#اليمن_تاريح_وثقافة
تاريخ مدينة #روكب - المكلا -- حضرموت
تقع مدينة روكب القديمة في الجمهورية اليمنية . محافظة حضرموت على ساحل بحر العرب و يحدها من الغرب مدينة المكلا ومن الشرق مدينة الشحرولها ساحل رملي مستتب نظيف ونقي محمي بأكوام رملية بيضاء على أمتداد الساحل حتى قرب بحر بلدة شحير شرقاَ وينتهي بالصخورالجبلية الممتده على الشاطئ الغربي ويبدأ بمنعطف رأس روكب من الجهه الغربية ويطلق حالياَ رأس المكلا أما عن اليابسة فتنتهي حولها وديان ساحلية وتربة رملية مخلوطه بطين مالحة متصلة بأرض جبلية مرتفعة عن سطح البحر بأكثر من عشرة أمتار تقريباَ ويسكنها أهلها أغلبهم صيادين بيوتهم على مقربة من الساحل مرتبطه بمرتفع آخر يقال عنه ( جول العوسجة ) ليصل أرتفاعة عن سطح البحر أكثر من خمسين متراَ تقريباَ وأخرى مائله للأحمرار وتستخدم في حالات معينة خاصة من خلال موقعها المرتفع لرؤية القوارب والسفن والبواخر البعيدة أضافة لموقع النوبه الذي يمثل برج أشارة عند حالات الضرورة المتعلقه بخروج القوارب من البحر إلى البر وقد سميت روكب لموقعها المرتفع عن سطح البحر أي الهضبة أو الصخرة الصامدة على ماجاء في قاموس الأفرنج نظراَ لوجودها على هضبة ولأرتباطها بالبحر الذي يتم نقل صادراتهم من كافة أنواع الأسماك اليابسة بواسطة القوارب والسواعي .... وتحيط بمدينة روكب تمانية حصون أي من كل الجهات الأربع آخرها تم بناؤه سنة 955هجرية من جهة البحر ومركز للشرطة لأمن المدينة تم بناؤه سنة 1291هجرية الموافق 1874م أقامة السلطان عوض بن عمر القعيطي ووضع من يمثله حاكماَ فيه ومن بعده بفتره تم بناء مدرسة إبتدائية سنة 1939م ومكتب للجمارك سنة 1950م أقامها السلطان صالح بن غالب القعيطي ... وأول بيت تم تأسيسة على جول العوسجة في سنة 1400هجرية الموافق 1980م بيت عمرسليمان باحيدان وأول من سكن العوسجة سالمين محمد بامحفوظ يرحمة الله.
ومن المعالم الأثرية والتاريخية للمدينة جامع مدينة روكب القديمة في الموقع الحالي نفسة للجامع القائم حالياَ والقريب من الساحل وقد تم بناؤه في بداية العقدالتاني الهجري بعد مسجد في بندر الشحر ومنهم من يقول في القرن التاني الهجري وتجدد بناؤه عدة مرات وحفرت بجانبه بئر الماء الغسل والطهور بدلاَمن ماء بئر العقيق المالحة وعلى ماتم إثباته على مخطوط الثابوث المصنوع من خشب ( السيسم ) للشيخ أحمد بن عبدالرحمن بن مطهر العمودي المدفون سنة 625هجرية الوافد من بلدة بظه ـ وادي دوعن ....... وأمام وخطيب الجامع القديم ( هادي عبدالله علاو ) للفترة من سنة 1965م حتى 2005م وعمل كراني وكيال الوزيف حتى سنة 1973م وتوفي سنة 2008م
الجانب التربوي والتعليمي في مدينة روكب
في مدينة روكب تم بناء مدرسة إبتدائية في بيت حميدون لأول مرة في عام 1939م حتى عام 1941م من قبل السلطان صالح القعيطي وأفتتحت المدرسة الحكومية سنة 1942م في وقت المقدم / سعيدعوض بن جوهر الخليفي ( يرحمة الله )المتوفي في سنة 1402هجرية الموافق 1982م وعمره يقارب المائة عام ... وهي الفترة التي جاءفيها التعليم الحكومي وضمت عدد من أبناء المناطق المجاورة والبعيدة للتعليم فيها أغلقت بعد إنتشار مرض القطيب لمدة حوالي أكثر من خمس سنوات وأصبحت المناطق كلها تعيش في ظرف صعب وفتح باب
التعليم مره أخرى في بيت حميدون الصدقة لمرحلة أستمرت منذ عام 1950م حتى 1952م .
