من #علماء_زبيد
قبسٌ من نور تهامة:
التقيتُ اليوم بعد صلاة الجمعة في المسجد النبوي بالشيخ الفاضل المقرئ بالمسجد النبوي المتقن المبتسم رشيد نعمان حفظه الله.
فحدّثني حديثاً عجباً عن شيخه علامة تهامة الكبير عبدالله بن عمر الأهدل رحمه الله، هذا العلامة الكبير الحافظ مفتي مدينة الضحي، وسأسطر هنا ما قاله لي من عجائب سيرته.
عالم نحرير، نحوي خطير ، مسند الديار اليمنية، لا يكاد يدانى في علو إسناده، حافظ متقن، كان طلابه يصحِّحون نسخ البخاري ومسلم وقطر الندى ومتن الزبد وسائر متون العلم من حفظه.
كان متواضعاً بما لم تر عينك بمثله، غاضّ طرفه حتى ليخيَّل إليك أنّه أعمى من شدة وقاره، ولا تنحني إلا الغصون المثمرة الندية.
كان رحمه الله لا يدّرس إلا من حفظه، ويكاد يحفظ كل الكتب التي يقرؤها عليه طلابه، يقول الشيخ رشيد أنهم كانوا يذهبون إليه في المرعى فيدرسون عليه وهو يرعى ويحتطب.
ولما زار الشيخُ مقبلُ مدينة الضحيّ كان العلامة رحمه الله في المجلس، وكان الشيخ مقبل لا يعرفه، فأشار بعض الطلاب للشيخ مقبل إلى ذلك الرجل الذي يجلس جانبا صامتا في طرف المجلس، فسأله الشيخ مقبل عن مسألة نحوية، فأجاب إجابة العلماء، فسأله في الفقه والحديث والمصطلح فيجيب كأنما يقترف من بحر، فقرّبه الشيخ مقبل بجانبه، وأمسك بيده، وصاحبه طول رحلته لم يفارق يده أبداً، ولا يعرف الفضل لذي الفضل إلا ذووه.
كان رحمه الله خاشعاً تقياً نقياً، ما تنظر إليه إلا وذكّرك بالله، ولا لمحته إلا زاد إيمانك، من أقواله رحمه الله: "من أراد حسن الخاتمة؛ فعليه بحسن السابقة".
أما عن زهده فلولا ثقتي بتلميذه النجيب لما صدقت ذلك، عاش في فقر شديد، فكان يقوت أهله وعياله بالرعيّ والاحتطاب، وقد قدّر له بدعوة كريمة أن يذهب للكويت لمجلس سماع بعض كتب السنة، فأسندهم، فأكرموه بمال كثير، فلما رجع إلى قريته قسّمه كله، ولم ينم وفي يده منهم مثقال ذرة، فأصبح على صنعته من الاحتطاب، كأنه لم يذق نعيماً قط، فلم يفتنه غنى جاء بعد إملاق.
طلب العلم رحمه الله في زبيد والمرواعة والزيدية والمنيرة، حيث هرب ماشياً إلى زبيد رغم منع أهله له، ومن أبرز شيوخه العلامة الزوّاك رحمه الله وغيره، فنهل من معين معهد العلم العظيم ومنبع الأدب زبيد، حاضرة العلم والعلماء.
قلتُ: إن هذا العلامة إلا غصن من غصون تهامة العلم والعلماء، ولكن السطوة المطلعية كان لها دركات السوء في إهمال تهامة علماً وتاريخاً.
ولعلّ الله أن يُهيأ لتهامة من يكشف حجب السحب عن هؤلاء الأقمار الذين صفا نورهم، وأن يترجم لهم ترجمة تُلهم حاضرنا المؤلم.
🖊️ توفيق الغرباني
قبسٌ من نور تهامة:
التقيتُ اليوم بعد صلاة الجمعة في المسجد النبوي بالشيخ الفاضل المقرئ بالمسجد النبوي المتقن المبتسم رشيد نعمان حفظه الله.
