#اليمن_تاريخ_وثقافة
#علماء_وأدباء_وأعلام_اليمن
نفحة النُسّمة في مناقب السيد علي بن أحمد الرميمة
الكاتب:
أ/عدنان احمد الجنيد - رئيس ملتقى التصوف الإسلامي
إن الكتابة عن الأولياء ونشر سيرهم ومناقبهم للناس كي يحذوا حذوهم، ويسلكوا نهجهم يُعدُّ تعظيماً لشعائر الله: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
فالشعائر معناها- كما بينه المفسرون- معالم الدين، وإذا كانت مناسك الحج تسمى بالشعائر، فإنما لكونها علامات للتوحيد والدين الحنيف، وكل ما هو شعيرة لدين الله فإن تعظيمه مما يقرب إلى الله تعالى .
ولا شك أن الأولياء- فضلاً عن الأنبياء- هم أكبر وأبرز علامات دين الله تعالى، فتخليد ذكرهم والكتابة عنهم هو نوع من تعظيمهم واحترامهم .
في هذه السطور سنضع ومضات نورانية عن شخصية عرفانية، لها دور كبير في نشر التصوف بمحافظة تعـز(الجمهورية اليمنية)، لا سيما في جبل صبر، وعند ذكر الصالحين تتنزل الرحمات وتتعرض النفوس للنفحات،
ولنشرع الآن في مقصودنا ونتكلم عن محبوبنا ألا وهو السيد العارف الذي من بحر المصطفى غارف القطب الرباني، صاحب الحضرة والمقام والذاكر الله على الدوام سيدي الشيخ/ علي بن أحمد الرميمة القادري مشرباً وطريقة، والهادوي مذهباً ومنهجاً .
نسبه قدَّس الله سره :
جاء في سجلات النسب التي في حوزة أحفاده بأنه السيد علي بن أحمد بن يوسف بن علي بن إبراهيم بن محمد بن إدريس بن جعفر الزكي بن علي النقي بن محمد التقي بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن شهيد كربلاء الإمام الحسين بن الإمام الوصي علي بن أبي طالب زوج البتول فاطمة بنت الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم- .
ونجد أن الشيخ علي الرميمة يلتقي مع الإمام يحيى بن حمزة عند جده يوسف بن علي بن إبراهيم، فقد جاء في كتاب "طبقات الزيدية" القسم الثالث ما نصه: " يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن علي بن إبراهيم بن محمد بن إدريس... إلى آخر النسب" أ.هـ.
وهذه الترجمة للإمام يحيى بن حمزة تؤكد صحة نسب السيد علي الرميمة وأنه من السادة الحسينيين، وأجداده هؤلاء كلهم ينتهجون مذهب العترة الطاهرة، وهو المنهج الذي كان عليه سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-، وكيف لا يكون مذهبهم كذلك و آباؤهم كانوا بحور العلم والمعرفة ومؤسسو الفقه، وجميع أئمة المذاهب، إنما أخذوا عنهم وتتلمذوا لديهم سيما لدى الإمام جعـفر الصـادق عليه السـلام.
نشأته وظهوره وأهم مشايخه في التصوف:
ولد الشيخ الرميمة في #صعدة وقضى جزءاً من حياته فيها وكان يسودها المذهب الزيدي الهادوي، فتعلَّم على يد والده وعلماء عصره، ونشـأ نشأة صالحة متخلقاً بأخلاق أجداده، عارفاً لعلومهم، وسائراً على منهجهم ثم بعد ذلك ولىَّ شطره نحو تعز فكان وصوله إليها عن طريق أبين متخذاً منها جسراً لبث أفكاره، وعند وصوله إلى #تعـز سكن في منطقة الوحيز( وتسمى الآن بمنطقة صينه وتقع غرب مدينة تعز ومنها الطريق المؤدي إلى مديرية مشرعة وحدنان ً )، ومنها بدأت انطلاقته الصوفية، والذي ساعده على ذلك هو أن عصره كان خصباً في رجالات التصوف، فقد كان ظهوره في بداية القرن السادس الهجري، ومعلوم أن القرنين السادس والسابع الهجريين وصل التصوف فيهما إلى قمة ازدهاره ، فقد تغنت أطياره وترجمت أسراره واتسع انتشاره حتى كثر أنصاره، فظهر فيهما أقطابه العظام وأعلامه الفخام.كالإمام احمد بن علوان وقد كان معاصرا لشيخنا الرميمة
وأول طريقة صوفية بدأت في الانتشار، هي الطريقة القادرية، فقد أدخلت إلى اليمن في منتصف القرن الخامس، وأول من أدخلها الشيخ الكبير العارف بالله علي بن عبد الرحمن الحداد وعنه أخذها الشيخ مدافع بن أحمد بن محمد المعيني وهو يُعد شيخ الفتح لسيدي علي الرميمة، فقد صحبه وأخذ عنه الطريقة القادرية، قال العلاَّمة بهاء الدين الجندي في كتابه « السلوك في طبقات العلماء والملوك » مانصه « إنه ـ أي الرميمة ـ صحب الشيخ مدافع وحقق له».