أسماء القبائل والحضرية التي سكنت مدينة روكب
من الأسر الأوائل التي سكنت روكب فيما بعد القرن الثالث عشر الهجري و قبل وصول الكسادي إلى المكلا 1703م وهم :ـ آل عبدون وآل باحيدان وآل علاو وآل المرفدي و الظبي وآل باعيسى وآل بارجب وآل بافلح وآل التميمي وآل بامحيمود وآل حاتم وآل بازنبور وآل قرمان وآل بامجحفي وآل بامحيسون وآل بامتيرف وآل باعقيل وآل بامندود وآل باصديق وآل بكير وآل بن طاهر وآل الصيغ ( بن دحمان (وآل بازهير وآل باعيقة, آل مشيع وآل بامدهاف وآل بحول وآل ثمومان وآل وحدين وآل بن جوهر وآل حميدون وآل باحويرث وآل بن زهيدان وآل باسعد وآل باهرب و آل بلحمر وآل بافضل وآل بن شباء و آل الأخمور(الخامر)وآل بن زقر وآل باعليان وآل باخليعة وآل بخوع وآل باموزة وآل بامؤمن وآل باخميس وآل بامحفوظ و.آل ربيع و آل باركبةوآل بانومان وآل بازومح وآل بارباعي وآل باشغنون وآل باجويل وآل باعنتر وآل بامسعود وآل بانوبي وآل النوبي وآل بن ثعلب وآل باعجاج
أما بعد تحقيق الوحدة اليمنية فقد انتقل إلى مدينة روكب عدة قبائل من داخل محافظة حضرموت و من خارجها ومنها
آل باوزير والعمودي والجيلاني وباعطية وباحمادي وبن سميدع والمشجري وبن حبيش وباتيس والصقير وآل ماطر وبايزيد وبارشيد وباصريح والبريكي والمقدشي وبن علوان وبوعمرو وباعوضة وبارزين وبايحي وبلخشر وآل باوهال وبن غانم وبابقي وشمس الدين باخشوين والمرشدي وباقص وبامسق وباكودح وباسبيت والأسدي وبلحباك والحامدي والهجري وبن سلم والحداد وبانصر وباصره والسييلي وبلفقيه وبلكسر والماوري والعو
تاريخ مدينة #روكب - المكلا -- حضرموت
تقع مدينة روكب القديمة في الجمهورية اليمنية . محافظة حضرموت على ساحل بحر العرب و يحدها من الغرب مدينة المكلا ومن الشرق مدينة الشحرولها ساحل رملي مستتب نظيف ونقي محمي بأكوام رملية بيضاء على أمتداد الساحل حتى قرب بحر بلدة شحير شرقاَ وينتهي بالصخورالجبلية الممتده على الشاطئ الغربي ويبدأ بمنعطف رأس روكب من الجهه الغربية ويطلق حالياَ رأس المكلا أما عن اليابسة فتنتهي حولها وديان ساحلية وتربة رملية مخلوطه بطين مالحة متصلة بأرض جبلية مرتفعة عن سطح البحر بأكثر من عشرة أمتار تقريباَ ويسكنها أهلها أغلبهم صيادين بيوتهم على مقربة من الساحل مرتبطه بمرتفع آخر يقال عنه ( جول العوسجة ) ليصل أرتفاعة عن سطح البحر أكثر من خمسين متراَ تقريباَ وأخرى مائله للأحمرار وتستخدم في حالات معينة خاصة من