ً ....#وعل #حريب....
....*أيقونة الآثار اليمنية*....
المنشور رقم 3
* عُثر على هذا الوعل البرونزي في موقع مدينة مريمة (هجر العادي حالياً) ، وتم تهريبه عبر تجار الآثار وبيعه لأحد أمراء قطر، وكان من الممكن أن لا نعرف من أي موقع أثري تم أخراجه لو لا النقش المكتوب على ظهر الوعل كما هو موضح في الصورة والذي يتكون من سطر واحد مكتوب بحروف المسند البارزة باللهجة #القتبانية .
وكم غير هذا الوعل من القطع الأثرية التي يتم عرضها في المتاحف العالمية والتي لا نعرف من أي موقع تم أخراجها، إما بسبب عدم ذكر اسم الموقع في النقش الذي قد يوجد على أي من هذه القطع الأثرية إن كانت تحتوي على نقوش ، أو أن يتم القيام بطمس النقوش التي توجد عليها كما حدث للبعض منها.
• النقش المكتوب على ظهر الوعل:
• ش ع ب ن / ذ م ر ي م ت م / ح و ر / ت ب ن و / س ق ن ي و / ح و ك م.
• شعبن / ذمريمتم / حور / تبنو / سقنيو / حوكم
• المعنى:
- (جالية) من قبيلة مدينة مريمة الساكنين (مدينة) تبن قدموا (هذا الوعل) (للمعبود) حوكم.
• يفهم من هذا النقش بأن مجموعة أشخاص من مدينة مريمة (هجر العادي) كانت تسكن في مدينة تُبن (في محافظة لحج) بغرض ممارسة التجارة، وقدموا هذا الوعل للمعبود حوكم وهو المعبود الرئيس لوادي حريب.
• يمكن أن يعود تاريخ هذا الوعل إلى ما بين القرن الثاني والأول قبل الميلاد
• تحدثت الكثير من النقوش التي عُثر عليها في الوادي عن وجود العديد من الجاليات التجارية من وادي حريب والتي كانت تنتشر في عدد من المدن اليمنية القديمة، وكذلك في مدن وأماكن خارج اليمن وسيكون لها منشور آخر حتى لا أطيل عليكم.
للحديث بقية عن أسد حريب الذي عُثر عليه في مدينة هربت (حنو الزرير).
#يوم_المسند_اليمني ٢١ فبراير
غيث هاشم
#تاريخ_عين_حريب
..
....*أيقونة الآثار اليمنية*....
المنشور رقم 3
* عُثر على هذا الوعل البرونزي في موقع مدينة مريمة (هجر العادي حالياً) ، وتم تهريبه عبر تجار الآثار وبيعه لأحد أمراء قطر، وكان من الممكن أن لا نعرف من أي موقع أثري تم أخراجه لو لا النقش المكتوب على ظهر الوعل كما هو موضح في الصورة والذي يتكون من سطر واحد مكتوب بحروف المسند البارزة باللهجة #القتبانية .
وكم غير هذا الوعل من القطع الأثرية التي يتم عرضها في المتاحف العالمية والتي لا نعرف من أي موقع تم أخراجها، إما بسبب عدم ذكر اسم الموقع في النقش الذي قد يوجد على أي من هذه القطع الأثرية إن كانت تحتوي على نقوش ، أو أن يتم القيام بطمس النقوش التي توجد عليها كما حدث للبعض منها.
• النقش المكتوب على ظهر الوعل:
• ش ع ب ن / ذ م ر ي م ت م / ح و ر / ت ب ن و / س ق ن ي و / ح و ك م.
• شعبن / ذمريمتم / حور / تبنو / سقنيو / حوكم
• المعنى:
- (جالية) من قبيلة مدينة مريمة الساكنين (مدينة) تبن قدموا (هذا الوعل) (للمعبود) حوكم.
• يفهم من هذا النقش بأن مجموعة أشخاص من مدينة مريمة (هجر العادي) كانت تسكن في مدينة تُبن (في محافظة لحج) بغرض ممارسة التجارة، وقدموا هذا الوعل للمعبود حوكم وهو المعبود الرئيس لوادي حريب.
• يمكن أن يعود تاريخ هذا الوعل إلى ما بين القرن الثاني والأول قبل الميلاد
• تحدثت الكثير من النقوش التي عُثر عليها في الوادي عن وجود العديد من الجاليات التجارية من وادي حريب والتي كانت تنتشر في عدد من المدن اليمنية القديمة، وكذلك في مدن وأماكن خارج اليمن وسيكون لها منشور آخر حتى لا أطيل عليكم.