فحدّثني حديثاً عجباً عن شيخه علامة تهامة الكبير عبدالله بن عمر الأهدل رحمه الله، هذا العلامة الكبير الحافظ مفتي مدينة الضحي، وسأسطر هنا ما قاله لي من عجائب سيرته.
عالم نحرير، نحوي خطير ، مسند الديار اليمنية، لا يكاد يدانى في علو إسناده، حافظ متقن، كان طلابه يصحِّحون نسخ البخاري ومسلم وقطر الندى ومتن الزبد وسائر متون العلم من حفظه.
كان متواضعاً بما لم تر عينك بمثله، غاضّ طرفه حتى ليخيَّل إليك أنّه أعمى من شدة وقاره، ولا تنحني إلا الغصون المثمرة الندية.
كان رحمه الله لا يدّرس إلا من حفظه، ويكاد يحفظ كل الكتب التي يقرؤها عليه طلابه، يقول الشيخ رشيد أنهم كانوا يذهبون إليه في المرعى فيدرسون عليه وهو يرعى ويحتطب.
ولما زار الشيخُ مقبلُ مدينة الضحيّ كان العلامة رحمه الله في المجلس، وكان الشيخ مقبل لا يعرفه، فأشار بعض الطلاب للشيخ مقبل إلى ذلك الرجل الذي يجلس جانبا صامتا في طرف المجلس، فسأله الشيخ مقبل عن مسألة نحوية، فأجاب إجابة العلماء، فسأله في الفقه والحديث والمصطلح فيجيب كأنما يقترف من بحر، فقرّبه الشيخ مقبل بجانبه، وأمسك بيده، وصاحبه طول رحلته لم يفارق يده أبداً، ولا يعرف الفضل لذي الفضل إلا ذووه.
كان رحمه الله خاشعاً تقياً نقياً، ما تنظر إليه إلا وذكّرك بالله، ولا لمحته إلا زاد إيمانك، من أقواله رحمه الله: "من أراد حسن الخاتمة؛ فعليه بحسن السابقة".
أما عن زهده فلولا ثقتي بتلميذه النجيب لما صدقت ذلك، عاش في فقر شديد، فكان يقوت أهله وعياله بالرعيّ والاحتطاب، وقد قدّر له بدعوة كريمة أن يذهب للكويت لمجلس سماع بعض كتب السنة، فأسندهم، فأكرموه بمال كثير، فلما رجع إلى قريته قسّمه كله، ولم ينم وفي يده منهم مثقال ذرة، فأصبح على صنعته من الاحتطاب، كأنه لم يذق نعيماً قط، فلم يفتنه غنى جاء بعد إملاق.
طلب العلم رحمه الله في زبيد والمرواعة والزيدية والمنيرة، حيث هرب ماشياً إلى زبيد رغم منع أهله له، ومن أبرز شيوخه العلامة الزوّاك رحمه الله وغيره، فنهل من معين معهد العلم العظيم ومنبع الأدب زبيد، حاضرة العلم والعلماء.
قلتُ: إن هذا العلامة إلا غصن من غصون تهامة العلم والعلماء، ولكن السطوة المطلعية كان لها دركات السوء في إهمال تهامة علماً وتاريخاً.
ولعلّ الله أن يُهيأ لتهامة من يكشف حجب السحب عن هؤلاء الأقمار الذين صفا نورهم، وأن يترجم لهم ترجمة تُلهم حاضرنا المؤلم.