خلال موقعها المرتفع لرؤية القوارب والسفن والبواخر البعيدة أضافة لموقع النوبه الذي يمثل برج أشارة عند حالات الضرورة المتعلقه بخروج القوارب من البحر إلى البر وقد سميت روكب لموقعها المرتفع عن سطح البحر أي الهضبة أو الصخرة الصامدة على ماجاء في قاموس الأفرنج نظراَ لوجودها على هضبة ولأرتباطها بالبحر الذي يتم نقل صادراتهم من كافة أنواع الأسماك اليابسة بواسطة القوارب والسواعي .... وتحيط بمدينة روكب تمانية حصون أي من كل الجهات الأربع آخرها تم بناؤه سنة 955هجرية من جهة البحر ومركز للشرطة لأمن المدينة تم بناؤه سنة 1291هجرية الموافق 1874م أقامة السلطان عوض بن عمر القعيطي ووضع من يمثله حاكماَ فيه ومن بعده بفتره تم بناء مدرسة إبتدائية سنة 1939م ومكتب للجمارك سنة 1950م أقامها السلطان صالح بن غالب القعيطي ... وأول بيت تم تأسيسة على جول العوسجة في سنة 1400هجرية الموافق 1980م بيت عمرسليمان باحيدان وأول من سكن العوسجة سالمين محمد بامحفوظ يرحمة الله.
ومن المعالم الأثرية والتاريخية للمدينة جامع مدينة روكب القديمة في الموقع الحالي نفسة للجامع القائم حالياَ والقريب من الساحل وقد تم بناؤه في بداية العقدالتاني الهجري بعد مسجد في بندر الشحر ومنهم من يقول في القرن التاني الهجري وتجدد بناؤه عدة مرات وحفرت بجانبه بئر الماء الغسل والطهور بدلاَمن ماء بئر العقيق المالحة وعلى ماتم إثباته على مخطوط الثابوث المصنوع من خشب ( السيسم ) للشيخ أحمد بن عبدالرحمن بن مطهر العمودي المدفون سنة 625هجرية الوافد من بلدة بظه ـ وادي دوعن ....... وأمام وخطيب الجامع القديم ( هادي عبدالله علاو ) للفترة من سنة 1965م حتى 2005م وعمل كراني وكيال الوزيف حتى سنة 1973م وتوفي سنة 2008م
الجانب التربوي والتعليمي في مدينة روكب
في مدينة روكب تم بناء مدرسة إبتدائية في بيت حميدون لأول مرة في عام 1939م حتى عام 1941م من قبل السلطان صالح القعيطي وأفتتحت المدرسة الحكومية سنة 1942م في وقت المقدم / سعيدعوض بن جوهر الخليفي ( يرحمة الله )المتوفي في سنة 1402هجرية الموافق 1982م وعمره يقارب المائة عام ... وهي الفترة التي جاءفيها التعليم الحكومي وضمت عدد من أبناء المناطق المجاورة والبعيدة للتعليم فيها أغلقت بعد إنتشار مرض القطيب لمدة حوالي أكثر من خمس سنوات وأصبحت المناطق كلها تعيش في ظرف صعب وفتح باب
التعليم مره أخرى في بيت حميدون الصدقة لمرحلة أستمرت منذ عام 1950م حتى 1952م .