للحديث بقية عن أسد حريب الذي عُثر عليه في مدينة هربت (حنو الزرير).
#يوم_المسند_اليمني ٢١ فبراير
غيث هاشم
#تاريخ_عين_حريب
..
الدولة #القتبانية
هي دولة عربية يمنية جنوبية، ولكن أخبارها ما تزال مجهولة، ولم يتفق العلماء الأثريون حتى الآن على تعيين مبدئها ونهايتها، ولكنهم أجزموا بأنها قد عاصرت دولتَيْ «معين» و«سبأ»، وذهب المستشرق الأثري هومل إلى أنها وُجِدت في الألف الأول قبل الميلاد،١٢ ويرى المستشرق كلاسر أن نهايتها كانت بين سنتَيْ ٢٠٠ و٢٤ق.م،١٣ ويرى المؤرخ الأثري الرابت: «أن بداية القتبانيين كانت في القرن السادس ق.م، ونهايتها على أثر خراب مدينة «تمنع» المعروفة الآن بكخلان، حوالي سنة ٥٠ق.م.» ويرى الدكتور جواد علي: «أن الوقت لم يحِنْ بعدُ للحكم بأن المكرب الفلاني أو الملك الفلاني قد حكم في سنة كذا أو قبل هذا أو ذاك؛ لأننا لا نزال نطمع في العثور على أخبار حكَّام لم تصل أسماؤهم إلينا، لعلها لا تزال في باطن الأرض … وإن خير ما يُستطاع عمله في الوقت الحاضر هو جمع كل ما يمكن جمعه من أسماء حُكَّام «قتبان» على أساس الصلة والقرابة؛ وذلك بأن يُضم الأبناء والأخوة إلى الآباء على هيئة جمهرات، ثم تُدرس علاقة هذه الجمهرات بعضها ببعض، وتُرتَّب على أساس دراسات نماذج الخطوط التي وردت فيها أسماء الحكَّام وطبيعة الأحجار التي حُفرت الحروف فيها … ولانتفاء ذلك أصبحت القوائم التي وضعها علماء العربيات الجنوبية لحكَّام قتبان أو حضرموت أو معين هي في نظري قوائم غير مستقرة.»١٤
وكان حكام «قتبان» — لا قطبان كما ورد في تاريخ العرب المطوَّل١٥ — يُلقَّبون بلقب «مكرب» ثم بلقب «ملك»، ومعنى كلمة «مكرب»: الوسيط والشفيع والمُقرِّب الذي يتوسَّط بين الآلهة والناس، وهكذا كان أولئك المكارب وسطاءَ بين الناس والآلهة، ولما قوي سلطان هؤلاء المكارب، وتعدَّى حدودَ قبائلهم إلى القبائل والمدن المجاورة تلقَّبوا بلقب «ملك».
وأقدم مكارب القتبانيين هو «سمه علي وثر»، وابنه «هون عم يهنعم» الذين حكما في حوالي القرن التاسع قبل الميلاد،١٦ وقد عُثِر في حفريات اليمن على كتابات حلزونية Boustrophedon؛ أيْ يبدأ السطر فيها من جهة اليمين فينتهي في جهة اليسار، ثم يبدأ السطر الثاني من جهة اليسار وينتهي في جهة اليمين، وهكذا …
ويظهر أن هذه الدولة قد عاصرت حكومة «معين»، وقد ذكرها بطليموس، وقال إنها تقع على ساحل تهامة، ويقول سترابون — نقلًا عن إيراتو ستينس الذي كان في سنة ١٩٤ق.م: إن القتبانيين كانوا يقطنون في الأقسام الغربية من العربية الجنوبية، وفي جنوب أرض السبَئِيِّين.١٧
أما المؤرخون العرب فلا يذكرون شيئًا موثوقًا عنهم، ويقول ياقوت الحموي في معجم البلدان: إن قتبان موضع في نواحي عدن.١٨ ويقول الفيروزآبادي: إن قتبان بالكسر موضع بعدن. وينقل الزبيدي في تاج العروس عن مراصد الاطلاع أن قتبان بعدن تبعًا للبكري. ويقول في موضع آخر: إن قتبان بالكسر بطن من رعين من حمير، كذا في كتب الأنساب.١٩ وهذا قول غير صحيح؛ لأنه لا صلةَ في النسب بين حمير وقتبان، وقد كان للقتبانيين أصنام ومعابد وهياكل شيَّدوها على اسم تلك الأصنام، ومنها: «عشتر» و«ابنى» و«ود» و«عم»، كما كانت لهم مجالس وندوات سياسية يجتمعون فيها لدراسة قوانين الحرب، وإدارة الحروب، وقوانين التجارة والزراعة والقتل والضرائب، وكانوا يسمون هذه المجالس «مشود»، وكان أعظم هذه المجالس في عاصمتهم «تمنع»، على أن المدن الأخرى لم تكن تخلو من هذه المجالس. وقد ارتفعت الفنون عندهم، وبلغت درجة رفيعة لا تقل عن الفنون الإغريقية، وبخاصة فن النحت، وقد عُثر في خرائب العاصمة «تمنع» على تمثالَيْن لأسدَيْن كُتِب على قاعدتيهما كتابات قتبانية، ورد فيها اسم الفنان «ثوبم»، وهذان التمثالان مصنوعان بأسلوب لا يقل روعةً عن الأسلوب اليوناني، ويرجع عهدهما إلى القرن الثاني قبل الميلاد.٢٠
