ما تتطلبه العبودية من تسليم لله سبحانه وتعالى. مع ما يقتضيه الإقرار بالعبودية لله من تسليم كامل لله سبحانه وتعالى. إذا فعندما تقول: ربنا الله، ربنا الله، يجب أن أفهم بأن معنى هذا: أنني عبد له، وأنا أعلم أنه سيبتليني في مالي، وفي الأشياء المعنويات لدي، سيبتليني بالأشياء المعنويات لدي.
🍂🍀🍂🍀🍂
🍀#القسم_الثالث🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما الضمانة في تسيير كل نعم الله المسخرة لنا في المجال الذي يريده الله، لا كما هو حال العالم الغربي اليوم الذي يستخدمها في إفساد النفوس والواقع؟
🔸 – كيف يرتبط الانطلاق الصحيح فيما وجهنا الله إليه بالتدبر في نعم الله؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (3 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#نعم_الله_الدرس_الثالث
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 20/1/2002م
اليمن – صعدة
ولهذا جاء في الحديث: ((أن اليمين الغموس ليس لها جزاء إلا جهنم)) ، ((وأن اليمين الغموس تذر الديار من أهلها بلاقع)) تتدهور أحوالهم، والموت يفتك بهم فتصبح بيوتهم خالية, لماذا؟ لأنك باسم الله أضفيت على الباطل صبغة الحق، والله يريد أن تكون باسمه ترتدع عن الباطل. هذه واحدة من الإساءات البالغة التي قد تحصل منك باستخدام النعمة العظيمة التي وهبك الله إياها وأسبغ عليك بها، نعمة النطق، البيان، الإعراب بالكلمات, بالأحرف بواسطة لسانك وشفتيك. أن تأتي لتشهد شهادة زور، شهادة الزور هي نفس الشيء تشبه اليمين الفاجرة؛ لأنك تقول: أشهد لله أن هذه القضية كذا وكذا، وهي ما أسوأها وما أقبحها، شهادة الزور.. وهكذا كم سترى أن كثيراً من المعاصي يمكن أن تستخدم بواسطة النطق فتكون ممن سخر نعمة الله عليك في معصيته، في ظلم الآخرين، في أخذ حقوق الآخرين، في الحط من مكانتهم، في هتك أعراضهم، في تأييد الباطل. إذاً فاستحِ من الله، وتذكَّر بأن هذه نعمة عظيمة أنعم بها عليك. من هنا نعرف أهمية أن يذكِّرنا الله وأن يطلب منا أن نتذكر نعمه العظيمة علينا؛ لأن لها علاقة كبيرة بنا، باعتبار أنها هي الآليات التي بها نطيع وبها نعصي، فمتى ما تذكَّرنا أنها نعمة منه فإن هذا سيوجد في أنفسنا حياء من الله، أن نتوقف عما طلب منا فيها، أو أن ننطلق لاستخدامها في معاصيه. من الأشياء التي يظهر بتذكر أن ما بين أيدينا هو من نعمة الله علينا كونها من مفردات هذا العالم الذي نحن خلفاء لله فيه. لاحظ كم سيظهر من أثر كبير لتذكر نعمة الله، أنت عندما تتقلب داخل مفردات وأجزاء هذا العالم فتصنِّع وتنتج وتبدع وتعمر .. وأشياء كثيرة، إذا ما كنت متذكراً بأنها من نعمة الله، إذا ما كان الناس متذكرين بأن هذه الأشياء هي من نعمة الله عليهم فإنهم سيخشون من الله وسيستحيون من الله أن تستخدم في معاصيه، أو أن تستخدم في الإضرار بالآخرين من عباده. عندما انطلق الغربيون في التصنيع، وباستخدام المنتجات المتعددة في مختلف المجالات، ألسنا نرى ما أكثر ما تستغل في الإفساد في الأرض، وفي إفساد عباد الله وفي ظلم الناس؟ لو كانوا هم ممن يتذكر بأن ما بين أيديهم من طاقة، ما بين أيديهم من آليات، ما بين أيديهم من إمكانيات هي نعمة من الله عليهم، نعمة, يتذكرون هذه: أنها نعمة لاستحوا من الله أن تستخدم فيما هو إفساد لعباده وإبعاد لعباده عن طاعته وعبادته، فيصبح حينئذٍ تذكر أنها نعمة من الله يشكل ضمانة في تسيير كل هذه المسخرات في المجال الذي يريد الله سبحانه وتعالى، في عمارة الأرض بالصلاح. أن تتذكر بأن هذه نعم من الله سبحانه وتعالى عليك، لا أن تراها وكأنها هي أشياء طبيعية ثابتة هنا، وكأنها هنا من زمان وهي على ما هي عليه، لا تتذكر بأنها من الله هو الذي منحها، كم سيفوتك من أشياء كثيرة مما يمكن أن تعطيه هي من معرفة، وترسيخ معرفة لله سبحانه وتعالى فيما يتعلق بحكمته وقدرته ورعايته ولطفه ورحمته، لا تستفيد منها هذه المعاني المهمة. متى ما تذكرت أن كل ما أرى, كل ما أستمتع به في مختلف شؤون حياتي هو نعمة من الله سبحانه وتعالى، وأرى من خلال آياته الكريمة أنه يريد مني أن أقدرها، أن تكون ذات قيمة لدي، ألم ينهنا عن التبذير؟ ألم ينهنا عن الإسراف؟ هو تنبيه على أنه ينبغي أن يكون لهذه الأشياء قيمة لديكم، هي ذات قيمة، فإذا ما نظرت إليها كذات قيمة مصاحب هذا الشعور للشعور والتذكر بأنها نعمة من الله سبحانه وتعالى عليك، نعمة على الناس جميعاً، فإن هذا هو ما يساعد على أن تتأمل في ما تعطيه هي من معارف، في كونها من مظاهر قدرة الله، في كونها من مظاهر رحمة الله، في كونها من مظاهر رعاية الله فيترسخ ويزداد إيمانك كثيراً كثيراً بالله سبحانه وتعالى, وتعظم ثقتك به. والموضوع من أساسه هو الحديث عن كيف نثق بالله, أليس هذا هو الموضوع؟ هو كيف نثق بالله سبحانه وتعالى؟ تدلنا هذه على أن من فعلها هو عظيم الرعاية لنا، عظيم الإحسان إلينا، حكيم في تدبيره، فما وجهنا إليه، وما أرشدنا إليه، لا يمكن أن يكون فيه مجازفة، ولا خطأ، ولا ورطة لنا، ولا تصرف أحمق، هو حكيم فيساعدك تذكر أن ما بين يديك من نعمة الله يساعدك على تكرير التأمل فيها لكونها ذات قيمة لديك، قيمة في واقع الحياة باعتبارها مما تمس الحاجة إليه في مختلف شؤون الحياة بالنسبة للناس جميعاً، مما لا تستقيم الحياة إلا بها فتزداد ثقتك بالله سبحانه تعالى وتعظم ثقتك به، ومتى ما عظمت ثقتك بالله انطلقت في كل ما وجهك إليه؛ ل
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما الضمانة في تسيير كل نعم الله المسخرة لنا في المجال الذي يريده الله، لا كما هو حال العالم الغربي اليوم الذي يستخدمها في إفساد النفوس والواقع؟
🔸 – كيف يرتبط الانطلاق الصحيح فيما وجهنا الله إليه بالتدبر في نعم الله؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (3 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#نعم_الله_الدرس_الثالث
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 20/1/2002م
اليمن – صعدة
ولهذا جاء في الحديث: ((أن اليمين الغموس ليس لها جزاء إلا جهنم)) ، ((وأن اليمين الغموس تذر الديار من أهلها بلاقع)) تتدهور أحوالهم، والموت يفتك بهم فتصبح بيوتهم خالية, لماذا؟ لأنك باسم الله أضفيت على الباطل صبغة الحق، والله يريد أن تكون باسمه ترتدع عن الباطل. هذه واحدة من الإساءات البالغة التي قد تحصل منك باستخدام النعمة العظيمة التي وهبك الله إياها وأسبغ عليك بها، نعمة النطق، البيان، الإعراب بالكلمات, بالأحرف بواسطة لسانك وشفتيك. أن تأتي لتشهد شهادة زور، شهادة الزور هي نفس الشيء تشبه اليمين الفاجرة؛ لأنك تقول: أشهد لله أن هذه القضية كذا وكذا، وهي ما أسوأها وما أقبحها، شهادة الزور.. وهكذا كم سترى أن كثيراً من المعاصي يمكن أن تستخدم بواسطة النطق فتكون ممن سخر نعمة الله عليك في معصيته، في ظلم الآخرين، في أخذ حقوق الآخرين، في الحط من مكانتهم، في هتك أعراضهم، في تأييد الباطل. إذاً فاستحِ من