مجتمع #الدلل والفراسة والذكاء الفطري وشبام نموذجاً
قال الأستاذ محمد عبد القادر #بامطرف في صفحة ( 212 ) وما بعدهما من كتاب (( المعلم عبدالحق )):
(( ومن العادات القديمة جدا بحضرموت ان ببعض المدن الحضرمية كالشحر وشبام وتريم وعينات وسيئون والخريبة وقعوضه التي تعتبر اسواقا للبادية جماعات من #الدلل يؤدون للقبائل التي ترد هذه الاسواق خدمات سمسارية وينزلونهم ويسهرون على راحتهم ويعقدون الصفقات التجارية لهم مع تجار المدن ويرشدونهم الى تقلبات السوق وتأرجح الاسعار...
ومهنة #الدلالة من هذا القبيل منحصرة في أسر معنية وبحكم اتصالهم المستمر الوثيق بالقبائل كان الدلل اعرف الناس بانساب القبائل وبعلاقاتهم ببعضهم البعض وببواطن القوة والضعف فيهم وبتاريخهم وبسلوكهم رجالا ونساء وتبعا لذلك بالالمام من محامدهم وهناتهم ....
ومع تقادم الزمن تكونت لذى بعض الدلل الاذكياء #فراسة تميز الملامح والسمات القبلية الفزيولوجية بحيث يستطيعون معرفة سلالة أي بدوي لم يكن قد سبق لهم الاتصال به كما يميزون جمالهم واغنامهم فنظرة فاحصة مسرعة او بحديث عابر قصير يدركون صلة هذا أو ذاك البدوي بهذه أو بتلك القبيلة ...)) انتهى ما كتبه بامطرف .
وقد شدني ماكتبه بامطرف عن (( الفراسة )) في فئة من شرائح المجتمع الحضرمي ، وإن كانت الفراسة لا تنحصر في الدلل وحدهم ولكنها #علم يختص باصحابه من الأذكياء الذين تظهر مواهبهم في معرفة (( #قيافة الأثر )) وهم من نطلق عليهم #القصاصون مفرده (( #قصّاص ... أو (( قيافة البشر )) وهم من الذين يجيدون معرفة (( دمة الناس )) بكسر الدال وفتح الميم .. ومعرفة الاستدلال بواسطة اعضاء جسم الانسان ...!!
فإذا كان العلم كما قال أرسطو(( العلم هو معرفة العلل )) أي إن العلم لا يبحث عن علل الأشياء فقط ، بل يبين لنا كيفية تأثير بعضها في بعض وعلم الفراسة هو من العلوم الي يفسر ويساهم في معرفة حقائق مجهولة تتعلق بأجزاء الانسان .
فماهي الفراسة ؟
الفراسة في اللغة : النظر والتثبت والتأمل للشيء والبصر به.
وجاء في الأثر الشريف (( اتقوا #فراسة المؤمن, فإنه ينظر بنور الله )) .
ومما يدل عليه ظاهر الحديث, هو ما يُوقعه الله تعالى في قلوب أوليائه, فيعلمون أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات وإصابة الظن والحدس .
ولكن قد يتعلم الانسان بالدلائل والتجارب والخُلُق والأخلاق, فيعرفُ أحوال الناس..
ماهو معنى #الفراسة ؟؟
معنى الفراسة باختصار قراءة النفس البشرية والاستدلال بشكل الإنسان أ وهيئته أو ألوانه، وأقواله على أخلاقه, وفضائله, ورذائله، لمعرفة أخلاق الإنسان وأحواله, وماضيه وحاضره ومستقبله ، وهي تعتمد في بعض نواحيها على دراسة الصلة بين مظاهر الجسم الشكلية وأعماق #النفس الإنسانية, وما فيهما من تبدل واضطراب.
اهتم بدراسة الصلة بين مظاهر الجسم الشكلية وأعماق النفس الإنسانية عدداً كبيراً من الباحثين العرب قبل الإسلام وبعده سماها العرب قبل الإسلام أسماء مختلفة و قسموها إلى :
1- قيافة الأثر
2- قيافة البشر
1- قيافة الأثر ( القصَّّاص )
ماهي قيافة الأثر أو قصِّ الأثر ؟؟
القيافة هي عملية الاستدلال على الاشخاص أو الحيوانات بواسطة تتبع وتفحص بقايا آثار الأقدام ، أو الإخفاف أو الحوافر . ويطلق الحضارم على من يقوم بمهمة الاستدلال وتتبع الأثر ب (( القصّاص )) ..