🖊️ توفيق الغرباني
#تهامة
زبيد
المحراب الذي بناه الصحابي الجليل #أبي_موسى_الأشعري ونفر جليل من اصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم
كنز من الكنوز التاريخية في مدينة #زبيد
قبل أعوام اثناء ترميم #جامع_الاشاعره
تم العثور على مسجد ومحراب الصحابي أبي موسى الأشعري مدفونا تحت ارض جامع الاشاعره بعمق 6 امتار وهو أقدم محراب في تاريخ بناء المسجد موجود تحت ارضية المسجد
بعد زيارة الموقع المطمور تحت الارض ومعاينة المكان و البحث التدقيق للموقع من قبل الباحث عرفات الحضرمي
والاطلاع في مخطوطات #علماء_زبيد ومؤلفاتهم
ومنهم العلامة والمؤرخ #ابن_النقيب_المقداد صاحب مخطوط قرة العيون فيما حكاه الصالحون ، في فضل مسجد اﻻشاعر ،
الذي يوضح الوصف الكامل ل #محراب ابي موسى الاشعري وموقعه ومميزاته وصفة المصلى قديما
اتضح جليا أنه محراب الصحابي الجليل ابي موسى رضوان الله عليه ،
نتحدث عن محراب تاريخي #بمدينة_زبيد يتجاوز عمره ١٤٠٠ عام هجري بناه و صلى فيه صحابة النبي الكريم من ابناء قبيلة الاشاعره
هذه الصوره للمحراب بعد ترميمه من قبل الصندوق اﻻجتماعي للتنمية وهو الان موجود أسفل جامع الاشاعره وتم تشييد سلم للوصول اليه لمن اراد زيارتة والصلاه فيه ،
هنا استذكر قول علماؤنا في زبيد
إذا صليت فرضك بالاشاعر
وأكثرت الثنا عند المنابـر
شممت الطيب من جنات عدن
ورب العرش كان إليك ناظر
زبيد
المحراب الذي بناه الصحابي الجليل #أبي_موسى_الأشعري ونفر جليل من اصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم
كنز من الكنوز التاريخية في مدينة #زبيد
قبل أعوام اثناء ترميم #جامع_الاشاعره
تم العثور على مسجد ومحراب الصحابي أبي موسى الأشعري مدفونا تحت ارض جامع الاشاعره بعمق 6 امتار وهو أقدم محراب في تاريخ بناء المسجد موجود تحت ارضية المسجد
بعد زيارة الموقع المطمور تحت الارض ومعاينة المكان و البحث التدقيق للموقع من قبل الباحث عرفات الحضرمي
والاطلاع في مخطوطات #علماء_زبيد ومؤلفاتهم
ومنهم العلامة والمؤرخ #ابن_النقيب_المقداد صاحب مخطوط قرة العيون فيما حكاه الصالحون ، في فضل مسجد اﻻشاعر ،
الذي يوضح الوصف الكامل ل #محراب ابي موسى الاشعري وموقعه ومميزاته وصفة المصلى قديما
اتضح جليا أنه محراب الصحابي الجليل ابي موسى رضوان الله عليه ،
نتحدث عن محراب تاريخي #بمدينة_زبيد يتجاوز عمره ١٤٠٠ عام هجري بناه و صلى فيه صحابة النبي الكريم من ابناء قبيلة الاشاعره
هذه الصوره للمحراب بعد ترميمه من قبل الصندوق اﻻجتماعي للتنمية وهو الان موجود أسفل جامع الاشاعره وتم تشييد سلم للوصول اليه لمن اراد زيارتة والصلاه فيه ،
هنا استذكر قول علماؤنا في زبيد
إذا صليت فرضك بالاشاعر
وأكثرت الثنا عند المنابـر
شممت الطيب من جنات عدن
ورب العرش كان إليك ناظر
الشيخ العلامة حسين بن محمد الوصابي الشافعي:
هو شيخ مشايخنا العلامة المتفنن المقريء حسين محمد عبد الله الوصابي ولد في مدينة زبيد سنة 1301 هـ ـ1881م وبها نشأ وترعرع ودرس على عدد من علمائها، منهم: عبدالله محمد البطاح ومحمد سالم بازي الحنفي، و محمد يوسف جدي، وعلي محمد البطاح،وغيرهم من الأئمة الأعلام ثم سافر لأداء فريضة الحج سنة 1323هـ ـ 1905م، فدرس في مكة المكرمة والمدينة المنورة على عدد من العلماء، منهم: أحمد السناري ، والمحدث المسند عمر حمدان المحرسي، وياسين الخياري، ومحمد العمري، وحبيب المغربي، ثم سافر عام 1338هـ ـ 1920م إلى مدينة دمشق فدرس فيها على عدد من العلماء، فبرع في علم الفقه والحديث وعلوم العربية، وعلم القراءات، والجبر والمقابلة والهندسة والفلك، وعمل مدة مدرسًا في الجامع الأموي، ثم رحل إلى مدينة بيروت، ثم إلى مصر، ثم عاد إلى المدينة المنوّرة، ومنها عاد إلى مدينة زبيد، فدرس فيها ثانية على عباس بن داود السالمي، وسليمان محمد الأهدل شيخ الشافعية بزبيد آنذاك ومفتيها.