ومن عظم نفوذ قتبان السياسي والعسكري أنها سيطرت حوالي سنة ٨٢٠ق.م. على الدولة السبَئِيَّة،٢١ كما عظُم تقدُّمها الزراعي، وقد وضعت قوانين خاصة لاستغلال الأرض، وقد وصل إلينا بعض الوثائق أو الإعلانات التي كان يعلنها الملوك القتبانيون للشعب في العاصمة أو غيرها، فيما يتعلق بإدارة الأراضي في وادي لبخ، وهو من الأودية الخصيبة عندهم، وكذلك وصل إلينا صور اتفاقيات معقودة لاستثمار بعض الأراضي الزراعية.٢٢ وأما أعظم مدنهم فهي مدينتا:
تمنع: وتقع في وادي بيجان الخصيب المنظم في ريه وتقسيم أراضيه، وتُعرف الآن باسم كحلان، ولا تزال أطلال الأقنية ونظم الري موجودة، كما لا تزال الحفريات فيها تكشف عن كثير من النقود الذهبية، والتماثيل، والخزفيات الجميلة، التي جعلت علماء الآثار يقولون إن الصلة بين «تمنع» والهيلينية والرومانية كانت قوية، وإن الرومان قد أثَّروا في العرب، وأرى العكس قد يكون صحيحًا؛ فالقتبانيين كانوا قومًا بارعين جدًّا في الفنون كما رأيت، وقد عُثر في حفريات «تمنع» على آثار رائعة من المرمر والنحاس والبرونز.٢٣
هي دولة عربية يمنية جنوبية، ولكن أخبارها ما تزال مجهولة، ولم يتفق العلماء الأثريون حتى الآن على تعيين مبدئها ونهايتها، ولكنهم أجزموا بأنها قد عاصرت دولتَيْ «معين» و«سبأ»، وذهب المستشرق الأثري هومل إلى أنها وُجِدت في الألف الأول قبل الميلاد،١٢ ويرى المستشرق كلاسر أن نهايتها كانت بين سنتَيْ ٢٠٠ و٢٤ق.م،١٣ ويرى المؤرخ الأثري الرابت: «أن بداية القتبانيين كانت في القرن السادس ق.م، ونهايتها على أثر خراب مدينة «تمنع» المعروفة الآن بكخلان، حوالي سنة ٥٠ق.م.» ويرى الدكتور جواد علي: «أن الوقت لم يحِنْ بعدُ للحكم بأن المكرب الفلاني أو الملك الفلاني قد حكم في سنة كذا أو قبل هذا أو ذاك؛ لأننا لا نزال نطمع في العثور على أخبار حكَّام لم تصل أسماؤهم إلينا، لعلها لا تزال في باطن الأرض … وإن خير ما يُستطاع عمله في الوقت الحاضر هو جمع كل ما يمكن جمعه من أسماء حُكَّام «قتبان» على أساس الصلة والقرابة؛ وذلك بأن يُضم الأبناء والأخوة إلى الآباء على هيئة جمهرات، ثم تُدرس علاقة هذه الجمهرات بعضها ببعض، وتُرتَّب على أساس دراسات نماذج الخطوط التي وردت فيها أسماء الحكَّام وطبيعة الأحجار التي حُفرت الحروف فيها … ولانتفاء ذلك أصبحت القوائم التي وضعها علماء العربيات الجنوبية لحكَّام قتبان أو حضرموت أو معين هي في نظري قوائم غير مستقرة.»١٤
وكان حكام «قتبان» — لا قطبان كما ورد في تاريخ العرب المطوَّل١٥ — يُلقَّبون بلقب «مكرب» ثم بلقب «ملك»، ومعنى كلمة «مكرب»: الوسيط والشفيع والمُقرِّب الذي يتوسَّط بين الآلهة والناس، وهكذا كان أولئك المكارب وسطاءَ بين الناس والآلهة، ولما قوي سلطان هؤلاء المكارب، وتعدَّى حدودَ قبائلهم إلى القبائل والمدن المجاورة تلقَّبوا بلقب «ملك».
