الشيخ العلامة حسين بن محمد الوصابي الشافعي:
هو شيخ مشايخنا العلامة المتفنن المقريء حسين محمد عبد الله الوصابي ولد في مدينة زبيد سنة 1301 هـ ـ1881م وبها نشأ وترعرع ودرس على عدد من علمائها، منهم: عبدالله محمد البطاح ومحمد سالم بازي الحنفي، و محمد يوسف جدي، وعلي محمد البطاح،وغيرهم من الأئمة الأعلام ثم سافر لأداء فريضة الحج سنة 1323هـ ـ 1905م، فدرس في مكة المكرمة والمدينة المنورة على عدد من العلماء، منهم: أحمد السناري ، والمحدث المسند عمر حمدان المحرسي، وياسين الخياري، ومحمد العمري، وحبيب المغربي، ثم سافر عام 1338هـ ـ 1920م إلى مدينة دمشق فدرس فيها على عدد من العلماء، فبرع في علم الفقه والحديث وعلوم العربية، وعلم القراءات، والجبر والمقابلة والهندسة والفلك، وعمل مدة مدرسًا في الجامع الأموي، ثم رحل إلى مدينة بيروت، ثم إلى مصر، ثم عاد إلى المدينة المنوّرة، ومنها عاد إلى مدينة زبيد، فدرس فيها ثانية على عباس بن داود السالمي، وسليمان محمد الأهدل شيخ الشافعية بزبيد آنذاك ومفتيها.
عيّن العلامة الوصابي مدرسًا للمدرسة العلمية في مدينة زبيد، ثم مديرًا لها، وعاملاً على أوقاف الوصايا فيها، وأقام إلى جانب ذلك حلقات علمية؛ تخرج منها العديد من العلماء منهم: العلامة المتفنن أحمد محمد الخليل، والعلامة محمد عبدالجليل الغزي، والأصولي العلامة أحمد علي السادة، وشيخنا العلامة أسد حمزة عبد القادر الأوسي وشيخنا العلامة المتفنن محمد علي إسماعيل عمر أحمد البطاح و يحيى عبدالرحمن الأنباري، و عبدالرحمن عبدالقادر الأنباري، ومحمد علي شرعان، وداود محمد السالمي، ومحمد أحمد عبدالرحمن فقيه الهندي.
ترك العلامة الوصابي العديد من المؤلفات منها: 1ـ التحفة الوصابية في الحساب والجبر والمقابلة. مخطوطة توجد في عدد من مكتبات مدينة زبيد وعندي نسخة منها. 2ـ الرحلة الشامية. مخطوطة وصف فيها رحلته إلى بلاد الشام، توجد في مكتبة ابنه سليمان بن حسين الوصابي في مدينة زبيد. 3ـ الرحلة الصنعانية. 4ـ النفحة الزبيدية في المسائل الرملية.
أجاز له الكثير من العلماء ممن رحل إليه ومن تواضعه أنه استجاز العلامة المقريء يحيى الحليلي فأجازه، والعلامة الوصابي أكبر سنا وأعلى إسناد من العلامة الحليلي.
كان قويَّ الشخصية، مهابًا، صريحًا في قول الحقِّ، لا يرضى بالظلم، ومن ذلك كما ذكر المؤرخ عبد الرحمن الحضرمي في تاريخ زبيد أنّ الإمام يحيى محمد حميد الدين ولّى علي الذاري عاملاً على مدينة زبيد، فأظهر نوعًا من الشدة على أهل مدينة زبيد، فما كان من صاحب الترجمة إلا أنْ سافر إلى الإمام في مدينة صنعاء، وشكا عامله المذكور، فأعفى الإمام عامله عن مدينة زبيد، ونقله إلى مكان آخر.
أصيب عام 1384هـ ـ 1964م بمرض الشلل، فلازم بيته مواظبا على التدريس، لا يخرج إلا لصلاة الجمعة، ثم اشتدَّ به المرض حتى توفي سنة 1393هـ 1973م ، فرثاه عدد من تلاميذه وممن رثاه العلامة الأديب اللغوي محمد بن عمر الأهدل رحمه يقول فيها:
جل المصاب بموت نجل محـــمد شيخ الشـوخ إمام كـل إمامِ
فقدت كنوز العلم كاشف سـرها حلال مشكلها علـى الأفهامِ
وبكت ربـوع الـفقه حارس دارها والـنحو والتـصريف في إسهامِ
قد كنت للتجويــد خــير ملقّنٍ فالشاطبيــة فـــي نواح دامِ
وبكتك آيــات الكتـــاب لأنها رزأت بحبـــر بـــزٍّ للإعلامِ
ودهى رجال العـلم خـطب عندما سمعوا النعاة بخطبك الـــــهدامِ
ثكلت زبيــد وحيدها الأواه في ** جنــح الظـلام وصـــائم الأيامِ
✍//سعيد الجابري
==
#علماء_زبيد:
#حسين_الوصابي:
(1301-1393هـ/1883–1973م)
هو الشيخ العلامة، سلم أهل الاستـقامة، الصابر المثابر، شيخ الأصاغر والأكابر، المتـفنن المتـقن، والعالم اللّسِن، حسين بن محمد بن عبدالله الوصابي الزبيدي ثم المدني، المولود في سنة1301هـ بمدينة زبيد، تربى بين حضن والده،..حتى بلغ سن السابعة عشر من مولده، فأخذه السيد العلامة عبدالله بن محمد البطاح وأحضره في مجلس تدريسه لما يرى له من الذهن الوقاد والنباهة، وقال لوالده: "اقطَع عنه علائق الدنيا ودعه وشأنه ليقرأ العلم الشريف ورزقه على الله"، وكان والده فَقيراً لا يقدر أن يقوم بكفايته إلا بالمشاركة معه في عمل الصباغة للبز الأسود فامتثلَ والده للسيد المذكور وتركه يقرأ العلم.
ومن هنا فتح الله عليه بالفتوحات الربانية ويسر له جميع مطالبه، فابتدأ بالقراءة على يد شيخه السيد عبدالله البطاح ومما أخذه عليه متن أبي شجاع، والآجرومية ثم شرح الشيخ خالد الأزهري ثم المتمّمة ثم شرح المصنـف. وحفظ على يديه بعضاً من ألفية إبن مالك وإبن قاسم الغزي ثم التحرير ثم المنهاج إلى الوصايا، وهنا إشارة خفية من شيخه لصاحب الترجمة لكونه سيتولى إمارة الوصايا بزبيد في المآل وهذه دقيقة غامضة من شيخه لا يعرفها إلا من على منوالهم.
هو شيخ مشايخنا العلامة المتفنن المقريء حسين محمد عبد الله الوصابي ولد في مدينة زبيد سنة 1301 هـ ـ1881م وبها نشأ وترعرع ودرس على عدد من علمائها، منهم: عبدالله محمد البطاح ومحمد سالم بازي الحنفي، و محمد يوسف جدي، وعلي محمد البطاح،وغيرهم من الأئمة الأعلام ثم سافر لأداء فريضة الحج سنة 1323هـ ـ 1905م، فدرس في مكة المكرمة والمدينة المنورة على عدد من العلماء، منهم: أحمد السناري ، والمحدث المسند عمر حمدان المحرسي، وياسين الخياري، ومحمد العمري، وحبيب المغربي، ثم سافر عام 1338هـ ـ 1920م إلى مدينة دمشق فدرس فيها على عدد من العلماء، فبرع في علم الفقه والحديث وعلوم العربية، وعلم القراءات، والجبر والمقابلة والهندسة والفلك، وعمل مدة مدرسًا في الجامع الأموي، ثم رحل إلى مدينة بيروت، ثم إلى مصر، ثم عاد إلى المدينة المنوّرة، ومنها عاد إلى مدينة زبيد، فدرس فيها ثانية على عباس بن داود السالمي، وسليمان محمد الأهدل شيخ الشافعية بزبيد آنذاك ومفتيها.
عيّن العلامة الوصابي مدرسًا للمدرسة العلمية في مدينة زبيد، ثم مديرًا لها، وعاملاً على أوقاف الوصايا فيها، وأقام إلى جانب ذلك حلقات علمية؛ تخرج منها العديد من العلماء منهم: العلامة المتفنن أحمد محمد الخليل، والعلامة محمد عبدالجليل الغزي، والأصولي العلامة أحمد علي السادة، وشيخنا العلامة أسد حمزة عبد القادر الأوسي وشيخنا العلامة المتفنن محمد علي إسماعيل عمر أحمد البطاح و يحيى عبدالرحمن الأنباري، و عبدالرحمن عبدالقادر الأنباري، ومحمد علي شرعان، وداود محمد السالمي، ومحمد أحمد عبدالرحمن فقيه الهندي.
ترك العلامة الوصابي العديد من المؤلفات منها: 1ـ التحفة الوصابية في الحساب والجبر والمقابلة. مخطوطة توجد في عدد من مكتبات مدينة زبيد وعندي نسخة منها. 2ـ الرحلة الشامية. مخطوطة وصف فيها رحلته إلى بلاد الشام، توجد في مكتبة ابنه سليمان بن حسين الوصابي في مدينة زبيد. 3ـ الرحلة الصنعانية. 4ـ النفحة الزبيدية في المسائل الرملية.
أجاز له الكثير من العلماء ممن رحل إليه ومن تواضعه أنه استجاز العلامة المقريء يحيى الحليلي فأجازه، والعلامة الوصابي أكبر سنا وأعلى إسناد من العلامة الحليلي.
كان قويَّ الشخصية، مهابًا، صريحًا في قول الحقِّ، لا يرضى بالظلم، ومن ذلك كما ذكر المؤرخ عبد الرحمن الحضرمي في تاريخ زبيد أنّ الإمام يحيى محمد حميد الدين ولّى علي الذاري عاملاً على مدينة زبيد، فأظهر نوعًا من الشدة على أهل مدينة زبيد، فما كان من صاحب الترجمة إلا أنْ سافر إلى الإمام في مدينة صنعاء، وشكا عامله المذكور، فأعفى الإمام عامله عن مدينة زبيد، ونقله إلى مكان آخر.
أصيب عام 1384هـ ـ 1964م بمرض الشلل، فلازم بيته مواظبا على التدريس، لا يخرج إلا لصلاة الجمعة، ثم اشتدَّ به المرض حتى توفي سنة 1393هـ 1973م ، فرثاه عدد من تلاميذه وممن رثاه العلامة الأديب اللغوي محمد بن عمر الأهدل رحمه يقول فيها:
جل المصاب بموت نجل محـــمد شيخ الشـوخ إمام كـل إمامِ
فقدت كنوز العلم كاشف سـرها حلال مشكلها علـى الأفهامِ
وبكت ربـوع الـفقه حارس دارها والـنحو والتـصريف في إسهامِ
قد كنت للتجويــد خــير ملقّنٍ فالشاطبيــة فـــي نواح دامِ
وبكتك آيــات الكتـــاب لأنها رزأت بحبـــر بـــزٍّ للإعلامِ
ودهى رجال العـلم خـطب عندما سمعوا النعاة بخطبك الـــــهدامِ
ثكلت زبيــد وحيدها الأواه في ** جنــح الظـلام وصـــائم الأيامِ
✍//سعيد الجابري
==
#علماء_زبيد:
#حسين_الوصابي:
(1301-1393هـ/1883–1973م)
هو الشيخ العلامة، سلم أهل الاستـقامة، الصابر المثابر، شيخ الأصاغر والأكابر، المتـفنن المتـقن، والعالم اللّسِن، حسين بن محمد بن عبدالله الوصابي الزبيدي ثم المدني، المولود في سنة1301هـ بمدينة زبيد، تربى بين حضن والده،..حتى بلغ سن السابعة عشر من مولده، فأخذه السيد العلامة عبدالله بن محمد البطاح وأحضره في مجلس تدريسه لما يرى له من الذهن الوقاد والنباهة، وقال لوالده: "اقطَع عنه علائق الدنيا ودعه وشأنه ليقرأ العلم الشريف ورزقه على الله"، وكان والده فَقيراً لا يقدر أن يقوم بكفايته إلا بالمشاركة معه في عمل الصباغة للبز الأسود فامتثلَ والده للسيد المذكور وتركه يقرأ العلم.
ومن هنا فتح الله عليه بالفتوحات الربانية ويسر له جميع مطالبه، فابتدأ بالقراءة على يد شيخه السيد عبدالله البطاح ومما أخذه عليه متن أبي شجاع، والآجرومية ثم شرح الشيخ خالد الأزهري ثم المتمّمة ثم شرح المصنـف. وحفظ على يديه بعضاً من ألفية إبن مالك وإبن قاسم الغزي ثم التحرير ثم المنهاج إلى الوصايا، وهنا إشارة خفية من شيخه لصاحب الترجمة لكونه سيتولى إمارة الوصايا بزبيد في المآل وهذه دقيقة غامضة من شيخه لا يعرفها إلا من على منوالهم.