عيّن العلامة الوصابي مدرسًا للمدرسة العلمية في مدينة زبيد، ثم مديرًا لها، وعاملاً على أوقاف الوصايا فيها، وأقام إلى جانب ذلك حلقات علمية؛ تخرج منها العديد من العلماء منهم: العلامة المتفنن أحمد محمد الخليل، والعلامة محمد عبدالجليل الغزي، والأصولي العلامة أحمد علي السادة، وشيخنا العلامة أسد حمزة عبد القادر الأوسي وشيخنا العلامة المتفنن محمد علي إسماعيل عمر أحمد البطاح و يحيى عبدالرحمن الأنباري، و عبدالرحمن عبدالقادر الأنباري، ومحمد علي شرعان، وداود محمد السالمي، ومحمد أحمد عبدالرحمن فقيه الهندي.
ترك العلامة الوصابي العديد من المؤلفات منها: 1ـ التحفة الوصابية في الحساب والجبر والمقابلة. مخطوطة توجد في عدد من مكتبات مدينة زبيد وعندي نسخة منها. 2ـ الرحلة الشامية. مخطوطة وصف فيها رحلته إلى بلاد الشام، توجد في مكتبة ابنه سليمان بن حسين الوصابي في مدينة زبيد. 3ـ الرحلة الصنعانية. 4ـ النفحة الزبيدية في المسائل الرملية.
أجاز له الكثير من العلماء ممن رحل إليه ومن تواضعه أنه استجاز العلامة المقريء يحيى الحليلي فأجازه، والعلامة الوصابي أكبر سنا وأعلى إسناد من العلامة الحليلي.
كان قويَّ الشخصية، مهابًا، صريحًا في قول الحقِّ، لا يرضى بالظلم، ومن ذلك كما ذكر المؤرخ عبد الرحمن الحضرمي في تاريخ زبيد أنّ الإمام يحيى محمد حميد الدين ولّى علي الذاري عاملاً على مدينة زبيد، فأظهر نوعًا من الشدة على أهل مدينة زبيد، فما كان من صاحب الترجمة إلا أنْ سافر إلى الإمام في مدينة صنعاء، وشكا عامله المذكور، فأعفى الإمام عامله عن مدينة زبيد، ونقله إلى مكان آخر.
أصيب عام 1384هـ ـ 1964م بمرض الشلل، فلازم بيته مواظبا على التدريس، لا يخرج إلا لصلاة الجمعة، ثم اشتدَّ به المرض حتى توفي سنة 1393هـ 1973م ، فرثاه عدد من تلاميذه وممن رثاه العلامة الأديب اللغوي محمد بن عمر الأهدل رحمه يقول فيها:
جل المصاب بموت نجل محـــمد شيخ الشـوخ إمام كـل إمامِ
فقدت كنوز العلم كاشف سـرها حلال مشكلها علـى الأفهامِ
وبكت ربـوع الـفقه حارس دارها والـنحو والتـصريف في إسهامِ
قد كنت للتجويــد خــير ملقّنٍ فالشاطبيــة فـــي نواح دامِ
وبكتك آيــات الكتـــاب لأنها رزأت بحبـــر بـــزٍّ للإعلامِ
ودهى رجال العـلم خـطب عندما سمعوا النعاة بخطبك الـــــهدامِ
ثكلت زبيــد وحيدها الأواه في ** جنــح الظـلام وصـــائم الأيامِ
✍//سعيد الجابري
==
#علماء_زبيد:
#حسين_الوصابي:
(1301-1393هـ/1883–1973م)
هو الشيخ العلامة، سلم أهل الاستـقامة، الصابر المثابر، شيخ الأصاغر والأكابر، المتـفنن المتـقن، والعالم اللّسِن، حسين بن محمد بن عبدالله الوصابي الزبيدي ثم المدني، المولود في سنة1301هـ بمدينة زبيد، تربى بين حضن والده،..حتى بلغ سن السابعة عشر من مولده، فأخذه السيد العلامة عبدالله بن محمد البطاح وأحضره في مجلس تدريسه لما يرى له من الذهن الوقاد والنباهة، وقال لوالده: "اقطَع عنه علائق الدنيا ودعه وشأنه ليقرأ العلم الشريف ورزقه على الله"، وكان والده فَقيراً لا يقدر أن يقوم بكفايته إلا بالمشاركة معه في عمل الصباغة للبز الأسود فامتثلَ والده للسيد المذكور وتركه يقرأ العلم.
ومن هنا فتح الله عليه بالفتوحات الربانية ويسر له جميع مطالبه، فابتدأ بالقراءة على يد شيخه السيد عبدالله البطاح ومما أخذه عليه متن أبي شجاع، والآجرومية ثم شرح الشيخ خالد الأزهري ثم المتمّمة ثم شرح المصنـف. وحفظ على يديه بعضاً من ألفية إبن مالك وإبن قاسم الغزي ثم التحرير ثم المنهاج إلى الوصايا، وهنا إشارة خفية من شيخه لصاحب الترجمة لكونه سيتولى إمارة الوصايا بزبيد في المآل وهذه دقيقة غامضة من شيخه لا يعرفها إلا من على منوالهم.
هو شيخ مشايخنا العلامة المتفنن المقريء حسين محمد عبد الله الوصابي ولد في مدينة زبيد سنة 1301 هـ ـ1881م وبها نشأ وترعرع ودرس على عدد من علمائها، منهم: عبدالله محمد البطاح ومحمد سالم بازي الحنفي، و محمد يوسف جدي، وعلي محمد البطاح،وغيرهم من الأئمة الأعلام ثم سافر لأداء فريضة الحج سنة 1323هـ ـ 1905م، فدرس في مكة المكرمة والمدينة المنورة على عدد من العلماء، منهم: أحمد السناري ، والمحدث المسند عمر حمدان المحرسي، وياسين الخياري، ومحمد العمري، وحبيب المغربي، ثم سافر عام 1338هـ ـ 1920م إلى مدينة دمشق فدرس فيها على عدد من العلماء، فبرع في علم الفقه والحديث وعلوم العربية، وعلم القراءات، والجبر والمقابلة والهندسة والفلك، وعمل مدة مدرسًا في الجامع الأموي، ثم رحل إلى مدينة بيروت، ثم إلى مصر، ثم عاد إلى المدينة المنوّرة، ومنها عاد إلى مدينة زبيد، فدرس فيها ثانية على عباس بن داود السالمي، وسليمان محمد الأهدل شيخ الشافعية بزبيد آنذاك ومفتيها.
عيّن العلامة الوصابي مدرسًا للمدرسة العلمية في مدينة زبيد، ثم مديرًا لها، وعاملاً على أوقاف الوصايا فيها، وأقام إلى جانب ذلك حلقات علمية؛ تخرج منها العديد من العلماء منهم: العلامة المتفنن أحمد محمد الخليل، والعلامة محمد عبدالجليل الغزي، والأصولي العلامة أحمد علي السادة، وشيخنا العلامة أسد حمزة عبد القادر الأوسي وشيخنا العلامة المتفنن محمد علي إسماعيل عمر أحمد البطاح و يحيى عبدالرحمن الأنباري، و عبدالرحمن عبدالقادر الأنباري، ومحمد علي شرعان، وداود محمد السالمي، ومحمد أحمد عبدالرحمن فقيه الهندي.
ترك العلامة الوصابي العديد من المؤلفات منها: 1ـ التحفة الوصابية في الحساب والجبر والمقابلة. مخطوطة توجد في عدد من مكتبات مدينة زبيد وعندي نسخة منها. 2ـ الرحلة الشامية. مخطوطة وصف فيها رحلته إلى بلاد الشام، توجد في مكتبة ابنه سليمان بن حسين الوصابي في مدينة زبيد. 3ـ الرحلة الصنعانية. 4ـ النفحة الزبيدية في المسائل الرملية.