أسماء القبائل والحضرية التي سكنت مدينة روكب
من الأسر الأوائل التي سكنت روكب فيما بعد القرن الثالث عشر الهجري و قبل وصول الكسادي إلى المكلا 1703م وهم :ـ آل عبدون وآل باحيدان وآل علاو وآل المرفدي و الظبي وآل باعيسى وآل بارجب وآل بافلح وآل التميمي وآل بامحيمود وآل حاتم وآل بازنبور وآل قرمان وآل بامجحفي وآل بامحيسون وآل بامتيرف وآل باعقيل وآل بامندود وآل باصديق وآل بكير وآل بن طاهر وآل الصيغ ( بن دحمان (وآل بازهير وآل باعيقة, آل مشيع وآل بامدهاف وآل بحول وآل ثمومان وآل وحدين وآل بن جوهر وآل حميدون وآل باحويرث وآل بن زهيدان وآل باسعد وآل باهرب و آل بلحمر وآل بافضل وآل بن شباء و آل الأخمور(الخامر)وآل بن زقر وآل باعليان وآل باخليعة وآل بخوع وآل باموزة وآل بامؤمن وآل باخميس وآل بامحفوظ و.آل ربيع و آل باركبةوآل بانومان وآل بازومح وآل بارباعي وآل باشغنون وآل باجويل وآل باعنتر وآل بامسعود وآل بانوبي وآل النوبي وآل بن ثعلب وآل باعجاج
أما بعد تحقيق الوحدة اليمنية فقد انتقل إلى مدينة روكب عدة قبائل من داخل محافظة حضرموت و من خارجها ومنها
آل باوزير والعمودي والجيلاني وباعطية وباحمادي وبن سميدع والمشجري وبن حبيش وباتيس والصقير وآل ماطر وبايزيد وبارشيد وباصريح والبريكي والمقدشي وبن علوان وبوعمرو وباعوضة وبارزين وبايحي وبلخشر وآل باوهال وبن غانم وبابقي وشمس الدين باخشوين والمرشدي وباقص وبامسق وباكودح وباسبيت والأسدي وبلحباك والحامدي والهجري وبن سلم والحداد وبانصر وباصره والسييلي وبلفقيه وبلكسر والماوري والعو
#نجم_البلدة_المكلا
نجم #بلدة_أبو_عمار #حضرموت
في عمق الذاكرة الحضرميّة وفي ذاكرة نساء #روكب وضواحيها على وجه الخصوص يتردد اسم بلدة أبو عمار كلما حل نجم #المرزم لتبدأ واحدة من أندر الظواهر الموسمية على ساحل حضرموت .
بلدة أبو عمار ليست بلدة بالمعنى المكاني بل هي موسم من مواسم البلدة يتميز بأشد درجات البرودة التي يشهدها الساحل خلال العام ويحتفل به في روكب فقط من قبل #النساء في طقس اجتماعي روحي متوارث منذ أجيال .
من يومنا هذا تمتد أيام بلدة أبو عمار من 28 يوليو تقريبآ حتى منتصف ايام نجم المرزم عبارة سبع ايام وتعد المرحلة الأخيرة والأشد برودة ضمن سلسلة مواسم البلدة التي تبدأ من منتصف يوليو .
في هذه الأيام يتحول البحر إلى ما يشبه قطعة باردة تتكثف فيها البرودة حد أن بعض من عاشوا التجربة وصفوا البحر بأنه يتحول إلى غبرة في إشارة إلى الضباب البحري الأبيض الذي يغلف الماء والرمل بينما تهب نسائم منعشة من جهة البحر تبرد معها الأجساد وتصفو الأرواح .
تقول الروايات الشفهية إن اسم أبو عمار يعود إلى رجل يعتقد أنه كان شخصية ذات شأن ربما شيخآ أو وجيهآ في المنطقة او ربان بحر لكن لا توجد معلومات موثقة عن هويته. ورغم غياب التفاصيل بقي الاسم حاضرآ محفورآ في الذاكرة الحضرمية الساحلية لا كشخص بل كموسم وطقس اجتماعي نسائي له رمزيته الخاصة .
يقول الباحث الأستاذ عمر خميس بامتيرف في شؤون البحر ...
