اليمن_تاريخ_وثقافة
11.5K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
من المعتقدات القديمة في اليمن..
( #المجذوب )

سأحكي لكم اليوم عن أغرب ما شاهدته أنا و أدركته في زمن الأجداد ...
من خرافات و شعوذات و ربما شركيات ...

شخصية المجذوب ...

هو شخص تابع (يخدم) لشيخ من مشائخ الطرق الدينية (الطريقة الصوفية غالبا") و كان هذا الشخص كما يزعم له كرامة أو نفحة ربانية مكنه منها شيخه فيستطيع من خلالها القيام بأشياء خارقة للعادة و يعجز عنها الاخرين ..

و هنا في بلادنا كان يطلق عليه أسم ( المجذوب) و أعتقد أنكم جميعا" قد رأيتموه أو سمعتم عنه ...

و له مسميات تختلف من بلد الى آخر ففي بعض الدول يسمونه الدرويش أو الغجري أو ... وغيره
و لكن تسمية المجذوب هي الغالبة في معظم البلدان .

فأنا مازلت أذكر العديد من المرات التي شاهدته بعيني و هو يقوم بأعمال خارقة و لا تصدق ...

و قبل الحديث عن المجذوب لابد أن نتحدث قليلا" عن الشيخ و السيد ....
لإرتباطهم بالموضوع

- السيد
(السيد كان يطلق على شيخ الدين الذي له كرامة و سلطة دينية ) و معظمهم يكون قد توفي و أصبح له قبه أو مسجد على قبرة .... و يسمى ولي (الجمع أوليا) ......

و يكون هذا المسجد أو القبة أو القبر مزارا" يقصده من له حاجة يريد من الولى أن يحققها له رغم أنه ميت !!!!
و تعد أول جمعة من رجب يوما"متميزا" للزيارات و النذور للأوليا في قبورهم و مساجدهم و قبابهم ... كما كانوا يعتقدون سابقا"

و هنا الكثير من المساجد و القباب و القبور الخاصة بالأوليا و الشيوخ و التي مازالت موجودة الى يومنا هذا و يعرفها الكثيرون و لو أنها فقدت قداستها و روحانيتها مع إنتشار العلم و الوعي بين الناس ....

وكان لكل شيخ من مشائخ الطرق الدينية (مجذوبا" ) خاصا" به يعمل لمصلحته فهو مندوبه في القرى يأتي له ببعض مما يحصل عليه من الناس مقابل ما يقوم به من أشيا غريبة و خارقة ..
و كذلك أخذ ما يرسله الناس من نذور للشيخ سواء" أموال أو أشياء مادية و ايصالها الى شيخة ... أو الى القائم على قبره و يسمي(القيم)

و تختلف كرامات و قدرات الشيخ و السيد عن قدرات المجذوب ...
ففي حين أن الشيخ أو السيد يستطيع علاج الناس من أمراضهم و أخراج ما بهم من سحر أو مس و كذلك حل اخفاقات الناس بالزواج و كافة مشكلاتهم الإجتماعية المستعصية ...

(و الطريف في الموضوع أن الناس يعتقدون انه بمقدرة السيد حتى لو كان بعيدا" عنهم أو متوفي فإنهم يعتقدون أنه يسمعهم و يستجيب لهم ...
فقط قم بالنذر للسيد بشئ ما مقابل أن يشفي المريض او أي مطلب أخر .... بينك وبين نفسك فقط و السيد سيعلم ذلك و سينفذ كما يعتقدون هم )
و ما عليك الا بإرسال ما نذرت به عقب حصول المطلب ..
طبعا" كل هذا و السيد ميت في قبره .. !!!!!

أما كرامات المجذوب فهي اقل شأنا من ذلك فلا يستطيع المعالجة للمرضى مثلا" و لا يفك السحر

و لكنه يستطيع طرد الجن من البيوت المسكونة مثلا" ....
و يستطيع القيام بالخوارق الحركية التي يختص بها و التي مكنه منها شيخه أو سيده .
....

نعود لموضوعنا ....

