الْملك وَلذَلِك خشِي من فَقِيه فَخرج الى سَاحل #خريج فسكنه مُدَّة ثمَّ استدعاه صَاحب #الشحر عبد الرَّحْمَن بن اقبال الْآتِي ذكره فَجعله حَاكما بعد ابراهيم ابي شكيل الْآتِي ذكر وَلم يزل حَاكما حَتَّى توفّي بعد أَن شرح التَّنْبِيه شرحا متسعا وَكَانَت وَفَاته تَقْرِيبًا لبضع وَسِتِّينَ وستماية فخلفه ابْنه عبد الرَّحْمَن فسلك طَرِيقه فِي الدّين والورع حَتَّى توفّي لبضع وَسبعين من وَفَاته جعل أَبُو الْخَيْر مَكَانَهُ من قبل ابْن رَاشد فتفقه بِهِ وَلَده أَحْمد ابْتِدَاء وَلما قدم #الابيني الْكرْدِي مقدم الذّكر وَكَانَ فِيهِ الْخِصَال الْمَذْكُورَة أجمع أهل الشحر على كَرَاهَته لذَلِك وَقدم اثناء ذَلِك رجل من تجار عدن يُقَال لَهُ ابْن #الْعَسْقَلَانِي ويلقب الْكَمَال فَصَارَ نَاظرا بالشحر فتحقق سيرة الْكرْدِي وقبحها وَوجد أَحْمد بن مُحَمَّد السبتي قد صَار فَقِيها فَاضلا ونفوس اهل الشحر مائلة اليه وَكَانَ ابْن الْعَسْقَلَانِي من اعيان النَّاس وفضلائهم يحب الْفضل واهله وَمن حفظَة الْكتاب الْعَزِيز جعله السُّلْطَان نَاظرا لَهُ على الشحر وَكَانَ يحب الْفُقَهَاء وذراريهم وَيحسن الى الْفُضَلَاء كتب الى قَاضِي الْقُضَاة وَهُوَ مُحَمَّد بن أسعد الملقب بالبهاء مقدم الذّكر يُخبرهُ بِسوء سيرة الأبيني وَأَن لِابْنِ السبتي ولدا فَقِيها خير وَدين ولديه فقه وَالنَّاس مَحْبُوب لَهُ مائلون اليه وَقَالَ يتَصَدَّق سيدنَا بجعله حَاكما فاجابه القَاضِي الى ذَلِك فَلبث مُدَّة ثمَّ توفّي فخلفه ابْنه الْمَذْكُور فِي أَصْحَاب ابْن الرَّسُول وَكَانَ فَقِيها فَاضلا محققا حسن الاخلاق مرضِي الْفَتْوَى وَردت مِنْهُ أسؤلة الى شَيْخي ابي الْحسن الأصبحي تدل على تَحْقِيقه وتدقيقه وَكَانَ مِمَّن يذكر بِالْكَرمِ وعلو الهمة وَشرف النَّفس وَحسن الْقيام بِمن يصله لَا سِيمَا من ابناء الْجِنْس وَلَقَد نقل ذَلِك عَنهُ جمَاعَة من الْمُسَافِرين لَا يُمكن تواطيهم على الْكَذِب وَكَانَ خَطِيبًا مصقعا وَتُوفِّي على الطَّرِيق المرضي سنة 712 بلغ عمره بضعا واربعين سنة
854
854