في صباحات هذه الأيام تتوافد نساء روكب من الأحياء والقرى المجاورة مثل الحرشيات وثلة باعمر و بويش والحوطة وللبيب و اللصب و المكلا سيرآ على الأقدام أو في مواكب صغيرة وهنّ يحملن الطبول والدفوف ويرددن الأهازيج والأنشودات الموروثة التي تمجد الخريف والبحر وتدعو بالخير والرزق .
تلك الفعاليات و الطقوس انتهت تمامآ في نهاية الستينات بداية السبعينات .
يبدأ الطقس بـالاغتسال الجماعي في البحر البارد وفق ترتيب منظم تشرف عليه القائمات على هذه العادة ثم تتحرك النسوة في زيارات دورية إلى المواقع التي يرتبط بها موسم البلدة في روكب وضواحيها ومنها ..
#الدكداك
#الحرشيات
#اللصب
#اللبيب
هذه الزيارات تحمل أبعادآ روحانية واجتماعية وتشكل امتدادآ لعادات الخريف في حضرموت إذ تترافق مع الدعاء لأهل البحر والرجاء بأن يفتح البحر أبوابه للصيادين وأن يُنزل الله عليهم الرزق والبركة .
كما تعد هذه الأيام فرصة للنساء للقيام بـ #دهرة_التنار
وهي عادة سنوية تجمع فيها المياه والحطب وتحضر أدوات الطبخ لإعداد طعام جماعي في أجواء احتفالية يغلب عليها الفرح والتعاون والتضامن المجتمعي .
رغم الغموض الذي يحيط بشخصية #أبو_عمار فإن طقسه ارتبط ارتباطآ وثيقآ بالمرأة الحضرمية وأصبح موسمآ نسائيآ خالصآ لا تكتمل البلدة بدونه ولا يمكن فهم طقوسها دون التوقف عند هذا الحدث الذي يجمع بين الطبيعة والروح والتراث .
إن بلدة أبو عمار بكل ما فيها من برودة تجسد حرارة الموروث وتعيد وصل المرأة بالطبيعة والمجتمع وتظهر جانبآ من حضارة حضرموت النسائية التي نسجت في التفاصيل الصغيرة في مواسم البحر وفي دفوف الصباح وفي أقدام النساء التي طبعت رمال الشاطئ بخطى الفرح والصلاة .
وفي بلدة ابو عمار تظهر #العيدة ( #باتوبة ) حاملة البيض والرحل بذوفها الطيب فترة تكاثر الاسماك الى حد تنفق بعض الأسماك مرمية على السواحل وخاصة صيد القشار المتميز بالقشور الاجسام الغليظة من شدة برودة البحر .
على الجهات المعنية إن تحافظ على هذه التقاليد ليس ترفآ بل واجب ثقافي وتاريخي لأنها تمثل ذاكرة نساء حضرموت وواحدة من أندر مظاهر التراث اللامادي في اليمن و المنطقة .
#محمد_عمر
نجم #بلدة_أبو_عمار #حضرموت
في عمق الذاكرة الحضرميّة وفي ذاكرة نساء #روكب وضواحيها على وجه الخصوص يتردد اسم بلدة أبو عمار كلما حل نجم #المرزم لتبدأ واحدة من أندر الظواهر الموسمية على ساحل حضرموت .
بلدة أبو عمار ليست بلدة بالمعنى المكاني بل هي موسم من مواسم البلدة يتميز بأشد درجات البرودة التي يشهدها الساحل خلال العام ويحتفل به في روكب فقط من قبل #النساء في طقس اجتماعي روحي متوارث منذ أجيال .
من يومنا هذا تمتد أيام بلدة أبو عمار من 28 يوليو تقريبآ حتى منتصف ايام نجم المرزم عبارة سبع ايام وتعد المرحلة الأخيرة والأشد برودة ضمن سلسلة مواسم البلدة التي تبدأ من منتصف يوليو .