أجاز له الكثير من العلماء ممن رحل إليه ومن تواضعه أنه استجاز العلامة المقريء يحيى الحليلي فأجازه، والعلامة الوصابي أكبر سنا وأعلى إسناد من العلامة الحليلي.
كان قويَّ الشخصية، مهابًا، صريحًا في قول الحقِّ، لا يرضى بالظلم، ومن ذلك كما ذكر المؤرخ عبد الرحمن الحضرمي في تاريخ زبيد أنّ الإمام يحيى محمد حميد الدين ولّى علي الذاري عاملاً على مدينة زبيد، فأظهر نوعًا من الشدة على أهل مدينة زبيد، فما كان من صاحب الترجمة إلا أنْ سافر إلى الإمام في مدينة صنعاء، وشكا عامله المذكور، فأعفى الإمام عامله عن مدينة زبيد، ونقله إلى مكان آخر.
أصيب عام 1384هـ ـ 1964م بمرض الشلل، فلازم بيته مواظبا على التدريس، لا يخرج إلا لصلاة الجمعة، ثم اشتدَّ به المرض حتى توفي سنة 1393هـ 1973م ، فرثاه عدد من تلاميذه وممن رثاه العلامة الأديب اللغوي محمد بن عمر الأهدل رحمه يقول فيها:
جل المصاب بموت نجل محـــمد شيخ الشـوخ إمام كـل إمامِ
فقدت كنوز العلم كاشف سـرها حلال مشكلها علـى الأفهامِ
وبكت ربـوع الـفقه حارس دارها والـنحو والتـصريف في إسهامِ
قد كنت للتجويــد خــير ملقّنٍ فالشاطبيــة فـــي نواح دامِ
وبكتك آيــات الكتـــاب لأنها رزأت بحبـــر بـــزٍّ للإعلامِ
ودهى رجال العـلم خـطب عندما سمعوا النعاة بخطبك الـــــهدامِ
ثكلت زبيــد وحيدها الأواه في ** جنــح الظـلام وصـــائم الأيامِ
✍//سعيد الجابري
==
#علماء_زبيد:
#حسين_الوصابي:
(1301-1393هـ/1883–1973م)
هو الشيخ العلامة، سلم أهل الاستـقامة، الصابر المثابر، شيخ الأصاغر والأكابر، المتـفنن المتـقن، والعالم اللّسِن، حسين بن محمد بن عبدالله الوصابي الزبيدي ثم المدني، المولود في سنة1301هـ بمدينة زبيد، تربى بين حضن والده،..حتى بلغ سن السابعة عشر من مولده، فأخذه السيد العلامة عبدالله بن محمد البطاح وأحضره في مجلس تدريسه لما يرى له من الذهن الوقاد والنباهة، وقال لوالده: "اقطَع عنه علائق الدنيا ودعه وشأنه ليقرأ العلم الشريف ورزقه على الله"، وكان والده فَقيراً لا يقدر أن يقوم بكفايته إلا بالمشاركة معه في عمل الصباغة للبز الأسود فامتثلَ والده للسيد المذكور وتركه يقرأ العلم.
ومن هنا فتح الله عليه بالفتوحات الربانية ويسر له جميع مطالبه، فابتدأ بالقراءة على يد شيخه السيد عبدالله البطاح ومما أخذه عليه متن أبي شجاع، والآجرومية ثم شرح الشيخ خالد الأزهري ثم المتمّمة ثم شرح المصنـف. وحفظ على يديه بعضاً من ألفية إبن مالك وإبن قاسم الغزي ثم التحرير ثم المنهاج إلى الوصايا، وهنا إشارة خفية من شيخه لصاحب الترجمة لكونه سيتولى إمارة الوصايا بزبيد في المآل وهذه دقيقة غامضة من شيخه لا يعرفها إلا من على منوالهم.