أتى الرحالة الأمريكي من أصل لبناني أمين #الريحاني على ذكر القمندان في كتابه الأثير «ملوك العرب» بعد زيارته لليمن اوائل العشرية الثانية من القرن العشرين فوصفه بقوله أنه ذو فكر ثاقب واطلاع واسع وثقافة غزيرة، وأنه ليس عَلَمًا من أعلام اليمن فحسب وإنما هو عَلَم من أعلام الجزيرة العربية، واصفًا إياه بشاعر لحج وفيلسوفها وبـ «سلك الكهرباء في لحج». وفي موضع آخر كتب عنه النص التالي: «الأمير أحمد الأربعين في عمره، جميل الصورة، له جبهة عالية تدل على ذكاء ورجاحة عقل، ويتكلم الانكليزية بطلاقة، وله ذوق سليم وتصرفات شائقة، ويقضي أوقاته في العلم و #التقوى، وله أملاك خاصة توازي أملاك أخيه السلطان، وهو يشرف بنفسه على زراعة أراضيه ويتحمس في ادخال أحدث طرق الري، ويجلب أحدث الآلات الزراعية والأسمدة والأنواع الجديدة من المحاصيل. وهو يشبه السيد الإنكليزي المزارع صاحب الأملاك في القرن الثامن عشر».
كما كتب عنه مواطنه السياسي والاداري والمؤلف «عمر عبدالله #الجاوي» الذي وصفه بـ «احد أمراء لحج الذين اختاروا الفن ومضوا في طريقه دون التفات الى قوة السلطة وجبروتها. فبفضله أصبح بستان #الحسيني ملجأ للجمال والطرب والشعر، ولذا كثرت في أغانيه كلمة (الحسيني) وكلمة ( #الهاشمي قال) بسبب انتسابه ل #بني_هاشم المعروفين ب #الأشراف »، علمًا بأن «بستان الحسيني» هذا هو بستان القمندان الخاص الذي اعتنى بنفسه لجهة تشجيرها وزراعة الغريب من النباتات والأشجار والفواكه والورود فيها، حتى غدا مكانًا شاعريًا جميلاً، وقد زاره العديد من الشخصيات المرموقة، كما زاره فريق من مجلة العربي #الكويتية لإعداد استطلاع عنه نشر في عدد المجلة رقم 48. وقد بقي البستان ضمن ملكية العائلة السلطانية حتى أوائل 1968 حينما قامت حكومة جنوب اليمن #الماركسية بتأميمه، لكنه عاد إلى ملكية ورثة القمندان عندما تحققت الوحدة اليمنية سنة عام 1990. وكما قال الأستاذ جاوي كثرت إشارة القمندان في قصائده المغناة إلى هذا البستان وإلى «الهاشمي وإلى أشياء تمت للطبيعة والفلاحين أو أماكن زارها ومنها أغاني:»سر الهوى في #الحسيني «، و»عسى ساعة هني بين عدن وبمبي«، و»دان يا طير كف النياح«،»دان يا مرحبا بالهاشمي«، و»غزلان في الوادي«و»مليح يازين«، و»دار الذي تهواه«، و»بالقرب من بستان الحسيني«و»على محاذاة وادي تبن«، و»يا حيد ردفان«، و»حالي وا عنب رازقي«، وغيرها.
في السنتين الأخيرتين من حياته أصيب القمندان بالاكتئاب وتوالت عليه الأمراض النفسية والجسمانية التي فشل الأطباء في علاجها، وانتهت معاناته بوفاته في مطلع شهر أغسطس سنة 1943 بمستشفى في حي التواهي بعدن، فتم دفنه بمسجد الدولة في الحوطة بحضور ساسة وقادة عسكريين ورموز الفكر والثقافة والصحافة في اليمن، وكان ممن نعوه رئيس وزراء #مصر وقتذاك مصطفى النحاس باشا.
بقي أن نعرف أن #القمندان هو المؤلف والملحن الأصلي لأحد أشهر الأغنيات الخليجية وأكثرها انتشارًا خارج حدود الخليج وهي أغنية»
#يامنيتي.. يا سلا خاطري» التي أداها المطرب الكويتي عبدالمحسن #المهنا ثم تبعه آخرون.