في هذه الأيام يتحول البحر إلى ما يشبه قطعة باردة تتكثف فيها البرودة حد أن بعض من عاشوا التجربة وصفوا البحر بأنه يتحول إلى غبرة في إشارة إلى الضباب البحري الأبيض الذي يغلف الماء والرمل بينما تهب نسائم منعشة من جهة البحر تبرد معها الأجساد وتصفو الأرواح .
تقول الروايات الشفهية إن اسم أبو عمار يعود إلى رجل يعتقد أنه كان شخصية ذات شأن ربما شيخآ أو وجيهآ في المنطقة او ربان بحر لكن لا توجد معلومات موثقة عن هويته. ورغم غياب التفاصيل بقي الاسم حاضرآ محفورآ في الذاكرة الحضرمية الساحلية لا كشخص بل كموسم وطقس اجتماعي نسائي له رمزيته الخاصة .
يقول الباحث الأستاذ عمر خميس بامتيرف في شؤون البحر ...
في صباحات هذه الأيام تتوافد نساء روكب من الأحياء والقرى المجاورة مثل الحرشيات وثلة باعمر و بويش والحوطة وللبيب و اللصب و المكلا سيرآ على الأقدام أو في مواكب صغيرة وهنّ يحملن الطبول والدفوف ويرددن الأهازيج والأنشودات الموروثة التي تمجد الخريف والبحر وتدعو بالخير والرزق .
تلك الفعاليات و الطقوس انتهت تمامآ في نهاية الستينات بداية السبعينات .
يبدأ الطقس بـالاغتسال الجماعي في البحر البارد وفق ترتيب منظم تشرف عليه القائمات على هذه العادة ثم تتحرك النسوة في زيارات دورية إلى المواقع التي يرتبط بها موسم البلدة في روكب وضواحيها ومنها ..
#الدكداك
#الحرشيات
#اللصب
#اللبيب
هذه الزيارات تحمل أبعادآ روحانية واجتماعية وتشكل امتدادآ لعادات الخريف في حضرموت إذ تترافق مع الدعاء لأهل البحر والرجاء بأن يفتح البحر أبوابه للصيادين وأن يُنزل الله عليهم الرزق والبركة .
كما تعد هذه الأيام فرصة للنساء للقيام بـ #دهرة_التنار
وهي عادة سنوية تجمع فيها المياه والحطب وتحضر أدوات الطبخ لإعداد طعام جماعي في أجواء احتفالية يغلب عليها الفرح والتعاون والتضامن المجتمعي .
رغم الغموض الذي يحيط بشخصية #أبو_عمار فإن طقسه ارتبط ارتباطآ وثيقآ بالمرأة الحضرمية وأصبح موسمآ نسائيآ خالصآ لا تكتمل البلدة بدونه ولا يمكن فهم طقوسها دون التوقف عند هذا الحدث الذي يجمع بين الطبيعة والروح والتراث .
إن بلدة أبو عمار بكل ما فيها من برودة تجسد حرارة الموروث وتعيد وصل المرأة بالطبيعة والمجتمع وتظهر جانبآ من حضارة حضرموت النسائية التي نسجت في التفاصيل الصغيرة في مواسم البحر وفي دفوف الصباح وفي أقدام النساء التي طبعت رمال الشاطئ بخطى الفرح والصلاة .
وفي بلدة ابو عمار تظهر #العيدة ( #باتوبة ) حاملة البيض والرحل بذوفها الطيب فترة تكاثر الاسماك الى حد تنفق بعض الأسماك مرمية على السواحل وخاصة صيد القشار المتميز بالقشور الاجسام الغليظة من شدة برودة البحر .
على الجهات المعنية إن تحافظ على هذه التقاليد ليس ترفآ بل واجب ثقافي وتاريخي لأنها تمثل ذاكرة نساء حضرموت وواحدة من أندر مظاهر التراث اللامادي في اليمن و المنطقة .
#محمد_عمر