...جاء سيدي علي الرميمة إلى الشيخ مدافع لؤلؤة عجماء فثقبه- أي مدافع- بأنواره وحشاه بأسراره، حتى لمع نجمه في سماء الظهور، وصار اسمه في ديوان الأولياء مشهوراً، وأصبح أحد رجالات الفكر الإسلامي، صوفياً من الطراز الأول، صاحب خلق وصفاء وكرم ووفاء، متابعاً لنبيه المصطفى، ومخالفاً لأهل الطمع والجفا، فأصبحت مجالسته شفاء ومغفرة لمن زلَّ وهفا... كان- قدس الله- سره مع الله تعالى في كل نفس يلهج بذكره، ولا ينقطع عن شكره، لا يتكلم إلا عنه، ولا يسمع إلا منه، ولا ينظر إلا إليه
علاقته بالسلطة السياسية:
نستطيع أن نلمح علاقة الرميمة بالسلطة الحاكمة آنذاك من خلال ما حدث لشيخه مدافع مع الملك المسعود الذي قام بحبسه ونفيه من البلاد. وإليك بيان ذلك: كان الملك المسعود كثيراً ما ينزل من الحصن، فيقف في الميدان أو في المطعم يطعم الجوارح الصيدية، فرأى جمعاً عظيماً من الناس في ناحية الوحيز يقصدون زيارة الشيخ مدافع، فسأل عنه، فقيل له:
#علماء_وأدباء_وأعلام_اليمن
نفحة النُسّمة في مناقب السيد علي بن أحمد الرميمة
الكاتب:
أ/عدنان احمد الجنيد - رئيس ملتقى التصوف الإسلامي
إن الكتابة عن الأولياء ونشر سيرهم ومناقبهم للناس كي يحذوا حذوهم، ويسلكوا نهجهم يُعدُّ تعظيماً لشعائر الله: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
فالشعائر معناها- كما بينه المفسرون- معالم الدين، وإذا كانت مناسك الحج تسمى بالشعائر، فإنما لكونها علامات للتوحيد والدين الحنيف، وكل ما هو شعيرة لدين الله فإن تعظيمه مما يقرب إلى الله تعالى .
ولا شك أن الأولياء- فضلاً عن الأنبياء- هم أكبر وأبرز علامات دين الله تعالى، فتخليد ذكرهم والكتابة عنهم هو نوع من تعظيمهم واحترامهم .
في هذه السطور سنضع ومضات نورانية عن شخصية عرفانية، لها دور كبير في نشر التصوف بمحافظة تعـز(الجمهورية اليمنية)، لا سيما في جبل صبر، وعند ذكر الصالحين تتنزل الرحمات وتتعرض النفوس للنفحات،
ولنشرع الآن في مقصودنا ونتكلم عن محبوبنا ألا وهو السيد العارف الذي من بحر المصطفى غارف القطب الرباني، صاحب الحضرة والمقام والذاكر الله على الدوام سيدي الشيخ/ علي بن أحمد الرميمة القادري مشرباً وطريقة، والهادوي مذهباً ومنهجاً .
نسبه قدَّس الله سره :
جاء في سجلات النسب التي في حوزة أحفاده بأنه السيد علي بن أحمد بن يوسف بن علي بن إبراهيم بن محمد بن إدريس بن جعفر الزكي بن علي النقي بن محمد التقي بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن شهيد كربلاء الإمام الحسين بن الإمام الوصي علي بن أبي طالب زوج البتول فاطمة بنت الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم- .