وأقدم مكارب القتبانيين هو «سمه علي وثر»، وابنه «هون عم يهنعم» الذين حكما في حوالي القرن التاسع قبل الميلاد،١٦ وقد عُثِر في حفريات اليمن على كتابات حلزونية Boustrophedon؛ أيْ يبدأ السطر فيها من جهة اليمين فينتهي في جهة اليسار، ثم يبدأ السطر الثاني من جهة اليسار وينتهي في جهة اليمين، وهكذا …
ويظهر أن هذه الدولة قد عاصرت حكومة «معين»، وقد ذكرها بطليموس، وقال إنها تقع على ساحل تهامة، ويقول سترابون — نقلًا عن إيراتو ستينس الذي كان في سنة ١٩٤ق.م: إن القتبانيين كانوا يقطنون في الأقسام الغربية من العربية الجنوبية، وفي جنوب أرض السبَئِيِّين.١٧
أما المؤرخون العرب فلا يذكرون شيئًا موثوقًا عنهم، ويقول ياقوت الحموي في معجم البلدان: إن قتبان موضع في نواحي عدن.١٨ ويقول الفيروزآبادي: إن قتبان بالكسر موضع بعدن. وينقل الزبيدي في تاج العروس عن مراصد الاطلاع أن قتبان بعدن تبعًا للبكري. ويقول في موضع آخر: إن قتبان بالكسر بطن من رعين من حمير، كذا في كتب الأنساب.١٩ وهذا قول غير صحيح؛ لأنه لا صلةَ في النسب بين حمير وقتبان، وقد كان للقتبانيين أصنام ومعابد وهياكل شيَّدوها على اسم تلك الأصنام، ومنها: «عشتر» و«ابنى» و«ود» و«عم»، كما كانت لهم مجالس وندوات سياسية يجتمعون فيها لدراسة قوانين الحرب، وإدارة الحروب، وقوانين التجارة والزراعة والقتل والضرائب، وكانوا يسمون هذه المجالس «مشود»، وكان أعظم هذه المجالس في عاصمتهم «تمنع»، على أن المدن الأخرى لم تكن تخلو من هذه المجالس. وقد ارتفعت الفنون عندهم، وبلغت درجة رفيعة لا تقل عن الفنون الإغريقية، وبخاصة فن النحت، وقد عُثر في خرائب العاصمة «تمنع» على تمثالَيْن لأسدَيْن كُتِب على قاعدتيهما كتابات قتبانية، ورد فيها اسم الفنان «ثوبم»، وهذان التمثالان مصنوعان بأسلوب لا يقل روعةً عن الأسلوب اليوناني، ويرجع عهدهما إلى القرن الثاني قبل الميلاد.٢٠
ومن عظم نفوذ قتبان السياسي والعسكري أنها سيطرت حوالي سنة ٨٢٠ق.م. على الدولة السبَئِيَّة،٢١ كما عظُم تقدُّمها الزراعي، وقد وضعت قوانين خاصة لاستغلال الأرض، وقد وصل إلينا بعض الوثائق أو الإعلانات التي كان يعلنها الملوك القتبانيون للشعب في العاصمة أو غيرها، فيما يتعلق بإدارة الأراضي في وادي لبخ، وهو من الأودية الخصيبة عندهم، وكذلك وصل إلينا صور اتفاقيات معقودة لاستثمار بعض الأراضي الزراعية.٢٢ وأما أعظم مدنهم فهي مدينتا:
تمنع: وتقع في وادي بيجان الخصيب المنظم في ريه وتقسيم أراضيه، وتُعرف الآن باسم كحلان، ولا تزال أطلال الأقنية ونظم الري موجودة، كما لا تزال الحفريات فيها تكشف عن كثير من النقود الذهبية، والتماثيل، والخزفيات الجميلة، التي جعلت علماء الآثار يقولون إن الصلة بين «تمنع» والهيلينية والرومانية كانت قوية، وإن الرومان قد أثَّروا في العرب، وأرى العكس قد يكون صحيحًا؛ فالقتبانيين كانوا قومًا بارعين جدًّا في الفنون كما رأيت، وقد عُثر في حفريات «تمنع» على آثار رائعة من المرمر والنحاس والبرونز.٢٣