كان المجذوب يمر في القرى و كان يحمل معه جردة (سيف) و طبلة صغيرة (تعمل بتدويرها باليد) ..
و كان يقف و يبدأ بهمهمات و تراتيل وكأنها مخاطبة لشيخه و أستئذان منه للقيام بهذه العملية (كما كان يزعم )
ثم يصيح..
(يالله .... يالله .... ياحي . ياحي )
و يكررها مرارا" ....

و الجردة(السيف) يقلبه بيد و يدير الطبلة بيده الأخرى ...
حتى يشاهد (و المشاهده هذه كما يزعم أنه يشاهد الإذن له من شيخه )...

ثم يبدأ بضرب ظهره بتلك الجردة بشكل مذهل و و هو يقول مع كل ضربة ( يااااحي)..

ضربات مخيفة و قوية على ظهرة لو ضرب شخص اخر بضربه واحدة منها فقد يغور السيف (الجردة) في ظهره ...

و يستمر على ذلك لبعض الوقت ثم يتوقف ...

و في بعض الحالات ينجذب أكثر (كما يزعمون)

فلا يستطيع التوقف و لا يتمكن من تبديد طاقة الجذب التي في جسده فيقوم برمي السيف من يده و يتجه الى أقرب جدار (حائط)...

ثم يبدأ بضرب رأسه بالجدار ضربات قوية و مذهلة ... يخال لك و أنت تشاهد ذلك بأن رأسه سيتهشم ...

.(لذلك يقال للشخص العاجز عن إخراج و تصريف غضبة ...إضرب برأسك بالجدار )

.. و بعد ان ينتهي من ذلك تراه قد أصبح مجهدا" و يترنح ....
ثم يجلس قليلا" و لا ترى أي ضرر أو جرح لا في ظهره و لا في جبهته ....
ثم يحصل على بعض المال من الحاضرين و يذهب الى قرية أخرى . .


و كان للمجذوب حضور دائم في الموالد.
(و الموالد هي اجتماع مقيل أو سمر للناس تلبية" لدعوة أحدهم للوفاء بنذر قد قطعه على نفسه أو بمناسبة المولد النبوي أو مولد يقام لأحد مشائخ الدين)

و في هذا الاجتماع الذي يتخلله الميديح....
(و المديح هذا يقصد به أذكار و تهاليل و تسابيح و قصائد دينية و تلاوة السور الصغيرة و أدعية )
#تاريخ_الشحر_بافقيه

سنة أربع وسبعين

وفيها (١) ثامن شهر جمادى الأولى : توفي السيد الشريف الولي الصالح المحبوب #المجذوب عبد الله بن الفقيه محمد بن عبد الرحمن الأصقع #باعلوي بمكة رحمه‌الله ونفع به ، وكان يوم موته مشهودا وقبره ب #الشّبيكه معروف يزار ، وكان من الأولياء العارفين والأئمة المقربين السّالكين المجذوبين #المخطوبين أولي الكرامات الخارقة والأنفاس الصادقة والمقامات العلية والأحوال السنيه ، انتشرت مناقبه وعمت مواهبه وفاضت على الخليقة أسراره ونفحاته ، ووسعت البرية بركاته ، انتقل بأهله وولده إلى مكة وجاور بها إلى أن توفي بها ، وقد تقدم تاريخ انتقاله إلى مكة من #حضرموت ، وكان له بمكة جاه عظيم وقبول عند الخاص والعام تام جسيم ، وحكي عن الشريف شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن خرد باعلوي أن السيد الشريف عبد الرحمن بارقبة كان يصحب السيد أحمد بن حسين العيدروس والسيد أحمد بن علوي باجحدب والسّيد عبد الله بن الفقيه الأصقع رضي‌الله‌عنهم ونفعنا بهم ، وربما كان يأمره بعضهم بضد ما يأمره به الآخر فشق ذلك عليه وتحير فيه ، فخرج إلى ضريح الشيخ عبد الله بن أبي بكر #العيدروس وآلى على نفسه أن لا يذهب من عنده حتى يعلمه بأحوال الثلاثة وبمن يقتدي به منهم ، فنام فكلّمه الشيخ وقال له : جئت تسأل عن أحوال الثلاثة أما الشيخ أحمد بن علوي فأفرده الله ، وأما
______
(١) النور السافر : ٢٥٨. والمشرع الروي ٢ : ١٩٦.