ونجد أن الشيخ علي الرميمة يلتقي مع الإمام يحيى بن حمزة عند جده يوسف بن علي بن إبراهيم، فقد جاء في كتاب "طبقات الزيدية" القسم الثالث ما نصه: " يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن علي بن إبراهيم بن محمد بن إدريس... إلى آخر النسب" أ.هـ.
وهذه الترجمة للإمام يحيى بن حمزة تؤكد صحة نسب السيد علي الرميمة وأنه من السادة الحسينيين، وأجداده هؤلاء كلهم ينتهجون مذهب العترة الطاهرة، وهو المنهج الذي كان عليه سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-، وكيف لا يكون مذهبهم كذلك و آباؤهم كانوا بحور العلم والمعرفة ومؤسسو الفقه، وجميع أئمة المذاهب، إنما أخذوا عنهم وتتلمذوا لديهم سيما لدى الإمام جعـفر الصـادق عليه السـلام.
نشأته وظهوره وأهم مشايخه في التصوف:
ولد الشيخ الرميمة في #صعدة وقضى جزءاً من حياته فيها وكان يسودها المذهب الزيدي الهادوي، فتعلَّم على يد والده وعلماء عصره، ونشـأ نشأة صالحة متخلقاً بأخلاق أجداده، عارفاً لعلومهم، وسائراً على منهجهم ثم بعد ذلك ولىَّ شطره نحو تعز فكان وصوله إليها عن طريق أبين متخذاً منها جسراً لبث أفكاره، وعند وصوله إلى #تعـز سكن في منطقة الوحيز( وتسمى الآن بمنطقة صينه وتقع غرب مدينة تعز ومنها الطريق المؤدي إلى مديرية مشرعة وحدنان ً )، ومنها بدأت انطلاقته الصوفية، والذي ساعده على ذلك هو أن عصره كان خصباً في رجالات التصوف، فقد كان ظهوره في بداية القرن السادس الهجري، ومعلوم أن القرنين السادس والسابع الهجريين وصل التصوف فيهما إلى قمة ازدهاره ، فقد تغنت أطياره وترجمت أسراره واتسع انتشاره حتى كثر أنصاره، فظهر فيهما أقطابه العظام وأعلامه الفخام.كالإمام احمد بن علوان وقد كان معاصرا لشيخنا الرميمة
وأول طريقة صوفية بدأت في الانتشار، هي الطريقة القادرية، فقد أدخلت إلى اليمن في منتصف القرن الخامس، وأول من أدخلها الشيخ الكبير العارف بالله علي بن عبد الرحمن الحداد وعنه أخذها الشيخ مدافع بن أحمد بن محمد المعيني وهو يُعد شيخ الفتح لسيدي علي الرميمة، فقد صحبه وأخذ عنه الطريقة القادرية، قال العلاَّمة بهاء الدين الجندي في كتابه « السلوك في طبقات العلماء والملوك » مانصه « إنه ـ أي الرميمة ـ صحب الشيخ مدافع وحقق له».
...جاء سيدي علي الرميمة إلى الشيخ مدافع لؤلؤة عجماء فثقبه- أي مدافع- بأنواره وحشاه بأسراره، حتى لمع نجمه في سماء الظهور، وصار اسمه في ديوان الأولياء مشهوراً، وأصبح أحد رجالات الفكر الإسلامي، صوفياً من الطراز الأول، صاحب خلق وصفاء وكرم ووفاء، متابعاً لنبيه المصطفى، ومخالفاً لأهل الطمع والجفا، فأصبحت مجالسته شفاء ومغفرة لمن زلَّ وهفا... كان- قدس الله- سره مع الله تعالى في كل نفس يلهج بذكره، ولا ينقطع عن شكره، لا يتكلم إلا عنه، ولا يسمع إلا منه، ولا ينظر إلا إليه
علاقته بالسلطة السياسية:
نستطيع أن نلمح علاقة الرميمة بالسلطة الحاكمة آنذاك من خلال ما حدث لشيخه مدافع مع الملك المسعود الذي قام بحبسه ونفيه من البلاد. وإليك بيان ذلك: كان الملك المسعود كثيراً ما ينزل من الحصن، فيقف في الميدان أو في المطعم يطعم الجوارح الصيدية، فرأى جمعاً عظيماً من الناس في ناحية الوحيز يقصدون زيارة الشيخ مدافع، فسأل عنه، فقيل له: