اليمن_تاريخ_وثقافة
11.6K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
7/7
لماذا فشلت وثيقة "العهد والاتفاق" بين البيض وصالح في اليمن؟ وحدثت الحرب !؟
#البيض كطرف فاعل !؟
فيصل #جلول

قصة انهيار الوحدة اليمنية وحقيقة الخلاف بين علي عبد الله صالح وسالم البيض
يجمع القسم الأكبر من خصوم وأصدقاء علي سالم البيض على القول بأنه شجاع ومصمم وعنيد. ويرى جارالله عمر أنه لا يجيد المناورة ولا يتراجع عن قرار اتخذه إن كان مقتنعا به، ولعله يزداد تصميما عندما يتصل الأمر بأذى شخصي. وللتذكير، نشير إلى بث كاميرات تصوير مجهرية في منزله في صنعاء، الأمر الذي أخرجه عن طوره، وذلك رغم نفي السلطات اليمنية لهذا الخبر. 

سنقف على أثر هذا الجانب في شخصيته في الحراك السياسي الذي أطلقه بعد اعتكافه في عدن، وصولا إلى الحرب التي كان يؤكد أنه لا يريدها، وأنها ليست حلا لقضايا الخلاف مع شريكه في الحكم. وسيترافق حراكه السياسي مع تصريحات ومواقف تندرج كلها تحت سقف الوحدة.

أشرنا في الحلقة السابقة إلى استنفارات متبادلة بين حرسه وحرس الرئيس علي عبد الله صالح، كانت كافية لإقناعه باستحالة العمل مع الرئيس في مكان واحد، ناهيك عن التجسس على منزله وأخبار الاغتيالات والتهديدات التي ترده من الأصوليين والجهاديين، بل وصل الخطر إلى أولاده وأسرته على مقربة من عرينه في المنصورة في عدن، حيث تعرض أبناء البيض نايف وينوف وابن اخته كمال الحامد لمحاولة اغتيال في 29 تشرين الأول (أكتوبر) 1993 أدت إلى سقوط كمال بوابل من الرصاص، ذلك أن كمال يشبه ينوف البيض وكان يقود سيارته فاعتقد القتلة أنه ابن البيض. 

ستكشف التحقيقات الجنوبية أن القتلة مأجورون، ولديهم ارتباط بزعيم التيار الأصولي في صنعاء، لكن الحكومة اليمنية نفت هذه التأكيدات وتحدثت عن إرهابيين متضررين من الحكم الماركسي السابق. بعد أيام سيطلق مجهولون النار على منزل علي سالم البيض نفسه، فكانت هذه القشة التي قصمت ظهر البعير، وقطعت كل أمل باستعادة الثقة مع الرئيس علي عبد الله صالح وبالعودة لإدارة الدولة بصورة طبيعية في صنعاء.

تزامن ذلك مع انهيار قاعدة العمل الجماعي التي اتفق عليها الطرفان، وهي عموما لم تطبق إلا في الشهور الوحدوية الأولى، ليبادر بعدها كل طرف إلى العمل بالطريقة التي تناسبه، لذا سافر البيض إلى الولايات المتحدة والتقى "أل غور" نائب الرئيس الأمريكي بيل كلنتون، دون المرور بالسفارة اليمنية في واشنطن، في حين لم ينقطع علي عبد الله صالح عن ممارسة مهامه الرئاسية من دون التشاور مع نائبه. 

أصرّ علي سالم البيض على البقاء في عدن حاضنته الطبيعية والامتناع عن العودة إلى صنعاء، رغم الوساطات والمحاولات المتكررة، وأهمها توقيع وثيقة "العهد والاتفاق" في العاصمة الأردنية عَمّان بإشراف الملك حسين، فكانت المحاولة الأخيرة لحل الأزمة اليمنية قبل اندلاع الحرب. 

قبل التطرق إلى تفاصيل هذا الاتفاق لا بد من العودة قليلا إلى الوراء.

راهن البيض من خلال الاعتكاف على إعادة النظر بصيغة الاتفاق الوحدوي، الذي بات معطلا بحكم الأمر الواقع، وظلت حركته اختبارية حتى توقيع وثيقة "العهد والاتفاق". وتفيد مواقفه خلال تلك الفترة أنه كان متأرجحا بين تثبيت شروط إدارة الدولة بطرق دستورية، وصولا إلى الفيدرالية وربما الكونفدرالية، وكان الانفصال ما زال غير مطروح بعد من طرفه، وإن كان حزبه بغالبية أعضائه يريد العودة إلى ما قبل العام 1990.

نقل العاصمة إلى تعز أو جبلة

قبل الشهور القليلة التي سبقت الحرب، قطع علي سالم البيض كل الشكوك التي تحدثت عن نيته بالعودة إلى دولة الجنوب السابقة؛ إذ أكد في حديث صحفي "نحن الذين صنعنا الوحدة، لا يشرفنا أن يكون لنا موقف آخر" (الحياة اللندنية 30/ 10/ 1993).

ويشهد على الموقف نفسه حمود بيدر، أحد القادة الجمهوريين في شمال اليمن خلال لقاء مع الوسيط الأممي الأخضر الابراهيمي: "قلنا لعلي سالم البيض في 27 كانون الأول ـ ديسمبر 1993 صارت الوحدة ملكا للشعب، وليس ملكك وملك علي عبد الله صالح، فرد علينا بالقول: أنتم رفعتم في يوم من الأيام شعار الجمهورية أو الموت، وأنا أقول لكم الوحدة أو الموت. لما سمعنا هذا الكلام خرجنا من عنده مرتاحين" (من محضر لقاء مع الأخضر الإبراهيمي ورد في كتاب فيصل جلول ـ اليمن الثورتان الجمهوريتان الوحدة. دار الجديد. بيروت عام 2000).
 
حاول البيض التمسك بالوحدة الاندماجية، لكن بشروط جديدة أهمها نقل العاصمة من صنعاء إلى تعز أو جبلة، ونجد دليلا على ذلك في ما كشفه مؤخرا علي ناصر محمد في مذكراته: "التقيت علي سالم البيض في أبو ظبي، وكنت قد التقيت به في عمان في أثناء توقيع وثيقة "العهد والاتفاق". كان هو ومن معه ذاهبين إلى صلالة للقاء الرئيس علي عبد الله صالح.