وفي حضرموت قصصا كثيرة تروى عن مقدرة القصاصين في معرفة وتمييز آثار أقدام الشاب من الشيخ، والرجل من المرأة ، والبكر من الثيب. وكيف يستطيع القصاص من القاء نظرة عابرة على الأقدام فيميز العلاقة بين الأب والإبن .. ووشائج القرابة بين الناس ، أي أن لكل قدم تشكيل خاص وطبعة خاصة به يسهل عليهم تميزها .
ومن القصص التي سجلتها حول (( الاستدلال بقص الأثر )) وعن فراسة أهل #شبام :
قيل أن رجلاً بدويا مر وهو يقود بعيرا له في ليلة مظلمة ببطحاء شبام . واستراح تحت النخلة ثم قبل الفجر غادرها ، وقبل أن ينتصف النهار لحقه به رجل آخر يسأل عنه
هل دخل هذا الرجل سوق شبام أو هل من رآه ؟؟
وصادف إحد المشهورين بقصاصة الأثر ، فقال له الرجل : هل رأيت رجلاً و بعيراً مراّ بشبام ؟
فقال القصاص : هل الرجل سمين و أعرج و يحمل عصا بيده ؟
فقال: نعم !
قال: وهل البعير أعور وكان محملا بالتمر ؟؟
قال : نعم !! ومتى رأيته ؟؟
قال : كان ببطحاء شبام وقبل الفجر رحل ... ولكنني لم أرهما ....!!
ثم أخذ بيد الرجل وتقدم به نحو آثار الأقدام الباقية على الرمال, وقال له :
هذه آثار قَدَمَيْ صاحبك, وهذه آثار خُفّي بعيره, وهذه آثار عصاه, وتأمل في آثار القدم اليسرى تجدها أعمق وأكبر من اليمنى أليس ذلك دليلاً على أن صاحبك أعرج,
قال الأستاذ محمد عبد القادر #بامطرف في صفحة ( 212 ) وما بعدهما من كتاب (( المعلم عبدالحق )):
(( ومن العادات القديمة جدا بحضرموت ان ببعض المدن الحضرمية كالشحر وشبام وتريم وعينات وسيئون والخريبة وقعوضه التي تعتبر اسواقا للبادية جماعات من #الدلل يؤدون للقبائل التي ترد هذه الاسواق خدمات سمسارية وينزلونهم ويسهرون على راحتهم ويعقدون الصفقات التجارية لهم مع تجار المدن ويرشدونهم الى تقلبات السوق وتأرجح الاسعار...
ومهنة #الدلالة من هذا القبيل منحصرة في أسر معنية وبحكم اتصالهم المستمر الوثيق بالقبائل كان الدلل اعرف الناس بانساب القبائل وبعلاقاتهم ببعضهم البعض وببواطن القوة والضعف فيهم وبتاريخهم وبسلوكهم رجالا ونساء وتبعا لذلك بالالمام من محامدهم وهناتهم ....
ومع تقادم الزمن تكونت لذى بعض الدلل الاذكياء #فراسة تميز الملامح والسمات القبلية الفزيولوجية بحيث يستطيعون معرفة سلالة أي بدوي لم يكن قد سبق لهم الاتصال به كما يميزون جمالهم واغنامهم فنظرة فاحصة مسرعة او بحديث عابر قصير يدركون صلة هذا أو ذاك البدوي بهذه أو بتلك القبيلة ...)) انتهى ما كتبه بامطرف .
وقد شدني ماكتبه بامطرف عن (( الفراسة )) في فئة من شرائح المجتمع الحضرمي ، وإن كانت الفراسة لا تنحصر في الدلل وحدهم ولكنها #علم يختص باصحابه من الأذكياء الذين تظهر مواهبهم في معرفة (( #قيافة الأثر )) وهم من نطلق عليهم #القصاصون مفرده (( #قصّاص ... أو (( قيافة البشر )) وهم من الذين يجيدون معرفة (( دمة الناس )) بكسر الدال وفتح الميم .. ومعرفة الاستدلال بواسطة اعضاء جسم الانسان ...!!