كما كتب عنه مواطنه السياسي والاداري والمؤلف «عمر عبدالله #الجاوي» الذي وصفه بـ «احد أمراء لحج الذين اختاروا الفن ومضوا في طريقه دون التفات الى قوة السلطة وجبروتها. فبفضله أصبح بستان #الحسيني ملجأ للجمال والطرب والشعر، ولذا كثرت في أغانيه كلمة (الحسيني) وكلمة ( #الهاشمي قال) بسبب انتسابه ل #بني_هاشم المعروفين ب #الأشراف »، علمًا بأن «بستان الحسيني» هذا هو بستان القمندان الخاص الذي اعتنى بنفسه لجهة تشجيرها وزراعة الغريب من النباتات والأشجار والفواكه والورود فيها، حتى غدا مكانًا شاعريًا جميلاً، وقد زاره العديد من الشخصيات المرموقة، كما زاره فريق من مجلة العربي #الكويتية لإعداد استطلاع عنه نشر في عدد المجلة رقم 48. وقد بقي البستان ضمن ملكية العائلة السلطانية حتى أوائل 1968 حينما قامت حكومة جنوب اليمن #الماركسية بتأميمه، لكنه عاد إلى ملكية ورثة القمندان عندما تحققت الوحدة اليمنية سنة عام 1990. وكما قال الأستاذ جاوي كثرت إشارة القمندان في قصائده المغناة إلى هذا البستان وإلى «الهاشمي وإلى أشياء تمت للطبيعة والفلاحين أو أماكن زارها ومنها أغاني:»سر الهوى في #الحسيني «، و»عسى ساعة هني بين عدن وبمبي«، و»دان يا طير كف النياح«،»دان يا مرحبا بالهاشمي«، و»غزلان في الوادي«و»مليح يازين«، و»دار الذي تهواه«، و»بالقرب من بستان الحسيني«و»على محاذاة وادي تبن«، و»يا حيد ردفان«، و»حالي وا عنب رازقي«، وغيرها.
في السنتين الأخيرتين من حياته أصيب القمندان بالاكتئاب وتوالت عليه الأمراض النفسية والجسمانية التي فشل الأطباء في علاجها، وانتهت معاناته بوفاته في مطلع شهر أغسطس سنة 1943 بمستشفى في حي التواهي بعدن، فتم دفنه بمسجد الدولة في الحوطة بحضور ساسة وقادة عسكريين ورموز الفكر والثقافة والصحافة في اليمن، وكان ممن نعوه رئيس وزراء #مصر وقتذاك مصطفى النحاس باشا.
بقي أن نعرف أن #القمندان هو المؤلف والملحن الأصلي لأحد أشهر الأغنيات الخليجية وأكثرها انتشارًا خارج حدود الخليج وهي أغنية»
#يامنيتي.. يا سلا خاطري» التي أداها المطرب الكويتي عبدالمحسن #المهنا ثم تبعه آخرون.
و في عام 1868م أستطاع الإنجليز أن يتفقوا مع السلطان العبدلي على إقامة قناة للماء من الشيخ عثمان إلى برزخ خور مكسر، فقد بُنيت هناك داخل السور التركي قرب جبل حديد بركة كبيرة لإستلام مياه القناة و منها كانت تحملها جواري الجمال عبر بغدة (نفق) جبل حديد إلى كريتر. و كانت مسألة الماء من القضايا التي كانت تؤدي إلى تبادل الهجمات بين الإنجليز و أهالي الشيخ عثمان و ذلك بسبب فرض السلطان الضرائب و الرسوم على أحمال المياه التي كانت تأخذها الجمال إلى عدن كلما ساءت العلاقة بينه و بين الإنجليز.
و نتيجة الوجود التركي الثاني في شمال اليمن، فقد قام الإنجليز بتوسيع منطقة نفوذهم، فأستطاعوا بأثمان بخسة أن يشتروا عدن الصغرى من العقربي ثم الشيخ عثمان من السلطان العبدلي و ذلك بمبلغ خمسة و عشرين ألفاً من الريالات و كان ذلك عام 1882م. و يعود تخطيط مدينة الشيخ عثمان و بناؤها بالشكل الذي هي عليه الآن إلى ما بعد ذلك التاريخ. أما مدينة الشيخ عثمان الأصلية فهي قرية الشيخ الدويل التي بجانبها قبر الولي و الذي سُمّيت المدينة بإسمه.
و في عام 1885م أستطاعت شركة إيطالية تأسيس أول صناعة للملح في منطقة الشيخ عثمان و تبعتها في عام 1899م شركة هندية. و بسبب الحاجة إلى مئات من العمال في هذه الصناعة الناشئة بدأت الشيخ عثمان تتوسع . كذلك بسبب إزدحام السكّان في كريتر أنتقلت أعداد لا بأس بها إلى المدينة لا سيما أن مشكلة المياه لم تكن موجودة فيها مثل كريتر و المعلا و التواهي. و كذلك فإن هواءها البرّي العليل خاصة أثناء الليل قد جذب إليها بعض الموسرين من كريتر فكانت لهم بيوت في الشيخ عثمان خلال فصل الصيف أو بساتين ذات برك للسباحة في ضواحي المدينة.
