#الأخدام... حكموا اليمن ذات يوم
دولة بني نجاح #الاحباش #العبيد
(( قال؛؛ لاتقتلوا كل اسود فمنهم #عرب ولكن من قال للزبيب #سبيب فاقتلوه))
الدولة النجاحية في اليمن
ملخص المقال
الدولة النجاحية أسسها نجاح الحبشي، وقال في حقهم أهل اليمن: "لم يكن ملوك العرب يفوقونهم في الحسب، فلهم الكرم الباهر، والعز الظاهر، والجمع بين الوقائع
الدولة النجاحية أسسها نجاح الحبشي، وقال في حقهم أهل اليمن: "لم يكن ملوك العرب يفوقونهم في الحسب، فلهم الكرم الباهر، والعز الظاهر، والجمع بين الوقائع المشهورة والصنائع المذكورة والمفاخر المأثورة، وفيهم فضلاء وعلماء". فما أهم أحداث تلك الدولة؟ ومن أشهر حكامها؟
الدولة النجاحيَّة أو دولة بني نجاح بزبيد (412-553هـ= 1028-1158م)، إحدى الدول المستقلَّة ببلاد اليمن، أسَّسها الأمير نجاح الحبشي من موالي أمراء دولة بني زياد، سنة (412هـ=1028م)، وتوالى على حكم دولة آل نجاح سبعة من الأمراء، أشهرهم سعيد الأحول وجياش بن نجاح، وآخرهم الأمير فاتك بن محمد الذي قتل سنة سنة (553هـ=1158م)، وخلفهم أمراء دولة بني مهدي.
الأمير نجاح وتأسيس الدولة
قامت إمارة آل نجاح في تهامة على أنقاض إمارة آل زياد فيها (203-407هـ=821-1016م)، وذلك في عام (412هـ=1028م)، وذلك على يد مؤسِّسها نجاح مولى أبي الجيش إسحق بن إبراهيم آل زياد آخر أمرائهم.
كان نجاح عبدًا من موالي الدولة الزياديَّة، نشأ في إمارة حسين ابن سلامة وزير الدولة الزيادية، وحين آل الأمر إلى طفلٍ من بني زياد وهو الأمير عبد الله بن أبي الجيش آل زياد كفلته عمَّته، ولم يكن لهما في أمر الإمارة حول ولا طول، فقام عبدان من مواليهما، يُسمِّيان: (مرجان) و(نفيسًا)، بالغدر بهما، وقتلاهما قتلًا بشعًا سنة (407هـ=1016م)، ولمـَّا علم نجاح بما حدث للطفل وعمَّته -وكان يجلُّهما- قصد مدينة زبيد في جموعٍ عظيمة -وكان في مدينة تُعرف باسم (المهجم) في وادي (سردد) من تهامة اليمن- فوقعت حربٌ ضروس ظفر فيها نجاح، وقُتل نفيس، وأُلقي القبض على مرجان، فقتله قصاصًا، ودخل نجاح زبيد عام (412هـ=1021م).
ثم أعلن نجاح تأسيس دولته في زبيد، وقد أيَّد الخليفة القادر بالله العباسي الأمير نجاح بمرسوم النيابة ومنحه لقبي: (المؤيد) و(نصير الدين)، وفوَّض إليه النظر العام في الجزيرة اليمنيَّة، وتقليد القضاء من يراه أهلًا لذلك، وضربت السكة (العملة) باسمه، فملك تهامة قاهرًا، وكثر عليه المتغلِّبون والخارجون.
ولقد ضبط الأمير نجاح تهامة ضبطًا تامًّا، أمَّا الجبال التي كانت خاضعةً لأسلافه فإنَّها أفلتت من يده وإن كان قاهرًا لها، كما اتَّسمت إمارته بالسُّنِّيَّة بحكم تبعيَّتها للعبَّاسيِّين، التي كسبت بها رضى اليمنيِّين في منطقة نفوذها، بل وساعدتها في مقاومة الصليحيِّين في الحروب الطويلة والتقليديَّة التي قامت بين الدولتين طوال عهديهما تقريبًا.
ووقعت بينه وبين خصومه معارك، واشتدَّت الحروب في أيَّامه؛ انتصر في بعضها، وكُسِر في البعض الآخر، حتى استطاع (علي بن محمد الصليحي) -الذي كان يطمح بملك تهامة- أن يدسَّ له السم عبر جاريةٍ أهداها إليه فمات، وذلك في عام (452هـ=1060م)، وكان موته في مدينة كانت تُسمَّى (الكدراء) في تهامة، ما بين بلدة (المراوعة) وبلدة (المنصورية)، ودخلت بلاد تهامة إثر ذلك أتون صراعٍ بين الصليحي وأبناء نجاح، وأبرزهم سعيد وجياش.