فإذا كان العلم كما قال أرسطو(( العلم هو معرفة العلل )) أي إن العلم لا يبحث عن علل الأشياء فقط ، بل يبين لنا كيفية تأثير بعضها في بعض وعلم الفراسة هو من العلوم الي يفسر ويساهم في معرفة حقائق مجهولة تتعلق بأجزاء الانسان .
فماهي الفراسة ؟
الفراسة في اللغة : النظر والتثبت والتأمل للشيء والبصر به.
وجاء في الأثر الشريف (( اتقوا #فراسة المؤمن, فإنه ينظر بنور الله )) .
ومما يدل عليه ظاهر الحديث, هو ما يُوقعه الله تعالى في قلوب أوليائه, فيعلمون أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات وإصابة الظن والحدس .
ولكن قد يتعلم الانسان بالدلائل والتجارب والخُلُق والأخلاق, فيعرفُ أحوال الناس..
ماهو معنى #الفراسة ؟؟
معنى الفراسة باختصار قراءة النفس البشرية والاستدلال بشكل الإنسان أ وهيئته أو ألوانه، وأقواله على أخلاقه, وفضائله, ورذائله، لمعرفة أخلاق الإنسان وأحواله, وماضيه وحاضره ومستقبله ، وهي تعتمد في بعض نواحيها على دراسة الصلة بين مظاهر الجسم الشكلية وأعماق #النفس الإنسانية, وما فيهما من تبدل واضطراب.
اهتم بدراسة الصلة بين مظاهر الجسم الشكلية وأعماق النفس الإنسانية عدداً كبيراً من الباحثين العرب قبل الإسلام وبعده سماها العرب قبل الإسلام أسماء مختلفة و قسموها إلى :
1- قيافة الأثر
2- قيافة البشر
1- قيافة الأثر ( القصَّّاص )
ماهي قيافة الأثر أو قصِّ الأثر ؟؟
القيافة هي عملية الاستدلال على الاشخاص أو الحيوانات بواسطة تتبع وتفحص بقايا آثار الأقدام ، أو الإخفاف أو الحوافر . ويطلق الحضارم على من يقوم بمهمة الاستدلال وتتبع الأثر ب (( القصّاص )) ..
وفي حضرموت قصصا كثيرة تروى عن مقدرة القصاصين في معرفة وتمييز آثار أقدام الشاب من الشيخ، والرجل من المرأة ، والبكر من الثيب. وكيف يستطيع القصاص من القاء نظرة عابرة على الأقدام فيميز العلاقة بين الأب والإبن .. ووشائج القرابة بين الناس ، أي أن لكل قدم تشكيل خاص وطبعة خاصة به يسهل عليهم تميزها .
ومن القصص التي سجلتها حول (( الاستدلال بقص الأثر )) وعن فراسة أهل #شبام :
قيل أن رجلاً بدويا مر وهو يقود بعيرا له في ليلة مظلمة ببطحاء شبام . واستراح تحت النخلة ثم قبل الفجر غادرها ، وقبل أن ينتصف النهار لحقه به رجل آخر يسأل عنه
هل دخل هذا الرجل سوق شبام أو هل من رآه ؟؟
وصادف إحد المشهورين بقصاصة الأثر ، فقال له الرجل : هل رأيت رجلاً و بعيراً مراّ بشبام ؟
فقال القصاص : هل الرجل سمين و أعرج و يحمل عصا بيده ؟
فقال: نعم !
قال: وهل البعير أعور وكان محملا بالتمر ؟؟
قال : نعم !! ومتى رأيته ؟؟
قال : كان ببطحاء شبام وقبل الفجر رحل ... ولكنني لم أرهما ....!!
ثم أخذ بيد الرجل وتقدم به نحو آثار الأقدام الباقية على الرمال, وقال له :
هذه آثار قَدَمَيْ صاحبك, وهذه آثار خُفّي بعيره, وهذه آثار عصاه, وتأمل في آثار القدم اليسرى تجدها أعمق وأكبر من اليمنى أليس ذلك دليلاً على أن صاحبك أعرج,