و في بداية هذا القرن دُفن في المدينة الولي ( #هاشم بحر) و سرعان ما أصبحت زيارته أهم من زيارة الشيخ عثمان في (الشيخ #الدويل) الذي سُمّيت المدينة بإسمه، بل و أصبحت زيارة الهاشمي تكاد تكون أهم زيارة في عدن. و لا شك أن موقع المدينة قد ساعد على جذب الناس إليها يوم الزيارة كنوع من الفسحة و للهروب من هواء كريتر الرطب الحار.
و يصف لنا #الريحاني الذي زار عدن في مطلع هذا القرن هذا الولي بأسلوبه الساخر قائلاً: ( إن ولي الله هاشم بحر كان يشتغل حمالاً عند أحد التجار في كريتر، و قد لاحظ عليه صاحبه كثرة إدمانه تعاطي القات بعد الظهيرة و النوم الكثير في الصباح. و في مرة من المرات جاء إلى صاحبه و هو يحمل كيساً من النقود، فترجاه أن يشتري له بقعة في الشيخ عثمان ليبني له عليها مسجداً لأنه أراد أن يُطهّر المدينة من إغراء الصوماليات و كذا من شرّ عساكر الإنجليز الذين أفسدوا أخلاق الشيخيين بسبب ترددهم الدائم على أماكن البغاء. و أشترى التاجر البقعة و بني هاشم بحر عليها المسجد و بعد مدة بعث الله له الوحي بشكل "حُمّى" فأوصى بأن يُدفن جسده تحت قبّة المسجد و لكن ذلك لم يكن ممكناً ما لم توافق سكرتارية المستعمرة على إعطاء الرخصة. فقام الوسطاء و ذهبوا يطالبون بالرخصة و لكن دون جدوى. فما كان من ولي الله الصالح إلا أن بعث بإنذار شفوي و هو على فراش الموت و هذا نصه: " قولوا للإنجليز إنني لن أموت إن شاء الله قبل الحصول على الرخصة". فأُعطيت له الرخصة لأن الإنجليز كانوا يحتاجون إلى ولي جديد في المدينة).
و بالطبع فان إشارة الريحاني أعلاه إلى أماكن البغاء لم تكن إعتباطية أو على سبيل النكتة. فالواقع أن الإنجليز عندما خططوا تعمير الشيخ عثمان كان من أهدافهم إنشاء أماكن بغاء لجنودهم في المدينة، و بالفعل كانت المدينة محاطة تقريباً من جهاتها الأربع بشوارع خاصة لبائعات الهوى، و قد أُستُجلب معظمهن من الخارج خاصّة من سواحل أفريقيا. و قد بقي البغاء يُمارس رسمياً في المدينة حتى الخمسينات من هذا القرن.
و في الحرب العالمية الأولى تعرّضت المدينة للهجوم التركي. فقد أستطاع علي سعيد باشا عام 1915م أن يحتل لحج و أنسحب الإنجليز من مدينة الشيخ عثمان. و قد قام أهالي المدينة بإعلان إستقلال المدينة و على رأسهم أحد فتوات المدينة المشهورين و أسمه (بنتيشه). و خلال تلك الأيام التي لم تكن توجد سُلطة في المدينة تعرّضت بعض الدكاكين للنهب و قُتل بعض التجّار. و قد جاء بعض السكان با لأتراك و بقوا فيها بضعة أيام ثم أنسحبوا منها فعاد الإنجليز و أحتلوها.
و من المؤسسات القديمة في الشيخ عثمان و التي كانت تجذب الناس من الأرياف و شمال اليمن مستشفى الإرسالية الذي كان يُعرف بإسم مستشفى (كيث فولكنر) و الذي تأسس في بداية هذا القرن. و قد أرتبط بالمستشفى قيام مدرسة فيه كان لها الفضل في تعليم الرعيل الأول من شباب الشيخ عثمان. و قد أصبح المستشفى يُعرف فيما بعد بمستشفى (عفارة) ، و كان عفارة أول طبيب يمني.
و نتيجة الوجود التركي الثاني في شمال اليمن، فقد قام الإنجليز بتوسيع منطقة نفوذهم، فأستطاعوا بأثمان بخسة أن يشتروا عدن الصغرى من العقربي ثم الشيخ عثمان من السلطان العبدلي و ذلك بمبلغ خمسة و عشرين ألفاً من الريالات و كان ذلك عام 1882م. و يعود تخطيط مدينة الشيخ عثمان و بناؤها بالشكل الذي هي عليه الآن إلى ما بعد ذلك التاريخ. أما مدينة الشيخ عثمان الأصلية فهي قرية الشيخ الدويل التي بجانبها قبر الولي و الذي سُمّيت المدينة بإسمه.