الله، وتذكَّر بأن هذه نعمة عظيمة أنعم بها عليك. من هنا نعرف أهمية أن يذكِّرنا الله وأن يطلب منا أن نتذكر نعمه العظيمة علينا؛ لأن لها علاقة كبيرة بنا، باعتبار أنها هي الآليات التي بها نطيع وبها نعصي، فمتى ما تذكَّرنا أنها نعمة منه فإن هذا سيوجد في أنفسنا حياء من الله، أن نتوقف عما طلب منا فيها، أو أن ننطلق لاستخدامها في معاصيه. من الأشياء التي يظهر بتذكر أن ما بين أيدينا هو من نعمة الله علينا كونها من مفردات هذا العالم الذي نحن خلفاء لله فيه. لاحظ كم سيظهر من أثر كبير لتذكر نعمة الله، أنت عندما تتقلب داخل مفردات وأجزاء هذا العالم فتصنِّع وتنتج وتبدع وتعمر .. وأشياء كثيرة، إذا ما كنت متذكراً بأنها من نعمة الله، إذا ما كان الناس متذكرين بأن هذه الأشياء هي من نعمة الله عليهم فإنهم سيخشون من الله وسيستحيون من الله أن تستخدم في معاصيه، أو أن تستخدم في الإضرار بالآخرين من عباده. عندما انطلق الغربيون في التصنيع، وباستخدام المنتجات المتعددة في مختلف المجالات، ألسنا نرى ما أكثر ما تستغل في الإفساد في الأرض، وفي إفساد عباد الله وفي ظلم الناس؟ لو كانوا هم ممن يتذكر بأن ما بين أيديهم من طاقة، ما بين أيديهم من آليات، ما بين أيديهم من إمكانيات هي نعمة من الله عليهم، نعمة, يتذكرون هذه: أنها نعمة لاستحوا من الله أن تستخدم فيما هو إفساد لعباده وإبعاد لعباده عن طاعته وعبادته، فيصبح حينئذٍ تذكر أنها نعمة من الله يشكل ضمانة في تسيير كل هذه المسخرات في المجال الذي يريد الله سبحانه وتعالى، في عمارة الأرض بالصلاح. أن تتذكر بأن هذه نعم من الله سبحانه وتعالى عليك، لا أن تراها وكأنها هي أشياء طبيعية ثابتة هنا، وكأنها هنا من زمان وهي على ما هي عليه، لا تتذكر بأنها من الله هو الذي منحها، كم سيفوتك من أشياء كثيرة مما يمكن أن تعطيه هي من معرفة، وترسيخ معرفة لله سبحانه وتعالى فيما يتعلق بحكمته وقدرته ورعايته ولطفه ورحمته، لا تستفيد منها هذه المعاني المهمة. متى ما تذكرت أن كل ما أرى, كل ما أستمتع به في مختلف شؤون حياتي هو نعمة من الله سبحانه وتعالى، وأرى من خلال آياته الكريمة أنه يريد مني أن أقدرها، أن تكون ذات قيمة لدي، ألم ينهنا عن التبذير؟ ألم ينهنا عن الإسراف؟ هو تنبيه على أنه ينبغي أن يكون لهذه الأشياء قيمة لديكم، هي ذات قيمة، فإذا ما نظرت إليها كذات قيمة مصاحب هذا الشعور للشعور والتذكر بأنها نعمة من الله سبحانه وتعالى عليك، نعمة على الناس جميعاً، فإن هذا هو ما يساعد على أن تتأمل في ما تعطيه هي من معارف، في كونها من مظاهر قدرة الله، في كونها من مظاهر رحمة الله، في كونها من مظاهر رعاية الله فيترسخ ويزداد إيمانك كثيراً كثيراً بالله سبحانه وتعالى, وتعظم ثقتك به. والموضوع من أساسه هو الحديث عن كيف نثق بالله, أليس هذا هو الموضوع؟ هو كيف نثق بالله سبحانه وتعالى؟ تدلنا هذه على أن من فعلها هو عظيم الرعاية لنا، عظيم الإحسان إلينا، حكيم في تدبيره، فما وجهنا إليه، وما أرشدنا إليه، لا يمكن أن يكون فيه مجازفة، ولا خطأ، ولا ورطة لنا، ولا تصرف أحمق، هو حكيم فيساعدك تذكر أن ما بين يديك من نعمة الله يساعدك على تكرير التأمل فيها لكونها ذات قيمة لديك، قيمة في واقع الحياة باعتبارها مما تمس الحاجة إليه في مختلف شؤون الحياة بالنسبة للناس جميعاً، مما لا تستقيم الحياة إلا بها فتزداد ثقتك بالله سبحانه تعالى وتعظم ثقتك به، ومتى ما عظمت ثقتك بالله انطلقت في كل ما وجهك إليه؛ ل