اليمن_تاريخ_وثقافة
11.7K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
🔴اليمن_تاريخ_وثقافة🔴
   www.telegram.me/taye5
     
#شعراء_وأدباء_اليمن

الشاعر الباحث الجيولوجي
#عبدالحميد_محمد #الرفاعي
                           ( 6 )
رحلة في ديوان #الشعر_والجيولوجيا

القصيدة الخامسة بعنوان #أعراس_كُلِّيتي
جميع القصائد السابقة ماعدا الاولى كتبها شاعرنا يصف رحلاته التعليمية الجيولوجية وكان همه إطلاعنا على عملية التعلم والإستفادة ووصف حقائق علمية عن تلك البقاع .. وقد عرفنا منها حبه للعلم والجيولوجيا وجهده في تشرب علوم تخصصه وولعه بتلك الجولات لما تزرعه من سلوك جماعي تعاوني وروح الفريق الواحد وعمق علاقة ومعرفة وصداقة بين الزملاء وبين الطلاب وأساتذتهم وقد كان شعره وصفاً ممتازاً وإستطاع تظمينه أفكار وحقائق ومعلومات علمية بحته وحول لنا الشعر إلى سجل وثائقي علمي بقالب أدبي جذاب ومزج بين فنين وجمع بين ما كان يظن أنه متناقضين ...
أما هذه القصيدة أعراس كليتي فتختلف عن سابقاتها فقد كتبها في كليته في حفل إختتام أنشطة كلية علوم الأرض #جدّة سنة 1982م وهو في السنة الثانية من دراسته ووجه الاختلاف أنها قصيدة عاطفية تصف الفرحه والاحتفال والانجاز وانهاء مقررات .. وإشارة الى راعي الاحتفال عميد الكلية واعتزاز بكليته ووداع وفراق الزملاء والمعلمين ..
وقد قارنتها وقستها بما يكتبه طلابنا اليوم من قصائد للإلقاء في حفل تخرجهم فوجدتهم بجمبه أصفارا بل 270 تحت الصفر .. فلو يدري شاعرنا الرفاعي مانتجرعه مما يسموه شعراً لرثى لحالنا .. لكن الذائقه الشعرية عند المجتمع جميعه تدنت وليس عند الطلاب فقط .. وكل من يستطيع رص كلمات أصبح شاعراً ،،
في هذه القصيدة نجد أن شاعرنا  عاطفي رقيق تملئه المشاعر الإنسانية الصادقه لذا فهو يتفجر أحاسيس شعراً في كل حدث وهذا حدث كله مشاعر وأحاسيس وفرحه وسعادة ووداع وفراق ..
والبيت الأول ذكرتني بالأديب  الشاعر العلامة عبدالرحمن طيب بعكر #التهامي رحمه الله عند حديثه عن بواعث الشعر جاء بعدها مباشرة  بعنوان #معاناة_الإبداع  فالمبدع دائماً يعاني اما مشاعره تعتصره لرهافة حسه وشعوره أو بلادة وتحجر من حوله التي تتحول الى سياط على ظهر المبدع .. فالمعاناة هي النار التي تطهر الذهب من الخبث والغثاء فيقع في أيدينا زاهياً متوهجاً أصيلاً جميلاً لا يتغير ولا يتبدل ..
فشاعرنا المهندس الجيولوجي #الرفاعي  وصف ثورة باله وعدم هجوعه و آهات تدمي قلبه وان كانت هي تنزف من قلبه .. ويقول أنه ظمئآن لكؤوس الشعر ويطلب من الساقي أن يزيده كأساً  ،،،
وهنا أجد أصالة هذا الشاعر ونبل أصله وعمق إيمانه بدينه وعقيدته فعندما نادى الساقي بيّن لنا أنه ساقي الماء وليس ساقي الخمر تنزهاً ودرأً للشبهة وسمواً عن ذاك المحرم الخبيث .. ،
ولم يكن مثل ذاك الشاعر في عهد الفاروق الذي طلب من ساقي الخمر أن يسقيه بالكأس الأكبر وليس بالصغير المتثلم ثم طلب منه أن يسقي الخليفة - عمر - شربة مثلها فلما بلغت الابيات عمر أمير المؤمنين طلبه فوراً وجهز له الدّرّة فلما جاء قال له أأنت القائل كذا فقال وهو يرتجف - متملصاً - نعم ولكن قلت بعدها ( عسلاً صافياً ..) وهو لم يقلها إلا تلك الساعه ...
فعفى عنه لحسن إعتذاره وبلاغته ،،
ثم يصف شاعرنا ذهنه الطروب وحبه الذي تفتح شعراً وأبياتاً  فالحفل عرس يفوح عطراً يشفي روحه وقلائد الطلاب ورداً لكنها من  الصخور التي عملوا عليها بحثاً وتنقيباً والتاج ماس من تلك الجبال التي زاروها وطبقوا ما تعلموه عليها وهو حفل وعرس علوم الأرض بل علوم الكون .. يضمه في آفاقه ..
بل كليته يراها باتساع الآفاق تفتح له ذراعيها وحبها مكنون في صدره
ثم يصف الجمع من زملائه الذين يغمرهم الود  ويبث في نفسه هو الحياة .. وعميدهم الذي همه رضى الله وبنى كليته بالعلم والدين وظهرت إنجازاته ...
والبيت هذا من أقوى الأبيات مدحاً لعميد كلية فوصف جهوده أنها أثمرت معجزة ترى بالأعين ،،، بل وتربعت في البلاد وكأنها الزمان نفسه وإستخدم كلمة #حين الحين = الزمن ..
ثم يقول أن كليته خلدت منهجها في الصخور وكأنها كتبت العلم نقشاً على الصخر والصخر هو مايعمل عليه الجيولوجي  وأنها سخرت كل شيئ لخدمة العلم الجد واللين .. وأن لكليته قلباً مبتسماً كتفتح الورود عطراً منه يستقي اللطف والجمال .. ويصف الفرحه والحفل بأنه سينسيه كل هموم المستقبل ثم ينثر فرحته وسعادته فلاً وياسمين على الحاظرين لكنه يقول لهم أن هناك حسرة الفراق تملء صدره ..
لقد أبدع الرفاعي في وصف هذا الاحتفال ونقلنا بكلماته الرقيقه العذبه لجو ذلك العرس واذاقنا طعم مشاعره وأسقانا أحاسيسه وخلد تلك اللحظة وكأنه مصور سينمائي محترف ...
والرفاعي له نظرة شمولية فالقصيدة كانها مقال ينقلك خطوة خطوة عبر ذلك الإحتفال فكأن قصيدته يوماً بجميع مراحله فجراً وإشراقاً وغداة وعصراً وغروباً .. وليس وصف لجزء مجتزء من الحدث ..
قال #الرفاعي ؛

ماذا دهى البال؟! أجفوه..فيضنيني لو جرّب الصمت، علّ الصمت يعفيني

كم عرض العمر للأهواء تعص