و في عام 1885م أستطاعت شركة إيطالية تأسيس أول صناعة للملح في منطقة الشيخ عثمان و تبعتها في عام 1899م شركة هندية. و بسبب الحاجة إلى مئات من العمال في هذه الصناعة الناشئة بدأت الشيخ عثمان تتوسع . كذلك بسبب إزدحام السكّان في كريتر أنتقلت أعداد لا بأس بها إلى المدينة لا سيما أن مشكلة المياه لم تكن موجودة فيها مثل كريتر و المعلا و التواهي. و كذلك فإن هواءها البرّي العليل خاصة أثناء الليل قد جذب إليها بعض الموسرين من كريتر فكانت لهم بيوت في الشيخ عثمان خلال فصل الصيف أو بساتين ذات برك للسباحة في ضواحي المدينة.
و في بداية هذا القرن دُفن في المدينة الولي ( #هاشم بحر) و سرعان ما أصبحت زيارته أهم من زيارة الشيخ عثمان في (الشيخ #الدويل) الذي سُمّيت المدينة بإسمه، بل و أصبحت زيارة الهاشمي تكاد تكون أهم زيارة في عدن. و لا شك أن موقع المدينة قد ساعد على جذب الناس إليها يوم الزيارة كنوع من الفسحة و للهروب من هواء كريتر الرطب الحار.
و يصف لنا #الريحاني الذي زار عدن في مطلع هذا القرن هذا الولي بأسلوبه الساخر قائلاً: ( إن ولي الله هاشم بحر كان يشتغل حمالاً عند أحد التجار في كريتر، و قد لاحظ عليه صاحبه كثرة إدمانه تعاطي القات بعد الظهيرة و النوم الكثير في الصباح. و في مرة من المرات جاء إلى صاحبه و هو يحمل كيساً من النقود، فترجاه أن يشتري له بقعة في الشيخ عثمان ليبني له عليها مسجداً لأنه أراد أن يُطهّر المدينة من إغراء الصوماليات و كذا من شرّ عساكر الإنجليز الذين أفسدوا أخلاق الشيخيين بسبب ترددهم الدائم على أماكن البغاء. و أشترى التاجر البقعة و بني هاشم بحر عليها المسجد و بعد مدة بعث الله له الوحي بشكل "حُمّى" فأوصى بأن يُدفن جسده تحت قبّة المسجد و لكن ذلك لم يكن ممكناً ما لم توافق سكرتارية المستعمرة على إعطاء الرخصة. فقام الوسطاء و ذهبوا يطالبون بالرخصة و لكن دون جدوى. فما كان من ولي الله الصالح إلا أن بعث بإنذار شفوي و هو على فراش الموت و هذا نصه: " قولوا للإنجليز إنني لن أموت إن شاء الله قبل الحصول على الرخصة". فأُعطيت له الرخصة لأن الإنجليز كانوا يحتاجون إلى ولي جديد في المدينة).
و بالطبع فان إشارة الريحاني أعلاه إلى أماكن البغاء لم تكن إعتباطية أو على سبيل النكتة. فالواقع أن الإنجليز عندما خططوا تعمير الشيخ عثمان كان من أهدافهم إنشاء أماكن بغاء لجنودهم في المدينة، و بالفعل كانت المدينة محاطة تقريباً من جهاتها الأربع بشوارع خاصة لبائعات الهوى، و قد أُستُجلب معظمهن من الخارج خاصّة من سواحل أفريقيا. و قد بقي البغاء يُمارس رسمياً في المدينة حتى الخمسينات من هذا القرن.
و في الحرب العالمية الأولى تعرّضت المدينة للهجوم التركي. فقد أستطاع علي سعيد باشا عام 1915م أن يحتل لحج و أنسحب الإنجليز من مدينة الشيخ عثمان. و قد قام أهالي المدينة بإعلان إستقلال المدينة و على رأسهم أحد فتوات المدينة المشهورين و أسمه (بنتيشه). و خلال تلك الأيام التي لم تكن توجد سُلطة في المدينة تعرّضت بعض الدكاكين للنهب و قُتل بعض التجّار. و قد جاء بعض السكان با لأتراك و بقوا فيها بضعة أيام ثم أنسحبوا منها فعاد الإنجليز و أحتلوها.
و من المؤسسات القديمة في الشيخ عثمان و التي كانت تجذب الناس من الأرياف و شمال اليمن مستشفى الإرسالية الذي كان يُعرف بإسم مستشفى (كيث فولكنر) و الذي تأسس في بداية هذا القرن. و قد أرتبط بالمستشفى قيام مدرسة فيه كان لها الفضل في تعليم الرعيل الأول من شباب الشيخ عثمان. و قد أصبح المستشفى يُعرف فيما بعد بمستشفى (عفارة) ، و كان عفارة أول طبيب يمني.