اليمن_تاريخ_وثقافة
11.6K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
​يهود #حبان..
من أين جاءوا؟ وكيف عاشوا؟ ولماذا هاجروا (على أجنحة النسور)؟

عبدالله أبوبكر #بارحمة

عند البحث والتنقيب عن تفاصيل المجتمع اليهودي في حبان لا بد أن يصيبك الإحباط من شحة المعلومات المتوفرة حول مجموعة إثنية مثيرة للاهتمام، عاشت وتفاعلت مع المجتمع الشبواني لفترة طويلة من الزمن في مدينة حبان التاريخية. وقبل أن نذهب بعيدا في تفاصيل حياتها، وهجرتها علينا أن نفهم طبيعة وتاريخ هذا المكان الموغل في القدم

مدينة #حبان التاريخية
حبان مديرية تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من محافظة شبوة واشتق اسمها من مدينة حبان التاريخية، وحبان اسم ورد في النقوش العربية الجنوبية (ح ب ن) في سياق النقش السبئي الشهير بنقش النصر الكبير للمكرب السبئي كرب ايل وتر في القرن السابع قبل الميلاد، وتشير المصادر التاريخية أن حبان هو اسم لقبيلة كانت تسيطر على تلك المنطقة إبان حكم المكرب السبئي.

كانت حبان تقع على مفترق طرق وتشكل محطة مهمة على طريق القوافل التجارية القادمة من الموانئ البحرية جنوباً مثل ميناء قنا التاريخي والذاهبة إلى الممالك اليمنية القديمة مثل قتبان وسبأ ومعين , وفي فترة متأخرة نوعا ما خضعت حبان لحكم الدولة الطاهرية في القرن الخامس عشر الميلادي؛ ومن ثم أصبحت فيما بعد مركزاً لسلطنة الواحدي التي أفل نجمها في سبعينيات القرن المنصرم.

تعتبر حبان من أهم المدن التاريخية اليمنية القديمة التي تميزت بطابع إسلامي جميل وطراز عمراني لافت، وكانت بطبيعة الحال مقصدا لطلبة العلم والعلماء من مناطق كثيرة في اليمن بسبب الدور الثقافي والعلمي الذي كانت تقوم به، ويمكننا أن نرى آثار هذا الدور العلمي في الأربطة الدينية والمراكز العلمية والمكتبات التي لا تزال بعض آثارها موجودة إلى اليوم، ويأتي في مقدمة هذه المظاهر الدينية جامع حبان الذي تأسس قبل ألف عام، وتقول بعض الروايات أن في هذا الجامع قد ُدعي للخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز.

الوجود اليهودي في اليمن
الفصل الأول في قصة يهود حبان يمكننا أن نصفه بالمبهم إلى حد ما، ولا يمكن للمتتبع أن يصل إلى إجابة شافية مكتملة، مثله مثل بداية الوجود اليهودي في اليمن بشكل عام ولكي نفهم أكثر ونجيب قدر الإمكان عن سؤال من أين جاء يهود حبان ؟علينا أن نعود إلى الوراء كثيرا فبحسب كاميليا أبو جبل في كتابها (يهود اليمن) ثمة ثلاث روايات شهيرة حول بداية الوجود اليهودي في اليمن:

 أولها أن يهود اليمن ينتمون إلى أولئك الذين رافقوا ملكة سبأ بعد عودتها من زيارة الملك سليمان مثل ما جاء في سفر الملوك الإصحاح العاشر، وهناك من يعتقد أن بداية وجودهم كان في أعقاب خراب الهيكل، وثمة رواية لابن هشام الحميري في (السيرة النبوية لابن هشام) يعتقد فيها أن بداية وجودهم يعود إلى عصر ملك حمير تبان أسعد الذي تشير الروايات أنه مر خلال إحدى غزواته بيثرب، فأعجب بحبران من أحبار اليهود، واتبع دينهما وأخذهما معه إلى اليمن، وأمر قومه باتباعهم.

أما بالنسبة ليهود حبان فأكثر المصادر سواء العربية أو اليهودية تقودنا إلى سردية تاريخية قديمة تقول إن السلطان الواحدي في حبان كان يتعرض إلى حصار من قبل السلطان الكثيري بدر أبو طويرق في منتصف القرن السادس عشر، حتى نفذ الماء من الجابية، فأشار عليه اليهودي الحباني سليمان الحكيم بفكرة لإنقاذه من هذا الحصار مقابل حصوله على أرض خاصة باليهود في حبان وكانت الفكرة مثل ما يتحدث عنها المؤرخ والباحث علي الشبلي في كتابه ثمار المطالعة: أن يطلب السلطان الواحدي من العمال جمع الطين من الجابية وترميم المصنعة، حتى يوهم الكثيري بأن لديه ما يكفي من الماء للشرب فترة طويلة، وهنالك سردية يهودية تعزز هذه السردية أيضا وتضيف عليها: أن سليمان الحكيم أشار على السلطان أيضا أن يرسل اثنين من الفرسان ليزودوا أبو طويرق بالماء والخضرة ليظهروا له قوة السلطان وبطولته، وفعلا نجحت الفكرة، ويئس السلطان الكثيري من هذا الحصار الطويل وغادر منكسرا، فجازى السلطان اليهودي، وأعطاه أرضا خاصة لهم كان قد سكنها من قبل قوم من بنو عبدالواحد فانقرضوا.

حياة المجتمع اليهودي في حبان
عاش يهود حبان، واستقروا في حيهم الخاص بالقرب من قصر السلطان في بيوت تتكون من أربعة إلى خمسة طوابق، وكونوا مجتمعًا متكاملًا خاصًا بهم، واتسمت علاقتهم بجيرانهم المسلمين بالود والتسامح والتبادل التجاري والمعرفي، وبلغ أقصى عدد لهم ما يقارب 450 شخصاً وشكلوا نصف سكان المدينة تقريبا، وتوزعوا على خمس عوائل رئيسية: مطوف، هليل، شماخ، ميفاي وعداني.

ومن المُلاحظ أنهم تميزوا باختلافهم وتفردهم عن يهود اليمن الآخرين، ولعل هذا الاختلاف يعود إلى أصل عرقي مختلف، وكانوا بحسب الروايات اليهودية يطلقون شعورهم ويرتدون ملابس تشبه ملابس جيرانهم المسلمين ولا تختلف عنها كثيرا وكذلك الحال مع نسائهم فقد كن يرتدين ملابس عربية، ويتزين بالكثير من المجوهرات المصنوعة بأيديهن كما كان لهم نمط معيشي خاص بهم في الحديث والطعام ومختلف