لمـَّا كان أولاد الأمير نجاح عند موته دون البلوغ فإنَّه قام بالأمر عنهم مولى أبيهم مرجان الكهلاني، وكان الأمير نجاح قد تُوفِّي عن خمسة أولاد، هم: سعيد الأحول، وأبو المعارك، وجياش، والذخيرة، ومنصور.
عراقة دولة بني نجاح
لم يكن بنو نجاح أقلَّ عراقةً من العرب، وصفهم نجم الدين عمارة اليمني فقال: "لم يكن ملوك العرب يفوقونهم في الحسب، فلهم الكرم الباهر، والعز الظاهر، والجمع بين الوقائع المشهورة والصنائع المذكورة والمفاخر المأثورة، وفيهم فضلاء وعلماء".
سعيد الأحول بن نجاح
يُعتبر سعيد بن نجاح الملقَّب بالأحول - ثاني أمراء الدولة النجاحيَّة في زبيد- من أشهر سلاطين آل نجاح، وعندما قُتل أبوه سنة 452هـ بسُمٍّ دسَّه له علي بن محمد الصليحي، خاف سعيد فتوارى إلى أن علم بسفر الصليحي إلى الحجِّ أو إلى مصر لزيارة الخليفة الفاطمي العبيدي، تحوطه الخيول المسرَّجة بالذهب، والهدايا، والتحف.
فكتب سعيد إلى أخيه جيَّاش -وكان قد فرَّ أيضًا- وأقام يجمع عبيدًا وأنصارًا، فجاءه جيَّاش بمن معه، ومضوا إلى جهة المهجم حيث أناخ الصليحي، فدخلوا في غِمار الناس، وقتلوا عليًّا الصليحي وأخاه عبد الله وجميع آل الصليحي، واستولوا على جميع ما حواه الموكب؛ من أموال، وهدايا، وذخائر، وخيول، وكان ذلك سنة (459هـ، أو 458هـ= 1065م)، وكانت الحرَّة الصليحيَّة أسماء بنت شهاب زوجة الصليحي معه، فأسرها الأحول، فدخلها دخولًا معظَّمًا (كما يقول مؤرِّخوه)، وعاد إلى بني نجاح ملك تهامة بأسرها.
وكان سعيد الأحول قد وضع (أسماء) هذه في غرفة
دولة بني نجاح #الاحباش #العبيد
(( قال؛؛ لاتقتلوا كل اسود فمنهم #عرب ولكن من قال للزبيب #سبيب فاقتلوه))
الدولة النجاحية في اليمن
ملخص المقال
الدولة النجاحية أسسها نجاح الحبشي، وقال في حقهم أهل اليمن: "لم يكن ملوك العرب يفوقونهم في الحسب، فلهم الكرم الباهر، والعز الظاهر، والجمع بين الوقائع
الدولة النجاحية أسسها نجاح الحبشي، وقال في حقهم أهل اليمن: "لم يكن ملوك العرب يفوقونهم في الحسب، فلهم الكرم الباهر، والعز الظاهر، والجمع بين الوقائع المشهورة والصنائع المذكورة والمفاخر المأثورة، وفيهم فضلاء وعلماء". فما أهم أحداث تلك الدولة؟ ومن أشهر حكامها؟
الدولة النجاحيَّة أو دولة بني نجاح بزبيد (412-553هـ= 1028-1158م)، إحدى الدول المستقلَّة ببلاد اليمن، أسَّسها الأمير نجاح الحبشي من موالي أمراء دولة بني زياد، سنة (412هـ=1028م)، وتوالى على حكم دولة آل نجاح سبعة من الأمراء، أشهرهم سعيد الأحول وجياش بن نجاح، وآخرهم الأمير فاتك بن محمد الذي قتل سنة سنة (553هـ=1158م)، وخلفهم أمراء دولة بني مهدي.
الأمير نجاح وتأسيس الدولة
قامت إمارة آل نجاح في تهامة على أنقاض إمارة آل زياد فيها (203-407هـ=821-1016م)، وذلك في عام (412هـ=1028م)، وذلك على يد مؤسِّسها نجاح مولى أبي الجيش إسحق بن إبراهيم آل زياد آخر أمرائهم.
كان نجاح عبدًا من موالي الدولة الزياديَّة، نشأ في إمارة حسين ابن سلامة وزير الدولة الزيادية، وحين آل الأمر إلى طفلٍ من بني زياد وهو الأمير عبد الله بن أبي الجيش آل زياد كفلته عمَّته، ولم يكن لهما في أمر الإمارة حول ولا طول، فقام عبدان من مواليهما، يُسمِّيان: (مرجان) و(نفيسًا)، بالغدر بهما، وقتلاهما قتلًا بشعًا سنة (407هـ=1016م)، ولمـَّا علم نجاح بما حدث للطفل وعمَّته -وكان يجلُّهما- قصد مدينة زبيد في جموعٍ عظيمة -وكان في مدينة تُعرف باسم (المهجم) في وادي (سردد) من تهامة اليمن- فوقعت حربٌ ضروس ظفر فيها نجاح، وقُتل نفيس، وأُلقي القبض على مرجان، فقتله قصاصًا، ودخل نجاح زبيد عام (412هـ=1021م).
ثم أعلن نجاح تأسيس دولته في زبيد، وقد أيَّد الخليفة القادر بالله العباسي الأمير نجاح بمرسوم النيابة ومنحه لقبي: (المؤيد) و(نصير الدين)، وفوَّض إليه النظر العام في الجزيرة اليمنيَّة، وتقليد القضاء من يراه أهلًا لذلك، وضربت السكة (العملة) باسمه، فملك تهامة قاهرًا، وكثر عليه المتغلِّبون والخارجون.
ولقد ضبط الأمير نجاح تهامة ضبطًا تامًّا، أمَّا الجبال التي كانت خاضعةً لأسلافه فإنَّها أفلتت من يده وإن كان قاهرًا لها، كما اتَّسمت إمارته بالسُّنِّيَّة بحكم تبعيَّتها للعبَّاسيِّين، التي كسبت بها رضى اليمنيِّين في منطقة نفوذها، بل وساعدتها في مقاومة الصليحيِّين في الحروب الطويلة والتقليديَّة التي قامت بين الدولتين طوال عهديهما تقريبًا.
ووقعت بينه وبين خصومه معارك، واشتدَّت الحروب في أيَّامه؛ انتصر في بعضها، وكُسِر في البعض الآخر، حتى استطاع (علي بن محمد الصليحي) -الذي كان يطمح بملك تهامة- أن يدسَّ له السم عبر جاريةٍ أهداها إليه فمات، وذلك في عام (452هـ=1060م)، وكان موته في مدينة كانت تُسمَّى (الكدراء) في تهامة، ما بين بلدة (المراوعة) وبلدة (المنصورية)، ودخلت بلاد تهامة إثر ذلك أتون صراعٍ بين الصليحي وأبناء نجاح، وأبرزهم سعيد وجياش.
لمـَّا كان أولاد الأمير نجاح عند موته دون البلوغ فإنَّه قام بالأمر عنهم مولى أبيهم مرجان الكهلاني، وكان الأمير نجاح قد تُوفِّي عن خمسة أولاد، هم: سعيد الأحول، وأبو المعارك، وجياش، والذخيرة، ومنصور.
عراقة دولة بني نجاح
لم يكن بنو نجاح أقلَّ عراقةً من العرب، وصفهم نجم الدين عمارة اليمني فقال: "لم يكن ملوك العرب يفوقونهم في الحسب، فلهم الكرم الباهر، والعز الظاهر، والجمع بين الوقائع المشهورة والصنائع المذكورة والمفاخر المأثورة، وفيهم فضلاء وعلماء".
سعيد الأحول بن نجاح
يُعتبر سعيد بن نجاح الملقَّب بالأحول - ثاني أمراء الدولة النجاحيَّة في زبيد- من أشهر سلاطين آل نجاح، وعندما قُتل أبوه سنة 452هـ بسُمٍّ دسَّه له علي بن محمد الصليحي، خاف سعيد فتوارى إلى أن علم بسفر الصليحي إلى الحجِّ أو إلى مصر لزيارة الخليفة الفاطمي العبيدي، تحوطه الخيول المسرَّجة بالذهب، والهدايا، والتحف.
فكتب سعيد إلى أخيه جيَّاش -وكان قد فرَّ أيضًا- وأقام يجمع عبيدًا وأنصارًا، فجاءه جيَّاش بمن معه، ومضوا إلى جهة المهجم حيث أناخ الصليحي، فدخلوا في غِمار الناس، وقتلوا عليًّا الصليحي وأخاه عبد الله وجميع آل الصليحي، واستولوا على جميع ما حواه الموكب؛ من أموال، وهدايا، وذخائر، وخيول، وكان ذلك سنة (459هـ، أو 458هـ= 1065م)، وكانت الحرَّة الصليحيَّة أسماء بنت شهاب زوجة الصليحي معه، فأسرها الأحول، فدخلها دخولًا معظَّمًا (كما يقول مؤرِّخوه)، وعاد إلى بني نجاح ملك تهامة بأسرها.
وكان سعيد الأحول قد وضع (أسماء) هذه في غرفة